الشيماء
كاتب جيد جدا
في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم { أوك سقاك واذكر اسم الله , وخمر إناءك واذكر اسم الله , ولو أن تعرض عليه [ ص: 435 ] عودا }
وفي لفظ لهما { وخمروا الطعام والشراب } قال همام وأحسبه قال ولو بعود . قال في الآداب : ظاهره التخيير . ويتوجه أن ذلك عند عدم
ما يخمر به لرواية مسلم : { فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا}
ثبت في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفؤا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم
وعنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء
قال ابن القيم رحمه الله في الزاد : ( وهذا مما لا تناله علوم الأطباء ومعارفهم وقد عرفه من عرفه عقلاء الناس بالتجربة ، قال الليث بن سعد أحد رواة الحديث : الأعاجم عندنا يتقون تلك الليلة في السنة في كانون الأول منها
وصح عنه أنه أمر بتخمير الإناء ولو أن يعرض عليه عودا وفي عرض العود عليه من الحكمة أنه لا ينسى تخميره بل يعتاده حتى بالعود وفيه : أنه ربما أراد الدبيب أن يسقط فيه فيمر على العود فيكون العود جسرا له يمنعه من السقوط فيه
وصح عنه : أنه أمر عند إيكاء الإناء بذكر اسم الله فإن ذكر اسم الله عند تخمير الإناء يطرد عنه الشيطان وإيكاؤه يطرد عنه الهوام ولذلك أمر بذكر اسم الله في هذين الموضعين لهذين المعنيين
وقد ذكر الامام النووي رحمه الله أن العلماء ذكروا فوائد للأمر بتغطية الأناء في الليل
صيانته من الشيطان فان الشيطان لا يكشف غطاء و لا يحل سقاء
صيانته من الوباء الذي ينزل في ليلة من السنة
صيانته من النجاسة و المقذرات
صيانته من الحشرات و الهوام
وعلى هذا فإن السنة تغطية الأواني ليلاً وإغلاق أفواه القِرب ، وتغطية الطعام حتى لا تأتي عليه من هوام الليل ما يفسده
فمن نسي تغطية الطعام المكشوف ليلاً لأي سبب كان
فإن لفساد الطعام علامات
.. فإن ظهرت علامات فساد الطعام أتلف
وإن لم يظهرعلى الطعام أو الشراب علامات الفساد ( وعاف ) أن يستخدمه الانسان أكلا أو شرباً .. فلا بأس من أن يطعمه الدواب والبهائم أو يستخدمه فيما ينفع .. كأن يستخدم الماء المكشوف مثلاً في غسيل بعض الأواني أو نحو ذلك
أمّا الطعام فالأولى أن تقدّر النعمة قدر المستطاع ... والله أعلم