يا ليتني أنا المقتول :: فالها الخليفة المميز في التاريخ !!

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
يا ليتني أنا المقتول :: قالها الخليفة المميز في التاريخ !!

بسم الله الرحمن الرحيم
وهي من عيون الشعر العربي
في الرثاء
قالها في البطل الجواد المجاهد
محمد ابن حميد الطوسي
*****
يقول الله تعالى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ
بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ
{154} البقرة
*****
عليـك سـلام الله وقـــــــفـاً فإنـنـي
رأيتُ الكريم الحُـــرّ ليس لـه عمـرُ
*****
بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها
تُنالُ إلاَّ على جــــــــسرٍ منَ التَّعبِ

*****
وعندما تمر بنا المحن
نستذكر وآمعتصماه
وتمر بخيالنا
تلك العزة في التاريخ
وإن شاء الله تعالى
قادمة في الغد القريب
إلى غزة وفلسطين والعراق
ولكل المستضعفين في الأرض
********
محمد بن حميد الطوسي
قائد الجيش
بطل لم يتجاوز عمره السادسة والثلاثين
قاتل في جيوش المعتصم
وكان قائد الجيوش في عهده
خرج إلى الروم فقاتل من بعد الفجر إلى صلاة المغرب.
قالوا ::
كان يأخذ السيف فيقاتل به حتى تتكسر شظاياه
فيأخذ السيف الآخر
ومع الغروب ترجل الفارس
واجتمع عليه الأعداء
فعانقت البطولة إدبار النهار وإقبال الليل
ليتسلم وسام شرف الجهاد
الإنتقال من هذه الدنيا الفانية
إلى الحيادة الأبدية الباقية
****
أبو تمام يشارك
في مناسبة الجهاد والإستشهاد
لهذا النموذج التاريخي للأبطال
هذه القصيده لإبي تمام
وهي من عيون الشعر العربي في الرثاء
قالها في البطل الجواد المجاهد
محمد ابن حميد الطوسي
قائد الجيوش المجاهدة للروم
تكسّرت تسعة اسياف في يده
واستشهد في نهاية المعركه
مقبلاً غير مدبر صابراً محتسباً
عيون الشعر العربي في الرثاء
وسارت بها الركبان حتى
وصلت إلى مسامع
المعتصم
الخليفة العباسي
والذي نادته الأسيرة العربية
(وآمعتصماه)
فلما سمعها بكى
وقال ::
ياليتني كنت المقتول
والله ِ
ما مات من قيلت فيه هذه القصيدة
قال الشاعر الفذ
أبا تمامِ

كذا فليجلّ الخطبُ وليفـدح الأمـرُ
فليس لعينٍ لم يفـض ماؤهـا عـذرُ

توفيـت الآمــــــــــــال بـعـد محـمـدٍ
وأصبح في شغلٍ عن السفر السفـرُ

وما كان إلا مــــــال مـن قـل مالـه
ذخراً لمن أمسى وليس لـــه ذخـرُ

ألا في سبيل الله مـــن عطّلـت لـه
فجـاج سبيـل الله وانــــثغـر الثغـرُ

فتـىً كلمـا فاضـــت عيـون قبيلـةٍ
دماً ضحكت عنه الأحاديث والذكـرُ

فتى دهـره شطـــران فيمـا ينوبـه
ففي بأسه شطرً وفي جـوده شطـرُ

فتى مات بين الطعن والضرب ميتـة
يقوم مقام النصــــر إن فاتـه النصـر

وما مات حتى مات مَضربُ سيفـه
من الضرب واعتّلت على القنا السمرُ

غدا غـدوة والحمـد نسـج ردائـه
فلم ينصـرف إلا وأكفانـه النصـرُ

تردى ثياب الموت حمراً فما دجـى
له الليل إلا وهي من سُندسٍ خضـرُ

مضى طاهر الأثواب لم يبق روضةً
غداة ثـوى إلا اشتـــهـت أنّهـا قبـرُ

عليـك سـلام الله وقـــــــفـاً فإنـنـي
رأيتُ الكريم الحُرّ ليس لـه عمـرُ
*******
أبو تمام (190؟ - 231؟هـ، 806؟ - 846؟م).
حبيب بن أوس الطائي
من أعلام الشعراء في العصر العباسي.
وقيل إنّ والده اسمه تدرس
وكان نصرانيًا فأسلم
وتسمى بأوس وانتمى لقبيلة طيء.
والصواب أنه من أصول عربية
ولد بجاسم إحدى قرى حوران في بلاد الشام
وهي تبعد عن دمشق إلى الجنوب40كم.
****
نشأ بالشام فقيراً
فاشتغل عند حائك ثياب في دمشق
ثم انتقل إلى حمص، ورحل بعدها إلى مصر
وكان يسقي الناس الماء في جامع عمرو بن العاص
وتردّد على مجالس الأدب والعلم، واطّلع على علوم عصره
الدينية والعربية والعلوم المترجمة من منطق وفلسفة وحكمة
وساعده على ذلك ذكاؤه وقوة ذاكرته وحصافة تفكيره.
وتوفي بالموصل في العراق.
نظم أبو تمام الشعر في فترة مبكرة من حياته
ولم يزل يجوّده حتى نَـبُه ذكره
فعاد إلى الشام من مصر، ومدح القادة والعظماء فيها
ثم توجه إلى حمص والتقى هناك بالشاعر البحتري.
ثم توجه إلى العراق ومدح الوزراء فأوصلوه إلى أبواب الخلفاء
فمدح المأمون ولكنه لم يتصل به اتصاله بالمعتصم الذي أُعجب
بشعره وقدَّمه على غيره من الشعراء.
فمدحه بالكثير من قصائده
ولعل أبرزها قصيدته في فتح عَمُّورَّية
ذات الشهرة الكبيرة ومطلعها:
السيف أصدق أنباءً مـن الكتب
في حدِّه الحدُّ بين الجدِّ واللعب
ولما اتصل بالحسن بن وهب ومدحه
وعيّنه على بريد الموصل
وبقي هناك نحو سنتين.
وقد وافته المنية ودُفن هناك.
وبكاه الحسن بن وهب
ورثاه في جملة من رثاه من الشعراء
وهو الذي يقول فيه:
فُجِعَ القريضُ بخـــاتمِ الشُعراءِ
وغدير روضتها حبيب الطائي

ماتا مَعاً فتــــــجاورا في حُفْرةٍ
وكذاكَ كـانــــــــا قبلُ في الأحياءِ
****
كان أبو تمام ولوعًا بالأسفار
حاضر البديهة، ذكيًا قوي الذاكرة
واسع الثقافة رُوي عنه أنه كان يحفظ 14 ألف أرجوزة.
له ديوان شعر طُبع عدة مرات، جمع فيه كل فنون الشعر من
مدح ورثاء واعتذار ووصف وحِكم وعتاب وغزل وفخر ووعظ
وزهد وهجاء، وشرح عدة شروح، أشهرها الذي بين أيدي
الناس للخطيب التبريزي. وأكثر شعره في المدح والرثاء
حيث يستغرق هذان الفنّان ثلثي ديوانه، ولذا قيل عنه:
"أبو تمام مدّاحة نوّاحة".
ويُعدُّ أبو تمام أول شاعر عربي عُني بالتأليف
فقد جمع مختارات من أجمل قصائد التراث الشعري في كتاب
سماه الحماسة باسم الباب الأول والأطول منه. وفيه عشرة
أبواب: الحماسة، والمراثي، والأدب، والنسيب، والهجاء
والأضياف، والمديح، والصفات، والسِّير، والنعاس
والملح، ومذمَّة النساء.
ولكتاب الحماسة معارضات كثيرة وشروح أكثر
والكتاب يدل على حسن ذوق أبي تمام وعلمه الحصيف بالشعر
حتى قال عنه بعض النقاد: "إن أبا تمام في مختاراته أشعر منه
في منظوماته". ولأبي تمام حماسة أخرى تُسمى الحماسة
الصغرى أو الوحشيات. وقد وصل إلينا الكتابان السابقان
غير أنه لم تصل إلينا كتبه مثل: الاختيار القبائلي الأكبر
والأصغر، وأشعار القبائل، وفحول الشعراء.
ويُنسب إليه كتاب نقائض جرير والأخطل، وقد خصَّه الآمدي
وصنوه البحتري بكتاب نقدي سمّاه الموازنة بين الطائيين، جعل
أبا تمام فيه ممثل مذهب الصنعة والبحتري ممثل مذهب الطبع.
ويمتاز أبو تمام عن شعراء عصره بأنه صاحب مذهب جديد
في الشعر، يقوم على الغوص في المعاني البعيدة التي
لاتُدْرَك إلا بإعمال الذهن، والاعتماد على الفلسفة
والمنطق في عرض الأفكار وإلباسها صورًا
من التشبيهات والاستعارات والكنايات.
ويقوم فن أبي تمام على الصنعة البديعية.
فلهذا تراه يكثر منها كما يكثر من الألفاظ الغريبة
إلا أن شعره يمتاز بقوة العاطفة وحرارتها، مماجعل شعره
محببًا إلى النفوس. غير أن شعره يتفاوت سموًا ودنوًا مما حدا
بتلميذه البحتري أن يقول: "جيد أبي تمام خير من جيدي
ورديئي خير من رديئه". وقد نشأت دراسات كثيرة
تناولت فن أبي تمام في أغراض شعره أو مذهبه
الأدبي أو في مؤلفاته أو في
الحركة النقدية التي تبلورت حوله.
**
وعندما تمر بنا المحن
نستذكر وآمعتصماه
وتمر بخيالنا تلك العزة في التاريخ
وإن شاء الله تعالى
قادمة في الغد القريب
إلى غزة وفلسطين والعراق
ولكل المستضعفين في الأرض

والآن مع القصيدة الرائعة
فتح عمورية


السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ


يتبع
 

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: يا ليتني أنا المقتول :: فالها الخليفة المميز في التاريخ !!

مع القصيدة الرائعة
فتح عمورية

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ


بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ
في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ


والعِلْمُ في شُهُــــــــبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ


أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْــــنَ النُّجُومُ وَمَا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ


تخرُّصاً وأحـــــــاديثاً ملفَّقة ً
لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ


عجائباً زعمـــــــــــوا الأيَّامَ مُجْفلة ً
عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ


وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ
إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ


وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً
مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ


يقضون بالأمر عنها وهي غافلة
ما دار في فلك منـــها وفي قُطُبِ


لو بيَّنت قطّ أمــــــراً قبل موقعه
لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ


فَتْحُ الفُتوحِ تَعَـــالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ
نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ


فتحٌ تفتَّحُ أبــــــــــوابُ السَّماءِ لهُ
وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ


يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّـــوريَّة َ انْصَرَفَتْ
منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََ الحلبِ


أبقيْتَ جدَّ بنـــــي الإسلامِ في صعدٍ
والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ


أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَــــــــوْا أَن تُفْتَدى
جَعَلُوا فداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ


وبرْزة ِ الوجهِ قـــــدْ أعيتْ رياضتُهَا
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ


بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍ
ولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ


مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْــــدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ
شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ تشبِ


حَتَّى إذَا مَخَّــــــضَ اللَّهُ السنين لَهَا
مَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َ الحِقَبِ


أتتهُمُ الكُربة ُ السَّــــوداءُ سادرة ً
منها وكان اسمها فرَّاجة َ الكُربِ


جرى لها الفـــــــــالُ برحاً يومَ أنقرة ِ
إذْ غودرتْ وحشةَ الساحاتِ والرِّحبِ


لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ
كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ


كمْ بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍ
قاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ


بسُنَّة ِ السَّيفِ والخطيَّ منْ دمه
لا سُنَّة ِالدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ


لقد تركتَ أميـــــرَ المؤمنينَ بها
للنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ


غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى ً
يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْــــحٌ مِنَ اللَّهَبِ


حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ
عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ


ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّــــلماءُ عاكفة ٌ
وظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ


فالشَّمْسُ طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ
والشَّمسُ واجبة ٌ منْ ذا ولمْ تجبِ


تصرَّحَ الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها
عنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ


لم تَطْلُعِ الشَّمْــــــسُ فيـــــهِ يَومَ ذَاكَ
على بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ


ما ربعُ ميَّة َمعمــــــــــوراً يطيفُ بهِ
غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ


ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ
أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ


سَماجَة ً غنِيَــــتْ مِنَّا العُيون بِها
عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ


وحُسْنُ مُنْقَــــلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ
جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ


لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ
لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّــــمْرِ والقُضُبِ


تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ
للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ


ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ يوماً
ولاَ حُجبتْ عــــــنْ روحِ محتجبِ


لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ
إلاَّ تقدَّمهُ جيــــشٌ من الرَّعبِ


لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى لغدا
منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ


رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها
ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ


مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا
واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ


وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ
للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ


أمانياً سلبتهمْ نجــــــــــحَ هاجسها
ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ


إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ
دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ


لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْــــــــرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ
كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُب


عداك حرُّ الثغورِ المستضاــــــــــــــمة ِ
عنْ بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ


أجبتهُ مُعلناً بالسَّيـــــفِ مُنصَلتاً
وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ


حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً
ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ


لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ
والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ


غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها
فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ


هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ
عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ


لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ
على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ


إنَّ الأُسُودَ أســـــــــــودَ الغيلِ همَّتُها
يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ


وَلَّى ، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ
بِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ


أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى
يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَايـــــــــاهُ مِن الهَرَبِ


موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشــــــــــــــرفهُ
مِنْ خِفّة الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ


إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم فَقَدْ
أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ


تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْــــجِ التينِ والعِنَبِ


يا رُبَّ حوباءَ لمَّـــــــا اجتثَّ دابرهمْ
طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ


ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ
حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ


والحَرْبُ قائمَـــــة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ
تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ


كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ
وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ


كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها
إلى المخدَّرة ِ العــــــذراءِ منَ سببِ


كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً
تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهــــتزُّ في كُثُبِ


بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها رجعتْ
أحقُّ بالبيض أتـــــــــــراباً منَ الحُجُبِ


خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَـــــعْيَكَ عَنْ
جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ


بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها
تُنالُ إلاَّ على جــــــــسرٍ منَ التَّعبِ


إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ
موصولة ٍ أوْ ذمـــــامٍ غيرِ مُنقضبِ


فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا
وبَيْنَ أيَّامِ بَـــدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ


أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ
صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّــــتْ أَوْجُهَ العَرَبِ
**
قال الله تعالى
(
هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ
وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ
وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ
ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
(38)
)
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: يا ليتني أنا المقتول :: فالها الخليفة المميز في التاريخ !!

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ



بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ
في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ


والعِلْمُ في شُهُــــــــبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ

قصيدة خّآلدة
ومضمون لطرح شآمخ بحق
سلمت اخي الكريم
وباركَ بجهودكَ المثمرة
وقلْ ربي زدني علمآً
.؛ . ؛ . ؛ .
47.gif


 
رد: يا ليتني أنا المقتول :: فالها الخليفة المميز في التاريخ !!

موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشــــــــــــــرفهُ
مِنْ خِفّة الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ


إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم فَقَدْ
أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ
قصيده راائعه مع الكلمات الصعبه شوي
مواضيعك المقاليه بشكل عام مهمه كتير اخي وبتوعي الناس
شكرا كتير الك
ويعطيك الف الف عافيه يارب

56.gif


 

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: يا ليتني أنا المقتول :: فالها الخليفة المميز في التاريخ !!

أنفاس المطر
ياسمين الشام
اسعدنا مروركم
خوات غوالي
بارك الله فيكم
وجزاكم الله تعالى خيرا
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: يا ليتني أنا المقتول :: فالها الخليفة المميز في التاريخ !!

من أجمل القصائد التي مررت بها هذه التحفة الرائعة
شكرا لك يا غالي
دمت بكل خير ’،’
47.gif
 

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: يا ليتني أنا المقتول :: فالها الخليفة المميز في التاريخ !!

لهم حالهم فتحدثو عن ذوق ومعرفة
مشكور لتلك الأشعار الجميلة
التي تحمل معنى الوفاء
كل الشكر للطرحك أخي الكريم
 

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: يا ليتني أنا المقتول :: فالها الخليفة المميز في التاريخ !!

لهم حالهم فتحدثو عن ذوق ومعرفة
مشكور لتلك الأشعار الجميلة
التي تحمل معنى الوفاء
كل الشكر للطرحك أخي الكريم
بارك الله فيكم أخت عزيزة
واقع الحال نصنع غده
بالنور يا أخت نور
هم أجدادنا ونحن أبنائهم
"
ذُرِّيَّةً
بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(34)

 

مواضيع مماثلة

أعلى