نبذه عن علم النحو

مالك محمد

كاتب محترف
ما هو علم النحو



علم النحو هو أحد علوم اللغة العربية وأهمها على الإطلاق، حتى لُقِّبَ بأبي العلوم العربية؛ إذ حمى هذا العلم اللغة العربية من التأليف والتحريف واختلاط المعاني الناتج عن سوء الفهم، مما ساعد على حفظ كتاب الله وأحاديث رسوله من لحن المستعربين، كما حفِظ للعرب لُغتهم التي يفتخرون ويعتزون بها أيما اعتزاز.
ما هو علم النحو
تعني كلمة النحو في اللغة القصد، فيُقال نحوت نحوًا أي قصدت قصدًا، وقد عُرِّف علم النحو باعتباره مُحاكاة العرب في طريقة كلامهم تجنُّبًا للحن، وتمكينًا للمستعرب من أن يكون كالعربي في فصاحته وسلامة لُغَته عند الكلام. فاهتم هذا العلم بقواعد الإعراب والخصائص التي تكتسبها الكلمة بُناءً على موقعها في الجملة.
نشأة علم النحو
كانت اللغة العربية بالنسبة للعرب أيام الجاهلية محلًّا للفخر والاعتزاز والتباهي، إذ كانوا فُصحاء الألسنة يُبدعون في فنون الشعر والخطابة، ولم يَكُن لديهم آنذاك قواعد مُحددة يتبعونها، إلا أنهم كانوا يعرفونها بالفطرة. فلما جاء الدين الإسلامي وأخذ ينتشر في شتى بقاع الأرض، بدأ غير العرب من المسلمين في قراءة القرآن الكريم ومُحاولة التحدث بالعربية، مما أدخل بعض اللحن عليها، وأوشَك أن يُسبب تشويهًا وتحريفًا لبعض معاني القرآن الكريم. وهذا ما دفع إلى ضرورة وضع قواعد مُحددة يُمكن للمستعربين اتباعها للتحدث بنفس طلاقة اللسان العربي الأصيل.
مؤسس علم النحو
أبو الأسود الدؤلي هو مؤسس علم النحو وفقًا لما ورد في العديد من الكتب التي تناولت نشأة وتأسيس هذا العلم، إلا أن الروايات تباينت حول الموقف الذي دفع أبو الأسود إلى تأسيسه، نذكر منها أنه قد سمع رجلًا يقرأ الآية الكريمة {أنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ المُشرِكينَ وَرَسُولُه}، لكنه كان يقرأها بكسر اللام في كلمة رسوله، وقد حوَّلها من مبتدأ لخبر محذوف إلى معطوف على كلمة المشركين، مما يُغير المعنى تمامًا. فما أن سمعه حتى قال: “لا تطمئن نفسي إلا أن أضَع شيئًا أُصلِح به لحن هذا”.

كما ورد أن أبا الأسود الدؤلي قال: دخلت على أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب فرأيته مطرقًا متفكرًا، فقُلت: فيمَ تُفكِّر يا أمير المؤمنين؟ قال: إني سمِعت ببلدكم هذا لحنًا فأردت أن أصنع كتابًا في أصول العربية. فقُلت: إن فعلت هذا أحييتنا، وبَقِيَت فينا هذه اللغة. ثُم أتيْته بعد ثلاث، فألقى إليَّ صحيفة فيها: “بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المُسمَّى، والفعل ما أنبأ عَن حركَة المُسمَّى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فِعل”. ثُم قال لي: تتبَّعه وزِد فيه ما وَقَع لك، واعلم يا أبا الأسود أن الأسماء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر. قال أبو الأسود: فجمَعتُ منه أشياء وعرضتها عليه، فكان من ذلك حروف النصب، فذكرت منها: إنَّ وأنَّ وليت ولعلَّ وكأنَّ، ولم أذكر (لكنَّ)، فقال لي: لِمَ تركتها؟ فقلت: لَمْ أحسبها منها. فقال: بل هي منها، فزِدها فيها.
المدارس النحوية
بعد تأسيس علم النحو ظهرت مجموعة من المدارس النحوية أهمها:
  • المدرسة البصرية: هي المدرسة التي ينتمي إليها أبو السود الدؤلي ومجموعة من تلاميذه، وتتسم هذه المدرسة بتطبيقها الصارم لقواعد النحو، مع اشتراط أن تكون جارية على ألسنة العرب، والزج بأي نص يختلف مع تلك القواعد، وإن كان اختلافًا طفيفًا.
  • المدرسة الكوفية: من أشهر أساتذتها أبو جعفر الرؤاسي، وقد اتسمت هذه المدرسة بتركها للتشدد والصرامة التي ظهرت في المدرسة البصرية، فأخذوا عن العرب بدوًا وحضرًا، وَقَبِلوا بعض أقوال فُصحاء العرب حتى ما بدا منها شاذًّا بعض الشيء.
أهمية علم النحو
مما سبق يُمكن إيجاز أهمية علم النحو في النقاط التالية:
  • حَفِظ معاني القرآن الكريم وأحاديث رسول الله من اللحن الذي قد يضر المعنى.
  • حافظ على اللغة العربية من التحريف الناتج عن اختلاط الألسنة.
  • سهَّل فهْم اللغة العربية، وساعد على التنويع بين أساليبها.
  • ساعد غير العرب على تعلم العربية وإتقانها.
 

مواضيع مماثلة

أعلى