جديد موقع عبد الدائم الكحيل للإعجاز العلمي ملف كامل الله يُبدئ ويعيد، والإنسان يبدئ ولا يعيد!

الشيماء

كاتب جيد جدا








سوف نتحدث عن ظاهرة عجيبة معظمنا يغفل عنها: إنها ظاهرة "البدء والإعادة" ....

ظاهرة مهمة جداً من حولنا ولكن لا ننتبه لها، إنها ظاهرة البدء والإعادة. فما هي هذه الظاهرة، وكيف تتجلى قدرة الخالق فيها عز وجل؟
لقد صمم الله تعالى الأرض لتقوم بكل شيء بدقة وأمانة وطواعية، فالماء يتبخر من المحيطات والبحار ويتكاثف في الجو على شكل غيوم ثم يهطل على شكل أمطار تتسرب للأرض وتختزن ثم تتفجر الينابيع والأنهار، وتذهب لتصب في البحار وتتبخر من جديد ... وهكذا وفق دورة منظمة.
كذلك الأمر النباتات التي تنمو وتثمر ثم تصفر وتذبل ... وبعد ذلك تنمو من جديد وهكذا وفق دورة شديدة التنظيم والدقة. وهذا الأمر ينطبق على كل شيء: الكائنات الحية لها دورة منظمة أي ولادة ثم موت ثم تتحلل إلى تراب ثم تولد كائنات جديدة وتكبر ثم تموت وتتحلل إلى تراب... وهكذا.
هذا النظام استمر لملايين السنين دون أي خلل حتى جاء الإنسان في العصر الحديث ليلوث البيئة دون أن يعرف كيف يعيد إليها النقاء، ويرمي النفايات دون أي يقدر على تدويرها وإعادتها لشكلها الأصلي...


عندما نتأمل الطبيعة من حولنا نلاحظ أ، كل شيء فيها يسير بمنتهى الدقة، وكل شيء منظم، الكائنات الحية تعيش بسلام والنباتات تقوم بمهمتها والأرض تعمل بكفاءة عالية.
لقد صمم الله تعالى الطبيعة من حولنا لتقوم بهذه المهمة بكفاءة عالية، فالنباتات تستهلك غاز الكربون وتعيد تصنيعه على شكل أوراق خضراء وثمار، وهكذا تقوم بتنقية الجو باستمرار. ولكن هذه النباتات لم تصمم للإفساد والتبذير الذي جعل الإنسان يضخ ملايين الأطنان من الملوثات في الجو والبحر... لقد أصبح النبات عاجزاً عن تنقية الجو.



لقد لوث الإنسان كرتنا الأرضية باختراعاته وتجاربه، ولكنه لم يعرف كيف يعيد هذه النفايات أو يتخلص منها فكان ذلك سبباً في ازدياد حرارة الأرض والمجاعات وقلة المياه... لقد أفسد الإنسان النظام البيئي المحكم، ولم يتمكن من إعادته لطبيعته الأساسية.
ومع أن العلماء يحاولون جاهدين أن يعيدوا تصنيع النفايات إلا أنهم فشلوا في ذلك، لأن الكميات الضخمة من غاز الكربون والملوثات الأخرى مثل الرصاص والمواد السامة، أحدثت خللاً في جول الأرض مما أدى للاحتباس الحراري... وما هذه الكوارث الطبيعية وارتفاع حرارة الأرض إلا إحدى نتائج هذا التلوث.


لقد وصل الإنسان إلى قمة التكنولوجيا واستثمار الثروات الطبيعية واستخدام الطاقة النووية، ولكنه فشل في الحفاظ على البيئة، لأنه عجز عن تدوير وإعادة تصنيع الملوثات التي أنتجها.
والآن ربما ندرك معنى قوله تعالى: (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الروم: 11]. وقوله أيضاً: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) [البروج: 13]. فهذه الآيات تذكرنا بنعمة عظيمة من نعم الخالق، إنها نعمة الخلق والإعادة، ولم ندرك أهيمتها إلا عندما اختل نظام الأرض فأصبح الإنسان يبدأ الاختراعات الجديدة ولكنه يفشل في إعادتها من جديد.
فأصبح كل اختراع يجر مشكلة للبشرية، مثلاً اختراع وسائل النقل جرّ مشكلة التلوث، واختراع وسائل الاتصالات مثل الجوال جرّ مشاكل صحية للإنسان بتأثير الذبذبات الكهرطيسية، واختراع وسائل جديدة في الزراعة وتربية الحيوانات جرّ مخاطر على صحة الإنسان وأمراض لم نكن نسمع بها من قبل مثل جنون البقر وإنفلونزا الخنازير...
وأقول سبحان الله! لقد خلق الله لنا مليارات النعم من حولنا وجميعها تخدمنا دون أي ضرر أو مشكلة، ولكن الإنسان وبمجرد أنه تدخل في خلق الله وحاول التغيير والتطوير فشل في كل شيء، وأصبح العلماء الآن يفكرون في العودة للطبيعة الأم والحياة الطبيعية كعلاج لمشكلات العصر... فالله تعالى يبدأ الخلق ثم يعيده، والإنسان لا يخلق شيئاً ولا يعيد شيئاً...
فهل ندرك الآن معنى التحدي الإلهي: (أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [النمل: 64]. وهذا يدعونا للتفكير والتأمل في قدرة الخالق ونعمة "البدء والإعادة" لنزداد إيماناً ويقيناً باليوم الآخر، فالله تعالى الذي خلق كل شيء وهو يعيد الخلق وفق دورات منتظمة، قادر على إعادة خلقك أيها الإنسان من جديد، فتأمل معي قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [العنكبوت: 19].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar
يتبع

احذروا التجارب العاطفية الفاشلة!



ما أروع الإسلام عندما حافظ على الإنسان المؤمن فنهاه عن الهوى والشهوات ... سبحان الله، هذا ما وصل إليه الغرب اليوم ....

دراسة علمية جديدة
يؤكد العلماء اليوم أن المشكلات العاطفية ليست أزمة خاصة بالمراهقين يمكن تجاوزها ببعض من الترفيه، بل إن دراسة حديثة أثبتت أن "انكسار القلب" هي عملية حقيقية بمعناها الحرفي كون القلب من أكثر أعضاء الجسم حساسية.
فقد أثبت علماء من جامعة توبنجن الألمانية أن المشكلات العاطفية لا تؤثر على القلب فحسب، بل على الجسم كله لدرجة أن عمل بعض المناطق الدماغية في مخ المرأة تحديداً يتضرر بشدة بعد تجربة الانفصال من علاقة عاطفية. وأكثر المناطق تضرراً هي تلك المسئولة عن المشاعر والحماس وأيضا النوم والطعام ومع ذلك، ليس من قبيل العجب أن تصاب النساء عقب الانفصال بحالة من فقدان الشهية واضطرابات في النظام الغذائي.
لقد أكدت الدراسة التي نشرتها مجلة "فوكوس" الألمانية أن "الأزمات العاطفية" مشكلة قد يعاني منها كل الأشخاص في مختلف الأعمار والأعمال. وقالت سيلفيا فاوك، أول خبيرة في الأزمات العاطفية في ألمانيا: "عندي زبائن تتراوح أعمارهم بين 28 و 73 عاماً.. يلجأ لي نواب في البرلمان وشخصيات رياضية بارزة وممثلون وربات بيوت".


أكدت الدراسة أن الرجل أيضا يعاني من الأزمات العاطفية ولكن بطريقة تختلف عن المرأة التي تصرح بمشاعرها لصديقاتها ووالدتها، وحتى مصفف شعرها في حين لا يصرح الرجل بمشاعره الحزينة حتى لصديقه المقرب. وأوضحت الدراسة أنه ليس من قبيل الصواب الاعتقاد بأن طرفاً واحداً في العلاقة هو الذي يعاني وأكدت أن الطرفين، حتى الطرف الذي يتخذ قرار الانفصال، يتعرضان لمعاناة شديدة.
وخلصت الدراسة إلى أن كلمة "انكسار القلب" المتداولة بين الكثيرين حقيقية بمعناها الحرفي، حيث إن القلب يعاني بشكل كبير نظرا لأنه أكثر أعضاء الجسم حساسية. وقال الخبير يورجن شيفر من جامعة ماربورج الألمانية: "عندما يقول شخص إن قلبه يؤلمه بسبب فقدان حبيبه، فإن هذا الأمر صحيح للغاية بالمعنى الحرفي للكلمة".
كيف عالج الإسلام هذه المشكلة؟
أيها الأحبة في الله، إن التعاليم التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالفعل هي دواء وشفاء ووقاية من أمراض العصر، لقد أراد لنا الخير والحياة السعيدة والابتعاد عن الهموم والمشاكل والأمراض والمعاناة والاكتئاب...
إن النبي صلى الله عليه وسلم عالج المشكلة من جذورها عندما قال لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى) [أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي]. وكما نعلم فإن أي علاقة عاطفية لابد أن تبدأ بالنظر!
ولذلك أمرنا الله تعالى بغض البصر فقال: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. فغض البصر يجعل الإنسان زكي النفس والعقل والروح، ولكن النظرات تثير شهوة الإنسان وتتلف أعصابه وأجهزة جسده، لأن الأجهزة تستنفر أثناء ممارسة النظر بشهوة.
ونحن نعلم أن أي علاقة عاطفية لابد أن تنتهي بالفاحشة أو على الأقل بالملامسة والقبلات ... وغير ذلك مما يجعل الإنسان يفكر بالمحبوب ويسهر الليالي ويضيع الوقت والمال والجهد... ويملأ دماغه بالتفكير بمن يعشق... وبالنتيجة عندما يصاب بالفشل، فإن ذلك ينعكس سلبياً على صحته ودماغه وقلبه.


إن القلب يتضرر كثيراً من العلاقات العاطفية سواء نجحت أم فشلت، وأفضل طريقة لبناء العلاقة بين الذكر والأنثى هي الزواج الذي أحله الله تعالى، وهذه هي الحالة الطبيعية التي ينصح بها العلماء، أليس هذا ما جاء به الإسلام عندما حرم العلاقات العاطفية غير الشرعية وأمر بالزواج؟!
ولذلك أخي الحبيب، ينبغي أن تتصور نفسك وأنت تنظر إلى ما حرم الله على أن جسدك يستنفر، الهرمونات الخاصة بالجنس تفرز وتتدفق ... الدم والقلب والدماغ وأجهزة الجسد جميعها تتهيأ للعملية الطبيعية... ولكن لا يحدث شيء سوى النظر والكلام... وبالتالي تتعب هذه الأجهزة ومع تكرار العملية (النظر والكلام...) تصبح أجهزة جسدك أقل كفاءة وتنخفض مناعة الجسم ويصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة والمزمنة.
ونقول يا أحبتي: احذروا العلاقات العاطفية وأفضل علاج أن تبدأ بغض النظر منذ هذه اللحظة، فالنظرة سهم من سهام إبليس من تركها مخافة الرحمن أبدله الله نوراً يجد حلاوته في قلبه!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar

المراجع


يتبع

بكتريا تعيش في الغلاف الجوي: سبحان الله!


في كل يوم يكتشف العلماء أشياء جديدة وغريبة، ومنها اكتشاف كائنات تعيش في طبقات الغلاف الجوي العليا، فهل من إشارة قرآنية....

جاء في خبر علمي ما يلي:
اكتشف عدد من العلماء الهنود وجود ثلاثة أنواع جديدة من البكتيريا غير معروفة على الأرض، خلال دراسة قاموا بها على الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وجدوا فيها أن هذه الكائنات لها القدرة على مقاومة الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في تلك الطبقة.
وقالت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء، إن البكتيريا الجديدة لا تطابق أي من أنواع البكتيريا الأخرى الموجودة على كوكبنا، حيث استطاع العلماء جمع عينات من هذه البكتيريا على سطح بالونات قامت المنظمة بإطلاقها في الطبقة العليا للغلاف الجوي، المعروفة باسم الستراتوسفير. وعادة ما تكون نسبة الأشعة في طبقة الستراتوسفير كافية لقتل معظم الكائنات الحية.
وكان العلماء قد أجروا دراسة على 12 نوعا من البكتيريا، وستة أنواع أخرى من الفطريات وجدوها على سطح البالونات، فوجدوا أن ثلاثة أنواع من البكتيريا الموجودة لم يسبق أن تعرف عليها العلم.
وقالت المنظمة في بيان "رغم أن الاكتشاف لا يعطي معلومات كافية عن أصل الكائنات الدقيقة، إلا أنها تعد تشجيعا للاستمرار في سعينا لاكتشاف أصل الحياة."


البكتيريا هي كائنات حية دقيقة أحادية الخلية تأخذ أشكالاً متعددة، منها المكورات والعصيات. وتعد مساكن وبيئات البكتريا متنوعة، حيث تستطيع العيش في أي بيئة مناسبة على وجه الأرض كالتربة والمياه العميقة و قشرة الأرض، بالإضافة إلى قدرتها في العيش في بيئات ذات نسب عالية بالفضلات النووية و الكبريتية الحمضية.
القرآن الكريم يسمي الغلاف الجوي "سماء" فالسماء الدنيا تبدأ من فوق رؤوسنا وتمتد إلى أبعد نجم يمكن رؤيته، ثم تأتي بعد ذلك السماء الثانية والثالثة... حتى السابعة هذه السموات لم يكتشفها العلم بعد.
والآية التي تشير إلى وجود كائنات حية في السموات هي قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29]. والعلم لا يزال يكشف يوماً بعد يوم وجود كائنات حية مبثوثة في أجزاء مختلفة من السماء مصداقاً لقوله تعالى: (وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ)...
ويبقى الوعد الإلهي: (وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ)... فمتى يحين موعد اجتماعنا بكائنات فضائية؟ هذا ما ننتظره وإذا ما تحقق فإن القرآن يكون له السبق في الحديث عن هذا اللقاء!
يتبع
 

الشيماء

كاتب جيد جدا
رد: جديد موقع عبد الدائم الكحيل للإعجاز العلمي الله يُبدئ ويعيد، والإنسان يبدئ ولا يعيد!


أضرار التدخين ملف شامل





إنه ذلك المرض العضال الذي سيقضي على حياة ألف مليون إنسان خلال هذا القرن، لنشخِّص المرض والعلاج، وهل هناك طريقة للإقلاع عن التدخين؟!....

في الفقرات الآتية نستعرض آخر المقالات والأبحاث عن أضرار التدخين، وإذا كنتَ مدخناً فسوف أختم هذه المقالة بطريقة سهلة جداً للإقلاع عن هذا الوباء، وإذا لم تكن من المدخنين فاحمد الله كثيراً أن أنجاك من شر هذا المرض العضال. وقبل أن نبدأ نشير إلى أن آخر الإحصائيات الدولية تؤكد أن أكثر من مليار وربع المليار من سكان الكرة الأرضية هم من المدخنين، ويُقدر عدد المتوفين من جراء آفة التدخين بحوالي خمسة ملايين شخص سنوياً.
لن أحدثكم عن التقارير الصادمة التي صدرت مؤخراً عن نسبة المدخنين في العالم الإسلامي، ولكن يكفي أن نعلم بأن الغرب قد خفض عدد المدخنين، على عكس الدول الإسلامية وبخاصة العربية والتي زاد فيها عدد المدخنين.
ويكفي أن نعلم أن دولة مثل السعودية "مهد الإسلام" تشتري 15 مليار سيجارة سنوياً بتكلفة 8 مليارات دولار!!! أما مصر فتستهلك 80 مليار سيجارة سنوياً ... أما أكبر نسبة للمدخنين مقارنة بعدد السكان فنجدها في تركيا "المسلمة" حيث تبلغ نسبة المدخنين أكثر من 67 % أليست هذه كارثة يعاني منها المسلمون اليوم؟
أما الدول العربية فتستورد قرابة 200 مليار سيجارة سنوياً، غالبها من شركات التبغ الأميركية، وتنفق الدول العربية على التدخين أكثر مما تنفقه على التعليم والصحة. ولا أملك إلا أن أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
تحذير.. التدخين يسبب الشيخوخة المبكرة!
هذا ما أوضحته دراسة علمية جديدة، حيث أكد العلماء أن التدخين يساهم في التعجيل بالشيخوخة والوفاة، ذات الأعراض المصاحبة لمرض متلازمة ويرنر. وتقول الدراسة إن دخان السجائر يسبب ذات الخلل المسامي الناجم عن "متلازمة ويرنر" werner's syndrome وهو مرض جيني نادر يعجل في ظهور مظاهر الشيخوخة بشكل متسارع للغاية. ومتلازمة ويرنر"، يتسبب بها تحول أساسي في جين يدعى WRN المكون للبروتين الذي يحمي ويرمم الحمض النووي DNA في كل خلية بالجسم.
وكشف البحث الرابط بين إصابة المدخنين بمظاهر الشيخوخة مبكراً، ووفاتهم قبل الأوان بعشرة أعوام، فالمصابون بمتلازمة ويرنر، وفي سن العشرين، تظهر عليهم كافة مظاهر الشيخوخة، من شعر أبيض وترقق الجلد والإصابة بالسكري وتصلب الشرايين وضعف العظام، وغالباً ما يقضون في سن الأربعين أو الخمسين جراء أمراض القلب أو السرطان.
وفي دراسة سابقة ينادي الباحثون بضرورة حظر التدخين في الأماكن العامة، لأن هذا الحظر يقلل النوبات القلبية، وقد تم تطبيق الحظر في بعض الأماكن العامة وظهرت الفوائد على الفور، ولذلك يحذر العلماء من أضرار التدخين وضرورة منعه وتحريمه تماماً، وبخاصة بعدما تبين أنه في أمريكا هناك أمر غريب ألا وهو أن سرطان هو الرئة الأكثر فتكاً بين أمراض السرطان الأخرى!
وفي ذات الوقت، تزحف مظاهر الشيخوخة، وقبل الأوان، على المدخنين، ويقضون بدورهم إما بأمراض القلب أو السرطان. ووجد فريق من الباحثين من جامعة أيوا"، بعد زراعة خلايا رئة مدخنين، أن الدخان تسبب في خفض إنتاج بروتين WRN، وأن الخلايا شاخت سريعاً، فيما لم تتأثر به كثيراً الخلايا التي تمت هندستها جينياً لإفراز البروتين بصورة وافرة.
ويشار إلى أن أن عدد المدخنين، حول في العالم، بلغ حوالي 1.3 مليار مدخن، ويتوقع أن تصل الذروة مع حلول عام 2030. من المتوقع أن يتضاعف عدد وفيات مرض السرطان خلال العقدين القادمين وذلك نتيجة زيادة عدد الإصابات بهذا المرض خاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وانتشار التدخين بين أهلها والميل نحو نمط الحياة الحديثة في المعيشة.
هذا التقرير نشرته الوكالة الدولية الخاصة بأبحاث السرطان (IARC) والذي يقوم بالبحث في تطور المرض وانتشاره في العالم بعد أن أصبح من المتوقع أن يكون السبب الرئيسي للوفاة مع حلول عام 2010. ويتوقع التقرير أنه مع حلول عام 2030 سيصل عدد إصابات السرطان إلى 27 مليون منها 17 مليون حالة وفاة سنوياً.



تظهر هذه الصورة رئة إنسان مدخن، ونرى كيف أصبحت سوداء مقارنة برئة الإنسان غير المدخن والتي تبدو حمراء وردية. سوف لن نعلق على هذا الفارق الكبير بين الصورتين، ولكن نذكر كل أخ مدخن أن يبدأ منذ هذه اللحظة بالإقلاع عن التدخين، وهي عملية سهلة جداً مررت بها من قبل، وأفضل طريقة للإقلاع عن التدخين أن تقرأ هذه الآية وتكررها كلما خطرت ببالك السيجارة، وتتذكر بأن التدخين هو انتحار بطيء، يقول تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29]. فالتدخين هو قتل بطيء للنفس، نسأل الله لنا وللجميع العافية.
التدخين: وباء القرن الحادي والعشرين
تقول منظمة الصحة العالمية إنّ التدخين يقتل شخصا في مكان ما من العالم كلّ ستّ ثوان ونصف، وذلك بسبب التدخين المباشر، أو التدخين السلبي عبر مرافقة المدخنين. ووفقاً للوائح البيانية الحديثة فإن التدخين يعدّ مسؤولاً عن مقتل واحد من بين خمسة أشخاص يعانون من السرطان، أو 1.4 مليون حالة وفاة في أرجاء العالم كل عام.
آخر الدراسات والتقارير العلمية عن التدخين
يقول الدكتور جون سفرين من الجمعية الأمريكية لأطباء الأورام في المؤتمر السنوي في شيكاغو (2003) : إن التدخين سلاح الدمار الشامل الوحيد الذي يهدد البشرية عبر مختلف أنحاء الأرض. وقال مدير الجمعية الدكتور بول بونن: إن هدفنا النهائي هو عالم خال من التبغ والتدخين. ووفقاً لإحصائيات موثوقة فإن التدخين تسبب في ثلث الوفيات بالسرطان! وأشارت دراسة أعدتها الجمعية المذكورة إلى أن 30 مليون شخص ينضمون إلى قافلة المدخنين كلّ عام، ويتوقع الخبراء أن يموت قرابة النصف من أولئك بسبب عادة التدخين.



توصّل فريق علمي أمريكي إلى إثبات الدليل العلمي على "سرطانية" مادة النكوتين التي كانت تعدّ إلى حدّ الأمس القريب مادة غير مسرطنة، رغم أنّ الاعتقاد السائد كان يرجّح ذلك من دون القطع به. وكشف الفريق الذي يرأسه البروفسور سريكومار شيلابان من جامعة جنوب فلوريدا أنّ الجسم البشري يحتوي على مستقبلات للنكوتين تمّ إطلاق الاسم العلمي nAChRs عليها وهذه المستقبلات توجد في الخلايا الرئوية المسرطنة، وهي تعدّ المفتاح الذي يستخدمه النكوتين للتسريع في عملية نموّ السرطان، وبذلك بات النيكوتين يصنّف على أنّه "مادة مسرطنة" وهو الأول من نوعه الذي يتمّ تصنيفه على هذه الشاكلة!
وتشير الدراسات العلمية أن مرض اعتلال اللطخة AMD الذي يصيب شبكية العين ويكون غير قابل للعلاج في أغلب الأحوال، قد يصيب المدخنين أكثر. ويقول ريتشارد ادواردز، خبير الصحة العامة بجامعة مانشستر في مقالة نشرتها المجلة الطبية البريطانية: إن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بأمراض يمكن أن تؤدي إلى العمى بنسبة تزيد أربع مرات عن غير المدخنين. وتشير التقارير أن هناك مدخن واحد من بين خمسة من المصابين باعتلال اللطخة، حيث بلغ عدد المصابين الإجمالي بسبب التدخين 54000 انتهى الأمر بنحو 18000 للإصابة بالعمى.
أكدت دراسات علمية وجود ارتباط وثيق بين التدخين وزيادة نسبة حدوث الذبحات القلبية لدى الشباب في الثلاثين من العمر، وليس فقط لدى الكبار كما كان يعتقد سابقا، فقد أظهرت دراسة علمية أن المدخنين في العمر ما بين 35 -39 سنة تكون نسبة تعرضهم للذبحات القلبية أكثر بخمس مرات من غير المدخنين بنفس الفئة من العمر.





وفي دراسة وردت في مجلة Tobacco Control وجدوا أن التدخين الدائم هو العامل المهم الوحيد الذي يتسبب في حدوث الذبحة القلبية الحادة لدى الشباب اليافعين، كما وجد الباحثون أن نسبة خطورة حدوث الذبحات الصدرية لدى الذكور في الفئة العمرية مابين 35-39 سنة وصلت إلى خمسة أضعاف، بينما وصلت خمسة أضعاف ونصف لدى الإناث في نفس العمر. وحسب الدراسة، فلقد كان 80% من المصابين مدخنين، والخبر الجيد للمدخنين هو أنه بمجرد التوقف عن التدخين يمكن أن يتحسن الوضع العام للشخص، وتنقص احتمالات تعرضه للذبحات الصدرية بسرعة!!
للتدخين تأثيرات سلبية على الأم وجنينها، فقد أكدت دراسة متخصصة أجرتها أستاذة في علم الأنتروبولوجيا والنمو، أن التدخين السلبي خطر يهدد الأم أثناء فترة الحمل وفترة ما بعد الولادة، وأن له آثاراً سلبية على نمو الجنين والحالة الغذائية للأطفال حديثي الولادة. وأوصت الدراسة الأمهات الحوامل بضرورة الابتعاد عن أماكن التدخين وعدم التعرض له حفاظا على صحتهن وصحة الجنين ونموه، فضلا عن حمايته من سوء الحالة الغذائية وضعف الجسم الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة.



أظهرت دراسة جديدة أن التدخين قد يتسبب في حدوث أذية للجنين خلال تطور نموه، وهذا كله قد يزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان في عمر الطفولة والمراهقة، علاوة على تأثيراته السلبية على صحة الأم أثناء وبعد فترة الحمل. كما أظهرت الدراسات أن التدخين السلبي يؤثر بشكل أكبر على البنات مقارنة بالأولاد. أما الكبار فتؤكد دراسة حديثة أن تدخين سيجارة واحدة في اليوم، وحتى أربعة سجائر، يضاعف من مخاطر الموت بأمراض القلب لدى الجنسين، ومن الإصابة بسرطان الرئة لدى النساء (مجلة توباكو كونترول).
إن التدخين السلبي يكون أكثر ضرراً على الأمهات اللواتي تجاوزن سن الـ 30 عاما، وقد أثبتت دراسة نشرت في (American Medical Association) انتشار أعراض الموت المفاجئ للأطفال حديثي الولادة إذا كان الآباء من المدخنين. كما أن التدخين السلبي يؤدي إلى تزايد إصابات الجهاز التنفسي عند الأطفال ما قبل سن المدرسة، وكذلك يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50 في المائة، وبالتالي زيادة خطر حدوث الذبحة الصدرية وذلك لزيادة حجم التلف في خلايا عضلات القلب بسبب غاز أول أكسيد الكربون والنيكوتين.
كما ذكر الخبراء أن هناك أجزاء محددة من الكروموزومات كانت أكثر تأثرا بمادة التبغ، وقد ظهر هذا في حدوث سرطان الدم، مما قد يفسر الصلة بين التدخين أثناء الحمل وحدوث ما يسمى بـ "ابيضاض الدم" (سرطان الدم) لدى الأطفال.



يقول الدكتور ديفيد ديمارنيني، من الوكالة البيئية العالمية: إن مثل هذه النتائج سوف تقدم دليلاً مباشراً وقاطعاً على تأثير التبغ على المورثات، مما قد يساعد على التنبؤ بالمشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الطفل على المدى البعيد والمولود لأم مدخنة، وكانت دراسات سابقة قد أظهرت احتمالات تخرب الـ DNA بسبب التدخين خلال الحمل، ولكن بالاستناد إلى دليل غير مباشر. كما أثبتت دراسة حديثة أن تدخين ما بين سيجارة واحدة وأربع سجائر في اليوم يضاعف خطورة الإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة ثلاث مرات. وأن النساء هن الأكثر تأثراً من الرجال في ما يتعلق بسرطان الرئة، فالمرأة المدخنة معرضة للإصابة بسرطان الرئة خمس مرات أكثر من غير المدخنة.
قام الدكتور ماركوس مونافو من مجموعة بحوث الطب العام التابعة لصندوق مكافحة السرطان في بريطانيا، ببحث نشر في مجلة العلوم الاجتماعية، وتمكن من الوقوف على أول الأدلة العلمية التي تثبت أن التدخين يقلص من فرص المرأة في الإخصاب، وبالتالي الإنجاب. فقد بينت الدراسة أن النساء المدخنات ممن يحاولن الإنجاب يحتجن إلى وقت أطول لتخصيب البويضة لديهن مقارنة بالنساء غير المدخنات. لكن ظهر في الوقت نفسه أن فرص المدخنات في الإخصاب ترتفع متى ما تركن التدخين. وتشير الدراسة إلى أن المرأة المدخنة تحتاج في المتوسط العام لفترة أطول تقترب من الشهرين للتخصيب إذا ما قورنت بغير المدخنات.
كذلك أشارت دراسة أمريكية استغرقت 15 عاما وشارك فيها 4572 شخصاً، إلى أن التدخين السلبي يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري. وأشارت الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، أن السميات المصاحبة لدخان السجائر يمكن أن تؤثر على البنكرياس الذي ينتج الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم. إن المدخنين السلبيين معرضون لسموم تماثل تلك التي يتعرض لها المدخنون أنفسهم، لكن بعض المواد السامة تكون أكثر تركيزا في الدخان السلبي.


كشف باحثون في مركز ديكونس الطبي في بوستن في الولايات المتحدة الأمريكية أن كل سيجارة يدخنها المرء يمكن أن تزيد من مخاطر إصابته بالسكتة القلبية! فمن الحقائق المعروفة أن التدخين المتواصل يفاقم أمراض القلب على الأمد البعيد، لكن الجديد في الأمر هو أن الباحثين اكتشفوا الآن أن هناك مخاطر للتدخين على الأمد القريب أيضاً، وهي زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب، والسبب في ذلك يعود إلى أن لكل سيجارة تأثيرا على نظام عمل القلب. وتقول أمندا ستاندفورد من جمعية مكافحة التدخين إن هذه الدراسة تشير إلى أهمية الإقلاع عن التدخين خصوصا بالنسبة للذين يعانون من أمراض القلب، فالتدخين هو كالقمار، بل هو أسوأ، فكلما ازددت منه لحقت بك أضرار أكبر، وكلنا نعلم أن المدخنين معرضون للإصابة بأمراض القلب أكثر من غيرهم بنسبة الضعف!
ويؤكد بحث علمي أجري في مستشفى سانت هيلين في مدينة ليفربول البريطانية أن تدخين عشرين سيجارة أو أكثر في اليوم لمدة طويلة يجعل صاحب العادة هذه عرضة أكثر من غيره للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي. ويشير البحث إلى أن الأشخاص الذين دخنوا لفترة أربعين إلى خمسين سنة يتعرضون للإصابة بالروماتيزم بمقدار ثلاث عشرة مرة مقارنة بالآخرين!!



التدخين يقتل خلايا الدماغ: يقول العلماء إنهم عثروا على أول دليل مباشر على أن التدخين يتسبب في إتلاف الخلايا في الدماغ، كما يمنع خلايا أخرى من إعادة إنتاج نفسها (مجلة علوم الجملة العصبية). وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ عدد المدخنين في أفق عام 2025 بنحو 1.7 مليار شخص عبر مختلف أنحاء العالم، مقابل 1.3 مليار الآن. وأظهرت دراسة طبية على مدى خمسين سنة متواصلة راقبوا خلالها شرائح متعددة من المدخنين وغير المدخنين في جميع أنحاء بريطانيا أن متوسط حياة المدخنين ينقص عملياً بمقدار عشر سنوات مقارنة ببقية الأشخاص غير المدخنين (المجلة الطبية البريطانية).
وقد بينت الدراسات أن الأشخاص الذي توقفوا عن التدخين وهم في سن الثلاثين، فبإمكانهم الاطمئنان بوجود فرصة لتقليل احتمال إصابتهم بالسرطان في مرحلة لاحقة من حياتهم. أما بالنسبة لأولئك الذين يتوقفون عن التدخين وهم في سن الخمسين، فتفيد الدراسة إمكانية إصابتهم بالمرض الخبيث بمستوى 50 بالمائة، ويذكر أن الدراسة التي بدأت عمليا عام 1951 ، شملت مراقبة الأوضاع الصحية لأكثر من 34 ألف شخص في جميع أنحاء بريطانيا.



أظهرت الدراسة الجديدة أن ظهور سرطان الرئة لن يكون فورياً، بل مع مرور السنين تزداد خطورة الاحتمالات بالإصابة. كما تبين أن تعرض الأطفال لدخان التبغ من حولهم يزيد من فرص إصابتهم عند البلوغ بنسبة 3.6 مرة أكثر، ويذكر أن تعرض الأطفال للتدخين السلبي اليومي يضاعف فرص الإصابة عما هي عليها عند غيرهم من غير المتعرضين. ويقول الدكتور مونافو إن مخاطر التدخين خلال فترة الحمل معروفة وموثقة، وهي تتضمن معدلات وفيات أعلى للأطفال الرضع حديثي الولادة، وارتفاع معدلات الالتهابات في الجهاز التنفسي، إلى جانب نقص الوزن عند الولادة.
يقول الأطباء الأمريكيون إن الأبحاث التي أجريت مؤخرا أشارت لارتباط التدخين بأمراض عديدة لم تكن مدرجة من قبل على قائمة الأمراض المرتبطة بتلك العادة ذات الأثر السلبي الكبير. وقد قدم الطبيب الأمريكي ريتشارد جارمونا، قائمة بالأمراض الجديدة التي يعتقد أنها مرتبطة بالتدخين والتي تتضمن سرطان الدم، وعنق الرحم، والكلى والبنكريا والمعدة، وبعض أمراض العيون وفقر الدم. وكذلك سرطان المثانة، والمريء والحنجرة والرئة والفم، وتتضمن قائمة الأمراض التقليدية المرتبطة بالتدخين، بعض أمراض القلب والرئة وبعض المشاكل الخاصة بالإنجاب.
لقد أكد الجراح الأمريكي العام ريتشارد كارمونا، أن استنشاق أي كمية من التبغ من قبل مدخنين سلبيين، يحدث لهم أضراراً صحية. وقال: إن الجدل حسم حول هذه القضية، والعلم أصبح قاطعاً، فالتدخين السلبي لم يعد أمراً مزعجاً، بل خطراً صحياً حقيقياً، ويلقى عشرات الآلاف حتفهم كل عام من جراء التدخين السلبي، وهو ما أثبته تقرير حديث بلغ حجمه 670 صفحة.



المعروف عن التدخين أثره على زيادة صلابة الشرايين، وعندما تضييق الشعيرات الدموية في منطقة الحوض ينقطع تدفق الدم إلى العضو الذكري، ويمكن للتدخين أن يسبب تضييف الشرايين في العضو الذكري نفسه. ويقول علماء أمريكان إن الرجال المدخنين، الذين يعانون من مرض ضغط الدم، معرضون للإصابة بالعجز الجنسي ستاً وعشرين مرة أكثر من غير المدخنين، وحتى المدخنون سابقاً، الذين يعانون من ضغط الدم العالي، معرضون للعجز الجنسي إحدى عشرة مرة أكثر من غير المدخنين. وحسب الإحصائيات التي يقدمها الدكتور جودفري فاوللر من قسم الرعاية الصحية الأساسية في جامعة أوكسفورد في بريطانيا فإن حوالي مئة ألف رجل في عمر الثلاثين والأربعين في بريطانيا يعانون من عجز جنسي بسبب التدخين.





نقلت مجلة BMC المتخصصة في بيولوجيا الخلايا عن باحثي جامعة كاليفورنيا قولهم إن تأثير التدخين السلبي على الأشخاص مماثل لذلك التأثير الذي يخلفه التدخين على المدخن نفسه. وقد كشفت الدراسة النقاب عن أن التدخين السلبي يمكن أن يقلل من سرعة التئام الجروح. وأوضح الباحثون أن الخلايا تصبح أكثر تماساً لأن التعرض للتدخين يغير تركيبها الكيميائي. وإلى جانب خفض سرعة التئام الجروح فإن التدخين قد يتسبب في ظهور ندبات جروح غير طبيعية لدى المدخنين السلبيين، حيث تتركز الخلايا عند حافة الجرح، بحيث تمنعه من الالتئام بشكل سليم، هذه الأنسجة شديدة الحساسية بالنسبة لأي تأثير خارجي. فإذا ما لامست مادة خارجية، فإنها ستتوقف عن النمو.
سرطان الرئة يدق باب 1.3 مليار مدخن في العالم
قرع تقرير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان IARC ناقوس الخطر، بعد أن سلّط الضوء على الأعداد المتزايدة بكثرة لمرضى السرطان، وبالتحديد من الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل...
يؤكد هذا التقرير الصادر حديثاً أن قضية التدخين في مقدمة الأسباب المؤدية لمرض السرطان، وبخاصة في الثمانينات والتسعينيات، مشيراً إلى أن عدد المدخنين في العالم وصل إلى حوالي 1.3 مليار شخصاً، ويتوقع أن يصل إلى الذروة مع حلول عام 2030، علما أن القاتل الأول للكثير من المرضى هو سرطان الرئة. كما سجل مؤخراً ارتفاعاً في عدد إصابات سرطان الثدي، وصلت إلى حوالي 5 بالمئة سنوياً.
بينما يعتبر سرطان الرحم، والذي هو من أكثر الأنواع قابلية للوقاية والعلاج في الدول الصناعية الكبرى، السبب الأساسي للوفاة لدى نساء الدول الفقيرة، بما فيها مناطق متعددة من أفريقيا. وهذا التقرير استطاع توضيح بعض نقاط الاختلاف بين حدوث المرض وأسباب الوفاة، من ضمنها أن نسبة حدوث سرطان الثدي في اليابان، سنغافورة، وكوريا قد تضاعفت مرتين أو ثلاث مرات خلال العقود الأربعة الأخيرة.
وفي دراسة سابقة تبين أن حظر التدخين في الأماكن العامة يقلل النوبات القلبية! فقد قال خبراء اتحاديون في الصحة أن حظراً على التدخين أدى إلى انخفاض الإصابة بالنوبات القلبية بأكثر من 40 في المئة في مدينة أمريكية وأن هذا الانخفاض استمر ثلاثة أعوام. وأصدرت مدينة بويبلو في ولاية كولورادو قانوناً محلياً يحظر التدخين في أماكن العمل والأماكن العامة في عام 2003 وتتبع مسؤولو المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بعد ذلك حالات الإصابة بالنوبات القلبية التي نقلت إلى المستشفيات.
ووجدوا أن المستشفيات في بويبلو استقبلت 399 حالة إصابة بنوبة قلبية على مدى 18 شهراً قبل الحظر، مقارنة مع 237 حالة في العام ونصف العام التاليين وهو انخفاض بنسبة 41 في المئة. وقال الفريق في التقرير الأسبوعي للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها الخاص بالوفيات والأمراض إن هذا الأثر استمر ثلاثة أعوام. وقالت جانيت كولينز مديرة المركز القومي للوقاية من الأمراض المزمنة والحفاظ على الصحة التابع للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "نعرف أن التدخين السلبي له آثار ضارة مباشرة على أنظمة القلب والأوعية الدموية وأن التعرض له لمدة طويلة يمكن أن يكون سبباً لأمراض القلب في البالغين غير المدخنين.
إن هذه الدراسة تضيف إلى الأدلة الموجودة بأن سياسات عدم التدخين يمكن أن تقلل بشكل كبير الإصابة والموت بأمراض القلب. وتقول المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن التعرض للتدخين السلبي لفترة طويلة يمكن أن يزيد معدلات الإصابة بأمراض القلب في البالغين غير المدخنين بنسبة 25 - 30 في المئة.
وتشير التقديرات إلى أن التدخين السلبي يقتل حوالي 46 ألف أمريكي كل عام بأمراض القلب وحدها. كما يسبب التدخين أيضاً أمراضاً سرطانية مختلفة وكذلك الجلطات وانتفاخ الرئة أو مرض انسداد الشعب الهوائية المزمن.



في دراسة أمريكية تبين أن سرطان الرئة هو الأكثر فتكاً بين أمراض السرطان الأخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، أما في الهند فيعتبر مضغ التبغ عامل خطورة أساسي لحدوث السرطان. وعلى العموم، واحد من بين ثلاثة أشكال للسرطان في البلدان الفقيرة أو متوسطة الدخل، سببها الالتهابات المزمنة، مثل التهاب الكبد B، داء الحليمات الفيروسية HPV ومرض نقص المناعة المكتسب أو الايدز، علماً أن هذه السرطانات تعتبر قابلة للعلاج والوقاية، إلا أن التطعيم، المسح الاستقصائي، والعلاجات كلها غير متوفرة بصورة كافية في هذه البلاد.
واستجابة لهذا التقرير انضمت الجمعية الأمريكية للسرطان ACS إلى باقي الجهات المطالبة بتصرف عملي بهدف نشر برامج مكافحة التدخين عالميا، والدعوة إلى تشجيع أبحاث السرطان الهادفة إلى الحد من انتشار هذا المرض الخطير.
دراسة أمريكية وأخرى أسترالية تؤكدان أن السرطان يقتل النساء المدخنات بلا رحمة
تساءل بعض القراء عن سبب تحريم الإسلام للتدخين، فقد صدر شبه إجماع من علماء المسلمين على تحريم هذه العادة الخبيثة والتي لا تعود إلا بالضرر والخسران على صاحبها. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة عادة التدخين لدى النساء وبخاصة في مجتمعاتنا الإسلامية، ولذلك فقد أحببت أن أهدي هذه الدراسة لكل امرأة مدخنة عسى أن تقتنع بخطورة هذه العادة فتتركها ليس خوفاً من المرض ولكن خوفاً من الله تعالى، وليكن حديث النبي صلى الله عليه وسلم نصب أعيننا: (من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه)، وقد مررت بتجربة التدخين وتركتها بعدما سمعتُ هذا الحديث، فعوَّضني الله بحفظ القرآن وتدبره وإعجازه!
دراسة أسترالية تحذر النساء من خطر التدخين
تفوَّق سرطان الرئة على سرطان الثدي بين الأورام التي تقتل النساء في أستراليا مع ظهوره بين الإناث اللائي بدأن التدخين في عقدي السبعينات والثمانينات مع حصولهن على حقوق متساوية مع الرجال!
وقال تقرير نشره المعهد الاسترالي للصحة والرعاية إن أكثر من 50 امرأة استرالية يخسرن معركتهن ضد سرطان الرئة أسبوعياً في 2005 وإن العدد سيرتفع إلى حوالي 65 حالة وفاة بين الإناث أسبوعيا في 2010.
بسبب التغيرات التي طرأت على المجتمع في السبعينات والثمانينات وتمتع المرأة بحريات مماثلة للرجل، أقبلت النساء على تدخين السجائر بمعدل متزايد فيما بدأت حملة مناهضة التدخين تؤتي أكلها لدى الرجال وتراجعت معدلات التدخين بينهم. ونتيجة لذلك فان من المتوقع أن تنمو معدلات سرطان الرئة بين النساء بواقع 0.4 في المئة سنوياً حتى 2010 في حين من المتوقع أن تتراجع بنسبة 1.1 في المئة بين الرجال.



تقول كيلاي ليندورف مديرة السياسات بوحدة مكافحة التدخين: في الماضي استهدفت صناعة التبغ المدخنات بإعلانات توحي بأن التدخين فاتن أو مساير للعصر. ومما يؤسف له فان هذه الحملات النشطة لتجنيد إناث مدخنات ترجمت الآن إلى وفيات أعلى بسرطان الرئة. وللمرة الأولى جرى تشخيص أكثر من 100 ألف إصابة جديدة بالسرطان في أستراليا في 2005 ومن المتوقع أن يزيد العدد بأكثر من 3 آلاف حالة إضافية سنوياً في الفترة من 2006 إلى 2010 فيما يرجع بشكل أساسي إلى زيادة عدد المسنين بين سكان أستراليا.
يقول إيان أولفير الرئيس التنفيذي لمجلس الأورام في استراليا: الشيء المؤلم هو أنه في حين هناك القليل الذي يمكن عمله للوقاية من سرطان الثدي، فان سرطان الرئة يمكن الوقاية منه بشكل كامل من خلال السيطرة على التدخين.
في أمريكا.. سرطان الرئة الأكثر فتكاً بين أمراض السرطان الأخرى
تشير أحدث إحصائية أمريكية أن سرطان الرئة هو الأكثر فتكاً بين أمراض السرطان الأخرى في الولايات المتحدة، ويفوق ضحاياه أولئك ممن يقضون جراء الإصابة بسرطان الثدي، والبروستات، والقولون، والكبد، والكلى وسرطان الورم الفتاميني، مجتمعين.
ويقول تقرير "هيلسي دي نيوز" إن سرطان الرئة يفتك بـ85 في المائة من مرضاه، بعد خمس سنوات من تشخيص الإصابة به، وأن التدخين هو المسبب الرئيسي للمرض، ويقف وراء إصابة تسعة من بين كل عشرة مصابين به!!
وأودى سرطان الرئة بحياة 169390 شخصاً عام 2007، أي بمعدل 439 وفاة في اليوم في المتوسط، وحمَّل "معهد السرطان القومي الأمريكي" التدخين مسؤولية 90 في المائة من حالات الوفيات تلك، وقال د. جيمس مولشين، بروفيسور الطب الداخلي بجامعة راش بشيكاغو: "التدخين ليس سوى النشاط الأكثر شرعية وفتكاً في مجتمعاتنا."



صورة لرئة مدخن (السوداء) وأخرى لرئة طبيعية، انظروا إلى الفرق الكبير بينهما! ولذلك يعكف الباحثون حالياً على إيجاد وسائل أفضل لرصد سرطان الرئة، والعثور على مؤشرات تحذيرية جينية تساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة به. إلا أن الأطباء أشاروا إلى محاربة التدخين كأكثر الأسلحة فعالية في مواجهة المرض.

يقول الدكتور مايكل سون، من "جمعية السرطان الأمريكية: في هذه المرحلة، التقدم المحرز في خفض معدلات الوفيات جراء سرطان الرئة، يعود بشكل مطلق إلى إقلاع الرجال عن التدخين منذ مطلع التسعينيات. إن معدلات الوفيات بين الرجال جراء المرض تراجعت من 90.6 حالة وفاة بين كل 100 ألف شخص عام 1990 إلى 69.4 حالة وفاة بين ذات الشريحة، في 2005.
إلا أن المعدل بلغ ذروته بين النساء سنة 1998، ليصل إلى 41 حالة وفاة بين كل 100 ألف شخص، وظل المعدل عند مستواه وحتى اللحظة. وأردف الخبير قائلاً: "تراجع معدل الإصابة بين الرجال منذ عام 1991 مع بدء إقلاعهم عن التدخين.. إلا أن النسبة بين النساء بقيت عند مستوياتها، نظراً لبدء تلك الشريحة التدخين في مرحلة متأخرة في مجتمعاتنا، كما أنهن يجدن صعوبة في الإقلاع عن العادة."



بعض الأمراض التي يسببها التدخين مباشرة، ويؤكد الخبراء أن التدخين يتسبب بأمراض كثيرة قد تتجاوز المئة!! حيث يقول البروفيسور تيم بايرز، نائب رئيس "مركز السرطان بجامعة كولورادو": يبدو أن للتبغ ذات التأثير على النساء والرجال، على حد سواء. ويشارك حالياً قرابة 50 ألف مدخن ومدخن سابق، في دراسة رائدة تقوم بها "تجربة تصوير الرئة القومية"، ويأمل من خلالها أن يتيح استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، اكتشاف المرض والتدخل السريع للحيلولة دون انتشاره.
والآن يا أحبتي هل لديكم شك في أن التدخين خبيث؟
كما رأينا فقد ثبُت يقيناً لدى الباحثين في دراسات مختلفة أوربية وأمريكية أن التدخين هو المسبب الأول للإصابة بسرطان الرئة، وهناك إجماع علمي على أن التدخين يؤدي إلى أمراض خبيثة إذاً هو عادة خبيثة!
ولذلك نقول إن التدخين محرَّم لعدة أسباب طبية ونفسية واجتماعية وبيئية واقتصادية:
1- فهو ضار للجسد لأنه يسبب عشرات الأمراض وعلى رأسها سرطان الرئة.
2- وهو ضار للنفس لأنه يسبب اضطرابات نفسية ويخدّر خلايا الدماغ.
3- وهو ضار للمجتمع لأن الدخان يؤثر على غير المدخنين القريبين من المدخن.
4- وهو ضار للبيئة لأن دخان السجائر يتألف من غازات سامة مثل أكسيد الكربون.
5- وهو ضار للاقتصاد لأنه يسبب خسارات تقدر بالمليارات.
فهل اقتنعت عزيزي القارئ بأن التدخين يجب أن يكون محرَّماً؟ وأذكركم مرة ثانية بحديث النبي الكريم: (من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه).
هل علمنا لماذا حرَّم الإسلام التدخين؟
بعد هذه الدراسات التي لا نشك في صحتها ندرك أن التدخين هو وباء العصر، وأنه يفتك بأرواح الملايين كل عام، وبالتالي فإن العلماء لا يعرفون الكيفية التي يجنّبون بها الناس هذا الشرّ، فتارة يقومون بوضع الإعلانات وتارة يمنعون التدخين في الأماكن العامة... ولكننا نرى أن نسبة التدخين في تزايد مستمر.
ولكن الإسلام الذي عالج تعاطي الخمور وحرمها نهائياً، واليوم يمكننا القول بكل ثقة إن الدخان محرّم لأن أضراره أكبر مما نتصور بل لا تقل خطورة عن شرب الخمر. فالله تعالى يقول: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة: 195]. وتعاطي الدخان يهلك الأنفس ويؤدي إلى الإصابة بنوبات قلبية وسرطانات متنوعة، ولذلك فقد نهى الإسلام عن كل ما يهلك النفس.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا ضرر ولا ضرار)، والدخان هو ضرر واضح للمدخن ومن حوله، فهو يضر نفسه ويضر الآخرين، وهذا منهيّ عنه في الإسلام. والتدخين هو إسراف للأموال قد نهى الإسلام عنه أيضاً: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام: 141].
ولذلك ننصح كل من يدخن أن ينوي ترك هذا العمل ابتغاء وجه الله بنيّة خالصة، وسوف ييسر الله له أسباب ترك التدخين، وأن يدرك أنه لا يضر ولا ينفع إلا الله تعالى، وأن يلجأ إلى حفظ القرآن والاستماع إليه، فالاستماع إلى القرآن كل يوم هو أفضل أسلوب للمساعدة على ترك الدخان، نسأل الله العافية.
الأم التي تدخن تجعل أطفالها يدخنون في الكبر
هناك مسألة مهمة جداً نود أن ننبه الأمهات عليها، ألا وهي أن الجنين يتأثر بأي شيء تتناوله الأم، مثل الدخان. فقد أكد العلماء في دراسة جديدة أن الأم التي تدخن فإن جنينها يتأثر ويبقى هذا الأثر حتى يكبر فيميل لهذه العادة السيئة فتجده يدخن أيضاً.
فمن المعروف طبياً أن تدخين الأم الحامل يؤثر سلبياً على الجنين ويسبب له عدد من الأضرار، وحتى عندما تدخن الأم بالقرب من أطفالها الصغار فإنهم يتأثرون بهذا الدخان، ويصبحون مدخنين في الكبر، طبعاً ليس كل الأطفال إنما الغالبية منهم. وفي دراسة ثانية أجريت في جامعة بريستول تبين أن الدخان والمشروبات الكحولية أسوأ من المخدرات!



هذه يا أحبتي كلها دلائل جديدة تنكشف يوماً بعد يوم تؤكد على تحريم التدخين، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان رحيماً بنا عندما قال: (لا ضرر ولا ضرار)، والله تعالى أراد لنا الخير عندما قال: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195]. ويقول أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة: 172].
فالدخان يحوي أكثر من أربعة آلاف مادة سامة، فهو ليس من الطيبات، ولذلك وجب الابتعاد عنه، وهو عادة أتتنا من مجتمع غير مسلم، فلماذا نصرّ على هذه العادة ونمارسها، والله تعالى خلق لنا ما لا يُحصى من الطيبات؟ لماذا لا نعود أنفسنا على أكل التمر مثلاً؟
فإذا كان التبغ يحوي آلاف المواد الضارة، فإن التمر يحوي آلاف المواد النافعة والشافية! وحتى هذه اللحظة لم يدرك العلماء بعد كل الفوائد الطبية للتمر، ولكن يكفي أن نعلم بأن التمر يساعد على إيقاف التدخين، وما عليك إلا أن تفطر كل يوم على سبع تمرات عجوة، وتتوكل على الله تعالى، فإن الاستمرار على هذه العادة (أكل سبع تمرات) يساعد على إزالة السموم التي تراكمت بفعل التدخين، ويخفف نسبة النيكوتين في الدم، ويخفف الاضطرابات النفسية لدى المدخن، مما يساعده على ترك التدخين.
قوة الإسلام في علاج هذه الظاهرة
انظروا إلى العالم الغربي وقوانينه وكيف يتخبط كل يوم ولا يصل إلى علاج لهذه الظاهرة، بينما نجد الإسلام عالج هذه الظاهرة منذ بداية نشوئها. فقد حرم الإسلام الضرر حسب القاعدة الرائعة (لا ضرر ولا ضِرار). والتدخين هو ضرر للمدخن وللمجتمع وللبيئة.

كذلك فإن التدخين هو نوع من أنواع المخدر التي تفقد الإنسان السيطرة التامة على نفسه، وقد حرم الإسلام كل شيء يؤدي إلى اضطراب نفسي. والتدخين هو انتحار بطيء وقد حرم الإسلام الانتحار وقتل النفس، يقول تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29]. والتدخين هو نوع من أنواع التهلكة التي حرمها الإسلام، يقول تعالى: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195].
ولذلك فإن تعاليم القرآن والسنة كافية بالنسبة للمؤمن ليمتثل أمر الله ويمتنع عن التدخين، بينما نجد علماء الغرب يطلقون التحذيرات وينفقون المليارات، ولكن دون جدوى، إذاً الإسلام هو الدين الذي يدعو لخير البشرية وسعادتها.



التدخين يسبب 50 مرضاً مؤكداً: في مقالة نشرتها الديلي ميل أكد الباحثون أن التدخين قد يسبب أكثر من خمسين مرضاً خطيراً، منها سرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الفم، واضطرابات عمل القلب وارتقاع ضغط الدم والجلطة الدماغية. وقد كشفت الدراسة الجديدة وجود علاقة بين التدخين وسقوط الشعر أو الصلع المبكر! وتؤكد الدراسات أن هناك دليلاً علمياً قاطعاً على أن التدخين السلبي يسبب أمراض القلب وسرطان الرئة وقائمة بأمراض أخرى. وطالب التقرير بتخصيص مبان وأماكن عامة خالية تماما من التدخين، مشيرا إلى أن تخصيص أماكن للمدخنين لا يؤمن الحماية الكاملة لغير المدخنين.
حقائق جديدة عن التدخين
تقول منظمة الصحة العالمية:في كل عام يقتل الدخان خمسة ملايين مدخن! ويقول العلماء إن دخان السيجارة يحوي أربعة آلاف مادة كيميائية منها مادة تشكل خطراً وأضراراً على الإنسان، ومنها مادة تسبب السرطان.
وتقول المنظمة: في كل عام يموت 600000 إنسان غير مدخن بسبب التدخين غير المباشر، أي بسبب تعرضهم لدخان سجائر المدخنين من حولهم. ونسبة كبيرة من الوفيات بسبب التدخين السلبي (غير المباشر) تكون في صفوف الأطفال (40 %).
ويسبب دخان السيجارة أو النرجيلة أكثر من مئة مرض على رأسها أمراض القلب وتصلب الشرايين مروراً بأمراض الرئة والكولون وانتهاء بالسرطان. وتقول دراسة جديدة إن خطر النرجيلة لا يقل عن خطر السيجارة، فالنرجيلة ضارة جداً وخطورتها تكمن في أن المدخن يستنشق كمية كبيرة من الدخان دون أن يشعر!


ومن أحدث الدراسات تبيّن أن حظر التدخين يساهم بشكل كبير في تحسين صحة المجتمع، فالمدن التي طبقت نظام منع الدخان يتمتع أفرادها بصحة نفسية وجسدية أفضل من غيرهم. ولذلك يقول العلماء: إن أفضل طريقة لتجنب أضرار الدخان الاقتصادية والجسدية، أن يتم منعه وتحريمه.
وسبحان الله! إن الإسلام حرّم التدخين بأنواعه، وهناك شبة إجماع بين فقهاء المسلمين (وفتاوى صادرة عن المجمع الفقهي الإسلامي) تقول بتحريم الدخان، إذاً المدخن يضرّ نفسه ويضرّ من حوله، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فقال: (لا ضرر ولا ضِرار).
وهكذا يأتي الإسلام مطابقاً للعلم، يقول تبارك وتعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195]. وأختم هذه المقالة بمعلومة مؤكدة وهي أن التدخين مجرد عادة، وكل إنسان يمكنه ترك الدخان بسهولة بشرط أن يتوكل على الله، ويترك هذه العادة من أجل الله، ويتذكر دائماً وكلما خطرت السيجارة بباله، يتذكر قول حبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه).
خطوات عملية لترك التدخين
1- التغيير هو أهم خطة تتخذها لترك الدخان، فالله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد: 11]. فينبغي عليك أن تغير نظرتك للدخان فتعتبره وباء ومرضاً لابد من التخلص منه.
2- الدعاء بإخلاص: وهذا ما حدث عندما أقلعت عن التدخين، فقد كنتُ أدعو الله بإخلاص أن يعينني على ترك الدخان، وسبحان الله، بدأتُ حينها أكره هذا العمل وهذه كانت البداية على طريق ترك الدخان. فقد كنتُ أعلم يقيناً أن كل شيء بيد الله، وهو القائل: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنعام: 17]. فهذا الضر لن يكشفه إلا الله تعالى.
3- محاولة الابتعاد عن المدخنين قدر المستطاع، مع محاولة الإقلاع نهائياً وتكرار المحاولات لأن بعض المحاولات قد تفشل فلابد من الاستمرار بالمحاولات ولا تقل حاولت وفشلت، بل قل سأستمر في المحاولة حتى يُذهب الله عني هذا الشر.
4- الإدمان مجرد وهم! فلا تتخيل أنه ليس باستطاعتك أن تقلع عن هذه العادة السيئة، بل إن أسهل شيء هو أن تترك التدخين، ولكن مع التوكل على الله والبدء بحفظ القرآن وتدبره وتأمله والإكثار من قراءته، وتذكر حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه). وهذا ما حدث معي فقد كنتُ ذات يوم من المدخنين وعندما نويت تركه لوجه الله، أبدلني الله خيراً منه ألا وهو القرآن، فهل هناك أجمل من أن يكرمك الله بحفظ كتابه!
تعليق إيماني
والآن يا أحبتي تأملوا معي تعاليم ديننا الحنيف حيث نهى عن كل ضرر، يقول صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، ومن هديِه أيضاً أنه نهى عن الأذى، والتدخين هو نوع من أنواع الأذى للنفس ولمن حولك ولأطفالك وهو تلويث للبيئة أيضاً. ومما لا شك فيه أن التدخين من الخبائث التي أمرنا الله باجتنابها، وهو من عمل الشيطان، ففيه إسراف وتبذير للمال، وفيه إهلاك للنفس، وفيه الرائحة الكريهة، وفيه المواد السامة والعوامل المسرطنة، ولو ذهبنا نعدد أضرار التدخين فسوف نحتاج لمجلدات... فما الذي يمنع المؤمن من الإقلاع عن هذه العادة السيئة؟
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar

المراجع


1. مقالات حول التدخين منشورة على موقع بي بي سي، وموقع سي إن إن
2. مصدر الإحصائية: منظمة الصحة العالمية
3. تقرير منظمة الصحة العالمية 2008

4. http://smokingtreatments.net/smokers-cough-bronchitis-and-smoking


5. http://www.brain-train.co.uk/problem_stop_smoking.htm


6. http://www.medscape



عيادة المريض



لقد أمرنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعيادة المريض، وهذا هو العلم يثبت بعض الفوائد الطبية لذلك....
في بحث علمي نشر حديثاً تبين أن زيارة ورؤية المريض تعزز النظام المناعي للزائر. فالنظام المناعي للإنسان حساس جداً تجاه ما يشاهده ويعتقده، وعيادة المريض والاطمئنان عليه تقوي هذا النظام.
ويقول الباحث مارك شالر من جامعة بريتيش كولومبيا: إن مجرد رؤيتك للمريض تحفز جهاز المناعة لديك، ولكن إذا تكررت هذه العملية كثيراً وترافقت بالخوف من العدوى فإنها تسبب تعباً لنظام المناعة.
خلايا مناعية (بيضاء) تهاجم خلية سرطانية، إن هذه الخلايا المناعية تصبح أقوى عندما يزور الإنسان مريضاً، وبخاصة عندما يتعاطف معه ويتمنى له الشفاء. ولذلك ينصح الأطباء برؤية المرضى بين الفترة والأخرى لتقوية نظام المناعة.
ولذلك فإن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بعيادة المريض، فقد روي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من حق المسلم على المسلم خمس، وذكر منها: عيادة المريض [رواه البخاري ومسلم].
ولكي لا تتسبب كثرة التفكير بالمرض والاعتقاد بالعدوى بتدمير نظام المناعة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة) [السلسلة الصحيحة]. وبالتالي فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بما يفيدنا وأبعدنا عما يضرنا... فسبحان الله!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar

المراجع


- www.aljazeera.net




يتبع
 

الشيماء

كاتب جيد جدا
رد: جديد موقع عبد الدائم الكحيل للإعجاز العلمي الله يُبدئ ويعيد، والإنسان يبدئ ولا يعيد!

.

خرافة العام 2012

2012a.JPG

وردتني أسئلة كثيرة حول العام 2012 وأن العلماء يقولون بأنه ستحدث عواصف مدمرة وأن كويكباً عملاقاً سيضرب الأرض وأن الرياح الشمسية ستعصف بالأرض....
نحن كمسلمين نقول: لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى! والعلم لن يصل إلى التنبؤ بنهاية العالم، لأن الله تعالى يقول: (إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى) [طه: 15-16].
هناك مؤشرات كثيرة على اقتراب يوم القيامة، ولكن لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى. وجميع التنبؤات التي تملأ صفحات الإنترنت عن العام 2012 لن تكون بأفضل من التنبؤات التي ارتبطت بعام 2000 ومضى عام 2000 ولم يحدث شيء! وهذا يدل على أنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى القائل: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الأعراف: 187].
هذه الآية الكريمة تؤكد لنا أنه لا يعلم متى يأتي يوم القيامة إلا الله (لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ)، وهذا اليوم يأتي من دون مقدمات (لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)... حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم متى تقوم الساعة، ويأتي اليوم بعض المنجّمين فيدَّعون معرفتهم للغيب وأن القيامة ستكون عام 2012.
أخبار مبالغ فيها
هناك خبر علمي، وفي الحقيقة ليس له علاقة بالعلم، انتشر بشكل كبير على المواقع الإخبارية وملخّصه:
"نشرت مجلّة نيوساينتيست الأمريكية المتخصّصة في العلوم والتكنولوجيا تقريراً أكاديمياً أجراه فريق من العلماء أكدوا فيه أنه في يوم من أيام نهاية شهر سبتمبر من سنة 2012 ستضرب الكرة الأرضية عاصفة شمسية مدمرة بإمكانها أن تعيد العالم إلى عصر القرون الوسطى. وأرجع الباحثون هذه العاصفة إلى قيام أسراب من الجسيمات شبه الفرعية المشحونة كهربائياً من الشمس بقرع الأرض وما يحيط بها بصورة دورية منتظمة.
وأشار المتخصّصون إلى أن من ظواهر هذه العاصفة، اكتظاظ السماء بوهج ناري كثيف إضافة إلى انتشار أعمدة لتموّج أخضر وهّاج، كما ستلوح في الأفق تموّجات برتقالية متلاحقة خلال العرض الأبرز للشفق القطبي الذي يشاهد في المنتصف الشمالي من الكرة الأرضية."
طبعاً هذا الخبر غير دقيق علمياً، لأنه عبارة عن رأي شخصي لأحد العلماء لا يستند لبرهان علمي. والحقيقة لم يخبرنا هذا الباحث من أين جاء بهذه التنبؤات، وعلى أي أساس يقول مثل هذا الكلام! وكيف يمكن للعاصفة الشمسية والتي تحدث بشكل دائم أن تكون مدمرة للأرض؟ ولماذا ستتغير القوانين الفيزيائية التي نظم الله الكون عليها؟ ومن أين ستأتي الطاقة اللازمة لهذه الجسيمات الشمسية لتصل للأرض وتخترق الغلاف الجوي، مع العلم أن الشمس قد مضى عليها خمسة مليارات سنة، وحدثت فيها ملايين العواصف الشمسية...
قيامة 2012.. نظريات واهية!
نشر موقع سي إن إن هذا الخبر حول نبوءة العام 2012: "بينما تنجلي من مخيلتنا التنبؤات بشأن العام 2000، وما أثير حوله من نهاية للعالم، بدأت تسري إلينا تكهنات بشأن نهاية دورة الحياة في 2012. فالبعض يرى أن حلول عام 2012 يبشر بعهد جديد، بينما يرى آخرون أن هذا العام هو لا محالة نهاية دورة الكرة الأرضية، وهو أمر تناقلته الكثير من الكتب، والمواقع الإلكترونية التي تضع على صفحاتها ساعات توقيت تنازلي ليوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2012، وهو اليوم الموعود.
ويشير هذا التاريخ إلى نهاية دورة الحياة لدى حضارة المايا، والتي يبلغ طولها 5126 سنة. ولطالما عرف عن حضارة المايا شغفهم بالفلك ومعرفتهم له معرفة عميقة. ولم يعرف حتى الآن ما إذا كان اختيار هذا اليوم بالذات بسبب حدوث كارثة كونية ستنهي العالم، وهو ما أشعل فتيل عدد من النظريات بشأن نهاية الكون.
يقول ديفيد ستورات، مدير مركز "ميسوأمريكا" في جامعة تكساس: "هناك الكثير من الناس ممن يعتقدون أن نهاية الكون مرتبطة باعتقادات المايا، وهذا أمر غير صائب، لأنه لم يكن هناك أي حكيم من شعب المايا، ذكر هذا الأمر."
وعلى صعيد آخر، إذا ما قمت بإدخال الرقم 2012 في أي من محركات البحث على شبكة الإنترنت، فإنك ستجد الكثير من المواقع المتعلقة بهذا الموضوع، فبعضها يقدم إرشادات حول كيفية النجاة من هذا اليوم، والبعض الآخر يعطي تعليمات بشأن ما يجب أن ترتدي، ومنها قمصان كتب عليها "2012.. النهاية"، أو "قيامة 2012".
وتقول عدد من النظريات إن الأرض في ذلك اليوم ستبدأ بالدوران العكسي، كما أن هذا اليوم سيشهد الكثير من العواصف الشمسية التي ستؤدي إلى فوران البراكين، وذوبان الثلوج. وإذا كنت تعتقد أن هذا كله يمكن أن يكون فيلماً أمريكياً رائعاً، فأنت على حق، لأن هوليوود تستعد لذلك.
يحاول الأمريكيون استغلال هذه الشائعة إعلامياً لكسب مزيد من الأموال! فالمخرج رولاند إيميريك، والنجم جون كوزاك، يستعدان لإطلاق فيلم 2012 ، حيث يعرض الفيلم في بدايته راهباً يتوجه إلى الكنيسة لإعلان قرب نهاية العالم بينما تبدأ ثلوج الهملايا بالذوبان لتكوّن سيلاً مائياً يقتل كل من يأتي أمامه.
أما على صعيد الكتب، فقد تم نشر المئات منها والتي تحمل عنوان 2012، ولا زالت المكتبات في انتظار المزيد منها خلال الشهور القادمة. ومن بين هذه الكتب كتاب Apocalypse 2012، والذي يدرج فيه المؤلف لورنس جوزيف مجموعة من الاحتمالات التي يمكن أن تحصل في ذلك اليوم. إلا أن جوزيف يعتقد أن هذا اليوم لن يشهد نهاية العالم.
يذكر أن يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2012 يتوافق مع يوم انقلاب الشمس في الشتاء، كما أن هذا اليوم سيشهد توازي الشمس مع مجرة درب التبانة."
ما هي حقيقة الأمر؟
لو رجعنا إلى موقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا نجد أنهم ينشرون خبراً عادياً عن عاصفة شمسية تحدث باستمرار وكل فترة 11 سنة وتسمى Sunspot Cycle ، وعام 2012 سيكون هناك حدوث لهذه العاصفة بشكل أقوى من المعدل بحدود 30-50 % وهذا أمر طبيعي جداً.
ولكن الذي حدث أن بعض الذين يؤمنون بأساطير المايا (وهي حضارة قديمة وجدت قبل آلاف السنين في أمريكا)، هؤلاء وجدوا في التوافق بين اليوم الموعود لديهم عام 2012 وبين دورة الشمس التي ستحدث في نفس العام، وجدوا في هذا التوافق فرصة لترويج أفكارهم ... وسوف تثبت السنوات القادمة كذب هؤلاء المنجمين، لسبب بسيط جداً وهو أن هذا التنبؤ لا يقوم على أي أساس علمي إلا المبالغات والمغالطات.
تنبؤات مركز أبحاث الغلاف الجوي UCAR
نجح علماء من مركز أبحاث الغلاف الجوي UCAR بالتنبؤ بالعاصفة الشمسية التي ستحدث عام 2012 وهذه العاصفة تحدث كل 11 سنة، والعاصفة القادمة قد تتسبب في بعض الأعطال لأقمار اصطناعية وقد تؤثر على بعض شبكات الكهرباء، وذلك لأن بعض الجسيمات الشمسية التي تترافق مع العاصفة قد تنجح في التسلل عبر الغلاف الجوي وتؤثر على أنظمة الاتصالات، وهذه كلها تنبؤات قد تحدث بصورة أو بأخرى.
لو تأملنا ما كتبه علماء ناسا نجد أنهم يتحدثون عن دورة للشمس عام 2012 ستكون أقوى بحدود 50 % من سابقتها، وسيكون لها بعض الآثار الجانبية على الأرض، ويبين الشكل شدة الدورة القادمة عام 2012 وستكون أقوى من سابقتها (لاحظوا معي كيف تتكرر هذه الدورة للشمس كل 11 سنة تقريباً وتكون عادة قوية أو ضعيفة)، ارتفاع الخطوط الحمراء يعبر عن مدى شدة العاصفة الشمسية، ويظهر الرسم البياني أنه عام 1958 حدثت عاصفة شمسية أشد من التي ستحدث عام 2012. المرجع مركز أبحاث الغلاف الجوي UCAR
وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تنفي هذه المزاعم
أكد ديفيد موريسون، أخصائي علوم الفضاء لدى وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، أن ما تتناقله الشائعات حول توقع حلول نهاية العالم في ديسمبر/ كانون الأول 2012 "مجرد خدعة كبيرة"، نافياً وجود كوكب غامض على وشك الاصطدام بالأرض في ذلك التاريخ.
ودعا الناس إلى "الاستمتاع بوقتهم" في ذلك التاريخ، والاستعداد لما بعده باعتباره مجرد يوم عادي، وذلك في إطار سعي "ناسا" إلى طمأنة الناس في مختلف الدول حيال ما يُبث من شائعات حول دمار سيلحق بالأرض في 2012، والذي قادها إلى تخصيص صفحة على موقعها للرسمي لرد على هذه التوقعات.
يؤكد العلماء أن ناسا لا تتوقع حدوث شيء في ذلك التاريخ، فالشائعات التي تتناقلها المواقع الإلكترونية وتنسبها إلى أبحاث تستند إلى حضارة "المايا" القديمة في أمريكا الوسطى، هي مجرد "خدعة كبيرة." وحول إمكانية اصطدام كوكب غامض يسميه البعض "نيبرو" بكوكب الأرض، قال العالم الأمريكي: "لا يوجد كوكب يدعى نيبرو.. هو غير موجود.. لا تقلقوا حيال هذا اليوم واستمتعوا بما بعده."
يذكر أن الكثيرين يعتقدون أن نهاية العالم ستحل في ذلك التاريخ، وقد تعززت المخاوف مع ظهور الفيلم الجديد "2012"، وهو أمر تناقلته الكثير من الكتب، والمواقع الإلكترونية التي تضع على صفحاتها ساعات توقيت تنازلي ليوم 21 ديسمبر/ كانون الأول 2012.
ويشير هذا التاريخ إلى نهاية دورة الحياة لدى حضارة المايا، والتي يبلغ طولها 5126 سنة. ولطالما عرف عن حضارة المايا شغفهم بالفلك ومعرفتهم له معرفة عميقة. ولم يعرف حتى الآن ما إذا كان اختيار هذا اليوم بالذات بسبب حدوث كارثة كونية ستنهي العالم، وهو ما أشعل فتيل عدد من النظريات بشأن نهاية الكون.
تقول عدة نظريات إن الأرض في ذلك اليوم ستبدأ بالدوران العكسي، كما أن هذا اليوم سيشهد الكثير من العواصف الشمسية، التي ستؤدي إلى فوران البراكين، وذوبان الثلوج. يذكر أن يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول 2012 يتوافق مع يوم انقلاب الشمس في الشتاء، كما أن هذا اليوم سيشهد توازي الشمس مع مجرة "درب التبانة." كما فند العلماء مزاعم حدوث انقلاب في قطبية الأرض ومراكز جاذبيتها، قائلة إن هذه الظاهرة تقع كل 400 ألف سنة تقريباً، وحدوثها مجدداً يستغرق آلاف الأعوام.
كذبة الآيات التي تظهر على جسد الطفل
للأسف يا أحبتي أن كثيراً من المسلمين ينجرفون وراء هذه النظريات قبل التأكد من صدقها، ونصيحتي لكل أخ وأخت أن يتأكدوا من المعلومة قبل المساهمة في نشرها. فكما أن نشر المعلومة الصحيحة فيه أجر وثواب عظيم، كذلك نشر المعلومة الخاطئة فيه إضلال كبير للناس.
وربما من الأشياء التي سمعتها مؤخراً ولادة طفل كُتبت على جسده آيات قرآنية بخط جميل! وبمجرد رؤية الصورة تبين أنها مجرد خدعة للبسطاء من المسلمين. والمضحك في الأمر أن الذي اخترع هذه الخدعة اختار آيات مؤثرة ومعبرة فالآية التي ادعى أنها مكتوبة على جسد الطفل هي: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت: 53]. ولكي يضمن هذا المفتري على كتاب الله أن يصدقه الناس وألا ينكر هذه "المعجزة" أحد فقد كتب آية ثانية هي: (وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ) [البقرة: 283].
لا أملك إلا أن أقول: تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فالله تعالى أكبر من أن يختصر معجزته في آيات ترسم على جسد طفل أو طفلة، أو رسم اسمه على أذن أو رأس مولود، أو على شجرة أو ورقة أو غيمة... ولو كانت مثل هذه المعجزات المزعومة صحيحة لظهرت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان بأمس الحاجة لمعجزة تثبت له صدق رسالته، ولكن الله أيّده بالقرآن وكفى به معجزة!
وخلاصة القول
ينبغي علينا كمؤمنين ألا نصدق مثل هذه الشائعات، نعم نحن نعتقد أن يوم القيامة قريب كما أخبر بذلك سيد البشر عليه الصلاة والسلام عندما قال: (بُعثت أنا والساعة كهاتين... وأشار إلى إصبعيه)، والله يقول: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) [الأحزاب: 63]. وما نراه اليوم من كوارث بيئية وارتفاع لدرجات الحرارة وذوبان لكتل الجليد وزيادة في التلوث شملت البر والبحر، ما هو إلا من علامات الساعة الصغرى، ولكن هناك علامات كبرى لابد أن تتحقق كما أخبرنا نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، منها ظهور الدجال ويأجوج ومأجوج نزول المسيح عليه السلام ....
وبانتظار ذلك اليوم الذي لا نشك بقدومه، ولكن لا نصدق المنجمين، ينبغي أن نكثر من العمل الصالح، وأن نقدم شيئاً لخدمة كتاب الله، وأقل ما نقدمه أن نساهم في نشر العلم النافع، فديننا عظيم ويستحق النشر وأن نعرف العالم كله بسماحة وروعة الإسلام.
نسأل الله تعالى أن يعلمنا علماً نافعاً وأن يرزقنا الإخلاص في العلم والعمل .... (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 7].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar

المراجع


1. http://arabic.cnn.com/2009/scitech/1/28/apocalypse.world/index.html

2. http://www.ucar.edu/news/releases/2006/sunspot.shtml

3. http://science.nasa.gov/headlines/y2006/10mar_stormwarning.htm

4. http://www.nasa.gov/centers/goddard/news/topstory/2006/solar_cycle.html

5. http://www.newscientist.com/article...rt-90-seconds-from-catastrophe.html?full=true

6. http://www.nasa.gov/centers/goddard/news/topstory/2006/solar_cycle.html




فيديو الإعجاز العلمي: سنريهم آياتنا




ما أجمل المؤمن عندما يعيش لحظات من الخشوع وزيادة الإيمان بمعجزات الخالق عز وجل....
أيها الأحبة، نقدم لكم مجموعة حلقات فيديو لمواضيع شيقة في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهي عبارة عن حلقات تلفزيونية لبرنامج "سنريهم آياتنا" ومدة كل حلقة نصف ساعة، وتتناول كل حلقة موضوعاً جديداً من مواضيع الإعجاز العلمي.
لمشاهدة الحلقة وتحميلها اضغط على عنوان الحلقة:
· أسرار ظاهرة البرق
· والسماء ذات الحبك
· الناصية واكتشاف أسرار الكذب
· الفساد البيئي معجزة قرآنية
· طبقات الأرض وإعجاز الرقم سبعة
· أسرار الحروف المقطعة في القرآن الكريم
· أسرار المادة المظلمة
· الثقوب السوداء... الجوارِ الكنَّس
· القوة الشفائية في القرآن الكريم
· كسوف الشمس والقمر
· أسرار البناء الكوني في القرآن الكريم
· الحياة في الفضاء الخارجي
· السماء عندما تتكلم
· أسرار البرزخ المائي بين البحر والنهر
· الجلد عندما يتكلم
· ظواهر رقمية في القرآن الكريم
· والسماء والطارق
· أسرار الشمس
· من أسرار عالم الجبال: الجبال تتحرك
· معجزة نبوية حول أنهار الربع الخالي
· عجائب سورة الفاتحة
· أسرار ظاهرة البَرَد
· أسرار الموت بين العلم والإيمان
· روائع الإعجاز العددي: قلب القرآن
· أسرار العلاج بالقرآن
ملاحظة: يحتاج تشغيل الحلقات برنامج ريال بلير إذا لم يكن متوفراً لديك يمكنك تحميله من هنا.
ــــــــــــ
موقع عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar





الصفحة الرئيسية
الإعجاز العددي والرقم 7
الإعجاز التشريعي والغيبي
الإعجاز في الكون والسماء
الإعجاز في الأرض والجبال
الإعجاز في البحار والمياه
الإعجاز في الطب والنفس
أسرار القرآن والسنة
أسرار المخلوقات
أسرار الشفاء والغذاء
صورة وآية
عروض باوربوينت رائعة
كتب مجانية للتحميل
ساهم في نشر الموقع
السيرة الذاتية
اتصل بنا
http://www.kaheel7.com/ar/index.php?option=com_content&view=category&layout=blog&id=42&Itemid=70


باقي المقالات...

لا تنسونا من الدعاء
http://www.kaheel7.com/ar/index.php...-50-16&catid=47:2010-02-02-22-57-13&Itemid=74
 

s878k

كاتب جديد
الف شكـــر لك




على الطرح الرائع

اثابك الله الاجروالثواب

وجزيت خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
 

مواضيع مماثلة

أعلى