عندما نتخطى ما لا نستطيع ..

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رجل الأعمال الألماني المُدان ؛ في قمة الحزن والهمّ ؛ يشغله
كيف ينقذ شركته من الإفلاس؟
ظهر له رجل عجوز وقال له:
" أعتقد أن بإمكاني مساعدتك "
وكتب له " شيكاً " وسلّمهُ له
قائلاً : " خذ هذه النقود وقابلني بعد سنة بهذا المكان لتعيد المبلغ "،
رجل الأعمال مذهولاً ؛ يقلب بين يديه شيكاً بمبلغ نصف مليون دولار
عليه توقيع ( جون دي روكفلر )
ملاحظة: روكفلر هو اسم رجل أعمال أمريكي كان أكثر رجال العالم ثراء
فترة 1839م – 1937م.جمع ثروته من عمله في مجال البترول،
وفي وقت لاحق أصبح من المشهورين.
أنفق روكفلر خلال حياته مبلغ 550 مليون دولار أمريكي
تقريبًا في مشروعات خيرية.
أفاق الرجل من ذهوله وقال بحماسة :
الآن أستطيع أن أمحو بهذه النقود كل ما يقلقني ،
ثم فكر لوهلة وقرر أن يسعى لحفظ شركته من الإفلاس
دون أن يلجأ لصرف الشيك
الذي أتخذه مصدر أمان وقوة له.
وانطلق بتفاؤل نحو شركته وبدأ أعماله ودخل بمفاوضات
ناجحة مع الدائنين لتأجيل تاريخ الدفع .
واستطاع تحقيق عمليات بيع كبيرة لصالح شركته.
وخلال بضعة شهور استطاع أن يسد ديونه.
وبدأ يربح من جديد.
وبعد انتهاء السنة المحددة من قبل ذلك العجوز،
ذهب الرجل إلى الحديقة متحمساً فوجد ذلك الرجل العجوز
بانتظاره على نفس الكرسي،
فلم يستطيع أن يتمالك نفسه فأعطاه الشيك الذي لم يصرفه،
وبدأ يقص عليه قصة النجاحات التي حققها
دون أن يصرف الشيك.
وفجأة قاطعته ممرضة مسرعة باتجاه العجوز قائلة :
الحمد لله أني وجدتك هنا، فأخذته من يده،
وقالت لرجل الأعمال :
أرجو ألا يكون قد أزعجك،
فهو دائم الهروب من مستشفى المجانين المجاور لهذه الحديقة،
ويدّعي للناس بأنه " جون دي روكفلر ".
***
وقف رجل الأعمال تغمره الدهشة ويفكر في تلك السنة
الكاملة التي مرت وهو ينتزع شركته من خطر الإفلاس
ويعقد صفقات البيع والشراء ويفاوض بقوة لاقتناعه
بأن هناك نصف مليون دولار خلفة !
***
حينها أدرك أنّ النقود لم تكن هي التي غيَّرت حياته وأنقذت شركته، بل الذي غيرها هو اكتشافه الجديد المتمثل في الثقة بأنه يمكنه تخطى ذلك..

هم يسمونها الثقة بالنفس ونحن كمسلمين نطلق عليها "
"اليقين على الله والثقة المطلقة بالله"
نعم الثقة في الله هي التي تمنحك قوة
تجعلك تتخطى أخطر فشل
وتحقق اعظم نجاح
وهى بالضبط ما نحتاجه
فقط
تجاوز ما لا تستطيع
إلى فعل ما تستطيع
واعلم أن قانون الله فى أرضه
" إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا"
الحمد لله
ما أروّع هذا البيت من الشِعر:
سيفتحُ الله باباً كنت تحسبهُ
من شدة اليأس لم يُخلق بمفتاحِ

قال صالح الدمشقي لابنه:
يا بني، إذا مرَّ بك يوم وليلة قد سلم فيهما دينك، وجسمك، ومالك، وعيالك فأكثِر الشكر للَّه تعالى، فكم من مسلوب دينه، ومنزوع مُلكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية
(سبحان الله ؛ والحمد لله ؛ ولا إله إلا الله ؛ والله أكبر)
 
التعديل الأخير:
رد: عندما نتخطى ما لا نستطيع ..

قصة في غاية الروعه وتفاؤل بلحياة والدنيا اشكرك اخي على ما طرحته لنا من فائده وحكم
 
G

Guest

Guest
جزاك الله خيـر

بارك الله في جهودك

وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
 
أعلى