التصويت عبر البريد.. معضلة الانتخابات الأميركية 2020

أزمة البريد والتصويت الغيابي تحول إلى ساحة حرب جديدة للرئيس دونالد ترمب، والتي تنبّأ باندلاعها قبل الانتخابات الأميركية، واستبق بالتحذير من تأخُّر إعلان نتائجها، وهو ما حصَل بالفعل. فقد أقبل عليها الناخب الديمقراطي بقوة في الانتخابات الأميركية التي أجريت قبل أيام، والتي عارض آليتها الرئيس ترمب بشدة، رغم أنه قام شخصياً باستخدامها.

ولكن على أي حال فإن الاقتراع عبر البريد ليس جديداً، فقد استخدمته أميركا قبل قرن من الزمن وأكثر.

فقد بدأ العمل به قبل 160 عاماً خلال الحرب الأهلية هناك، عندما سُمح للجنود بالتصويت عبر البريد في ساحات القتل. ولكن مع نهاية القرن الـ19، توسّعت تلك القوانين الانتخابية في ولايات عديدة، فأصبح التصويت بالبريد ممكناً للمرضى والمسافرين، ثمّ لجأت أميركا لهذا التصويت خلال الحربين العالميتين في القرن الماضي.

لكنّ إمكانية التصويت بالبريد لا تتوقّف على حالات الحروب والسفر، وإنّما تطوّر الأمر في الثمانينيات عندما أعلنت ولاية كاليفورنيا أنّ بإمكان الناخبين طلب الاقتراعِ من خلال البريد لأي عذر كان.

حاليا صار التصويت عبر البريد متاحاً في جميع الولايات، إذ تسمحُ 29 ولاية لناخبيها، إضافةً إلى واشنطن العاصمة، بطلب بطاقة اقتراع غيابي لأي سبب، في حين تشترط 16 ولاية عذرا للحصول على بطاقة الاقتراع الغيابي، أما الولايات الـ5 المتبقية فترسل بطاقات الاقتراع الغيابي لجميعِ ناخبيها.

وتُستخدم بطاقات الاقتراع ذاتها في الحالتين، لكن ثمة ولايات تفرّق بينها وفق طريقة حصول الناخب على البطاقة.

وفي حال طلب الناخب البطاقة يعتبر تصويته غيابيا، وإذا أرسلت الولاية البطاقات إلى جميع الناخبين، يُطلق على العملية اسم التصويت عبر البريد.

ويهدف برنامج الاقتراع للغائبين السماح للمواطنين الذين سيكونون خارج البلاد بعيدا عن مراكز اقتراعهم المحلية في يوم الانتخابات من التصويت عن طريق البريد.

ويجب على الناخبين الغائبين أن يطلبوا بطاقات اقتراعهم قبل 60 يوما على الأقل من موعد الانتخابات.

والبطاقة البريدية الفيدرالية بطاقة بريدية "مدفوعة الثمن من البريد الأميركي" مطبوعة، وتوزَّع من قبل الحكومة الفيدرالية لاستخدامها من قبل الناخبين الغائبين.

فجائحة كورونا وتعذُّر الأقليات من معرفة الوصول إلى مكاتب الاقتراع وكذلك الأمر بالنسبة لمن يقترع للمرة الأولى، كلها أسباب شجّعت وسهّلت لبعض الناخبين اللجوء إلى هذه الوسيلة التي قد تقلِبُ المعادلة الانتخابية رأسا على عقب.

التصويت بالبريد في انتخابات 2020​


هناك أكثر من 100 مليون أميركي أغلبهم من كبار السن أدلوا بأصواتهم بشكل مبكر.

وبحسب صحيفة "نيورورك تايمز" New York Times إن عدد الأصوات بالبريد تضاعفت في انتخابات 2020 عن سابقتها.

كما أن هناك توقعات بأن تحدد أصوات البريد الفائز بسباق الرئاسة.

ويقول خبراء إن فرز الأصوات التي وصلت عبر البريد سيستغرق أياما عدة، حيث إن هناك عدداً هائلاً من الناخبين اختاروها بسبب ظروف كورونا.
 
أعلى