NOURALDEAN
قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]
بكى
- بكى يبكي بكا وبكاء، فالبكاء بالمد: سيلان الدمع عن حزن وعويل، ويقال إذا كان الصوت أغلب كالرغاء والثغاء وسائر هذه الابنية الموضوعة للصوت، وبالقصر يقال إذا كان الحزن أغلب، وجمع الباكي باكون وبكي، قال الله تعالى: ?خروا سجدا وبكيا? [مريم/58]. وأصل بكي فعول (إلا أنهم قلبوا الواو ياء ثم أدغموها مع الياء)، كقولهم: ساجد وسجود، وراكع وركوع، وقاعد وقعود، لكن قلب الواو ياء فأدغم نحو: جاث وجثي، وعات وعتي، وبكى يقال في الحزن وإسالة الدمع معا، ويقال في كل واحد منهما منفردا عن الآخر، وقوله عز وجل: ?فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا? [التوبة/82] إشارة إلى الفرح والترح وإن لم تكن مع الضحك قهقهة ولا مع البكاء إسالة دمع.
وكذلك قوله تعالى: ?فما بكت عليهم السماء والأرض? [الدخان/29]، وقد قيل: إن ذلك على الحقيقة، وذلك قول من يجعل لهما حياة وعلما، وقيل: ذلك على المجاز، وتقديره: فما بكت عليهم أهل السماء.
بل
- كلمة للتدارك، وهو ضربان:
- ضرب يناقض ما بعده ما قبله، لكن ربما يقصد به لتصحيح الحكم الذي بعده وإبطال ما قبله، وربما يقصد تصحيح الذي قبله وإبطال الثاني، فما قصد به تصحيح الثاني وإبطال الأول قوله تعالى: ?إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين *** كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون? [المطففين/13 - 14]، أي: ليس الأمر كما قالوا بل جهلوا، فنبه بقوله: ?ران على قلوبهم? على جهلهم، وعلى هذا قوله في قصة إبراهيم ?قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرههم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون? [الأنبياء/62 - 63].
ومما قصد به تصحيح الأول وإبطال الثاني قوله تعالى: ?فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن *** وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن *** كلا بل لا تكرمون اليتيم? [الفجر/15 - 17].
أي: ليس إعطاؤهم المال من الإكرام ولا منعهم من الإهانة، لكن جهلوا ذلك لوضعهم المال في غير موضعه، وعلى ذلك قوله تعالى: ?ص والقرآن ذي الذكر *** بل الذين كفروا في عزة وشقاق? [ص/1 - 2]، فإنه دل بقوله: ?والقرآن ذي الذكر? أن القرآن مقر للتذكر، وأن ليس امتناع الكفار من الإصغاء إليه أن ليس موضعا للذكر، بل لتعززههم ومشاقتهم، وعلى هذا: ?ق والقرآن المجيد *** بل عجبوا? [ق/1 - 2]، أي: ليس امتناعهم من الإيمان بالقرآن أن لا مجد للقرآن، ولكن لجهلهم؛ ونبه بقوله: ?بل عجبوا? على جهلهم؛ لأن التعجب من الشيء يقتضي الجهل بسببه، وعلى هذا قوله عز وجل: ?ما غرك بربك الكريم *** الذي خلقك فسواك فعدلك *** في أي صورة ما شاء ركبك *** كلا بل تكذبون بالدين? [الانفطار/6 - 9]، كأنه قيل: ليس ههنا ما يقتضي أن يغرهم به تعالى، ولكن تكذيبهم هو الذي حملهم على ما ارتكبوه.
- والضرب الثاني من (بل) : هو أن يكون مبينا للحكم الأول وزائدا عليه بما بعد (بل)، نحو قوله تعالى: ?بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر? [الأنبياء/5]، فإنه نبه أنهم يقولون: ?أضغاث أحلام بل افتراه?، يزيدون على ذلك أن الذي أتى به مفترى افتراه، بل يزيدون فيدعون أنه كذاب، فإن الشاعر في القرآن عبارة عن الكاذب بالطبع، وعلى هذا قوله تعالى: ?لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا *** هم ينصرون *** بل تأتيهم بغتة فتبهتهم? [الأنبياء/39 - 40]، أي: لو يعلمون ما هو زائد عن الأول وأعظم منه، وهو أن تأتيهم بغتة، وجميع ما في القرآن من لفظ (بل) لا يخرج من أحد هذين الوجهين وإن دق الكلام في بعضه.
بلد
البلد المكان المحيط المحود المتأثر باجتماع قطانه وإقامتهم فيه، وجمعه: بلاد وبلدان، قال عز وجل: ?لا أقسم بهذا البلد? [البلد/1]، قيل: يعني به مكة (وهذا قول ابن عباس فيما أخرجه عنه ابن جرير: 30/193 وابن أبي حاتم). قال تعالى: ?بلدة طيبة? [سبأ/15]، ?فأنشرنا به بلدة ميتا? [الزخرف/11]، وقال عز وجل: ?سقناه إلى بلد ميت? [الأعراف/57]، ?رب اجعل هذا بلدا آمنا? [البقرة/126]، يعني: مكة وتخصيص ذلك في أحد الموضعين وتنكيره في الموضع الآخر له موضع غير هذا الكلام (قال الإسكافي: (قوله تعالى في البقرة: ?رب اجعل هذا بلدا آمنا?، وفي سورة إبراهيم: ?رب اجعل هذا البلد آمنا?. قال: الجواب أن يقال: الدعوة الأولى وقعت ولم يكن المكان قد جعل بلدا، فكأنه قال: اجعل هذا الوادي بلدا آمنا، والدعوة الثانية وقعت وقد جعل بلدا، فكأنه قال: اجعل هذا المكان الذي صيرته كما أردت ومصرته كما سألت ذا أمن على من أوى إليه). انتهى مختصرا. راجع درة التنزيل للإسكافي ص 29؛ وفتح الرحمن للأنصاري ص 39؛ وملاك التأويل 1/90) وسميت المفازة بلدا لكونها موطن الوحشيات، والمقبرة بلدا لكونها موطنا للأموات، والبلدة منزل من منازل القمر، والبلدة: البلجة ما بين الحاجبين تشبيها بالبلد لتمددها، وسميت الكركرة بلدة لذلك، وربما استعير ذلك لصدر الإنسان (يقال: فلان واسع البلدة، أي: واسع الصدر)، ولاعتبار الأثر قيل: بجلده بلد، أي: أثر، وجمعه: أبلاد، قال الشاعر:
- 66 - وفي النحور كلوم ذات أبلا
(هذا عجز بيت للقطامي، وصدره:
ليست تجرح فرارا ظهورهم
وهو في اللسان (بلد)، وديوانه ص 12؛ والمشوف المعلم 1/117؛ والبصائر 2/273؛ وإصلاح المنطق ص 410)
وأبلد الرجل: صار ذا بلد، نحو: أنجد وأتهم (راجع: مادة (ألف) ). وبلد: لزم البلد.
ولما كان اللازم لموطنه كثيرا ما يتحير إذا حصل في غير موطنه قيل للمتحير: بلد في أمره وأبلد وتبلد، قال الشاعر:
- 67 - لا بد للمحزون أن يتبلدا (البيت يروى:
ألا لا تلمه اليوم أن ييتبلدا *** فقد غلب المحزون أن يتجلدا
وهي في اللسان: (بلد) ؛ ويروى:
لا بد للمصدور من أن يسعلا
وهو في اللسان: (صدر) 4/45 والبيت للأحوص؛ وهو في الأغاني 13/153؛ وديوانه ص 98)
ولكثرة وجود البلادة فيمن كان جلف البدن قيل: رجل أبلد، عبارة عن عظيم الخلق، وقوله تعالى: ?والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا? [الأعراف/58]، كنايتان عن النفوس الطاهرة والنجسة فيما قيل (وهذا مروي عن ابن عباس وقتادة. راجع الدر المنثور 3/478).
بلس
- الإبلاس: الحزن المعترض من شدة البأس، يقال: أبلس، ومنه اشتق إبليس فيما قيل. قال عز وجل: ?ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون? [الروم/12]، وقال تعالى: ?أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون? [الأنعام/44]، وقال تعالى: ?وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين? [الروم/49].
ولما كان المبلس كثيرا ما يلزم السكوت وينسى ما يعنيه قيل: أبلس فلان: إذا سكت وإذا انقطعت حجته، وأبلست الناقة فهي مبلاس: إذا لم ترع من شدة الضبعة. وأما البلاس: للمسح، ففارسي معرب (قال أبو عبيدة: ومما دخل في كلام العرب من كلام فارس: المسح، تسميه العرب البلاس، وهو فارسي معرب.
ومن دعائهم: أرانيك الله على البلس، وهي غرائر كبار من مسوح يجعل فيها التين).
بلع
- قال عز وجل: ?يا أرض ابلعي ماءك? [هود/44]، من قولهم: بلعت الشيء وابتعلته، ومنه: البلوعه، وسعد بلع نجم، وبلع الشيب في رأسه: أول ما يظهر.
بلغ
- البلوغ والبلاغ: الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى، مكانا كان أو زمانا، أو أمرا من الأمور المقدرة، وربما يعبر به عن المشارفة عليه وإن لم ينته إليه، فمن الانتهاء: ?بلغ أشده وبلغ أربعين سنة? [الأحقاف/15]، وقوله عز وجل: ?فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن? [البقرة/232]، و ?ما هم ببالغيه? [غافر/56]، ?فلما بلغ معه السعي? [الصافات/102]، ?لعلي أبلغ الأسباب? [غافر/36]، ?أيمان علينا بالغة? [القلم/39]، أي: منتهية في التوكيد.
والبلاغ: التبليغ، نحو قوله عز وجل: ?هذا بلاغ للناس? [إبراهيم/52]، وقوله عز وجل: ?بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون? [الأحقاف/35]، ?وما علينا إلا البلاغ المبين? [يس/17]، ?فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب? [الرعد/40].
والبلاغ: الكفاية، نحو قوله عز وجل: ?إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين? [الأنبياء/106]، وقوله عز وجل: ?وإن لم تفعل فما بلغت رسالته? [المائدة/67]، أي: إن لم تبلغ هذا أو شيئا مما حملت تكن في حكم من لم يبلغ شيئا من رسالته، وذلك أن حكم الأنبياء وتكليفاتهم أشد، وليس حكمهم كحكم سائر الناس الذين يتجافى عنهم إذا خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وأما قوله عز وجل: ?فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف? [الطلاق/2]، فللمشارفة، فإنها إذا انتهت إلى أقصى الأجل لا يصح للزوج مراجعتها وإمساكها.
ويقال: بلغته الخبر وأبلغته مثله، وبلغته أكثر، قال تعالى: ?أبلغكم رسالات ربي? [الأعراف/62]، وقال: ?يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك? [المائدة/67]، وقال عز وجل: ?فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم? [هود/57]، وقال تعالى: ?بلغني الكبر وامرأتي عاقر? [آل عمران/40]، وفي موضع: ?وقد بلغت من الكبر عتيا? [مريم/8]، وذلك نحو: أدركني الجهد وأدركت الجهد، ولا يصح: بلغني المكان وأدركني.
والبلاغة تقال على وجهين:
- أحدهما: أن يكون بذاته بليغا، وذلك بأن يجمع ثلاثة أوصاف: صوبا في موضوع لغته، وطبقا للمعنى المقصود به، وصدقا في نفسه (وفي هذا يقول مخلوف الميناوي:
بلاغة الكلام أن يطابقا *** - وهو فصيح - مقتضى الحال ثقا)، ومتى اخترم وصف من ذلك كان ناقصا في البلاغة.
- والثاني: أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له، وهو أن يقصد القائل أمرا فيورده على وجه حقيق أن يقبله المقول له، وقوله: ?وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا? [النساء/63]، يصح حمله على المعنيين، وقول من قال (هو الزجاج في معاني القرآن 2/70) : معناه قل لهم: إن أظهرتم ما في أنفسكم قتلتم، وقول من قال: خوفهم بمكاره تنزل بهم، فإشارة إلى بعض ما يقتضيه عموم اللفظ، والبلغة: ما يتبلغ به من العيش.
بلى
- يقال: بلي الثوب بلى وبلاء، أي: خلق، ومنه قيل لمن سافر: بلو سفر وبلي سفر، أي: أبلاه السفر، وبلوته: اختبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له، وقرئ: ?هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت? (وهي قراءة الجميع عدا حمزة والكسائي) [يونس/30]، أي: تعرف حقيقة ما عملت، ولذلك قيل: بلوت فلانا: إذا اختبرته، وسمي الغم بلاء من حيث إنه يبلي الجسم، قال تعالى: ?وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم? [البقرة/49]، ?ولنبلوكم بشيء من الخوف? الآية [البقرة/155]، وقال عز وجل: ?إن هذا لهو البلاء المبين? [الصافات/106]، وسمي التكليف بلاء من أوجه:
- أحدها: أن التكاليف كلها مشاق على الأبدان، فصارت من هذا الوجه بلاء.
- والثاني: أنها اختبارات، ولهذا قال الله عز وجل: ?ولنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم? [محمد/31].
- والثالث: أن اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسار ليشكروا، وتارة بالمضار ليصبروا، فصارت المحنة والمنحة جميعا بلاء، فالمحنة مقتضية للصبر، والمنحة مقتضية للشكر.
والقيام بحقوق الصبر أيشر من القيام بحقوق الشكر فصارت المنحة أعظم البلاءين، وبهذا النظر قال عمر: (بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نشكر) (انظر الزهد لابن المبارك ص 182، والرياض النضرة للطبري 4/314، وسنن الترمذي 3/307)، ولهذا قال أمير المؤمنين: من وسع عليه دنياه فلم يعلم أنه قد مكر به فهو مخدوع عن عقله (انظر ربيع الأبرار 1/45).
وقال تعالى: ?ونبلوكم بالشر والخير فتنة? [الأنبياء/35]، ?وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا? (وانظر: بصائر ذوي التمييز 2/274، فقد نقل الفيروز آبادي غالب هذا الباب) [الأنفال/17]، وقوله عز وجل: ?وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم? [البقرة/49]، راجع إلى الأمرين؛ إلى المحنة التي في قوله عز وجل: ?ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم? [البقرة/49]، وإلى المنحة التي أنجاهم، وكذلك قوله تعالى: ?وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين? [الدخان/33]، راجع إلى الأمرين، كما وصف كتابه بقوله: ?قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى? [فصلت/44].
وإذا قيل: ابتلى فلان كذا وأبلاه فذلك يتضمن أمرين: أحدهما تعرف حاله والوقوف على ما يجهل من أمره، والثاني ظهور جودته ورداءته، وربما قصد به الأمران، وربما يقصد به أحدهما، فإذا قيل في الله تعالى: بلاء كذا وأبلاه فليس المراد منه إلا ظهور جودته ورداءته، دون التعرف لحاله، والوقوف على ما يجهل من أمره إذ كان الله علام الغيوب، وعلى هذا قوله عز وجل: ?وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن? [البقرة/124].
ويقال: أبليت فلانا يمينا: إذا عرضت عليه اليمين لتبلوه بها (انظر: اللسان (بلا) 14/84).
بلى
- بلى: رد للنفي نحو قوله تعالى: ?وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون *** بلى من كسب سيئة? [البقرة/80 - 81]، أو جواب لاستفهام مقترن بنفي نحو: ?ألست بربكم قالوا: بلى? [الأعراف/172].
و (نعم) يقال في الاستفهام المجرد نحو: ?هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا: نعم? [الأعراف/44]، ولا يقال ههنا: بلى فإذا قيل: ما عندي شيء فقلت: بلى فهو رد لكلامه، وإذا قلت نعم فإقرار منك.
قال تعالى: ?فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون? [النحل/28]، ?وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم? [سبأ/3]، ?وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى? [الزمر/71]، ?قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى? [غافر/50].
بن
- البنان: الأصابع، قيل: سميت بذلك لأن بها صلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يبن بها، يريد: أن يقيم بها، ويقال: أبن بالمكان يبن (قال السرقسطي: أبن بالمكان: أقام. راجع: الأفعال 4/128)، ولذلك خص في قوله تعالى: ?بلى قادرين على أن نسوي بنانه? [القيامة/4]، وقوله تعالى: ?واضربوا منهم كل بنان? [الأنفال/12]، خصه لأجل أنهم بها تقاتل وتدافع، والبنة: الرائحة التي تبن بما تعلق به.
بنى
- يقال: بنيت أبني بناء وبنية وبنى. قال عز وجل: ?وبنينا فوقكم سبعا شدادا? [النبأ/12]. والبناء:اسم لما يبنى بناء، قال تعالى: ?لهم غرف من فوقها غرف مبينة? [الزمر/20]، والبنية يعبر بها عن بيت الله تعالى (العين 8/382). قال تعالى: ?والسماء بنيناها بأيد? [الذاريات/47]، ?والسماء وما بناها? [الشمس/5]، والبنيان واحد لا جمع؛ لقوله تعالى: ?لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم? [التوبة/110]، وقال: ?كأنهم بنيان مرصوص? [الصف/4]، ?قالوا: ابنوا له بنيانا? [الصافات/97]، وقال بعضهم: بنيان جمع بنيانة، فهو مثل: شعير وشعيرة، وتمر وتمرة، ونخل ونخلة، وهذا النحو من الجمع يصح تذكيره وتأنيثه.
و (ابن) أصله: بنو، لقولهم في الجمع: أبناء، وفي التصغير: بني، قال تعالى: ?يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك? [يوسف/5]، ?يابني إني أرى المنام أني أذبحك? [الصافات/102]، ?يا بني لا تشرك بالله? [لقمان/13]، يا بني لا تعبد الشيطان، وسماه بذلك لكونه بناء للأب، فإن الأب هو الذي بناه وجعله الله بناء في إيجاده، ويقال لكل ما يحصل من جهة شيء أو من تربيته، أو بتفقده أو كثرة خدمته له أو قيامه بأمره: هو ابنه، نحو: فلان ابن الحرب، وابن السبيل للمسافر، وابن الليل، وابن العلم، قال الشاعر:
- 68 - أولاك بنو خير وشر كليهما *** (هذا شطر بيت، وعجزه:
جميعا ومعروف ألم ومنكر
ونسبه الجاحظ للعتبي، واسمه محمد بن عبد الله وهو وهم ولم يعلق عليه المحقق هارون؛ والبيت في الحيوان 2/89؛ [استدراك] والصناعتين ص 59.
والصحيح أن البيت لمسافع بن حذيفة العبسي، وهو في شرح الحماسة للتبريزي 3/24؛ والخزانة 5/71؛ ومثلث البطليوسي 1/340)
وفلان ابن بطنه وابن فرجه: إذا كان همه مصروفا إليهما، وابن يومه: إذا لم يتفكر في غده. قال تعالى: ?وقالت اليهود: عزير ابن الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله? [التوبة/30].
وقال تعالى: ?إن ابني من أهلي? [هود/45]، ?إن ابنك سرق? [يوسف/81]، وجمع ابن: أبناء وبنون، قال عز وجل: ?وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة? [النحل/72]، وقال عز وجل: ?يا بني لا تدخلوا من باب واحد? [يوسف/67]، ?يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد? [الأعراف/31]، ?يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان? [الأعراف/27]، ويقال في مؤنث ابن: ابنة وبنت، وقوله تعالى: ?هؤلاء بناتي هن أطهر لكم? [هود/78]، وقوله: ?لقد علمت ما لنا في بناتك من حق? [هود/79]، فقد قيل: خاطب بذلك أكابر القوم وعرض عليهم بناته (وهذا قول حذيفة بن اليمان فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم. وانظر: الدر المنثور 4/458) لا أهل قريته كلهم، فإنه محال أن يعرض بنات له قليلة على الجم الغفير، وقيل: بل أشار بالبنات إلى نساء أمته، وسماهن بنات له لكون كل نبي بمنزلة الأب لأمته، بل لكونه أكبر وأجل الأبوين لهم كما تقدم في ذكر الأب، وقوله تعالى: ?ويجعلون لله البنات? [النحل/57]، هو قولهم عن الله: إن الملائكة بنات الله.
بهت
- قال الله عز وجل: ?فبهت الذي كفر? [البقرة/258]، أي: دهش وتحير، وقد بهته. قال عز وجل: ?هذا بهتان عظيم? [النور/16] أي: كذب يبهت سامعه لفظاعته. قال تعالى: ?ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن? [الممتحنة/12]، كناية عن الزنا (وهذا بعيد لأن الزنا ذكر في أول الآية، وقال ابن عباس: كانت الحرة يولد لها الجارية فتجعل مكانها غلاما. راجع: الدر المنثور 8/141)، وقيل: بل ذلك لكل فعل مستبشع يتعاطينه باليد والرجل من تناول ما لا يجوز والمشي إلى ما يقبح، ويقال: جاء بالبهيتة، أي: بالكذب.
بهج
- البهجة: حسن اللهو وظهور السرور، وفيه قال عز وجل: ?حدائق ذات بهجة? [النمل/60]، وقد بهج فهو بهيج، قال: ?وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج? [ق/7]، ويقال: بهج، كقول الشاعر:
- 69 - ذات خلق بهج
(لم أجده)
ولا يجيء منه بهوج، وقد ابتهج بكذا، أي: سر به سرورا بان أثره على وجهه، وأبهجه كذا.
بهل
- أصل البهل: كون الشيء غير مراعى، والباهل: البعير المخلى عن قيده أو عن سمة، أو المخلى ضرعها عن صرار. قالت امرأة: أتيتك باهلا غير ذات صرار (انظر: المجمل 1/138. وقائلة هذا امرأة دريد بن الصمة لما أراد طلاقها. انظر اللسان: بهل)، أي: أبحث لك جميع ما كنت أملكه لم أستأثر بشيء من دونه، وأبهلت فلانا: خليته وإرادته، تشبيها بالبعير الباهل. والبهل والابتهال في الدعاء: الاسترسال فيه والتضرع، نحو قوله عز وجل: ?ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين? [آل عمران/61]، ومن فسر الابتهال باللعن فلأجل أن الاسترسال في هذا المكان لأجل اللعن، قال الشاعر:
- 70 - نظر الدهر إليهم فابتهل
(هذا عجز بيت، وشطره الأول:
في قروم سادة من قومه
وهو للبيد في ديوانه ص 148؛ وأساس البلاغة ص 32)
أي: استرسل فيهم فأفناهم.
بهم
- البهمة: الحجر الصلب، وقيل للشجاع بهمة تشبيها به، وقيل لكل ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا: مبهم.
ويقال: أبهمت كذا فاستبهم، وأبهمت الباب: أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه، والبهيمة: ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، لكن خص في التعارف بما عدا السباع والطير.
فقال تعالى: ?أحلت لكم بهيمة الأنعام? [المائدة/1]، وليل بهيم، فعيل بمعنى مفعل (في المخطوطة: بمعنى مفعول) ؛ قد أبهم أمره للظلمة، أو في معنى مفعل لأنه يبهم ما يعن فيه فلا يدرك، وفرس بهيم: إذا كان على لون واحد لا يكاد تميزه العين غاية التمييز، ومنه ما روي أنه: (يحشر الناس يوم القيامة بهما) (الحديث: (يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة بهما)، قال: قلنا: وما بهما؟ قال: (ليس معهم شيء...) الخ.
أخرجه أحمد بإسناد حسن في مسنده 3/495؛ والحاكم 2/437 وصححه ووافقه الذهبي، وقال ابن حجر: وله طريق أخرى عند الطبراني وإسناده صالح، وانظر: شرح السنة 1/280؛ ومجمع الزوائد 10/354) أي: عراة، وقيل: معرون مما يتوسمون به في الدنيا ويتزينون به، والله أعلم.
والبهم: صغار الغنم، والبهمى: نبات يستبهم منبته لشوكه، وقد أبهمت الأرض: كثر بهمها (وذلك أن (أفعل) تأتي للتكثير، كأضب المكان:كثرت ضبابه، وأظبى: كثرت ظباؤه، وأعال: كثرت عياله. وقد جمع الحسن بن زين الشنقيطي رحمه الله شيخ والد شيخنا معاني (أفعل) في تكميله لامية الأفعال لابن مالك فقال:
بأفعل استغن أو طاوع مجرده *** وللإزالة والوجدان قد حصلا
وقد يوافق مفتوحا ومنكسرا *** ثلاثيا كوعى والمرء قد نملا
أعن وكثر وصير عرضن به *** وللبلوغ كأمأى جعفر إبلا
وعدين به وأطلقن وقس *** ونقلنا غيره من هذه نقلا)، نحو: أعشبت وأبقلت، أي: كثر عشبها.
باب
- الباب يقال لمدخل الشيء، وأصل ذلك: مداخل الأمكنة، كباب المدينة والدار والبيت، وجمعه: أبواب. قال تعالى: ?واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب? [يوسف/25]، وقال تعالى: ?لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة? [يوسف/67]، ومنه يقال في العلم: باب كذا، وهذا العلم باب إلى علم كذا، أي: به يتوصل إليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) (الحديث رواه الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في السنة وغيرهم، وكلهم عن ابن عباس مرفوعا مع زيادة: (فمن أتى العلم فليأت الباب) ورواه الترمذي وأبو نعيم وغيرهما عن علي بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا دار الحكمة وعلي بالها).
وهذا حديث مضطرب غير ثابت كما قاله الدارقطني في العلل 3/247، وقال الترمذي: منكر، وقال البخاري: ليس له وجه صحيح، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن معين أنه قال: كذب لا أصل له. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ووافقه الذهبي وغيره، المستدرك 3/126 وقال الحاكم فيه: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي فقال: بل موضوع، لكن قال في الدرر نقلا عن أبي سعيد العلائي: الصواب أنه حسن باعتبار تعدد طرقه، لا صحيح ولا ضعيف، فضلا أن يكون موضوعا، وكذا قال الحافظ بن حجر في فتوى له. وقال في اللآلئ بعد كلام طويل: والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به. راجع كشف الخفاء 1/203، واللآلئ المصنوعة 1/329؛ وعارضة الأحوذي 13/171؛ والحلية 1/64).
أي: به يتوصل، قال الشاعر:
- 71 - أتيت المروءة من بابها (البيت تقدم برقم 5)
وقال تعالى: ?فتحنا عليهم أبواب كل شيء? [الأنعام/44]، وقال عز وجل: ?باب باطنه فيه الرحمة? [الحديد/13] وقد يقال: أبواب الجنة وأبواب جهنم للأشياء التي بها يتوصل إليهما. قال تعالى: ?ادخلوا أبواب جهنم? [النحل/29]، وقال تعالى: ?حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم? [الزمر/73]، وربما قيل: هذا من بابة كذا، أي: مما يصلح لهن وجمعه: بابات، وقال الخليل: بابة (وعبارته في العين 8/415: والبابة في الحدود والحساب) في الحدود، وبوبت بابا، أي: عملت، وأبواب مبوبة، والبواب حافظ البيت، وتبوبت بوابا: اتخذته، وأصل باب: بوب.
بيت
- أصل البيت: مأوى الإنسان بالليل؛ لأنه يقال: بات: أقام بالليل، كما يقال: ظل بالنهار ثم قد يقال للمسكن بيت من غير اعتبار الليل فيه، وجمعه أبيات وبيوت، لكن البيوت بالمسكن أخص، والأبيات بالشعر. قال عز وجل: ?فتلك بيتوهم خاوية بما ظلموا? [النمل/52]، وقال تعالى: ?واجعلوا بيوتكم قبلة? [يونس/78]، ?لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم? [النور/27]، ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر، وبه شبه بيت الشعر، وعبر عن مكان الشيء بأنه بيته، وصار أهل البيت متعارفا في آل النبي عليه الصلاة والسلام، ونبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (سلمان منا أهل البيت) (أخرجه الحاكم 3/598 وقال الذهبي: سنده ضعيف، وقال العجلوني: رواه الطبراني والحاكم عن عمرو بن عوف، وسنده ضعيف انتهى. قال الهيثمي: فيه عند الطبراني كثير بن عبد الله المزني ضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
انظر: كشف الخفاء 1/459، والفتح الكبير 2/159؛ وأسباب ورود الحديث 2/367).
أن مولى القوم يصح نسبته إليهم، كما قال: (مولى القوم منهم، وابنه من أنفسهم) (قال السخاوي: رواه أصحاب السنن وابن حبان من حديث أبي رافع وفيه قصة. انتهى.
وهو عند الشيخين عن أنس بلفظ: (من أنفسهم) وأيضا فيه: (ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم). راجع: فتح الباري 12/48؛ وشرح السنة 8/352؛ وكشف الخفاء 2/291؛ والمقاصد الحسنة ص 439)
وبيت الله والبيت العتيق: مكة، قال الله عز وجل: ?وليطوفوا بالبيت العتيق? [الحج/29]، ?إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة? [آل عمران/96]، ?وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت? [البقرة/127] يعني: بيت الله.
وقوله عز وجل: ?وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى? [البقرة/189]، إنما نزل في قوم كانوا يتحاشون أن يستقبلوا بيوتهم بعد إحرامهم، فنبه تعالى أن ذلك مناف للبر (انظر: الدار المنثور 1/491. وأسباب النزول للواحدي ص 86)، وقوله عز وجل: ?والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام? [الرعد/23]، معناه: بكل نوع من المسار، وقوله تعالى: ?في بيوت أذن الله أن ترفع? [النور/36]، قيل: بيوت النبي (وهذا قول مجاهد فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم. انظر: الدر المنثور 6/203) نحو: ?لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم? [الأحزاب/53]، وقيل: أشير بقوله: ?في بيوت? إلى أهل بيته وقومه. وقيل: أشير به إلى القلب. وقال بعض الحكماء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) (الحديث متفق على صحته، وهو في البخاري في بدء الخلق 6/256؛ ومسلم برقم (2106) في اللباس والزينة؛ وانظر: شرح السنة 12/126) : إنه أريد به القلب، وعني بالكلب الحرص بدلالة أنه يقال: كلب فلان: إذا أفرط في الحرص، وقولهم: هو أحرص من كلب (ومن أمثالهم: أحرص من كلب على جيفة، ومن كلب على عرق، والعرق: العظم عليه اللحم. راجع: مجمع الأمثال 1/228).
وقوله تعالى: ?وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت? [الحج/26] يعني: مكة، و ?قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة? [التحريم/11]، أي: سهل فيها مقرا، ?وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة? [يونس/87] يعني: المسجد الأقصى.
وقوله عز وجل: ?فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين? [الذاريات/36]، فقد قيل: إشارة إلى جماعة البيت فسماهم بيتا كتسمية نازل القرية قرية. والبيات والتبيت: قصد العدو ليلا.
قال تعالى: ?أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وههم نائمون? [الأعراف/97] / ?بياتا أو هم قائلون? [الأعراف/4]. والبيوت: ما يفعل بالليل، قال تعالى: ?بيت طائفة منهم? [النساء/81]. يقال لكل فعل دبر فيه بالليل: بيت، قال تعالى: ?إذ يبيتون ما لا يرضى من القول? [النساء/108]، وعلى ذلك قوله عليه السلام: (لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل) (الحديث أخرجه ابن ماجه عن حفصة قالت: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (لا صيام لمن لم يفرضه من الليل) وهو في سننه 1/542، والفتح الكبير 3/346. وفي الموطأ عن ابن عمر أنه كان يقول: (لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر)، وعن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له) قال ابن عبد البر: اضطرب في إسناده، وهو أحسن ما روي مرفوعا في هذا الباب انتهى. راجع شرح الزرقاني للموطأ 2/157؛ وتنوير الحوالك 1/270؛ وأخرجه أبو داود في الصوم، راجع معالم السنن 2/134؛ والنسائي 4/196؛ وأحمد 6/87؛ وانظر: شرح السنة 6/268).
وبات فلان يفعل كذا عبارة موضوعة لما يفعل بالليل، كظل لما يفعل بالنهار، وهما من باب العبارات.
باد
- قال عز وجل: ?ما أظن أن تبيد هذه أبدا? [الكهف/35]، يقال: باد الشيء يبيد بيادا: إذا تفرق وتوزع في البيداء، أي: المفازة، وجمع البيداء: بيد، وأتان بيدانة: تسكن البادية البيداء.
[/align][/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]
بكى
- بكى يبكي بكا وبكاء، فالبكاء بالمد: سيلان الدمع عن حزن وعويل، ويقال إذا كان الصوت أغلب كالرغاء والثغاء وسائر هذه الابنية الموضوعة للصوت، وبالقصر يقال إذا كان الحزن أغلب، وجمع الباكي باكون وبكي، قال الله تعالى: ?خروا سجدا وبكيا? [مريم/58]. وأصل بكي فعول (إلا أنهم قلبوا الواو ياء ثم أدغموها مع الياء)، كقولهم: ساجد وسجود، وراكع وركوع، وقاعد وقعود، لكن قلب الواو ياء فأدغم نحو: جاث وجثي، وعات وعتي، وبكى يقال في الحزن وإسالة الدمع معا، ويقال في كل واحد منهما منفردا عن الآخر، وقوله عز وجل: ?فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا? [التوبة/82] إشارة إلى الفرح والترح وإن لم تكن مع الضحك قهقهة ولا مع البكاء إسالة دمع.
وكذلك قوله تعالى: ?فما بكت عليهم السماء والأرض? [الدخان/29]، وقد قيل: إن ذلك على الحقيقة، وذلك قول من يجعل لهما حياة وعلما، وقيل: ذلك على المجاز، وتقديره: فما بكت عليهم أهل السماء.
بل
- كلمة للتدارك، وهو ضربان:
- ضرب يناقض ما بعده ما قبله، لكن ربما يقصد به لتصحيح الحكم الذي بعده وإبطال ما قبله، وربما يقصد تصحيح الذي قبله وإبطال الثاني، فما قصد به تصحيح الثاني وإبطال الأول قوله تعالى: ?إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين *** كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون? [المطففين/13 - 14]، أي: ليس الأمر كما قالوا بل جهلوا، فنبه بقوله: ?ران على قلوبهم? على جهلهم، وعلى هذا قوله في قصة إبراهيم ?قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرههم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون? [الأنبياء/62 - 63].
ومما قصد به تصحيح الأول وإبطال الثاني قوله تعالى: ?فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن *** وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن *** كلا بل لا تكرمون اليتيم? [الفجر/15 - 17].
أي: ليس إعطاؤهم المال من الإكرام ولا منعهم من الإهانة، لكن جهلوا ذلك لوضعهم المال في غير موضعه، وعلى ذلك قوله تعالى: ?ص والقرآن ذي الذكر *** بل الذين كفروا في عزة وشقاق? [ص/1 - 2]، فإنه دل بقوله: ?والقرآن ذي الذكر? أن القرآن مقر للتذكر، وأن ليس امتناع الكفار من الإصغاء إليه أن ليس موضعا للذكر، بل لتعززههم ومشاقتهم، وعلى هذا: ?ق والقرآن المجيد *** بل عجبوا? [ق/1 - 2]، أي: ليس امتناعهم من الإيمان بالقرآن أن لا مجد للقرآن، ولكن لجهلهم؛ ونبه بقوله: ?بل عجبوا? على جهلهم؛ لأن التعجب من الشيء يقتضي الجهل بسببه، وعلى هذا قوله عز وجل: ?ما غرك بربك الكريم *** الذي خلقك فسواك فعدلك *** في أي صورة ما شاء ركبك *** كلا بل تكذبون بالدين? [الانفطار/6 - 9]، كأنه قيل: ليس ههنا ما يقتضي أن يغرهم به تعالى، ولكن تكذيبهم هو الذي حملهم على ما ارتكبوه.
- والضرب الثاني من (بل) : هو أن يكون مبينا للحكم الأول وزائدا عليه بما بعد (بل)، نحو قوله تعالى: ?بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر? [الأنبياء/5]، فإنه نبه أنهم يقولون: ?أضغاث أحلام بل افتراه?، يزيدون على ذلك أن الذي أتى به مفترى افتراه، بل يزيدون فيدعون أنه كذاب، فإن الشاعر في القرآن عبارة عن الكاذب بالطبع، وعلى هذا قوله تعالى: ?لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا *** هم ينصرون *** بل تأتيهم بغتة فتبهتهم? [الأنبياء/39 - 40]، أي: لو يعلمون ما هو زائد عن الأول وأعظم منه، وهو أن تأتيهم بغتة، وجميع ما في القرآن من لفظ (بل) لا يخرج من أحد هذين الوجهين وإن دق الكلام في بعضه.
بلد
البلد المكان المحيط المحود المتأثر باجتماع قطانه وإقامتهم فيه، وجمعه: بلاد وبلدان، قال عز وجل: ?لا أقسم بهذا البلد? [البلد/1]، قيل: يعني به مكة (وهذا قول ابن عباس فيما أخرجه عنه ابن جرير: 30/193 وابن أبي حاتم). قال تعالى: ?بلدة طيبة? [سبأ/15]، ?فأنشرنا به بلدة ميتا? [الزخرف/11]، وقال عز وجل: ?سقناه إلى بلد ميت? [الأعراف/57]، ?رب اجعل هذا بلدا آمنا? [البقرة/126]، يعني: مكة وتخصيص ذلك في أحد الموضعين وتنكيره في الموضع الآخر له موضع غير هذا الكلام (قال الإسكافي: (قوله تعالى في البقرة: ?رب اجعل هذا بلدا آمنا?، وفي سورة إبراهيم: ?رب اجعل هذا البلد آمنا?. قال: الجواب أن يقال: الدعوة الأولى وقعت ولم يكن المكان قد جعل بلدا، فكأنه قال: اجعل هذا الوادي بلدا آمنا، والدعوة الثانية وقعت وقد جعل بلدا، فكأنه قال: اجعل هذا المكان الذي صيرته كما أردت ومصرته كما سألت ذا أمن على من أوى إليه). انتهى مختصرا. راجع درة التنزيل للإسكافي ص 29؛ وفتح الرحمن للأنصاري ص 39؛ وملاك التأويل 1/90) وسميت المفازة بلدا لكونها موطن الوحشيات، والمقبرة بلدا لكونها موطنا للأموات، والبلدة منزل من منازل القمر، والبلدة: البلجة ما بين الحاجبين تشبيها بالبلد لتمددها، وسميت الكركرة بلدة لذلك، وربما استعير ذلك لصدر الإنسان (يقال: فلان واسع البلدة، أي: واسع الصدر)، ولاعتبار الأثر قيل: بجلده بلد، أي: أثر، وجمعه: أبلاد، قال الشاعر:
- 66 - وفي النحور كلوم ذات أبلا
(هذا عجز بيت للقطامي، وصدره:
ليست تجرح فرارا ظهورهم
وهو في اللسان (بلد)، وديوانه ص 12؛ والمشوف المعلم 1/117؛ والبصائر 2/273؛ وإصلاح المنطق ص 410)
وأبلد الرجل: صار ذا بلد، نحو: أنجد وأتهم (راجع: مادة (ألف) ). وبلد: لزم البلد.
ولما كان اللازم لموطنه كثيرا ما يتحير إذا حصل في غير موطنه قيل للمتحير: بلد في أمره وأبلد وتبلد، قال الشاعر:
- 67 - لا بد للمحزون أن يتبلدا (البيت يروى:
ألا لا تلمه اليوم أن ييتبلدا *** فقد غلب المحزون أن يتجلدا
وهي في اللسان: (بلد) ؛ ويروى:
لا بد للمصدور من أن يسعلا
وهو في اللسان: (صدر) 4/45 والبيت للأحوص؛ وهو في الأغاني 13/153؛ وديوانه ص 98)
ولكثرة وجود البلادة فيمن كان جلف البدن قيل: رجل أبلد، عبارة عن عظيم الخلق، وقوله تعالى: ?والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا? [الأعراف/58]، كنايتان عن النفوس الطاهرة والنجسة فيما قيل (وهذا مروي عن ابن عباس وقتادة. راجع الدر المنثور 3/478).
بلس
- الإبلاس: الحزن المعترض من شدة البأس، يقال: أبلس، ومنه اشتق إبليس فيما قيل. قال عز وجل: ?ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون? [الروم/12]، وقال تعالى: ?أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون? [الأنعام/44]، وقال تعالى: ?وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين? [الروم/49].
ولما كان المبلس كثيرا ما يلزم السكوت وينسى ما يعنيه قيل: أبلس فلان: إذا سكت وإذا انقطعت حجته، وأبلست الناقة فهي مبلاس: إذا لم ترع من شدة الضبعة. وأما البلاس: للمسح، ففارسي معرب (قال أبو عبيدة: ومما دخل في كلام العرب من كلام فارس: المسح، تسميه العرب البلاس، وهو فارسي معرب.
ومن دعائهم: أرانيك الله على البلس، وهي غرائر كبار من مسوح يجعل فيها التين).
بلع
- قال عز وجل: ?يا أرض ابلعي ماءك? [هود/44]، من قولهم: بلعت الشيء وابتعلته، ومنه: البلوعه، وسعد بلع نجم، وبلع الشيب في رأسه: أول ما يظهر.
بلغ
- البلوغ والبلاغ: الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى، مكانا كان أو زمانا، أو أمرا من الأمور المقدرة، وربما يعبر به عن المشارفة عليه وإن لم ينته إليه، فمن الانتهاء: ?بلغ أشده وبلغ أربعين سنة? [الأحقاف/15]، وقوله عز وجل: ?فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن? [البقرة/232]، و ?ما هم ببالغيه? [غافر/56]، ?فلما بلغ معه السعي? [الصافات/102]، ?لعلي أبلغ الأسباب? [غافر/36]، ?أيمان علينا بالغة? [القلم/39]، أي: منتهية في التوكيد.
والبلاغ: التبليغ، نحو قوله عز وجل: ?هذا بلاغ للناس? [إبراهيم/52]، وقوله عز وجل: ?بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون? [الأحقاف/35]، ?وما علينا إلا البلاغ المبين? [يس/17]، ?فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب? [الرعد/40].
والبلاغ: الكفاية، نحو قوله عز وجل: ?إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين? [الأنبياء/106]، وقوله عز وجل: ?وإن لم تفعل فما بلغت رسالته? [المائدة/67]، أي: إن لم تبلغ هذا أو شيئا مما حملت تكن في حكم من لم يبلغ شيئا من رسالته، وذلك أن حكم الأنبياء وتكليفاتهم أشد، وليس حكمهم كحكم سائر الناس الذين يتجافى عنهم إذا خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وأما قوله عز وجل: ?فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف? [الطلاق/2]، فللمشارفة، فإنها إذا انتهت إلى أقصى الأجل لا يصح للزوج مراجعتها وإمساكها.
ويقال: بلغته الخبر وأبلغته مثله، وبلغته أكثر، قال تعالى: ?أبلغكم رسالات ربي? [الأعراف/62]، وقال: ?يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك? [المائدة/67]، وقال عز وجل: ?فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم? [هود/57]، وقال تعالى: ?بلغني الكبر وامرأتي عاقر? [آل عمران/40]، وفي موضع: ?وقد بلغت من الكبر عتيا? [مريم/8]، وذلك نحو: أدركني الجهد وأدركت الجهد، ولا يصح: بلغني المكان وأدركني.
والبلاغة تقال على وجهين:
- أحدهما: أن يكون بذاته بليغا، وذلك بأن يجمع ثلاثة أوصاف: صوبا في موضوع لغته، وطبقا للمعنى المقصود به، وصدقا في نفسه (وفي هذا يقول مخلوف الميناوي:
بلاغة الكلام أن يطابقا *** - وهو فصيح - مقتضى الحال ثقا)، ومتى اخترم وصف من ذلك كان ناقصا في البلاغة.
- والثاني: أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له، وهو أن يقصد القائل أمرا فيورده على وجه حقيق أن يقبله المقول له، وقوله: ?وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا? [النساء/63]، يصح حمله على المعنيين، وقول من قال (هو الزجاج في معاني القرآن 2/70) : معناه قل لهم: إن أظهرتم ما في أنفسكم قتلتم، وقول من قال: خوفهم بمكاره تنزل بهم، فإشارة إلى بعض ما يقتضيه عموم اللفظ، والبلغة: ما يتبلغ به من العيش.
بلى
- يقال: بلي الثوب بلى وبلاء، أي: خلق، ومنه قيل لمن سافر: بلو سفر وبلي سفر، أي: أبلاه السفر، وبلوته: اختبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له، وقرئ: ?هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت? (وهي قراءة الجميع عدا حمزة والكسائي) [يونس/30]، أي: تعرف حقيقة ما عملت، ولذلك قيل: بلوت فلانا: إذا اختبرته، وسمي الغم بلاء من حيث إنه يبلي الجسم، قال تعالى: ?وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم? [البقرة/49]، ?ولنبلوكم بشيء من الخوف? الآية [البقرة/155]، وقال عز وجل: ?إن هذا لهو البلاء المبين? [الصافات/106]، وسمي التكليف بلاء من أوجه:
- أحدها: أن التكاليف كلها مشاق على الأبدان، فصارت من هذا الوجه بلاء.
- والثاني: أنها اختبارات، ولهذا قال الله عز وجل: ?ولنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم? [محمد/31].
- والثالث: أن اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسار ليشكروا، وتارة بالمضار ليصبروا، فصارت المحنة والمنحة جميعا بلاء، فالمحنة مقتضية للصبر، والمنحة مقتضية للشكر.
والقيام بحقوق الصبر أيشر من القيام بحقوق الشكر فصارت المنحة أعظم البلاءين، وبهذا النظر قال عمر: (بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نشكر) (انظر الزهد لابن المبارك ص 182، والرياض النضرة للطبري 4/314، وسنن الترمذي 3/307)، ولهذا قال أمير المؤمنين: من وسع عليه دنياه فلم يعلم أنه قد مكر به فهو مخدوع عن عقله (انظر ربيع الأبرار 1/45).
وقال تعالى: ?ونبلوكم بالشر والخير فتنة? [الأنبياء/35]، ?وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا? (وانظر: بصائر ذوي التمييز 2/274، فقد نقل الفيروز آبادي غالب هذا الباب) [الأنفال/17]، وقوله عز وجل: ?وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم? [البقرة/49]، راجع إلى الأمرين؛ إلى المحنة التي في قوله عز وجل: ?ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم? [البقرة/49]، وإلى المنحة التي أنجاهم، وكذلك قوله تعالى: ?وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين? [الدخان/33]، راجع إلى الأمرين، كما وصف كتابه بقوله: ?قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى? [فصلت/44].
وإذا قيل: ابتلى فلان كذا وأبلاه فذلك يتضمن أمرين: أحدهما تعرف حاله والوقوف على ما يجهل من أمره، والثاني ظهور جودته ورداءته، وربما قصد به الأمران، وربما يقصد به أحدهما، فإذا قيل في الله تعالى: بلاء كذا وأبلاه فليس المراد منه إلا ظهور جودته ورداءته، دون التعرف لحاله، والوقوف على ما يجهل من أمره إذ كان الله علام الغيوب، وعلى هذا قوله عز وجل: ?وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن? [البقرة/124].
ويقال: أبليت فلانا يمينا: إذا عرضت عليه اليمين لتبلوه بها (انظر: اللسان (بلا) 14/84).
بلى
- بلى: رد للنفي نحو قوله تعالى: ?وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون *** بلى من كسب سيئة? [البقرة/80 - 81]، أو جواب لاستفهام مقترن بنفي نحو: ?ألست بربكم قالوا: بلى? [الأعراف/172].
و (نعم) يقال في الاستفهام المجرد نحو: ?هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا: نعم? [الأعراف/44]، ولا يقال ههنا: بلى فإذا قيل: ما عندي شيء فقلت: بلى فهو رد لكلامه، وإذا قلت نعم فإقرار منك.
قال تعالى: ?فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون? [النحل/28]، ?وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم? [سبأ/3]، ?وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى? [الزمر/71]، ?قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى? [غافر/50].
بن
- البنان: الأصابع، قيل: سميت بذلك لأن بها صلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يبن بها، يريد: أن يقيم بها، ويقال: أبن بالمكان يبن (قال السرقسطي: أبن بالمكان: أقام. راجع: الأفعال 4/128)، ولذلك خص في قوله تعالى: ?بلى قادرين على أن نسوي بنانه? [القيامة/4]، وقوله تعالى: ?واضربوا منهم كل بنان? [الأنفال/12]، خصه لأجل أنهم بها تقاتل وتدافع، والبنة: الرائحة التي تبن بما تعلق به.
بنى
- يقال: بنيت أبني بناء وبنية وبنى. قال عز وجل: ?وبنينا فوقكم سبعا شدادا? [النبأ/12]. والبناء:اسم لما يبنى بناء، قال تعالى: ?لهم غرف من فوقها غرف مبينة? [الزمر/20]، والبنية يعبر بها عن بيت الله تعالى (العين 8/382). قال تعالى: ?والسماء بنيناها بأيد? [الذاريات/47]، ?والسماء وما بناها? [الشمس/5]، والبنيان واحد لا جمع؛ لقوله تعالى: ?لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم? [التوبة/110]، وقال: ?كأنهم بنيان مرصوص? [الصف/4]، ?قالوا: ابنوا له بنيانا? [الصافات/97]، وقال بعضهم: بنيان جمع بنيانة، فهو مثل: شعير وشعيرة، وتمر وتمرة، ونخل ونخلة، وهذا النحو من الجمع يصح تذكيره وتأنيثه.
و (ابن) أصله: بنو، لقولهم في الجمع: أبناء، وفي التصغير: بني، قال تعالى: ?يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك? [يوسف/5]، ?يابني إني أرى المنام أني أذبحك? [الصافات/102]، ?يا بني لا تشرك بالله? [لقمان/13]، يا بني لا تعبد الشيطان، وسماه بذلك لكونه بناء للأب، فإن الأب هو الذي بناه وجعله الله بناء في إيجاده، ويقال لكل ما يحصل من جهة شيء أو من تربيته، أو بتفقده أو كثرة خدمته له أو قيامه بأمره: هو ابنه، نحو: فلان ابن الحرب، وابن السبيل للمسافر، وابن الليل، وابن العلم، قال الشاعر:
- 68 - أولاك بنو خير وشر كليهما *** (هذا شطر بيت، وعجزه:
جميعا ومعروف ألم ومنكر
ونسبه الجاحظ للعتبي، واسمه محمد بن عبد الله وهو وهم ولم يعلق عليه المحقق هارون؛ والبيت في الحيوان 2/89؛ [استدراك] والصناعتين ص 59.
والصحيح أن البيت لمسافع بن حذيفة العبسي، وهو في شرح الحماسة للتبريزي 3/24؛ والخزانة 5/71؛ ومثلث البطليوسي 1/340)
وفلان ابن بطنه وابن فرجه: إذا كان همه مصروفا إليهما، وابن يومه: إذا لم يتفكر في غده. قال تعالى: ?وقالت اليهود: عزير ابن الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله? [التوبة/30].
وقال تعالى: ?إن ابني من أهلي? [هود/45]، ?إن ابنك سرق? [يوسف/81]، وجمع ابن: أبناء وبنون، قال عز وجل: ?وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة? [النحل/72]، وقال عز وجل: ?يا بني لا تدخلوا من باب واحد? [يوسف/67]، ?يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد? [الأعراف/31]، ?يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان? [الأعراف/27]، ويقال في مؤنث ابن: ابنة وبنت، وقوله تعالى: ?هؤلاء بناتي هن أطهر لكم? [هود/78]، وقوله: ?لقد علمت ما لنا في بناتك من حق? [هود/79]، فقد قيل: خاطب بذلك أكابر القوم وعرض عليهم بناته (وهذا قول حذيفة بن اليمان فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم. وانظر: الدر المنثور 4/458) لا أهل قريته كلهم، فإنه محال أن يعرض بنات له قليلة على الجم الغفير، وقيل: بل أشار بالبنات إلى نساء أمته، وسماهن بنات له لكون كل نبي بمنزلة الأب لأمته، بل لكونه أكبر وأجل الأبوين لهم كما تقدم في ذكر الأب، وقوله تعالى: ?ويجعلون لله البنات? [النحل/57]، هو قولهم عن الله: إن الملائكة بنات الله.
بهت
- قال الله عز وجل: ?فبهت الذي كفر? [البقرة/258]، أي: دهش وتحير، وقد بهته. قال عز وجل: ?هذا بهتان عظيم? [النور/16] أي: كذب يبهت سامعه لفظاعته. قال تعالى: ?ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن? [الممتحنة/12]، كناية عن الزنا (وهذا بعيد لأن الزنا ذكر في أول الآية، وقال ابن عباس: كانت الحرة يولد لها الجارية فتجعل مكانها غلاما. راجع: الدر المنثور 8/141)، وقيل: بل ذلك لكل فعل مستبشع يتعاطينه باليد والرجل من تناول ما لا يجوز والمشي إلى ما يقبح، ويقال: جاء بالبهيتة، أي: بالكذب.
بهج
- البهجة: حسن اللهو وظهور السرور، وفيه قال عز وجل: ?حدائق ذات بهجة? [النمل/60]، وقد بهج فهو بهيج، قال: ?وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج? [ق/7]، ويقال: بهج، كقول الشاعر:
- 69 - ذات خلق بهج
(لم أجده)
ولا يجيء منه بهوج، وقد ابتهج بكذا، أي: سر به سرورا بان أثره على وجهه، وأبهجه كذا.
بهل
- أصل البهل: كون الشيء غير مراعى، والباهل: البعير المخلى عن قيده أو عن سمة، أو المخلى ضرعها عن صرار. قالت امرأة: أتيتك باهلا غير ذات صرار (انظر: المجمل 1/138. وقائلة هذا امرأة دريد بن الصمة لما أراد طلاقها. انظر اللسان: بهل)، أي: أبحث لك جميع ما كنت أملكه لم أستأثر بشيء من دونه، وأبهلت فلانا: خليته وإرادته، تشبيها بالبعير الباهل. والبهل والابتهال في الدعاء: الاسترسال فيه والتضرع، نحو قوله عز وجل: ?ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين? [آل عمران/61]، ومن فسر الابتهال باللعن فلأجل أن الاسترسال في هذا المكان لأجل اللعن، قال الشاعر:
- 70 - نظر الدهر إليهم فابتهل
(هذا عجز بيت، وشطره الأول:
في قروم سادة من قومه
وهو للبيد في ديوانه ص 148؛ وأساس البلاغة ص 32)
أي: استرسل فيهم فأفناهم.
بهم
- البهمة: الحجر الصلب، وقيل للشجاع بهمة تشبيها به، وقيل لكل ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا: مبهم.
ويقال: أبهمت كذا فاستبهم، وأبهمت الباب: أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه، والبهيمة: ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، لكن خص في التعارف بما عدا السباع والطير.
فقال تعالى: ?أحلت لكم بهيمة الأنعام? [المائدة/1]، وليل بهيم، فعيل بمعنى مفعل (في المخطوطة: بمعنى مفعول) ؛ قد أبهم أمره للظلمة، أو في معنى مفعل لأنه يبهم ما يعن فيه فلا يدرك، وفرس بهيم: إذا كان على لون واحد لا يكاد تميزه العين غاية التمييز، ومنه ما روي أنه: (يحشر الناس يوم القيامة بهما) (الحديث: (يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة بهما)، قال: قلنا: وما بهما؟ قال: (ليس معهم شيء...) الخ.
أخرجه أحمد بإسناد حسن في مسنده 3/495؛ والحاكم 2/437 وصححه ووافقه الذهبي، وقال ابن حجر: وله طريق أخرى عند الطبراني وإسناده صالح، وانظر: شرح السنة 1/280؛ ومجمع الزوائد 10/354) أي: عراة، وقيل: معرون مما يتوسمون به في الدنيا ويتزينون به، والله أعلم.
والبهم: صغار الغنم، والبهمى: نبات يستبهم منبته لشوكه، وقد أبهمت الأرض: كثر بهمها (وذلك أن (أفعل) تأتي للتكثير، كأضب المكان:كثرت ضبابه، وأظبى: كثرت ظباؤه، وأعال: كثرت عياله. وقد جمع الحسن بن زين الشنقيطي رحمه الله شيخ والد شيخنا معاني (أفعل) في تكميله لامية الأفعال لابن مالك فقال:
بأفعل استغن أو طاوع مجرده *** وللإزالة والوجدان قد حصلا
وقد يوافق مفتوحا ومنكسرا *** ثلاثيا كوعى والمرء قد نملا
أعن وكثر وصير عرضن به *** وللبلوغ كأمأى جعفر إبلا
وعدين به وأطلقن وقس *** ونقلنا غيره من هذه نقلا)، نحو: أعشبت وأبقلت، أي: كثر عشبها.
باب
- الباب يقال لمدخل الشيء، وأصل ذلك: مداخل الأمكنة، كباب المدينة والدار والبيت، وجمعه: أبواب. قال تعالى: ?واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب? [يوسف/25]، وقال تعالى: ?لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة? [يوسف/67]، ومنه يقال في العلم: باب كذا، وهذا العلم باب إلى علم كذا، أي: به يتوصل إليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) (الحديث رواه الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في السنة وغيرهم، وكلهم عن ابن عباس مرفوعا مع زيادة: (فمن أتى العلم فليأت الباب) ورواه الترمذي وأبو نعيم وغيرهما عن علي بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا دار الحكمة وعلي بالها).
وهذا حديث مضطرب غير ثابت كما قاله الدارقطني في العلل 3/247، وقال الترمذي: منكر، وقال البخاري: ليس له وجه صحيح، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن معين أنه قال: كذب لا أصل له. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ووافقه الذهبي وغيره، المستدرك 3/126 وقال الحاكم فيه: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي فقال: بل موضوع، لكن قال في الدرر نقلا عن أبي سعيد العلائي: الصواب أنه حسن باعتبار تعدد طرقه، لا صحيح ولا ضعيف، فضلا أن يكون موضوعا، وكذا قال الحافظ بن حجر في فتوى له. وقال في اللآلئ بعد كلام طويل: والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به. راجع كشف الخفاء 1/203، واللآلئ المصنوعة 1/329؛ وعارضة الأحوذي 13/171؛ والحلية 1/64).
أي: به يتوصل، قال الشاعر:
- 71 - أتيت المروءة من بابها (البيت تقدم برقم 5)
وقال تعالى: ?فتحنا عليهم أبواب كل شيء? [الأنعام/44]، وقال عز وجل: ?باب باطنه فيه الرحمة? [الحديد/13] وقد يقال: أبواب الجنة وأبواب جهنم للأشياء التي بها يتوصل إليهما. قال تعالى: ?ادخلوا أبواب جهنم? [النحل/29]، وقال تعالى: ?حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم? [الزمر/73]، وربما قيل: هذا من بابة كذا، أي: مما يصلح لهن وجمعه: بابات، وقال الخليل: بابة (وعبارته في العين 8/415: والبابة في الحدود والحساب) في الحدود، وبوبت بابا، أي: عملت، وأبواب مبوبة، والبواب حافظ البيت، وتبوبت بوابا: اتخذته، وأصل باب: بوب.
بيت
- أصل البيت: مأوى الإنسان بالليل؛ لأنه يقال: بات: أقام بالليل، كما يقال: ظل بالنهار ثم قد يقال للمسكن بيت من غير اعتبار الليل فيه، وجمعه أبيات وبيوت، لكن البيوت بالمسكن أخص، والأبيات بالشعر. قال عز وجل: ?فتلك بيتوهم خاوية بما ظلموا? [النمل/52]، وقال تعالى: ?واجعلوا بيوتكم قبلة? [يونس/78]، ?لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم? [النور/27]، ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر، وبه شبه بيت الشعر، وعبر عن مكان الشيء بأنه بيته، وصار أهل البيت متعارفا في آل النبي عليه الصلاة والسلام، ونبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (سلمان منا أهل البيت) (أخرجه الحاكم 3/598 وقال الذهبي: سنده ضعيف، وقال العجلوني: رواه الطبراني والحاكم عن عمرو بن عوف، وسنده ضعيف انتهى. قال الهيثمي: فيه عند الطبراني كثير بن عبد الله المزني ضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
انظر: كشف الخفاء 1/459، والفتح الكبير 2/159؛ وأسباب ورود الحديث 2/367).
أن مولى القوم يصح نسبته إليهم، كما قال: (مولى القوم منهم، وابنه من أنفسهم) (قال السخاوي: رواه أصحاب السنن وابن حبان من حديث أبي رافع وفيه قصة. انتهى.
وهو عند الشيخين عن أنس بلفظ: (من أنفسهم) وأيضا فيه: (ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم). راجع: فتح الباري 12/48؛ وشرح السنة 8/352؛ وكشف الخفاء 2/291؛ والمقاصد الحسنة ص 439)
وبيت الله والبيت العتيق: مكة، قال الله عز وجل: ?وليطوفوا بالبيت العتيق? [الحج/29]، ?إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة? [آل عمران/96]، ?وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت? [البقرة/127] يعني: بيت الله.
وقوله عز وجل: ?وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى? [البقرة/189]، إنما نزل في قوم كانوا يتحاشون أن يستقبلوا بيوتهم بعد إحرامهم، فنبه تعالى أن ذلك مناف للبر (انظر: الدار المنثور 1/491. وأسباب النزول للواحدي ص 86)، وقوله عز وجل: ?والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام? [الرعد/23]، معناه: بكل نوع من المسار، وقوله تعالى: ?في بيوت أذن الله أن ترفع? [النور/36]، قيل: بيوت النبي (وهذا قول مجاهد فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم. انظر: الدر المنثور 6/203) نحو: ?لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم? [الأحزاب/53]، وقيل: أشير بقوله: ?في بيوت? إلى أهل بيته وقومه. وقيل: أشير به إلى القلب. وقال بعض الحكماء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) (الحديث متفق على صحته، وهو في البخاري في بدء الخلق 6/256؛ ومسلم برقم (2106) في اللباس والزينة؛ وانظر: شرح السنة 12/126) : إنه أريد به القلب، وعني بالكلب الحرص بدلالة أنه يقال: كلب فلان: إذا أفرط في الحرص، وقولهم: هو أحرص من كلب (ومن أمثالهم: أحرص من كلب على جيفة، ومن كلب على عرق، والعرق: العظم عليه اللحم. راجع: مجمع الأمثال 1/228).
وقوله تعالى: ?وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت? [الحج/26] يعني: مكة، و ?قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة? [التحريم/11]، أي: سهل فيها مقرا، ?وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة? [يونس/87] يعني: المسجد الأقصى.
وقوله عز وجل: ?فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين? [الذاريات/36]، فقد قيل: إشارة إلى جماعة البيت فسماهم بيتا كتسمية نازل القرية قرية. والبيات والتبيت: قصد العدو ليلا.
قال تعالى: ?أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وههم نائمون? [الأعراف/97] / ?بياتا أو هم قائلون? [الأعراف/4]. والبيوت: ما يفعل بالليل، قال تعالى: ?بيت طائفة منهم? [النساء/81]. يقال لكل فعل دبر فيه بالليل: بيت، قال تعالى: ?إذ يبيتون ما لا يرضى من القول? [النساء/108]، وعلى ذلك قوله عليه السلام: (لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل) (الحديث أخرجه ابن ماجه عن حفصة قالت: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (لا صيام لمن لم يفرضه من الليل) وهو في سننه 1/542، والفتح الكبير 3/346. وفي الموطأ عن ابن عمر أنه كان يقول: (لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر)، وعن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له) قال ابن عبد البر: اضطرب في إسناده، وهو أحسن ما روي مرفوعا في هذا الباب انتهى. راجع شرح الزرقاني للموطأ 2/157؛ وتنوير الحوالك 1/270؛ وأخرجه أبو داود في الصوم، راجع معالم السنن 2/134؛ والنسائي 4/196؛ وأحمد 6/87؛ وانظر: شرح السنة 6/268).
وبات فلان يفعل كذا عبارة موضوعة لما يفعل بالليل، كظل لما يفعل بالنهار، وهما من باب العبارات.
باد
- قال عز وجل: ?ما أظن أن تبيد هذه أبدا? [الكهف/35]، يقال: باد الشيء يبيد بيادا: إذا تفرق وتوزع في البيداء، أي: المفازة، وجمع البيداء: بيد، وأتان بيدانة: تسكن البادية البيداء.
[/align][/cell][/table1][/align]