مَلِكْة الظَلآمْ
كاتب جيد جدا
- إنضم
- 14 أغسطس 2008
- المشاركات
- 2,947
- النقاط
- 871
السلام عليكم
بأي حَالٍ عُدتَ يا عيد ؟!
وَ مِن أيُّ بَابٍ دَخَلت ؟!
السَاعَة تُشيرُ إلى الـعَاشرَة صبَاحًا استيقظتُ مِن نَومِي
، رُبمَا الكَوابيس المُؤلمَة أفزعتنِي كَثيرًا ،
رَأيتُ فِي منَامي أنهُ كَذا وكذا ،
شربتُ كأسًا من المَاء البَارد وبكَيت ، لم أستطع العَودة إلى النَوم ،
يالله !
اليَومُ عَرفَة وغَدًا يومُ العيد ، ما أسرع الأيام
ولكن !
عيدُ لِمن ياتُرىَ ؟!
كَثيرًا مَا أتسأل وَ أسأل أُمِي دائمًا ، لمنِ العيدُ يَا أُمِي لِمَن ؟!
ليَّ أنا أم لأختي المُشاكِسَة أم لأُمِي التِي
ملئت قَلبِي حُبًا أم لأبِي ، أمّ لجَدتي الرؤوم ؟!
تُجيبني لجَميع المُسلمينَ يَا صَغيرتِي !
لَكن يَاأمِي الأقصَى الجَريح يَبكِي
وَ الدنمارك اللعينة أخرجت فيلمًا تسبُ فيها خيرِ
الأنَام عليه أفضلُ الصَلاةُ وأتمُ التسليم
وَ سُجُونُ أمريكيَا التِي تدعِي الحُريَة
الإنسَانية كُلُ يومٍ تَحتضنُ أبريَاء !
شَاهدتُ البَارحَة فِي نشرَة الأخبار طفلةٌ صَغيرة لم تَبلُغ
السنتان تَبكي تريدُ حَليبًا وَ قِطعَة خُبزٍ يَابسة
وَ أُخرَى تُريدُ صدرًا يضمُها
و أُخرَى تريدُ دفترًا وَ قلمًا لأنَّ مُعلمتُها وبختها كَثيرًا
وأخرى تبكِي بشّدة أبكت قَلبي معهَا قُتل أمامها
والدُها وَ أمهَا نَزعوا مِنهَا حِجابُهَا
أخذوا الطِفلَة منهَا وطرحوا بِها أرضًا ،
وغُلامٌ يُصليّ عِندّ المسجد الأقصَى وعندَ
سُجوده إذ برصاصةٌ وقعت على ظهره ،
و مَداخنُ المنَازل المُكتظَة بالأطفَال اليتَامىَ
انتهىَ ولم يعد لها أيُّ فائدَة ،
وحدائقُ الزيتون والتُوت أصبحَت مُهترئَة
بعدمَا كَانت جنَّة خضَراء يُشارُ لها بالمثَل ،
وَ دُكانُ جَارُنَا أبو سَالم انفجرَ مُستودعه
حتَى الخُبز الذي أتناوَله كُلُ يومٍ احترق
وَ الحَلوى التِي كُلُ يومٍ تأتينا لم تعد تأتينا كآنفًا ،
وَ بئرُ حَارتنَا نفذ ، وَشجرةُ البُرتقَال نفذت أيضًا ،
وَ إمرأة مُسنَّة قُتلَت وهِيَ نَائمَة .
بكيتُ وَ دعيتُ ربِي !
وَ رأيتُ بنشرة أخبار أخرى أن بلاد الأمان
الطعَامَ الفَائض يُرمَى في سَلة المُهمَلات ،
وَ كتَاب الله عز شأنه مُرمى بينَ الأوسَاخ
، وَ يعيشونَ بين أمانٍ وَ هناء وسعَادة
وَ أطفالُهُم يرمون المَاء تسليةً فَقط .
لَكن أينَ من يشكرُ الله يا أمي ؟!
أُمي الأقصَى الجَريحَة تُبكيني
جُوعُ اليتَامىَ
بُكاءُ الأرامل
جُثث الشُهدَاء
أبكتني جدًا
سأدعو لهم دائمًا
أقصَانا الحَبيبَة
كُلُ عامٍ والنصرُ قَادم
ذاتُ بُكَاء