علاج الأمراض بالقرأن

alwafi2008

كاتب جيد
علاج الأمراض بالقرآن


لا شك أن القرآن الكريم فيه شفاء لهذه الأمة من أمراضها، وقد وردت آيات وأحاديث تؤكد أنه شفاء، كقول الله تعالى:
BRAKET_R.GIF
$ّنٍنّزٌَلٍ مٌنّ پًقٍرًآنٌ مّا هٍوّ شٌفّاءِ $ّرّحًمّةِ لٌَلًمٍؤًمٌنٌينّ $ّلا يّزٌيدٍ پظَّالٌمٌينّ إلاَّ خّسّارْا >82<
BRAKET_L.GIF
(الإسراء)، وقوله تعالى:
BRAKET_R.GIF
$ّلّوً جّعّلًنّاهٍ قٍرًآنْا أّعًجّمٌيَْا لَّقّالٍوا لّوًلا فٍصٌَلّتً آيّاتٍهٍ أّأّعًجّمٌيَِ $ّعّرّبٌيَِ قٍلً هٍوّ لٌلَّذٌينّ آمّنٍوا هٍدْى $ّشٌفّاءِ $ّالَّذٌينّ لا يٍؤًمٌنٍونّ فٌي آذّانٌهٌمً $ّقًرِ $ّهٍوّ عّلّيًهٌمً عّمْى أٍوًلّئٌكّ يٍنّادّوًنّ مٌن مَّكّانُ بّعٌيدُ >44<
BRAKET_L.GIF
(فصلت)، ولكن هل يعني ذلك أن القرآن علاج للأمراض العضوية؟
بعض الناس ممن يعرفون بالعلاج بالقرآن يزعم أنه يمكن له أن يعالج الناس من أمراضهم العضوية بالقرآن الكريم، لأن القرآن يشفي من كل شيء، ويلهث كثير من الناس وراء هؤلاء المعالجين، خاصة إن تأخر علاجهم من بعض الأمراض، فهل القرآن يشفي من تلك الأمراض العضوية؟ وماذا يعني أن القرآن شفاء كما وصفه ربنا سبحانه وتعالى؟
دار الإفتاء المصرية ترى أن القرآن شفاء بلا شك ولا ريب، إلا أن الشفاء فيه إنما هو على جهة كونه دعاءً وذكراً لله تعالى بكلامه الذي هو خير الكلام، لا أنه علاج عضوي يؤخذ من غير فهم ولا وعي؛ ولذلك لا يُكتفَى بقراءة القرآن عن الذهاب للطبيب المختص، بل على الإنسان أن يسلك الأدب مع الله تعالى بأخذ السبب المادي مع قراءة القرآن حتى يبارك الله في الدواء العضوي فيُؤتي ثمرته ويُنتج أثره، وسواء كانت الآيات المقروءة على المريض واردة بنفسها وكيفيتها في السنة المشرفة، أو كانت من المُجرَّبات التي جرَّبها الصالحون فكانت نافعة في أحوال المرضى بإذن الله ــ فكل ذلك جائز، وليس ذلك من السحر في قليل ولا كثير.
بدعة اخترعها الناس: ويرفض العلامة د. القرضاوي أن يكون القرآن علاجاً للأمراض العضوية، ويبني ذلك على عدة أمور، أهمها: أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع الطب والدواء، كما قال صلى الله عليه وسلم : «إنما الشفاء في ثلاث: في شربة عسل، أو شرطة محجم، أو لذعة بنار». فذكر الأنواع الثلاثة للدواء الذي يتناول عن طريق الفم، والجراحة، وهي شرطة المحجم أو المشرط، والكي، وذلك هو العلاج الطبيعي، والنبي صلى الله عليه وسلم تداوى وأمر أصحابه بالتداوي. وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم : «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله». وهذا أعطى كل مريض أملاً في أن يجد لدائه علاجاً، وأعطى الأطباء أنفسهم أملاً في أن يجدوا لكل داء دواء. فليس هناك داء عضال بمعنى أنه لا علاج له، لا في الحال ولا في الاستقبال، بل كل مريض له علاج موجود، ولكن لم نعثر عليه بعد، فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله.
بل إن القرآن وصف بعض الأغذية كنوع من الأدوية، كما اشتهر المسلمون بعلم الطب، وكان لهم فيه أثر كبير.
أما هذه الظواهر التي ابتدعها الناس، فليس هذا من هدي الإسلام، ولا من عمل الصحابة، ولا من عمل سلف الأمة في خير قرونها، وإنما هي بدعة اخترعها الناس في هذا العصر، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ومعنى أن القرآن شفاء، فهو يعني أنه شفاء لما في الصدور من الشك والحيرة والعمى، وما فيها من الهم والحزن والخوف والقلق؛ ولذا كان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي». وكل هذه الأمور المدعو بها أمور معنوية لا مادية، تتعلق بالقلب والصدر، لا بالجسد والأعضاء.
إن القرآن الكريم لم ينـزله الله تعالى ليعالج الأمراض العضوية، وإنما يعالج الناس أمراضهم بحسب السنن التي وضعها الله في الكون، والتي بيَّن القرآن أنها سنن لا تتبدل ولا تتحول.
مفاسد كثيرة

ويرى د. حسام الدين عفانة أستاذ الفقه والأصول بجامعة القدس أن القرآن شفاء، ولكنه ليس للأمراض العضوية، وأن غالب من يقوم بهذا العمل هم مشعوذون، وأنه لا ينبغي لأحد من الناس أن يتفرغ لعلاج الناس بالرقى القرآنية، أو بالأذكار الواردة، والإعلان عن نفسه بأنه المعالج بالقرآن، والبديل الشرعي لفك السحر ومس الجان، والعين، والعقم، والأمراض المستعصية، أو يعلن عن نفسه العيادة القرآنية، ويوزع «الكروت»، ويحدد المواعيد كالأطباء المختصين؛ لأن ذلك ليس من منهج الصحابة والتابعين والصالحين، ولم يكن معروفاً مثل هذا التفرغ عندهم مع أن الناس ما زالوا يمرضون على مر العصور والأزمان؛ ولأن فتح هذا الباب قد يؤدي إلى مفاسد كثيرة، ويلج منه الدجالون والمشعوذون وأمثالهم.
ويذهب الشيخ جعفر الطلحاوي أحد علماء الأزهر أن علاج الأمراض العضوية إنما يكون بالتداوي عند الأطباء، وإلى هذا أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم هذا، فيجب التداوي عند الأطباء من مثل تلك الأمراض، وليس التداوي عند من يعالجون بالقرآن، لأن هذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم .
شفاء للأمراض العضوية

ولكن د. عبدالله الفقيه مشرف الفتوى بموقع «إسلام ويب» يرى أن النصوص الواردة في كون القرآن شفاء أنه عام لكل الأمراض، ولم يخصصها القرآن بشيء، فيجوز التداوي بالقرآن في كل الأمراض، ومنها الأمراض العضوية.
وممن يرى جواز التداوي بالقرآن من الأمراض كلها، ومنها الأمراض العضوية د.محيي الدين الأسطل أستاذ الشريعة بفلسطين، حيث سئل عن طبيب مسلم يعالج مسائل العقم والإنجاب عن طريق قراءة القرآن الكريم على العسل، وقراءة القرآن تكون بسور معينة مثل «يس»، «الصافات». فأفتى بجواز التداوي لمثل هذا الأمر بالقرآن الكريم أو غيره، لأن القرآن شفاء من كل داء، شريطة أن يعتقد المسلم أن القرآن وسيلة من وسائل الشفاء، وأن الشافي هو الله سبحانه وتعالى.
والذي يبدو أن اختلاف فهم العلماء في الشفاء هو السبب في اختلاف آرائهم، فمن حمل «شفاء القرآن» على المعنى العام لم يحصره في علاج الهموم والأحزان، بل أدخل معه العلاج من الأمراض العضوية، ومن جمع مع القرآن النصوص النبوية جعلها مقيدة لمطلق القرآن.
والذي يتأمل الآيات التي تتحدث عن شفاء القرآن يدرك أنه ليس المقصود الشفاء من الأمراض العضوية، فقد جاء تعقيب بعد كل آية بما ينفي أن يعالج الناس بالقرآن من أمراضهم العضوية، ففي الآية الأولى يقول تعالى:
BRAKET_R.GIF
$ّنٍنّزٌَلٍ مٌنّ پًقٍرًآنٌ مّا هٍوّ شٌفّاءِ $ّرّحًمّةِ لٌَلًمٍؤًمٌنٌين
BRAKET_L.GIF
ثم عقب بقوله
BRAKET_R.GIF
$ّلا يّزٌيدٍ پظَّالٌمٌينّ إلاَّ خّسّارْا
BRAKET_L.GIF
(الإسراء)، وفي الآية الأخرى قال:
BRAKET_R.GIF
$ّلّوً جّعّلًنّاهٍ قٍرًآنْا أّعًجّمٌيَْا لَّقّالٍوا لّوًلا فٍصٌَلّتً آيّاتٍهٍ أّأّعًجّمٌيَِ $ّعّرّبٌيَِ قٍلً هٍوّ لٌلَّذٌينّ آمّنٍوا هٍدْى $ّشٌفّاءِ $ّالَّذٌينّ لا يٍؤًمٌنٍونّ فٌي آذّانٌهٌمً $ّقًرِ $ّهٍوّ عّلّيًهٌمً عّمْى أٍوًلّئٌكّ يٍنّادّوًنّ مٌن مَّكّانُ بّعٌيدُ >44<
BRAKET_L.GIF
(فصلت)، فالقرآن شفاء للأمة من أمراضها التي تكاد تفتك بوحدتها ودينها وعقيدتها ونفسيتها، ولكن ليس من هدي الإسلام أن يستعمل القرآن في التداوي من الأمراض العضوية، ولا بأس بالدعاء وقراءة القرآن طلباً للشفاء مع الأخذ بالأسباب.>
 

انجى محمد على

كاتب جديد
الف شكـــر لك




على الطرح الرائع

اثابك الله الاجروالثواب

وجزيت خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
 

مواضيع مماثلة

أعلى