غاردينيااااا الحلقة العاشرة
[align=center][table1="width:95%;background-color:burlywood;border:10px groove sienna;"][cell="filter:;"][align=center]
توقفنا في الحلقة الماضية عندما إتصلت غاردي بفارس وأخبرته بإنها تود رؤيته .
في صباح اليوم التالي وصل فارس الى قريته وتوجه الى الحديقة وجلس على الكرسي منتظراً قدوم حبيبته كي يراها. وما هي إلا دقائق حتى جاءت غاردينيا وهي تتمايل بمشيتها والوهن والأرهاق يرتسمان على وجهها.أقتربت من فارس وسلمت عليه فأحس ببرودة غريبة بيدها ليس كما أعتاد كل مرة على دفئها وحنانها ,سألها عن حالها فأجابت إنها بخير, وكررت عليه نفس السؤال ,فرد بنفس جوابها .جو غريب ومثير للتساؤل ومليئ بالألغاز سيطر على جلستهما .ظلا جالسين وهما في صمت غريب وكأن كل منهما ينتظر الأخر ليتكلم ثم رفع فارس رأسه وقال : غاردينيا ,ماذا بك يا حبيبتي ؟ لم لا تتكلمين ؟بقيت غاردينيا صامتة ولم ترد على حبيبها مما زاد من خوف فارس فكرر عليها السؤال بقلق وخوف شديدين: ما بك يا غاردينيا؟ لم لا تردين علي ؟ماذا هناك؟ فقالت غاردينيا : أأأه قالتها بحرقة والم .
فارس: ما بالي أسمع منك هذه التأوهات ؟والله لو أتت على جبل لدكته دكآ. تكلمي غاردينيا ما الأمر؟فهزت غاردينا رأسها وعينيها على الأرض ولم تجب أيضاً ,وكانت تدرك أن صمتها هذا يعذب حبيبها ويقتله ولكن ماذا تقول له ؟هل تقول :"أني سأموت يا حبيبي ."هكذا ببساطة ؟وراحت تشرد بأفكارها وفارس يتأمل صمتها الغريب صارت تفكر بنفسها أو بالأحرى بشقائها وسعادتها النقيضين الذين أجتمعا في بالها وعقلها على حين غرة. تساءلت عن مصدر أساها وشقائها وأنحت مع نفسهاقائلة:"هل أنا الأنسانة الوحيدة التي عشِقَت وتُعشَق وتموت وتضحي لأجل حبيبها كي يبقى سعيداَ طيلة حياته ؟"ومع كل هذا فهي لم تكن تترمض على نار التكبيت التي تتقلى عليها ثم تغيرت كل أفكارها وقالتفي نفسها:" كم من إمرأةِ في هذا العالم لها عاشق وتنعم معه في هذهِ الحياة برغدِ وهناء إلا أنا ؟" فعلاَ إلا هي. فهي تتعذب وتتألم وتعاني من هذا المرض الخبيث اللعين وأخيراً هزت رأسها وكأنها تنفض منه ما تزاحم من أفكار ورفعت رأسها من على الأرض وراحت تكلمه وتسألهُ عن أمور كثيرة لكنه لم يجب على أسئلتها المخيفة تلك بل رد بصوتٍ عالٍ وقال: (غاردينيا لمَ تكتمين عني حقيقة نفسك ولمَ لا تفتحين لي مغاليقَ قلبكِ؟) فرنت اليه بطرفٍ مخضلٍ وخلاب ولزمت الصمت ثانيةً .وأستانف حديثه قائلآ:"غاردينيا ,لا شك أن في قلبك سراَ أو حقيقةَ تخفينها وتأكدي تماماَ أن الأفضاء بما تكتمين ويشغلك يخفف عنك الألم ويزيل عن صدري انا كابوساَ ثقيلآ فتكلمي يا حبيبتي, ناشدتك بالله .ولا تسرفي في أيلامي وتعذيبي بصمتكِ ,"
فقالت له بصوتٍ هامس يتدفق رقةَ والماَ في نفس الوقت:" أترغب أن أتكلم حقاَ في ما يشغلُ بالي؟"
فارس: نعم يا حبيبتي تكلمي أرجوكي .
فغضت عينيها وقالت : فارس يجب أن نفترق يجب أن ننهي هذه العلاقة أنت شاب شهم ووسيم والف من تتمناك.
فضحك فارس ضحكة خوف وقال لها :لا غاردينيا ليس وقت المزاح الأن ولا أحب هذا النوع من المزاح أنتِ تمزحين صح؟ نعم ,لا بُد إنكِ تمزحين .
غاردينيا :لا يا فارس أنا لا امزح واعني كلُ كلمةٍ أقولها بجدية , ثم أرتعدت وأخلتجت شفتاها ورفعت الى وجهه عينين ساحرتين مليئتين بالحزن والدموع. وعندما رأى دموعها أيقن إنها تتكلم بجدية ولا تمزح. وراحت تحدق في وجهه وكأنها تريد ان تستشف تأثير كلماتها عليه وعلى قلبه .وما كان من فارس عندما سمع تأكيدها على ما تقول الا ان جمدَ في مكانه وأصابهُ الذهول والأستغراب ثم مال برأسه على صدره ,فمدت غاردينيا له يدها وأمسكت يده وضغطت عليها وقالت :لاترزخ تحت ثقل يأسك يا فارس ,ولاتدع روحك تئِن .فليست هذه الصدمة سوى ثمرة من ثمرات الحب التي أهبك أياها .
فنفض يده من يدها وثار مكانهُ ثورة الأسد الهائج وراح يترنحُ بحركاته مثل الطير المذبوح وقال :لكن لماذا؟؟ ألا تحبيني ؟ألم تقولي ذلك لي كثيراَ وفي كل يوم ؟أم كانَ تمثيلاَ ؟ألم نتعاهد على الحب سوياَ ؟ألم يكن ذلك طلبكِ أنت أيضاً؟ ولم يكن يعرف أنه يذبحها بكلامه هذا ويظلمها لكنه معذور فهو لا يعرف الحقيقة ,حقيقة مرضها وأنها لا تود اخباره كي لا تعذبهُ معها. وقالت له وهي تبكي بشدة : بلى .والله يشهد أني أحبك ,وكم أحببتك. ولن أعرف غير حبكَ أبداَ وسأبقى أحبك مادام قلبك عامراً بالحب والأخلاص .فكل ما أقوله يصب في مصلحتكَ .أرجوك صدقني يا فارس وأنساني. أنساني أرجوك.
فأخذ يصيح قائلآ: يا عالم يا ناس أسمعوا ماذا تقول, تقول أنساني .هكذا بكل بساطة أنساني .وأيضا تتكلم عن الأخلاص. أين هو الأخلاص ؟كيف هذا يا رب ؟كيف ؟أعطيني سبب واحد مقنع لكل كلامك هذا .
فما كان من كلامه هذا إلا أن زاد من شدة الدموع التي تنزل من عينيها وقالت : تأكد يا فارس أني مخلصةٌ لك وأني لم أخنك ولن أفعل ,وأني أطلب منك هذا لأني أريد مصلحتك ولأني أحبك وستعرف ذالك يوماً ما.أنساااااني أنسااااني يا فارس ,أنساااني للأبد .
ثم أستدارت وراحت تمشي بخطاى غير متزنة ومترنحة بأتجاه مخرج الحديقة وراح يصيح بها ويناديها بأعلى صوته: غاردينيا ,غاردينيا ,غاردينيا .ناداها ثلاث مرات حتى شقت المسكينة من شدة الألم والبكاء واحست كأنها ثلاثة سيوف غرِست بصدرها ولكنها كابرت على نفسها وتشبثت بكل ما لديها من قوة وأكملت مشيتها دون أن تلتفت الى حبيبها المعذب الذي بات يبكي هو الأخر . يا الله يا لها من عاشقة مسكينة ومخلصة تحمِلُ من القيم الأنسانية ما تنحني له هامة البشرية أحتراماً وتقديراً فضلت غاردينيا أن ينظر حبيبها اليها على أنها خائنة أو خائفة من هذا الحب على أن يعرف حقيقة مرضها ويتعذب معها أويفعل بنفسِه شيئاُ مثل ما شاهدت في ذلك الفيلم عندما أنتحر الحبيب لموت حبيبته , أما فارس المسكين بقي مكانه جاثياً على ركبتيه مجروحاً لا يعرف أهو بعلم أم بمنام وأيقن أن ما رآه في الحلم ذلك اليوم لم يكن كابوساً بل كان حقيقةً وها هو يتحقق .مسكين فارس لو فكر قليلاً بكلام حبيبته لعرف أو فهم أن هناك شيئاً غريبآ بالموضوع .ولكن الغضب والحزن كانا قد أثرا على عقله وعاطفته وقلبه ثم أستجمع قوتهُ وقام ومشى بأتجاه السيارة والدمعة في عينه .
كانت غاردي واقفة خلف شجرة بجانب الحديقة تراقب حبيبها بحيث تراه ولا يراها وهوا يتألم .وفي أخر لحظة كانت ستهرع اليه وهي تبكي وتضمه لقلبها المجروح الذي يعاني لولا أن ثبتت قدمها فداء حبيبها وعدم تعذيبه معها .وما أن ركب فاس سيارته ورحل حتى وقعت المكسينة على الأرض مغشيا عليها من كثرة البكاء .
هذهِ هي الحياة يوم لنا ويوم علينا نضحي من أجل من نحب ونجاهد فداءً للذين نعشق وسبحان الله على وهبهِ للأنسان نعمة النسيان. فبعد أن ركب فارس سيارته وراح يقودها بتهور وسرعة جنونية وبالصدفة أنبعثت من جهاز الراديو أغنية حزينة ومؤلمة للفنان هاني شاكر كانت قد زادت من حدة ألمه وحزنه وخصوصاً عندما أحس بكلماتها الحزينة وكأن المغني يغني بالضبط على ما حصل معه مما زاد من شدة جنونه في قيادته للسيارة كانت كلمات تلك الأغنيه تقول:
(جيتلك هناك حسب الميعاد جيتلك عشان أنهي البعاد جيتلك أحدد حب عمري أيه مصيره جيتلك وشايف بين أيديك خط سيروج يتلك أعيش وأحلم بعمري يكون سعيد وانت جيتي بالخطوة البطيئة جيتي بالضحكة الرقيقة جيتي زي ما قلتي جايا وف معادك بالدقيقة .وهنا عند هذا المقطع صار فارس يصيح من شدة البكاء ليسمع باقي الأغنية التي تقول : أنا لما شفتك البي طار من فرحته وجريت عليكي وشوقي سابق خطوتي وانتي جبتي السنين بشريط حزين متجمعه وسكتي فجأة وعيني وعينيك خايفة مدمعة ولاقيت أيديكي بشنطتك ومطلعة دعوة فرح دعوة فرح فيها أسمك جنب أسمه وبردت أيديك وضاع حلم عمري الي راسمه الدهشة والخوف والألم سكنو ملامحي مابقتش عارف الم جرحي ولا ألاقي نفسي .وعند هذا المقطع أيضا كان فارس قد وصل الى اكبر درجات الجنون مما أدى الى أصطدامه بسيارة شحن كبيرة وانقلاب سيارته على طرف الوادي الذي كان على جنب الطريق الذي يمشي فيه. وصلت السيارة وهي تنقلب على كعب الوادي ومن حسن حظه إنها لم تنفجر تعطل كل شيئ بالسيارة وتحطمت كلياً حتى فارس غاب عن الوعي أو أنه ربما يمكن أن يكون قد مات وهب الناس عندما رؤو ذلك المنظر المريع لنجدة من في السيارة. وصلوا اليها وأخرجوا فارس وكان وجهه وجسمه مغطى بالدم كلياً ولا نفس فيه أيقن الجميع أنه قد مات ولكنهم قاموا بواجبهم وأخذوه الى المشفى.
أنهي الحلقة العاشرة هنا .
ماهذا الذي يحصل لفارس وغاردينيا؟
لن أتكلم كثيراً سأترك لكم القول وتابعوا معي أحداث الحلقة القادمة .ترى ماذا حصل ؟هل مات فارس ؟أم سيبقى على قيد الحياة؟وما الذي سيحصل مع غاردينيا ؟هل ستموت ؟أم ستبقى على قيد الحياة؟
توقعوا معي وأنتظروا أحداث شيقة في الحلقة القادمة
وشكراً
روووح الحـــــــــــب
[/align][/cell][/table1][/align]