أن التوقف عن الجماع في مواعيد محددة من الشهر سيكون أمرًا مزعجًا

لورنس

كاتب جيد جدا
الجماع بدون حمل يُطلق الخبراء على طريقة منع الحمل عبر انتقاء الأوقات المناسبة اسم "نظام التقويم" أو "تنظيم الأسرة الطبيعي"، وقد كانت هذه الطريقة من بين أبرز طرق منع الحمل الفعالة والمفيدة أثناء النصف الأول من القرن العشرين، لكن ومع ظهور الوسائل الهرمونية لمنع الحمل خلال الخمسينات من القرن الماضي، بدأ الاهتمام بطريقة التقويم ينحدر شيئًا فشيئًا؛ إذ تشير التقارير إلى اتباع 22% من الأزواج لطريقة التقويم في عام 1955 في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد وصلت النسبة إلى 55% بين النساء الكاثوليك، لكن نسبة الأزواج الذين يتبعون هذه الطريقة انخفضت إلى 13% في عام 1965، ووصلت النسبة إلى 36% عند النساء الكاثوليك. أما حاليًا، فإن نسبة استخدام طرق انتقاء أوقات الجماع لتجنب الحمل لم تعد موجودة إلا عند 2-3% فقط بين النساء في الولايات المتحدة الأمريكية بعمر 15-44 سنة، لكن على العموم، تبقى طريقة التقويم من بين الطرق القادرة على منع حدوث الحمل عند اتباعها بالطريقة السليمة والالتزام بالمواعيد المناسبة، وهذا ما سيكون عليه موضوع المقال التالي.[١] أفضل الأوقات للجماع بدون حمل تزداد فرص حدوث الحمل عند النساء قبل أو أثناء فترة الإباضة لديهن، ومن المعروف أن فترة الإباضة تحدث لمرة واحدة فقط في كل شهر، وغالبًا ما تكون بعد فترة الدورة الشهرية ب12-16 يوم، لكن يبقى هنالك تباين في موعد الإباضة بين النساء، كما أن بعض النساء قد يُعانين أصلًا من عدم انتظام الدورة الشهرية، وعمومًا، فإن حياة البويضة قصيرة جدًا بعد نزولها من المبيض، ولن يحدث الحمل إلا عند تلقيح البويضة خلال فتر تتراوح بين 24-48 ساعة من موعد الإباضة. لكن ولأن للحيوانات المنوية القدرة على البقاء حيّةً داخل جسم الأنثى ل5 أيام بعد القذف، فإنه من الممكن أن يحدث الحمل عند المرأة عند الجماع الجنسي قبل الإباضة بخمس أيام، وهذا يعني أن الأيام التي يُمكن أن تُصبح المرأة حاملًا خلالها هي 5-8 أيام فقط في الشهر، وهي: الخمس أيام التي تسبق الإباضة، ويوم الإباضة، والفترة التي تتراوح بين 12-24 ساعة التي تلي الإباضة، وفي حال تمكنت المرأة من تحديد هذه الأيام وتجنب الجماع الجنسي أثناء هذه الأيام، فإن من المحتمل أن تتجنب الحمل، ولن يكون هناك مانع أو خطر في الجماع الجنسي في باقي أيام الشهر، لكن المشكلة تتركز في كيفية تحديد أيام الإباضة من أجل تجنب الجماع خلالها، لذا فإن طريقة التقويم تبقى من بين طرق منع الحمل الصعبة وغير الفعالة أحيانًا على الرغم من كونها آمنة وغير مكلفة وليس لها أي أعراض جانبية، وعلى العموم، يُمكن للنساء تحديد مواعيد الإباضة لتجنب الجماع خلالها اعتمادًا على الآتي:[٢] مواعيد الدورة الشهرية: إذ بوسع النساء تقصي مواعيد الدورات الشهرية السابقة من أجل تقدير موعد الإباضة لديهن، لكن بالطبع تبقى احتمالية الخطأ واردة كثيرًا، وهذا ما يجعل من هذه الطريقة أقل طرق منع الحمل فاعلية عند الالتزام بها لوحدها، خاصة عن النساء اللواتي يمتلكن دورة شهرية أقصر من 26 يوم أو أطول من 32 يوم. درجة حرارة الجسم: يؤدي وجود الهرمونات أثناء فترة الإباضة إلى حدوث زيادة في درجة حرارة جسم المرأة في الأحوال العادية، لذا قد يكون من الأنسب للنساء قياس درجة حرارة أجسادهن قبل النهوض من النوم يوميًا من أجل التأكد من موعد الإباضة. الإفرازات المهبلية: تُصبح الإفرازات المهبلية أكثر ليونة ومرونة خلال فترة الإباضة، لكن تحري التغيرات الحاصلة في طبيعة هذه الإفرازات يستوجب خبرة كافية لدى النساء. أدوات الإباضة: إذ يمكن للنساء الحصول على معدات طبية من الصيدليات بغرض مساعدتهن على تحديد المواعيد الدقيقة للإباضة لديهن، إذ يوجد نوعان من هذه المعدات؛ أحدها يسعى إلى قياس الهرمونات الموجودة في البول، بينما يسعى النوع الآخر إلى قياس مستوى الهرمونات الموجودة في اللعاب.[٣] لذلك فإنه من الضروري الإشارة هنا إلى إمكانية استخدام طريقة التقويم ليس من أجل منع الحمل، وإنما من أجل الحمل أيضًا؛ إذ يُمكن تحديد أو تحري فترة الخصوبة أو الإباضة من أجل التركيز على ممارسة الاتصال الجنسي أثناء تلك الفترة بالذات؛ من أجل زيادة فرص الإنجاب والحمل، وفي حال كان الزوجان لا يرغبان بالحمل لكنهما يرغبان بممارسة الأنشطة الجنسية أثناء فترة الإباضة، فإن بوسعهما القيام بذلك أيضًا، لكن يجب أن يستخدما أسلوب آخر لمنع وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم؛ كاستخدام الواقي الذكري مثلًا.[٤] فوائد ومساوئ انتقاء أوقات الجماع لمنع الحمل تصل نسبة نجاح طريقة التقويم أو تنظيم الأسرة الطبيعي إلى حوالي 99% في حال اتباعها بالطريقة الصحيحة، وهذا يعني أن امرأة واحدة فقط من بين 100 امرأة ممن يتبعن هذه الطريقة سوف تتعرض للحمل في السنة الواحدة، وتتميز هذه الطريقة بعدم وجود أي أعراض جانبية لها، كما يُمكن استخدامها أيضًا بغرض الحمل في حال الرغبة بذلك كما ورد مسبقًا، وهي بالطبع طريقة مقبولة لدى معظم الديانات والمعتقدات، لكن يجب تحديد أيام الإباضة بدقة من أجل اتباع هذه الطريقة، ومن المعروف أن الإباضة تتأثر بالأمراض، والتوتر، والسفر أحيانًا، كما قد لا تصلح هذه الطريقة لبعض النساء، مثل:[٥] النساء اللواتي لديهن دورة شهرية غير منتظمة. النساء المصابات بأحد الأمراض التي تؤثر على علامات الإباضة؛ كالأمراض المنقولة جنسيًا. النساء اللواتي يأخذن أدوية تؤثر على إفرازات المهبل. النساء اللواتي توقفن عن تناول أدوية منع الحمل. المرضعات أو اللواتي أنجبن أطفال منذ فترة قصيرة. النساء اللواتي يُسرفن في شرب الكحوليات. ومن الجدير بالذكر أن طريقة تنظيم الأسرة الطبيعية تبقى أقل فاعلية من أنواع أخرى من طرق منع الحمل، كما أن ضرورة شراء المعدات التكنولوجية الخاصة بتحري الإباضة من الصيدليات قد يكون أمرًا سيئًا أو مكلفًا بالنسبة لبعض الأزواج، ومما لا شك فيه أن التوقف عن الجماع في مواعيد محددة من الشهر سيكون أمرًا مزعجًا بالنسبة للأزواج أيضًا.
 

مواضيع مماثلة

أعلى