مريود, للطيب صالح

SONDA

كاتب جيد جدا
[align=center][table1="width:85%;background-color:white;border:4px solid black;"][cell="filter:;"][align=right]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اذا كنتم من هواة الأدب الحديث, أنصحكم بهذا الكتاب.
سوف تجدون متعة آكتساف اللهجة السودانية, مع متعة اللغة العربية و رمزيتها
سوف تجدون متعة الكتابة الواقعية على طريقة الأديب الراحل الطيب صالح.

هي بالفعل قصيدة في العشق و المحبة.. هي رواية موسيقى.. نبع صافي من الشعر الروائي.

تبتدأ باهداء:
الى روح أبي, محمد صالح أحمد. كان في فقره غنى, و في ضعفه قوة. عاش محبا محبوبا, و مات راضيا مرضيا.

ثم بابيات لأبي نواس ثم بمقتطف من "كليلة و دمنة" من باب برزويه المتطبب.

يمكن أن ألخص الأحداث بالقول أن الكتاب يروي حكاية الحب بين البطل "مريود" و بين الحبيبة "مريم" التي تموت في الأخير. لكن مغزى الرواية أكبر بكثير:الرواية حديث عن الوفاء, عن تسلسل الأجيال, عن الأصالة, عن الحب, عن الشعر, عن اللغة, عن الحضارة.

سأدرج هنا النهاية:
[frame="2 70"]
[align=right]
"...في تلك اللحظة, عاد الشعاع الى منبعه, و ذهب الطيف, لا أعلم الى أين. ناديت بأعلى صوتي"يا مريوم.يامريوم". فعاد الصدى مجسما "يا مريود.يا مريود". ضربت دون جدوى في صحراء عقبة تويوي ريحها و تتهايل رمالها, حتى بلغ بي اليأس و أخذ مني الجهد. ثم اذا شجرة طلح يلمع نوارها. تهالكت عندها, فجأة أسست بمريم, بُعيد العشاء أو قبيل الفجر, لا أعلم. لكنني أذكر ظلاما رهيفا و ضوءا ينسكب على وجهي من عينيها, شربت منه حتى بلغ مني الظمأ غايته. قلت لها:
"ألا أسير معك؟ فانني الآن أقوى"
قالت: "لا. أنت تعود أدراجك و أنا أسير من هنا وحدي."
قلت: " لكنني..."
قالت: "انك لن تستطيع معي صبرا. فوراء هذه البيداء جبال. و وراء الجبال بحر. و وراء البحر لاذا و لاذا. النداء لي وحدي. أنت تعود و أنا أمضي."
ثم أخذت رأسي و وضعته في حجرها, و هدهدتني زمنا بصوت كأنه دبيب نمال في تلال رمال, و قالت لي:
" لا تبتئس يا ضوء عيني فانني لن أبعد. سوف تراني و تسمع صوتي".
قلت و أنا لست أنا "هيهات. هيهات"
حينئذ قبلتني بين عيني, و ابتسمت بكل جمال وجهها في وجهي, و قالت:
"بلى بلى يا رمانة قلبي. اذا احتجتني فادعني فسوف أجيء"
قلت:
"هيهات. هيهات"
قالت:
"و لكن عليك أن تصبر و تذعن"
قلت:
"اذن اجعلي لي آية"
قالت:
" آيتك ماء. آيتك ماء. ابدا تتلفت خلفك. آيتك أن تظل يقظان الى آخر العهد. ستراني و سوف أعينك قدر المستطاع"
قلت:
"فلأسر معك خطوات اقدمك"
قالت:
" لا يا تفاحة فؤادي. هنا مفترق الطرق و انه الوداع"
عصر الحزن قلبي عصرا, و لم أجد الدمع الذي أبرد به حر جوفي لأنها سلبتني نعمة البكاء.
قلت لها:
"اذا زوديني"
قالت:
"لا"
قلت:
"زوديني"
قالت:
"لا"
قلت:
"زوديني"
قالت:
"لا"
قلت:
"زوديني"
قالت:
"واحسرتا عليك يا محبوبي. خير الزاد أنا. و انني مفارقتك من هنا. لا شبع لك من بعدي و لا ري, و لا شفيع و لا نجي. فاضرب حيث شئت, و تزود ان استطعت و اطلب النجاء. الى أن تلقاني فأعطيك المن و السلوى".
ثم ابتعدت. و سمعت صوتها كأنه ينزل من السماء, و يحيط بي من النواحي كافة, تطويه رياح و تنشره رياح:
"يا مريود. أنت لا شيء. أنت لا أحد يا مريود. انك اخترت جدًك و جدٌك اختارك لأنكما أرجح في موازين أهل الدنيا. و أبوك أرجح منك و من جدك في ميزان العدل. لقد أحب بلا ملل, و أعطى بلا أمل, و حسا كما يحسو الطائر, و أقام على سفر, و فارق على عجل. حلم أحلام الضعفاء, و تزود من زاد الفقراء, و راودته نفسه على المجد فزجرها, و لما نادته الحياة...لما ناديته الحياة..."
قلت نعم. قلت نعم. قلت نعم. و لكن طريق العودة كان أشق لأنني كنت قد نسيت.

[/align]
[/frame]
[/align][/cell][/table1][/align]
 

الباشق السوري

كاتب جيد
رد: مريود, للطيب صالح

الله حيك سوندا اها والله شي عظيم وهي رواية جديدة ما بعرفها شكرا الك
 

ابن البلد

كاتب جيد
رد: مريود, للطيب صالح

سوندا الغالية ......
راقي طرحك كعادته ......
وعن جد هالكتاب ما بعرفو وفوووووووووووووورا بدي جيبو واعطيكي رايي بعد القراءة
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: مريود, للطيب صالح

[align=center][table1="width:70%;background-color:white;border:4px solid black;"][cell="filter:;"][align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الباشق
ابن البلد

رح تكتشفوا عالم آخر من الأدب.
و أنا أؤكدلكم هلشي.

و اذا ما لقيتوه, أحطهولكم هون.


قراءة ممتعة.
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

الباشق السوري

كاتب جيد
رد: مريود, للطيب صالح

اصلا الاخوة في السودان كلهم طيبين فشلون الطيب اللي كاتب اها

شكرا سوندا كللك زووووق
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: مريود, للطيب صالح

[align=center][table1="width:70%;background-color:white;border:4px double black;"][cell="filter:;"][align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اي حبيبتي
أنزلو

شوي بس
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

LEGENDS

كاتب محترف
رد: مريود, للطيب صالح

و هل يبقى الحب ان غادره الوفاء ؟

ما اجمله من وفاء مريدود و مريم


اخت سوندا الرواية مرفوعة على 9 روابط من بينها رابط مباشر

هنا

94.gif


تقبلي تحياتي
 
أعلى