قطرة الندى
كاتب جيد
- إنضم
- 29 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 246
- النقاط
- 221
امنية
لشيء ممكن جداً .. !
هناك نكتة تقول: إن قروياً دخل مطعماً بقصد الإفطار .. كان ضمن الإفطار حبات من الزيتون. كان القروي يلتفت إلى من حوله فيراهم يتناولون الزيتون بالشوكة! .. أخذ الشوكة، وحاول أن يفعل مثلهم. كان يطارد الزيتونة، وهي تهرب منه في أرضية الصحن، وكأنه يمارس معها لعبة مطاردة. كان إلى جواره أحد زبائن المطعم، وكان يتابع مطاردته للزيتونة بابتسامة عريضة. التفت القروي (المتعب) فالتقت عيناه بعيني جاره، الذي تقدم نحوه بثقة، ثم غرز شوكته في (خاصرة) الزيتونة المسكينة .. وفي لحظات كان يدير عليها (رحى) أسنانه. نظر – بزهو – إلى القروي، لكن القروي أجاب بثقة على تلك النظرة: (أنا اللي دوّختها لك، مالك فخر أنك مسكتها بسرعة)!
عموماً تلك نكتة، والذين يتندرون بها يروونها في سياق السخرية من ذلك القروي الساذج .. لكنني أتأمل فيها أحياناً فيعجبني فيها محاولة ذلك القروي عدم الاستسلام، وبحثه عن إسهاماته، حتى ولو لم يعترف بها الآخرون، ومن ثم رؤيته الإيجابية لنفسه، والخروج بقدر كبير من الرضا عنها. وهو الوقود (المهم) للثقة في النفس، والسير – بخطوات ثابتة – في دروب الحياة.
كم هم أولئك الذين قد يستلقون على قفاهم، وهم يروون – أو تُروى لهم – نكتة ذلك القروي، لكنهم في حقيقتهم (أفقر) ما يكونون إلى الثقة في النفس. إنهم ينظرون إلى (أمثال) ذلك القروي في المجالس العامة، التي تمتلئ بالناس، يتكلمون بطلاقة، ويتحدثون بثقة، دون أن يعيروا (أي) التفاته لكلمة ساخرة، أو نظرة ناقدة. فيلتفت هؤلاء الساخرون إلى أنفسهم بحنق، ويجلدونها بسياط اللوم، وهم يقارنونها بذاك القروي الساذج ... هم يغلقون أفواههم – بقوة – حتى لا تفلت بكلمة، وهو قد أرخى لسانه بطريقة تغري أي كلمة بالانزلاق. هم يجيلون أبصارهم في الحضور خشية نظرة من أحدهم يمكن تفسيرها بالسخرية، وهو يسمع كلمة سخرية (صريحة) فيبتسم كما لو كانت كلمة (ثناء) ! .
رغم السخرية الظاهرة كثيراً ما تمنى أمثال أولئك الساخرون في دواخلهم قائلين: ليت ذاك الساذج (أعارنا) شخصيته ولو في مجلس واحد !!
لشيء ممكن جداً .. !
هناك نكتة تقول: إن قروياً دخل مطعماً بقصد الإفطار .. كان ضمن الإفطار حبات من الزيتون. كان القروي يلتفت إلى من حوله فيراهم يتناولون الزيتون بالشوكة! .. أخذ الشوكة، وحاول أن يفعل مثلهم. كان يطارد الزيتونة، وهي تهرب منه في أرضية الصحن، وكأنه يمارس معها لعبة مطاردة. كان إلى جواره أحد زبائن المطعم، وكان يتابع مطاردته للزيتونة بابتسامة عريضة. التفت القروي (المتعب) فالتقت عيناه بعيني جاره، الذي تقدم نحوه بثقة، ثم غرز شوكته في (خاصرة) الزيتونة المسكينة .. وفي لحظات كان يدير عليها (رحى) أسنانه. نظر – بزهو – إلى القروي، لكن القروي أجاب بثقة على تلك النظرة: (أنا اللي دوّختها لك، مالك فخر أنك مسكتها بسرعة)!
عموماً تلك نكتة، والذين يتندرون بها يروونها في سياق السخرية من ذلك القروي الساذج .. لكنني أتأمل فيها أحياناً فيعجبني فيها محاولة ذلك القروي عدم الاستسلام، وبحثه عن إسهاماته، حتى ولو لم يعترف بها الآخرون، ومن ثم رؤيته الإيجابية لنفسه، والخروج بقدر كبير من الرضا عنها. وهو الوقود (المهم) للثقة في النفس، والسير – بخطوات ثابتة – في دروب الحياة.
كم هم أولئك الذين قد يستلقون على قفاهم، وهم يروون – أو تُروى لهم – نكتة ذلك القروي، لكنهم في حقيقتهم (أفقر) ما يكونون إلى الثقة في النفس. إنهم ينظرون إلى (أمثال) ذلك القروي في المجالس العامة، التي تمتلئ بالناس، يتكلمون بطلاقة، ويتحدثون بثقة، دون أن يعيروا (أي) التفاته لكلمة ساخرة، أو نظرة ناقدة. فيلتفت هؤلاء الساخرون إلى أنفسهم بحنق، ويجلدونها بسياط اللوم، وهم يقارنونها بذاك القروي الساذج ... هم يغلقون أفواههم – بقوة – حتى لا تفلت بكلمة، وهو قد أرخى لسانه بطريقة تغري أي كلمة بالانزلاق. هم يجيلون أبصارهم في الحضور خشية نظرة من أحدهم يمكن تفسيرها بالسخرية، وهو يسمع كلمة سخرية (صريحة) فيبتسم كما لو كانت كلمة (ثناء) ! .
رغم السخرية الظاهرة كثيراً ما تمنى أمثال أولئك الساخرون في دواخلهم قائلين: ليت ذاك الساذج (أعارنا) شخصيته ولو في مجلس واحد !!
( اتمنى ان الفكرة قد وصلت )