كيف تؤثر العلاقات الجيدة على نفسيتنا وصحتنا؟

المواضيع المتشابهة
الحل
قبل عدة أعوام كنت على خلاف مع زميلة لي في العمل، ولم نكن نتحدث أي كلمة مع بعضنا لمدة أسبوع كامل، والمشكلة الأكبر أننا كنا في نفس المكتب، أي أنني كنت أقضي ثمان ساعات يومياً تقريباً دون أن أتكلم، إلا عندما كنت أخرج من المكتب أو يأتي لمكتبنا أحد الزملاء، وهذا كان نادراً نظراً لضغط العمل علينا جميعاً. فعلياً قلت إنتاجيتي وإنتاجية زميلتي كذلك، وعن نفسي فقد تأثرت نفسياً أيضاً، لأنني كنت متوترة ولست مرتاحة طوال هذه الفترة، كما خسرت آذاناً كانت تصغي لمشاكلي وتدعمني عاطفياً وكنت أفعل هذا معها أنا أيضاً.



هل يتأثر الناس نفسياً بسبب العلاقات بنفس المقدار؟

بالتأكيد لا... فالإنسان القوي عاطفياً والذي يعتمد على نفسه في التحفيز والتشجيع يتأثر بشكل أقل من ذلك الشخص صاحب الشخصية الاعتمادية أو المهزوزة. كما أن صحتنا النفسية تتأثر بشكل أكبر إذا...

أسيل

كاتب جيد جدا
قبل عدة أعوام كنت على خلاف مع زميلة لي في العمل، ولم نكن نتحدث أي كلمة مع بعضنا لمدة أسبوع كامل، والمشكلة الأكبر أننا كنا في نفس المكتب، أي أنني كنت أقضي ثمان ساعات يومياً تقريباً دون أن أتكلم، إلا عندما كنت أخرج من المكتب أو يأتي لمكتبنا أحد الزملاء، وهذا كان نادراً نظراً لضغط العمل علينا جميعاً. فعلياً قلت إنتاجيتي وإنتاجية زميلتي كذلك، وعن نفسي فقد تأثرت نفسياً أيضاً، لأنني كنت متوترة ولست مرتاحة طوال هذه الفترة، كما خسرت آذاناً كانت تصغي لمشاكلي وتدعمني عاطفياً وكنت أفعل هذا معها أنا أيضاً.



هل يتأثر الناس نفسياً بسبب العلاقات بنفس المقدار؟

بالتأكيد لا... فالإنسان القوي عاطفياً والذي يعتمد على نفسه في التحفيز والتشجيع يتأثر بشكل أقل من ذلك الشخص صاحب الشخصية الاعتمادية أو المهزوزة. كما أن صحتنا النفسية تتأثر بشكل أكبر إذا توترت علاقتنا مع شخص عزيز علينا وقريب من القلب، كذلك تتأثر كثيراً إذا كان هذا الشخص زميل عادي في العمل مثلاً ولكننا مضطرين أن نتعامل معه باستمرار، أما إذا توترت علاقتنا مع شخص ليس له مكانة مميزة في قلوبنا أو أنه بعيد عنا نوعاً ما فإننا مع الوقت ننسى الأمر بشكل أسهل، كما أن دماغنا لن يأخذ الموضوع بحساسية كبيرة.وكذلك ترانا نتأثر نفسياً بشكل أكبر إذا تعرضنا للإهانة أو الإساءة أو إذا أسأنا نحن للآخرين؛ فالإنسان بطبعه يحب السلم لا الحرب. فهناك عوامل عديدة تحدد مدى تأثرنا نفسياً بالعلاقات.


كيف تؤثر علاقاتنا على صحتنا النفسية؟

-
بما أن الآخرين يقدمون لنا الدعم العاطفي والنفسي كما ذكرت فبالتأكيد أن عدم بناء علاقات مع الآخرين، أو عدم سلامة هذه العلاقات يحرمنا من الدعم النفسي وبالتالي يزيد توترنا وغضبنا وقد يودي بنا الأمر إلى اتخاذ قرارات غير سليمة؛ فكم من مرة احتجت للاستشارة قبل اتخاذك لقرار ما، ومن ثم بنيت قرارك على هذه الاستشارة!
- العلاقات الاجتماعية الجيدة تحسن صحتنا الجسدية وهذا بدوره ينعكس على صحتنا النفسية.. وذلك بتخفيض ضغط الدم والحد من أمراض المعدة والقلب والشرايين؛ فعندما نفضفض لصديق نرتاح كثيراً ويقل مستوى توترنا كما يمتص الصديق الوفي غضب صديقه ويهدئ من روعه مما ينعكس عليه إيجابياً.
- قضاء وقت جميل: فعزيمة غداء في بيت العائلة مع جمعة الأبناء وأزواجهم وأبنائهم الذي تجمعهم علاقات سليمة مهم للجميع، وخصوصاً للوالدين الذين قد يكونا قد تعبا من تحضير الطعام والتنظيف بعد مغادرة الجميع، إلا أنهما قضيا وقتاً جميلاً مع من يحبون وهذا يفيدهم كثيراً.
- العلاقات الصحية تحسن المزاج فتجعلنا أكثر تفاؤلاً وإقبالاً على الحياة، ومستعدون للعمل والإنجاز مما يحسن من أسلوب حياتنا بشكل عام.
- يقولون أن الكرهية تشعل ناراً في قلب الذي يحملها... فقد تكره شخصاً ما بسبب تعكر صفو العلاقة بينك وبينه فتكرهه ولا تطيق أن تراه معتقداً أنك بذلك تعاقبه؛ لكن الحقيقة أنك تحرق نفسك وأعضاءك الداخلية بسبب هذه الكراهية.

نصيحة أخيرة أود توجيهها لك -عزيزي السائل... وهي أن تحافظ على سلامة علاقاتك مع الجميع، وأن تحاول إصلاح العلاقات المتوترة، وإن صعب عليك الأمر فأنصحك بالانسحاب؛ فإن لاحظت أن علاقتك مع زميل لك في العمل غير مريحة فيمكنك مصارحته بذلك ومناقشة الموضوع معه، وإن لم تحل المشكلة فعليك بالاعتذار له ومسامحته ومن ثم قطع الاتصال به ما أمكن؛ كأن تجعل علاقتكما تأخذ منحى رسمي، ويمكنك كذلك أن تطلب تغيير مكتبك إذا كانت تجلس معه... كثيرة هي الحلول، ولكن الأهم أن تتأكد أنك إن أردت قطع علاقة ما فاقطعها دون تجريح وسامح الشخص ومن ثم اتركه.
 

مواضيع مماثلة

أعلى