اعراض انحراف الوتيرة

هدير نصر

كاتب جيد
%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%88_%D8%A7%D9%86%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%81_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A3%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%87_%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%87.jpg


انحراف الوتيرة الأنفية
ينقسم التجويف الأنفي إلى قسمين متساويين بواسطة عدّة أجزاء عظيمة وغضروفية تشكّل الحاجز الأنفي، وهذا الذي يجعل من عملية التنفس عملية انسيابية، لكن في حالة اضطراب الوتيرة الأنفية تميل هذه الغضاريف والعظام إلى حالة من الالتواء وانعدام المركزيّة مما يخلق صعوبات في عملية التنفّس، ويعاني ما يقارب 80% من البشر من هذا الاضطراب، وهي نسبة مرتفعة جدّاً، لكن في كثير من الحالات لا يسبّب هذا الميلان الغضروفيّ والعظميّ صعوبات تستدعي علاجًا مستعجلًا بحيث يمكن التعايش معها والتعوّد عليها، لكنّ انحراف الوتيرة في أحيان أخرى يتفاقم وتظهر أعراضه تِباعًا، وهنا سيتم الحديث عن أعراض انحراف الوتيرة الأنفية وطرق علاجه بشكل مُفصَّل.

أسباب انحراف الوتيرة الأنفية
تنقسم أسباب انحراف الوتيرة إلى قسمين أساسين، بحيث يغطّي كل قسم أغلب التشخيصات الممكنة والتشخيصات التفريقية التي يمكن أن يقترحها الأطباء، ويتمثّل القسمان على النحو الآتي: [١]

القسم الأوّل والذي يتعلّق بالأسباب الجينية: فيما يتعلّق بالأسباب الجينية، يقترح العلماء أنّ هناك بعض الاختلالات أو الأخطاء الجينية أثناء عملية تطوّر الجنين في رحم الأم وتكوّن الغضاريف والعظام الأنفية لديه، مما يجعلها في حالة من اللامركزيّة والميلان، وهذا يُطوّر حالة من انحراف الوتيرة بعد الولادة.
القسم الثاني والذي يتعلّق بالإصابات الأنفية: وتشمل العديد من الإصابات التي يمكن أن تهشّم الأنف خصوصًا عند الأطفال وهم في سنٍّ صغيرة، بحيث يسقطون كثيرًا أثناء اللعب خصوصًا في حالة انعدام الرقابة من الأهل، كما يمكن لحوادث المركبات أن تتسبّب في انحراف الوتيرة نتيجة صدمة قوية على الأنف، والرياضيون وخصوصًا في رياضات الدفاع عن النفس والرياضات القتالية ترتفع لديهم نسب الإصابة بانحراف الوتيرة كونهم يتلقّون ضربات كثيرة على الوجه خلال مسيرتهم الرياضية.
أعراض انحراف الوتيرة الأنفية
يؤثّر انحراف الوتيرة على العديد من الأعضاء العلوية من الجسم، بحيث يُسبّب عددًا من الأعراض التي تتدرّج من الأعراض البسيطة قليلة الخطورة إلى الأعراض المعقّدة والتي تزداد خطورتها بتقدّم الحالة المرضية مع الزمن وإهمال علاجها، ومن هذه الأعراض: [٢]

صداع مزمن: صداع في جميع أجزاء الرأس، أي صداع كُلّيّ وليس صداع نصفي كالذي يرافق الشقيقة.
انسداد مزمن في الأنف: وذلك بسبب ميلان الحاجز الأنفيّ مما يعطّل من انسيابية عملية التنفّس.
التهاب مزمن في الجيوب الأنفية: وذلك نتيجة احتقان المجرى التنفسيّ وامتلائه بخلايا الدم البيضاء وإفرازات كيمياء آلية الالتهاب، بحيث يسبّب ذلك شعور بالضيق وصعوبة بالغة في التنفّس.
التهابات متكررة في الأذن الوسطى: بسبب وصول الالتهابات الأنفية لقناة إستاكيوس أو قناة النفير كونها تصل بين الأذن والتجويف الأنفي.
التهابات متكررة في الحلق: وذلك بسبب انتشار الالتهاب في التجويف الأنفي إلى مناطق التجويف الحلقي والبلعوميّ.
تشوه مظهر الأنف الخارجي وانحرافه باتجاه انحراف الحاجز: وذلك لأنه أينما يتجه الحاجز الأنفي يتجه المظهر الخارجي للأنف، ولا يصلح المظهر الخارجي إلّا بعد تعديل جراحيّ للحاجز الأنفي.
النزيف الأنفي: بسبب جفاف الأغشية الأنفية نتيجة نقصان كمية الأكسجين الداخلة للأنف.
انسداد الأنف من الجهة المقابلة للانحراف: بسبب تضخم القرنيات في الجهة الأخرى، وبسبب وجود فراغ كبير في الفتحة الأنفية المقابلة للانحراف.
علاج انحراف الوتيرة الأنفية
تتعدّد وسائل علاج انحراف الوتيرة وتشمل بدايةً محاولة التخفيف من الأعراض التي يمكن أن يسبّبها، لكن إن اشتدّت الأعراض لفترات طويلة فيلجأ الأطباء عادةً إلى واحدة من الوسائل التالية أو إلى دمج أكثر من وسيلة في آنٍ واحد، ومن هذه الوسائل:[٣]

مضادات الاحتقان: يلجأ الأطباء عادةً إلى مضادات الاحتقان في حالة ازدادت لدى المريض أعراض ضيق التنفس والانتفاخ الحاصل في التجويف الأنفي نتيجة الالتهابات، وتساعد هذه المضادات على إبقاء مجرى الهواء مفتوحًا قدر الإمكان ليستعيد المريض قدرته على التنفس براحة تامّة، وتأتي على شكل حبوب وبخاخات أنفية، إلا أنّ مضادات الاحتقان لديها القليل من الآثار الجانبية التي تتمثّل في التهيّج والعصبية كونها ترفع من مستويات تدفّق الدم في القلب والأوردة.
مضادات الهيستامين: تُستخدَم مضادات الهيستامين لعلاج آثار الحساسية الناجمة عن انحراف الوتيرة، بحيث تكثر عدد خلايا الدم البيضاء في منطقة الالتهاب مما يسبّب سيلانًا في الأنف وأحيانًا انغلاق المجرى التنفسي، تساعد مضادات الهيستامين على إزالة الحساسية، وتأتي على شكل حبوب وبخاخات أنفية، لكنّها تُشعِر المريض بقليل من النعاس، لذلك هي غير مناسبة لمن لديهم مهام وأعمال تحتاج لتركيز أو للذين يقودون المركبات بشكل مُكثَّف.
بخاخات الستيرويد الأنفية: يساعد الستيرويد عمومًا على كبح جهاز المناعة في محاربة الأجسام الغريبة بحيث يقلّل من الأعراض الناجمة عن هذه المقاومة، كالانتفاخات الأنفية والسيلان الأنفي والوهن والتعب العام، وذلك يساعد المريض على التحسّن وتغطية الأعراض لمدة وجيزة إلى أن يتخذ الأطباء خطوة جراحية لتصحيح انحراف الوتيرة.
التصحيح الجراحي: إن التدخّل الجراحي لتصحيح انحراف الوتيرة هو الخيار الأفضل لمعالجة جميع الأعراض وتحسين صحة المريض ووظائف جهازه التنفسي والحدّ من انتشار التهابات التجويف الأنفي إلى مناطق أخرى كالبلعوم والحنجرة والأذن الوسطى، ويقوم الطبيب بإزالة الأجزاء الزائدة من الحاجز الأنفي الذي يسبّب المشكلة نتيجة عيب خلقي أو وراثيّ أو حادث ما، وتُعد هذه العملية من العمليات البسيطة نسبيًّا والتي يمكن أن يستعيد المريض كامل نشاطه وصحته بعد ساعات قليلة من العملية.
التصحيح الجراحي التجميليّ: وهو تصحيح تجميلي لشكل الأنف يُرافق عادةً التصحيح الجراحي للحاجز الأنفي، وذلك لإعادة الأنف للشكل الطبيعي أو لتجميل شكله بحيث أثّرت عملية إزالة الحاجز الأنفي أو أجزاء منه على شكل الأنف الخارجي، وكثير من الناس يطلبون من الطبيب إجراء هذه العملية التجميليّة مع العملية الأساسية كي لا ترافقهم بعض التشوّهات الأنفية بعد انتهاء العملية.​
 

هديل

كاتب جديد
ما شاء الله هدير نصر حضورك رائع اشكر مواضيعك القيمه بانتظار المزيد
 
أعلى