عبدالحي عداربه
كاتب جيد جدا
- إنضم
- 12 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 1,124
- النقاط
- 881
الأسيرة :
وكأنى بهؤلاء النسوة الثلاث كدن أن يهلكن
من شدة الفخر والسعادة والإباء
عندما شعروا بأن جيش المسلمين كله
قد خرج من أجلهن وفى سبيل نصرتهن
!!!
*****************
أرسل المنصور يوما رسولا الى بلاد البشكنش
"اقليم الباسك حاليا"
فى وقت السلم والمعاهدة , وكان من شروط المعاهدة
أن لا يبقى أسير مسلم فى (بلاد القوط )
عندما وفد هذا الرسول الى تلك البلاد استقبله ملكها أحسن
استقبال وأكرمه وأحسن ضيافته , وسمح له أن يتجول فى بلده
كما يحب , فدخل أحد أكبر كنائسهم وإذا هو بالداخل إذ وجد
امرأة قد أقبلت عليه وقالت له : أيرضى المنصور
أن ينسى بتنعمه بؤسها !!
وأخبرته أنها أسيرة فى تلك الكنيسه ومعها امرأتين من
المسلمين كذلك ومضى لهن سنين فى تلك الكنيسة
واستحلفته أن يخبر المنصور بشأنها ..
******
من شدة الفخر والسعادة والإباء
عندما شعروا بأن جيش المسلمين كله
قد خرج من أجلهن وفى سبيل نصرتهن
!!!
*****************
أرسل المنصور يوما رسولا الى بلاد البشكنش
"اقليم الباسك حاليا"
فى وقت السلم والمعاهدة , وكان من شروط المعاهدة
أن لا يبقى أسير مسلم فى (بلاد القوط )
عندما وفد هذا الرسول الى تلك البلاد استقبله ملكها أحسن
استقبال وأكرمه وأحسن ضيافته , وسمح له أن يتجول فى بلده
كما يحب , فدخل أحد أكبر كنائسهم وإذا هو بالداخل إذ وجد
امرأة قد أقبلت عليه وقالت له : أيرضى المنصور
أن ينسى بتنعمه بؤسها !!
وأخبرته أنها أسيرة فى تلك الكنيسه ومعها امرأتين من
المسلمين كذلك ومضى لهن سنين فى تلك الكنيسة
واستحلفته أن يخبر المنصور بشأنها ..
******
وعاد الرسول الى المنصور فى قرطبة يخبره بنتائج الزيارة
وحكى له عن تجواله فى أراضى المملكة
فقال له المنصور :
هل وقفت هناك على أمر أنكرته ؟؟؟
أم لم تقف على غير ما ذكرته ؟
فأخبره بقصة المرأة
فغضب المنصور وعاتبه ولامه وارتفع صوته
على أنه لم يبدأ بها كلامه !!
فأصبح المنصور غازيا من فوره
وجهز الجيوش ولم تطلع الشمس إلا والمنصور والمسلمين
على ظهور خيولهم متوجهين الى بلاد البشكنش
لأن وجود تلك المرأة المسلمة الأسيرة
مخالفة صريحة جدا لما اتفقوا عليه ...
****
وحكى له عن تجواله فى أراضى المملكة
فقال له المنصور :
هل وقفت هناك على أمر أنكرته ؟؟؟
أم لم تقف على غير ما ذكرته ؟
فأخبره بقصة المرأة
فغضب المنصور وعاتبه ولامه وارتفع صوته
على أنه لم يبدأ بها كلامه !!
فأصبح المنصور غازيا من فوره
وجهز الجيوش ولم تطلع الشمس إلا والمنصور والمسلمين
على ظهور خيولهم متوجهين الى بلاد البشكنش
لأن وجود تلك المرأة المسلمة الأسيرة
مخالفة صريحة جدا لما اتفقوا عليه ...
****
وأقسم المنصور أنه لا يرجع عن أرضه حتى يكتسحها
– اى الكنيسة –
وجن جنون الملك عندما علم بقدوم المنصور بن أبى عامر
وأرسل له يخبره أنه لم ينقض عهدا ولم يشق عصا الطاعة
أنه على طاعة المنصور والمسلمين ابدا
فاستقبل المنصور رسل "ابن شانجة" – ملك البشكنش –
وعنفهم وأخبرهم :
أنه عاقدنى على ألا يبقى ببلاده مأسورة أو مأسور
وقد بلغنى بعدُ بقاء فلانة المسلمة فى تلك الكنيسة
ووالله لا أنتهى عن أرضه حتى أكتسحها !!
– اى الكنيسة –
وجن جنون الملك عندما علم بقدوم المنصور بن أبى عامر
وأرسل له يخبره أنه لم ينقض عهدا ولم يشق عصا الطاعة
أنه على طاعة المنصور والمسلمين ابدا
فاستقبل المنصور رسل "ابن شانجة" – ملك البشكنش –
وعنفهم وأخبرهم :
أنه عاقدنى على ألا يبقى ببلاده مأسورة أو مأسور
وقد بلغنى بعدُ بقاء فلانة المسلمة فى تلك الكنيسة
ووالله لا أنتهى عن أرضه حتى أكتسحها !!
فأرسل الملك يخبره أنه كان لا يدرى بوجود تلك الأسيرة
وأن أحد قواده هو من قام بأسرها
ثم أرسل له الملك يسترضيه ويستعطفه حتى أنه أخبره
: أنه قد بالغ فى هدم الكنيسة
– اى سواها بالتراب –
وهنا توقف المنصور
وأخذ المرأة وجلس معها وطيب خاطرها
وأرسلها الى أهلها فى قرطبة ومعها الأسيرتيْن ......
****
وكأنى بهؤلاء النسوة الثلاث كدن أن يهلكن
من شدة الفخر والسعادة والإباء
عندما شعروا بأن جيش المسلمين كله
قد خرج من أجلهن وفى سبيل نصرتهن !!!
أين أنت ايها الحاجب المنصور الآن ..
وأن أحد قواده هو من قام بأسرها
ثم أرسل له الملك يسترضيه ويستعطفه حتى أنه أخبره
: أنه قد بالغ فى هدم الكنيسة
– اى سواها بالتراب –
وهنا توقف المنصور
وأخذ المرأة وجلس معها وطيب خاطرها
وأرسلها الى أهلها فى قرطبة ومعها الأسيرتيْن ......
****
وكأنى بهؤلاء النسوة الثلاث كدن أن يهلكن
من شدة الفخر والسعادة والإباء
عندما شعروا بأن جيش المسلمين كله
قد خرج من أجلهن وفى سبيل نصرتهن !!!
أين أنت ايها الحاجب المنصور الآن ..
جامع قرطبة وسط الثليج
لقد طابت لنا العيشة هنا :
ذكرها د/طارق السويدان فى كتابه "الأندلس التاريخ المصور"
فى إحدى غزوات المنصور لبلاد البشكنش دخل فى أعماق
بلادهم وتوغل فى أرضهم حتى صار وراء الجبال
فأخذ(القوط) يسدون طريق العودة أمام المنصور
وجيشه كمنوا له بين جبلين
سيمر بينهما المنصور وجنوده
ومن أصعب أنواع القتال
هو القتال فى ممر ضيق جدا
فماذا فعل المنصور
؟؟؟؟
!!
******
لم يقاتل ولم يقتحم الممر , بل اختار مدينة قريبة من ذلك
المكان , فنزلها ووزع جنوده فى أرجائها , يعملون ويحرثون
ويبيعون ويشترون ويقوم بكل متطلبات الحياة فيها
وبعث الحاجب المنصور الجند بالسرايا
يمينا وشمالا يقاتلون ويأسرون ويغنمون
حتى ضج القوط من غاراتهم , وأرسلوا اليه ان اعبر المضيق
أنت وجنودك , إلا أن المنصور رفض قائلاً :
لقد طابت لنا المعيشة هنا
وإن هذه البلاد جميلة يطيب سكناها
وسأبقى الى السنة القادمة
لأغزو فى الصيف القادم
إن شاء الله !!
وكان جنده يأتون بقتلى القوط ويلقونها أمام الوادى
حتى ضج سكان المنطقة , فأرسلوا اليه ثانية
الى الحاجب المنصور الذى قبل أن يمر عبر المضيق برجاله
بشرطين :
1- أن يحمل القوط ما معه من الغنائم والأسلاب على دوابهم أمامه !!
2- وان يقوموا هم بإزالة الجثث التى ألقاها على الطريق بفم الوادى
******
المكان , فنزلها ووزع جنوده فى أرجائها , يعملون ويحرثون
ويبيعون ويشترون ويقوم بكل متطلبات الحياة فيها
وبعث الحاجب المنصور الجند بالسرايا
يمينا وشمالا يقاتلون ويأسرون ويغنمون
حتى ضج القوط من غاراتهم , وأرسلوا اليه ان اعبر المضيق
أنت وجنودك , إلا أن المنصور رفض قائلاً :
لقد طابت لنا المعيشة هنا
وإن هذه البلاد جميلة يطيب سكناها
وسأبقى الى السنة القادمة
لأغزو فى الصيف القادم
إن شاء الله !!
وكان جنده يأتون بقتلى القوط ويلقونها أمام الوادى
حتى ضج سكان المنطقة , فأرسلوا اليه ثانية
الى الحاجب المنصور الذى قبل أن يمر عبر المضيق برجاله
بشرطين :
1- أن يحمل القوط ما معه من الغنائم والأسلاب على دوابهم أمامه !!
2- وان يقوموا هم بإزالة الجثث التى ألقاها على الطريق بفم الوادى
******
دينار من عام 390 وواصل عامر
كتابه اسم الخليفة هشام واسمه الخاص على وجه
لا إله إلا الله على الوجه الاخر
الملك لا ينام اذا نامت الرعية :
كان المنصور بن أبى عامر كثير السهر جدا
حتى أن أحد خدمه اسمه "شعلة" قال له فى ليلة
: قد أفرط مولانا فى السهر , وبدنه يحتاج الى أكثر من هذا
النوم , وهو أعلم بما يحركه عدم النوم من علّة العصب
فقال المنصور :
يا شعلة
الملك لا ينام اذا نامت الرعية
ولو استوفيت نومى
لما كان فى دور – بيوت – هذا البلد العظيم
عين نائمة ....
***
حتى أن أحد خدمه اسمه "شعلة" قال له فى ليلة
: قد أفرط مولانا فى السهر , وبدنه يحتاج الى أكثر من هذا
النوم , وهو أعلم بما يحركه عدم النوم من علّة العصب
فقال المنصور :
يا شعلة
الملك لا ينام اذا نامت الرعية
ولو استوفيت نومى
لما كان فى دور – بيوت – هذا البلد العظيم
عين نائمة ....
***
هكذا كان حرصه على دولة المسلمين واهتمامه بشؤونها !!
ومآثر المنصور لا تحصى ومناقبه وأخباره كثيرة
ولكن حتى لا أطيل أكتفى بذكر ما سبق ...
ولكن حتى لا أطيل أكتفى بذكر ما سبق ...
وفاة المنصور بن أبى عامر :-
أما آن هذا الجسد أن يستريح !!
حكم المنصور بن أبى عامر الأندلس زهاء 27 سنة
, وغزا أكثر من 54 غزة لم يهزم فى واحدة قط !!
كانت كلها عز للإسلام والمسلمين حتى قال
عنه ابن الخطيب فى كتابه
"اعمال الاعلام " :
( وعلى الجملة
فكان نسيج وحده فى صقعه
وقلّ أن يسمع بمثله فى غيره ... )
أما آن هذا الجسد أن يستريح !!
حكم المنصور بن أبى عامر الأندلس زهاء 27 سنة
, وغزا أكثر من 54 غزة لم يهزم فى واحدة قط !!
كانت كلها عز للإسلام والمسلمين حتى قال
عنه ابن الخطيب فى كتابه
"اعمال الاعلام " :
( وعلى الجملة
فكان نسيج وحده فى صقعه
وقلّ أن يسمع بمثله فى غيره ... )
انصرف المنصور بن ابى عامر
الى الغزو عام 392هـ (1002م) فسلم وغنم كعادته وكان عمره
وقتها ناهز 65 عاماً , ووجد فى نفسه خفة وعلم بدنو الأجل
فأحضر جماعة بين يديه وهو كالخيال لا يبين الكلام وأكثر
كلامه بالإشارة كالمسلم المودع , وأوصى ألا يحمل فى تابوت
وأمر أن يدفن مكان موته
وكان وقتها فى مدينة الثغر المنيع "مدينة سالم" فأمر أن يدفن
رحمه الله فى صحن قصره بمدينة سالم وأمر أن
يدفن معه غبار المعارك حتى تشهد له أمام الله بجهاده
وأمر أن يكفن بتلك الأكفات التى كان يحملها
معه دائما في المعارك
وهى أكفان صنعت من غزل بناته
واشتريت من خالص ماله الموروث .......
الى الغزو عام 392هـ (1002م) فسلم وغنم كعادته وكان عمره
وقتها ناهز 65 عاماً , ووجد فى نفسه خفة وعلم بدنو الأجل
فأحضر جماعة بين يديه وهو كالخيال لا يبين الكلام وأكثر
كلامه بالإشارة كالمسلم المودع , وأوصى ألا يحمل فى تابوت
وأمر أن يدفن مكان موته
وكان وقتها فى مدينة الثغر المنيع "مدينة سالم" فأمر أن يدفن
رحمه الله فى صحن قصره بمدينة سالم وأمر أن
يدفن معه غبار المعارك حتى تشهد له أمام الله بجهاده
وأمر أن يكفن بتلك الأكفات التى كان يحملها
معه دائما في المعارك
وهى أكفان صنعت من غزل بناته
واشتريت من خالص ماله الموروث .......
***
وفى ليلة الاثنين 27 رمضان من عام 392هـ / 11
أغسطس 1002م
فاضت روح المنصور محمد بن أبى عامر الى بارئها ....
ونقشت على قبر المنصور محمد بن أبى عامر تلك الأبيات :
وفى ليلة الاثنين 27 رمضان من عام 392هـ / 11
أغسطس 1002م
فاضت روح المنصور محمد بن أبى عامر الى بارئها ....
ونقشت على قبر المنصور محمد بن أبى عامر تلك الأبيات :
آثـــاره تنبيــك عــن أخبــاره
حتـى كأنـك بالعيـان تـراهُ
حتـى كأنـك بالعيـان تـراهُ
تالله لا يأتي الزمان بمثله
أبدًا ولا يحمي الثغور سواهُ
أبدًا ولا يحمي الثغور سواهُ