قصة توبة فتاة من حشرة

نور الحياة

كاتب جيد
جلست في غرفتها بعد صلاة العشاء تمارس هوايتها المفضلة وتقضي أمتع ساعاتها .. تغيب عن الدنيا بما فيها وهي تسمعه يترنم بأعذب الألحان .. إنه المغني المفضل لديها .. تضع السماعة على أذنيها وتنسى نداءات أمها .. بنيتي استعيذي بالله من الشيطان .. واختمي يومك بركعتين لله بدل هذا الغثاء .. بضجر أجابت : حسناً حسناً

اتجهت الأم إلى مصلاها وبدأت مشوارها اليومي في قيام الليل

نظرت إلى أمها بغير اكتراث .. إنتهت الأغنية .. تململت في سريرها بضجر .. جلست لتستعد للنوم فآخر ما تحب أن تنام عليه صوته .. حلت رباط شعرها .. أبعدت السماعات عن أذنيها .. التفتت إلى النافذة .. أوه .. إنها مفتوحة

قبل أن تتحرك لإغلاقها رأتها كالسهم تتجه نحوها .. وبدقة عجيبة

اتجهت نحو الهدف .. وأصابت بدقة طبلة الأذن .. صرخت من هول الألم .. أخذت تدور كالمجنونة الطنين في رأسها .. الخشخشة في أذنها .. جاءت الأم فزعة .. ابنتي ما بك؟ .. وبسرعة البرق .. إلى الإسعاف .. فحص الطبيب الأذن .. استدعى الممرضات .. وفي غمرة الألم الذي تشعر به .. استغرق الطبيب في الضحك ثم الممرضات أما هي أخذت تلعن وتسب وتشتم .. كيف تضحكون وأنا أتألم

أخبرها الطبيب أن صرصاراً طائراً دخل في أذنها !!! لا تخافي سيتم إخراجه بسهولة ... لكن لا أستطيع إخراجه .. لابد من مراجعة الطبيب المختص .. عودي في الساعة السابعة صباحاً !! كيف تعود والحشرة تخشخش في أذنها تحاول الخروج؟ والألم يزداد لحظة بعد أخرى؟

أخبرها الطبيب أنه سيساعدها بشيء واحد وهو تخدير الحشرة إلى الصباح حتى لا تتحرك .. حقن المادة المخدرة في أذنها وانتهى دوره هنا .. عادت إلى البيت كالمجنونة .. رأسها سينفجر لشدة الألم .. ومر الليل كأنه عام .. وما أن انتهت صلاة الفجر حتى سارعت مع أمها إلى المستشفى .. فحصها الطبيب .. لكن خاب ظن الطبيب المناوب .. لن يكون إخراج الحشرة سهلاً .. وضع منديلا أبيض وأحضر الملقاط .. أدخله في الأذن .. ثم أخرج ذيل الحشرة فقط .. عاود الكرة .. البطن .. ثم .. الصدر .. ثم الرأس .. هل انتهى؟

لازالت تشعر بالألم !! أعاد الطبيب الفحص .. لقد أنشبت الحشرة ناباها في طبلة الأذن يستحيل إخراجها إنها متشبثة بشدة ! وضع عليها الطبيب قطنه مغموسة بمادة معقمة وأدخلها في الأذن وطلب الحضور بعد خمسة أيام فلعل الأنياب تتحلل بعد إنقطاع الحياة عنها .. في تلك الأيام الخمسة بدأت تضعف حاسة السمع تدريجياً حتى أصبحت ترى الشفاه تتحرك ولا تدري ماذا يقال ولا ماذا يدور .. كادت تصاب بالجنون ! عادت في الموعد المحدد .. حاول الطبيب ولكن للأسف لم يستطع فعل شيء .. أعاد العملية وأحضر قطنة بمادة معقمة .. وعودي بعد خمسة أيام .. بكت .. شعرت بالندم والقهر وهي ترى الجميع يتحدث ويضحك .. وهي لا تستطيع حتى أن تسمع ما حولها أو تبادلهم الحديث .. عادت بعد خمسة أيام إلى الطبيب .. أيضاً لا فائدة

قال لها الطبيب ستقرر لك عملية جراحية لإخراج النابين .. كادت تموت رعباً وطلبت من الطبيب فرصة خمسة أيام أخرى .. وبعد خمسة أيام منَّ الله عليها بالفرج واستطاع الطبيب أن يسحب النابين دون تدخل جراحي وابتدأ السمع يعود إليها بالتدريج .. عندها فقط علمت أن كل ما أصابها كان بمثابة الصفعة التي أيقظتها من الغفلة .. وكانت من العائدين إلى الله



صاحبة هذه القصة أصبحت الآن من الداعيات إلى الله
 

خيوط الشمس

كبار الشخصيات
رد: قصة توبة فتاة من حشرة

قصة مؤئرة جدا
ماشاء الله عليها جعلها في الجنة ان شاء الله
اتمنى من كل انسان اخذ العبرة من تلك القصة
اشكرك عزيزتي
 

GARDENIA

كاتب جيد جدا
رد: قصة توبة فتاة من حشرة

68.gif
 

أسير القمر

مشرف قسم الأزياء والموضة
رد: قصة توبة فتاة من حشرة

أسلوب رائع في صياغة قصة
هي أغرب من كل القصص التي سمعت
الحمد لله أنه ينذرنا قبل أن نغرغر
مشكورة خيتي
 

jolyeet

كاتب جديد
رد: قصة توبة فتاة من حشرة

قصة رائعه فعلا .. سلمت يداك:eh_s(21):
 

abo allil

كاتب جيد
رد: قصة توبة فتاة من حشرة

مؤثرة ومعبرة هذه القصة
الله يختم لنا ولك بالخير
شكرا
 

مواضيع مماثلة

أعلى