فائدة علم العروض

مالك محمد

كاتب محترف
ما هو علم العروض



تتميَّز اللغة العربية عن غيرها من اللغات بأصالتها وجمالها وتنوع أساليبها وتراكيبها، ومن ثم فهي تشمل العديد من العلوم التي تُساعد على تعلم تلك اللغة وتذوقها والمُحافظة عليها من أي تحريف أو تشويه لقواعدها، فكان من بين هذه العلوم علم النحو والصرف والبلاغة، بالإضافة إلى علم العروض الذي اهتم بالشعر باعتباره أحد أشهر فنون الأدب العربي منذ القدَم وأكثرها جمالًا وتألقًا.
ما هو علم العروض
العَروض هي لفظة مؤنَّثة تعني لُغويًّا الناحية، كما يُقال العَروض من الكلام أي معناه وفحواه، وتُجمَع كلمة عروض على أعاريض. أما علم العروض فهو علم يهتم بميزان الشعر أو موسيقاه وما يعتريها من تغيرات، ليفرق بين صحيحها وفاسدها.
مؤسس علم العروض
أسسه الخليل بن أحمد الفراهيدي أحد أبرز علماء اللغة العربية وأكثرهم تأثيرًا. وُلِد في عمان عام 718م، ثم انتقل في طفولته إلى البصرة وبدأ في تلقي العلم على أيدي خيرة علمائها. وإلى جانب تميزه علميًّا، عُرِف عن الخليل حسن خلقه وسماحة روحه وزهده في أمور الدنيا حتى توفاه الله في البصرة عام 789م، على إثر اصطادمه بسارية أثناء دخوله المسجد غارقًا في التفكير.
وتُنسَب للخليل بن أحمد الفراهيدي العديد من الإنجازات اللغوية مثل تغيير طريقة رسم الحركات على الكتابة، وتأليف كتاب معاني الحروف، وكتاب العروض، وكتاب الإيقاع، وكتاب النقط والشكل، وغيرها، حرصًا منه على حفظ اللغة العربية وحمايتها مما قد يُصيبها من تحريف.

فكرة علم العروض
يًقال أن أول ما طرأت فكرة علم العروض ببال الخليل بن أحمد الفراهيدي كان أثناء سيره بسوق الصفارين، حين لاحظ أن الباعة يدقون مطارقهم بأنغام مُعينة، فلاحظ تشابهًا بين تلك الأنغام وأنغام الشعر، فأخذ يقرأ ويقرأ في الشعر العربي، ويُرتب الأشعار وفقًا لأنغامها، حتى تمكن من تقسيم أوزانها إلى خمسة عشر بحرًا شعريًّا هي: الطويل (فعولن مفاعيلن)، والمديد (فاعلاتن فاعلن)، والبسيط (مستفعلن فاعلن)، والوافر (مفاعلتن مفاعلتن فعولن)، والكامل (متفاعلن)، والهزج (مفاعيلن)، والرجز (مستفعلن)، والرمل (فاعلاتن)، والسريع (مستفعلن مستفعلن مفعولات)، والمنسرح (مستفعلن مفعولات مستفعلن)، والخفيف (فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن)، والمُضارع (مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن)، والمقتضب (مفعولات مستفعلن)، والمُجتث (مستفعلن فاعلاتن)، والمتقارب (فعولن)، ثم أضاف الأخفش بحر المتدارك (فاعلن) ليُصبح عدد البحور الشعرية ستة عشر بحرًا.
وقد جمع أبو الطاهر البيضاوي بحور الشعر في بيتين ليسهل تعلمها، فكانا كالآتي:
طويل يمد البسط بالوفر كاملُ
ويهزج في رجز ويرمل مسرعا
فسرح خفيفًا ضارعًا يقتضب لنا
من اجتث من قرب لندرك مطمعا
أهمية علم العروض
  • يُتيح لهواة كتابة الشعر الإلمام بالأوزان الصحيحة له، ليتمكنوا من إنتاج قصائد شعرية سليمة.
  • يُتيح لمحبي قراءة الشعر الاستمتاع بموسيقاه وأوزانه، كما يُساعد على فهم معانيه.
  • يُحدد قواعد أساسية يُمكن على أساسها نقد الشعر نقدًا دقيقًا على أسس علمية، وعدم ترك الأمر للأذواق التي لا بد أن تختلف من شخص لآخر.
 

مواضيع مماثلة

أعلى