ديفيد شنكر للعربية: واشنطن تدعم اتفاق الرياض ووحدة اليمن

أبدت الولايات المتحدة، على لسان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر، عن ترحيبها بوقف إطلاق النار الذي أعلن عنه التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية. وقال شنكر في حديث خاص مع "العربية" و"الحدث": نحن سعداء جداً أن السعوديين "تجاوبوا مع نداء الأمين العام للأمم المتحدة والأسرة الدولية، ونحن سعداء وشاكرون لحكومة جمهورية اليمن لدعمها وقف إطلاق النار من قبل التحالف الذي تقوده السعودية".

وأشار شنكر إلى أن وقف إطلاق النار سيعطي المبعوث الدولي مارتن غريفثس فرصة ليعمل مرة أخرى على التفاوض على وقف إطلاق نار دائم والتوصل إلى حل متفاوض عليه. وأبدى شنكر موقفاً حذراً من موقف الحوثيين مما يجري وقال: "نحن سعداء جداً بما قام به السعوديون، ونأمل ونتوقع أن ينضمّ الحوثيون، وأن يقابلوا الفعل بمثله، ويبدأوا فوراً بالتفاوض مع مارتن غريفثس". وأشار شنكر إلى أن المسؤولين السعوديين الكبار يولون اهتماماً بالأمر كما يبدون مرونة. وأضاف: "لكنني لا أرى المرونة ذاتها لدى الطرف الآخر".

وأكد مساعد وزير الخارجية الأميركي أيضاً أن بلاده تدعم اتفاق الرياض وتدعم اليمن الموحّد، لكنه اعتبر أن المجلس الانتقالي الجنوبي تنظيم انفصالي وله دور "ولكن الوقت الآن هو ليجتمع اليمنيون للتوصل إلى حلّ يتمّ التفاوض عليه لإنهاء النزاع".

حديث خاص في ظل فيروس كورونا

رتّبت وزارة الخارجية الأميركية هذه المقابلة مع مساعد وزير الخارجية عبر الهاتف، نظراً لإجراءات التباعد الاجتماعي ومكافحة وباء فيروس كورونا، وشملت الأسئلة بالإضافة إلى اليمن، قضايا العراق ولبنان.

كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أصدر إعفاء للحكومة العراقية يسمح لها باستيراد الكهرباء من إيران، وأوضح مساعد الوزير خلال محادثته مع "العربية" و"الحدث" أن العراق قام بإجراءات ليكون مستقلاً عن شبكة الكهرباء الإيرانية "ونرى أنها كانت مفيدة لكنها ليست كافية"، كما قال شنكر، وأوضح أن الوزير بومبيو تابع إعطاء الإعفاءات "لتشجيع العراقيين أولا على السير قدماً باتجاه الاستقلالية، وثانيا، لتشجيعهم على تشكيل حكومة ذات مصداقية، وتقوم على مصالح العراق بما يخص قضايانا الثنائية وبما يخص تلبية مطالب الشعب العراقي واحتياجاته".

رفض تبعية العراق لإيران

ردّ مساعد وزير الخارجية الأميركي على وصف العراق بأنه أصبح ساحة صراع بين الولايات المتحدة وإيران وقال: "لا أعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة لوصف علاقتنا مع العراق!". وأشار إلى أن واشنطن تقدّم مساعدات هائلة للعراق فيما "الإيرانيون لديهم مقاربة مختلفة".

وعرض شنكر في حديثه مع "العربية" و"الحدث" ما كان يحدث حتى وقت قريب في العراق، وقال إنه "في حقبة قاسم سليماني.. كان قاسم سليماني يأتي إلى العراق ويجتمع إلى الزعماء السنة والشيعة وبعدها يقول لهم من يكون رئيس وزرائهم. رأينا الأمر ذاته مع "غاني" خليفة سليماني، الذي جاء ليقوم بالأمر ذاته" في المقابل.

وأضاف شنكر "نحن انخرطنا في حوار حول قضايا كثيرة، اقتصادية وسياسية مع نظرائنا العراقيين، نحن لا نقول لهم ما يجب أن يفعلوا!".

وشدّد على أن الولايات المتحدة لا تريد العراق "دولة تابعة لإيران"، وأضاف أن "هذا أمر نتشارك فيه مع الأكثرية الساحقة من العراقيين وهم أيضاً يريدون العراق سيداً".

لبنان وقرارات خاطئة لحكومات متعاقبة

أما في موضوع لبنان فألقى مساعد وزير الخارجية الأميركي باللوم على تراكم القرارات الخاطئة خلال سنوات وفي حكومات متعاقبة، وقال إنها "قرارات مالية سيئة وقرارات لم يتمّ اتخاذها، وأيضاً الفساد وسياسات التنفيع، عدد كبير من الخيارات التي تمّ اتخاذها أو عدم إقرارها".

ودعا المسؤول الأميركي الرفيع الحكومة الحالية لأن تعمل بسرعة وتطبق إصلاحات، وقال إنهم "كانوا في وارد وضع رزمة إصلاحات في مجلس الوزراء، وعليهم أن يسيروا بسرعة بذلك، وأن يأخذوا الخطوات التي تضعهم في موقع بما يسمح للمؤسسات الدولية للعمل وتقديم المساعدة المشروطة".

لم يشر شنكر إلى أية مساعدات أميركية في هذا الشأن بل أشار إلى أن على لبنان ليكون "في موقع يسمح له بتلقي مساعدة مؤسسات مالية دولية، عليه أن يثبت أنه مستعد لاتخاذ خيارات صعبة وقرارات تثبت مئة في المئة التزامه بالإصلاح". وأشار شنكر إلى "خيارات صعبة! إصلاح قطاع الكهرباء، إصلاح الجمارك، البدء بجمع الضرائب في حين هناك الكثير من اللبنانيين بدون عمل. الكهرباء، كل القطاعات، والاتصالات. هذه ستكون قرارات صعبة جداً للقضاء على نظام الفساد المتجذّر في لبنان. ستكون هذه قرارات صعبة لكنها ضرورية".

سلامة وحسابات حزب الله المصرفية

وفي ظل الجدل حول دور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، سألنا مساعد وزير الخارجية الأميركي إن كان رياض سلامة صديقاً للولايات المتحدة وخسارته أمر سيئ؟

فأكد شنكر أن وزارة الخزانة الأميركية عملت "بشكل جيد ولسنوات مع الحاكم في قضايا العقوبات على المصارف والمؤسسات المالية وإقفال حسابات تابعة لحزب الله". وأضاف أن "قرار من يكون حاكم مصرف لبنان هو قرار يعود للحكومة اللبنانية فلبنان دولة ذات سيادة".

وفي معرض حديثه عن نفوذ حزب الله في لبنان أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي أن العقوبات الأميركية كان لها تأثير حقيقي على قدرات حزب الله، كما أن حملة الضغط القصوى على إيران منعت طهران من الحصول على الأموال وباتت ترسل أموالاً أقل لحزب الله.

ورسم شنكر مقارنة بين الولايات المتحدة من جهة وحزب الله وإيران من جهة أخرى، وقال إن "الولايات المتحدة قدّمت حوالي 12 أو 13 مليون دولار للبنان لمواجهة وباء كورونا! فماذا فعل حزب الله؟ تابعوا إرسال الطائرات من طهران بعدما أقفل لبنان المدارس وجلبوا المزيد من فيروس كورونا".

واختتم مساعد وزير الخارجية حديثه مع "العربية" و"الحدث" بالتحدّث عن أصدقاء الولايات المتحدة وقال "لدينا الكثير من الأصدقاء في لبنان لأننا، وعلى عكس إيران، لا نموّل ميليشيات خارجة عن الدولة ولا تنظيمات إرهابية تعمل خارج سيطرة الحكومة، ميليشيات تهدد الناس الذين لا يوافقون معهم أكانوا من الشيعة أو من طوائف أخرى".
 

مواضيع مماثلة

أعلى