خارجة بن زيد الأنصاري

مالك محمد

كاتب محترف
خارجة بن زيد الأنصاري






  1. الصحابي خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي الأنصاري، أحد أعيان الصحابة السابقين في الإسلام، شهد بيعة العقبة الثانية، وكان أحد النقباء الاثني عشر، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وتزوج أبو بكر من ابنته حبيبة بنت خارجة رضي الله عنها، وشهد بدرًا واستشهد في أُحد سنة 3هـ = 625م.

    خارجة بن زيد اسمه ونسبه
    أبو زيد خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث (بلحارث) بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، الخزرجي الأنصاري البدري، ويعرف قومه ببني الحارث بن الخزرج أو بلحارث بن الخزرج ويشتهرون ببني الأغر[1].

    أسرة خارجة بن زيد
    أمه السيدة بنت عامر بن عبيد بن غيان بن عامر بن خطمة، من الأوس[2]، وزوجته هُزَيْلَة بنت عنبة (وقيل: هزيلة بنت عتبة) بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج، الصحابية الخزرجية الأنصارية[3].

    أولاد خارجة بن زيد
    لخارجة بن زيد من زوجته هزيلة بن عتبة: زيد بن خارجة بن زيد، وهو صحابي مشهور، توفي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتكلم بعد موته. وابنته حبيبة بنت خارجة، تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه[4]، وهزيلة بنت عتبة هي أم سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي الزهير الخزرجي الأنصاري، فيكون زيد بن خارجة وأخته حبيبة بنت خارجة أخوين لسعد بن الربيع من أمه[5].

    وذكر ابن منده أن لخارجة بن زيد رضي الله عنه ولدًا اسمه «سعد بن خارجة»، استشهد مع والده في غزوة أحد، قال ابن منده: سعد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير، مختلف في اسمه، وهو أخو زيد (زيد بن خارجة)، قتل هو وأبوه يوم أحد [6].

    إسلام خارجة بن زيد
    وخارجة بن زيد بن أبي زهير رضي الله عنه من كبار الصحابة وأعيانهم ومن السابقين في الإسلام، وهو من الطبقة الأولى من الأنصار[7]، أسلم قبل الهجرة، وشهد بيعة العقبة الثانية، وهو أحد النقباء الاثني عشر الذين جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم على قومهم[8].

    المؤاخاة بين خارجة بن زيد وبين أبي بكر
    قال ابن الجوزي: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خارجة وأبي بكر رضي الله عنه[9]، بينما ذكر ابن إسحاق أن أبا بكر رضي الله عنه بعد الهجرة إلى المدينة نزل على خبيب بن إساف (يساف) رضي الله عنه، وفي قول آخر نزل على خارجة بن زيد بن أبي زهير[10].
    وقال الطبري: نزل أبو بكر بن أبي قحافة على خبيب بن إساف، أخي بني الحارث ابن الخزرج بالسُّنْح، ويقول قائل: كان منزله على خارجة بن زيد بن أبي زهير، أخي بني الحارث بن الخزرج[11]. ونزول أبي بكر عند خارجة بن زيد بن أبي زهير هو المشهور، ودليله أنه تزوج ابنته بالسُّنْح[12]، إذ كان السُّنْح منزل خارجة بن زيد وقومه بني الحارث من الخزرج، ولم يزل أبو بكر في السُّنْح عند زوجته حبيبة بنت خارجة حتى وفاته. قال ابن سعد: «نزل أبو بكر على خارجة بن زيد بن أبي زهير وتزوج ابنته، ولم يزل في بني الحارث بن الخزرج بالسُّنْح حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم».

    ودليل أقوى من ذلك، أن خبيب بن يساف رضي الله عنه لم يكن مسلمًا وقت الهجرة، بل أسلم في الطريق إلى غزوة بدر سنة 2هـ، فقد روى الإمام أحمد والطبراني برجال ثقات عن خبيب بن يساف رضي الله تعالى عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يريد غزوًا، أنا ورجل من قومي، ولم نسلم، فقلنا: إنا نستحيي أن يشهد قومنا مشهدًا لا نشهده معهم، قال: «أَوَأَسْلَمْتُمَا؟»، قلنا: لا، قال: «فَلَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ»، قال: فأسلمنا وشهدنا معه[13].

    خارجة بن زيد في غزوة بدر
    شهد خارجة بن زيد بن أبي زهير رضي الله عنه غزوة بدر سنة 2هـ = 624م مع رسول الله صلى الله عليه وسلم [14]، وقُتل على يديه من المشركين حرملة بن عمرو من بني الأسد وهو حيف لقريش، وقيل قتله علي بن أبي طالب[15].

    استشهاد خارجة بن زيد بغزوة أحد
    ثم شهد خارجة بن زيد بن أبي زهير رضي الله عنه غزوة أُحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستشهد رضي الله عنه بها سنة 3هـ = 625م، وقيل: استهشد معه ابنه سعد[16]، وقد أبلى فيها رضي الله عنه بلاءً حسنًا، حيث ظل خارجة يقاتل بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى أخذته الرماح، وكانت بضعةَ عَشَر رمحًا، فمر به مالك بن الدُّخْشم، فرأى الجراحات قد أنفذت مقاتله، (قال الواقدي: وهو قاعد في حشوته، به ثلاثة عشر جرحًا، كلها قد خلصت إلى مقتل)، فقال مالك: يا خارجة، أما علمتَ أن محمدًا قد قُتل، فقال خارجة: فإن الله حي لا يموت، فقاتِل عن دينك، فقد بلَّغ محمدٌ رسالاتِ ربه، ومر على سعد بن الربيع وبه اثنا عشر جرحًا، كلها قد خلص إلى مقتل، فقال: علمت أن محمدًا قد قتل؟ قال سعد بن الربيع: أشهد أن محمدًا قد بلغ رسالة ربه، فقاتل عن دينك، فإن الله حي لا يموت![17].

    وقال الواقدي يذكر موقف استشهاد خارجة بن زيد بأحد: وكان عباس بن عبادة بن نضلة، وخارجة بن زيد بن أبي زهير، وأوس بن أرقم بن زيد، وعباس رافع صوته يقول: يا معشر المسلمين، الله ونبيكم! هذا الذي أصابكم بمعصية نبيكم، فيوعدكم النصر فما صبرتم! ثم نزع مغفره عن رأسه وخلع درعه، فقال لخارجة بن زيد: هل لك في درعي ومغفري؟ قال خارجة: لا، أنا أريد الذي تريد. فخالطوا القوم جميعًا، وعباس يقول: ما عذرنا عند ربنا إن أصيب رسول الله ومنا عين تطرف؟ يقول خارجة: لا عذر لنا عند ربنا ولا حجة. فأما عباس فقتله سفيان بن عبد شمس السلمي، ولقد ضربه عباس ضربتين فجرحه جرحين عظيمين، فارتث يومئذ جريحًا فمكث جريحًا سنة ثم استَبَل[18]. وأخذت خارجة بن زيد الرماح فجرح بضعة عشر جرحًا، فمر به صفوان بن أمية، فعرفه، فقال: هذا من أكابر أصحاب محمد، وبه رمق! فأجهز عليه. وقتل أوس بن أرقم.

    وقال صفوان بن أمية: من رأى خبيب بن يساف؟ -وهو يطلبه ولا يقدر عليه. ومثَّل يومئذ بخارجة، وقال: هذا ممن أغرى بأبي يوم بدر -يعني أمية بن خلف، الآن شفيت نفسي حين قتلت الأماثل من أصحاب محمد، قتلت ابن قوقل (النعمان بن مالك بن قوقل رضي الله عنه)، وقتلت ابن أبي زهير، وقتلت أوس بن أرقم[19].

    وروى الواقدي عن ابن أبي سبرة، عن خالد بن رباح، عن الأعرج، قال: لما صاح الشيطان "إن محمدًا قد قتل"، قال أبو سفيان بن حرب: يا معشر قريش، أيكم قتل محمدا؟ قال ابن قميئة: أنا قتلته. قال: نُسَوِّرُك (نلبسك السوار) كما تفعل الأعاجم بأبطالها. وجعل أبو سفيان يطوف بأبي عامر الفاسق في المعرك هل يرى محمدًا بين القتلى، فمر بخارجة بن زيد بن أبي زهير، فقال: يا أبا سفيان، هل تدري من هذا القتيل؟ قال: لا. قال: هذا خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي، هذا سيد بلحارث بن الخزرج. ومر بعباس بن عبادة بن نضلة إلى جنبه، فقال: هذا ابن قوقل، هذا الشريف في بيت الشرف. قال: ثم مر بذكوان ابن عبد قيس، فقال: هذا من ساداتهم. ومر بابنه حنظلة فقال: من هذا يا ابن عامر؟ قال: هذا أعز مَن ها هنا عليَّ، هذا حنظلة بن أبي عامر. قال أبو سفيان: ما نرى مصرع محمد، ولو كان قتله لرأيناه، كذب ابن قميئة! ولقي خالد بن الوليد، فقال: هل تبيَّن عندك قتل محمد؟ قال خالد: رأيته أقبل في نفر من أصحابه مصعدين في الجبل. قال أبو سفيان هذا حق! كذب ابن قميئة، زعم أنه قتله[20].

    ودُفن خارجة بن زيد بن أبي زهير رضي الله عنه مع سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير الخزرجي الأنصاري في قبر واحد [21]، بينما ذكر سبط ابن الجوزي أن من دفن مع خارجة بن زيد بن أبي زهير هو الصحابي الأغر بن ثعلبة الأنصاري رضي الله عنه[22].

    قال ابن سعد: وكان لخارجة بن زيد عقب فانقرضوا، وانقرض أيضًا ولد زهير بن أبي زهير بن مالك فلم يبق منهم أحدٌ[23].
 

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
يعطيك العافيه على كل ماتقدميه
 

مواضيع مماثلة

أعلى