قراءة فى كتاب فوائد من حديث لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك

رضا البطاوى

كاتب جيد جدا
قراءة فى كتاب فوائد من حديث لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
المؤلفة هالة يحيى صادق وهو يدور حول المعانى المستفادة من حديث الثناء وهو :

"قال أعلم الخلق (ص) لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
هذا جزء من حديث عائشة رضى الله عنها وهو فى صحيح الجامع رقم ( 1291 ) وفى صحيح أبو داود (823 ) .. والحديث " اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " .."

والحديث موضوع بسبب القول وأعوذ بك منك فكيف نستعذ بالله منه وكأنه الله هو من يوسوس للناس ويأمرهم بالمنكر فالمستغاذ منه هو الشيطان كما قال تعالى :
"فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم "
وأيضا بسبب القول الاستعاذة بالرضا من السخط فالاستعاذة تكون من الضرر والمضر
ومن ثم كل ما بنته المؤلفة على الحديث باطل وهو :
"وللحديث عدة فوائد منها :
أولا أن من الصفات ما هو أفضل من بعض
أن صفات الله عز وجل كلها صفات كمال ، والكمال بعضه فوق بعض ولذلك قال النبى (ص)" اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك " فالرضا والسخط صفتان ثابتتان لرب العالمين ولكنه استعاذ بالرضا على السخط ، ولو كانا بمرتبة واحدة ما قدم أحدهما على الآخر وكما فى الحديث [ إن رحمتى سبقت غضبى ] هذا السبق نوع من الأفضلية ، وكذلك قول النبى (ص)لما سمع الرجل يدعو فقال إنه سأل الله بإسمه الأعظم الذى إذا دعى به أجاب . أى أن بعض الأسماء أفضل من بعض ، فلا يصح أن ينظر الى شأن الله كما ينظر الى شأن المخلوقين مهما علا شأنهم ، فالله عز وجل فى علاه ليس كمثله شئ ، وشأنه جل وعلا لا ينظر إليه إلا بالعلو { سبح إسم ربك الأعلى } فبعد أن ذكر أنه رب ذكر أنه أعلى ، والعلو فى كل شئ فى الذات والصفات والمكانة... والأفضلية بين الصفات لا تعنى نقص صفة عن أخرى بل هى كلها صفات علو وكمال ، ولكن الكمال منه ما هو كمال فوق كمال ، والمعلوم أن الصفات فرع عن الذات ، فالإنسان ذاته ناقصة فلذلك صفاته ناقصة ، أما الله عز وجل فذاته عالية ولذلك صفاته عالية حيث أن الصفات متناسبة مع الذات فالرضا والسخط كلاهما صفة كمال ، وكلام الله عز وجل صفة وليس مخلوق بل هو كلام على الحقيقة تكلم به الرحمن بحق وصوت يليق به وبشأنه جل وعلا ، وعلى هذا فكلامه أيضا بعضه أفضل من بعض .
سؤال من الذى يبين أفضلية صفة على صفة أو كلام على كلام ؟

الإجابة أنه هو سبحانه وتعالى الذى يفضل صفة عن صفة ويبين لنا ذلك من الكتاب والسنة ، وعلى هذا فالسخط ليس صفة نقص بل هى فى حق الله سبحانه وتعالى صفة كمال ، وكما أن صفة الضحك والغضب والأسف الذى هو شدة الغضب فى حق الله سبحانه وتعالى صفة كمال وإن كانت فى المخلوق صفة نقص فذلك كما أوضحنا أن الصفات فرع عن الذات فلا يلتبس عليك الأمر لما نقول أن الصفات بعضها أفضل من بعض فظن أن الأفضل أعلى والمفضول أدنى ، فهذا خطأ كبير ، فالتناسب فى الأفضلية فى مطلق الكمال لا يدخل فى دائرة النقص ولكن يأتى الخطأ بسبب التشبيه بين الخالق والمخلوق واعتقاد أن الأفضلية فى صفات الناقص كالأفضلية فى حق صفات الله الكاملة . فأنتبه للفرق وأحمل كل مسألة عقائدية فى ظل تسبيح رب العالمين . قال تعالى { سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين } ."
وما قالته المؤلفة عن أفضلية بعض الصفات على بعض خطأ فأفعال الله هو من شرعها فأباحها لنفسه ومن ثم لا تفاضل بينها فالمصدر لهما واحد
وتساءلت المؤلفة فقالت:
"سؤال لماذا جمع هنا بين تسبيحه فى هذه الآية وبين السلام على المرسلين ؟
الإجابة لأن أعظم قوم أنزلوا الله المنزلة التى تليق به هم المرسلون ، لذلك ذكر مكانته وذكر مكانتهم .. ولماذا سلام عليهم ؟ لأنهم هم الذين أقاموا القضية على ما ينبغى فلم يشبهوا ولم يمثلوا ولم ينقصوا ولم يقدموا عقولا .. إلخ بل أخلصوا له سبحانه ، ولذلك يصفهم فى قوله تعالى { إنه من عبادنا المخلصين }"
والحق أن السلام على الرسل(ص) هو نتيجة لتسبيحهم الله وذكرت المؤلفة وجود صفات نقص رغم أن الله هو من قالها فى حق نفسه فقالت:
"ملحوظة:
هناك صفات إن نسبت لله بإطلاق كان ذلك نقص لا يجوز ولكن هى تذكر فى مقابلة وليست مطلقة مثل { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } الأنفال 30 ، { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم } النساء 142 ، { إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا } الطارق 15 و 16 والخديعة هى ستر أمور عن إنسان وهو لا يدركها ، وظن المنافقون أنهم خدعوا الله لفرط جهلهم بالله وهو خادعهم ، وكذلك قوله تعالى { نسوا الله فنسيهم } فهنا مقابلة لفعلهم ، وكذلك الإنتقام صفة كمال ولأنه الإنتقام من الظالمين عدل مقابلة أفعالهم ، لأن الجزاء من جنس العمل ، فكانت صفات الخداع والمكر صفة كمال لأنها فى مقابلة أفعالهم ..
لكن عندما ذكر الخيانة كما فى الآية { إن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم } الأنفال 71 لم يقل ( فخانهم ) لأن الخيانة خدعة فى مقام الإئتمان وهى صفة ذم مطلقا سواء فى مقابلة أو مطلقة هى صفة ذم فى كل الأحوال لذلك لم تكن من أفعال الله سبحانه وتعالى"

والحق أنها ليست صفات نقص فالخداع فى حق الله هو عدل منه حيث ينتقم ممن عصوه وأضروا غيرهم
وتحدثت عن الاستعاذة بالصفات والأسماء فقالت:
"ثانيا الاستعاذة بالأسماء والصفات والتوسل بها:
الوسيلة هى ما يتقرب به الى الله عز وجل من الواجبات والمستحبات ( أصل ذلك الإيمان بما جاء به الرسول (ص))
التوسل نوعان (1) توسل ممنوع (2) توسل مشروع
التوسل الممنوع
هو التوسل بما لم يجعله الله وسيلة ، وذلك كالتوسل بالمقبورين أو بالأحياء من غير رسول الله (ص)أو فى غير الموطن الذى شرعه الله عز وجل .
(2) التوسل المشروع وهو قسمان

* العام هو اتخاذ الشريعة كلها وسيلة كما قال تعالى { وأتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتخذوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون } ، وقوله تعالى { والذين يمسكون بالكتاب } فالله جعل الشريعة كلها عقيدة وأقوال وأفعال وسيلة لرضاه سبحانه .
* التوسل الخاص هو التوسل بما شرعه الله عز وجل ، وهو أقسام

(1) التوسل برسول الله (ص)فى حياته وبشفاعته يوم القيامة ، وذلك لما جعله الله سبحانه وتعالى مقبول الدعاء ، والأدلة على ذلك كثيرة ( قصة المرأة التى تصرع – الرجل الأعمى – الرجل الذى جاءه وهو على المنبر يسأله الدعاء بالمطر ... إلخ ) .
(2) التوسل بالعمل الصالح ، قال تعالى { قدموا بين يدى نجواكم صدقة } فهذا التوسل بالإنفاق ، وكذلك هناك التوسل بالذبح أو الحج أو العمرة والصلاة والصيام ، قال العلماء ينبغى للمسلم أن تكون له خبيئة من عمل صالح لا يعلمها إلا الله ، لماذا لا يعلمها إلا الله ؟ .. قال الشاعر إن كل ما ظهر من عملى لا أعده لأن قلوبنا أضعف من أن تخلص والناس تنظر .
ومن الأدلة على جواز التوسل بالعمل الصالح حديث الثلاثة الذين سدت عليهم الصخرة فتحة الغار فتوسل كل واحد منهم الى الله بعمله الصالح أن يفرج عنهم ماهم فيه حتى انفرجت الصخرة وخرجوا يمشون .
وهنا أدعو نفسى وإياكم أن تتفكروا لو كان أحدنا رابعهم فبماذا كنا نتوسل ؟ وهل لدينا عمل صالح يقبله الله منا ؟ وهل كانوا عندئذ سيخرجون أم سنكون سببا لعدم نجاتهم ؟
(3) التوسل بالأسماء والصفات كما هو ثابت فى السنة الصحيحة فى كثير من المواطن [ اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى ] وهذا توسل بالأسماء [ اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك ] وهذا توسل بالصفات مع مراعاة إختيار الإسم المناسب للطلب حين الدعاء ، فإن هذا من الأدب مع الله ومن الفقه ، فلا يقال إرحمنى يا جبار يا قوى .. لكن يختار الإسم المناسب فيقول يا رحيم يا رحمن إرحمنى ..
ولفظ التوسل يراد به ثلاث معان معنيان صحيحان بإتفاق المسلمين ، والثالث لم ترد به سنة
التوسل بطاعته ، وهذا فرض لا يتم الإيمان إلا به .
التوسل بدعائه وشفاعته وهذا كان فى حياته ، ويوم القيامة يتوسلون بشفاعته .

التوسل به بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال بذاته ، فهذا هو الذى لم تك الصحابة تفعله لا فى الاستسقاء ونحوه ، لا فى حياته ولا بعد مماته ، لا عند قبره ولا غير قبره ."
والتوسل هو الأخذ بالأسباب التى شرعها الله فلا يوجد ما يسمى توسل بالصفات والأسماء وإنما هى كلها أعمال بناء على أحكام الله كالاستعانة بالطبيب على المرض واستعانة المكسور بالسليم فى الطريق واستعانة الأعمى بالمبصر
وطرحت المؤلفة سؤالا فقالت:
"سؤال هل يجوز طلب الدعاء من مخلوق فى حياته ؟
الأفضل عدم طلب الدعاء من أحد من المخلوقين فى حياته ، لكن طلب الدعاء من النبى (ص)فى حياته أفضل من الترك لما ثبت له (ص)من الفضل لكونه مقبول الدعوة ."

وما قالته المؤلفة عن عدم طلب الدعاء من المسلم الأخر يتناقض مع أن الله أمر المؤمنين أن يستغفروا لبعضهم البعض كما طلب من نبيه(ص) الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات فقال:
" واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنين"
وكطلب أولاد يعقوب(ص) منه الاستغفار لهم " استغفر لنا ذنوبنا"
وتحدثت عن حرمة التوسل بالموتى فقالت:
"أما دعاء الأنبياء والصالحين بعد موتهم فهو غير جائز فإن هذا من الشرك أو ذريعة الى الشرك ، وإن دعاء الغائب للغائب أعظم من دعاء الحاضر لأنه أكمل إخلاصا أو أبعد عن الشرك ، وفى الحديث " أعظم الدعاء إجابة دعاء غائب لغائب " أخرجه أبو داود (2/1535) والترمذى (4/198) وفى لفظ " إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب " قال الألبانى ضعيف جدا ضعيف الجامع رقم 841 ، وفى صحيح مسلم عن النبى (ص)أنه قال " ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا لأخيه بدعوة قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل " أخرجه مسلم (4/2732) ."
وعادت ممرة أخرى لتحريم دعاء الأحياء للأحياء فقالت :
ومن الأدلة أنه لا يطلب الدعاء من المخلوقين فى حياته وإن ترك ذلك أفضل
إن الملائكة تدعو للمؤمنين وتستغفر لهم دون أن يسألهم أحد ، ولم يشرع دعاء الملائكة كما لم يشرع دعاء من مات من الأنبياء والصالحين . قال تعالى { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فأغفر للذين تابوا وأتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ... الآية } غافر 7 – 9

حديث " لا تنسنا فى دعائك " ضعفه الألبانى ، وإن صح فإن طلب النبى (ص)وهو الفاضل من عمر بن الخطاب وهو المفضول الدعاء ذلك من باب الإحسان إليه ، ومثله مثل أمره (ص)بالصلاة على الجنائز وزيارة القبور والسلام على المؤمنين والدعاء لهم ، فهو (ص)يطب منه الدعاء لينتفع المفضول بهذا الأمر ، وعلى ذلك من قال من الناس لغيره ادع لى أو لنا وقصده أن ينتفع بذلك المأمور وينتفع هو أيضا كما يأمر بسائر الخير فهو مقتد بالنبى (ص)، أما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته فهذا من السؤال المرجوح الذى تركه الى الرغبة الى الله أفضل من الرغبة الى المخلوق وسؤاله .
ما ثبت فى الصحيحين عن النبى (ص)أنه قال " يدخل من أمتى الجنة سبعون ألفا بغير حساب وقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ... الحديث " والرقية من جنس الدعاء – فلا يطلبون من أحد ذلك ، فوجه المدح هنا عدم طلبهم هذا ، ولا ينفى أنهم كانوا يرقون أنفسهم وغيرهم كما ثبت عن النبى (ص)وعن الصحابة رضوان الله عليهم لكن دون طلبه منهم .
وأعلم أن التوسل يكون بدعاء النبى (ص)وليس بذاته ، والأدلة على ذلك
قول عمر بن الخطاب " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا " ، فدل على أنهم لم يتوسلوا بالنبى (ص)بعد موته وإلا ما كانوا عدلوا الى العباس والى اليزيد بن الأسود ، وقد كانوا يستطيعون الذهاب لقبره والتوسل هناك والدعاء بالجاه وما شابه ، لكن لما كان هذا غير مشروع عدلوا عنه الى المشروع .

حديث الأعمى الذى يحتج به الناس على أنه يجوز التوسل بذات النبى هو حجة عليهم لا لهم فإنه صريح فى أنه إنما التوسل بدعاء النبى وشفاعته لما طلب الرجل من النبى الدعاء أمره النبى (ص)بأن يقول " اللهم شفعه في " وذلك بعد تقديم الصلاة . قال الألبانى أى اللهم تقبل منه دعائه ( إقبل دعائه في ) وهذه الزيادة كنز من الكنوز من عرفها استطاع بها أن يطيح بشبهات المخالفين ."
وكل ما أوردته من أدلة الروايات يتناقض مع أن الله حرم الاستغفار للكفار والمنافقين فقط كما قال تعالى :
"ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم"
وقال :
"استغفر لهم أولا تستغفر إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدى القوم الفاسقين"
وأما الاستغفار للمؤمنين فمباح كما قال تعالى :
"
وتحدثت عن عدم احصاء المخلوق الثناء فقالت:
"ثالثا عدم الإحصاء:
الإحصاء هو الإحاطة ، والإحاطة هى العلم بالشئ على تمامه وهو غير العلم .
سؤال ما الفرق بين الإحصاء والعلم ؟
الإجابة الإحصاء وقد عرفته ، أما العلم فهو إدراك الشئ على ماهو عليه فى الواقع إدراكا جازما ، وهو بخلاف الجهل ، والعلم هو معرفة أى قدر أو أى معلومة . فإذا علم مسألة واحدة أو أكثر يقول عندى علم بمسألة كذا ولا يقول أحطت بها ، لأن كما ذكرنا الإحاطة تمام العلم ، وهذا فيه نظر .
وقوله (ص)" لا أحصى " أى لا يستطيع أن يعلم الشئ على تمامه ، أى لا يعلم تمام ما إتصف الله به ولا يستطيع أن يعرف أوجه المحامد التى تليق برب العالمين إلا بما علمه الله ، فالنبى (ص)علم كثير من الأسماء والصفات ولم تذكر فى القرآن ولكنه يعلم فقط ولا يحصى .. فتنبه .. وهذا يعنى أن لله أسماء وصفات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى حتى الرسول (ص)لا يعلمها على التمام وهو أعلم الخلق فيكون باقى الخلق أيضا لا يستطيعون ذلك .
وعدم إحصاء أوجه المحامد من جهتين
الجهة الأولى الجهة الثانية
مدلول ما عرفنا الله به من ألفاظ الثناء ألفاظ الثناء وجملة الأسماء والصفات
والإحصاء نوعان

إحصاء مثبت وهذا مثل ما ذكره البخارى " إن لله تسعة وتسعين إسما من أحصاها دخل الجنة " وهو القدر التكليفى
إحصاء منفى وهو مثل حديث عائشة رضى الله عنها " اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " وهذا النوع هو التمام والكمال ، وهو الذى نفاه النبى (ص)عن نفسه وعن غيره ."
والحديث عن تحديد أسماء الذات الإلهية بالعدد99 مناقض لكتاب الله حيث يوجد فى القرآن الحالى أكثر من130 اسما صريحا
سؤال كيف يكون لله تسعة وتسعين إسما من أحصاها دخل الجنة

وتحدثن عن تعارض الأحاديث فى الثناء فقالت:
والحديث الثانى يقول لا أحصى ثناء عليك . فهل هناك تعارض بين الحديثين أم ماذا ؟
الإجابة لا يوجد أى تعارض البتة ولكن صيغة " إن لله .." لا تدل على الحصر وإثبات الملكية فى البعض لا ينفى الملكية فى غير المذكور ، بمعنى إذا قلت إن لى مائة درهم أعددتها للصدقة فهذا لا يعنى إننى ليس عندى غير هذه الدراهم أو أنى لن أتصدق بغير هذه المائة . ولله المثل الأعلى . فإن لفظ " إن لله تسعة وتسعين إسما " لا ينفى أن لله أسماء أخرى فلا يفيد هذا اللفظ الحصر ولكن إذا قلت " ليس له إلا.." كان هذا للحصر. كما أن هذا يؤيد أن بعض الأسماء أفضل من بعض ، فهذه التسعة والتسعين لها فضل عن سائر الأسماء . فما هو هذا الفضل ؟ ما جاء فى بقية الحديث " من أحصاها دخل الجنة " فهذه التسعة والتسعين لها فضل عن سائر الأسماء وليس معناه أن هذه هى كل الأسماء .
سؤال ما الذى يدل على أن لله أسماء أخرى غير التسعة والتسعين ؟
الإجابة
يدل على ذلك الحديث المتقدم " لا أحصى ثناء عليك "
حديث " اللهم إنى أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحد من خلقك أو إستأثرت به فى علم الغيب عندك .." هو حديث صحيح وهو جزء من حديث ابن مسعود رواه أحمد وبين ابن القيم أهميته فى الفوائد ص 24-29 .

يدل على ذلك أيضا حديث الشفاعة وهو حديث طويل فى آخره أن النبى (ص)يستأذن ربه بعد أن يأتيه الناس فيقول أنا لها فيسجد تحت العرش يقول فيفتح الله على بأنواع من المحامد لم أكن أعلمها من قبل ... وهذا يوضح أن هناك من الأسماء والصفات ما لم يتعلمها بعد وأن الله عز وجل سيفتح بها عليه مما سيكون سببا لقبول شفاعته (ص).
وتحدثن عن نوع النفى عبارة لا أحصى فقالت:

رابعا نوع النفى فى كلمة لا أحصى:
النفى هنا ( نفى كمال ) وأوضحنا ذلك بأن أعلم الخلق لا يحصى ألفاظ الثناء على الله ولا يحصى تمام مراد الله من ألفاظ الثناء ، فالنفى هنا ( نفى كمال ) وليس ( نفى جنس ) فهو لا ينفى الثناء ، فإن نفى الثناء ونفى الجنس هنا فى هذا الموطن كفر والعياذ بالله "
والحديث كما سبق القول باطل لتعارضه مع كتاب الله
 
المواضيع المتشابهة

مواضيع مماثلة

أعلى