تَبَيَّنَ ثَغْرُ الفَجْرِ لمَا تَبَسَّمَا ... فَسُبّحانَ مَن في الذِكْرِ بالفَجْرِ أَقْسَمَا

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
تَبَيَّنَ ثَغْرُ الفَجْرِ لمَا تَبَسَّمَا ... فَسُبّحانَ مَن في الذِكْرِ بالفَجْرِ أَقْسَمَا
فَصَلِّ عَلَى المَبْعُوْثِ لِلْخلْقِ رَحْمَةً ... عَسَى شَمَلتنا أَوْ لَعَلَّ وَرُبَّمَا
كما شَمَلَتْ آلَ الرسُولِ وَصَحْبَه … فأكرم بهِمْ آلا وَصَحْبًا وأَعظِمَا
أَتى بالهُدَى نورًا إلينَا وَنِعْمَةً... وقَدْ كَانَ وَجهُ الكَوْنِ بالشِّرْكِ مُظْلِمَا
فَجَلَّى بأنْوارِ الهُدَى كُلَّ ظُلْمَةٍ … وأَطْلَعَ في الآفاقِ للدِيْنِ أَنْجُمَا
أَتَى بِكِتَابٍ أَعْجَزَ الخلقَ لَفْظُهُ ... فكلُ بَلِيْغ عُذْرُهُ صَارَ أَبْكَمَا
تَحَدَّى به أَهَلَ البلاغَة كلَّهم ... فلمْ يَفْتَحوا فيمَا يُعَارِضُهُ فَمَا
حَوَى كلَّ بُرهَانٍ على كُل مَطْلَب.. وَيَعْرِفُ هَذا كُلُّ مَنْ كَان أَفْهَمَا
وأَخْبَرَ فِيهِ عَن عَواقِبَ مَن عَصَى … بأنَّ له بَعْدَ المَمَاتِ جَهَنَّمَا
وَعَمَّنْ أَطَاعَ اللهَ أَنَّ لهُ غَدًا ... نَعِيْمًا بهِ مَا تَشْتَهي النَّفْسُ كُلَّمَا
مُحَمَّدٌ المَبْعُوْثُ لِلْخَلْقِ رَحْمَةً … فَصَلِّ عليهِ مَا حَييْتَ مُسَلِّمَا
وأَسْرَى به نحْوَ السَّمَواتِ رَبُّه … وأرْكَبَهُ ظَهْرَ البُرَاقِ وأَكْرَمَا
وَقَدْ فتَحَتْ أبْوابُها لِصُعُودِه … فَمَا زَالَ يَرْقَى مِن سَمَاءٍ إلى سَمَا
وَلاَقى بِهَا قَوْمًا مِن الرسْل كلُّهمْ … يقولُ له يَا مَرْحَبًا حِيْنَ سَلَّمَا
وكَانَ بِهِ فَرْضُ الصَّلاةِ وحَبَّذَا … تَرَدُّدُهُ بَيْنَ الكَلِيْمِ مُكَلِّمَا
وَصَيَّرَهَا مِنْ بَعْدِ خَمْسِينَ خَمْسَةً ... فُرُوْضًا وأمْرُ اللهِ قَدْ كَانَ مُبْرَمَا
وعَاد إلى بَيْتِ أُمِّ هَانِئ مُخْبرًا … لَهَا بالذي قَدْ كَانَ مِنْهُ وَمُعْلِمَا
فَخَافَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُكذِّبَهُ المَلاَ ... وَيَزْدَادُ مَنْ في قَلْبِهِ مَرَضٌ عَمَى
فَجَاءَ إلى البَيتِ العَتيقِ فأَخْبَر الْـ ... ـعِبادَ فَمِنْهُمْ مَنْ بِتَكْذِيْبِهِ رَمَى
وَكَان بهِ الصَدِّيقُ خَيرَ مُصدِّقٍ.. فَصَدَّقَ خَيْرَ الرُّسُلِ مِنْ خَبَرِ السَّما
مُحَمَّدًا المَبْعُوثَ لِلْخَلْقِ رَحْمَةً … فَصَلِّ عليهِ ما حَيٌيتَ مُسَلِّمًا
وَقُمْ حَامِدًا للهِ في كُلِّ حَالَةٍ ... تَجِدْ حَمْدَهُ في يَوْمِ حَشْرِكَ مَغْنَمَا
وَصَلّ على المَبْعوثِ للخَلقِ رَحْمةً … مَحمَّدٍ المخْتَارِ والآلِ كُلَّمَا
سَرى البَرْقُ مِنْ أَرْجَاءِ مَكةَ أو سَرَى نَسِيْمٌ على زَهْرِ الرُّبَى مُتَبَسِّمًا
وَرَضِّ عَلى الأَصْحَابِ أَصْحَاب أَحْمَدٍ.. وكُن لَهُمُ في كُلِّ حِيْنٍ مُعَظِّمَا
 
أعلى