نتائج غزوة بدر

مالك محمد

كاتب محترف


%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89_%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89.jpg



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد،
بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم واستقر في المدينة المنورة، وأسس الدولة الإسلامية، وأتم بناء جبهتها الداخلية على أكمل وجه، وقام بترسيخ الإيمان والعقيدة في قلوب المسلمين، جاءه الأمر الإلهي بالقتال ورفع الظلم الواقع على المسلمين المهاجرين من قِبَل قريش، والذي كان بمحاربتهم وإيذائهم وتهجيرهم من ديارهم، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم.
ومن السياسة الشرعية الحكيمة التي اتخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام بالعديد من الغزوات التمهيدية التي سبقت غزوة بدرٍ الكبرى، كما قام أيضًا بإرسال العديد من السرايا، حيث كان الهدف من تلك الغزوات والسرايا الاستيلاء على القوافل التجارية التابعة لقريش؛ وذلك لإضعاف قوة قريش الاقتصادية؛ تمهيدًا للقضاء عليها، وكسر شوكتها.
لقد وقعت غزوة بدر الكبرى في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة. وقد بدأت القصة عندما خطط رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستيلاء على إحدى قوافل قريش العائدة من الشام، والتي كانت قد أفلتت من المسلمين في غزوة العشيرة في رحلة الذهاب، والتي كانت بقيادة أبي سفيان. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم جَمْعًا من أصحابه بالخروج واعتراض القافلة.
ولما علم أبو سفيان بخروج المسلمين لاعتراض القافلة، بعث إلى مكة من يستنفر قريشًا، ويطلب النجدة منها، فقامت قريش بإعداد العُدَّة، وخرجت لملاقاة المسلمين.
فالتقى الجيشان في منطقة بدر، وكان تعداد جيش المسلمين في غزوة بدر ثلاثمئة وتسعة عشر مقاتلًا، وكان تعداد جيش المشركين ألف مقاتل، وبدأ القتال بينهم، وأيد الله المسلمين بألف من الملائكة، وجعلها تقاتل معهم، فهُزِم المشركون هزيمة شنيعة في هذه الغزوة، وتركوا ورائهم غنائم ومكاسب كثيرة، فمنهم من قُتِل، ومنهم من أُسِر، ومنهم من فَرَّ وَوَلَّى الدُّبُر.
لم يكن الرسول يريد المواجهة المباشرة مع قريش، وإنما كان يريد الاستحواذ على تلك القافلة التجارية التي كان يقودها أبو سفيان، ولكن شاء الله أن تحدث هذه المواجهة، فجمع الله بين المسلمين والمشركين على غير ميعاد في منطقة بدر، ووقع القتال بينهم، فكانت نتيجة هذه المواجهة انتصار المسلمين، والتمكين لهم في الأرض، والانتقام من أعداء الله. وقد سَمَّى الله تبارك وتعالى هذه الغزوة في كتابه الكريم بـ (يوم الفرقان)، حيث فَرَّق بها بين الحق والباطل.
لقد كانت غزوة بدر الكبرى من معارك العقيدة والولاء والبراء، فالعقيدة الإسلامية هي الرابطة التي تعلو كل الروابط الأخرى، فكان المسلمون من المهاجرين والأنصار يقاتلون تحت راية واحدة، وتجمعهم رابطة إيمانية قوية.
 

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
جزاك الله كل خير على المواضيع الرائعه
 
أعلى