معلومات عن أسماك اللبن

بنت حماه البلد

كاتب محترف
Chanos chanos (Forsskal, 1775


FAO Names: En - Milkfish, Fr - Chano, Es - Chano
Chanos_chanos-normal.jpg



<!--<!--<!--<!--

الصفات البيولوجية

الجسم مغزلي، طويل، مضغوط إلى حد ما، أملس وانسيابي. لون البطن والجانبين فضي ثم يتدرج إلى اللون الأخضر الزيتوني أو الأزرق عند الظهر. الزعانف الظهرية، الشرجية والذيلية شاحبة أو مصفرة وذات حواف داكنة. توجد زعنفة ظهرية واحدة عليها شوكتان وبين 8-10 أشعة زعنفية، قريبة من الزعنفة الذيلية. الزعنفة الذيلية كبيرة ومشقوقة بعمق، مع وجود زائدة كبيرة عند قاعدة الزعنفة في الأفراد البالغين. الزعانف الصدرية منخفضة على الجسم مع وجود قشور إبطية (داخلية عند القاعدة). الزعانف الحوضية بطنية مع وجود قشور إبطية و 11-12 شعاعا زعنفيا. القشور دائرية، صغيرة وملساء، يبلغ عددها من 75-91 على الخط الجانبي. لا توجد قشور درعية على البطن. يغطي العين نسيج دهني شفاف. الفم صغير وأمامي ولا توجد به أسنان. الفك السفلي يحتوي على درنة صغيرة عند الحافة، ولكنها مثبتة في تجويف في الفك العلوي. لا توجد صفيحة عظمية بين ذراعي الفك السفلي. يحتوي غشاء غطاء الخياشيم على أربعة أشعة داعمة. الأسنان الخيشومية دقيقة وكثيرة. يبلغ طول السمكة 1 متر، إلا أنه قد يصل إلى 1,8 مترا (في الذكور).

خلفية تاريخية

لقد بدأ استزراع أسماك اللبن في إندونيسيا، تايوان والفلبين منذ 4-6 قرون مضت. ويجري تطوير نظم الاستزراع التي تجري في أنواع مختلفة من الحظائر. فقد تم ضخ استثمارات كبيرة منذ السبعينيات لدعم صناعة استزراع أسماك اللبن، خاصة في البنية التحتية، البحوث، الائتمان والتدريب، في الفلبين، إندونيسيا، تايوان وهاواي. فعلى سبيل المثال تم إنشاء قسم الاستزراع المائي التابع لمركز جنوب شرق آسيا لتنمية المصايد (SEAFDEC) في عام 1973 في إلويلو (Iloilo) في الفلبين بهدف إيجاد حلول لمشاكل استزراع سمك اللبن. كما تم إشراك المؤسسات الحكومية ومؤسسات المصايد في الجهد الوطني لتكثيف استزراع هذه الأسماك منذ منتصف السبعينيات وحتى الآن. وقد أجريت البحوث والتنمية في مجالات أنظمة الاستزراع، التناسل وتقنيات تربية اليرقات. ولكن لم تجر محاولات في التحسين الوراثي لهذه الأسماك، إلا أن نقل وتجارة الزريعة قد حدثت بين إندونيسيا، تايوان والفلبين، حيث تم تسجيل حالات من الاختلافات الجغرافية والتباين الوراثي. وتدل بعض التقارير الحديثة غير المؤكدة على أن أسماك اللبن تستزرع حاليا حتى مراحل الإصبعيات واليوافع في جزر جنوب المحيط الهادي وسنغافورة لاستخدامها كطعم لصيد أسماك التونة.وقد كان استزراع سمك اللبن صناعة تقليدية في الماضي، حيث لم يكن إنتاج هذه الأسماك في الأسر يولى عناية كبيرة نظرا لاعتماد هذه التربية التقليدية بالكامل على الزريعة المجمعة من المصادر الطبيعية. ونتيجة لذلك فقد عانت هذه الصناعة من التفاوت الإقليمي السنوي والموسمي في وفرة اليرقات. ولا يمكن التنبؤ بهذا التفاوت، فقد يكون كبيرا جدا في فترة وجيزة. ولذلك كان تركيز صناعة استزراع سمك اللبن منصبا على إيجاد وسيلة لإنتاج كميات كافية من الزريعة الجيدة التي لم تتعرض لاختلافات غير متوقعة في الزمان والمكان. وقد حدث خلال العقد الماضي تطور جوهري في تربية سمك اللبن وإنتاج اليرقات بكميات كبيرة بواسطة مفرخات القطاع الخاص، المؤسسات البحثية والمنظمات الحكومية. ولذلك تحصل مزارع سمك اللبن في الفلبين، تايوان، واندونيسيا على معظم حاجتها من اليرقات من المفرخات، بدلا من اعتمادها على البيئة الطبيعية نظرا لنقص يرقات هذه الأسماك في هذه البيئة الطبيعية.

الدول الرئيسية المنتجة

large_1238101219.jpg


البيئة والبيولوجيا

سمك اللبن (Chanos chanos) هو النوع الوحيد في عائلة Chanidae. وينحصر تواجد هذه النوع في المناطق المدارية عند خطوط العرض المنخفضة أو في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بطول الأرصفة (الأرفف) القارية وحول الجزر، حيث تكون درجة الحرارة أعلى من 20 درجة مئوية (في البحر الأحمر وجنوب أفريقيا حتى هاواي والماركيز، شمالا حتى اليابان وجنوبا حتى فكتوريا باستراليا؛ وفي شرق المحيط الهادي من سان بيدرو في كاليفورنيا حتى جالاباجوس).تعيش الأسماك الناضجة في جماعات صغيرة أو كبيرة بالقرب من الساحل أو حول الجزر. وأسماك اللبن متطورة جدا، مهاجرة، كبيرة الحجم (تصل إلى 1,5 مترا في الطول و 20 كجم في الوزن)، تصل إلى النضوج الجنسي في غضون خمس سنوات. تتناسل هذه الأسماك في المياه المالحة فقط. ويحدث التزاوج عادة في الليل عند بداية أو منتصف الشهر القمري. وفي معظم المناطق تتزاوج الأسماك مرة أو مرتين في الموسم. ويحدث التزاوج في الطبيعة بالقرب من الشعاب المرجانية أثناء الشهور الدافئة من العام، أما التجمعات الموجودة بالقرب من خط الاستواء فإنها تتناسل طول العام. وتتغذى الأسماك اليافعة والبالغة على أنواع عديدة من المواد الغذائية الرخوة والصغيرة، بدءا من المسطحات الميكروبية إلى البقايا الغذائية، النباتات العالقة (الإبيفيت) (epiphytes) والهائمات الحيوانية (الزوبلانكتون) (zooplankton).وأسماك اللبن من الأسماك ثنائية (متباينة) الجنس حيث لم تسجل بها ظاهرة التخنث، تبلغ نسبة الذكور للإناث في التجمعات الطبيعية حوالي 1:1 مع زيادة طفيفة للإناث. ومن الصعب جدا تمييز الجنس نظرا لعدم وجود فروق ظاهرية واضحة بين الذكور والإناث. إلا أنه قد ثبت أن الفيرومون المعروف باسم PGF2a (البروستاجلاندين) يعتبر وسيلة فعالة لتحديد الذكور الناضجة.وبيض أسماك اللبن (الذي يبلغ قطره 1,1-1,2 مم) طاف وكذلك اليرقات (3,5 مم عند الفقس) طافية وتظل على هذه الحالة العالقة لمدة 2-3 أسابيع. يبدأ انقسام البويضة بعد ساعة واحدة من التزاوج، ثم يحدث الفقس بعد 35-36 ساعة من التزاوج. وفي الطبيعة قد يتم إنزال البيض في المياه المحيطية العميقة وخارج منطقة الشعاب المرجانية. تهاجر اليرقات الكبيرة في اتجاه الشاطئ ثم تستقر في المناطق الرطبة الساحلية (مناطق المانجروف، مصبات الأنهار) خلال مرحلة اليوافع، كما تدخل في بعض الأحيان في بحيرات المياه العذبة. وتتغذى اليرقات على الهائمات الحيوانية ثم تنمو بسرعة في المياه الدافئة التي تصل درجة حرارتها حتى 32 درجة مئوية. ثم تهاجر هذه اليرقات في اتجاه الشاطئ حيث يمكن صيدها بواسطة شبكات دقيقة يتم جرها بطول الشواطئ الرملية ومناطق المانجروف. وتستخدم هذه اليرقات التي يتراوح طولها بين 10-17 مم كزريعة في أحواض التسمين، الحظائر والأقفاص السمكية. وتوجد اليوافع في الطبيعة في مناطق المانجروف واللاجونات الساحلية، كما يمكن أن تهاجر أعلى الأنهار حتى تصل إلى البحيرات، ثم تعود مرة أخرى إلى البحر عندما يكبر حجمها ويصبح غير ملائم لبيئة التحضين، أو عندما تصبح على وشك النضوج الجنسي.يمكن أن يصل الطول القياسي للذكور أو الأسماك غير محددة الجنس إلى 180 سم، وإلى 124 سم للإناث. أما أعلى وزن وعمر تم تسجيلهما فهما 14 كجم و 15 عاما على التوالي. وقدرة سمك اللبن على الاستعادة الذاتية منخفضة، حيث يبلغ زمن تضاعف المجموع 4,5-14 عاما. والقيمة الاقتصادية لسمك اللبن عالية جدا، خاصة في حالة الاستزراع السمكي، كما يمكن استخدامه كطعم للصيد، كذلك يعتبر طعاما قيما في دول جنوب شرق آسيا.الإنتاج

الإمداد بالزريعة

إمداد الزريعة يمكن الحصول على زريعة سمك اللبن عن طريق جمعها من المناطق الساحلية أو إنتاجها في الأسر داخل المفرخات. إلا أن إمداد الزريعة من المصادر الطبيعية لا يمكن التنبؤ به. فقد تناقص صيد هذه الزريعة في السنوات الأخيرة ولم يعد إمدادها قادرا على الوفاء بالاحتياجات المتزايدة للمزارع.إنتاج الزريعة في الأسر للحصول على قطعان التناسل (الأمهات) يجب تخزين كميات كبيرة من يوافع أسماك اللبن ثم تغذيتها في أحواض بحرية عائمة في مناطق محمية، أو في أحواض بحرية كبيرة وعميقة (كما يحدث في الفلبين)، أو في خزانات خرسانية كبيرة وعميقة (كما يحدث في إندونيسيا وتايوان)، حتى تصل إلى النضوج الجنسي عند وزن لا يقل عن 1,5 كجم. وتعتمد المنشآت المقامة على الأرض على ضخ المياه البحرية بشكل مستمر.تصل الأمهات إلى النضوج الجنسي بعد خمس سنوات من التربية في الأقفاص العائمة، إلا أن ذلك قد يستغرق من 8-10 سنوات في الأحواض والخزانات الخرسانية. وعادة ما تكون الأمهات المرباة في الأسر عند بداية تناسلها أصغر حجما من الأمهات التي يتم صيدها من المصادر الطبيعية، ولذلك يكون عدد البيض الناتج من هذه الأمهات أقل. إلا أن الأحجام الكبيرة ذات الأعمار الأطول من هذه الأمهات تنتج في الأسر عددا من البيض مماثلا لما تنتجه نظيراتها في الحجم في المياه الطبيعية. وتنتج الأم البالغة من العمر 8 سنوات ومن الوزن 6 كجم من 3-4 مليون بيضة. يعتمد تناسل أسماك اللبن وإنتاج الزريعة تحت ظروف الأسر على التفريخ الطبيعي (كما يحدث في تايوان، إندونيسيا والفلبين) الذي يضمن الحصول على معدل إعاشة مرتفع. أما التفريخ الصناعي فعادة لا يجري استخدامه. وفي الأيام التي يحدث فيها التفريخ الطبيعي ربما تتغذى الأسماك بمعدل أقل من الطبيعي، إلا أنها تسبح بكفاءة عالية وتقوم بالمطاردة والقفز أحيانا، وضرب الماء من بعد الظهر حتى حلول المساء، ثم يحدث التفريخ عادة عند منتصف الليل، إلا أنه يحدث أحيانا خلال النهار.الحصول على الزريعة من المصادر الطبيعيةيجري تجميع الزريعة من المصادر الطبيعية في الفلبين، تايوان وإندونيسيا بواسطة شباك جرف وشباك كيسية ذات عيون ضيقة، وذات أشكال متفاوتة. وأهم الشباك المستخدمة هي شباك الدفع (الكانسة) والجرافة.

المفرخات

تتتكون مفرخات سمك اللبن من خزانات لتربية اليرقات، خزانات لتربية الروتيفر (Brachionus) والطحالب الخضراء مثل الكلوريللا (Chlorella) وخزانات لتفريخ الأرتيميا (Artemia). وقد تجري تربية اليرقات في أنظمة داخلية أو خارجية، طبقا للظروف الخاصة بالدول التي سيتم فيها إنتاج هذه الزريعة.وقد تستخدم المفرخات النظام المكثف (كثافة عالية، خزانات كبيرة، تغذية يومية وتغيير الماء) أو شبه المكثف (كثافة منخفضة، خزانات كبيرة، تغذية بعلائق مختلطة وتغيير محدود للماء). ويبلغ معدل الإعاشة حوالي 30 في المائة (بدءا من الطور اليرقي المبكر). وبعد الفقس تخزن اليرقات بكثافة 50 يرقة في اللتر في خزانات من الخرسانة أو الفيبرجلاس أو الكانفاس أو الخزانات الأرضية المبطنة بالبولي بروبيلين، في وجود الكلوريلا ثم يتم تغذيتها على الروتيفر خلال المراحل المبكرة، وبعد ذلك تتغذى على الكوبيبودا والأرتيميا لمدة 2-3 أسابيع. يتراوح طول اليرقات بعد هذه الفترة من 2-3 سم، حيث تصبح جاهزة للنقل والتحضين.وقد يتم فرز اليرقات مرتين قبل نقلها إلى أحواض التربية والتسمين؛ وفي كل مرة يجري فرز وعد هذه اليرقات ثم نقلها وتحضينها لفترات مختلفة. وهذه اليرقات ضعيفة وحساسة ولذلك يموت بعضها أثناء الحصاد، التخزين، النقل، التحضين والتربية. ولذلك فإن التقنيات المستخدمة في تخزين ونقل اليرقات تقنيات فعالة، إلا أنها ليست مثلى. ويجري تخزين اليرقات في أماكن باردة داخل أكياس بلاستيكية أو أواني فخارية بكثافة تبلغ 100-500 يرقة في اللتر في ماء تتراوح ملوحته بين 10-25 جزءا في الألف، يجري تجديده يوميا. وقد يقوم الوسطاء بتخزين اليرقات لفترة 1-7 أيام اعتمادا على الطلب عليها. ويمكن تغذية اليرقات على طحين (دقيق) القمح أو صفار بيض الدواجن لفترة أسبوع إلى أسبوعين، إلا أنها تبدأ في النفوق على الرغم من استمرار التغذية. وقد أصبحت الأعلاف الدقيقة المكبسلة (micro-encapsulated) متاحة تجاريا للأسماك في الآونة الأخيرة، إلا أن أسعارها مرتفعة مقارنة بالأغذية الحية التقليدية.

الحضانة

تختلف عمليات تحضين سمك اللبن في الدول المنتجة باختلاف طبيعة ممارسات الاستزراع. ففي تايوان حيث تتكامل مؤسسات التفريخ التجارية والتحضين تتم تربية يرقات سمك اللبن بكثافات عالية تبلغ أكثر من 000 2 يرقة في اللتر في أحواض ترابية أو أحواض من أقمشة الكتان (القنب) أو خزانات خرسانية. أما في إندونيسيا فتستخدم حضانات منزلية متطورة تتكون من مجموعة من أحواض أقمشة الكتان المعلقة أو الخزانات الخرسانية سعة 1-2 طن. وتستخدم في هذا النظام كثافة سمكية مماثلة للمستخدمة في تايوان.أما في الفلبين فيتكامل تحضين سمك اللبن مع منشآت التربية والتسمين، حيث تجري أولا أقلمة اليرقات، التي يتم جمعها من البيئة الطبيعية أو تنتج داخل المفرخات، في أماكن التحضين التي تشكل بين ربع إلى ثلث مساحة أحواض المياه معتدلة الملوحة. تخزن اليرقات بكثافة تصل إلى 100 يرقة في اللتر وتتغذى على نباتات قاعية دقيقة تنمو طبيعيا على قاع الحوض المسمد وتعرف باسم اللابلاب (lab-lab). كما يجري تحضين سمك اللبن في شباك معلقة من النايلون تشبه الهابات، مثبتة في أحواض أو لاجونات المياه معتدلة الملوحة وبحيرات المياه العذبة المجاورة، كما يحدث تقليديا في الفلبين. وعندما يقل الغذاء الطبيعي يجري استخدام الغذاء المكمل مثل نخالة ضرب الأرز (رجيع الكون)، نخالة الذرة، الخبز المرتجع، أو العلف المصنع.وفي غضون 4-6 أسابيع تنمو اليرقات إلى 5-8 سم في الطول، ويعتبر هذا الحجم مثاليا لنقلها إلى أحواض أو حظائر التربية. واعتمادا على طول فترة التربية المرغوبة تمكث إصبعيات أو يوافع سمك اللبن في الحضانات أو الخزانات الانتقالية حتى تصل إلى حجم 30-40 جرام. وتصل نسبة الإعاشة في التحضين من طور اليرقة وحتى حجم الإصبعية إلى 70 في المائة.

طريقة التربية


يمكن تسمين أسماك اللبن في الأحواض الترابية، الحظائر أو الأقفاص السمكية.التربية في الأحواض الترابية يمكن تربية سمك اللبن في أحواض ضحلة أو عميقة.· يجري استخدام الأحواض الضحلة في اندونيسيا والفلبين بشكل أساسي. وفي هذه الحالة يجري استزراع سمك اللبن في أحواض المياه معتدلة الملوحة الضحلة التي تنمو عليها الطحالب القاعية (اللبلاب) باستخدام الأسمدة العضوية أو غير العضوية. يمكن لسمك اللبن أن يحيى على هذه الطحالب فقط إذا كان إنتاجها أعلى من معدل استهلاك الأسماك لها، وإلا فإن إضافة العلف المكمل التجاري يصبح أمرا ضروريا. ونظام استزراع اللبلاب في الفلبين يماثل النظام المستخدم في المياه الضحلة في تايوان. ويستخدم مصطلح لبلاب (Lab-lab) في الفلبين للدلالة على نمو الطحالب القاعية (والكائنات الدقيقة المرتبطة بها) في أحواض التسمين على شكل حصيرة أو سجادة على قاع الحوض. ومعظم أحواض المياه معتدلة الملوحة في الفلبين هي أحواض محفورة من النيبا (nipa) ومناطق المانجروف. ويتكون تشكيل الأحواض الضحلة عادة من عديد من أحواض التحضين (000 2 م2 ) وأحواض الإنتاج (4 هكتار). ويبلغ عمق الأحواض عادة 30-40 سم، يتم إمدادها بمصادر مائية مستقلة. ويبلغ متوسط إنتاج النظام المتكامل من التحضين والمرحلة الانتقالية والتسمين في الأحواض الضحلة، الذي ينتج ثلاثة محاصيل في العام، حوالي 800 كجم للهكتار. أما النظام المعدل والذي يتكون من مجموعة من أحواض الإنتاج تنتج ثمانية محاصيل في العام فإنه يؤدي إلى زيادة الإنتاج إلى 000 2 كجم/هكتار.· لقد جرى تطوير استزراع سمك اللبن في المياه العميقة في منتصف السبعينيات استجابة إلى نقص العائد الربحي من نظام الاستزراع في المياه الضحلة، إضافة إلى محدودية الأرض والمانجروف وزيادة قيمتهما. توفر الأحواض العميقة بيئة أكثر استقرارا وتطيل فترة التربية حتى موسم الشتاء. وقد تم إنشاء معظم الأحواض العميقة عن طريق تعميق الأحواض الضحلة أو أحواض المياه العذبة حتى 2-3 م. وقد ارتفع إنتاج هذه الأحواض في تايوان ارتفاعا كبيرا ليصل من 23 في المائة من إجمالي الإنتاج في عام 1981 إلى 75 في المائة في عام 1990.تتبنى معظم أحواض أسماك اللبن في الفلبين وإندونيسيا النظام الموسع أو شبه المكثف، باستخدام أحواض ضحلة وكبيرة، تبادل المياه مع المد والجزر، الغذاء الطبيعي، الاستخدام القليل للسماد بالتبادل مع العلف الصناعي والمدخلات الأخرى، وكثافات سمكية منخفضة إلى متوسطة (000 50 - 000 100 سمكة/هكتار). أما الطريقة التايوانية في الإنتاج فتعتمد على الكثافة العالية للأسماك (000 150 -000 200 سمكة/هكتار). وقد تم تسجيل عدد قليل من الأمراض والعدوى في مزارع أسماك اللبن في هذه الدول الآسيوية.التربية في الحظائرلقد أدخل هذا النظام إلى الفلبين في عام 1979 في بحيرة لاجونا. وفي ذلك الوقت كان الإنتاج الأولي في البحيرة مرتفعا جدا، مما أدى إلى سد احتياجات أسماك اللبن من الغذاء. ونظرا لقلة تكاليف نظام الحظائر وعائده المرتفع فقد زادت المساحة المستخدمة فيه زيادة هائلة منذ عام 1973 وحتى عام 1983 حيث غطت أكثر من 50 في المائة من مساحة البحيرة البالغة 000 90 هكتار. ونتيجة لذلك لم يعد الإنتاج الأولي بالبحيرة قادرا على مواجهة هذا التوسع الفجائي في الاستزراع المائي، فأصبحت التغذية الصناعية ضرورة لمواجهة الاحتياجات الغذائية للأسماك المستزرعة. وقد أدى ذلك إلى إدخال ممارسة الاستزراع في الحظائر إلى المناطق البين مدية (inter-tidal) في الفلبين بطول اللاجونات ومصبات الأنهار. ويتم تخزين الأسماك في الحظائر بكثافة تتراوح بين 000 30 - 000 35 سمكة/هكتار، يجري تغذيتها بالأعلاف التجارية. ولكن الأمراض تنتشر في مزارع الحظائر مسببة نفوقا جماعيا. ولذلك تقوم الحكومة بوضع اللوائح التي تؤدي إلى الحصول على المحصول المستدام من هذا النظام.التربية في الأقفاصالأقفاص السمكية عبارة عن حظائر صغيرة الحجم يتم تثبيتها في المياه الضحلة أو وضعها في المياه العميقة من خلال العوامات والمراسي المناسبة. وتجري ممارسة استزراع سمك اللبن في الأقفاص عادة في المياه البحرية بطول الخلجان الساحلية. وتتراوح الكثافة السمكية (في الفلبين) بين 5 -30 سمكة في المتر المكعب.لقد كانت التغذية التقليدية لسمك اللبن تعتمد في الماضي على الغذاء الطبيعي المكون من اللبلاب أو خليط من الفيتوبلانكتون والطحالب الكبيرة (الانتيرومورفا، الكلادوفورا أو الكيتومورفا (Enteromorpha intestinales, Cladophora spp. أو Chaetomorpha linnum) عن طريق التسميد. أما في الثمانينيات فقد تم إنتاج أعلاف تجارية لسمك اللبن. ومع تطور تقنيات الاستزراع في الأقفاص والحظائر في الثمانينيات تم تطوير أعلاف طافية وشبه طافية، في حين كانت الأعلاف الغاطسة تستخدم في الخزانات والأحواض الأرضية. ويصنع العلف تجاريا في الوقت الحالي على صور علف بادئ، علف تسمين وعلف ناهي، حيث يجري استخدام هذه الأعلاف طبقا للمرحلة الإنتاجية لسمك اللبن.

نظم الحصاد

يجري حصاد أسماك اللبن عادة عندما يصبح طولها 20-40 سم (250-500 جم). وتستخدم في حصاد هذه الأسماك ثلاث طرق هي:

  • الحصاد الجزئي- يجري انتقاء وحصاد الأسماك الكبيرة الناضجة (250 جم أو أكبر) من وحدات الإنتاج (الأقفاص، الحظائر، الخزانات) باستخدام شباك جرف أو شباك خيشومية، ثم تعاد الأسماك الصغيرة.
  • الحصاد الكلي- يجري حصاد المحصول كليا من وحدة الإنتاج (التجفيف الكلي للحوض بواسطة الشفط أو بالجاذبية، رفع القفص أو الحظيرة، الحصاد بالجرف أو الشباك الخيشومية داخل الحظائر). يتراوح وزن الأسماك بين 250-500 جم/ سمكة.
  • الحصاد الإجباري- هو حصاد يجري في حالة الطوارئ، بغض النظر عن حجم الأسماك أو مرحلة التربية. ويحدث ذلك في حالة نفوق الأسماك أو نقص الأكسجين بسبب زيادة إنتاج الطحالب، المد الأحمر (حيض البحر) (red tide)، التلوث، أو العوامل البيئية الأخرى.
التصنيع والتداول

يجري عادة حصاد وتسويق أسماك اللبن (200-400 جم) طازجة أو مثلجة، كاملة أو منزوعة العظم، مجمدة أو معالجة (طازجة مثلجة منزوعة العظم، طازجة مثلجة منزوعة العظم والقشور (الحراشف)، ومدخنة منزوعة القشور). وجميع أسماك اللبن التي يجري تسويقها هي أسماك مستزرعة، فيما عدا القليل منها الذي يصاد من المصادر الطبيعية. وتحظر بعض الدول (مثل الفلبين) صيد أسماك اللبن البالغة بهدف حماية المخزون الطبيعي للأمهات.وتوجد طريقتان لمعالجة أسماك اللبن بعد الحصاد هما الطريقة التقليدية (مثل التجفيف، التخمر والتدخين) أو غير التقليدية (مثل التعبئة، التعليب والتجميد) وكذلك إنتاج المنتجات ذات القيمة المضافة مثل السوريمي والمنتجات منزوعة العظم كما يحدث في تايوان والفلبين.وقد وضعت اللوائح والمعايير الآتية لتصنيع منتجات أسماك اللبن سواء للاستهلاك المحلي أو للتصدير:

  • ممارسات التصنيع الجيد؛ إنشاء المصانع.
  • سلامة ونظافة الأفراد.
  • الالتزام بمعايير الجودة (تحليل المخاطر ونقطة التحكم الحرجة) (الهاسب).
تكاليف الإنتاج

يمتد تاريخ استزراع سمك اللبن في إندونيسيا، تايوان والفلبين إلى قرون عديدة. ولذلك كان تحديث هذه الصناعة بطيئا، كما أنها تواجه حاليا تحديات كبيرة بسبب الأنواع الأخرى المتنافسة معها والأوضاع الاقتصادية السائدة. والسوق المحلي لهذه الأسماك سوق كبير، كما أن تصديرها يتزايد عالميا. وتؤثر أسعار أسماك اللبن ودخول الأفراد على استهلاكه في الدول المنتجة له. فقد أثبتت الدراسات التي أجريت في تايوان والفلبين أن الأسعار والدخول قد أدت إلى معامل مرونة سلبي وإيجابي، على التوالي. وأهم العوامل المؤثرة في تكاليف إنتاج أسماك اللبن هي:

  • نظام الاستزراع: يمكن إقلال التكاليف فقط في النظام الذي يعتمد على الغذاء الطبيعي، ثم ترتفع هذه التكاليف مع استخدام العلف الصناعي. وتكون التكاليف أعلى ما يمكن في حالة الاعتماد الكلي على العلف الصناعي.
  • زيادة الإنتاج: من المتوقع مع التوسع المستمر والتكثيف في إنتاج سمك اللبن أن تحدث وفرة كبيرة في هذه السلعة في المستقبل القريب.
  • تكاليف العلف: يمثل العلف بين 60-80 في المائة من تكاليف الإنتاج.
  • انخفاض الأسعار بالمزرعة: يبلغ سعر سمك اللبن تسليم المزرعة حوالي دولارين للكيلوجرام في الفلبين. ومع الزيادة المتوقعة في إنتاج وإمداد هذه الأسماك بما يفوق الطلب عليها، فلن يتمكن المزارعون من رفع أسعار بيعها، على الرغم من احتمال زيادة الإنفاق لتغطية تكاليف الإنتاج.
  • العجز في المنشآت المستخدمة في المعالجة والقيمة المضافة بعد الحصاد.
السوق والتجارة

عادة لا يبيع منتجو أسماك اللبن إنتاجهم إلى المستهلك مباشرة، بل يتم البيع من خلال الجمعيات الاستهلاكية، السماسرة، الوكلاء، الجامعون أو تجار الجملة وتجار التجزئة. وتباع معظم منتجات الأسماك في أسواق المزادات من خلال الوكلاء الصغار، السماسرة، تجار الجملة أو الجمعيات الاستهلاكية وحتى تجار التجزئة.تجري معالجة الكثير من حصاد أسماك اللبن إلى منتجات ذات قيمة مضافة، مثل التدخين، التجفيف، التخمر مع الأرز، التعليب والتعبئة في أنماط مختلفة (مثل نمط السلمون، نمط السردين، النمط الأسباني، التدخين في الزيت، الخ). وتنتج بعض الشركات الفلبينية حاليا القطع المجمدة من لحم بطن وظهر أسماك اللبن وحتى الرأس والذيل. ويجري تصدير سمك اللبن في صور متعددة مثل المبرد بسرعة، المجفف، المعلب، المدخن أو المتبل.وقد صدرت الفلبين أكثر من 040 17 كجم من منتجات أسماك اللبن إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2002، بلغت قيمتها 000 58 دولار. بينما يتم التركيز في تايوان على المنتجات المجهزة ذات القيمة المضافة لتصديرها للولايات المتحدة. أما إندونيسيا فقد دعمت صادراتها من الزريعة الناتجة من المفرخات إلى منطقة آسيا والمحيط الباسيفيكي لاستخدامها كطعم للتونة أو للتسمين.

 

مواضيع مماثلة

أعلى