من فضلك اسحب لي هذا المقعد
لا ... الاخـــــر
نعم انه هو ... الواقع بين مقعدي الحر دائما والنديم وقهوتي اليوميه
هي طاولة في زاوية المقهى ، مصنوعة من خشب الجوز ،
شكلها أقرب الى المربع ، ومن النظرة الأولى تكتشف بعض العيوب فيها ،
ويبدو أن صانعها قد شكلها على عجل ،
وهذا ما جعلها تبدو فريدة بين غيرها من طاولات المقهى .
تزين أطرافها نقوش عربية غير متقنة لونها – على الأغلب - كان أخضراً ،
ولكنه تحول الى زيتي غامق بفعل الزمن ،،
والذي حول أيضاً سطحها الى مساحة صغيرة لفناجين القهوة
ورماد السجائر وذكريات عابرة كتبت عليها كيفما اتفق ،
وعليها أيضاً مزهرية صغيرة فيها بعض أزهار ذابلة وضعتها "
المجهوله" كيفما اتفق ،
ومنفضة سجائر قديمة حملت عبر السنين آلاف التنهدات الحالمة أو الغاضبة ..
أو المستسلمة .
هي طاولة ككل الطاولات .. تميزها " المجهوله" من رقمها ..
وربما ميزها غيرها من بوح لحب مضى ، أو دمعة حنين سقطت عليها بغتة ..
أو ربما من صفقة رابحة ، لتاجر لا يعرف سوى لغة الأرقام ..
بالنسبة لي ، فهذه الطاولة المسكينة ، والمصنوعة على عجل ، تحمل في مساماتها –
لو أصخينا السمع – آلاف القصص عن أشخاص حالمين وغيرهم عاشقين ..
وحيدين أو مغتربين أو عابري سبيل جلسوا معها دون أن يعيروها أدنى انتباه ..
هي محاولة للجلوس على هذه الطاولة ، الآن وهنا ، وللتحدث عن أي شيء ،
فربما كان " في البال أغنية " أردنا ترديدها دون أن يكون لدينا الرغبة في طرحها
كموضوع للنقاش على الشريط الأزرق المتعب من كثرة ما حمل من مواضيع ..
وربما يجلس عليها اثنان لمجرد الثرثرة عن أحد رواد هذا المقهى ..
أو لمحاولة قراءة ذكرى قديمة باهتة نقشها ذلك العابر أو تلك العاشقة ..
هي مساحة لترتيب الفوضى ، أو لبعثرة الرتابة ..
لالقاء كلمة ..
أو سلام ..
أو وداع ..
أو لتطلب " المجهوله "
فنجان قهوة تشربه بهدوء تحت الضوء الخافت دون أن نثير تلك الجلبة .
هنا .. وعلى الطاولة رقم 7 .. قد تكتب قصيدة وتمضي ، أو تصرخ فرحاً أو ألما ..
لا يهم .. فالمهم أن تتراكم هذه المشاعر والثرثرات في مكان واحد ..
وعلى هذه الطاولة ، دون أن يطويها النسيان في غمرة آلاف المواضيع المطروحة والمبعثرة
في كل مكان في هذا " المقهى " ..
فهل وصلت الفكرة ؟؟؟.. هذا ما قد تثبته الأيام القادمة .
الحساب لو سمحت يـــا جرســون ....
،
اين هي هذه المجهولة
