حكاية لاجيء

غريد الشرق

( شاعر
[align=center][table1="width:95%;background-color:black;border:4px solid green;"][cell="filter:;"][align=center]
منذ أكثر من ستين عاماْ
[/align]
[align=center]

[/align][align=center]
وأنا مستلقٍ على أرصفة المنافي





تاركاْ الصباح ورائي









وهنا ..









عند بوابة اللاعودة ....









إختطفتني قطعان الضباع









لترميني بعيداْ خلف البحار









المتعطشة للترحال









مشيت وأنا أسابق الأقدار ...









أصطلي برمضاء الصحراء المقيتة









والأشواك توخز دروبي









ضجراْ ترمقني بنظرة إستهزاء









تسألني عن وجهتي ..









وتسألني كم تبقى من عمرك









وكم تبقى من أشلائك









كي تعود إلى مهدها









ومعها بقايا من ذكرى وطنٍ طريدٍ









كتب عليه الموت الزؤام









أيها البشر ....









أنا إنسان ...









يسكن في كوكبٍ









لا يدرك أهمية الجغرافيا ولا التاريخ









أنا إنسان ..









أقبع في جوف الترجي والحرمان









مضى على ترحالي عقود









ووطني تائه في الأجندات









مخبأ في حقيبة النسيان ..









منعوا عنه الأكسجين









بدلوا الأسماء









وأنجبوا الملمات









فقط سمحوا له بالنحيب









واستنشاق رائحة المدافع والرصاص









في زماننا ..









صمت الميزان









وأمست العربة أمام الحصان









فرحل العدل إلى المريخ









وتكدس الظلم في بطون البغاة









أنا إنسان ..









إذاْ أنا الماضي ..









أنا الحاضر ...









أنا المستقبل ...









أنا ..









من عشق الثرى









وامتشق سيف الهمام









ومفتاح بيتي ...









ما زال في جيبي









لم تجردني منه أرصفة المنافي









وحقلي في حيفا









ما زال يدك حصون الإحتواء









وبيتي لم يرحل ..









ولن يمحه ذلك الغبار









القادم من أتون الجفاء









وبالأمس القريب ..









وضعوا تغريبة وطني في موسوعة









جينسون للأرقام القياسية









فحاز وطني على الميدالية الماسية









ثم وضعوا الكرامة بين قوسين









وجردوها من ثيابها ..









واغتصبوها بالإكراة









سجل يا تاريخ ..









حكاية لاجيء لفظته الأيام









وداست عليه الأقدام









هنا ....









ما زالت تتخطفني أرصفة المنافي ..









غير آبهةٍ ببرتقالة يافا









التي ما زلت أحتفظ بها في جيبي ..









ولم يتبقى لي سوى









خيمة صغيرة ممزقة









تقع بين تلتين متناحرتين ..









تفسد عليها خلوتها









ريح ماكره تتجاذبها من كل جانب









وكأنها غريبة عن هذه الدنيا









الممتده في كل الأصقاع









وحين آوي إلى فراشي ..









يأتيني وطني









يروي لي قصته









التي مضى عليها أكثر من ستين عاما









وكيف رموه في كهفٍ مهجور ..









لا يصله شمس ولا هواء









في تلك اللحظات العصيبة انطلقت من









شفتي ابتسامة حنين ينتابها الحزن









انسكب بغزارةٍ على قلبي المتشوق للبكاء









وقبيل الفجر ..









ودعني وطني وودعته بالمثل









ليعود من حيث أتى









محمولاْ على أكف الأقدار ..









ليكمل رحلة شقاءٍ









طالت فصولها رغماْ عني وعنه









وأنا ..









ما زلت منكمشاْ في خيمتي الصغيرة









كي ينقضي أكثر من ستين عاما أخرى









وربما أكثر









وبعد مضي ثلاث ليالٍ على رحيله ..









جاءني خائفاْ مرتعد الفرائص









من مصير مجهول ينتظرني وينتظره









فربت على ظهره وقلت له ..









لا تخف ...









نحن توأمان لا يفترقان ..









ولدنا في زمن واحد ..









وجمعنا مشوار طويل مثقل بالهموم









والقيود لم تزل تلف معصمينا ..









رفيقة دربنا









وأنسنا الوحيد









في هذا الوقت









بدأ كل منا يروي حكايته للآخر ..









فلم تعجبهم روايتنا ..









فقرروا أن يغتالوا كلينا









وحتى يتستروا على جريمتهم ..









وضعونا في عنق الزجاجة









وسدوا منفذها الوحيد ..









وأحكموا علينا الإغلاق ..









ثم أصدروا كماْ هائلاْ من الفتاوي









فهاك واحدة من هذه الفتاوي ..









قالوا ..









في زمن العجائب









أصبح كل شيءٍ جائز









وفي فتوىْ ثانية قالوا ..









يمكن أن تلد الأمة ربتها ..









وقد يطربنا الغراب









فقرروا أن يتجردوا من الأخلاق









وأطفأوا الأنوار ..









وأقاموا صلاة الغائب على كلينا









ثم أقاموا الولائم وشربوا الأنخاب









فتباْ لهم ولفتاويهم البائسة ..









وسحقاْ لكل مستهتر









يضع العربة أمام الحصان











[/align][/cell][/table1][/align]



[align=center][table1="width:95%;background-color:black;border:4px solid green;"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][/cell][/table1][/align]





اع​
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: حكاية لاجيء

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
الله كم جميل ماقرات من عذب الخاطرة

ونسج لـ نبض شفاف ساحر ..
لم استطع اقتباس اي جملة او حرف
لـ شدة اعجابي بكل السطور
ابداع في غزل خيوط اعشاش السحر
وصوامع الروعة ..
كن بخير واكثر
فـ ليس بجديد عليك هذا آلآلق ..
آعواد الريحان لشخصك ...
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

غريد الشرق

( شاعر
رد: حكاية لاجيء

[align=center][table1="width:95%;background-color:eek:range;border:5px double red;"][cell="filter:;"][align=center]
الأخت وشاء الهوى

يسعدني دائما أن تتواجدي بين كلماتي

وهذا شرف كبير لي

أما بخصوص الخاطرة

نعم هي بقلمي

حيث أن كتاباتي تنوعت

بين الرومانسية والوطنية وموضوعات أخرى

ولكن لم يتسنى لي نشر هذة الخاطرة سوى اليوم

أرجو أن تكون الخاطرة قد نالت إعجابك

لكِ مني إحترام يليق بمقامك

مع أجمل باقة ورود
[/align][/cell][/table1][/align]
 

دموع اليآسمين

كبار الشخصيات
رد: حكاية لاجيء

شاعرنا الرائع غريد الشرق
ضاعت الهويه
وشرد الاجئ وبات يبحث عن وطن
وبحروفك اخرجت معزوفة نابضه الاحساس
تلامس الوجدان وتهز القلب
كيف لا؟!
وكلماتك تتحدث عن ابن الوطن
وكاتبها انت وانت ملك الحروف
سعد صباحي بمصافحة صفحاتك ايها الراقي
اسمك اصبح عنوان للتميز و الابداع
كلماتك اصبحت مثل النجوم المضيئة هنا
دام نبض قلمك
ودي وعبير وردي
 

سلسبيلة

كاتب جيد جدا
رد: حكاية لاجيء

كنت اسمع همسك من بعيد
كان رنين حرفك يشدني
تلوته
رتلته
وانتحبت طويلا
وكنت في كل انحناءة
ادفن بقايا من حزن
من قسوة الحدث
وارسم فوق قبور الذكرى ابتسامات
انشقت من طرف ثوبك

ابتسامات من امل
عسى الصبح الاتي مختلف
عسانا ننطلق كالرياح
نعانق اتربة الوطن
نكسر الحدود
ونهشم البؤس

عسانا نخرج مفاتحنا من جيوبنا
وتكون الابواب لم تندثر بعد

صديقي
بشيىء من العزاء
وكل من الامل
ارمي يدي على كتفيك

تجمل بالصبر
وكن فارسا
فان احتلنا ماض بئيس
مازال بوسعنا كتابة اسطر المستقبل
سنغرس ارواحنا في كل درب
ونصب روائحنا في كل الارصفة
ستدوي الماذن باسمائنا كلما جلدوها
ستشرق شمسنا يا صديقي
فابتسم
وقم

وطني لم يوجد ليكون لغيري
وانا لم اخلق لاكون لاجىء
ستهب روحي اليك يا ايها الوطن
ساتيك مع الريح
ساتساقط مطرا
ساتفتق مع كل وردة

واعانق اشجار الزيتون
ساحيا
من اجلك يا وطني
ساحيا
لاموت بين يديك
ولتحتضنني ارضك
ساعود
ايها الوطن
ساعود








 

خيوط الشمس

كبار الشخصيات
رد: حكاية لاجيء


خواطرك كالعادة مميزة
وأنا سمحت لمواضيعك أن تدخل قلبي
بما تحتويه من فوائد ومعلومات
دمت كما عودتنا
 

غريد الشرق

( شاعر
رد: حكاية لاجيء

[align=center][table1="width:95%;background-color:burlywood;border:4px solid green;"][cell="filter:;"][align=center]
دموع الياسمين

أشكر حضورك المميز دائما

لكِ مني أجمل باقات الورود
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

غريد الشرق

( شاعر
رد: حكاية لاجيء

[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px ridge green;"][cell="filter:;"][align=center]
سلسبيلة

أسعدني حضوركِ الرائع

يا لها من طلة جميلة

لكِ ورودي وتقديري
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

غريد الشرق

( شاعر
رد: حكاية لاجيء

[align=center][table1="width:95%;background-color:silver;border:4px solid green;"][cell="filter:;"][align=center]
خيوط الشمس

أشكر حضورك المميز دائما

لكِ مني أجمل باقات الورود
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

مواضيع مماثلة

أعلى