فتى الشرق
كاتب جيد جدا
تحية طيبة احبائي
في هذه الصفحة البيضاء أحببت أن أسرد لكم مقالة قرأتها اليوم في جريدة الخليج الامارتية
وأحب أن تشاركوني الرأي
أدعكم مع الكلمات
ولي عودة ان شاء الله
--------
--------
قبل أيام التقيت من خلال العمل برجل أسترالي الجنسية يبدو انه يقضي أول رمضان له في دولة الإمارات. سألني: هل تُحبين شهر رمضان؟ استغربت سؤاله وقلت له “بالطبع ومن لا يحب هذا الشهر الفضيل الذي يأتي كضيف مستعجل ويرحل بسرعة، ولكن سؤالك غريب، ماذا تريد أن تقول؟”، فرد قائلاً: “لسبب أو لآخر، أشعر بالراحة في هذا الشهر، لا أعرف كيف أصف شعوري، ولكن كل شيء يتغير في رمضان”، فأجبته: “تقصد الشعور بالسلام والطمأنينة؟”، ابتسم وقال “هذا هو تماماً ما أشعر به، ولكن هو ليس المكان إنما الزمان، فشهر رمضان على قلة معرفتي بتفاصيله إلا أنني لا أشعر به هنا لديكم، ولكن عندما كنت أزور بعض البلاد الإسلامية والعربية كنت لا أشعر فقط برمضان إنما أشم رائحته، أشاهد سلوكيات تعبر حقيقةً عن هذا الشهر”. وعندما طلبت منه أن يستفيض في حديثه أكثر قال: “هنا أشعر بأني في دولة يمر عليها شهر رمضان مثله مثل أي شهر آخر، وليس في دولة تحتفل بشهر رمضان كما يحدث في أماكن أخرى”، فقلت له إن الاحتفال هو من خلال الصيام عن الطعام وعن المعاصي والإكثار من قراءة القرآن والقيام، ثم أشار إلى إحدى السيدات الأجنبيات التي كانت ترتدي ملابس غير محتشمة وقال “وكيف يُسمح لها بإهانة الشهر بلباسها، فهذا المنظر غير مقبول حتى في استراليا، تعلمين ما أقصد؟ عندما أرى التحضيرات لأعياد الميلاد وعيد الهالويين هنا في بلادكم، استغرب لأن التحضيرات هذه مبالغ بها أكثر من التحضيرات في أوروبا”. كما أبدى استغرابه لقلق البعض عند التحضير لأعياد لا تمت لهم بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد، وأضاف بأن أعياد الميلاد إنما هي بدع، لذلك استغرب من تقليد الآخرين لطقوس دينية هم لا يؤمنون بها.
هذا الرجل الأوروبي العلماني استاء من بعض السلوكيات التي لا تعكس أي احترام لا للشهر الفضيل ولا لعادات وتقاليد هذا البلد، فماذا عن شعور المسلم عندما يضطر لمشاهدة مثل هذا السلوك من بعض الأجانب؟ وهنا لا يمكننا أن نضع اللوم على الأجانب فقط، إنما اللوم يقع على المسلمين سواء كانوا من مواطني هذه الدولة أو من مقيميها. فعلى سبيل المثال ذلك الرجل العربي المسلم الذي يعمل في مؤسسة أجنبية ويختبئ مع آخرين في غرفة درج البناية ليدخنوا السجائر وتسمعه يقول “زوجتي لا تعلم أنني لا أصوم، أخاف أن تعلم وتفضحني أمام أهلها”. تستغرب منطق هذا الرجل وتتساءل ألا يخاف هذا الرجل من الله؟ ألا يعلم أن الفضيحة الأكبر عندما يواجه ربه يوم الحساب؟ وإذا كان لا يهتم بموقفه أمام ربه، ألم يُفكر في نظرة الآخرين من غير المسلمين إليه عندما يُقلدهم؟
وعند محطة البنزين تقف سيارة لمواطنة معها شاب مواطن تعتقد أن المخفي القوي الذي يُغطي زجاج سيارتها سوف يخفي سلوكها ولكن ومن خلال مرآة السيارة تُشاهدهما يتقاسمان الأيس كريم، وكانت الساعة الثالثة ظهراً. لا تعليق، ولكن من المؤكد أن مثل هذا التصرف لا يتضمن أي احترام لا للذات ولا للشهر الفضيل. الكارثة أن هناك من يعتقد أن رمضان هو فقط في النهار، يعني شوية صوم وشوية صلاة وشوية قراءة قرآن، وما ان يؤذن لصلاة المغرب إلا وتظهر كل أنواع السلوك المغايرة بدءاً من التعويض عن جوع النهار بالأكل بشراهة مقززة والتبرج المبالغ به والسهر في الخيام يومياً لإكمال ما لم يستطع أكله على مائدة الفطور واللعب بالورق وتدخين النارجيلة في الخيمة. هل أصبحنا لهذه الدرجة من السطحية واللامبالاة؟ أم نحن بالفعل تعولمنا ولم نعد نفقه أساسيات مبادئ الصيام وأصولها؟
كل هذا يهون أمام إصرار شباب اليوم على أن الصيام متعب وأنهم غير مضطرين لذلك. فلماذا يصوم الشباب والكثير منهم لا يعرف حتى قواعد الصلاة ولم يقرأ آيات من القرآن في حياته؟
قبل رمضان جاءتني أم تشتكي من ابنتها التي تبلغ الحادية والعشرين من العمر ولا تصلي ولا تحب قراءة القرآن. تقول إنها قلقة عليها لأن رمضان على الأبواب وأنها تخشى أن ابنتها لن تصوم الشهر وربما لم تصم رمضان من قبل. تقول الأم إنها وزوجها لم يقصرا مع ابنتهما بتسجيلها في أفضل المدارس الخاصة ثم الانتقال للدراسة في أوروبا والحصول على كل ما تريد، وها هي اليوم لا تقبل أن تؤدي فروضها. وكأن هذه الأم تتوقع مني أن أحل لها مشكلتها مع ابنتها. تعاليم أصول الدين ومبادئه تبدأ من الطفولة وليست في سن المراهقة وما بعد.
المناسبات الأجنبية أصبحت أهم من المناسبات الدينية والمحلية، وشباب اليوم أصبح همهم الأول والأخير التشبه بالأجانب في الشخصية والسلوك والممارسات. والأهل اصبحوا يتنافسون في من يكون لديه طفل يتكلم اللهجة الأمريكية ليتفاخروا به أمام الآخرين. هل نقوم بكل هذا حتى نرضيهم على حساب تراثنا وعقيدتنا وعلى حساب أنفسنا؟.
وعند محطة البنزين تقف سيارة لمواطنة معها شاب مواطن تعتقد أن المخفي القوي الذي يُغطي زجاج سيارتها سوف يخفي سلوكها ولكن ومن خلال مرآة السيارة تُشاهدهما يتقاسمان الأيس كريم، وكانت الساعة الثالثة ظهراً. لا تعليق، ولكن من المؤكد أن مثل هذا التصرف لا يتضمن أي احترام لا للذات ولا للشهر الفضيل. الكارثة أن هناك من يعتقد أن رمضان هو فقط في النهار، يعني شوية صوم وشوية صلاة وشوية قراءة قرآن، وما ان يؤذن لصلاة المغرب إلا وتظهر كل أنواع السلوك المغايرة بدءاً من التعويض عن جوع النهار بالأكل بشراهة مقززة والتبرج المبالغ به والسهر في الخيام يومياً لإكمال ما لم يستطع أكله على مائدة الفطور واللعب بالورق وتدخين النارجيلة في الخيمة. هل أصبحنا لهذه الدرجة من السطحية واللامبالاة؟ أم نحن بالفعل تعولمنا ولم نعد نفقه أساسيات مبادئ الصيام وأصولها؟
كل هذا يهون أمام إصرار شباب اليوم على أن الصيام متعب وأنهم غير مضطرين لذلك. فلماذا يصوم الشباب والكثير منهم لا يعرف حتى قواعد الصلاة ولم يقرأ آيات من القرآن في حياته؟
قبل رمضان جاءتني أم تشتكي من ابنتها التي تبلغ الحادية والعشرين من العمر ولا تصلي ولا تحب قراءة القرآن. تقول إنها قلقة عليها لأن رمضان على الأبواب وأنها تخشى أن ابنتها لن تصوم الشهر وربما لم تصم رمضان من قبل. تقول الأم إنها وزوجها لم يقصرا مع ابنتهما بتسجيلها في أفضل المدارس الخاصة ثم الانتقال للدراسة في أوروبا والحصول على كل ما تريد، وها هي اليوم لا تقبل أن تؤدي فروضها. وكأن هذه الأم تتوقع مني أن أحل لها مشكلتها مع ابنتها. تعاليم أصول الدين ومبادئه تبدأ من الطفولة وليست في سن المراهقة وما بعد.
المناسبات الأجنبية أصبحت أهم من المناسبات الدينية والمحلية، وشباب اليوم أصبح همهم الأول والأخير التشبه بالأجانب في الشخصية والسلوك والممارسات. والأهل اصبحوا يتنافسون في من يكون لديه طفل يتكلم اللهجة الأمريكية ليتفاخروا به أمام الآخرين. هل نقوم بكل هذا حتى نرضيهم على حساب تراثنا وعقيدتنا وعلى حساب أنفسنا؟.