طرق تجديد حياتنا الزوجية

جودي ومودي

كاتب محترف
إن استمرار الحياة الزوجية على إيقاع واحد من الأمور التي تبعث على الملل والسآمة؛ إذ لا جديد ينشِّط النفوس ويسعدها، ويُنضِّر جوانب العيش الرتيب؛ لذا نُلقي هنا أزهارًا و ورودًا في بحيرتها الساكنة تزيدها جمالًا وزينة، وتنداح منها آمالٌ بطيوف عيش جديدة أجمل وأهنأ، فإلى الزهرة الأولى:

*الخروج للتنزُّه بإستراتيجية مختلفة:
خطِّط ليكون خروجكما للتنزه فيه إستراتيجية جديدة لاستمتاعكما بها؛ كأن تأخذ معك بعض الألعاب الخفيفة المناسبة لتتشاركا في لعبها على المنضدة التي تجلسان عليها، أو الحديقة التي تتنزهان فيها.
وإذا كنت تعرف أن بالمكان المخصص لكما ألعابًا مناسبة لكما، فلا تفوت الفرصة واستثمر ذلك في أن تتشاركا لعبها سويًّا، ومن الألعاب التي تحبها كثير من الزوجات أن تضعها على أرجوحة كالأطفال وتُؤَرجِحُها مُدلِّلًا، كذلك يمكنك أن تفاجئها حين تجلسان، بأنك جهَّزت كلمات نثرية أو شعرية في اشتياقك إليها إلخ.

*الذكريات الأولى عطر الأرواح:
الحديث عن تذكُّر أول نظرة بينكما، وأول لمسة، وأول انطباع أيام الزواج الأولى؛ مما يُسعد الروح؛ ويقلب مشاعرها ويجددها؛ حيث كانت العواطف المتأججة، وكان لكل كلمة رقيقة معناها المؤثر، ولكل نظرة تأثيرها العميق، كما يمكنكما أن تُقلِّبا ألبوم تلك الفترة لمشاهدة أول موقف طريف، وأحلى كلمة، وأماكن اللقاءات الأولى.

*رسائل الغرام تأثيرها عجيب:
فالشعور بأن هناك من يقتطع من وقته ليفكِّر بك، ويختار لك كلماتٍ ينتقيها بعناية ليبثَّك شوقه وحبَّه من الأمور التي طالما قرَّبت بين المحبين؛ لذا فإن إرسال أحدهما للآخر رسالة من وقت لآخر من أسباب تجديد مشاعر المحبة، وتعميق المودة، وإضفاء روح البهجة والسعادة، فأبسط الكلمات الرقيقة الصادقة قادرة على إسعاد أحدهما للآخر.

*لغة العيون تبوح بالمكنون:
هناك معانٍ يعجز اللسان والحركات أحيانًا عن التعبير عنها، فتأتي العين لتقولها في يسر وسلاسة، وقد يكون الزوجان بموضع لا يستطيع أحدهما أن يبوح للآخر بمعنى التقدير، أو المؤازرة، أو الثقة، أو حسن تصرفه، فتأتي العين لتقول كل هذه بنظرة، يقول الشاعر:
وبلغت بعض مآربي إذ حدَّثت
عينيَّ في لغة الهوى عيناكِ


*الهدية رسول حب:
فهي رسول الحب، ولو كان لها لسان لقالت: أنا أحبك وأقدرك؛ فالهدية تعبير جميل عن مشاعر
أجمل، وقد قيل: ما استُميل المحبوب بمثل الهدية. والهدية إذا قُدِّمت للمرأة من زوجها لها طعم لذيذ، ومفعول عجيب، يفوق بكثير معناها عند الرجل، وهي بداية جيدة لصناعة ذكرى جميلة تبهج الطرفين، وإذا أحسن اختيارها وتوقيتها، يمكن أن تعيد ألَقَ وتألُّق العلاقة بين الزوجين.

*غيِّر وسائل تعبيرك:
التنوع في أساليب التعبير عن مشاعر الحب، يمثل إبداعًا يحرص عليه الطرف الأكثر رغبة في التجديد، فيمكن للزوج أن يدخل عليها وهي تُعدُّ الطعام فيحتضنها من الخلف برقة، أو يباغتها بقبلة، أو يرسل إليها نظرات شوق وإعجاب، أو يهمس في أذنيها: "اشتقت إليك كثيرًا" إلخ، كما تستطيع الزوجة أيضًا أن تفاجِئ الزوج بإعداد سهرة لطيفة، أو قبلة أثناء انشغاله بعمل ما إلخ.
*تجديد الفراش إمتاع وإشباع:

تعمد كثير من الزوجات في علاقة الفراش إلى إظهار الزهد بها، أو تريد من الزوج أن يقوم بها من الألف إلى الياء، وأما هي فمستسلمة مطيعة. ولا شك أن هذه المتعة أحلها الله للزوجين، وأن لذتها تتضاعف بالمشاركة والتناغم والتفاعل بينهما دون خجل أو حياء. والتجديد في الفراش يستند إلى الطرفين، فإذا نجحا في إعادة رسم علاقة الفراش بشكل مُرْضٍ لكليهما والإعداد الجيد لها، تصبح سببًا من أسباب تجدد المحبة والشوق بينهما.

*كيمياء الأمكنة:
إن تغيير مكان العيش لعدة أيام له أثر كبير في تغيير المشاعر، فهناك أماكن نشعر أننا فيها أفضل حالًا من سواها؛ لذا من أسباب التجديد أن يتفق الزوجان على قضاء بعض الأيام في مكان جديد؛ كأن يذهبا إلى مصيف مثلًا، أو غير ذلك مما يتيسر لهما، على أن الأهم من تغيير المكان هو نية التجديد وإسعاد الطرف الآخر، وحينئذ ستجدان الفرص تظهر تباعًا لكيفية الاستمتاع والتجديد.

*التمشية تريُّض وانطلاق:
التمشية ورؤية الأشجار والأزهار من الأسباب التي تجدد الدماء في عروق علاقتكما، وتقلل حدة الرتابة اليومية، وتجدد النشاط، وقد تطلق العنان للمشاعر المحبوسة، وكم يكون رائعًا لو أخذ الزوج بأصابع زوجته بين أصابعه، وعبَّر لها عن سعادته بصحبتها، وكذلك تفعل الزوجة، تعبر عن فخرها به، وابتهاجها بالمشي معه وحدهما، وتحتضن ذراعه إلى جانبها كأنها تطلب فيه الأمان والحنان.

*المفاجآت اللطيفة:
المفاجآت اللطيفة من أكثر الأشياء التي تكسر الرتابة وتحرك المشاعر، من ذلك أن يفاجئها بدعوة إلى العشاء خارج البيت، أو يتصل من عمله ليخبرها أنه اشتاقها، أو رتَّب زيارة لمكان أو أشخاص (أقارب أو عائلة صديقة) تحبهم جدًّا، وتستطيع الزوجة أن تفاجئه بأكلة يحبها جدًّا، أو شراء شيء يحتاج إليه لكنه يتكاسل، أو بإنجاز للأولاد في الدراسة، أو ببِرٍّ زائد بوالديه.



التجديد في الحياة الزوجية من أسباب انتعاشها وبهجتها وتألقها، وتَمْتِين علاقة الزوجين، واليوم نستكمل ما بدأناه في الحلقة السابقة فنذكر أفكارًا جديدة تساعد الزوجين على مزيد ومزيج من السعادة والرضا والانسجام.
*مشاركته في اهتماماته:
المقصود هنا كل شيء يصلح فيه مشاركة أحدهما للآخر، دون أن يتسبب للآخر في تعطيل أو إفساد لعمله، كأن تشاركه ترتيب حاجياته، أو إعادة تنظيم مكتبته، أو مشاهدة برنامج يحبه، وكذلك يفعل الزوج، فيشاركها أحيانًا في مشاهدة برنامج أو حلقة تحبها، أو صناعة طبق من الطعام أو الحلوى، أو مشاركتها عبء بعض الأعمال المنزلية، على أن يكون ذلك في جوٍّ من المرح.
*لُطْف الحوار ومَرَحه:
يميل كثير الأزواج إلى استخدام قوامتهم أو سلطتهم في إنهاء أي حوار لا يرغبونه، والمرأة تحب الشرح والتفصيل، وأن يتفهم الزوج ما تقوله بصدر متسع، كذلك يشعر الرجل بالتجديد إذا وجد من زوجته تفهمًا للأوقات التي يرغب بالمناقشة فيها، والأوقات التي تكون المناقشة فيها نوعًا من الاستفزاز؛ ذلك أن سيادة الحوار الهادئ اللطيف بين الأزواج وسيلة رائعة لتبديد الملل ورتابة أسلوب الأمر والنهي السائد في بعض البيوت والمؤدي إلى حالات الخرس الزوجي.
*الكلمة الطيبة ساحرة:
لا أبالغ إذا قلت: إن أقوى أسلحة غزو القلوب والاستيلاء عليها هي الكلمات، ويكفي في أثر قوتها تشبيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها بالسِّحر في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إن من البيان لسِحرًا"[رواه البخاري]. فالكلمة الطيبة الحسنة تنمي مشاعر الألفة، وتقوي حبكما، ومهما قلنا من وسائل لتجديد المحبة بين الزوجين، نجد أن الكلمات الحلوة الطيبة هي العامل الأهم والأبرز، فمهما فعل الزوج أو الزوجة من جهد ليسعد أحدهما الآخر، سيبقى كٌّل منهما في ظمأ إلى كلمةٍ أو تعبير طيِّب يترجم ما في قلب الطرف الآخر من ودٍّ وحب وتقدير.
*السَّفَر:
السفر من أسباب تجدُّد الأشواق، وهناك مثل يقول: "كثرة الإمساس تفقد الإحساس"، والإنسان أحيانًا لا يدرك قيمة النعمة إلا حين يُحرَم منها؛ لذا يمكن أن يتفق الزوجان على الابتعاد بعضهما عن بعض لأيام أو أسبوع؛ وإذا لم يكن السفر متاحًا، يمكن للزوجة أن تقضي بضعة أيام عند أهلها ـ دون خصام أو غضب من الزوج ـ أو يبيت الزوج لدى أسرته، أو غير ذلك من الطرق التي يرونها.
*دللها وغازلها/ دلليه وغازليه:
وسواء كان الزوج والزوجة صغيرا السن أو كَبرا، فإن التدليل يُمثِّل إحدى الحاجات الفطرية للطفل القابع في داخل كل إنسان، ويبقى على كل طرف اختيار نوع التدليل المناسب للطرف الآخر بحسب خبرته به، إن بالحركات أو الكلمات، فمن الرجال مَن يعتبر تدليك زوجته لقدميه أو ندائه بلفظ معين نوعًا من التدليل.
ومِن النساء مَن تعد شراءك الشيكولاته لها أو إطعامها بيديك نوعًا من التدليل، ورغم أن هذه التصرفات تبدو يسيرة جدًّا؛ إلا أن لها وقعًا جميلًا ومؤثرًا في انتعاش حياتكما إذا وُفِّق كل طرف إلى معرفة أنواع التدليل المناسبة لشريك حياته.
*امدحها/ امدحيه:
احرص على أن تمدحها من حين لآخر أمام أقاربها أو أقاربك أو أصدقائك، وتثني على بعض مواقفها النبيلة معك، وصبرها وحكمتها في التعامل مع بعض المواقف، واعتزازك بها؛ وكذلك تفعل الزوجة أمام أقاربها وأقاربه، فالإنسان عموما مغرم ومولع بحب الثناء والمدح، وكان بعض الملوك يبذلون مئات الألوف من الدنانير مقابل قصيدة واحدة في مدحهم، فلا تستهن بهذا الأمر، وعود نفسك على رؤية الجانب المشرق والجميل في شريكك؛ ولعل ذلك أن يسهم في تحسين وتدعيم الجانب الإيجابي من شخصيته، وتقليل وإضعاف الجانب السلبي منها.
*اهتمَّا بالمناسبات الخاصة:
يقال: إن الإنسان الناجح المبدع هو مَن يخلق الفرصة لنفسه، وليس الذي ينتظر أن تأتيه، فكيف إذا أتته الفرصة على طبق من ذهب؟ إننا في كل ما سبق من عناصر كنا نحاول إيجاد فرصٍ للتجديد، وأما هنا فمناسبة عند الطرف الآخر هي فرصة قصَّرت علينا الطريق، ووجب علينا أن نستثمرها لهدفنا. إذن على كل طرف أن يسجل قائمة على هاتفه بأهم مناسبات الطرف الآخر، واستغلال هذه الفرصة لإظهار اهتمامه بها وترقُّبه لها؛ لتكون منطلقًا إلى إنعاش العلاقة بينكما وتمتينها وتجديدها.
*ابدأ أنت:
قد يبدأ أحد الزوجين في التجديد، ثم لا يلقى استجابة أو تشجيعًا من الطرف الآخر، بل وربما يجد تثبيطًا له، فلا ينبغي له أن ييئس بسرعة، إنما عليه أن يغير في أساليبه ويطورها حتى تؤتي أكلها.
ولا ينبغي لأحد الطرفين أن ينتظر البداية من الآخر؛ فسعادتكما هي مسؤولية مشتركة بينكما؛ وقد كان أفضل الرسل محمد r ـ على ما كان فيه من أعباء جِسام ـ لا يُقصِّر في ملاطفة وإسعاد زوجاته.


 

سمر

كاتب جيد جدا
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص احترامي
 

مواضيع مماثلة

أعلى