هل برأيك ان الناس استخدمت الفيس بوك بطريقة مناسبة وتوصلت للغاية منه؟

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
الحل
الإجابة تعتمد على التّخصيص يعني لو كان السؤال "هل يستخدم النّاس في الأردنّ والبلاد العربيّة بشكلٍ عام الفيسبوك بطريقة صحيحة تحقّق الغاية منه؟"
أنا بعرف ماذا تقصد بالغاية، أنت تعتقد أنّ فيسبوك غايتها تحقيق حريّة التّعبير وخلق مساحات جديدة للحوار والتّعارف والمزيد من فرص العمل، لكنّ ما هذه إلّا غايات فرعيّة والغاية الأساسيّة لأيّ شركة هي تضخيم رؤوس أموالها ونشر البزنس حتَى يدخل في كلّ بيت وحصد البيانات والمعلومات وكلّه لدعم اقتصاد الشّركة وعملاءها ومن هي عميلة عندهم.
بعيدًا عن موضوع الغاية وعلى فرض أنّ غاية فيسبوك هي تحقيق حريّة التّعبير...الخ، فالمُستخدمين في سوريّة والأردن وفلسطين ولبنان مثلًا وجميع من على هذه البُقع الجغرافيّة المقهورة لا يستخدمون الفيسبوك ولا كلّ السوشال ميديا بطريقةٍ صحيحية، فكما بدأ الفيسبوك كمساحة لهم لزيادة الوعي...

أسيل

كاتب جيد جدا
الإجابة تعتمد على التّخصيص يعني لو كان السؤال "هل يستخدم النّاس في الأردنّ والبلاد العربيّة بشكلٍ عام الفيسبوك بطريقة صحيحة تحقّق الغاية منه؟"
أنا بعرف ماذا تقصد بالغاية، أنت تعتقد أنّ فيسبوك غايتها تحقيق حريّة التّعبير وخلق مساحات جديدة للحوار والتّعارف والمزيد من فرص العمل، لكنّ ما هذه إلّا غايات فرعيّة والغاية الأساسيّة لأيّ شركة هي تضخيم رؤوس أموالها ونشر البزنس حتَى يدخل في كلّ بيت وحصد البيانات والمعلومات وكلّه لدعم اقتصاد الشّركة وعملاءها ومن هي عميلة عندهم.
بعيدًا عن موضوع الغاية وعلى فرض أنّ غاية فيسبوك هي تحقيق حريّة التّعبير...الخ، فالمُستخدمين في سوريّة والأردن وفلسطين ولبنان مثلًا وجميع من على هذه البُقع الجغرافيّة المقهورة لا يستخدمون الفيسبوك ولا كلّ السوشال ميديا بطريقةٍ صحيحية، فكما بدأ الفيسبوك كمساحة لهم لزيادة الوعي أصبح مكانًا لإعادة البوستات نفسها يوميًا بحيث تُبقي المستخدمين في حلقة حيث يعودون كلّ يوم من حيث بدأوا، وكما بدأ الفيسبوك مساحةً ليعبّر المقهورين فيه عن أنفسهم وميولهم ورغباتهم أصبح سببًا في اعتقالات رأي لا حصر لها، وكما بدأ مكانًا للاطمئنان على العائلة أصبح مكانًا تُراقب العائلات بعضها فيه وللحسد وللغيرة والنّميمة والقمع الأُسري والتّعنيف، وهذا كلّه بسبب أنّ مستخدمين فيسبوك هم كمّيات غير نوعيّة، وأنّ الرأي الجمعي هو رأيٌ فاسد، اصبحنا نجد أي شخص يكتب بصدق ومصداقيّة وبتعب على إيصال الفكرة والمعلومة عنده بالكثير ٥٠ لايك ومن يهبد في كلّ ترند وينظّر ويُخبّص ويعمل فيديوهات غبيّة يُسمّى مؤثّر ولديه على الأقل ٦ آلاف لايك في البوست الواحد، كيف ذلك؟
أنا لا ألوم خوارزميّات فيسبوك فقط لأنّ الفيسبوك في بداياته كان يحقّق أهداف شعبيّة نبيلة ولكن النّاس هم أحد الأسباب الرئيسيّة لتحويله لمكان مريض ودنيء ويسبّب الإدمان.

الحقيقة لديّ تجربة قويّة مع الفيسبوك من الطّفولة بما أستطيع أن أُدلي به إلى الشّركة نفسها وإخبارهم بما حدث معي بالتّفصيل بحيث يستطيعون أخذ هذه التّجربة لإيقاف الكثير من الميّزات وإضافة الكثير من القيود لأنّه كان السّبب الثّاني في تشكيل معاناتي بدون مبالغة، كاد أن يودي بحياتي بسبب ما كان يشكّله من ضغطٍ نفسي وانفصام، وبصفتي شخص حسّاس للغاية وبدأته بشكلٍ غير صحّي لا يعكس بيئتي كاد أن يقتلني، وهذا ما فعله الفيسبوك مع صديقٍ لي أودّ أن أكتب عن قصّته في كل مكان فقد مات بنوبةٍ قلبيّة بعد أن تعرّضت فكرته للكثير من الاساءات والغيرة ودخل بنوبة اكتئاب حادّة ومات بعدها، تخيّل أن يكون موقعًا سببًا في موت النّاس؟ نعم هذا مرعب.

الفيسبوك وغيره من السوشال ميديا في كلّ البلاد اللي شعوبها مقهورة من السّلطة الدّولية والأسرية والمدرسيّة والجامعيّة هو مكان سخّروه لإبقاء الشَباب في داخله يتبادلون الشّكوى ويفرّغون جزءًا من غضبهم على المجتمع وعلى الحكومة طوال اليوم حتّى لا يبقى فيهم أي قوّة لمواجهة واقعهم، نعم بدأ الفيسبوك كمكان لحريّة التّعبير وبدأ محرّك لوعي الشّعوب ولكن ما إن دخلت عليه السّلطات في كلّ مكان بدأ يكون عالم مُقرف ليس فيه خبر أو معلومة صحيحة.
الاستخدام الجيّد للفيسبوك يكون بطريقة واحدة، هي عدم استخدامه إلّا كما تستخدمه فيسبوك نفسها، مكانًا لضخّ فرص العمل والتّعارف في حالات محدودة وقليلة.
 
أعلى