دمع العيون
(حكاية وطـن )
لا تصرخي أكثر من ذلك .. يا قدس !
تتعرض القدس مدينة السلام, عروس المدائن, عاصمة الدولة الفلسطينية, أولي القبلتين وشرف الأمة العربية والإسلامية إلى العديد من عمليات الاغتصاب والسلب والاستباحة المخططة والمبرمجة من قبل اليهود وقطعانهم وحكوماتهم والجديد في هذه الأيام والذي يجعلنا نخجل من أنفسنا كوننا مرابطين على هذه الأرض ولم نستطع فعل شيء لندافع عن ما تبقي لنا من القدس قبل أن نصحوا ويصحوا الجميع ليجدوا القدس العربية تحت الأرض ولم يبقي فيها لا مسجد ولا كنيسة ولا بيت عربي, والجديد أن ساحات المسجد الأقصى باتت أماكن يحلوا للجنود الإسرائيليين والمتطرفين اليهود ممارسة الفحشاء وشرب الخمر وفعل ما يطيب لهم دون لوم من احد والجديد أيضا أن اليهود المتطرفين يدخلوا بالمئات إلى ساحات المسجد ويقرؤون تراتيل دينية بصوت عالي وكأنهم يمارسوا شعائر دينية وتلمودية. مهما صرخت القدس اليوم وعلى صوتها فأن صوتها لن يسمع الكثير من أبناء الأمة العربية والإسلامية وإن سمع فلا يعتبروا ذلك استغاثة ولا يعتبروا ذلك طلبا للنجدة ورد الكرامة والحفاظ على ما تبقي من شرف القدس المنتهك!
تصرخ القدس اليوم وتنادي كل من يعتبرها عربية إسلامية ليعرف أن الكثير من المخططات تنفذ على أرضها, منها الاستيطانية أو التوسعية التي تهدف إلى تهويد المدينة بأكملها سعيا لقطع الطريق على مساعي السلام المستقبلية والتي لن تنجح إلا إذا كانت القدس فيها من الثوابت الوطنية والرئيسية وبالتالي تصبح عاصمة الدولة الفلسطينية.
مؤخرا افتتح اليهود المتطرفين كنيس يهودي أقيم على ارض وقف إسلامي في منطقة حمام العين ليكون نهبا وسرقه علنية وبنفس الوقت يهدف لجس نبض ورد فعل العرب الفلسطينيين والمسلمين اجمع ولقد كشف مؤخرا عن مخطط صهيوني ستنفذه بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالقدس العربية لحفر بني تحتية بالبلدة القديمة وتحت المسجد الأقصى ويتضمن هذا المخطط شق طرق التفافية جديدة واسعة وعريضة وإقامة شبكة للسكة الحديد تخترق المدينة ومعظم أحيائها العربية و خاصة صور باهر وأم طوبا وجبل المكبر ووادي قدوم والشياح والطور والعيساويه وتتجه شمالا باتجاه ضاحية البريد وبلدة الرام وتربط المدينة بالشبكة الإسرائيلية للسكة الحديد, ويهدف من هذا المخطط خلخلة أساسات المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم وهذا سيهدد كامل مبانيه, بالإضافة إلى أن هذه الطرق سيصاحبها هدم العديد من المباني وبالذات العربية التاريخية القديمة وتمنع سكانها من البناء والتجديد أو التوسع في نفس الوقت تسمح لليهود بالبناء والتوسع والتنقل والتملك في المدينة القديمة وبذلك ترسخ السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
إن هدف إسرائيل من هذه المخططات الصهيونية التوسعية هو أحداث تغير جغرافي وديموغرافي يضمن لها بقاء المدينة القديمة تحت السيطرة الإسرائيلية تجهيزا لأي حل سياسي قادم ويستبعدها من الحل النهائي. أما الحركة الاستيطانية الصهيونية فقد خططت لزيادة عدد اليهود القاطنين بالبلدة القديمة وتسعي حركة "عطيرات كوهاتيم" الاستيطانية إلى تعزيز الوجود الصهيوني في المدينة حيث يعيش الآن أكثر من 900 يهودي في منازل اشترتها واستولت عليها الجمعية منذ العام 1978و تسعي الحركة الصهيونية الاستيطانية لا قامة طوقا استيطانيا حول القدس على أن يتاخم البلدة القديمة ويحكم القبضة الصهيونية عليها فقد أصبح الحي الاستيطاني في حي الشيخ جراح واحد من 17 حيا استيطانيا صغيرا متاخمة للبلدة القديمة و الحي الاستيطاني في وادي الجوز يهدف لربط الحي الأخير وبؤرة الاستيطان الرئيسية على جبل الزيتون و المعروفة ب" بيت اوروف", أما الحي الاستيطاني في رأس العمود فانه عبارة عن بؤر استيطانية على شكل قلاع و حصون لا تبتعد عن البلدة القديمة سوي 150 مترا هوائيا ويطل مباشرة على القدس الشريف وأما الحي الاستيطاني في أبو ديس والذي يقع على خاصرة ابوديس الغربية ويطل على حي سلوان وجبل المكبر ويطلق علية اسم "كوفات تسيوي" ويهدف الإسرائيليون من إقامة هذا الحي إلى منع أي تواصل ديموغرافي فلسطيني بين البلدة القديمة وبلدتي ابوديس والعيزيريه والحيلولة دون وجود كيان فلسطيني مستقل في تلك المنطقة.
إن جسد المدينة المقدسة والبلدة القديمة بات ممزقا من كثرة ما اغتصب وبات صوت القدس لا يسمع لان صوتها اخذ بالتخافت من كثرة ما أصابها من الم وعذاب وبطش وخراب وتدمير لتاريخ عربي إسلامي يتشدق به المتشدقون ويتاجر به المتاجرون المغلوبين على أمرهم من دعاة العروبة ودعاة الجهاد. ألا يستحق ما حدث وما يحدث بالقدس الآن أن نترك ملذات الحياة السياسية من جاه وبذخ وترف ونحمل لواء الجهاد حقا وليس اسما وننادي حي على الجهاد بصوت يسمع القدس المغتصبة لتصبر على اغتصابها لأنها ستعرف حينها أن المد العربي والإسلامي قادم لنجدتها ؟
ألا يستحق ما يحدث بالقدس الآن أن نترك الزوج والمال و الولد ونرتحل سعيا للجهاد و المقاومة ؟ ألا يستحق ما يحدث بالقدس الآن أن نفك اسر أنفسنا من مهادنة المحتل وحماية أسواره ؟ ألا يستحق ما يحدث بالقدس أن نتوحد كفلسطينيين ونعيد توجيه البوصلة إلى مدارها الحقيقي ونبكي أيام الفراق والانقسام ؟ ألا يستحق أن نبلغ أبنائنا على الأقل بما يحدث لعلهم يكونوا أكثر غيرة وعزة وكرامة منا ويعدوا أجيالا تنفر إلى القدس جحافل جحافل.
بقلـــم : د. هاني العقاد
ودمتــم بحريـــه
تتعرض القدس مدينة السلام, عروس المدائن, عاصمة الدولة الفلسطينية, أولي القبلتين وشرف الأمة العربية والإسلامية إلى العديد من عمليات الاغتصاب والسلب والاستباحة المخططة والمبرمجة من قبل اليهود وقطعانهم وحكوماتهم والجديد في هذه الأيام والذي يجعلنا نخجل من أنفسنا كوننا مرابطين على هذه الأرض ولم نستطع فعل شيء لندافع عن ما تبقي لنا من القدس قبل أن نصحوا ويصحوا الجميع ليجدوا القدس العربية تحت الأرض ولم يبقي فيها لا مسجد ولا كنيسة ولا بيت عربي, والجديد أن ساحات المسجد الأقصى باتت أماكن يحلوا للجنود الإسرائيليين والمتطرفين اليهود ممارسة الفحشاء وشرب الخمر وفعل ما يطيب لهم دون لوم من احد والجديد أيضا أن اليهود المتطرفين يدخلوا بالمئات إلى ساحات المسجد ويقرؤون تراتيل دينية بصوت عالي وكأنهم يمارسوا شعائر دينية وتلمودية. مهما صرخت القدس اليوم وعلى صوتها فأن صوتها لن يسمع الكثير من أبناء الأمة العربية والإسلامية وإن سمع فلا يعتبروا ذلك استغاثة ولا يعتبروا ذلك طلبا للنجدة ورد الكرامة والحفاظ على ما تبقي من شرف القدس المنتهك!
تصرخ القدس اليوم وتنادي كل من يعتبرها عربية إسلامية ليعرف أن الكثير من المخططات تنفذ على أرضها, منها الاستيطانية أو التوسعية التي تهدف إلى تهويد المدينة بأكملها سعيا لقطع الطريق على مساعي السلام المستقبلية والتي لن تنجح إلا إذا كانت القدس فيها من الثوابت الوطنية والرئيسية وبالتالي تصبح عاصمة الدولة الفلسطينية.
مؤخرا افتتح اليهود المتطرفين كنيس يهودي أقيم على ارض وقف إسلامي في منطقة حمام العين ليكون نهبا وسرقه علنية وبنفس الوقت يهدف لجس نبض ورد فعل العرب الفلسطينيين والمسلمين اجمع ولقد كشف مؤخرا عن مخطط صهيوني ستنفذه بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالقدس العربية لحفر بني تحتية بالبلدة القديمة وتحت المسجد الأقصى ويتضمن هذا المخطط شق طرق التفافية جديدة واسعة وعريضة وإقامة شبكة للسكة الحديد تخترق المدينة ومعظم أحيائها العربية و خاصة صور باهر وأم طوبا وجبل المكبر ووادي قدوم والشياح والطور والعيساويه وتتجه شمالا باتجاه ضاحية البريد وبلدة الرام وتربط المدينة بالشبكة الإسرائيلية للسكة الحديد, ويهدف من هذا المخطط خلخلة أساسات المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم وهذا سيهدد كامل مبانيه, بالإضافة إلى أن هذه الطرق سيصاحبها هدم العديد من المباني وبالذات العربية التاريخية القديمة وتمنع سكانها من البناء والتجديد أو التوسع في نفس الوقت تسمح لليهود بالبناء والتوسع والتنقل والتملك في المدينة القديمة وبذلك ترسخ السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
إن هدف إسرائيل من هذه المخططات الصهيونية التوسعية هو أحداث تغير جغرافي وديموغرافي يضمن لها بقاء المدينة القديمة تحت السيطرة الإسرائيلية تجهيزا لأي حل سياسي قادم ويستبعدها من الحل النهائي. أما الحركة الاستيطانية الصهيونية فقد خططت لزيادة عدد اليهود القاطنين بالبلدة القديمة وتسعي حركة "عطيرات كوهاتيم" الاستيطانية إلى تعزيز الوجود الصهيوني في المدينة حيث يعيش الآن أكثر من 900 يهودي في منازل اشترتها واستولت عليها الجمعية منذ العام 1978و تسعي الحركة الصهيونية الاستيطانية لا قامة طوقا استيطانيا حول القدس على أن يتاخم البلدة القديمة ويحكم القبضة الصهيونية عليها فقد أصبح الحي الاستيطاني في حي الشيخ جراح واحد من 17 حيا استيطانيا صغيرا متاخمة للبلدة القديمة و الحي الاستيطاني في وادي الجوز يهدف لربط الحي الأخير وبؤرة الاستيطان الرئيسية على جبل الزيتون و المعروفة ب" بيت اوروف", أما الحي الاستيطاني في رأس العمود فانه عبارة عن بؤر استيطانية على شكل قلاع و حصون لا تبتعد عن البلدة القديمة سوي 150 مترا هوائيا ويطل مباشرة على القدس الشريف وأما الحي الاستيطاني في أبو ديس والذي يقع على خاصرة ابوديس الغربية ويطل على حي سلوان وجبل المكبر ويطلق علية اسم "كوفات تسيوي" ويهدف الإسرائيليون من إقامة هذا الحي إلى منع أي تواصل ديموغرافي فلسطيني بين البلدة القديمة وبلدتي ابوديس والعيزيريه والحيلولة دون وجود كيان فلسطيني مستقل في تلك المنطقة.
إن جسد المدينة المقدسة والبلدة القديمة بات ممزقا من كثرة ما اغتصب وبات صوت القدس لا يسمع لان صوتها اخذ بالتخافت من كثرة ما أصابها من الم وعذاب وبطش وخراب وتدمير لتاريخ عربي إسلامي يتشدق به المتشدقون ويتاجر به المتاجرون المغلوبين على أمرهم من دعاة العروبة ودعاة الجهاد. ألا يستحق ما حدث وما يحدث بالقدس الآن أن نترك ملذات الحياة السياسية من جاه وبذخ وترف ونحمل لواء الجهاد حقا وليس اسما وننادي حي على الجهاد بصوت يسمع القدس المغتصبة لتصبر على اغتصابها لأنها ستعرف حينها أن المد العربي والإسلامي قادم لنجدتها ؟
ألا يستحق ما يحدث بالقدس الآن أن نترك الزوج والمال و الولد ونرتحل سعيا للجهاد و المقاومة ؟ ألا يستحق ما يحدث بالقدس الآن أن نفك اسر أنفسنا من مهادنة المحتل وحماية أسواره ؟ ألا يستحق ما يحدث بالقدس أن نتوحد كفلسطينيين ونعيد توجيه البوصلة إلى مدارها الحقيقي ونبكي أيام الفراق والانقسام ؟ ألا يستحق أن نبلغ أبنائنا على الأقل بما يحدث لعلهم يكونوا أكثر غيرة وعزة وكرامة منا ويعدوا أجيالا تنفر إلى القدس جحافل جحافل.
بقلـــم : د. هاني العقاد
ودمتــم بحريـــه
دمـ ع العيـون :SnipeR (69):