اي شيء كبير في هذه الحياة , يتكون من تفاصيل صغيرة , جميع الأشياء الكبيرة تكمن في التفاصيل , القضايا الكبيرة جميعها تسكن التفاصيل الصغيرة , وجميع
الحقائق الكبيرة تسكن في اصغر التفاصيل , حتى الشياطين تسكن في التفاصيل .
العناوين الكبيرة .
مقبرة التفاصيل ومثواها الأخير حين تتحول الأحداث والمواقع والتواريخ وكل ما يمر في ذاكرتنا إلى عناوين كبيرة .
العولمة ,العوربة , السولمة , كلها تصلح أن تكون عناوين للتفاصيل الصغيرة .بيبسي كولا عنوان مشروب غازي بدأ انتاجه عام 1890 بعد حوالي اربعمئة سنة على اكتشاف القارة والتخلص من سكانها الاصليين ,( الهنود الحمر )عنوان لا يمكن الدخول بتفاصيله واكتشاف وساخة الأوروبيين وقذارتهم عبر التاريخ حيث استخدموا الحرب البيلوجية بنقل الامراض الفتاكة لتحصد السكان الاصليين وكانت السلطات البريطانية توزع عليهم الألحفة الحاملة للأمراض عن قصد وتصميم ,حصبة تيفوئيد,طاعون كوليرا ,جدري , هذه بعض التفاصيل والعنوان كان( المملكة المتحدة ) بريطانيا العظمى .
العنوان ا لكبير اليوم الولايات المتحدة الاميركية , ولو خضنا بالتفاصيل لتدشأت القارة من تخمة الموت والمجازر’ يقال أن عدد السكان الأصليين عند اكتشاف القارة كان يتراوح مابين 50 إلى 90 مليون نسمة. .
النكبة عنوان بلاتاريخ .اللاجئين عنوان بلا هوية , فلسطين عنوان وطن خارج التاريخ وتاريخ خارج الوطن .
هل هي الصدفة ايضا أن تكون بريطانيا العظمى سبب النكبة الفلسطينية ؟.
عناوين كثيرة نرددها كل يوم ونتحاشا تفاصيلها , عناوين كثيرة ذات شهرة عالمية ,( بيبسي كولا ) مشروب مرطب ومنعش والأكثر مبيعا في العالم ونسبة مؤية من ارباحة تذهب لدعم دولة اليهود .لماذا أقول دولة اليهود ؟؟,كي أذكر بما اقره المجمع الفاشي اليهودي والمسمّى الكنيست اليهودي في فلسطين المحتلة ,أن كل من ينكر أن إسرائيل دولة لليهود يتعرض للسجن لمدة عام , وطبعا اضافوا اليها كلمة ديمقراطية ( الدولة اليهودية الديمقراطية) عنوان جديد لو دخلنا تفاصيله لوجدنا هيتلر يسكن في عقول هؤلاء الفاشيين الجدد ,عناوين جديدة توصلنا إلى بيوت بعض الحكام والأسر التي قاتلت شعوبها وقاتلت أوطانها وباعتها للشيطان .حين نقول النكبة عن اية نكبة نتحدث وعن أي منكوبين ؟عن اي نوع من البشر ؟,من هم وما هو انتمائهم, أشكالهم ,مرضاهم شهدائهم ,فجّارهم جبنائهم تجّارهم , زعمائهم . أسرهم ,أحلام اطفالهم ,عشّاقهم . كل هذا الإختصار في عنوان النكبة ينسينا ذاتنا وينسينا إنسانيتناوينسينا كم مخيم أنشأ وكم خيمة شهدت معانات وكم خيمة أنشأت عمالقة وكم مخيم فرّخ مخيمات.
,حين نتحدث عن أسباب النكبة يأتي من يقول لنا أن( الفلسطينيين هم من باع أرضهم ) هذا عنوان جديد يختصر التفاصيل باتجاه التسويف والتزوير والتجنّي على حقيقة شعب ملّهّ القهر وملّه الصبر وملّته المعاناة من بين شعوب الأرض, ويقولها اليوم المطبلون والمزمرون لأنظمة وزعماء ومؤسسات وتنظيمات وعشائر وقبائل .هل باع الشعب الفلسطيني ارضا لم يكن يملكها لأن الإقطاع كان يستولي حتى على الأبناء الرضّع ككل شعوب المنطقة في حينه
الإقطاعي الذي يرتبط بولائة لأسياده وليس لوطنه حين دخلت اليهوديات في بطائنهم ,كانت العزب والقرى مملوكة للباشوات والبكوات ويعمل بها عامة الناس بلقمة عيشهم
او80 % من الشعب كان يتناطح بقرون عشيرتين فقط لإضعاف كل فلسطينهم (آل الحسيني وآل النشاشيبي ),هم يتناطحون واليهود يدخلون من بين قرونهم ’ كما هو حاصل اليوم يتناطحون بقرون المنظمات والأحزاب والدول الشقيقة.
طيب إذا قلنا أن الفلسطينيين باعوا ارضهم عام 1948 , من منهم لحق لبيع ارضه في حرب الأيام الخمسة عام 1967 تفاصيل تستحق الوقوف عندها وإسكات الأفواه الآفنة التي تتبرأ من خزيها وعارها وتخاذلها باتهام الشرفاء وما اشبه اليوم بالبارحه