تحكي هذه القصة ، انه في يوم من الايام ، كانت انثي حيوان النمس تلد طفلها النمس بالقرب من منزل رجل ، وكان النمس الصغير لا مصير له سوي الموت ، حيث ان امه توفت بعد وقت قصير من ولادته ، وكان يراقب هذا الرجل وزوجته الذين كانوا يسكنون قريبا منهم ، فقرروا ان يتبنوا هذا النمس المسكين ويربونه كما لو كان ابنا لهم .
كان الرجل وزوجته لديهم ابنا رضيعا ، فكانت الزوجة حنونة للغاية وكانت تسقي النمس الصغير من نفس حليب ولدها الرضيع ، وكانت لا تحاول ان تفرق في المعاملة بينهما ابدا ، وكان كل من ابنها الرضيع والنمس الصغير يحبون بعضهما البعض لدرجة كبيرة ، وكانوا يقضون كل اوقاتهما معا .
ومع كل ذلك ، لم تكن الزوجة حمقاء لدرجة انها لم تفكر ان النمس هذا ما هو الا حيوان في الواقع ، وانه قريبا سيكون لديه غرائزه الحيوانية التي ورثها عن بني جنسه ، وكانت تخشي كثيرا انه في يوم من الايام من الممكن ان يقوم بايذاء صغيرها ، لذلك كانت تقوم دائما بمراقبته .
وفي يوم من الايام ، خرجت الزوجة لجلب بعض الماء ، ووضعت ابنها في السرير، واثناء خروجها من المنزل وهي تحمل الدلو لتملأ المياه ، طلبت من زوجها ان لا يترك الطفل وحده وان يعتني به ويتأكد من ان النمس لا يضره بشئ عن طريق الخطأ ، ولكن اهمل زوجها بشأن ذلك ، وخرج هو الاخر ، تاركا كل من ابنه والنمس سويا .
واثناء هذا الوقت ، دخلت عليهما افعى سامة عن طريق الشباك ، وبدأ يقترب من الابن في السرير لكي يلتهمه ، وعندما رأى النمس ذلك، هاجم عدوه الطبيعي للدفاع عن الطفل الذي تربي معه واحبه كثيرا ، والذي كان مثل اخ له ، وعلى الرغم من ان النمس كان صغيرا، وكان الثعبان قويا ، ولكنه حاربه بكل قوة واستطاع ان يمزق الثعبان الى قطع، وفي نهاية المطاف قتل الثعبان ، ولطخ فمه ومخالبه بدماء الثعبان .
وكان النمس الصغير فخورا للغاية بنفسه ، وانتظر خارج المنزل منتظرا الزوجة ، فكان يتلهف لرؤية امه وجعلها تري كم هو شجاعا ، وعندما رأته الزوجة قادما اليها ، توترت كثيرا وعادت مسرعة ، ولاحظت ان النمس مغطى بالدماء، ودون تفكير، استنتجت ان النمس قد هاجم ابنها .
غضبت كثيرا وقامت بالقاء الدلو الثقيل الممتلئ بالماء على النمس الصغير، ومات النمس الصغير على الفور، و ركضت مسرعة الي الداخل، واصابت بالدهشة لرؤية ابنها ينام بامان في مهده ، ورأت الثعبان ميت بالقرب من مهد ابنها وكان ممزق الى اشلاء ، وهنا ادركت ما حدث ، وكانت مكسورة القلب بعد ان قامت بقتل النمس الصغير بدون اي ذنب ،فقد كان هو الاخر ابنا لها ، وعندما عاد زوجها الي المنزل، شعر كلاهما بالآسف الشديد لفقدان ابنهما الثاني .
والحكمة في هذه القصة تقول: اننا يجب ان نفكر بجدية ويجب علينا عدم القيام باي شيء على عجل من امرنا ، لاننا بمنتهي البساطة من الممكن ان نحكم خطأ علي الامور .
