إن البحث العلمي هو أداة تركز عليها القطاعات التعليمية بدعم كبير من الدول، لارتباط الدولة واقتصادها وسياستها وهيمنتها بمنجزها العلمي على كافة الأصعدة؛ ولذلك تحرص المجلات والمنشآت العلمية على التحقيق والتمحيص في سبيل انتقاء الطريق العلمي الأكثر نجاعة وكفاءة لما لذلك من إسهام واسع في سبيل الارتقاء والتطور. وارتباط العلم بمصطلحات مثل الارتقاء والتطور يعرض لنا ماهية هذا العلم وكينونة البحث فيه، فهو علم متصل تطور مع الزمن، كان أساسه فلسفة إغريقية اعتباطية هدفت تفسير الأشياء بمخيلة واسعة رسمت الوهم في الأفق، ثم بدأت الفلسفة وهي أم العلوم بالتطور والانفتاح والانتقال من الخيال والاعتباط الضيق إلى التفسيرات المنطقية والأقرب إلى الواقعية، وهذه ماهية العلم الحديث بكل هذه التقانة والتطور التكنولوجي والذي كانت إرهاصاته أن رجل الكهف اكتشف صدفة النار...