تعرف علي تاريخ التشيك

زهرة الحياه

كاتب محترف
%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D9%83-%D9%83%D9%85-%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%81-%D8%9F.jpg


نظام الحكم في جمهورية التشيك هو نظام برلمانيّ ديمقراطيّ أساسه الدستور الذي كُتِب في الأول من يناير لعام 1993م، بالإضافة إلى ميثاق الحقوق والحريّات الأساسية. يتم انتخاب رئيس للجمهورية عن طريق انتخابات نزيهة وعادلة كلّ خمسة سنوات، ويُمكن إعادة إنتخاب الرئيس لجولة رئاسيّة أُخرى واحدة فقط. تُقسم السلطات في جمهورية التشيك بين ثلاثة سلطات، وهي:[٥]


السلطة التشريعيّة: وتتمثّل بمجلسين؛ هما مجلس البرلمان ومجلس الشيوخ، ويتم اختيار أعضائهما عن طريق التصويت المباشر من قِبًل المواطنين. تختلف مَهام وعدد أعضاء كل مجلس كما يأتي:


مجلس البرلمان: يتكوّن من 200 عضو، يتم انتخابهم كلّ 4 سنوات. يتوزّع أعضاء المجلس على 18 لجنةً تتخصّص كل منها بمجال مُعيّن. من أبرز اختصاصات مجلس البرلمان الرئيسية مُناقشة وإصدار المُوافقة على القوانين، وإقرار مشروع ميزانيّة الدولة، والتصويت على منح الثّقة للحكومة.


مجلس الشيوخ: يتكوّن المجلس من 81 عضواً ينتخبهم المواطنون التشيك. يخدم عضو مجلس الشيوخ لمدة 6 سنوات، لكن الانتخابات الخاصّة بهذا المجلس تُجرى كلّ سنتين؛ حيث يُنتَخب ثُلث أعضاء المجلس كلّ سنتين. من أبرز اختصاصات مجلس الشيوخ مُناقشة والمُوافقة على مشاريع القوانين، واقتراح قوانين جديدة، وإبداء عدم الموافقة على المُعاهدات الدوليّة والشؤون الحربيّة، والمُوافقة على تعيين القُضاة، وغيرها.

السلطة التنفيذيّة: تتمثّل في رئيس الجمهوريّة والحكومة. وتُشكّل الأخيرة القوّة التنفيذيّة العُليا في الجمهوريّة المُتمثّلة بالوزراء والكيانات الإداريّة. تقوم الحكومة بتنفيذ القرارات التي يُصدرها مجلس البرلمان بعد أن يُعطي المجلس ثقته للحكومة ومجلس الوزراء. أمّا رئيس الجمهوريّة فهو قائد القوى المُسلّحة كذلك، ومن أبرز اختصاصاته حلّ مجلس الرلمان، والتوقيع على القرارات، وتعيين الوزراء وأعضاء الحكومة الآخرين، وغيرها.


السلطة القضائيّة: تتمثّل بالمحاكم والقُضاة، وتتبع قانون محاكم مُستقلّاً. تتكوّن السلطة القضائيّة من 15 قاضياً يتم تعيينهم لمدة 10 سنوات. المحاكم التي تتبع السلطة القضائيّة هي المحكمة العُليا، والمحكمة الإداريّة العُليا، والمحاكم العليا، والمحاكم الإقليميّة، والمحاكم المحليّة.


عُرفت التشيك منذ عام 400 قبل الميلاد، وكان حينها يعيش فيها قبائل تُدعى بالسيلت. أطلق عليهم الرومان اسم (Boii)، ومنهم حصلت بوهيميا على اسمها. في عام 100م احتل المنطقة شعوب ألمانيّة تُدعى الماركومانيّين. في القرن السادس الميلادي توافد السلوفاك إلى التشيك، وكانت المنطقة عبارة عن قبائل مُتفرّقة. تم إنشاء أول إمبراطوريّة في التشيك في القرن التاسع الميلادي وأسّسها شعب يُسمّى بالمورافيّين، وأُطلق عليها اسم إمبراطوريّة مورافيا العظمى التي ضمّت كلاً من سلوفاكيا، والتشيك، وأجزاء من ألمانيا وبولندا. تحوّلت الإمبراطوريّة إلى المسيحية، وانتهت في عام 896م عندما غزاها المجريّين واحتلّوا سلوفاكيا، لكن التشيك بقيت مُستقلّةً.[٦]

في القرن التاسع الميلادي أصبحت التشيك جزءاً من إمبراطوريّة شارلمان، وهو رجل ادّعى أنّه خليفة الأباطرة الرومان القدماء، وغزا الكثير من دول أوروبا الغربيّة والوُسطى، وعُرفت المملكة آنذاك باسم الإمبراطوريّة الرومانيّة المُقدّسة. بعد وفاته انضمّ الجزء الشرقيّ من التشيك إلى ألمانيا. في القرن الثالث عشر الميلادي ازدهرت التشيك، وكان السبب الرئيسيّ وراء ذلك هو اكتشاف الذهب والفضة، وتم تشجيع المُستوطنين الألمان، والمزارعين، والحرفيين، وعُمّال المناجم ليعيشوا فيها. شهد القرن الرابع عشر ازدهاراً كبيراً للتشيك؛ حيث أصبحت في أعداد الدول القويّة والغنيّة.[٦]


تنامت قوّة الكنيسة في القرن الرابع عشر، وزادت مُمارساتها الطاغيّة والفاسدة في ذلك الوقت، طالب التشيكيّون بالإصلاحات العديدة، وكان من أبرز المطالبين بهذه الإصلاحات الهوسيّون بقيادة يان هوس. وبعد معارك مع الكنيسة انتهى الأمر بحرق هوس حتى الموت في عام 1415م. وفي نهاية المطاف بقيت الكنيسة التشيكيّة كنيسةً مُعتدلةً وتتّبع تقليد الهوسيون. في عام 1526م خضعت التشيك لحكم عائلة هابسبورغ، وهي عائلة قويّة حكمت مجموعةً من الدول الأوروبية. ونتيجة للصراع بين الكنائس الكاثولوكيّة والبروتاستانيّة دخلت أوروبا حرب الثلاثين عاماً وكان التشيك جزءاً منها. عند انتهاء الحرب عام 1648م عانت التشيك من التدمير الكبير، وانخفاض كبير في عدد السُكّان.[٦]


في القرن التاسع عشر ازدهر اقتصاد التشيك بشكل كبير، خاصّةً صناعة القماش والسُكّر،[٦] وفي بداية القرن العشرين دخلت التشيك في تحالفاً مع سلوفاكيا وأسّستا دولة تشيكوسلوفاكيا عام 1918م، وشملت الأراضي التاريخيّة لبوهيميا، ومورافيا، وسلوفاكيا. تميّزت تشيكوسلوفاكيا بكونها أكثر دولة استقراراً من الناحية السياسيّة في أوروبا الشرقية في ذلك الوقت. خضعت الدولة للاحتلال النازي الألماني بين عاميّ 1938م و1945م، كما خضعت للسّيطرة من قِبَل الاتّحاد السوفيتيّ بين عاميّ 1948م و1989م. انتهت تشيكوسلوفاكيا باستقلال كل من سلوفاكيا والتشيك بشكل وديّ في الأول يناير لعام 1993م.[٧]


 

jarges

كاتب جيد جدا
بارك الله فيك يازهرة الحياه وأهلاً بك في منتديات منارة سورية!
 

مواضيع مماثلة

أعلى