من حرف الألف الى الياء

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]


بكى
- بكى يبكي بكا وبكاء، فالبكاء بالمد: سيلان الدمع عن حزن وعويل، ويقال إذا كان الصوت أغلب كالرغاء والثغاء وسائر هذه الابنية الموضوعة للصوت، وبالقصر يقال إذا كان الحزن أغلب، وجمع الباكي باكون وبكي، قال الله تعالى: ?خروا سجدا وبكيا? [مريم/58]. وأصل بكي فعول (إلا أنهم قلبوا الواو ياء ثم أدغموها مع الياء)، كقولهم: ساجد وسجود، وراكع وركوع، وقاعد وقعود، لكن قلب الواو ياء فأدغم نحو: جاث وجثي، وعات وعتي، وبكى يقال في الحزن وإسالة الدمع معا، ويقال في كل واحد منهما منفردا عن الآخر، وقوله عز وجل: ?فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا? [التوبة/82] إشارة إلى الفرح والترح وإن لم تكن مع الضحك قهقهة ولا مع البكاء إسالة دمع.
وكذلك قوله تعالى: ?فما بكت عليهم السماء والأرض? [الدخان/29]، وقد قيل: إن ذلك على الحقيقة، وذلك قول من يجعل لهما حياة وعلما، وقيل: ذلك على المجاز، وتقديره: فما بكت عليهم أهل السماء.
بل
- كلمة للتدارك، وهو ضربان:
- ضرب يناقض ما بعده ما قبله، لكن ربما يقصد به لتصحيح الحكم الذي بعده وإبطال ما قبله، وربما يقصد تصحيح الذي قبله وإبطال الثاني، فما قصد به تصحيح الثاني وإبطال الأول قوله تعالى: ?إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين *** كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون? [المطففين/13 - 14]، أي: ليس الأمر كما قالوا بل جهلوا، فنبه بقوله: ?ران على قلوبهم? على جهلهم، وعلى هذا قوله في قصة إبراهيم ?قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرههم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون? [الأنبياء/62 - 63].
ومما قصد به تصحيح الأول وإبطال الثاني قوله تعالى: ?فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن *** وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن *** كلا بل لا تكرمون اليتيم? [الفجر/15 - 17].
أي: ليس إعطاؤهم المال من الإكرام ولا منعهم من الإهانة، لكن جهلوا ذلك لوضعهم المال في غير موضعه، وعلى ذلك قوله تعالى: ?ص والقرآن ذي الذكر *** بل الذين كفروا في عزة وشقاق? [ص/1 - 2]، فإنه دل بقوله: ?والقرآن ذي الذكر? أن القرآن مقر للتذكر، وأن ليس امتناع الكفار من الإصغاء إليه أن ليس موضعا للذكر، بل لتعززههم ومشاقتهم، وعلى هذا: ?ق والقرآن المجيد *** بل عجبوا? [ق/1 - 2]، أي: ليس امتناعهم من الإيمان بالقرآن أن لا مجد للقرآن، ولكن لجهلهم؛ ونبه بقوله: ?بل عجبوا? على جهلهم؛ لأن التعجب من الشيء يقتضي الجهل بسببه، وعلى هذا قوله عز وجل: ?ما غرك بربك الكريم *** الذي خلقك فسواك فعدلك *** في أي صورة ما شاء ركبك *** كلا بل تكذبون بالدين? [الانفطار/6 - 9]، كأنه قيل: ليس ههنا ما يقتضي أن يغرهم به تعالى، ولكن تكذيبهم هو الذي حملهم على ما ارتكبوه.
- والضرب الثاني من (بل) : هو أن يكون مبينا للحكم الأول وزائدا عليه بما بعد (بل)، نحو قوله تعالى: ?بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر? [الأنبياء/5]، فإنه نبه أنهم يقولون: ?أضغاث أحلام بل افتراه?، يزيدون على ذلك أن الذي أتى به مفترى افتراه، بل يزيدون فيدعون أنه كذاب، فإن الشاعر في القرآن عبارة عن الكاذب بالطبع، وعلى هذا قوله تعالى: ?لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا *** هم ينصرون *** بل تأتيهم بغتة فتبهتهم? [الأنبياء/39 - 40]، أي: لو يعلمون ما هو زائد عن الأول وأعظم منه، وهو أن تأتيهم بغتة، وجميع ما في القرآن من لفظ (بل) لا يخرج من أحد هذين الوجهين وإن دق الكلام في بعضه.
بلد
البلد المكان المحيط المحود المتأثر باجتماع قطانه وإقامتهم فيه، وجمعه: بلاد وبلدان، قال عز وجل: ?لا أقسم بهذا البلد? [البلد/1]، قيل: يعني به مكة (وهذا قول ابن عباس فيما أخرجه عنه ابن جرير: 30/193 وابن أبي حاتم). قال تعالى: ?بلدة طيبة? [سبأ/15]، ?فأنشرنا به بلدة ميتا? [الزخرف/11]، وقال عز وجل: ?سقناه إلى بلد ميت? [الأعراف/57]، ?رب اجعل هذا بلدا آمنا? [البقرة/126]، يعني: مكة وتخصيص ذلك في أحد الموضعين وتنكيره في الموضع الآخر له موضع غير هذا الكلام (قال الإسكافي: (قوله تعالى في البقرة: ?رب اجعل هذا بلدا آمنا?، وفي سورة إبراهيم: ?رب اجعل هذا البلد آمنا?. قال: الجواب أن يقال: الدعوة الأولى وقعت ولم يكن المكان قد جعل بلدا، فكأنه قال: اجعل هذا الوادي بلدا آمنا، والدعوة الثانية وقعت وقد جعل بلدا، فكأنه قال: اجعل هذا المكان الذي صيرته كما أردت ومصرته كما سألت ذا أمن على من أوى إليه). انتهى مختصرا. راجع درة التنزيل للإسكافي ص 29؛ وفتح الرحمن للأنصاري ص 39؛ وملاك التأويل 1/90) وسميت المفازة بلدا لكونها موطن الوحشيات، والمقبرة بلدا لكونها موطنا للأموات، والبلدة منزل من منازل القمر، والبلدة: البلجة ما بين الحاجبين تشبيها بالبلد لتمددها، وسميت الكركرة بلدة لذلك، وربما استعير ذلك لصدر الإنسان (يقال: فلان واسع البلدة، أي: واسع الصدر)، ولاعتبار الأثر قيل: بجلده بلد، أي: أثر، وجمعه: أبلاد، قال الشاعر:
- 66 - وفي النحور كلوم ذات أبلا
(هذا عجز بيت للقطامي، وصدره:
ليست تجرح فرارا ظهورهم
وهو في اللسان (بلد)، وديوانه ص 12؛ والمشوف المعلم 1/117؛ والبصائر 2/273؛ وإصلاح المنطق ص 410)
وأبلد الرجل: صار ذا بلد، نحو: أنجد وأتهم (راجع: مادة (ألف) ). وبلد: لزم البلد.
ولما كان اللازم لموطنه كثيرا ما يتحير إذا حصل في غير موطنه قيل للمتحير: بلد في أمره وأبلد وتبلد، قال الشاعر:
- 67 - لا بد للمحزون أن يتبلدا (البيت يروى:
ألا لا تلمه اليوم أن ييتبلدا *** فقد غلب المحزون أن يتجلدا
وهي في اللسان: (بلد) ؛ ويروى:
لا بد للمصدور من أن يسعلا
وهو في اللسان: (صدر) 4/45 والبيت للأحوص؛ وهو في الأغاني 13/153؛ وديوانه ص 98)
ولكثرة وجود البلادة فيمن كان جلف البدن قيل: رجل أبلد، عبارة عن عظيم الخلق، وقوله تعالى: ?والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا? [الأعراف/58]، كنايتان عن النفوس الطاهرة والنجسة فيما قيل (وهذا مروي عن ابن عباس وقتادة. راجع الدر المنثور 3/478).
بلس
- الإبلاس: الحزن المعترض من شدة البأس، يقال: أبلس، ومنه اشتق إبليس فيما قيل. قال عز وجل: ?ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون? [الروم/12]، وقال تعالى: ?أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون? [الأنعام/44]، وقال تعالى: ?وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين? [الروم/49].
ولما كان المبلس كثيرا ما يلزم السكوت وينسى ما يعنيه قيل: أبلس فلان: إذا سكت وإذا انقطعت حجته، وأبلست الناقة فهي مبلاس: إذا لم ترع من شدة الضبعة. وأما البلاس: للمسح، ففارسي معرب (قال أبو عبيدة: ومما دخل في كلام العرب من كلام فارس: المسح، تسميه العرب البلاس، وهو فارسي معرب.
ومن دعائهم: أرانيك الله على البلس، وهي غرائر كبار من مسوح يجعل فيها التين).
بلع
- قال عز وجل: ?يا أرض ابلعي ماءك? [هود/44]، من قولهم: بلعت الشيء وابتعلته، ومنه: البلوعه، وسعد بلع نجم، وبلع الشيب في رأسه: أول ما يظهر.
بلغ
- البلوغ والبلاغ: الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى، مكانا كان أو زمانا، أو أمرا من الأمور المقدرة، وربما يعبر به عن المشارفة عليه وإن لم ينته إليه، فمن الانتهاء: ?بلغ أشده وبلغ أربعين سنة? [الأحقاف/15]، وقوله عز وجل: ?فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن? [البقرة/232]، و ?ما هم ببالغيه? [غافر/56]، ?فلما بلغ معه السعي? [الصافات/102]، ?لعلي أبلغ الأسباب? [غافر/36]، ?أيمان علينا بالغة? [القلم/39]، أي: منتهية في التوكيد.
والبلاغ: التبليغ، نحو قوله عز وجل: ?هذا بلاغ للناس? [إبراهيم/52]، وقوله عز وجل: ?بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون? [الأحقاف/35]، ?وما علينا إلا البلاغ المبين? [يس/17]، ?فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب? [الرعد/40].
والبلاغ: الكفاية، نحو قوله عز وجل: ?إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين? [الأنبياء/106]، وقوله عز وجل: ?وإن لم تفعل فما بلغت رسالته? [المائدة/67]، أي: إن لم تبلغ هذا أو شيئا مما حملت تكن في حكم من لم يبلغ شيئا من رسالته، وذلك أن حكم الأنبياء وتكليفاتهم أشد، وليس حكمهم كحكم سائر الناس الذين يتجافى عنهم إذا خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وأما قوله عز وجل: ?فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف? [الطلاق/2]، فللمشارفة، فإنها إذا انتهت إلى أقصى الأجل لا يصح للزوج مراجعتها وإمساكها.
ويقال: بلغته الخبر وأبلغته مثله، وبلغته أكثر، قال تعالى: ?أبلغكم رسالات ربي? [الأعراف/62]، وقال: ?يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك? [المائدة/67]، وقال عز وجل: ?فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم? [هود/57]، وقال تعالى: ?بلغني الكبر وامرأتي عاقر? [آل عمران/40]، وفي موضع: ?وقد بلغت من الكبر عتيا? [مريم/8]، وذلك نحو: أدركني الجهد وأدركت الجهد، ولا يصح: بلغني المكان وأدركني.
والبلاغة تقال على وجهين:
- أحدهما: أن يكون بذاته بليغا، وذلك بأن يجمع ثلاثة أوصاف: صوبا في موضوع لغته، وطبقا للمعنى المقصود به، وصدقا في نفسه (وفي هذا يقول مخلوف الميناوي:
بلاغة الكلام أن يطابقا *** - وهو فصيح - مقتضى الحال ثقا)، ومتى اخترم وصف من ذلك كان ناقصا في البلاغة.
- والثاني: أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له، وهو أن يقصد القائل أمرا فيورده على وجه حقيق أن يقبله المقول له، وقوله: ?وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا? [النساء/63]، يصح حمله على المعنيين، وقول من قال (هو الزجاج في معاني القرآن 2/70) : معناه قل لهم: إن أظهرتم ما في أنفسكم قتلتم، وقول من قال: خوفهم بمكاره تنزل بهم، فإشارة إلى بعض ما يقتضيه عموم اللفظ، والبلغة: ما يتبلغ به من العيش.
بلى
- يقال: بلي الثوب بلى وبلاء، أي: خلق، ومنه قيل لمن سافر: بلو سفر وبلي سفر، أي: أبلاه السفر، وبلوته: اختبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له، وقرئ: ?هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت? (وهي قراءة الجميع عدا حمزة والكسائي) [يونس/30]، أي: تعرف حقيقة ما عملت، ولذلك قيل: بلوت فلانا: إذا اختبرته، وسمي الغم بلاء من حيث إنه يبلي الجسم، قال تعالى: ?وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم? [البقرة/49]، ?ولنبلوكم بشيء من الخوف? الآية [البقرة/155]، وقال عز وجل: ?إن هذا لهو البلاء المبين? [الصافات/106]، وسمي التكليف بلاء من أوجه:
- أحدها: أن التكاليف كلها مشاق على الأبدان، فصارت من هذا الوجه بلاء.
- والثاني: أنها اختبارات، ولهذا قال الله عز وجل: ?ولنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم? [محمد/31].
- والثالث: أن اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسار ليشكروا، وتارة بالمضار ليصبروا، فصارت المحنة والمنحة جميعا بلاء، فالمحنة مقتضية للصبر، والمنحة مقتضية للشكر.
والقيام بحقوق الصبر أيشر من القيام بحقوق الشكر فصارت المنحة أعظم البلاءين، وبهذا النظر قال عمر: (بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نشكر) (انظر الزهد لابن المبارك ص 182، والرياض النضرة للطبري 4/314، وسنن الترمذي 3/307)، ولهذا قال أمير المؤمنين: من وسع عليه دنياه فلم يعلم أنه قد مكر به فهو مخدوع عن عقله (انظر ربيع الأبرار 1/45).
وقال تعالى: ?ونبلوكم بالشر والخير فتنة? [الأنبياء/35]، ?وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا? (وانظر: بصائر ذوي التمييز 2/274، فقد نقل الفيروز آبادي غالب هذا الباب) [الأنفال/17]، وقوله عز وجل: ?وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم? [البقرة/49]، راجع إلى الأمرين؛ إلى المحنة التي في قوله عز وجل: ?ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم? [البقرة/49]، وإلى المنحة التي أنجاهم، وكذلك قوله تعالى: ?وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين? [الدخان/33]، راجع إلى الأمرين، كما وصف كتابه بقوله: ?قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى? [فصلت/44].
وإذا قيل: ابتلى فلان كذا وأبلاه فذلك يتضمن أمرين: أحدهما تعرف حاله والوقوف على ما يجهل من أمره، والثاني ظهور جودته ورداءته، وربما قصد به الأمران، وربما يقصد به أحدهما، فإذا قيل في الله تعالى: بلاء كذا وأبلاه فليس المراد منه إلا ظهور جودته ورداءته، دون التعرف لحاله، والوقوف على ما يجهل من أمره إذ كان الله علام الغيوب، وعلى هذا قوله عز وجل: ?وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن? [البقرة/124].
ويقال: أبليت فلانا يمينا: إذا عرضت عليه اليمين لتبلوه بها (انظر: اللسان (بلا) 14/84).
بلى
- بلى: رد للنفي نحو قوله تعالى: ?وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون *** بلى من كسب سيئة? [البقرة/80 - 81]، أو جواب لاستفهام مقترن بنفي نحو: ?ألست بربكم قالوا: بلى? [الأعراف/172].
و (نعم) يقال في الاستفهام المجرد نحو: ?هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا: نعم? [الأعراف/44]، ولا يقال ههنا: بلى فإذا قيل: ما عندي شيء فقلت: بلى فهو رد لكلامه، وإذا قلت نعم فإقرار منك.
قال تعالى: ?فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون? [النحل/28]، ?وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم? [سبأ/3]، ?وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى? [الزمر/71]، ?قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى? [غافر/50].
بن
- البنان: الأصابع، قيل: سميت بذلك لأن بها صلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يبن بها، يريد: أن يقيم بها، ويقال: أبن بالمكان يبن (قال السرقسطي: أبن بالمكان: أقام. راجع: الأفعال 4/128)، ولذلك خص في قوله تعالى: ?بلى قادرين على أن نسوي بنانه? [القيامة/4]، وقوله تعالى: ?واضربوا منهم كل بنان? [الأنفال/12]، خصه لأجل أنهم بها تقاتل وتدافع، والبنة: الرائحة التي تبن بما تعلق به.
بنى
- يقال: بنيت أبني بناء وبنية وبنى. قال عز وجل: ?وبنينا فوقكم سبعا شدادا? [النبأ/12]. والبناء:اسم لما يبنى بناء، قال تعالى: ?لهم غرف من فوقها غرف مبينة? [الزمر/20]، والبنية يعبر بها عن بيت الله تعالى (العين 8/382). قال تعالى: ?والسماء بنيناها بأيد? [الذاريات/47]، ?والسماء وما بناها? [الشمس/5]، والبنيان واحد لا جمع؛ لقوله تعالى: ?لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم? [التوبة/110]، وقال: ?كأنهم بنيان مرصوص? [الصف/4]، ?قالوا: ابنوا له بنيانا? [الصافات/97]، وقال بعضهم: بنيان جمع بنيانة، فهو مثل: شعير وشعيرة، وتمر وتمرة، ونخل ونخلة، وهذا النحو من الجمع يصح تذكيره وتأنيثه.
و (ابن) أصله: بنو، لقولهم في الجمع: أبناء، وفي التصغير: بني، قال تعالى: ?يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك? [يوسف/5]، ?يابني إني أرى المنام أني أذبحك? [الصافات/102]، ?يا بني لا تشرك بالله? [لقمان/13]، يا بني لا تعبد الشيطان، وسماه بذلك لكونه بناء للأب، فإن الأب هو الذي بناه وجعله الله بناء في إيجاده، ويقال لكل ما يحصل من جهة شيء أو من تربيته، أو بتفقده أو كثرة خدمته له أو قيامه بأمره: هو ابنه، نحو: فلان ابن الحرب، وابن السبيل للمسافر، وابن الليل، وابن العلم، قال الشاعر:
- 68 - أولاك بنو خير وشر كليهما *** (هذا شطر بيت، وعجزه:
جميعا ومعروف ألم ومنكر
ونسبه الجاحظ للعتبي، واسمه محمد بن عبد الله وهو وهم ولم يعلق عليه المحقق هارون؛ والبيت في الحيوان 2/89؛ [استدراك] والصناعتين ص 59.
والصحيح أن البيت لمسافع بن حذيفة العبسي، وهو في شرح الحماسة للتبريزي 3/24؛ والخزانة 5/71؛ ومثلث البطليوسي 1/340)
وفلان ابن بطنه وابن فرجه: إذا كان همه مصروفا إليهما، وابن يومه: إذا لم يتفكر في غده. قال تعالى: ?وقالت اليهود: عزير ابن الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله? [التوبة/30].
وقال تعالى: ?إن ابني من أهلي? [هود/45]، ?إن ابنك سرق? [يوسف/81]، وجمع ابن: أبناء وبنون، قال عز وجل: ?وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة? [النحل/72]، وقال عز وجل: ?يا بني لا تدخلوا من باب واحد? [يوسف/67]، ?يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد? [الأعراف/31]، ?يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان? [الأعراف/27]، ويقال في مؤنث ابن: ابنة وبنت، وقوله تعالى: ?هؤلاء بناتي هن أطهر لكم? [هود/78]، وقوله: ?لقد علمت ما لنا في بناتك من حق? [هود/79]، فقد قيل: خاطب بذلك أكابر القوم وعرض عليهم بناته (وهذا قول حذيفة بن اليمان فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم. وانظر: الدر المنثور 4/458) لا أهل قريته كلهم، فإنه محال أن يعرض بنات له قليلة على الجم الغفير، وقيل: بل أشار بالبنات إلى نساء أمته، وسماهن بنات له لكون كل نبي بمنزلة الأب لأمته، بل لكونه أكبر وأجل الأبوين لهم كما تقدم في ذكر الأب، وقوله تعالى: ?ويجعلون لله البنات? [النحل/57]، هو قولهم عن الله: إن الملائكة بنات الله.
بهت
- قال الله عز وجل: ?فبهت الذي كفر? [البقرة/258]، أي: دهش وتحير، وقد بهته. قال عز وجل: ?هذا بهتان عظيم? [النور/16] أي: كذب يبهت سامعه لفظاعته. قال تعالى: ?ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن? [الممتحنة/12]، كناية عن الزنا (وهذا بعيد لأن الزنا ذكر في أول الآية، وقال ابن عباس: كانت الحرة يولد لها الجارية فتجعل مكانها غلاما. راجع: الدر المنثور 8/141)، وقيل: بل ذلك لكل فعل مستبشع يتعاطينه باليد والرجل من تناول ما لا يجوز والمشي إلى ما يقبح، ويقال: جاء بالبهيتة، أي: بالكذب.
بهج
- البهجة: حسن اللهو وظهور السرور، وفيه قال عز وجل: ?حدائق ذات بهجة? [النمل/60]، وقد بهج فهو بهيج، قال: ?وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج? [ق/7]، ويقال: بهج، كقول الشاعر:
- 69 - ذات خلق بهج
(لم أجده)
ولا يجيء منه بهوج، وقد ابتهج بكذا، أي: سر به سرورا بان أثره على وجهه، وأبهجه كذا.
بهل
- أصل البهل: كون الشيء غير مراعى، والباهل: البعير المخلى عن قيده أو عن سمة، أو المخلى ضرعها عن صرار. قالت امرأة: أتيتك باهلا غير ذات صرار (انظر: المجمل 1/138. وقائلة هذا امرأة دريد بن الصمة لما أراد طلاقها. انظر اللسان: بهل)، أي: أبحث لك جميع ما كنت أملكه لم أستأثر بشيء من دونه، وأبهلت فلانا: خليته وإرادته، تشبيها بالبعير الباهل. والبهل والابتهال في الدعاء: الاسترسال فيه والتضرع، نحو قوله عز وجل: ?ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين? [آل عمران/61]، ومن فسر الابتهال باللعن فلأجل أن الاسترسال في هذا المكان لأجل اللعن، قال الشاعر:
- 70 - نظر الدهر إليهم فابتهل
(هذا عجز بيت، وشطره الأول:
في قروم سادة من قومه
وهو للبيد في ديوانه ص 148؛ وأساس البلاغة ص 32)
أي: استرسل فيهم فأفناهم.
بهم
- البهمة: الحجر الصلب، وقيل للشجاع بهمة تشبيها به، وقيل لكل ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا: مبهم.
ويقال: أبهمت كذا فاستبهم، وأبهمت الباب: أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه، والبهيمة: ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، لكن خص في التعارف بما عدا السباع والطير.
فقال تعالى: ?أحلت لكم بهيمة الأنعام? [المائدة/1]، وليل بهيم، فعيل بمعنى مفعل (في المخطوطة: بمعنى مفعول) ؛ قد أبهم أمره للظلمة، أو في معنى مفعل لأنه يبهم ما يعن فيه فلا يدرك، وفرس بهيم: إذا كان على لون واحد لا يكاد تميزه العين غاية التمييز، ومنه ما روي أنه: (يحشر الناس يوم القيامة بهما) (الحديث: (يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة بهما)، قال: قلنا: وما بهما؟ قال: (ليس معهم شيء...) الخ.
أخرجه أحمد بإسناد حسن في مسنده 3/495؛ والحاكم 2/437 وصححه ووافقه الذهبي، وقال ابن حجر: وله طريق أخرى عند الطبراني وإسناده صالح، وانظر: شرح السنة 1/280؛ ومجمع الزوائد 10/354) أي: عراة، وقيل: معرون مما يتوسمون به في الدنيا ويتزينون به، والله أعلم.
والبهم: صغار الغنم، والبهمى: نبات يستبهم منبته لشوكه، وقد أبهمت الأرض: كثر بهمها (وذلك أن (أفعل) تأتي للتكثير، كأضب المكان:كثرت ضبابه، وأظبى: كثرت ظباؤه، وأعال: كثرت عياله. وقد جمع الحسن بن زين الشنقيطي رحمه الله شيخ والد شيخنا معاني (أفعل) في تكميله لامية الأفعال لابن مالك فقال:
بأفعل استغن أو طاوع مجرده *** وللإزالة والوجدان قد حصلا
وقد يوافق مفتوحا ومنكسرا *** ثلاثيا كوعى والمرء قد نملا
أعن وكثر وصير عرضن به *** وللبلوغ كأمأى جعفر إبلا
وعدين به وأطلقن وقس *** ونقلنا غيره من هذه نقلا)، نحو: أعشبت وأبقلت، أي: كثر عشبها.
باب
- الباب يقال لمدخل الشيء، وأصل ذلك: مداخل الأمكنة، كباب المدينة والدار والبيت، وجمعه: أبواب. قال تعالى: ?واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب? [يوسف/25]، وقال تعالى: ?لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة? [يوسف/67]، ومنه يقال في العلم: باب كذا، وهذا العلم باب إلى علم كذا، أي: به يتوصل إليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) (الحديث رواه الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في السنة وغيرهم، وكلهم عن ابن عباس مرفوعا مع زيادة: (فمن أتى العلم فليأت الباب) ورواه الترمذي وأبو نعيم وغيرهما عن علي بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا دار الحكمة وعلي بالها).
وهذا حديث مضطرب غير ثابت كما قاله الدارقطني في العلل 3/247، وقال الترمذي: منكر، وقال البخاري: ليس له وجه صحيح، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن معين أنه قال: كذب لا أصل له. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ووافقه الذهبي وغيره، المستدرك 3/126 وقال الحاكم فيه: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي فقال: بل موضوع، لكن قال في الدرر نقلا عن أبي سعيد العلائي: الصواب أنه حسن باعتبار تعدد طرقه، لا صحيح ولا ضعيف، فضلا أن يكون موضوعا، وكذا قال الحافظ بن حجر في فتوى له. وقال في اللآلئ بعد كلام طويل: والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به. راجع كشف الخفاء 1/203، واللآلئ المصنوعة 1/329؛ وعارضة الأحوذي 13/171؛ والحلية 1/64).
أي: به يتوصل، قال الشاعر:
- 71 - أتيت المروءة من بابها (البيت تقدم برقم 5)
وقال تعالى: ?فتحنا عليهم أبواب كل شيء? [الأنعام/44]، وقال عز وجل: ?باب باطنه فيه الرحمة? [الحديد/13] وقد يقال: أبواب الجنة وأبواب جهنم للأشياء التي بها يتوصل إليهما. قال تعالى: ?ادخلوا أبواب جهنم? [النحل/29]، وقال تعالى: ?حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم? [الزمر/73]، وربما قيل: هذا من بابة كذا، أي: مما يصلح لهن وجمعه: بابات، وقال الخليل: بابة (وعبارته في العين 8/415: والبابة في الحدود والحساب) في الحدود، وبوبت بابا، أي: عملت، وأبواب مبوبة، والبواب حافظ البيت، وتبوبت بوابا: اتخذته، وأصل باب: بوب.
بيت
- أصل البيت: مأوى الإنسان بالليل؛ لأنه يقال: بات: أقام بالليل، كما يقال: ظل بالنهار ثم قد يقال للمسكن بيت من غير اعتبار الليل فيه، وجمعه أبيات وبيوت، لكن البيوت بالمسكن أخص، والأبيات بالشعر. قال عز وجل: ?فتلك بيتوهم خاوية بما ظلموا? [النمل/52]، وقال تعالى: ?واجعلوا بيوتكم قبلة? [يونس/78]، ?لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم? [النور/27]، ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر، وبه شبه بيت الشعر، وعبر عن مكان الشيء بأنه بيته، وصار أهل البيت متعارفا في آل النبي عليه الصلاة والسلام، ونبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (سلمان منا أهل البيت) (أخرجه الحاكم 3/598 وقال الذهبي: سنده ضعيف، وقال العجلوني: رواه الطبراني والحاكم عن عمرو بن عوف، وسنده ضعيف انتهى. قال الهيثمي: فيه عند الطبراني كثير بن عبد الله المزني ضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
انظر: كشف الخفاء 1/459، والفتح الكبير 2/159؛ وأسباب ورود الحديث 2/367).
أن مولى القوم يصح نسبته إليهم، كما قال: (مولى القوم منهم، وابنه من أنفسهم) (قال السخاوي: رواه أصحاب السنن وابن حبان من حديث أبي رافع وفيه قصة. انتهى.
وهو عند الشيخين عن أنس بلفظ: (من أنفسهم) وأيضا فيه: (ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم). راجع: فتح الباري 12/48؛ وشرح السنة 8/352؛ وكشف الخفاء 2/291؛ والمقاصد الحسنة ص 439)
وبيت الله والبيت العتيق: مكة، قال الله عز وجل: ?وليطوفوا بالبيت العتيق? [الحج/29]، ?إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة? [آل عمران/96]، ?وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت? [البقرة/127] يعني: بيت الله.
وقوله عز وجل: ?وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى? [البقرة/189]، إنما نزل في قوم كانوا يتحاشون أن يستقبلوا بيوتهم بعد إحرامهم، فنبه تعالى أن ذلك مناف للبر (انظر: الدار المنثور 1/491. وأسباب النزول للواحدي ص 86)، وقوله عز وجل: ?والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام? [الرعد/23]، معناه: بكل نوع من المسار، وقوله تعالى: ?في بيوت أذن الله أن ترفع? [النور/36]، قيل: بيوت النبي (وهذا قول مجاهد فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم. انظر: الدر المنثور 6/203) نحو: ?لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم? [الأحزاب/53]، وقيل: أشير بقوله: ?في بيوت? إلى أهل بيته وقومه. وقيل: أشير به إلى القلب. وقال بعض الحكماء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) (الحديث متفق على صحته، وهو في البخاري في بدء الخلق 6/256؛ ومسلم برقم (2106) في اللباس والزينة؛ وانظر: شرح السنة 12/126) : إنه أريد به القلب، وعني بالكلب الحرص بدلالة أنه يقال: كلب فلان: إذا أفرط في الحرص، وقولهم: هو أحرص من كلب (ومن أمثالهم: أحرص من كلب على جيفة، ومن كلب على عرق، والعرق: العظم عليه اللحم. راجع: مجمع الأمثال 1/228).
وقوله تعالى: ?وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت? [الحج/26] يعني: مكة، و ?قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة? [التحريم/11]، أي: سهل فيها مقرا، ?وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة? [يونس/87] يعني: المسجد الأقصى.
وقوله عز وجل: ?فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين? [الذاريات/36]، فقد قيل: إشارة إلى جماعة البيت فسماهم بيتا كتسمية نازل القرية قرية. والبيات والتبيت: قصد العدو ليلا.
قال تعالى: ?أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وههم نائمون? [الأعراف/97] / ?بياتا أو هم قائلون? [الأعراف/4]. والبيوت: ما يفعل بالليل، قال تعالى: ?بيت طائفة منهم? [النساء/81]. يقال لكل فعل دبر فيه بالليل: بيت، قال تعالى: ?إذ يبيتون ما لا يرضى من القول? [النساء/108]، وعلى ذلك قوله عليه السلام: (لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل) (الحديث أخرجه ابن ماجه عن حفصة قالت: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (لا صيام لمن لم يفرضه من الليل) وهو في سننه 1/542، والفتح الكبير 3/346. وفي الموطأ عن ابن عمر أنه كان يقول: (لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر)، وعن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له) قال ابن عبد البر: اضطرب في إسناده، وهو أحسن ما روي مرفوعا في هذا الباب انتهى. راجع شرح الزرقاني للموطأ 2/157؛ وتنوير الحوالك 1/270؛ وأخرجه أبو داود في الصوم، راجع معالم السنن 2/134؛ والنسائي 4/196؛ وأحمد 6/87؛ وانظر: شرح السنة 6/268).
وبات فلان يفعل كذا عبارة موضوعة لما يفعل بالليل، كظل لما يفعل بالنهار، وهما من باب العبارات.
باد
- قال عز وجل: ?ما أظن أن تبيد هذه أبدا? [الكهف/35]، يقال: باد الشيء يبيد بيادا: إذا تفرق وتوزع في البيداء، أي: المفازة، وجمع البيداء: بيد، وأتان بيدانة: تسكن البادية البيداء.


[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]





بور
- البوار: فرط الكساد، ولما كان فرط الكساد يؤدي إلى الفساد - كما قيل: كسد حتى فسد - عبر بالبوار عن الهلاك، يقال: بار الشيء يبور بوارا وبورا، قال عز وجل: ?تجارة لن تبور? [فاطر/29]، ?ومكر أولئك هو يبور? [فاطر/10]، وروي: (نعوذ بالله من بوار الأيم) (بوار الأيم أي: كسادها. الحديث في النهاية 1/161؛ والفائق مادة (بور)، واللسان (بور). وأخرجه الطبراني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، ومن بوار الأيم، ومن فتنة الدجال). أخرجه الطبراني في الصغير والأوسط والكبير. قال الهيثمي: وفيه عباد بن زكريا الصريمي، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد 10/146؛ والمعجم الصغير ص 372؛ والأوسط 3/83)، وقال عز وجل: ?وأحلوا قومهم دار البوار? [إبراهيم/28]، ويقال: رجل حائر بائر (البائر: الهالك)، وقوم حور بور.
وقال عز وجل: ?حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا? [الفرقان/18]، أي: هلكى، جمع:بائر. وقيل: بل هو مصدر يوصف به الواحد والجمع، فيقال: رجل بور وقوم بور، وقال الشاعر:
- 72 - يا رسول المليك إن لساني *** راتق ما فتقت إذ أنا بور
(البيت لعبد الله بن الزبعرى، وهو في ديوانه ص 36؛ والمشوف المعلم 1/119؛ واللسان (بور) ؛ والجمهرة 1/277)
وبار الفحل الناقة: إذا تشممها ألاقح هي أم لا (انظر: اللسان (بور) 4/87) ؟، ثم يستعار ذلك للاختبار، فيقال: برت كذا، أي: اختبرته.
بئر
- قال عز وجل: ?وبئر معطلة وقصر مشيد? [الحج/54]، وأصله الهمز، يقال: بأرت بئرا وبأرت بؤرة، أي: حفيرة. ومنه اشتق المئبر، وهو في الأصل حفيرة يستر رأسها ليقع فيها من مر عليها، ويقال لها: المغواة، وعبر بها عن النميمة الموقعة في البلية، والجمع: المآبر.
بؤس
- البؤس والبأس والبأساء: الشدة والمكروه، إلا أن البؤس في الفقر والحرب أكثر، والبأس والبأساء في النكاية، نحو: ?والله أشد بأسا وأشد تنكيلا? [النساء/84]، ?فأخذناهم بالبأساء والضراء? [الأنعام/42]، ?والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس? [البقرة/177]، وقال تعالى: ?بأسهم بينهم شديد? [الحشر/14]، وقد بؤس يبؤس؛ و ?عذاب بئيس? [الأعراف/165]، فعيل من البأس أو من البؤس، ?فلا تبتئس? [هود/36]، أي: لا تلزم البؤس ولا تحزن، وفي الخبر أنه عليه السلام: (كان يكره البؤس والتباؤس والتبؤس) (الحديث عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتبؤس) أخرجه البيهقي وانظر: الفتح الكبير 1/331) أي: الضراعة للفقر، أو أن يجعل نفسه ذليلا، ويتكلف ذلك جميعا.
و (بئس) كلمة تستعمل في جميع المذام، كما أن نعم تستعمل في جميع الممادح، ويرفعان ما فيه الألف واللام، أو مضافا إلى ما فيه الألف واللام، نحو: بئس الرجل زيد، وبئس غلام الرجل زيد. وينصبان النكرة نحو: بئس رجلا، و ?لبئس ما كانوا يفعلون? [المائدة/79]، أي: شيئا يفعلونه، قال تعالى: ?وبئس القرار? [إبراهيم/29]، و ?لبئس مثوى المتكبرين? [النحل/29]، ?بئس للظالمين بدلا? [الكهف/50]، ?لبئس ما كانوا يصنعون? [المائدة/63]. وأصل: بئس: بئس، وهو من البؤس.
بيض
- البياض في الألوان: ضد السواد، يقال: ابيض يبيض ابيضاضا وبياضا، فهو مبيض وأبيض. قال عز وجل: ?يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانك فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون *** وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله? [آل عمران/106 - 107].
والأبيض: عرق سمي به لكونه أبيض، ولما كان البياض أفضل لون عندهم كما قيل: البياض أفضل، والسواد أهول، والحمرة أجمل، والصفرة أشكل، عبر به عن الفضل والكرم بالبياض، حتى قيل لمن لم يتدنس بمعاب: هو أبيض اللون. وقوله تعالى: ?يوم تبيض وجوه? [آل عمران/106]، فابيضاض الوجوه عبارة عن المسرة، واسودادها عن الغم، وعلى ذلك ?وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا? [النحل/58]، وعلى نحو الابيضاض قوله تعالى: ?وجوه يومئذ ناضرة? [القيامة/22]، وقوله: ?وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة? [عبس/38 - 39]
وقيل:أمك بيضاء من قضاعة
(شطر بيت لابن قيس الرقيات؛ وتمامه:
أمك بيضاء من قضاعة في ال *** بيت الذي يستظل في طنبه
انظر ديوانه ص 14، والعفو والاعتذار 2/413)
وعلى ذلك قوله تعالى: ?بيضاء لذة للشاربين? [الصافات/46]، وسمي البيض لبياضه، الواحدة: بيضة، وكني عن المرأة بالبيضة تشبيها بها في اللون، وكونها مصونة تحت الجناح. وبيضة البلد يقال في المدح والذم، أما المدح فلمن كان مصونا من بين أهل البلد ورئيسا فيهم، وعلى ذلك قول الشاعر:
- 73 - كانت قريش بيضة فتفلقت *** فالمح خالصة لعبد مناف (البيت لعبد الله بن الزبعرى، وهو في ديوانه ص 53؛ وأمالي المرتضى 2/268؛ واللسان والصحاح: (مح) ؛ والمحاسن والمساوئ للبيهقي ص 91)
وأما الذم فلمن كان ذليلا معرضا لمن يتناوله كبيضة متروكة بالبلد، أي: العراء والمفازة. وبيضتا الرجل سميتا بذلك تشبيها بها في الهيئة والبياض، يقال: باضت الدجاجة، وباض كذا، أي: تمكن.
قال اشاعر:
- 74 - بداء من ذوات الضغن يأوي *** صدورهم فعشش ثم باض
(لم أجده)
وباض الحر: تمكن، وباضت يد المرأة: إذا ورمت ورما على هيئة البيض، ويقال: دجاجة بيوض، ودجاج بيض (هو جمع بيوض).
بيع
- البيع: إعطاء المثمن وأخذ الثمن، والشراء: إعطاء الثمن وأخذ المثمن، ويقال للبيع: الشراء، وللشراء البيع، وذلك بحسب ما يتصور من الثمن والمثمن، وعلى ذلك قوله عز وجل: ?وشروه بثمن بخس? [يوسف/20]، وقال عليه السلام: (لا يبيعن أحدكم على بيع أخيه) (الحديث متفق على صحته، وقد أخرجه البخاري في باب البيوع 4/413؛ ومسلم أيضا فيه برقم (1412) ؛ والموطأ 2/683؛ وهو بلفظ: (لا يبع بعضكم على بيع بعض) أي: لا يشتري على شراه.
ووأبعت الشيء: عرضته، نحو قول الشاعر:
- 75 - فرسا فليس جوادنا بمباع *** (هذا عجز بيت، وشطره:
نقفو الجياد من البيوت فمن يبع
وهو للأجدع الهمداني، في شقراء همدان وأخبارها ص 228؛ والاختيارين ص 469؛ والأصمعيات ص 69؛ والمشوف المعلم 1/123؛ واللسان (بيع) ؛ والمجمل 1/140؛ وشمس العلوم 1/206)
والمبايعة والمشارة تقالان فيهما، قال الله تعالى: ?وأحل الله البيع وحرم الربا? [البقرة/275]، وقال: ?وذروا البيع? [الجمعة/9]، وقال عز وجل: ?لا بيع فيه ولا خلال? [إبراهيم/31]، ?لا بيع فيه ولا خلة? [البقرة/254]، وبايع السلطان: إذا تضمن بذل الطاعة له بما رضخ له، ويقال لذلك: بيعة ومبايعة. وقوله عز وجل: ?فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به? [التوبة/111]، إشارة إلى بيعة الرضوان المذكورة في قوله تعالى: ?لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة? [الفتح/18]، وإلى ما ذكر في قوله تعالى: ?إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم? الآية [التوبة/111]، وأما الباع فمن الواو بدلالة قولهم: باع في السير يبوع: إذا مد باعه.
بال
- البال: الحال التي يكترث بها، ولذكل يقال: ما باليت بكذا بالة، أي: ما اكترثت به. قال: ?كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم? [محمد/2]، وقال: ?فما بال القرون الأولى? [طه/51]، أي: فما حالهم وخبرهم. ويعبر بالبال عن الحال الذي ينطوي عليه الإنسان، فيقال: خطر كذا ببالي.
بين
- موضوع للخلالة بين الشيئين ووسطهما. قال تعالى: ?وجعلنا بينهما زرعا? (ونقل هذا السيوطي عنه في الإتقان 2/209) [الكهف/32]، يقال: بأن كذا أي: انفصل وظهر ما كان مستترا منه، ولما اعتبر فيه معنى الانفصال والظهور استعمل في كل واحدة منفردا، فقيل للبئر البعيدة القعر: بيون، لبعد ما بين الشفير والقعر لانفصال حبلها من يد صاحبها. وبان الصبح: ظهر، وقوله تعالى: ?لقد تقطع بينكم? (وهذه قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة ويعقوب وخلف وشعبة عن عاصم وان عامر الشامي برفع (بينكم)، وقرأ نافع وحفص والكسائي وأبو جعفر (بينكم) بنصب النون) [الأنعام/194]، أي: وصلكم. وتحقيقه: أنه ضاع عنكم الأموال والعشيرة والأعمال التي كنتم تعتمدونها، إشارة إلى قوله سبحانه: ?يوم لا ينفع مال ولا بنون? [الشعراء/88]، وعلى ذلك قوله: ?لقد جئتمونا فرادى? الآية [الأنعام/94].
و (بين) يستعمل اسما وتارة ظرفا، فمن قرأ: ?بينكم? [الأنعام/94]، جعله اسما، ومن قرأ: ?بينكم? جعله ظرفا غير متمكن وتركه مفتوحا، فمن الظرف قوله: ?لا تقدموا بين يدي الله ورسوله? [الحجرات/1]، وقوله: ?فقدموا بين يدي نجواكم صدقة? [المجادلة/12]، ?فاحكم بيننا بالحق? [ص/22]، وقوله تعالى: ?فلما بلغا مجمع بينهما? [الكهف/61]، فيجوز أن يكون مصدرا، أي: موضع المفترق. ?وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق? [النساء/92]. ولا يستعمل (بين) إلا فيما كان له مسافة، نحو: بين البلدين، أو له عدد ما اثنان فصاعدا نحو: الرجلين، وبين القوم، ولا يضاف إلى ما يقتضي معنى الوحدة إلا إذا كرر، نحو: ?ومن بيننا وبينك حجاب? [فصلت/5]، ?فاجعل بيننا وبينك موعدا? [طه/58]، ويقال: هذا الشيء بين يديك، أي: متقدما لك، ويقال: هو بين يديك أي: قريب منك، وعلى هذا قوله: ?ثم لآتينهم من بين أيديهم? [الأعراف/17]، و ?له ما بين أيدينا وما خلفنا? [مريم/64]، ?وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا? [يس/9]، ?ومصدقا لما بين يدي من التوراة? [المائدة/46]، ?أأنزل عليه الذكر من بيننا? [ص/8]، أي: من جملتنا، وقوله: ?وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه? [سبأ/31]، أي: متقدما له من الإنجيل ونحوه، وقوله: ?فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم? [الأنفال/1]، أي: راعوا الأحوال التي تجمعكم من القرابة والوصلة والمودة.
ويزداد في بين (ما) أو الألف، فيجعل بمنزلة (حين)، نحو: بينما زيد يفعل كذا، وبينا يفعل كذا، قال الشاعر:
- 76 - بينا يعنقه الكماة وروغة *** يوما أتيح له جريء، سلفع
(البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين 1/37؛ وشمس العلوم 1/205؛ واللسان (بين) ؛ وغريب الحديث للخطابي 2/469)
بان
- يقال: بان واستبان وتبين نحو عجل واستعجل وتعجل وقد بينته. قال الله سبحانه: ?وقد تبين لكم من مساكنهم? [العنكبوت/38]، ?وتبين لكم كيف فعلنا بهم? [إبراهيم/45]، و ?لتستبين سبيل المجرمين? [الأنعام/55]، ?قد تبينا الرشد من الغي? [البقرة/256]، ?قد بينا لكم الآيات? [آل عمران/118]، و ?لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه? [الزخرف/63]، ?وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم? [النحل/44]، ?وليبين لهم الذي يختلفون فيه? [النحل/39]، ?فيه آيات بينات? [آل عمران/97]، وقال: ?شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات? [البقرة/185]. ويقال: آية مبينة اعتبارا بمن بينها، وآية مبينة اعتبارا بنفسها، وآيات مبينات ومبينات.
والبينة: الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة، وسمي الشاهدان بينة لقوله عليه السلام: (البينة على المدعي واليمين على من أنكر) (الحديث أخرجه البيهقي 8/279؛ والدارقطني 3/111؛ ولمسلم: (البينة على المدعي) وليس فيه: (واليمين... ) (انظر: صحيح مسلم رقم 1171)، وقال النووي في أربعينه: حديث حسن، رواه البيهقي وغيره هكذا، وبعضه في الصحيحين، وأخرجه الدارقطني بلفظ: (البينة على المدعي واليمين على من أنكر إلا في القسامة) وفيه ضعف، وله عدة طرق متعددة لكنها ضعيفة، انظر: كشف الخفاء 1/289)، وقال سبحانه: ?أفمن كان على بينة من ربه? [هود/17]، وقال: ?ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة? [الأنفال/42]، ?جاءتهم رسلهم بالبينات? [الروم/9].
والبيان: الكشف عن الشيء، وهو أعلم من النطق؛ لأن النطق مختص بالإنسان، ويسمى ما بين به بيانا. قال بعضهم: البيان على ضربين:
أحدهما بالتسخير، وهو الأشياء التي تدل على حال من الأحوال من آثار الصنعة.
والثاني بالاختبار، وذلك إما يكون نطقا، أو كتابة، أو إشارة.
فمما هو بيان الحال قوله: ?ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين? [الزخرف/62]، أي: كونه عدوا بين في الحال. ?تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين? [إبراهيم/10]. وما هو بيان بالاختبار ?فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون *** بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم? [النحل/43 - 44]، وسمي الكلام بيانا لكشفه عن المعنى المقصود إظهاله نحو: ?هذا بيان للناس? [آل عمران/138].
وسمي ما يشرح به المجمل والمبهم من الكلام بيانا، نحو قوله: ?ثم إن علينا بيانه? [القيامة/19]، ويقال: بينته وأبنته:إذا جعلت لهه بيانا تكشفه، نحو: ?لتبين للناس ما نزل إليهم? [النحل/44]، وقال: ?نذير مبين? [ص/70]، و ?إن هذا لهو البلاء المبين? [الصافات/106]، ?ولا يكاد يبين? [الزخرف/52]، أي: يبين، ?وهو في الخصام غير مبين? [الزخرف/18].
باء
- أصل البواء: مساواة الأجزاء في المكان، خلاف النبو الذي هو منافاة الأجزاء. يقال: مكان بواء: إذا لم يكن نابيا بنازله، وبوأت له مكانا: سويته فتبوأ، وباء فلان بدم فلان يبوء به أي: ساواه، قال تعالى: ?وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوأ لقومكما بمصر بيوتا? [يونس/87]، ?ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق? [يونس/93]، ?وتبوئ المؤمنين مقاعد للقتال? [آل عمران/121]، ?يتبوأ منها حيث يشاء? [يوسف/56]، وروي أنه: (كان عليه السلام يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله) (الحديث عن أبي هريرة قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله) أخرجه الطبراني في الأوسط، وهو من رواية يحيي بن عبيد بن دجي عن أبيه. قال الهيثمي: ولم أر من ذكرهما، وبقية رجاله موثقون. انظر: مجمع الزوائد 1/209. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة، وانظر:المطالب العالية 1/15).
وبوأت الرمح: هيأت له مكانا، ثم قصدت الطعن به، وقال عليه السلام: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (الحديث صحيح متفق على صحته وهو في فتح الباري 3/130 في الجنائز؛ ومسلم رقم 141 في المقدمة، باب تغليظ الكذب على رسول الله. وقال جعفر الكتاني: لا يعرف حديث رواه أكثر من ستين صحابيا إلا هذا، ولا حديث اجتمع على روايته العشرة إلا هو. انظر: نظم المتناثر ص 23؛ وشرح السنة 1/253)، وقال الراعي في صفة إبل:
- 77 - لها أمرها حتى إذا ما تبوأت *** بأخفافها مأوى تبوأ مضجعا
(البيت في ديوانه ص 164؛ وغريب الحديث 4/444؛ والجمهرة 2/347؛ والفائق 1/655)
أي: يتركها الراعي حتى إذا وجدت مكانا موافقا للرعي طلب الراعي لنفسه متبوأ لمضجعه. ويقال: تبوأ فلان كناية عن التزوج، كما يعبر عنه بالبناء فيقال: بنى بأهله. ويستعمل البواء في مراعاة التكافؤ في المصاهرة والقصاص، فيقال: فلان بواء لفلان إذا ساواه، وقوله عز وجل: ?باء بغضب من الله? [الأنفال/16]، أي: حل مبوأ ومعه غضب الله، أي: عقوبته، وقوله: ?بغضب? في موضع حال، كخرج بسيفه، أي: رجع، لا مفعول نحو: مر بزيد. واستعمال (باء) تنبيها على أن مكانه الموافق يلزمه فيه غضب الله، فكيف غيره من الأمكنة؟ وذلك على حد ما ذكر في قوله: ?فبشرهم بعذاب أليم? [آل عمران/21]، وقوله: ?إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك? [المائدة/29] أي: تقيم بهذه الحالة. قال:
- 78 - أنكرت باطلها وبؤت بحقها *** (الشطر للبيد وعجزه:
عندي ولم يفخر علي كرامها
وهو في ديوانه ص 178؛ شرح المعلقات 1/170؛ والعباب الفاخر (بوء) 1/56)
وقول من قال: أقررت بحقها فليس تفسيره بحسب مقتضى اللفظ (قال الصاغاني: ويقال: باء بحقه، أي: أقر، وذا يكون أبدا بما عليه لا له. انظر العباب: (بوء) ؛ واللسان (بوء) ؛ والمجمل (بوء) ).
والباءة كناية عن الجماع. وحكي عن خلف الأحمر (انظر ترجمته في إنباه الرواة 1/383؛ ومعجم الأدباء 11/66؛ وهذا خطأ من المؤلف فالأحمر المراد هنا ليس خلفا بل هو علي بن المبارك الأحمر، صاحب الكسائي، وقد نقل هذا عنه أبو عبيد في الغريب المصنف) أنه قال في قولهم: حياك الله وبياك: إن أصله: بواك منزلا، فغير لازدواج الكلمة، كما غير جمع الغداة في قولهم: آتية الغدايا والعشايا (قال ابن منظور: وقالوا: إني لآتيه بالغدايا والعشايا، والغداة لا تجمع على الغدايا، ولكنهم كسروه على ذلك ليطابقوا بين لفظه ولفظ العشايا، فإذا أفردوه لم يكسروه. وقال ابن السكيت: أرادوا جمع الغداة فأتبعوها العشايا للازدواج. راجع اللسان (غدا) 15/117).
الباء
- يجيء إما متعلقا بفعل ظاهر معه، أو متعلقا بمضمر، فالمتعلق بفعل ظاهر معه ضربان:
- أحدهما: لتعدية الفعل، وهو جار مجرى الألف الداخل على الفعل للتعدية، نحو: ذهبت به، وأذهبته. قال تعالى: ?وإذا مروا باللغو مروا كراما? [الفرقان/72].
- والثاني: للآلة، نحو: قطعه بالسكين (ذكر أبو الحسين المزني للباء واحدا وعشرين معنى، فارجع إلى كتابه (الحروف) ص 54).
والمتعلق بمضمر يكون في موضع الحال، نحو: خرج بسلاحه، أي: وعليه السلاح، أو: معه السلاح. وربما قالوا: تكون زائدة، نحو: ?وما أنت بمؤمن لنا? [يوسف/17]، ?وما أنا بطارد المؤمنين? [الشعراء/114]، ?وكفى بنا حاسبين? [الأنبياء/47]، وفي كل ذلك لا ينفك عن معنى، ربما يدق فيتصور أن حصوله وحذفه سواء، وهما في التحقيق مختلفان، سيما في كلام من لا يقع عليه اللغو، فقوله: ?وما أنت بمؤمن لنا? [يوسف/17]، فبينه وبين قولك: (ما أنت مؤمنا لنا) فرق، فالمتصور من الكلام إذا نصبت ذات واحدة، كقولك: زيد خارج، والمتصور منه إذا قيل: (ما أنت بمؤمن لنا ذاتان، كقولك: لقيت بزيد رجلا فاضلا، فإن قوله: رجلا فاضلا - وإن أريد به زيد - فقد أخرج في معرض يتصور منه إنسان آخر، فكأنه قال: رأيت برؤيتي لك آخر هو رجل فاضل.
وعلى هذا: رأيت بك حاتما في السخاء، وعلى هذا:وما أنا بطارد المؤمنين?[الشعراء/114]،وقوله تعالى:?أليس الله بكاف عبده? [الزمر/36].
وقوله: ?تنبت بالدهن? [المؤمنون/20] قيل معناه: تنبت الدهن، وليس ذلك بالمقصود، بل المقصود أنها تنبت النبات ومعه الدهن، أي: والدهن فيه موجود بالقوة، ونبه بلفظة ?بالدهن? على ما أنعم به على عباده وهداهم إلى استنباطه. وقيل: الباء ههنا للحال (قال أبو البقاء: في الآية وجهان: أحدهما: هو متعد، والمفعول محذوف، تقديره: تنبت ثمرها أو جناها، والباء على هذا حال من المحذوف، أي: وفيه الدهن، كقولك: خرج زيد بثيابه، وقيل الباء زائدة، فلا حذف إذا بل المفعول الدهن. والوجه الثاني: هو لازم، يقال: نبت البقل وأنبت بمعنى، فعلى هذا الباء حال، وقيل: هي مفعول، أي: تنبت بسبب الدهن. راجع: إعراب القرآن للعكبري 2/952)، أي: حالة أن فيه الدهن.
والسبب فيه أن الهمزة والباء اللتين للتعدية لا يجتمعان، وقوله: ?وكفى بالله شهيدا? [الفتح/28]، فقيل: كفى الله شهيدا نحو:: ?وكفى الله المؤمنين القتال? [الأحزاب/25] الباء زائدة، ولو كان ذلك كما قيل لصح أن يقال: كفى بالله المؤمنين القتال، وذلك غير سائغ، وإنما يجيء ذلك حيث يذكر بعده منصوب في موضع الحال كما تقدم ذكره. والصحيح أن (كفى) ههنا موضوع موضع اكتف، كما أن قولهم: أحسن بزيد، موضوع موضع ما أحسن. ومعناه: اكتف بالله شهيدا، وعلى هذا ?وكفى بربك هاديا ونصيرا? [الفرقان/31]، ?وكفى بالله وكيلا? [النساء/132]، [الأحزاب/48]، وقوله: ?أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد? [فصلت/53]، وعلى هذا قوله: حب إلي بفلان، أي: أحبب إلي به.
ومما أدعي فيه الزيادة: الباء في قوله: ?ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة? [البقرة/195]، قيل تقديره: لا تلقوا أيديكم، والصحيح أن معناه: لا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة) (انظر: مغني اللبيب ص 148)، إلا أنه حذف المفعول استغناء عنه وقصدا إلى العموم، فإنه لا يجوز إلقاء أنفسهم ولا إلقاء غيرهم بأيديهم إلى التهلكة.
وقال بعضهم: الباء بمعنى (من) في قوله: ?عينا يشرب بها المقربون? [المطففين/28]، ?عينا يشرب بها عباد الله? (وجعل الباء بمعنى (من) للتبعيض أثبته الأصمعي والفارسي والقتبي وابن مالك والكوفيون. راجع: مغنى البيب ص 142) [الإنسان/6]، والوجه ألا يصرف ذلك عما عليه، وأن العين ههنا إشارة إلى المكان الذي ينبع منه الماء لا إلى الماء بعينه، نحو: نزلت بعين، فصار كقولك: مكانا يشرب به، وعلى هذا قوله تعالى: ?فلا تحسبهم بمفازة من العذاب? [آل عمران/188] أي: بموضع الفوز. والله تعالى أعلم.

وهاكذا إنتها حرف الباء إنشاء الله
نتقل لحرف التاء
دعولي بالقوة لأعطيكم المزيد

[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]

كتاب التاء

تب
- التب والتباب: الاستمرار في الخسران، يقال: تبا له وتب له، وتببته: إذا قلت له ذلك، ولتضمن الاستمرار قيل: استتب لفلان كذا، أي: استمر، و ?تبت يدا أبي لهب? [المسد/1]، أي: استمرت في خسرانه، نحو: ?ذلك هو الخسران المبين? [الزمر/15]، ?وما زادوهم غير تتبيب? [هود/101]، أي: تخسير، ?وما كيد فرعون إلا في تباب? [غافر/37].
تابوت
- التابوت فيما بيننا معروف، ?أن يأتيكم التابوت? [البقرة/248]، قيل: كان شيئا منحوتا من الخشب فيه حكمة. وقيل: عبارة عن القلب، والسكينة عما فيه من العلم، وسمي القلب سفط العلم، وبيت الحكمة، وتابوته، ووعاءه، وصندوقه، وعلى هذا قيل: اجعل سرك في وعاء غير سرب (انظر المستقصى 1/50). وعلى تسميته بالتابوت قال عمر لابن مسعود رضي الله عنهما: (كنيف ملئ علما) (عن زيد بن وهب قال: إني لجالس مع عمر بن الخطاب، إذ جاء ابن مسعود، فكان الجلوس يوارونه من قصره، فضحك عمر حين رآه، فجعل عمر يكلمه ويهلل وجهه ويضاحكه وهو قائم عليه، ثم ولى فأتبعه عمر بصره حتى توارى فقال: كنيف ملئ علما. انظر: سير أعلام النبلاء 1/491؛ وطبقات ابن سعد 1/110؛ والحلية 1/129). *** تبر
- التبر: الكسر والإهلاك، يقال: تبره وتبره. قال تعالى: ?إن هؤلاء متبر ما هم فيه? [الأعراف/139]، وقال: ?وكلا تبرنا تتبيرا? [الفرقان/39]، ?وليتبروا ما علوا تتبيرا? [الإسراء/7]، وقوله تعالى: ?ولا تزد الظالمين إلا تبارا? [نوح/28]، أي: هلاكا.
تبع
- يقال: تبعه واتبعه: قفا أثره، وذلك تارة بالجسم، وتارة بالارتسام والائتمار، وعلى ذلك قوله تعالى: ?فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون? [البقرة/38]، ?قال يا قوم اتبعوا المرسلين *** اتبعوا من لا يسألكم أجرا? [يس/20 - 21]، ?فمن اتبع هداي? [طه/123]، ?اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم? [الأعراف/3]، ?واتبعك الأرذلون? [الشعراء/111]، ?واتبعت ملة آبائي? [يوسف/38]، ?ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون? [الجاثية/18]، ?واتبعوا ما تتلو الشياطين? [البقرة/102]، ?ولا تتبعوا خطوات الشيطان? [البقرة/168]، ?إنكم متبعون? [الدخان/23]، ?ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله? [ص/26]، ?هل أتبعك على أن تعلمني? [الكهف/66]، ?واتبع سبيل من أناب إلي? [لقمان/15].
ويقال: أتبعه: إذا لحقه، قال تعالى: ?فأتبعوهم مشرقين? [الشعراء/60]، ?ثم أتبع سببا? [الكهف/89]، ?وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة? [القصص/42]، ?فأتبعه الشيطان? [الأعراف/175]، ?فأتبعنا بعضهم بعضا? [المؤمنون/44].
يقال: أتبعت عليه، أي: أحلت عليه، ويقال: أتبع فلان بمال، أي: أحيل عليه، والتبيع خص بولد البقر إذا تبع أمه، والتبع: رجل الدابة، وتسميته بذلك كما قال:
- 79 - كأنما اليدان والرجلان *** طالبتا وتر وهاربان
(البيت لبكر بن النطاح وانظر أخباره في الأغاني 17/153، وهو في محاضرات الراغب 4/641؛ وعيار الشعر ص 30)
والمتبع من البهائم: التي يتبعها ولدهها، وتبع كانوا رؤساء، سموا بذلك لاتباع بعضهم بعضا في الرياسة والسياسة، وقيل: تبع ملك يتبعه قومه، والجمع التبابعة قال تعالى: ?أهم خير أم قوم تبع? [الدخان/37]، والتبع: الظل.
تترى
- تترى على فعلى، من المواترة، أي: المتابعة وترا وترا، وأصلها واو فأبدلت، نحو: تراث وتجاه، فمن صرفه جعل الألف زائدة لا للتأنيث، ومن لم يصرفه جعل ألفه للتأنيث (قال شيخنا:
تترى إذا نونتها ألحقتا *** وإن تكن تركته منعتا
فهي للتأنيث لا الالحاق *** فمنعت لذاك للحذاق).
قال تعالى: ?ثم أرسلنا رسلنا تترى? [المؤمنون/44]، أي: متواترين.
قال الفراء (راجع معاني القرآن له 2/236؛ وانظر اللسان (وتر) ) : يقال: تترى في الرفع، وتترى في الجر وتترى في النصب، والألف فيه بدل من التنوين. وقال ثعلب: هي تفعل. قال أبو علي الفسوي: ذلك غلط؛ لأنه ليس في الصفات تفعل.
تجر
- التجارة: التصرف في رأس المال طلبا للربح، يقال: تجر يتجر، وتاجر وتجر، كصاحب وصحب، قال: وليس في كلامهم تاء بعدها جيم غير هذا اللفظ (قال الحسن بن زين:
والتاء قبل الجيم أصلا لا تجي *** إلا لتجر نتجت ومرتجي)، فأما تجاه فأصله وجاه، وتجوب التاء للمضارعة، وقوله تعالى: ?هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم? [الصف/10]، فقد فسر هذه التجارة بقوله: ?تؤمنون بالله? (وتمامها ?تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون? ) [الصف/11]، إلى آخر الآية. وقال: ?اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم? [البقرة/16]، ?إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم? [النساء/29]، ?تجارة حاضرة تديرونها بينكم? [البقرة/282].
قال ابن الأعرابي (اسمه محمد بن زياد، وانظر ترجمته في إنباه الرواة 3/128): فلان تاجر بكذا، أي: حاذق به، عارف الوجه المكتسب منه.
تحت
- تحت مقابل لفوق، قال تعالى: ?لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم? [المائدة/66]، وقوله تعالى: ?جنات تجري من تحتها الأنهار? [الحج/23]، ?تجري من تحتهم? [يونس/9]، ?فناداها من تحتها? [مريم/24]، ?يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم? [العنكبوت/55]. و (تحت) : يستعمل في المنفصل، و (أسف) في المتصل، يقال: المال تحته، وأسفله أغلظ من أعلاه، وفي الحديث: (لا تقوم الساعة حتى يظهر التحوت) (الحديث تمامه: (لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن، وتهلك الوعول، وتظهر التحوت) قالوا: يا رسول الله، وما الوعول والتحوت؟ قال: (الوعول: وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت: الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم) أخرجه الطبراني في الأوسط 1/420 انظر فتح الباري 13/15 باب ظهور الفتن، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن الحارث، وهو ثقة، وأخرجه أبو عبيد في غريب الحديث 3/125) أي: الأراذل من الناس. وقيل: بل ذلك إشارة إلى ما قال سبحانه: ?وإذا الأرض مدت *** وألقت ما فيها وتخلت? [الانشقاق/3 - 4].
تخذ
- تخذ بمعنى أخذ، قال:
- 79 - وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها *** نسيفا كأفحوص القطاة المطرق
(البيت للمزق العبدي، شاعر جاهلي، وهو في الأصمعيات ص 165؛ واللسان (فحص) ؛ والحيوان 5/281؛ والجمهرة 2/163؛ والأفعال 3/367)
واتخذ: افتعل منه، ?أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني? [الكهف/50]، ?قل أتخذتم عند الله عهدا? [البقرة/80]، ?واتخذوا من دون الله آلهة? [مريم/81]، ?واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى? [البقرة/125]، ?لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء? [الممتحنة/1]، ?لاتخذت عليه أجرا? [الكهف/77].
ترب
- التراب معروف، قال تعالى: ?أئذا كنا ترابا? [الرعد/5]، وقال تعالى: ?خلقكم من تراب? [فاطر/11]، ?يا ليتني كنت ترابا? [النبأ/40]. وترب: افتقر، كأنه لصق بالتراب، قال تعالى: ?أو مسكينا ذا متربة? [البلد/16]، أي: ذا لصوق بالتراب لفقره. وأترب: استغنى، كأنه صار له المال بقدر التراب، والترباء: الأرض نفسها، والتيرب واحد التيارب، والتورب والتوراب: التراب، وريح تربة: تأتي بالتراب، ومنه قوله عليه السلام: (عليك بذات الدين تربت يداك) (الحديث صحيح متفق على صحته برواية: (فاظفر بذات الدين تربت يداك). وهو في فتح الباري 9/115؛ ومسلم (1466) ؛ وشرح السنة 9/8) تنبيها على أنه لا يفوتنك ذات الدين، فلا يحصل لك ما ترومه فتفتقر من حيث لا تشعر.
وبارح ترب (قال ابن منظور: البوارح: الرياح الشدائد التي تحمل التراب في شدة الهبوات، واحدها: بارح) : ريح فيها تراب، والترائب: ضلوع الصدر، الواحدة: تريبة. قال تعالى: ?يخرج من بين الصلب والترائب? [الطارق/7] / وقوله: ?أبكارا *** عربا أتراب? [الواقعة/36 - 37]، ?وكواعب أترابا? [النبأ/33]، ?وعندهم قاصرات الطرف أتراب? [ص/52]، أي: لدات، تنشأن معا تشبيها في التساوي والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر، أو لوقوعهن معا على الأرض، وقيل: لأنهن في حال الصبا يلعبن بالتراب معا.
ترث
- ?ويأكلون التراث? [الفجر/19]، أصله: وراث، وهو من باب الواو.
تفث
- قال تعالى: ?ثم ليقضوا تفثهم? [الحج/29]، أي: يزيلوا وسخهم. يقال: قضى الشيء يقضي: إذا قطعه وأزاله. وأصل التفث. وسخ الظفر وغير ذلك، مما شابه أن يزال عن البدن.
قال أعرابي: ما أتفثك وأدرنك.
ترف
- الترفه: التوسع في النعمة، يقال: أترف فلان فهو مترف. ?أترفناهم في الحياة الدنيا? [المؤمنون/33]، ?واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه? [هود/116]، وقال: ?ارجعوا إلى ما أترفتم فيه? [الأنبياء/13]، و ?أخذنا مترفيهم بالعذاب? [المؤمنون/64]، وهم الموصوفون بقوله سبحانه: ?فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه? [الفجر/15].
ترق
- قال تعالى: ?كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق? [القيامة/26]، جمع ترقوة، وهي عظم وصل ما بين ثغرة النحر والعاتق.
ترك
- ترك الشيء: رفضه قصدا واختيارا، أو قهرا واضطرارا؛ فمن الأول: ?وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض? [الكهف/99]، وقوله: ?واترك البحر رهوا? [الدخان/24]، ومن الثاني: ?كم تركوا من جنات? [الدخان/25]، ومنه: تركة فلان لما يخلفه بعد موته، وقد يقال في كل فعل ينتهي به إلى حالة ما تركته كذا، أو يجري مجرى جعلته كذا، نحو: تركت فلانا وحيدا. والتريكة أصله: البيض المتروك في مفازته، ويسمى بيضة الحديد بها كتسميتهم إياها بالبيضة.
تسعة
- التسعة في العدد معروفة وكذا التسعون، قال تعالى: ?تسعة رهط? [النمل/48]، ?تسع وتسعون نعجة? [ص/23]، ?ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا? [الكهف/25]، ?عليها تسعة عشر? [المدثر/30]، والتسع: من أظماء الإبل (قال ابن منظور: والتسع من أظماء الإبل: أن ترد إلى تسعة أيام)، والتسع: جزء من تسعة (قال ابن مالك في مثلثه:
وأخذ تسع تسع أما التسع *** فالورد عن تسع مضت، والتسع
من تسعة جزء كذاك السبع *** يعود للسبعة بانتساب)، والتسع ثلاث ليال من الشهر آخرها التاسعة (في اللسان: قال الأزهري: العرب تقول في ليالي الشهر: ثلاث غرر، وبعدها ثلاث نفل، وبعدها ثلاث تسع، سمين تسعا لأن آخرتهن الليلة التاسعة)، وتسعت القوم: أخذت تسع أموالهم، أو كنت لهم تاسعا.
تعس
- التعس: أن لا ينتعش من العثرة وأن ينكسر في سفال، وتعس (قال أبو عثمان السرقسطي: يقال: تعس تعسا فهو تعس، وتعس بالفتح فهو تاعس. انظر الأفعال 3/366) تعسا وتعسة. قال تعالى: ?فتعسا لهم? [محمد/8].
تقوى
- تاء تقوى مقلوب من الواو، وذلك مذكور في بابه (في مادة: وقى).
تكأ
- المتكأ: المكان الذي يتكأ عليه، والمخدة: المتكأ عليها، وقوله تعالى: ?وأعتدت لهن متكأ? [يوسف/31]، أي: أترجا (عن مجاهد قال: من قرأ ?متكأ? شددها فهو الطعام، ومن قرأ ?متكأ? خففها فهو الأترنج.
وعن سلمة بن تمام أبي عبد الله القسري قال: (متكأ) بكلام الحبش، يسمون الأترنج متكا. راجع: الدر المنثور 4/530؛ وقال أبو عبيدة: وهذا أبطل باطل في الأرض. مجاز القرآن 1/309). وقيل: طعاما متناولا، من قولك: اتكأ على كذا فأكله، قال تعالى: ?قال هي عصاي أتوكأ عليها? [طه/18]، ?متكئين على سرر مصفوفة? [الطور/20]، ?على الأرائك متكئون? [يس/56]، ?متكئين عليها متقابلين? [الواقعة/16].
تل
- أصل التل: المكان المرتفع، والتليل: العنق، ?وتله للجبين? [الصافات/103]، أسقطه على التل، كقولك: تربه: أسقطه على التراب، وقيل: أسقطه على تليله، والمتل: الرمح الذي يتل (يتل به: يصرع به) به.
تلو
- تلاه: تبعه متابعة ليس بينهم ما ليس منها، وذلك يكون تارة بالجسم وتارة بالاقتداء في الحكم، ومصدره: تلو وتلو، وتارة بالقراءة وتدبر المعنى، ومصدره: تلاوة ?والقمر إذا تلاها? [الشمس/2]، أراد به ههنا الاتباع على سبيل الاقتداء والمرتبة، وذلك أنه يقال: إن القمر هو يقتبس النور من الشمس وهو لها بمنزلة الخليفة، وقيل: وعلى هذا نبه قوله: ?وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا? [الفرقان/61]، فأخبر أن الشمس بمنزلة السراج، والقمر بمنزلة النور المقتبس منه، وعلى هذا قوله تعالى: ?جعل الشمس ضياء والقمر نورا? [يونس/5]، والضياء أعلى مرتبة من النور، إذ كل ضياء نور، وليس كل نور ضياء. ?ويتلوه شاهد منه? [هود/17]، أي: يقتدي به ويعمل بموجب قوله: ?يتلون آيات الله? [آل عمران/113]. والتلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة، تارة بالقراءة، وتارة بالارتسام لما فيها من أمر ونهي، وترغيب وترهيب. أو ما يتوهم فيه ذلك، وهو أخص من القراءة فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة، لا يقال: تلوت رقعتك، وإنما يقال في القرآن في شيء إذا قرأته وجب عليك اتباعه. ?هنالك تتلو كل نفس ما أسلفت? (وهذه قراءة حمزة والكسائي وخلف وقرأ الباقي ?تبلو? ) [يونس/30]، ?وإذا تتلى عليهم آياتنا? [الأنفال/31]، ?أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم? [العنكبوت/51]، ?قل لو شاء الله ما تلوته عليكم? [يونس/16]، ?وإذا تليت عليهم آياته زادته إيمانا? [الأنفال/2]، فهذا بالقراءة، وكذلك: ?واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك? [الكهف/27]، ?واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق? [المائدة/27]، ?فالتاليات ذكرا? [الصافات/3].
وأما قوله: ?يتلونه حق تلاوته? [البقرة/121] فاتباع له بالعلم والعمل، ?ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم? [آل عمران/58] أي: ننزله، ?واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان? [البقرة/102]، واستعمل فيه لفظ التلاوة لما كان يزعم الشيطان أن ما يتلونه من كتب الله. والتلاوة والتلية: بقية مما يتلى، أي: يتبع.
وأتليته أي: أبقيت (وفي نسخة: أتبعته من التلاوة) منه تلاوة، أي: تركته قادرا على أن يتلوه، وأتليت فلانا على فلان بحق، أي: أحلته عليه، ويقال: فلان يتلو على فلان ويقول عليه، أي: يكذب عليه، قال: ?ويقولون على الله الكذب? [آل عمران/75] ويقال: لا دري ولا تلي، و (لا دريت ولا تليت) (الحديث تقدم ص 84) وأصله ولا تلوث، فقلب للمزاوجة كما قيل: (مأزورات غير مأجورات) (هذا حديث مروي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخرجه ابن ماجه في باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز 1/503 وقال في الزوائد: في إسناده دينار بن عمر وقد ضعف، فالحديث ضعيف. وراجع شرح السنة 5/465) وإنما هو موزورات.
تم
- تمام الشيء: انتهاؤه إلى حد لا يحتاج إلى شيء خارج عنه، والناقص: ما يحتاج إلى شيء خارج عنه. ويقال ذلك للمعدود والممسوح، تقول: عدد تام وليل تام، قال: ?وتمت كلمة ربك? [الأنعام/115]، ?والله متم نوره? [الصف/8]، ?وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه? [الأعراف/142].
تورات
- التوراة التاء فيه مقلوب، وأصله من الورى، بناؤها عند الكوفيين: ووراة تفعلة (قال في اللسان: التوراة عند أبي العباس تفعلة، وعند الفارسي فوعلة، قال: لقلة تفعلة في الأسماء وكثرة فوعلة)، وقال بعضهم: هي تفعلة نحو تنفلة (انظر: معاني القرآن للزجاج 1/374. والتنفلة: أنثثى الثعلب)، وليس في كلامهم تفعلة اسما. وعند البصريين وورية، هي فوعلة نحو حوصلة. قال تعالى: ?إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور? [المائدة/44]، ?ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل? [الفتح/29].
تارة
- ?أن يعيدكم فيه تارة أخرى? [الإسراء/69]، وقال تعالى: ?ومنها نخرجكم تارة أخرى? [طه/55]، أي مرة وكرة أخرى، هو فيما قيل من تار الجرح: التأم.
تين
- قال تعالى: ?والتين والزيتون? [التين/1] قيل: هما جبلان، وقيل: هما المأكولان.
وتحقيق موردهما واختصاصهما يتعلق بما بعد هذا الكتاب.
توب
- التوب: ترك الذنب على أجمل الوجوه (من أراد التوسع في هذا المبحث فليرجع إلى (أحياء علوم الدين) للغزالي، الجزء الرابع، كتاب التوبة، فقد أجاد فيه وأفاد، وبين وأجمل)، وهو أبلغ وجوه الاعتذار، فإن الاعتذار على ثلاثة أوجه: إما أن يقول المعتذر: لم أفعل، أو يقول: فعلت لأجل كذا، أو فعلت وأسأت وقد أقلعت، ولا رابع لذلك، وهذا الأخير هو التوبة، والتوبة في الشرع: ترك الذنب لقبحه والندم على ما فرط منه، والعزيمة على ترك المعاودة، وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالأعمال بالإعادة، فمتى اجتمعت هذه الأربع فقد كلمت شرائط التوبة. وتاب إلى الله، فذكر"إلى الله" يقتضي الإنابة. نحو: ?فتوبوا إلى بارئكم? [البقرة/54]، ?وتوبوا إلى الله جميعا? [النور/31]، ?أفلا يتوبون إلى الله? [المائدة/74]، وتاب الله عليه؛ أي: قبل توبته، منه: ?لقد تاب الله على النبي والمهاجرين? [التوبة/117]، ?ثم تاب عليهم ليتوبوا? [التوبة/118]، ?فتاب عليكم وعفا عنكم? [البقرة/187].
والتائب يقال لباذل التوبة ولقابل التوبة، فالعبد تائب إلى الله، والله تائب على عبده.
والتواب: العبد الكثير التوبة، وذلك بتركه كل وقت بعض الذنوب على الترتيب حتى يصير تاركا لجميعه، وقد يقال ذلك لله تعالى لكثرة قبوله توبة العباد (انظر الأسماء والصفات للبيهقي ص 99) حالا بعد حال. وقوله: ?ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا? [الفرقان/71]أي: التوبة التامة،وهو الجمع بين ترك القبيح وتحري الجميل.?عليه توكلت وإليه متاب?[الرعد/30]?إنه هو التواب الرحيم?[البقرة/54] التيه
- يقال: تاه يتيه: إذا تحير، وتاه يتوه لغة في تاه يتيه، وفي قصة بني إسرائيل: ?أربعين سنة يتيهون في الأرض? [المائدة/26]، وتوهه وتيهه: إذا حيره وطرحه. ووقع في التيه والتوه، أي في مواضع الحيرة، ومفازة تيهاء: تحير سالكوها.
التاءات
- التاء في أول الكلمة للقسم نحو: ?تالله لأكيدن أصنامكم? (انظر: كتاب الحروف للمزني ص 62) [الأنبياء/57]، وللمخاطب في الفعل المستقبل، نحو: ?تكره الناس? [يونس/99]، وللتأنيث، نحو: ?تتنزل عليهم الملائكة? [فصلت/30]
وفي آخر الكلمة تكون إما زائدة للتأنيث، فتصير في الوقت هاء نحو قائمة، أو تكون ثابتة في الوقت والوصل، وذلك في أخت وبنت، أو تكون في الجمع مع الألف نحو مسلمات ومؤمنات. وفي آخر الفعل الماضي لضمير المتكلم، نحو قوله تعالى: ?وجعلت له مالا ممدودا? [المدثر/12]، أو للمخاطب مفتوحا نحو: ?أنعمت عليهم? [الفاتحة/7]، ولضمير المخاطبة مكسورا نحو: ?لقد جئت شيئا فريا? [مريم/27]، والله أعلم.


وهاكذا حرف التاء إنتهاء
ثم حرف الثاء


[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]



كتاب الثاء
ثبت
- الثبات ضد الزوال، يقال: ثبت يثبت ثباتا، قال الله تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا? [الأنفال/45]، ورجل ثبت وثبيت في الحرب، وأثبته السقم (قال ابن فارس: وأثبته السقم:إذا لم يكد يفارقه)، ويقال ذلك للموجود بالبصر أو البصيرة، فيقال: فلان ثابت عندي، ونبوة النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة، والإثبات والتثبيت تارة يقال بالفعل، فيقال لما يخرج من العدم إلى الوجود، نحو: أثبت الله كذا، وتارة لما يثبت بالحكم، فيقال: أثبت الحاكم على فلان كذا وثبته، وتارة لما يكون بالقول، سواء كان ذلك صدقا منه أو كذبا، فيقال: أثبت التوحيد وصدق النبوة (راجع: بصائر ذوي التمييز 1/347)، وفلان أثبت مع الله إلها آخر، وقوله تعالى: ?ليثبتوك أو يقتلوك? [الأنفال/30]، أي: يثبطوك ويحيروك، وقوله تعالى: ?يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا? [إبراهيم/27]، أي: يقويهم بالحجج القوية، وقوله تعالى: ?ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا? [النساء/66]، أي: أشد لتحصيل علمهم. وقيل: أثبت لأعمالهم واجتناء ثمرة أفعالهم، وأن يكونوا بخلاف من قال فيهم: ?وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا? [الفرقان/23]، يقال: ثبته، أي: قويته، قال الله تعالى: ?ولولا أن ثبتناك? [الإسراء/74]، وقال: ?فثبتوا الذين آمنوا? [الأنفال/12]، وقال: ?وتثبيتا من أنفسهم? [البقرة/265]، وقال: ?وثبت أقدامنا? [البقرة/250].
ثبر
- الثبور: الهلاك والفساد، المثابر على الإتيان، أي: المواظب، من قولهم: ثابرت. قال تعالى: ?دعوا هنالك ثبورا *** لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا? [الفرقان/13 - 14]، وقوله تعالى: ?وإني لأظنك يا فرعون مثبورا? [الإسراء/102]، قال ابن عباس رضي الله عنه: يعني ناقص العقل (انظر الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي 5/345). ونقصان العقل أعظم هلك. وثبير جبل بمكة.
ثبط
- قال الله تعالى: ?فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين? [التوبة/46]، حبسهم وشغلهم، يقال: ثبطه المرض وأثبطه: إذا حبسه ومنعه ولم يكد يفارقه.
ثبا
- قال تعالى: ?فانفروا ثبات أو انفروا جميعا? [النساء/71]، هي جمع ثبة، أي: جماعة منفردة. قال الشاعر:
- 80 - وقد أغدو على ثبة كرام *** (الشطر لزهير، وتتمته:
نشاوى واجدين لما نشاء
وهو في ديوانه ص 11؛ واللسان (ثبا) و (ثوب) )
ومنه: تثبيت على فلان (وفي اللسان: ومن جعل الأصل ثبية من ثبيت على الرجل: إذا أثنيت عليه في حياته)، أي: ذكرت متفرق محاسنه. ويصغر ثبية، ويجمع على ثبات وثبين، والمحذوف منه اللام، وأما ثبة الحوض فوسطه الذي يثوب إليه الماء، والمحذوف منه عينه لا لامه (قال أبو منصور الأزهري: الثبات: جماعات في تفرقة، وكل فرقة ثبة، وهذا من: ثاب.
وقال آخرون: الثبة من الأسماء الناقصة، وهو في الأصل ثبية، فالساقط لام الفعل في هذا القول وأما في القول الأول فالساقط عين الفعل. انتهى. وعلى هذا القول مشى المؤلف).
ثج
- يقال: ثج الماء، وأتى الوادي بثجيجه. قال الله تعالى: ?وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا? [النبأ/14]، وفي الحديث: (أفضل الحج العج والثج) (الحديث يرويه أبو بكر الصديق أن النبي سئل أي الحج أفضل؟ قال: العج والثج. وأخرجه الترمذي وقال ابن العربي: لم يصح، وأخرجه ابن ماجه 2/967 وفيه إبراهيم بن يزيد وهو متروك الحديث، وله طريق أخرى عند الدارقطني 1/255 وفيه محمد بن الحجاج وهو ضعيف، وأخرجه الحاكم 1/442 والبيهقي 4/330، فالحديث قوي لشواهده الكثيرة. راجع: شرح السنة 7/14؛ وعارضة الأحوذي 4/45) أي: رفع الصوت بالتلبية، وإسالة دم الهدي.
ثخن
- يقال ثخن الشيء فهو ثخين: إذا غلظ فلم يسل، ولم يستمر في ذهابه، ومنه استعير قولهم: أثخنته ضربا واستخفافا. قال الله تعالى: ?ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض? [الأنفال/67]، ?حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق? [محمد/4].
ثرب
- التثريب: التقريع والتقرير بالذنب. قال تعالى: ?لا تثريب عليكم اليوم? [يوسف/92]، وروي: (إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يثربها) (هذا جزء من حديث صحيح متفق على صحته، مروي عن أبي هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها، ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب، ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر). وقد أخرجه البخاري في باب بيع المدبر، انظر: فتح الباري 4/350، ومسلم في الحدود رقم (1703) ؛ وانظر: شرح السنة 10/297)، ولا يعرف من لفظه إلا قولهم: الثرب، وهو شحمه رقيقة، وقوله تعالى: ?يا أهل يثرب? [الأحزاب/13]، أي: أهل المدينة، يصح أن يكون أصله من هذا الباب والياء تكون فيه زائدة.
ثعب
- قال عز وجل: ?فإذا هي ثعبان مبين? [الأعراف/107]، ويجوز أن يكون سمي بذلك من قوله: ثعبت الماء فانثعب، أي: فجرته وأسلته فسال، ومنه: ثعب المطر، والثعبة: ضرب من الوزغ وجمعها: ثعب، كأنه شبه بالثعبان في هيئته، فاختصر لفظه من لفظه لكونه مختصرا منه في الهيئة.
ثقب
- الثاقب: المضيء الذي يثقب بنوره وإضاءته ما يقع عليه. قال الله تعالى: ?فأتبعه شهاب ثاقب? [الصافات/10]، وقال الله تعالى: ?وما أدراك ما الطارق *** النجم الثاقب? [الطارق/2 - 3]، وأصله من الثقبة، والمثقب: الطريق في الجبل، كأنه قد ثقب، وقال أبو عمرو: والصحيح: المثقب (وفي (شمس العلوم) : المثقب: الطريق، ويقال: إنه أفصح من مفتوح الميم. راجع شمس العلوم 1/50)، وقالوا: ثقبت النار، أي: ذكيتها.
ثقف
- الثقف: الحذق في إدراك الشيء وفعله، ومنه قيل: رجل ثقف، أي: حاذق في إدراك الشيء وفعله، ومنه استعير: المثاقفة (هي الملاعبة بالسلاح)، ورمح مثقف، أي: مقوم، وما يثقف به: الثقاف، ويقال: ثقفت كذا: إذا أدركته ببصرك لحذق في النظر، ثم يتجوز به فيستعمل في الإدراك وإن لم تكن معه ثقافة. قال الله تعالى: ?واقتلوهم حيث ثقفتموهم? [البقرة/191]، وقال عز وجل: ?فإما تثقفنهم في الحرب? [الأنفال/57]، وقال عز وجل: ?ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا? [الأحزاب/61].
ثقل
- الثقل والخفة متقابلان، فكل ما يترجح على ما يوزن به أو يقدر به يقال: هو ثقيل، وأصله في الأجسام ثم يقال في المعاني، نحو: أثقله الغرم والوزر. قال الله تعالى: ?أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون? [الطور/40]، والثقيل في الإنسان يستعمل تارة في الذم، وهو أكثر في التعارف، وتارة في المدح نحو قول الشاعر:
- 81 - تخف الأرض إذا ما زلت عنها *** وتبقى ما بقيت بها ثقيلا
- 82 - حللت بمستقر العز منها *** فتمنع جانبيها أن تميلا
(الأشطار الثلاثة الأولى لزهير بن أبي سلمى، والأخير لابنه كعب، ولها قصة انظرها في أمالي المرتضى 1/97. وهما في ديوان زهير ص 71؛ وبصائر ذوي التمييز 1/334)
ويقال: في أذنه ثقل: إذا لم يجد سمعه، كما يقال: في أذنه خفة: إذا جاد سمعه. كأنه يثقل عن قبول ما يلقى إليه، وقد يقال: ثقل القول إذا لم يطلب سماعه، ولذلك قال في صفة يوم القيامة: ?ثقلت في السموات والأرض? [الأعراف/187]، وقوله تعالى: ?وأخرجت الأرض أثقالها? [الزلزلة/2]، قيل: كنوزها، وقيل: ما تضمنته من أجساد البشر عند الحشر والبعث، وقال تعالى: ?وتحمل أثقالكم إلى بلد? [النحل/7]، أي: أحمالكم الثقيلة، وقال عز وجل: ?وليحملن أثقالهم أثقالا مع أثقالهم? [العنكبوت/13]، أي: آثامهم التي تثقلهم وتثبطهم عن الثواب، كقوله تعالى: ?ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون? [النحل/25]، وقوله عز وجل: ?انفروا خفافا وثقالا? [التوبة/41]، قيل: شبانا وشيوخا (راجع في تفسير الآية الدر المنثور 4/208)، وقيل: فقراء وأغنياء، وقيل: غرباء ومستوطنين، وقيل: نشاطا وكسالى، وكل ذلك يدخل في عمومها، فإن القصد بالآية الحث على النفر على كل حال تصعب أو تسهل. والمثقال: ما يوزن به، وهو من الثقل، وذلك اسم لكل سنج قال تعالى: ?وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين? [الأنبياء/47]، وقال تعالى: ?فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره *** ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره? [الزلزلة/7 - 8]، وقوله تعالى: ?فأما من ثقلت موازينه *** فهو في عيشة راضية? [القارعة/6 - 7]، فإشارة إلى كثرة الخيرات، وقوله تعالى: ?وأما من خفت موازينه? [القارعة/8]، فإشارة إلى قلة الخيرات.
والثقيل والخفيف يستعمل على وجهين:
أحدهما على سبيل المضايفة، وهو أن لا يقال لشيء ثقيل أو خفيف إلا باعتباره بغيره، ولهذا يصح للشيء الواحد أن يقال خفيف إذا اعتبرته بما هو أثقل منه، وثقيل إذا اعتبرته بما هو أخف منه، وعلى هذه الآية المتقدمة آنفا.
والثاني أن يستعمل الثقيل في الأجسام المرجحة إلى أسفل، كالحجر والمدر، والخفيف يقال في الأجسام المائلة إلى الصعود كالنار والدخان، ومن هذا الثقل قوله تعالى: ?اثاقلتم إلى الأرض? [التوبة/38].
ثلث
- الثلاثة والثلاثون، والثلاث والثلثمائة، وثلاثة آلاف، والثلث والثلثان.
قال عز وجل: ?فلأمه الثلث? [النساء/11]، أي: أحد أجزائه الثلاثة، والجمع أثلاث، قال تعالى: ?ووعدانا موسى ثلاثين ليلة? [الأعراف/142]، وقال عز وجل: ?ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم? [المجادلة/7]، وقال تعالى: ?ثلاث عورات لكم? [النور/58]، أي: ثلاثة أوقات العورة، وقال عز وجل: ?ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين? [الكهف/25]، وقال تعالى: ?بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين? [آل عمران/124]، وقال تعالى: ?إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه? [المزمل/20]، وقال عز وجل: ?مثنى وثلاث ورباع? [فاطر/1]، أي: اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة. وثلثت الشيء: جزأته أثلاثا، وثلثت القوم: أخذت ثلث أموالهم، وأثلثتهم: صرت ثالثهم أو ثلثهم، وأثلثت الدراهم فأثلثت هي (راجع ص 82 في الحاشية)، وأثلث القوم: صاروا ثلاثة وحبل مثلوث: مفتول على ثلاثة قوى، ورجل مثلوث: أخذ ثلث ماله، وثلث الفرس وربع جاء ثالثا ورابعا في السباق، ويقال: أثلاثة وثلاثون عندك أو ثلاث وثلاثون؟ كناية عن الرجال والنساء، وجاؤوا ثلاث ومثلث (قال ابن مالك في مثلثه:
معلوم الثلاث، والثلاث *** جمع تلوث النوق، والثلاث
يعني به الذكور والإناث *** وهو من المعدول في الحساب)، أي: ثلاثة ثلاثة، وناقة تلوث (قال ابن مالك في مثلثه:
معلوم الثلاث، والثلاث *** جمع تلوث النوق، والثلاث
يعني به الذكور والإناث *** وهو من المعدول في الحساب) :
تحلب من ثلاثة أخلاف، والثلاثاء والأربعاء من الأيام جعل الألف فيهما بدلا من الهاء، نحو: حسنة وحسناء، فخص اللفظ باليوم، وحكي: ثلثت الشيء تثليثا: جعلته على ثلاثة أجزاء، وثلث البسر: إذا بلغ الرطب ثلثيه، أو ثلث العنب: أدرك ثلثاه، وثوب ثلاثي: طوله ثلاثة أذرع.
ثل
- الثلة: قطعة مجتمعة من الصوف، ولذلك قيل للمقيم ثلة، ولاعتبار الاجتماع قيل: ?ثلة من الأولين وثلة من الآخرين? [الواقعة/39 - 40]، أي: جماعة (قال ابن مالك:
ضأن وصوف وتراب ثله *** وعن حلاك عبروا بثله
وزمرة الناس تسمى ثله *** شاهده في محكم الكتاب)،
وثللت كذا: تناولت ثلة منه، وثل عرشه: أسقط ثله منه، والثلل: قصر الأسنان لسقوط ثلة منه، وأثل فمه: سقطت أسنانه، وتثللت الركية، أي: تهدمت.
ثمد
- ثمود قيل: هو أعجمي، وقيل: هو عربي، وترك صرفه لكونه اسم قبيلة، أو أرض، ومن صرفه جعله اسم حي أو أب، لأنه يذكر فعول من الثمد، وهو الماء القليل الذي لا مادة له، ومنه قيل: فلان مثمود، ثمدته النساء أي: قطعن مادة مائة لكثرة غشيانه لهن، ومثمود: إذا كثر عليه السؤال حتى فقد مادة ماله.
ثمر
- الثمر اسم لكل ما يتطعم من أحمال الشجر، الواحدة ثمرة، والجمع: ثمار وثمرات، كقوله تعالى: ?أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم? [البقرة/22]، وقوله تعالى: ?ومن ثمرات النخيل والأعناب? [النحل/67]، وقوله تعالى: ?انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه? [الأنعام/99]، وقوله تعالى: ?ومن كل الثمرات? [الرعد/3]، والثمر قيل: هو الثمار، وقيل: هو جمعه، ويكنى به عن المال المستفاد، وعلى ذلك حمل ابن عباس (وكان له ثمر) (انظر: الدر المنثور 5/390، وهي قراءة ابن عباس من القراءات الشاذة. وقال مجاهد: ما كان في القرآن من ثمر فهو مال، وما كان من ثمر فهو من الثمار. انظر: اللسان (ثمر) ) [الكهف/34] ويقال: ثمر الله ماله، ويقال لكل نفع يصدر عن شيء: ثمرة، كقولك: ثمرة العلم العمل الصالح، وثمرة العمل الصالح الجنة (انظر مجمع البلاغة للمؤلف 1/44)، وثمرة السوط عقدة أطرافها تشبيها بالثمر في الهيئة، والتدلي عنه كتدلي الثمر عن الشجر، والثميرة من اللبن: ما تحبب من الزبد تشبيها بالثمر في الهيئة وفي التحصيل من اللبن.
ثم
- حرف عطف يقتضي تأخر ما بعده عما قبله (راجع مغني اللبيب، والجنى الداني، باب ثم، والبصائر 2/344) ؛ إما تأخيرا بالذات؛ أو بالمرتبة، أو بالوضع حسبما ذكر في (قبل) وفي (أول). قال تعالى: ?أثم إذا ما وقع آمنتم به الآن وقد كنتم به تستعجلون *** ثم قيل للذين ظلموا? [يونس/51 - 52]، وقال عز وجل: ?ثم عفونا عنكم من بعد ذلك? [البقرة/52]، وأشباهه.
وثمامة: شجر، وثمت الشاة: إذا رعتها (انظر: المجمل 1/156)، نحو: شجرت: إذا رعت الشجر، ثم يقال في غيرها من النبات. وثممت الشيء: جمعته، ومنه قيل: كنا أهل ثمه ورمة (انظر: أساس البلاغة ص 49؛ والمجمل 1/156. قال الزمخشري: أي: أهل إصلاح شأنه والاهتمام بأمره)، والثمة: جمعة من حشيش. و:
ثم
- إشارة إلى المتبعد من المكان، و (هنالك) للتقرب، وهما ظرفان في الأصل، وقوله تعالى: ?وإذا رأيت ثم رأيت? [الإنسان/20] فهو في موضع المفعول (ومشى على هذا القول الفيروز آبادي في البصائر 1/345، ورده في القاموس، فقال: فقول من أعربه مفعولا ل (رأيت) في: ?وإذا رأيت ثم رأيت? وهم.
ومشى على هذا القول الفراء في معانيه، راجع 3/218، وكذا الأخفش.
- وقالأبو جعفر النحاس: لأهل العربية فيه ثلاثة أقوال:
فأكثر البصريين يقول: (ثم) ظرف، ولم تعد (رأيت)، كما تقول: ظننت في الدار، فلا تعدي ظننت، على قول سيبويه.
وقال الأخفش - وهو أحد قولي الفراء -: ثم مفعول بها، أي: فإذا نظرت ثم.
وقول آخر للفراء، قال: والتقدير: إذا رأيت ما ثم، وحذف (ما).
قال أبو جعفر: وحذف (ما) خطأ عند البصريين؛ لأنه يحذف الموصول ويبقي الصلة. راجع إعراب القرآن للنحاس 3/579).
ثمن
- قوله تعالى: ?وشروه بثمن بخس? [يوسف/20]. الثمن: اسم لما يأخذه البائع في مقابلة البيع، عينا كان أو سلعة. وكل ما يحصل عوضا عن شيء فهو ثمنه. قال تعالى: ?إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا? [آل عمران/77] وقال تعالى: ?ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا? [النحل/95]، وقال: ?ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا? [البقرة/41]، وأثمنت الرجل بمتاعه وأثمنت له: أكثرت له الثمن، وشيء ثمين: كثير الثمن، والثمانية والثمانون والثمن في العدد معروف. ويقال: ثمنته: كنت له ثامنا، أو أخذت ثمن ماله، وقال عز وجل: ?سبعة وثامنهم كلبهم? [الكهف/22]، وقال تعالى: ?على أن تأجرني ثماني حجج? [القصص/27]. والثمين: الثمن، قال الشاعر:
- 83 - فما صار لي في القسم إلا ثمينها *** (هذا عجز بيت، وشطره:
وألقيت سهمي بينهم حين أوخشوا
وينسب إلى يزيد بن الطثرية، وهو في ديوانه ص 97، والمجمل 1/162، واللسان (ثمن)، وعقد الخلاص ص 282)
وقوله تعالى: ?فلهن الثمن مما تركتم? [النساء/12].
ثنى
- الثني والاثنان أصل لمتصفات هذه الكلمة، ويقال ذلك باعتبار العدد، أو باعتبار التكرير الموجود فيه أو باعتبارهما معا، قال الله تعالى: ?ثاني اثنين? [التوبة/40]، ?اثنتا عشرة عينا? [البقرة/60]، وقال: ?مثنى وثلاث ورباع? [النساء/3] فيقال: ثنيته تثنية: كنت له ثانيا، أو أخذت نصف ماله، أو ضممت إليه ما صار به اثنين.
والثنى: ما يعاد مرتين، قال عليه السلام: (لاثنى في الصدقة) (الحديث أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث 1/98؛ وابن الأثير في النهاية 1/244؛ والفائق 1/158، ورواته ثقات) أي: لا تؤخذ في السنة مرتين. قال الشاعر:
- 84 - لقد كانت ملامتها ثنى *** (هذا عجز بيت، وصدره:
أفي جنب بكر قطعتني ملامة
وهو ينسب لأوس بن حجر في ديوانه ص 141؛ وإلى معن بن أوس كما في غريب الحديث 1/98؛ وإلى كعب بن زهير في اللسان (ثنى) ؛ وديوان كعب ص 128 وهو الأرجح؛ وانظر: المجمل 1/163)
وامرأة ثني: ولدت اثنين، والولد يقال له: ثني، وحلف يمينا فيها ثنيا وثنوى وثنية ومثنوية (هذا كله بمعنى الاستثناء)، ويقال للآوي الشيء: قد ثناه، نحو قوله تعالى: ?ألا إنهم يثنون صدورهم? [هود/5]، وقراءة ابن عباس: (يثنونى صدورهم) (وهي قراءة شاذة. انظر: البصائر 1/345) من: اثنونيت، وقوله عز وجل: ?ثاني عطفه? [الحج/9]، وذلك عبارة عن التنكر والإعراض، نحو: لوى شدقة، ?ونأى بجانبه? [الإسراء/83].
والثني من الشاة: ما دخل في السنة الثانية وما سقطت ثنيته من البعير، وقد أثنى، وثنيت الشيء أثنيه: عقدته بثنايين غير مهموز، قيل (انظر: المجمل 1/164) : وإنما لم يهمز لأنه بنى الكلمة على التثنية، ولم يبن عليه لفظ الواحد. والمثناة: ما ثني من طرف الزمام، والثنيان الذي يثنى به إذا عد السادات. وفلان ثنية أهل بيته كناية عن قصور منزلته فيهم، والثنية من الجبل: ما يحتاج في قطعه وسلوكه إلى صعود وحدود، فكأنه يثني السير، والثنية من السن تشبيها بالثنية من الجبل في الهيئة والصلابة. والثنيا من الجزور: ما يثنيه جازره إلى ثنيه من الرأس والصلب، وقيل: الثنوى. والثناء: ما يذكر في محامد الناس، فيثنى حالا فحالا ذكره، يقال: أثني عليه.
وتثنى في مشيته نحو: تبختر، وسميت سور القرآن مثاني في قوله عز وجل: ?ولقد آتيناك سبعا من المثاني? [الحجر/87] لأنها تثنى على مرور الأوقات وتكرر فلا تدرس ولا تنقطع دروس سائر الأشياء التي تضمحل وتبطل على مرور الأيام، وعلى ذلك قوله تعالى: ?الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني? [الزمر/23]، ويصح أنه قيل للقرآن: مثاني؛ لما يثنى ويتجدد حالا فحالا من فوائده، كما روي في الخبر في صفته: (لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه) (الحديث أخرجه رزين وأبو عبيد في كتابه (فضائل القرآن)، وقال: هذا غريب من هذا الوجه. وعند الترمذي: (ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه). انظر سنن الترمذي: باب فضائل القرآن رقم (2908)، قال: وإسناده مجهول. وأخرجه أحمد في المسند برقم (704)، وابن أبي شيبة 6/125).
ويصح أن يكون ذلك من الثناء، تنبيها على أنه أبدا يظهر منه ما يدعو إلى الثناء عليه وعلى من يتلوه، ويعلمه ويعمل به، وعلى هذا الوجه وصفه بالكرم في قوله تعالى: ?إنه لقرآن كريم? [الواقعة/77]، وبالمجد في قوله: ?بل هو قرآن مجيد? [البروج/21].
والاستثناء: إيراد لفظ يقتضي رفع بعض ما يوجبه عموم لفظ متقدم، أو يقتضي رفع حكم اللفظ عما هو. فمما يقتضي رفع بعض ما يوجبه عموم اللفظ قوله تعالى: ?قل لا أجد فيما أوحى إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة? الآية: [الأنعام/145].
وما يقتضي رفع ما يوجبه اللفظ فنحو قوله:
والله لأفعلن كذا إن شاء الله، وامرأته طالق إن شاء الله، وعبده عتيق إن شاء الله، وعلى هذا قوله تعالى: ?إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين *** ولا يستثنون? [القلم/17 - 18].
ثوب
- أصل الثوب: رجوع الشيء إلى حالته الأولى التي كان عليها، أو إلى الحالة المقدرة المقصودة بالفكرة، وهي الحالة المشار إليها بقولهم: أول الفكرة آخر العمل (انظر: بصائر ذوي التمييز 1/337، وتفصيل هذا في شرح أدب الكاتب للجواليقي ص 37). فمن الرجوع إلى الحالة الأولى قولهم: ثاب فلان إلى داره، وثابت إلي نفسي، وسمي مكان المستسقي على فم البئر مثابة، ومن الرجوع إلى الحالة على فم البئر مثابة، ومن الرجوع إلى الحالة المقدرة المقصود بالفكرة الثوب، سمي بذلك لرجوع الغزل إلى الحالة التي قدرت له، وكذا ثواب العمل، وجمع الثوب أثواب وثياب، وقوله تعالى: ?وثيابك فطهر? [المدثر/4] يحمل على تطهير الثوب، وقيل: الثياب كناية عن النفس لقول الشاعر:
- 85 - ثياب بني عوف طهارى نقية *** (الشطر لامرئ القيس، وعجزه:
وأوجههم بيض المسافر غران
وهو في ديوانه ص 167؛ واللسان (ثوب) )
وذلك أمر بما ذكره الله تعالى في قوله: ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا? [الأحزاب/33]. والثواب: ما يرجع إلى الإنسان من جزاء أعماله، فيسمى الجزاء ثوابا تصورا أنه هو هو، ألا ترى كيف جعل الله تعالى الجزاء نفس العمل في قوله: ?فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره? [الزلزلة/7]، ولم يقل جزاءه، والثواب يقال في الخير والشر، بكن الأكثر المتعارف في الخير، وعلى هذا قوله عز وجل: ?ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب? [آل عمران/195]، ?فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة? [آل عمران/148]، وكذلك المثوبة في قوله تعالى: ?هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله? [المائدة/60]، فإن ذلك استعارة في الشر كاستعارة البشارة فيه. قال تعالى: ?ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله? [البقرة/103]، والإثابة تستعمل في المحبوب، قال تعالى: ?فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار? [المائدة/85]، وقد قيل ذلك في المكروه ?فأثابكم غما بغم? [آل عمران/153]، على الاستعارة كما تقدم، والتثويب في القرآن لم يجئ إلا في المكروه، نحو: ?هل ثوب الكفار? [المطففين/36]، وقوله عز وجل: ?وإذ جعلنا البيت مثابة? [البقرة/125]، قيل: معناه: مكانا يثوب إليه الناس على مرور الأوقات، وقيل: مكانا يكتسب فيه الثواب. والثيب: التي تثوب عن الزوج.
قال تعالى: ?ثيبات وأبكارا? [التحريم/5]، وقال عليه السلام: (الثيب أحق بنفسها) (الحديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه (1421) ؛ وابن ماجه في سننه 1/601؛ ومالك في الموطأ. انظر تنوير الحوالك 2/62؛ وشرح السنة 9/30؛ والرواية [الأيم] بدل [الثيب] ).
والتثويب: تكرار النداء، ومنه التثويب في الأذان، والثوباء التي تعتري الإنسان سميت بذلك لتكررها، والثبة: جماعة الثائب بعضهم إلى بعض في الظاهر، قال عز وجل: ?فانفروا ثبات أو انفروا جميعا? [النساء/71]، قال الشاعر:
- 86 - وقد أغدو على ثبة كرام
(البيت تقدم قريبا برقم 80)
وثبة الحوض: ما يثوب إليه الماء، وقد تقدم (راجع مادة (ثبة) ).
ثور
- ثار الغبار والسحاب ونحوهما، يثور ثورا وثورانا: انتشر ساطعا، وقد أثرته، قال تعالى: ?فتثير سحابا? [الروم/48]، يقال: أثرت الأرض، كقوله تعالى: ?وأثاروا الأرض وعمروها? [الروم/9]، وثارت الحصبة ثورا تشبيها بانتشار الغبار، وثور شرا كذلك، وثار ثائره كناية عن انتشار غضبه، وثاوره: واثبه، والثور: البقر الذي يثار به الأرض، فكأنه في الأصل مصدر جعل في موضع الفاعل (راجع صفحة 139 حاشية 4)، نحو: ضيف وطيف في معنى: ضائف وطائف، وقولهم: سقط ثور الشفق (وهو ما ظهر منه وانتشر، راجع أساس البلاغة (ثور) ص 49. وقال ابن فارس: ويقال في المغرب إذا سقط ثور الشفق، فهو انتشار الشفق وثورانه. انظر: المجمل 1/165) أي: الثائر المنثر، والثأر هو طلب الدم، وأصله الهمز، وليس من هذا الباب.
ثوى
- الثواء: الإقامة مع الاستقرار، يقال: ثوى يثوي ثواء، قال عز وجل: ?وما كنت ثاويا في أهل مدين? [القصص/45]، وقال: ?أليس في جهنم مثوى للمتكبرين? [الزمر/60]، قال الله تعالى: ?فالنار مثوى لهم? [فصلت/24]، ?ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين? [الزمر/72]، وقال: ?النار مثواكم? [الأنعام/128]، وقيل: من أم مثواك (قال الزمخشري: وهو أبو مثواي وهي أم مثواي: لمن أنت نازل به) ؟ كناية عمن نزل به ضيف، والثوية: مأوى الغنم، والله أعلم بالصواب.



وهاكذا حرف الثاء إنتها
ثم يأتي حرف الجيم
في الأيام المقبلة إنشاء الله





[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]



كتاب الجيم
جب
- قال الله تعالى: ?وألقوه في غيابت الجب? [يوسف/10]، أي: بئر لم تطو، وتسميته بذلك إما لكونه محفورا في جبوب، أي: في أرض غليظة؛ وإما لأنه قد جب، والجب: قطع الشيء من أصله كجب النخل، وقيل: زمن الجباب، نحو: زمن الصرام، وبعير أجب: مقطوع السنام (انظر: البصائر 1/358) وناقة جباء، وذلك نحو: أقطع وقطعاء، للمقطوع اليد، وخصي مجبوب: مقطوع الذكر من أصله، والجبة التي هي اللباس منه، وبه شبه ما دخل فيه الرمح من السنان، والجباب: شيء يعلو ألبان الإبل، وجبت المرأة النساء حسنا: إذا غلبتهن، استعارة من الجب الذي هو القطع، وذلك كقولهم: قطعته في المناظرة والمنازعة، وأما الجبجبة (قال في اللسان (والجبجبة) وعاء يتخذ من أدم يسقى فيه الإبل، وينقع فيه الهبيد) فليست من ذلك، بل سميت به لصوتها المسموع منها.
جبت
- قال الله تعالى: ?يؤمنون بالجبت والطاغوت? [النساء/51]، الجبت (قال الجوهري: وهذا ليس من محض العربية؛ لاجتماع الجيم والتاء في كلمة من غير حرف ذولقي) والجبس: الفسل (في اللسان: الفسل: الرذل والنذل الذي لا مروة له) الذي لا خير فيه (انظر: البصائر 1/359)، وقيل: التاء بدل من السين، تنبيها على مبالغته في الفسولة، كقول الشاعر:
- 87 - عمرو بن يربوع شرار الناس *** (هذا عجز بيت، وشطره الأول:
يا قبح الله بني السعلاة
وهو لعلباء بن أرقم، وهو في اللسان (نوت) ؛ والبصائر 1/359؛ والخصائص 2/53؛ والجمهرة 3/32)
أي: خساس الناس، ويقال لكل ما عبد من دون الله: جبت، وسمي الساحر والكاهن جبتا.
جبر
- أصل الجبر: إصلاح الشيء بضرب من القهر، يقال: جبرته فانجبر واجتبر، وقد قيل: جبرته فجبر (انظر: الأفعال للسرقسطي 2/260)، كقول الشاعر:
- 88 - قد جبر الدين اإله فجبر *** (الشطر للعجاج وبعده:
وعور الرحمن من ولى العور
وهو في ديوانه ص 4؛ وتهذيب اللغة 11/60؛ والأفعال 2/260؛ واللسان (جبر) ؛ والبصائر 1/360)
هذا قول أكثر أهل اللغة، وقال بعضهم: ليس قوله (فجبر) مذكورا على سبيل الانفعال، بل ذلك على سبيل الفعل، وكرره، ونبه بالأول على الابتداء بإصلاحه، وبالثاني على تتميمه، فكأنه قال: قصد جبر الدين وابتدأ به فتمم جبره، وذلك أن (فعل) تارة يقال لمن ابتدأ بفعل، وتارة لمن فرغ منه. وتجبر بعد الأكل يقال إما لتصور معنى الاجتهاد والمبالغة، أو لمعنى التكلف، كقول الشاعر:
- 89 - تجبر بعد الأكل لهو نميص *** (هذا عجز بيت لامرئ القيس، وشطره:
ويأكلن من قو لعاعا وربة
وهو في ديوانه ص 93؛ واللسان (جبر) )
وقد يقال الجبر تارة في الإصلاح المجرد، نحو قول علي رضي الله عنه: (يا جابر كل كسير، ويا مسهل كل عسير) ومنه قولهم للخبز: جابر بن حبة (انظر: اللسان (جبر)، والبصائر 1/361)، وتارة في القهر المجرد نحو قوله عليه السلام: (لاجبر ولا تفويض) (ليس هذا بحديث بل من قول المتكلمين في مذهب أهل السنة؛ وهو قول جعفر الصادق. انظر نثر الدر 1/363) والجبر في الحساب: إلحاق شيء به إصلاحا لما يريد إصلاحه، وسمي السلطان جبرا كقول الشاعر:
- 90 - وانعم صباحا أيها الجبر *** (هذا عجز بيت، وشطره:
واسلم براووق حبيت به
وهو لابن أحمر في ديوانه ص 94؛ والبصائر 1/361؛ واللسان (جبر) )
لقهره الناس على ما يريده، أو لإصلاح أمورهم.
والإجبار في الأصل: حمل الغير على أن يجبر الآخر لكن تعورف في الإكراه المجرد، فقيل: أجبرته على كذا، كقولك: أكرهته.
وسمي الذين يدعون أن الله تعالى يكره العباد على المعاصي في تعارف المتكلمين مجبرة، وفي قول المتقدمين جبرية وجبرية. والجبار في صفة الإنسان يقال لمن يجبر نقيصته بادعاء منزلة من التعالي لا يستحقها، وهذا لا يقال إلا على طريق الذم، كقوله عز وجل: ?وخاب كل جبار عنيد? [إبراهيم/15]، وقوله تعالى: ?ولم يجعلني جبارا شقيا? [مريم/32]، وقوله عز وجل: ?إن فيها قوما جبارين? [المائدة/22]، وقوله عز وجل: ?كذلك يطبع الله على قلب متكبر جبار? [غافر/35]، أي: متعال عن قبول الحق: والإيمان له. يقال للقاهر غيره: جبار، نحو: ?وما أنت عليهم بجبار? [ق/45]، ولتصور القهر بالعلو على الأقران قيل: نخلة جبارة وناقة جبار (غريب الحديث لابن قتيبة 1/615). وما روي في الخبر: (ضرس الكافر في النار مثل أحد، وكثافة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار) (قوله عليه السلام: (ضرس الكافر في النار مثل أحد) هذا الشطر صحيح متفق على صحته. وأخرجه البخاري في صحيحه. انظر: فتح الباري 11/415؛ وأخرجه أحمد 2/328؛ وابن حبان (انظر: الإحسان 9/284) ؛ ومسلم (2851) ؛ وعارضة الأحوذي 10/47. وقوله: (وكثافة جلده... ) قال ابن حجر: وأخرجه البزار عن أبي هريرة بسند صحيح بلفظ: (غلظ جلد الكافر وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار) وأخرجه البيهقي، وعند ابن المبارك في الزهد بسند صحيح: (وكثافة جلده سبعون ذراعا). انظر: فتح الباري 11/423؛ والزهد لابن المبارك ص 87؛ وشرح السنة 15/250) فقد قال ابن قتيبة: هو الذراع المنسوب إلى الملك الذي يقال له: ذراع الشاة (قال ابن حجر: وجزم ابن حبان لما أخرجه في صحيحه بأن الجبار ملك كان باليمن. انظر: فتح الباري 15/423).
فأما في وصفه تعالى نحو: ?العزيز الجبار المتكبر? [الحشر/23]، فقد قيل: سمى بذلك من قولهم: جبرت الفقير؛ لأنه هو الذي يجبر الناس بفائض نعمه، وقيل: لأنه يجبر الناسن أي: يقهرهم على ما يريده (انظر: الأسماء والصفات للبيهقي ص 48).
ودفع بعض أهل اللغة (وهو ابن قتيبة في غريب الحديث 2/145) ذلك من حيث اللفظ، فقال: لا يقال من (أفعلت) فعال، فجبار لا يبنى من: أجبرت، فأجيب عنه بأن ذلك من لفظ الجبر المروي في قوله: (لا جبر ولا تفويض) لا من لفظ الإجبار (قال ابن الأثير: يكون من اللغة الأخرى، يقال: جبرت وأجبرت بمعنى قهرت. وانظر: النهاية 1/236؛ ومعاني الفراء 3/81؛ والغريبين 1/312)، وأنكر جماعة من المعتزلة ذلك من حيث المعنى فقالوا: يتعالى الله عن ذلك، وليس ذلك بمنكر فإن الله تعالى قد أجبر الناس على أشياء لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية، لا على ما تتوهمه الغواة والجهلة، وذلك كإكراههم على المرض والموت والبعث وسخر كلا منهم لصناعة يتعاطاها، وطريقة من الأخلاق والأعمال يتحراها، وجعله مجبرا في صورة مخير، فإما راض بصنعته لا يريد عنها حولا؛ وإما كاره لها يكابدها مع كراهيته لها، كأنه لا يجد عنها بدلا ولذلك قال تعالى: ?فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون? [المؤمنون/53]، وقال عز وجل: ?نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا? [الزخرف/32]، وعلى هذا الحد وصف بالقاهر، وهو لا يقهر إلا على ما تقتضي الحكمة أن يقهر عليه، وقد روي عن أمير المؤمنين رضي الله عنه: (يا بارئ المسموكات وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها).
وقل ابن قتيبة (غريب الحديث 2/145) : هو من: جبرت العظم، فإنه جبر القلوب على فطرتها من المعرفة، فذكر لبعض ما دخل في عموم ما تقدم. وجبروت: فعلوت من التجبر، واستجبرت حالة: تعاهدت أن أجبرها، وأصابته مصيبة لا يجتبرها أي: لا يتحرى لجبرها من عظمها، واشتق من لفظ جبر العظم الجبيرة: للخرقة التي تشد على المجبور، والجبارة للخشبة التي تشد عليه، وجمعها جبائر، وسمي الدملوج (هو الحجر الأملس) جبارة تشبيها بها في الهيئة، والجبار: لما يسقط من الأرش. *** جبل
- الجبل جمعه: أجبال وجبال، وقال عز وجل: ?ألم نجعل الأرض مهادا *** والجبال أوتادا? [النبأ/6 - 7]، وقال تعالى: ?والجبال أرساها? [النازعات/32]، وقال تعالى: ?وينزل من السماء فيها من برد? [النور/43]، وقال تعالى: ?ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها? [فاطر/27]، ?ويسألونك عن الجبال فقل: ينسفها ربي نسفا? [طه/105]، ?وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين? [الشعراء/149]، واعتبر معانيه، فاستعير منه واشتق منه بحسبه، فقيل: فلان جبل لا يتزحزح تصورا لمعنى الثبات فيه.
وجبله الله على كذا، إشارة إلى ما ركب فيه من الطبع الذي يأبى على الناقل نقله، وفلان ذو جبلة، أي: غليظ الجسم، وثوب جيد الجبلة، وتصور منه معنى العظم، فقيل للجماعة العظيمة: جبل. قال الله تعالى: ?ولقد أضل منكم جبلا كثيرا? [يس/62]، أي: جماعة تشبيها بالجبل في العظم وقرئ: ?جبلا? (وهي قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي ورويس وخلف، بضمتين وتخفيف اللام) مثقلا.
قال التوزي (اسمه عبد الله بن محمد، توفي 230 ه. راجع أخباره في إنباه الرواة 2/126) : جبلا (وبها قرأ أبو عمرو وابن عامر) وجبلا وجبلا (وبها قرأ روح عن يعقوب) وجبلا.
وقال غيره: جبلا جمع جبلة، ومنه قوله عز وجل: ?واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين? [الشعراء/184]، أي: المجبولين على أحوالهم التي بنوا عليها، وسلبهم التي قيضوا لسلوكها المشار إليها بقوله تعالى: ?قل كل يعمل على شاكلته? [الإسراء/84]، وجبل: صار كالجبل في الغلظ.
جبن
- قال تعالى: ?وتله للجبين? [الصافات/103]، فالجبينان جانبا الجبهة، والجبن: ضعف القلب عما يحق أن يقوى عليه. ورجل جبان وامرأة جبان، وأجبنته: وجدته جبانا (انظر: صفحة 82 حاشية 1) وحكمت بجبنه، والجبن: ما يؤكل. وتجبن اللبن: صار كالجبن.
جبه
الجبهة: موضع السجود من الرأس، قال الله تعالى: ?فتكوى بها جباههم وجنوبهم? [التوبة/35]، والنجم يقال له: جبهة تصورا أنه كالجبهة للمسمى بالأسد، ويقال لأعيان الناس جبهة، وتسميتهم بذلك كتسميتهم بالوجوه، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس في الجبهة صدقة) (الحديث عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس في الخضرواوات صدقة، ولا في العرايا صدقة ولا في أقل من خمسة أوسق صدقة، ولا في العوامل صدقة، ولا في الجبهة صدقة). أخرجه الدارقطني، وفيه الصقر بن حبيب وأحمد بن الحارث، وكلاهما ضعيف.
وله طرق أخرى، وقال البيهقي: وهذه الأحاديث يشد بعضها بعضا. انظر: سنن الدارقطني 2/95؛ والدر المنثور 2/51) أي: الخيل.
جبى
- يقال: جبيت الماء في الحوض: جمعته، والحوض الجامع له: جابية، وجمعها جواب.
قال الله تعالى: ?وجفان كالجواب? [سبأ/13]، ومنه استعير: جبيت الخراج جباية، ومنه قوله تعالى: ?يجبى إليه ثمرات كل شيء? [القصص/57]، والاجتباء: الجمع على طريق الاصطفاء. قال عز وجل: ?فاجتباه ربه? [القلم/50]، وقال تعالى: ?وإذا لم تأتهم بآية قالوا: لولا اجتبيتها? [الأعراف/203]، أي: يقولون: هلا جمعتها، تعريضا منهم بأنك تخترع هذه الآيات وليست من الله.
واجتباء الله العبد: تخصصيه إياه بفيض إلهي يتحصل له منه أنواع من النعم بلا سعي من العبد، وذلك للأنبياء وبعض من يقاربهم من الصديقين والشهداء، كما قال تعالى: ?وكذلك يجتبيك ربك? [يوسف/6]، ?فاجتباه ربه فجعله من الصالحين? [القلم/50]، ?واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم? [الأنعام/87]، وقوله تعالى: ?ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى? [طه/122]، وقال عز وجل: ?يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب? [الشورى/13]، وذلك نحو قوله تعالى: ?إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار? [ص/46].
جث
- يقال: جثثته فانجث، وجثثته فاجتث (انظر: اللسان (جث) ؛ والبصائر 1/367)، قال الله عز وجل: ?اجتثت من فوق الأرض? [إبراهيم/26]، أي: اقتلعت جثتها، والمجثة: ما يجث به، وجثة الشيء: شخصه الناتئ، والجث: ما ارتفع من الأرض، كالأكمة، والجثيثة سميت به لما بان جثته بعد طبخه، والجثجاث: نبت.
جثم
- ?فأصبحوا في دارهم جاثمين? [الأعراف/78]، استعارة للمقيمين، من قولهم: جثم الطائر إذا قعد ولطئ بالأرض، والجثمان: شخص الإنسان قاعدا، ورجل جثمه وجثامة كناية عن النؤوم والكسلان.
جثى
- جثى على ركبتيه يجثوا جثوا وجثيا فهو جاث، نحو: عتا يعتو عتوا وعتيا، وجمعه: جثي نحو: باك وبكي، وقوله عز وجل: ?ونذر الظالمين فيها جثيا? [مريم/72]، يصح أن يكون جمعا نحو: بكي، وأن يكون مصدرا موصوفا به، والجاثية في قوله عز وجل: ?وترى كل أمة جاثية? [الجاثية/28] فموضوع موضع الجمع، كقولك: جماعة قائمة وقاعدة. *** جحد
- الجحود: نفي ما في القلب إثباته، وإثبات ما في القلب نفيه، يقال: جحد جحودا وجحدا قال عز وجل: ?وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم? [النمل/14]، وقال عز وجل: ?بآياتنا يجحدون? [الأعراف/51]. وتجحد تخصص بفعل ذلك، يقال: رجل جحد: شحيح قليل الخير يظهر الفقر، وأرض جحدة: قليلة النبت، يقال: جحدا له ونكدا، وأجحد: صار ذا جحد.
جحم
- الجحمة: شدة تأجج النار، ومنه: الجحيم، وجحم وجهه من شدة الغضب، استعارة من جحمه النار، وذلك من ثوران حرارة القلب، وجحمتا الأسد: عيناه لتوقدهما.
جد
- الجد: قطع الأرض المستوية، ومنه: جد في سيره يجد جدا، وكذلك جد في أمره وأجد: صار ذا جد، وتصور من: جددت الأرض: القطع المجرد، فقيل: جددت الثوب إذا قطعته على وجه الإصلاح، وثوب جديد: أصله المقطوع، ثم جعل لكل ما أحدث إنشاؤه، قال تعالى: ?بل هم في لبس من خلق جديد? [ق/15]، إشارة إلى النشأة الثانية، وذلك قولهم: ?أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد? [ق/3] وقوبل الجديد بالخلق لما كان المقصود بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب، ومنه قيل لليل والنهار: الجديدان والأجدان (انظر: جنى الجنتين ص 33؛ والبصائر 1/370؛ والمجمل 1/169؛ ويقال: لا أفعله ما اختلف الجديدان) قال تعالى: ?ومن الجبال جدد بيض? [فاطر/27]، جمع جدة، أي: طريقة ظاهرة، من قولهم: طريق مجدود، أي مسلوك مقطوع (قال ابن مالك في مثلثه:
قطع وحظ وجلال جد *** وضد هزل واجتهاد جد
والبشر والشخص العظيم جد *** وسنوات القحط والإجداب)، ومنه: جادة الطريق، والجدود والجداء من الضأن: التي انقطع لبنها. وجد ثدي أمه على طريق الشتم (يقال ذلك إذا دعي عليه بالقطيعة)، وسمي الفيض الإلهي جدا، قال تعالى: ?وأنه تعالى جد ربنا? [الجن/3]، أي: فيضه، وقيل: عظمته، وهو يرجع إلى الأول، وإضافته إليه على سبيل اختصاصه بملكه، وسمي ما جعل الله للإنسان من الحظوظ الدنيوية جدا، وهو البخت، فقيل: جددت وحظظت وقوله عليه السلام: (لاينفع ذا الجد منك الجد) (الحديث عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) وهو صحيح أخرجه البخاري في باب الذكر بعد الصلاة (انظرك الفتح 2/325)، والاعتصام 13/264؛ ومسلم برقم (593) ؛ وانظر: شرح السنة 3/225. وللسيوطي رسالة في معناه، انظرها في الحاوي للفتاوي 1/383)، أي: لا يتوصل إلى ثواب الله تعالى في الآخرة بالجد، وإنما ذلك بالجد في الطاعة، وهذا هو الذي أنبأ عنه قوله تعالى: ?من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد? [الإسراء/18]، ?ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا? [الإسراء/19]، وإلى ذلك أشار بقوله: ?يوم لا ينفع مال ولا بنون? [الشعراء/88].
والجد: أبو الأب وأبو الأم. وقيل: معنى (لا ينفع ذا الجد) : لا ينفع أحدا نسبه وأبوته، فكما نفى نفع البنين في قوله: ?يوم لا ينفع مال ولا بنون? [الشعراء/88]، كذلك نفى نفع الأبوة في هذا الحديث.
جدث
- قال تعالى: ?يوم يخرجون من الأجداث سراعا? [المعارج/43]، جمع الجدث، يقال: جدث وجدف (انظر: المجمل 1/179)، وفي سورة يس: ?فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون? [يس/51].
جدر
- الجدار: الحائط، إلا أن الحائط يقال اعتبارا بالإحاطة بالمكان، والجدار يقال اعتبارا بالنتو والارتفاع، وجمعه جدر. قال تعالى: ?وأما الجدار فكان لغلامين? [الكهف/82]، وقال: ?جدار يريد أن ينقض فأقامه? [الكهف/77]، وقال تعالى: ?أو من وراء جدر? [الحشر/14]، وفي الحديث: (حتى يبلغ الماء الجدر) (الحديث عن عبد الله بن الزبير أن رجلا خاصم الزبير في شراج الحرة التي يسقون بها، فقال الأنصاري: سرح الماء يمر، فأبى عليه الزبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير: اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك، قال: فغضب الأنصاري فقال: يا رسول الله إن كان ابن عمتك؟ فتلون وجه رسول الله، ثم قال: اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر، فقال الزبير: فوالله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك ?فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك... ?. والحديث صحيح أخرجه الشيخان وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، انظره في فتح الباري 8/254؛ ومعالم السنن 4/181؛ وسنن ابن ماجه 2/829، والمسند 1/165، وأبو داود 3637)، وجدرت الجدار: رفعته، واعتبر منه معنى النتو فقيل: جدر الشجر: إذا خرج ورقة كأنه حمص، وسمي النبات الناتئ من الأرض جدرا، الواحد: جدرة وأجدرت الأرض: أخرجت ذلك، وجدر (انظر: الأمثال 2/269؛ واللسان (جدر) ) الصبي وجدر: إذا خرج جدرية تشبيها بجدر الشجر.
وقيل: الجدري والجدرة: سلعة تظهر في الجسد، وجمعها أجدار، وشاة جدراء (في اللسان: وشاة جدراء: تقوب جلدها عن داء يصيبها، وليس من جدري) والجيدر: القصير. اشتق ذلك من الجدار، وزيد فيه حرف على سبيل التهكم حسبما بيناه في (أصول الاشتقاق). والجدير: المنتهى لانتهاء الأمر إليه انتهاء الشيء إلى الجدار، وقد جدر بكذا فهو جدير، وما أجدره بكذا وأجدر به.
جدل
- الجدال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله من: جدلت الحبل، أي: أحكمت فتله ومنه: الجديل (الجديل والجدالة: الأرض. راجع: المحكم 1/179)، وجدلت البناء: أحكمته، ودرع مجدولة، والأجدل: الصقر المحكم البنية. والمجدل: القصر المحكم البناء، ومنه: الجدال، فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه. وقيل: الأصل في الجدال: الصراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة، وهي الأرض الصلبة. قال الله تعالى: ?وجادلهم بالتي هي أحسن? [النحل/125]، ?الذين يجادلون في آيات الله? [غافر/35]، ?وإن جادلوك فقل الله أعلم? [الحج/68]، ?قد جادلتنا فأكثرت جدالنا? [هود/32]، وقرئ: (جدلنا) (وهي قراءة شاذة، قرأ بها ابن عباس. انظر: تفسير القرطبي 9/28؛ وإعراب القرآن للنحاس 2/88). ?ما ضربوه لك إلا جدلا? [الزخرف/58]، ?وكان الإنسان أكثرشيء جدل? [الكهف/54]، وقال تعالى: ?وهم يجادلون في الله? [الرعد/13]، ?يجادلنا في قوم لوط? [هود/74]، ?وجادلوا بالباطل? [غافر/5]، ?ومن الناس من يجادل في الله? [الحج/3]، ?ولا جدال في الحج? [البقرة/197]، ?يا نوح قد جادلتنا? [هود/32].
جذ
- الجذ: كسر الشيء وتفتيته، ويقال لحجارة الذهب المكسورة ولفتات الذهب: جذاذ، ومنه قوله تعالى: ?فجعلهم جذاذا? [الأنبياء/58]، ?عطاء غير مجذوذ? [هود/108]، أي: غير مقطوع عنهم ولا محترم وقيل: ما عليه جذة، أي: متقطع من الثياب.
جذع
- الجذع جمعه جذوع، قال: ?في جذوع النخل? [طه/71].
جذعته: قطعته قطع الجذع، والجذع من الإبل: ما أتت لها خمس سنين، ومن الشاة: ما تمت له سنة. ويقال للدهم الإزالة: الجذع، تشبيها بالجذع من الحيوان.
جذو
- الجذوة والجذوة: الذي يبقى من الحطب بعد الالتهاب، والجمع: جذى. قال عز وجل: ?أو جذوة من النار? [القصص/29]، قال الخليل: يقال: جذا يجذو، نحو: جثا يجثو (انظر: العين 6/171)، إلا أن جذا أدل على اللزوم. ويقال: جذا القراد في جنب البعير: إذا شد التزامه به، وأجذت الشجرة: صارت ذات جذوة, وفي الحديث: (كمثل الأرزة المجذية) (الحديث: (ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة). والحديث متفق عليه. راجع: فتح الباري 10/103؛ ومسلم (2810) ؛ ومسند أحمد 3/454؛ وشرح السنة 5/248. والمجذية: الثابتة. ).
ورجل جاذ: مجموع الباع، كأن يديه جذوة وامرأة جاذية.
جرح
- الجرح: أثر دام في الجلد، يقال: جرحه جرحا، فهو جريح ومجروح. قال تعالى: ?والجروح قصاص? [المائدة/45]، وسمي القدح في الشاهد جرحا تشبيها بهن وتسمى الصائدة من الكلاب والفهود والطيور جارحة، وجمعها جوارح؛ إما لأنها تجرح؛ وإما لأنها تكسب. قال عز وجل: ?وما علمتم من الجوارح مكلبين? [المائدة/4]، وسميت الأعضاء الكاسبة جوارح تشبيها بها لأحد هذين، والاجتراح: اكتساب الإثم، وأصله من الجراحة، كما أن الاقتراف من: قرف القرحة (في اللسان: قرف القرحة فتقرفت، أي: قشرها، وذلك إذا يبست)، قال تعالى: ?أم حسب الذين اجترحوا السيئات? [الجاثية/21].
جرد
- الجراد معروف، قال تعالى: ?فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل? [الأعراف/133]، وقال: ?كأنهم جراد منتشر? [القمر/7]، فيجوز أن يجعل أصلا فيشتق من فعله: جرد الأرض، ويصح أن يقال: إنما سمي لجرده الأرض من النبات، يقال: أرض مجرودة، أي: أكل ما عليها حتى تجردت. وفرس أجرد: منحسر الشعر، وثوب جرد: خلق، وذلك لزوال وبره وقوته، وتجرد عن الثوب، وجردته عنه، وامرأة حسنة المتجرد. وروي: (جردوا القرآن) (هذا من كلام ابن مسعود رضي الله عنه، قال: (جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم، ولا ينأى عنه كبيركم، فإن الشيطان يخرج من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). أخرجه ابن أبي شيبة 6/150.
وراجع غريب الحديث لأبي عبيد 4/46؛ والفائق 1/205؛ والنهاية 1/256) أي: لا تلبسوه شيئا آخر ينافيه، وانجرد بنا السير (أي: امتد)، وجرد الإنسان (في اللسان: جرد الرجل بالكسر جردا فهو جرد؛ شري جلده من أكل الجراد) : شري جلده من أكل الجراد.
جرز
- قال عز وجل: ?صعيدا جرزا? [الكهف/8]، أي: منقطع النبات من أصله، وأرض مجروزة: أكل ما عليها، والجروز: الذي يأكل ما على الخوان، وفي المثل: لا ترضى شانئة إلا بجرزة (أأي: من شدة بغضها لا ترضى للذين تبغضهم إلا بالاستئصال، انظر: المجمل 1/182؛ ومجمع الأمثال 2/212)، أي: باستئصال، والجارز: الشديد من السعال، تصور منه معنى الجرز، والجرز: قطع بالسيف، وسيف جراز (جراز كغراب، أي: قطاع).
جرع
- جرع الماء يجرع، وقيل: جرع (راجع: الأفعال 2/300)، وتجرعه: إذا تكلف جرعه. قال عز وجل: ?يتجرعه ولا يكاد يسيغه? [إبراهيم/17]، والجرعة: قدر ما يتجرع، وأفلت بجريعة الذقن (الجريعة: تصغير الجرعة، وهو آخر ما يخرج من النفس.
وقال أبو زيد: يراد أنه كان قريبا من الهلاك كقرب الجرعة من الذقن. راجع: الغريبين 1/341؛ والنهاية 1/261؛ والمجمل 1/184)، بقدر جرعة من النفس. ونوق مجاريع: لم يبق من ضروعها من اللبن إلا جرع، والجرع والجرعاء: رمل لا ينبت شيئا كأنه يتجرع البذر.
جرف
- قال عز وجل: ?على شفا جرف هار? [التوبة/109]، يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه - أي: يذهب به -: جرف، وقد جرف الدهر ماله، أي: اجتاحه تشبيها به، ورجل جراف: نكحة، كأنه يجرف في ذلك العمل.
جرم
- أصل الجرم: قطع الثمرة عن الشجر، ورجل جارم، وقوم جرام، وثمر جريم. والجرامة: رديء التمر المجروم، وجعل بناؤه بناء النفاية، وأجرم: صار ذا جرم، نحو: أثمر وألبن، واستعير ذلك لكل اكتساب مكروه، ولا يكاد يقال في عامة كلامهم للكيس المحمود، ومصدره: جرم، وقول الشاعر في صفة عقاب:
- 91 - جريمة ناهض في رأس نيق *** (الشطر لأبي خراش الهذلي، وعجزه:
ترى العظام ما جمعت صليبا
وهو في ديوان الهذليين 2/133؛ واللسان (جرم) ؛ والمجمل 1/184؛ وشمس العلوم 1/310؛ وديوان الأدب 1/399)
فإنه سمى اكتسابها لأولادها جرما من حيث إنها تقتل الطيور، أو لأنه تصورها بصورة مرتكب الجرائم لأجل أولادها، كما قال بعضهم: ما ذو ولد - وإن كان بهيمة - إلا ويذنب لأجل أولاده.
- فمن الإجرام قوله عز وجل: ?إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون? [المطففين/29]، وقال تعالى: ?فعلي إجرامي? [هود/35]، وقال تعالى: ?كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون? [المرسلات/46]، وقال تعالى: ?إن المجرمين في ضلال وسعر? [القمر/47]، وقال عز وجل: ?إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون? [الزخرف/74].
- ومن جرم، قال تعالى: ?لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم? [هود/89]، فمن قرأ بالفتح (أي: فتح الياء وهو قراءة الجميع) فنحو: بغيته مالا، ومن ضم (وهو الأعمش وقراءته شاذة) فنحو: أبغيته مالا، أي أغثته.
وقوله عز وجل: ?ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا? [المائدة/8]، قوله عز وجل: ?فعلي إجرامي? [هود/35]، فمن كسر (اتفق جميع القراء على كسر الهمزة من ?إجرامي? ) فمصدر، ومن فتح (وهي قراءة شاذة) فجمع جرم.
واستعير من الجرم - أي: القطع - جرمت صوف الشاة، وتجرم الليل (أي: ذهب).
والجرم في الأصل: المجروم، نحو نقض ونفض للمنقوض والمنفوض، وجعل اسما للجسم المجروم، وقولهم: فلان حسن الجرم، أي: اللون، فحقيقته كقولك: حسن السخاء.
وأما قولهم: حسن الجرم، أي: الصوت (قال ابن مالك:
كسب وأرض ذات حر جرم *** وعرب والقطع، أما الجرم
فالجسم والصوت، وأما الجرم *** فالذنب لا عوملت بالإذناب).
فالجرم في الحقيقة إشارة إلى موضع الصوت لا إلى ذات الصوت، ولكن لما كان المقصود بوصفه بالحسن هو الصوت فسر به، كقولك: فلان طيب الحلق، وإنما ذلك إشارة إلى الصوت لا إلى الحلق نفسه. وقوله عز وجل: ?لا جرم? (الآية: ?لا جرم أن لهم النار? من سورة النحل: رقم (62) ) قيل: إن (لا) يتناول محذوفا، نحو (لا) في قوله تعالى: ?لا أقسم? [القيامة/1]، وفي قول الشاعر:
- 92 - لا وأبيك ابنة العامري *** (الشطر لامرئ القيس، وعجزه:
لا يدعي القوم أني أفر
وهو في ديوانه ص 68)
ومعنى جرم: كسبن أو جنى. و: ?أن لهم النار? [النحل/62]، في موضع المفعول، كأنه قال: كسب لنفسه النار.
وقيل: جرم وجرم بمعنى، لكن خص بهذا الموضع (جرم) كما خص عمر بالقسم، وإن كان عمر وعمر (قال الزمخشري: العمر: الحياة والبقاء، وفيه لغات ثلاث: عمر، وعمر، وعمر، ولا يستعمل في القسم من اللغات الثلاث إلا المفتوحة؛ لأنها أخف اللغات، ووزنها أخف الأوزان الثلاثية كلها، والقسم كثير الاستعمال عندهم فاختاروا له أخفها، انظر: أعجب العجب ص 38 - 39) بمعنى، ومعناه: ليس بجرم أن لهم النار، تنبيها أنهم اكتسبوها بما ارتكبوه إشارة إلى قوله تعالى: ?ومن أساء فعليها? [الجاثية/15]. وقد قيل في ذلك أقوال، أكثرها ليس بمرتضى عند التحقيق (انظر: معاني القرآن للفراء 2/8 - 9).
وعلى ذلك قوله عز وجل: ?فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون? [النحل/22]، ?لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون? [النحل/23]، وقال تعالى: ?لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون? [النحل/109].
جرى
- الجري: المر السريع:، وأصله كمر الماء ولما يجري بجريه. يقال: جرى يجري جرية وجريانا. قال عز وجل: ?وهذه الأنهار تجري من تحتي? [الزخرف/51]، وقال تعالى: ?جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار? [الكهف/31]، وقال: ?ولتجري الفلك? [الروم/46]، وقال تعال: ?فيها عين جارية? [الغاشية/12]، وقال: ?إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية? [الحاقة/11]، أي: السفينة التي تجري في البحر، وجمعها: جوار، قال عز وجل: ?وله جوار المنشآت? [الرحمن/24]، وقال تعالى: ?ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام? [الشورى/32]، ويقال للحوصلة: جرية (انظر: المحمل 1/185) ؛ إما لانتهاء الطعام إليها في جريه؛ أو لأنها مجرى الطعام.
والإجريا: العادة التي يجري عليها الإنسان، والجري: الوكيل والرسول الجاري في الأمر، وهو أخص من لفظ الرسول والوكيل، وقد جريت جريا. وقوله عليه السلام: (لا يستجرينكم الشيطان) (الحديث عن مطرف قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنت سيدنا فقال: (السيد الله عز وجل)، قلنا: وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا، قال: (فقولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان) أخرجه أبو داود. انظر: معالم السنن 4/112؛ وأحمد في المسند 3/241؛ والبيهقي في الأسماء والصفات ص 39) يصح أن يدعى فيه معنى الأصل.
أي: لا يحملنكم أن تجروا في ائتماره وطاعته، ويصح أن تجعله من الجري، أي: الرسول والوكيل (راجع: معالم السنن للخطابي 4/112). ومعناه: لا تتولوا وكالة الشيطان ورسالته، وذلك إشارة إلى نحو قوله عز وجل: ?فقاتلوا أولياء الشيطان? [النساء/76]، وقال عز وجل: ?إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه? [آل عمران/175].
جزع
- قال تعالى: ?سواء علينا أجزعنا أم صبرنا? [إبراهيم/21]، الجزع: أبلغ من الحزن، فإن الحزن عام والجزع هو: حزن يصرف الإنسان عما هو بصدده، ويقطعه عنه، وأصل الجزع: قطع الحبل من نصفه، يقال: جزعته فانجزع، ولتصور الانقطاع منه قيل: جزع الوادي، لمنقطعه، ولانقطاع اللون بتغيره قيل للخرز المتلون جزع، ومنه استعير قولهم: لحم مجزع، إذا كان ذا لونين. وقيل للبسرة إذا بلغ الإرطاب نصفها: مجزعة. والجازع: خشبة تجعل في وسط البيت فتلقى عليها رؤوس الخشب من الجانبين، وكأنما سمي بذلك إما لتصور الجزعة لما حمل من العبء، وإما لقطعه بطوله وسط البيت.
جزء
- جزء الشيء: ما يتقوم به جملته، كأجزاء السفينة وأجزاء البيت، وأجزاء الجملة من الحساب قال تعالى: ?ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا? [البقرة/260]، وقال عز وجل: ?لكل باب منهم جزء مقسوم? [الحجر/44]، أي: نصيب، وذلك جزء من الشيء، وقال تعالى: ?وجعلوا له من عباده جزءا? [الزخرف/15]، وقيل: ذلك عبارة عن الإناث، من قولهم: أجزأت المرأة: أتت بأنثى (ورد هذا الزمخشري في تفسيره. راجع: الكشاف 3/413).
وجزأ الإبل: مجزءا وجزءا: اكتفى بالبقل عن شرب الماء. وقيل: اللحم السمين أجزأ من المهزول (انظر: المجموع المغيث 1/324)، وجزأة السكين: العود الذي فيه السيلان، تصورا أنه جزء منه.
جزا
- الجزاء: الغناء والكفاية، وقال تعالى: ?لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا? [لقمان/33]، والجزاء: ما فيه الكفاية من المقابلة، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
يقال: جزيته كذا وبكذا. قال الله تعالى: ?وذلك جزاء من تزكى? [طه/76]، وقال: ?فله جزاء الحسنى? [الكهف/88]، ?وجزاء سيئة سيئة مثلها? [الشورى/40]، وقال تعالى: ?وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا? [الإنسان/12]، وقال عز وجل: ?جزاؤكم جزاءا موفورا? [الإسراء/63] ?يجزون الغرفة بما صبروا? [الفرقان/75]، ?وما تجزون إلا ما كنتم تعملون? [الصافات/39]، والجزية: ما يؤخذ من أهل الذمة، وتسميتها بذلك للاجتزاء بها عن حقن دمهم. قال الله تعالى: ?حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون? [التوبة/29]، ويقال: جازيك فلان، أي: كافيك.
ويقال: جزيته بكذا وجازيته، ولم يجئ في القرآن إلا جزى دون جازى، وذاك أن المجازاة هي المكافأة، وهي المقابلة من كل واحد من الرجلين، والمكافأة هي: مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها. ونعمة الله تتعالى عن ذلك، ولهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في الله عز وجل (راجع: البصائر 1/381)، وهذا ظاهر.
جس
- قال الله تعالى: ?ولا تجسسوا? [الحجرات/12]، أصل الجس: مس العرق وتعرف نبضه للحكم به على الصحة والسقم، وهو أخص من الحس، فإن الحس تعرف ما يدركه الحس. والجس: تعرف حال ما من ذلك، ومن لفظ الجس اشتق الجاسوس (وهذا الفصل منقول حرفيا في البصائر، انظر: 1/382).
جسد
- الجسد كالجسم لكنه أخص، قال الخليل رحمه الله: لا يقال الجسد لغير الإنسان من خلق الأرض (انظر: العين 6/47) ونحوه، وأيضا فإن الجسد ما له لون، والجسم يقال لما لا يبين له لون، كالماء والهواء.
وقوله عز وجل: ?وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام? [الأنبياء/8]، يشهد لما قال الخليل، وقال: ?عجلا جسدا له خوار? [طه/88]، وقال تعالى: ?وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب? [ص/34].
وباعتبار اللون قيل للزعفران: جساد، وثوب مجسد: مصبوغ بالجساد (انظر: العين 6/48)، والمجسد: الثوب الذي يلي الجسد، والجسد والجاسد والجسد من الدم ما قد يبس.

[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]

جسم
- الجسم: ما له طول وعرض وعمق، ولا تخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قطع ما قطع، وجزئ ما قد جزئ. قال الله تعالى: ?وزاده بسطة في العلم والجسم? [البقرة/247]، ?وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم? [المنافقون/4] تنبيها أن لا وراء الأشباح معنى معتد به، والجسمان قيل: هو الشخص، والشخص قد يخرج من كونه شخصا بتقطيعه وتجزئته بخلاف الجسم.
جعل
- جعل: لفظ عام في الأفعال كلها، وهو أعم من فعل وصنع وسائر أخواتها، ويتصرف على خمسة أوجه:
الأول: يجري مجرى صار وطفق فلا يتعدى، نجو جعل زيد يقول كذا (وهذا الباب نقل السيوطي جله في الإتقان 2/210)، قال الشاعر:
- 93 - فقد جعلت قلوص بني سهيل *** من الأكوار مرتعها قريب
(البيت لرجل من بحتر بن عتود، وهو في الخزانة 9/352؛ ومغني اللبيب ص 310؛ وشفاء العليل بشرح التسهيل 1/345؛ والأشموني 1/259)
والثاني: يجري مجرى أوجد، فيتعدى إلى مفعول واحد نحو قوله عز وجل: ?وجعل الظلمات والنور? [الأنعام/1]، ?وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة? [النحل/78].
والثالث: في إيجاد شيء من شيء وتكوينه منه، نحو: ?والله جعل لكم من أنفسكم أزوجا? [النحل/72]، ?وجعل لكم من الجبال أكنانا? [النحل/81]، ?وجعل لكم فيها سبلا? [الزخرف/10].
والرابع: في تصيير الشيء على حالة دون حالة، نحو: ?الذي جعل لكم الأرض فراشا? [البقرة/22]، وقوله: ?جعل لكم مما خلق ظلالا? [النحل/81]، ?وجعل القمر فيهن نورا? [نوح/16]، وقوله تعالى: ?إنا جعلناه قرآنا عربيا? [الزخرف/3].
والخامس: الحكم بالشيء على الشيء، حقا كان أو باطلا، فأما الحق فنحو قوله تعالى: ?إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين? [القصص/7]، وأما الباطل فنحو قوله عز وجل: ?وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا? [الأنعام/136]، ?ويجعلون لله البنات? [النحل/57]، ?الذين جعلوا القرآن عضين? [الحجر/91].
والجعالة: خرقة ينزل بها القدر، والجعل والجعالة والجعيلة: ما يجعل للإنسان بفعله فهو أعم من الأجرة والثواب، وكلب مجعل، كناية عن طلب السفاد، والجعل: دويبة.
جفن
- الجفنة خصت بوعاء الأطعمة، وجمعها جفان، قال عزوجل: ?وجفان كالجواب? [سبأ/13]، وفي حديث (وأنت الجفنة الغراء) (الحديث، عن عبد الله بن الشخير أنه وفد إلى النبي في رهط بين عامر، قال: فأتيناه فسلمنا عليه فقلنا: أنت ولينا وأنت سيدنا، وأنت أطول علينا طولا، وأنت أفضلنا علينا فضلا، وأنت الجفنة الغراء، فقال: (قولوا قولكم ولا يستجرنكم الشيطان). أخرجه أحمد في المسند 4/250) أي: المطعام، وقيل للبئر الصغيرة جفنة تشبيها بها، والجفن خص بوعاء السيف والعين، وجمعه أجفان، وسمي الكرم جفنا تصورا أنه وعاء العنب.
جفأ
- قال تعالى: ?فأما الزبد فيذهب جفاء? [الرعد/17]، وهو ما يرمي به الوادي أو القدر من الغثاء إلى جوانبه. يقال: أجفأت القدر زبدها. ألقته، إجفاء، وأجفأت الأرض: صارت كالجفاء في ذهاب خيرها، وقيل: أصل ذلك الواو لا الهمز (ولهذا ذكر ابن فارس هذه المادة في باب (جفو)، انظر: المجمل 1/192)، ويقال: جفت القدر وأجفت، ومنه: الجفاء، وقد جفوته أجفوه جفوة وجفاء، ومن أصله أخذ: جفا السرج عن ظهر الدابة: رفعه عنه.
جل
- الجلالة: عظم القدر، والجلال بغير الهاء: التناهي في ذلك، وخص بوصف الله تعالى، فقيل: ?ذو الجلال والإكرام? [الرحمن/27]، ولم يستعمل في غيره، والجليلك العظيم القدر. ووصفه تعالى بذلك (راجع: الأسماء والصفات ص 39) إما لخلقه الأشياء العظيمة المستدل بها عليه؛ أو لأنه يجل عن الإحاطة به؛ أو لأنه يجل أن يدرك بالحواس. وموضوعه للجسم العظيم الغليظ، ولمراعاة معنى الغلظ فيه قوبل بالدقيق، وقوبل العظيم بالصغير، فقيل: جليل ودقيق، وعظيم وصغير، وقيل للبعير:جليل، وللشاة: دقيق، اعتبارا لأحدهما بالآخر، فقيل: ما له جليل ولا دقيق وما أجلني ولا أدقني (انظر: أساس البلاغة ص 62؛ والبصائر 1/386؛ والمجمل 1/173). أي: ما أعطاني بعيرا ولا شاة، ثم صار مثلا في كل كبير وصغير. وخص الجلالة بالناقة الجسيمة، والجلة بالمسان منها، والجلل: كل شيء عظيم، وجللت كذا: تناولت، وتجللت البقر: تناولت جلاله، والجلل: المتناول من البقر، وعبر به عن الشيء الحقير، وعلى ذلك قوله: كل مصيبة بعده جلل.
والجلل: ما معظم الشيء، فقيل: جل الفرس، وجل الثمن، والمجلة: ما يغطى به الصحف، ثم سميت الصحف مجلة.
وأما الجلجلة فحكاية الصوت، وليس من ذلك الأصل في شيء، ومنه: سحاب مجلجل أي: مصوت. فأما سحاب مجلل فمن الأول، كأنه يجلل (أي يعم) الأرض بالماء والنبات.
جلب
- أصل الجلب: سوق الشيء. يقال: جلبت جلبا، قال الشاعر:
- 94 - وقد يجلب الشيء البعيد الجوالب
(هذا عجز بيت، وصدره:
أتيح لها من أرضه وسمائه
[استدراك] وهو في معجم مقاييس اللغة (جلب) ؛ والمجمل 1/194؛ والبصائر بلا نسبة فيهما من المحققين.
وهو للبحتري في دوانه 1/155)
وأجلبت عليه: صحت عليه بقهر. قال الله عزوجل: ?وأجلب عليهم بخيلك ورجلك? [الإسراء/64]، والجلب المنهي عنه في قوله عليه السلام: (لا جلب) (الحديث عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام، ومن انتهب نهبة فليس منا) أخرجه النسائي والترمذي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد والضياء عن أنس إلى قوله: (في الإسلام) انظر: عارضة الأحوذي 5/52؛ وسنن النسائي 6/111؛ والمسند 2/92) قيل: هو أن يجلب المصدق أغنام القوم عن مرعاها فيعدها، وقيل: هو أن يأتي احد المتسابقين بمن يجلب على فرسه، وهو أن يزجره ويصيح به ليكون هو السابق.
والجلبة: قشرة تعلو الجرح، وأجلب فيه، والجلب: سحابة رقيقة تشبه الجلبة. والجلابيب: القمص والخمر، الواحد: جلباب.
جلت
- قال تعالى: ?ولما برزوا لجالوت وجنوده? [البقرة/250]، وذلك أعجمي لا أصل له في العربية.
جلد
- الجلد: قشر البدن، وجمعه جلود. قال الله تعالى: ?كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها? [النساء/56]، وقوله تعالى: ?الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله? [الزمر/23].
والجلود عبارة عن الأبدان، والقلوب عن النفوس. وقوله عز وجل: ?حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم وسمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون? [فصلت/20]، ?وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا? [فصلت/21]، فقد قيل: الجلود ههنا كناية عن الفروج (انظر: المنتخب من كنايات الأدباء للجرجاني ص 9)، وجلده: ضرب جلده، نحو: بطنه وظهره، أو ضربه بالجلد، نحو عصاه إذا ضربه بالعصا، وقال تعالى: ?فأجلدوهم ثمانين جلدة? [النور/4].
والجلد: الجلد المنزوع عن الحوار، وقد جلد جلدا فهو جلد وجليد، أي: قوي، وأصله لاكتساب الجلد قوة، ويقال: ما له معقول ولا مجلود (انظر: الصاحبي لابن فارس ص 395، وراجع مادة (بقي) في الحاشية 5 ص 139)، أي: عقل وجلد.
وأرض جلدة تشبيها بذلك، وكذا ناقة جلدة، وجلدت كذا، أي: جعلت له جلدا. وفرس مجلد: لا يفزع من الضرب، وإنما هو تشبيه بالمجلد الذي لا يلحقه من الضرب ألم، والجليد: الصقيع، تشبيها بالجلد في الصلابة.
جلس
- أصل الجلس: الغليظ من الأرض، وسمي النجد جلسا لذلك، وروي (أنه عليه السلام أعطاهم معادن القبلية غوريها وجلسيها) (الحديث عن عوف المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث معادن القبلية جلسيها وغوريها وحيث يصلح الزرع من قدس، ولم يعطه حق مسلم، وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كتابا.
أخرجه أبو داود في باب إقطاع الأرضين بطريقين احدهما عن ابن عباس وهو حسنن والآخر عن عوف وهو ضعيف. راجع معالم السنن 3/41؛ وهو في المستدرك 3/17؛ ومعالم السنن 8/280.
ومعادن القبلية: من ناحية الفرع. قوله: غوريها وجلسيها يريد أنه أقطعه وهادها ورباها).
وجلس أصله أن يقصد بمقعده جلسا من الأرض، ثم جعل الجلوس لكل قعود، والمجلس: لكل موضع يقعد فيه الإنسان. قال الله تعالى: ?إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم? [المجادلة/11]. *** جلو
- أصل الجلو: الكشف الظاهر، يقال: أجليت القوم عن منازلهم فجلوا عنها. أي: أبرزتهم عنها، ويقال: جلاه، نحو قول الشاعر:
- 95 - فلما جلاها بالأيام تحيزت *** ثبات عليها ذلها واكتئابها
(البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين 1/79؛ والمجمل 1/193)
وقال الله عز وجل: ?ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا? [الحشر/3]، ومنه: جلا لي خبر، وخبر جلي، وقياس جلي (يسمى قياس العلة، وهو ما كانت العلة موجبة فيه للحكم، كقياس الضرب على التأفيف للوالدين في التحريم لعلة الإيذاء راجع شرح الورقات للمحلي ص 20)، ولم يسمع فيه جال. وجلوت العروس جلوة، وجلوت السيف جلاء، والسماء جلواء أي: مصحية، ورجل أجلى: انكشف بعض رأسه عن الشعر، والتجلي قد يكون بالذات نحو: ?والنهار إذا تجلى? [الليل/2]، وقد يكون بالأمر والفعل، نحو: ?فلما تجلى ربه للجبل? [الأعراف/143]. وقيل: فلان ابن جلا (اللسان: جلا) أي: مشهور، وأجلوا عن قتيل إجلاء.
جم
- قال الله تعالى: ?وتحبون المال حبا جما? [الفجر/20]، أي: كثيرا، من: جمة الماء، أي: معظمه ومجتمعه الذي جم فيه الماء عن السيلان، وأصل الكلمة من الجمام، أي: الراحة للإقامة وترك تحمل التعب، وجمام (جمام المكوك بتثليث الجيم، وهو ما علا رأسه فوق طفافه ولا يقال: جمام بالضم إلا في الدقيق وأشباهه) المكوك دقيقا، وجمام القدح ماء: إذا امتلأ حتى عجز عن تحمل الزيادة.
ولاعتبار معنى الكثرة قيل الجمة لقوم يجتمعون في تحمل مكروه، ولما اجتمع من شعر الناصية، وجمة البئر: مكان يجتمع فيه الماء كأنه أجم أياما، وقيل للفرس: جموم الشد، تشبيها به، والجماء الغفير، والجم الغفير: الجماعة من الناس، وشاة جماء: لا قرن لها، اعتبارا بجمة الناصية).
جمح
- قال تعالى: ?وهم يجمحون? [التوبة/57]، الجموح أصله في الفرس إذا غلب فارسه بنشاطه في مروره وجريانه، وذلك أبلغ من النشاط والمرح، والجماح: سهم يجعل على رأسه كالبندقة يرمي به الصبيان (انظر: المجمل 1/197).
جمع
- الجمع: ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، يقال: جمعته فاجتمع، وقال عز وجل: ?وجمع الشمس والقمر? [القيامة/9]، ?وجمع فأوعى? [المعارج/18]، ?وجمع مالا وعدده? [الهمزة/2]، وقال تعالى: ?يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق? [سبأ/26]، وقال تعالى: ?لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون? [آل عمران/157]، ?قل لئن اجتمعت الإنس والجن? [الإسراء/88]، وقال تعالى: ?فجمعناهم جمعا? [الكهف/99]، وقال تعالى: ?إن الله جامع المنافقين والكافرين? [النساء/140]، ?وإذا كانوا معه على أمر جامع? [النور/62]، أي: أمر له خطر يجتمع لأجله الناس، فكأن الأمر نفسه جمعهم. وقوله تعالى: ?ذلك يوم مجموع له الناس? [هود/103]، أي: جمعوا فيه، نحو: ?وتنذر يوم الجمع? [الشورى/7]، وقال تعالى: ?يوم يجمعكم ليوم الجمع? [التغابن/9]، ويقال للمجموع: جمع وجميع وجماعة، وقال تعالى: ?وما أصابكم يوم التقى الجمعان? [آل عمران/166]، وقال عز وجل: ?وإن كل لما جميع لدينا محضرون? [يس/32]، والجماع يقال في أقوام متفاوتة اجتمعوا.
قال الشاعر:
- 96 - جمع غير جماع
(البيت:
حتى تجلت ولنا غاية *** من بين جمع غير جماع
وهو لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري في المفضليات ص 285؛ وأساس البلاغة ص 64؛ واللسان (جمع) )
وأجمعت كذا أكثر ما يقال فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكرة، نحو: ?فأجمعوا أمركم وشركاءكم? [يونس/71]، قال الشاعر:
- 97 - هل أغدون يوما وأمري مجمع
(هذا عجز بيت، وشطره:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع
وهو في اللسان (جمع) ؛ ومعاني الفراء 1/473؛ والنوادر ص 133؛ والخصائص 2/136)
وقال تعالى: ?فأجمعوا كيدكم? [طه/64]، ويقال: أجمع المسلمون على كذا: اجتمعت آراؤهم عليه، ونهب مجمع: ما يوصل إليه بالتدبير والفكرة، وقوله عز وجل: ?إن الناس قد جمعوا لكم? [آل عمران/173]، قيل: جمعوا آراءهم في التدبير عليكم، وقيل: جمعوا جنودهم. وجميع وأجمع وأجمعون يستعمل لتأكيد الاجتماع على الأمر، فأما أجمعون فتوصف به المعرفة، ولا يصح نصبه على الحال: نحو قوله تعالى: ?فسجد الملائكة كلهم أجمعون? [الحجر/30]، ?وأتوني بأهلكم أجمعين? [يوسف/93]، فأما جميع فإنه قد ينصب على الحال فيؤكد به من حيث المعنى، نحو: ?اهبطوا منها جميعا? [البقرة/38]، وقال: ?فكيدوني جميعا? [هود/55]، وقولهم: يوم الجمعة، لاجتماع الناس للصلاة، قال تعالى: ?إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله? [الجمعة/9]، ومسجد الجامع، أي: الأمر الجامع، أو الوقت الجامع، وليس الجامع وصفا للمسجد، وجمعوا: شهدوا الجمعة، أو الجامع أو الجماعة.
وأتان جامع (قال ابن فارس: يقال للأتان أول ما تحمل: جامع. راجع المجمل 1/198) : إذا حملت، وقدر جماع جامعة: عظيمة، واستجمع الفرس جريا: بالغ، فمعنى الجمع ظاهر. وقولهم: ماتت المرأة بجمع: إذا كان ولدها في بطنها، فلتصور اجتماعهما، وقولهم: هي منه بجمع: إذا لم تفتض: فلاجتماع ذلك العضو منها وعدم التشقق فيه، وضربه بجمع كفه: إذا جمع أصابعه فضربه بها، وأعطاه من الدراهم جمع الكف.
أي: ما جمعته كفه. والجوامع: الأغلال، لجمعها الأطراف.
جمل
- الجمال: الحسن الكثير، وذلك ضربان: أحدهما: جمال يخص الإنسان في نفسه أو بدنه أو فعله.
والثاني: ما يتوصل منه إلى غيره. وعلى هذا الوجه ما روي عنه صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال) (الحديث صحيح، وقد أخرجه مسلم والترمذي عن ابن مسعود، والطبراني في الكبير عن أبي أمامة، والحاكم عن ابن عمر، وابن عساكر عن جابر وابن عمر. انظر: الفتح الكبير 1/331، ورواية البيهقي عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان)، فقال رجل: يا رسول الله، الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر من بطر الحق وغمص الناس) وكذا رواه البيهقي بهذه الرواية (انظر: الأسماء والصفات ص 60) ؛ وصحيح مسلم كتاب الإيمان 1/93 باب تحريم الكبر؛ والمستدرك 4/181 و 1/26) تنبيها أنه منه تفيض الخيرات الكثيرة، فيحب من يختص لذلك.
وقال تعالى: ?ولكم فيها جمال حين تريحون? [النحل/6]، ويقال: جميل وجمال على التكثير. قال الله تعالى: ?فصبر جميل? [يوسف/83]، ?فاصبر صبرا جميلا? [المعارج/5]، وقد جاملت فلانا، وأجملت في كذا، وجمالك، أي: أجمل، واعتبر منه معنى الكثرة، فقيل لكل جماعة غير منفصلة: جملة، ومنه قيل للحساب الذي لم يفصل والكلام الذي لم يبين: مجمل، وقد أجملت الحساب، وأجملت في الكلام. قال تعالى: ?وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة? [الفرقان/32]، أي: مجتمعا لا كما أنزل نجوما مفترقة. وقول الفقهاء: المجمل: ما يحتاج إلى بيان، فليس بحد له ولا تفسير، وإنما هو ذكر بعض أحوال الناس معه؛ والشيء يجب أن تبين صفته في نفسه التي بها يتميز، وحقيقة المجمل: هو المشتمل على جملة أشياء كثيرة غير ملخصة.
والجمل يقال للبعير إذا بزل (بزل البعير يبزل: فطر نابه أي: انشق)، وجمعه جمال وأجمال وجماله قال الله تعالى: ?حتى يلج الجمل في سم الخياط? [الأعراف/40]، وقوله: ?جمالات صفر? (وهي قراءة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب بخلفه وشعبة عن عاصم، وقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف: جمالة) [المرسلات/33]، جمع جمالة، والجمالة جمع جمل، وقرئ: ?جمالات? (وبها قرأ رويس عن يعقوب، وهي قراءة صحيحة متواترة. راجع: الإتحاف ص 430) بالضم، وقيل هي القلوص، والجامل: قطعة من الإبل معها راعيها، كالباقر، وقولهم: اتخذ الليل جملا (انظر: أساس البلاغة ص 64) فاستعارة، كقولهم: ركب الليل، وتسمية الجمل بذلك يجوز أن يكون لما قد أشار إليه بقوله: ?ولكم فيها جمال? [النحل/6] ؛ لأنهم كانوا يعدون ذلك جمالا لهم. وجملت الشحم: أذبته، والجميل: الشحم المذاب، والاجتمال: الادهان به، وقالت امرأة لبنتها: تجملي وتعففي (راجع: المجمل لابن فارس 1/198)، أي: كلي الجميل، واشربي العفافة (العفافة: وهو ما بقي في الضرع من اللبن).
جن
- أصل الجن: ستر الشيء عن الحاسة يقال: جنة الليل وأجنة وجن عليه، فجنه: ستره، وأجنه جعل له ما يجنه، كقولك: قبرته وأقبرته، وسقيته وأسقيته، وجن عليه كذا: ستر عليه، قال عز وجل: ?فلما جن عليه الليل رأى كوكبا? [الأنعام/76]، والجنان: القلب، لكونه مستورا عن الحاسة، والمجن والمجنة: الترس الذي يجن صاحبه. قال عز وجل: ?اتخذوا أيمانهم جنة? [المجادلة/16]، وفي الحديث: (الصوم جنة) (الحديث يروى: (الصيام جنة) وهو صحيح متفق عليه. وأخرجه مالك في الموطأ، باب جامع الصيام، انظر: تنوير الحوالك 1/287؛ وفتح الباري 4/87؛ ومسلم رقم (1151) ؛ وانظر: شرح السنة للبغوى 6/225).
والجنة: كل بستان ذي شجر يستر بأشجاره الأرض، قال عز وجل: ?لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال? [سبأ/15]، ?وبدلناهم بجنتيهم جنتين? [سبأ/16]، ?ولولا إذ دخلت جنتك? [الكهف/39]، قيل: وقد تسمى الأشجار الساترة جنة، وعلى ذلك حمل قول الشاعر:
- 98 - من النواضح تسقي جنة سحقا *** (هذا عجز بيت، وصدره:
كأن عيني في غربي مقتلة
وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص 40؛ والمجمل 1/175)
وسميت الجنة إما تشبيها بالجنة في الأرض - وإن كان بينهما بون - ؛ وإما لستره نعمها عنا المشار إليها بقوله تعالى: ?فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين? [السجدة/17]. قال ابن عباس رضي الله عنه: إنما قال: ?جنات? (وذلك في قوله تعالى: ?كانت لهم جنات الفردوس نزلا? الكهف:107) بلفظ الجمع لكون الجنان سبعا: جنة الفردوس، وعدن، وجنة النعيم، ودار الخلد، وجنة المأوى، ودار السلام، وعليين.
والجنين: الولد ما دام في بطن أمه، وجمعه: أجنة. قال تعالى: ?وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم? [النجم/32]، وذلك فعيل في معنى مفعول، والجنين القبر (قال ابن فارس: والجنين: المقبور، وكذا في اللسان، والجنن: القبر لستره الميت)، وذلك فعيل في معنى فاعل. والجن يقال على وجهين: أحدهما للروحانيين المستترة عن الحواس كلها بإزاء الإنس، فعلى هذا تدخل فيه الملائكة والشياطين، فكل ملائكة جن، وليس كل جن ملائكة، وعلى هذا قال أبو صالح (عبد الله بن صالح، أبو صالح المصري، كاتب الليث، صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة، شيخ الكلبي، يروي عن ابن عباس، وفيه ضعف. مات سنة 122 ه. انظر: تقريب التهذيب ص 308) : الملائكة كلها جن، وقيل: بل الجن بعض الروحانيين، وذلك أن الروحانيين ثلاثة:
- أخبار: وهم الملائكة.
- وأشرار: وهم الشياطين.
- وأوساط فيهم أخيار وأشرار: وهم الجن، ويدل على ذلك قوله تعالى: ?قل أوحي إلي? إلى قوله: ?وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون? [الجن/1 - 14].
والجنة: جماعة الجن. قال تعالى: ?من الجنة والناس? [الناس/6]، وقال تعالى: ?وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا? [الصافات/158]. والجنة: الجنون، وقال تعالى: ?ما بصاحبكم من جنة? [سبأ/46] أي: جنون.
والجنون: حائل بين النفس والعقل، وجن فلان قيل: أصابه الجنن وبني فعله كبناء الأدواء نحو: زكم ولقي (أي: أصابته اللقوة، وهو داء في الوجه يعوج منه الشدق) وحم، وقيل: أصيب جنانه، وقيل: حيل بين نفسه وعقله، فجن عقله بذلك وقوله تعالى: ?ممعلم مجنون? [الدخان/14]، أي: ضامة من يعلمه من الجن، وكذلك قوله تعالى: ?أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون? [الصافات/36]، وقيل:
- 99 - جن التلاع والآفاق
(البيت بتمامه:
فإذا جادت الدجى وضعوا القد *** ح وجن التلاع والآفاق
وهو للأعشى في ديوانه ص 129)
أي: كثر عشبها حتى صارت كأنها مجنونة، وقوله تعالى: ?والجان خلقناه من قبل من نار السموم? [الحجر/27] فنوع من الجن، وقوله تعالى: ?كأنها جان? [النمل/10]، قيل: ضرب من الحيات
.
[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]
جنب
- أصل الجنب: الجارحة، وجمعه: جنوب، قال الله عز وجل: ?فتكوى بها جباههم وجنوبهم? [التوبة/35]، قال تعالى: ?تتجافى جنوبهم عن المضاجع? [السجدة/16]، وقال عز وجل: ?قياما وقعودا وعلى جنوبهم? [آل عمران/191].
ثم يستعار من الناحية التي تليها كعادتهم في استعارة سائر الجوارح لذلك، نحو: اليمين والشمال، كقول الشاعر:
- 100 - من عن يميني مرة وأمامي *** (هذا عجز بيت، وشطره:
فلقد أراني للرماح دريئة
وهو لقطري بن الفجاءة، في مغني اللبيب ص 199؛ وشرح ابن عقيل 1/243؛ وخزانة الأدب 10/163)
وقيل: جنب الحائط وجنبه، ?والصاحب بالجنب? [النساء/36]، أي: القريب، وقيل: كناية عن المرأة (أخرجه ابن جرير 5/81 عن علي وابن عباس)، وقيل: عن الرفيق في السفر (أخرجه ابن جرير 5/81 عن مجاهد).
قال تعالى: ?يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله? [الزمر/56]، أي: في أمره وحده الذي حده لنا.
وسار جنبيه وجنبتيه، وجنابيه وجنابتيه، وجنبته: أصبت جنبه، نحو: كبدته وفأدته.
وجنب: شكا جنبه، نحو: كبد وفئد، وبني من الجنب الفعل على وجهين:
أحدهما: الذهاب على ناحيته.
والثاني: الذهاب إليه.
فالأول نحو: جنبته، وأجنبته، ومنه: ?والجار الجنب? [النساء/36]، أي: البعيد، قال الشاعر:
- 101 - فلا تحرمني نائلا عن جنابة *** (هذا شطر بيت، وعجزه:
فإني امرؤ وسط القباب غريب
وهو لعلقمة بن عبدة، ص 48؛ والمفضليات ص 394؛ والمجمل 1/199؛ واللسان (جنب) ؛ والأساس ص 65)
أي: عن بعد. ورجل جنب وجانب. قال عز وجل: ?إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه? [النساء/31]، وقال عز وجل: ?واجتنبوا قول الزور? [الحج/30]، و ?اجتنبوا الطاغوت? [الزمر/17] عبارة عن تركهم إياه، ?فاجتنبوه لعلكم تفلحون? [المائدة/90]، وذلك أبلغ من قولهم: اتركوه. وجنب بنو فلان: إذا لم يكن في إبلهم اللبن، وجنب فلان خيرا، وجنب شرا (انظر: البصائر 1/398). قال تعالى في النار: ?وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى? [الليل/17 - 18]، وذلك إذا أطلق فقيل: جنب فلان فمعناه: أبعد عن الخير، وذلك يقال في الدعاء في الخير، وقوله عز وجل: ?واجنبني وبني أن نعبد الأصنام? [إبراهيم/35]، من: جنبته عن كذا أي: أبعدته، وقيل: هو من جنبت الفرس، كأنما سأله أن يقوده عن جانب الشرك بألطاف منه وأسباب خفية. والتجنيب: الروح في الرجلين، وذلك إبعاد إحدى الرجلين عن الأخرى خلقة.
وقوله تعالى: ?وإن كنتم جنبا فاطهروا? [المائدة/6]، أي: إن أصابتكم الجنابة، وذلك بإنزال الماء أو بالتقاء الختانين وقد جنب وأجنب واجتنب وتجنب، وسميت الجنابة بذلك لكونها سببا لتجنب الصلاة في حكم الشرع، والجنوب يصح أن يعتبر فيها معنى المجيء من جانب الكعبة (والجنوب: ريح تخالف الشمال تأتي عن يمين القبلة، راجع: اللسان (جنب) )، وأن يعتبر فيها معنى الذهاب عنه، لأن المعنيين فيها موجودان، واشتق من الجنوب جنبت الريح: هبت جنوبا، فأجنبنا: دخلنا فيها، وجنبنا: أصابتنا، وسحابة مجنوبة: هبت عليها.
جنح
الجناح: جناح الطائر، يقال: جنح (انظر الأفعال 2/288) الطائر، أي: كسر جناحه، قال تعالى: ?ولا طائر يطير بجناحيه? [الأنعام/38]، وسمي جانبا الشيء جناحيه، فقيل: جناحا السفينة، وجناحا العسكر، وجناحا الوادين وجناحا الإنسان لجانبيه، قال عز وجل: ?واضمم يدك إلى جناحك? [طه/22]، أي: جانبك: ?واضمم إليك جناحك? [القصص/32]، عبارة عن اليد؛ لكون الجناح كاليد، ولذلك قيل لجناحي الطائر يداه، وقوله عز وجل: ?واخفض لهما جناح الذل من الرحمة? [الإسراء/24]، فاستعارة، وذلك أنه لما كان الذل ضربين: ضرب يضع الإنسان، وضرب يرفعه - وقصد في هذا المكان إلى ما يرفعه لا إلى ما يضعه - فاستعار لفظ الجناح له، فكأنه قيل: استعمل الذل يرفعك عند الله من أجل اكتسابك الرحمة، أو من أجل رحمتك لهما، ?واضمم إليك جناحك من الرهب? [القصص/32]، وجنحت العير في سيرها: أسرعت، كأنها استعانت بجناح، وجنح الليل: أظل بظلامه، والجنح: قطعة من الليل مظلمة. قال تعالى: ?وإن جنحوا للسلم فاجنح لها? [الأنفال/61]، أي مالوا، من قولهم: جنحت السفينة، أي: مالت إلى أحد جانبيها، وسمي الإثم المائل بالإنسان عن الحق جناحا ثم سمي كل إثم جناحا، نحو قوله تعالى: ?لا جناح عليكم? (سورة البقرة: آية 236، وهو في سورة البقرة متعدد المواضع) في غير موضع، وجوانح الصدر: الأضلاع المتصلة رؤوسها في وسط الزور، الواحدة: جانحة، وذلك لما فيها من الميل.
جند
- يقال للعسكر الجند اعتبارا بالغلظة، من الجند، أي: الأرض الغليظة التي فيها حجارة ثم يقال لكل مجتمع جند، ننحو: (الأرواح جنود مجندة) (الحديث صحيح، أخرجه البخاري في الأنبياء: باب الأرواح جنود مجندة تعليقا؛ ومسلم في البر والصلة برقم (2638). وانظر: فتح الباري 6/263؛ وشرح السنة 13/57). قال تعالى: ?وإن جندنا لهم الغالبون? [الصافات/173]، ?إنهم جند مغرقون? [الدخان/24]، وجمع الجند: أجناد وجنود، قال تعالى: ?وجنود إبليس أجمعون? [الشعراء/95]، ?وما يعلم جنود ربك إلا هو? [المدثر/31]، ?اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها? [الأحزاب/9]، فالجنود الأولى من الكفار، والجنود الثانية التي لم تروها الملائكة.
جنف
- أصل الجنف ميل في الحكم، فقوله تعالى: ?فمن خاف من موص جنفا? [البقرة/182]، أي: ميلا ظاهرا، وعلى هذا: ?غير متجانف لإثم? [المائدة/3]، أي: مائل إليه.
جنيت الثمرة واجتنيتها، والجني: المجتنى من الثمر والعسل، وأكثر ما يستعمل الجني فيما كان غضا، قال تعالى: ?تساقط عليك رطبا جنيا? [مريم/25]، وقال تعالى: ?وجنا الجنتين دان? [الرحمن/54]، وأجنى الشجر: أدرك ثمره، والأرض: كثر جناها، واستعير من ذلك جنى فلان جناية كما استعير اجترم.
جهد
- الجهد والجهد: الطاقة والمشقة، وقيل: الجهد بالفتح: المشقة، والجهد: الوسع.
وقيل: الجهد للإنسان، وقال تعالى: ?والذين لا يجدون إلا جهدهم? [التوبة/79]، وقال تعالى: ?وأقسموا بالله جهد أيمانهم? [النور/53]، أي: حلفوا واجتهدوا في الحلف أن يأتوا به على أبلغ ما في وسعهم. والاجتهاد: أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة، يقال: جهدت رأيي وأجهدته: أتعبته بالفكر، والجهاد والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو، والجهاد ثلاثة أضرب:
- مجاهدة العدو الظاهر.
- ومجاهدة الشيطان.
- ومجاهدة النفس.
وتدخل ثلاثتها في قوله تعالى: ?وجاهدوا في الله حق جهاده? [الحج/78]، ?وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله? [التوبة/41]، ?إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله? [الأنفال/72]، وقال صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم) (الحديث ذكره المؤلف في كتاب الذريعة ص 34، ولم أجده لهذا اللفظ في كتب الحديث. لكن أخرج حمد في المسند 6/22 عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل) ؛ وأخرجه الترمذي في الزهد 4/165 وفي الجهاد برقم (1621) وقال: حسن صحيح؛ وأخرجه أبو داود في الجهاد برقم (2500) ). والمجاهدة تكون باليد واللسان، قال صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا الكفار بأيديكم وألسنتكم) (الحديث أخرجه ابن حبان برقم (1618) وصححه؛ والحاكم 2/81 ووافقه الذهبي، وصححه النووي أيضا في رياض الصالحين ص 515؛ وأخرجه أبو داود في الجهاد، ورقمه (2504) ؛ والنسائي 6/7؛ وأحمد 3/124، وانظر شرح السنة 12/378؛ والفتح الكبير 2/62).
جهر
- يقال لظهور الشيء بإفراط حاسة البصر أو حاسة السمع.
أما البصر فنحو: رأيته جهارا، قال الله تعالى: ?لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة? [البقرة/55]، ?أرنا الله جهرة? [النساء/153]، ومنه: جهر (راجع: كتاب الأفعال 2/300، والبصائر 1/404) البئر واجتهرها: إذا أظهر ماءها.
وقيل: ما في القوم أحد يجهر عيني (في المجمل: وجهرت الشيء: إذا كان عظيما في عينك).
والجوهر: فوعل منه، وهو ما إذا بطل بطل محموله، وسمي بذلك لظهوره للحاسة.
وأما السمع، فمنه قوله تعالى: ?سواء منكم من أسر القول ومن جهر به? [الرعد/10]، وقال عز وجل: ?وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى? [طه/7]، ?إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون? [الأنبياء/110]، ?وأسروا قولكم أو اجهروا به? [الملك/13]، ?ولا تجهروا بصلاتك ولا تخافت بها? [الإسراء/110]، وقال: ?ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض? [الحجرات/2]، وقيلك كلام جوهري، وجهير، ورجل جهير يقال لرفيع الصوت، ولمن يجهر لحسنه.
جهز
- قال تعالى: ?فلما جهزهم بجهازهم? [يوسف/70]، الجهاز: ما يعد من متاع وغيره، والتجهيز: حمل ذلك أو بعثه، وضرب البعير بجهازه: إذا ألقى متاعه في رجله فنفر، وجهيزة (وفي المثل: (أحمق من جهيزة). وهي أم شبيب الخارجي، وكان أبو شبيب من مهاجرة الكوفة، اشترى جهيزة من السبي، وكانت حمراء طويلة، فأرادها على الإسلام فأبت، فواقعها، فحملت، فتحرك الولد في بطنها، فقالت: في بطني شيء ينقز، فقيل: أحمق من جهيزة) : امرأة محمقة. وقيل للذئبة التي ترضع ولد غيرهها. جهيزة.
جهل
- الجهل على ثلاثة أضرب:
- الأول: وهو خلو النفس من العلم، هذا هو الأصل، وقد جعل ذلك بعض المتكلمين معنى مقتضيا للأفعال الخارجة عن النظام، كما جعل العلم معنى مقتضيا للأفعال الجارية على النظام.
- والثاني: اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه.
- والثالث: فعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل، سواء اعتقد فيه اعتقادا صحيحا أو فاسدا، كمن يترك الصلاة متعمدا، وعلى ذلك قوله تعالى: ?قالوا: أتتخذنا هزوا؟ قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين? [البقرة/67]، فجعل فعل الهزو جهلا، وقال عز وجل: ?فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة? [الحجرات/6].
والجاهل تارة يذكر على سبيل الذم، وهو الأكثر، وتارة لا على سبيل الذم، نحو: ?يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف? [البقرة/273]، أي: من لا يعرف حالهم، وليس يعني المتخصص بالجهل المذموم، والمجهل: الأمر والأرض والخصلة التي تحمل الإنسان على الاعتقاد بالشيء خلاف ما هو عليه، واستجهلت الريح الغصن: حركته، كأنها حملته على تعاطي الجهل، وذلك استعارة حسنة.
جهنم
- اسم لنار الله الموقدة، قيل: وأصلها فارسي معرب جهنام (قال السمين: وما قاله غير مشهور في النقل، بل المشهور عندهم أنها عربية، وأن منعها للعلمية والتأنيث, انظر عمدة الحفاظ: جهنم)، وقال أبو مسلم: كهنام (في اللسان: قيل: هو تعريب كهنام بالعبرانية. وأبو مسلم هو محمد بن بحر الأصفهاني من المفسرين المعتزلة توفي سنة 223)، وانظر ترجمته في طبقات المفسرين للداوودي 2/109؛ ولسان الميزان 5/89. والله أعلم.
جيب
- قال الله تعالى: ?وليضربن بخمرهن على جيوبهن? [النور/31]، جمع جيب.
جوب
- الجوب قطع الجوبة، وهي كالغائط من الأرض، ثم يستعمل في قطع كل أرض، قال تعالى: ?وثمود الذين جابوا الصخر بالواد? [الفجر/9]، ويقال: هل عندك جائبة خبر (انظر: المجمل 1/202؛ وأساس البلاغة ص 68) ؟ وجواب الكلام: هو ما يقطع الجوب فيصل من فم القائل إلى سمع المستمع، لكن خص بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب، قال تعالى: ?فما كان جواب قومه إلا أن قالوا? [النمل/56]، والجواب يقال في مقابلة السؤال، والسؤال على ضربين:
طلب مقال، وجوابه المقال.
وطلب نوال، وجوابه النوال.
فعلى الأول: ?أجيبوا داعي الله? [الأحقاف/31]، وقال: ?ومن لا يجب داعي الله? [الأحقاف/32].
وعلى الثاني قوله: ?قد أجيبت دعوتكما فاستقيما? [يونس/89]، أي: أعطيتما ما سألتما.
والاستجابة قيل: هي الإجابة، وحقيقتها هي التحري للجواب والتهيؤ له، لكن عبر به عن الإجابة لقلة انفكاكها منها، قال تعالى: ?استجيبوا لله وللرسول? [الأنفال/24]، وقال: ?ادعوني أستجب لكم? [غافر/60]، ?فليستجيبوا لي? [البقرة/186]، ?فاستجاب لهم ربهم? [آل عمران/195]، ?ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات? [الشورى/26] ?والذين استجابوا لربهم? [الشورى/38]، وقال تعالى: ?وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي? [البقرة/186]، ?الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح? [آل عمران/172].
جود
- قال تعالى: ?واستوت على الجودي? [هود/44]، قيل: هو اسم جبل بين الموصل والجزيرة، وهو في الأصل منسوب إلى الجود، والجود: بذل المقتنيات مالا كان أو علما، ويقال: رجل جواد، وفرس جواد، يجود بمدخر عدوه، والجمع: الجياد، قال تعالى: ?بالعشي الصافنات الجياد? [ص/31]، ويقال في المطر الكثير: جود، ووصف تعالى بالجواد. وفي الفرس جودة، وفي المال جود، وجاد الشيء جودة، فهو جيد، لما نبه عليه قوله تعالى: ?أعطى كل شيء خلقه ثم هدى? [طه/50].
جأر
- قال تعالى: ?فإليه تجأرون? [النحل/53]، وقال تعالى: ?إذا هم يجأرون? [المؤمنون/64]، ?لا تجأروا اليوم? [المؤمنون/65]، جأر: إذا أفرط في الدعاء والتضرع تشبيها بجؤار الوحشيات، كالظباء ونحوها.
جار
- الجار: من يقرب مسكنه منك، وهو من الأسماء المتضايفة، فإن الجار لا يكون جارا لغيره إلا وذلك الغير جار له، كالأخ والصديق، ولما استعظم حق الجار عقلا وشرعا عبر عن كل من يعظم حقه أو يستعظم حق غيره بالجار، قال تعالى: ?والجار ذي القربى والجار الجنب? [النساء/36]، ويقال: استجرته فأجارني، وعلى هذا قوله تعالى: ?وإني جار لكم? [الأنفال/48]، وقال عز وجل: ?وهو يجير ولا يجار عليه? [المؤمنون/88]، وقد تصور من الجار معنى القرب، فقيل لمن يقرب من غيره: جاره، وجاوره، وتجاور، قال تعالى: ?لا يجاورونك فيها إلا قليلا? [الأحزاب/60]، وقال تعالى: ?وفي الأرض قطع متجاورات? [الرعد/4]، وباعتبار القرب قيل: جار عن الطريق، ثم جعل ذلك أصلا في العدول عن كل حق، فبني منه الجور، قال تعالى: ?ومنها جائر? [النحل/9]، أي: عادل عن المحجة، وقال بعضهم: الجائر من الناس: هو الذي يمنع من التزام ما يأمر به الشرع.
جوز
- قال تعالى: ?فلما جاوزه هو? [البقرة/249]، أي: تجاوز جوزه، وقال: ?وجاوزنا ببني إسرائيل البحر? [الأعراف/138]، وجوز الطريق: وسطه، وجاز الشيء كأنه لزم جوز الطريق، وذلك عبارة عما يسوغ، وجوز السماء: وسطها، والجوزاء قيل: سميت بذلك لاعتراضها في جوز السماء، وشاة جوزاء أي: ابيض وسطها، وجزت المكان: ذهبت فيه، وأجزته: أنفذته وخلفته، وقيل: استجزت فلانا فأجازني: إذا استسقيته فسقاك، وذلك استعارة، والمجاز من الكلام ما تجاوز موضعه الذي وضع له، والحقيقة ما لم يتجاوز ذلك.
جاس
- قال تعالى: ?فجاسوا خلال الديار? [الإسراء/5]، أي: توسطوها وترددوا بينها، ويقارب ذلك جازوا وداسوا، وقيل: الجوس: طلب ذلك الشيء باستقصاء، والمجوس معروف.
جوع
- الجوع: الألم الذي ينال الحيوان من خلو المعدة من الطعام، والمجاعة: عبارة عن زمان الجدب، ويقال: رجل جائع وجوعان: إذا كثر جوعه.
جاء
- جاء يجيء ومجيئا، والمجيء كالإتيان، لكن المجيء أعم؛ لأن الإتيان مجيء بسهولة، والإتيان قد يقال باعتبار القصد وإن لم يكن منه الحصول، والمجيء يقال اعتبارا بالحصول، ويقال (انظر: البصائر 1/412) : جاء في الأعيان والمعاني، ولما يكون مجيئه بذاته وبأمره، ولمن قصد مكانا أو عملا أو زمانا، قال الله عز وجل: ?وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى? [يس/20]، ?ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات? [غافر/34]، ?ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم? [هود/77]، ?فإذا جاء الخوف? [الأحزاب/19]، ?إذا جاء أجلهم? [يونس/49]، ?بلى قد جاءتك آياتي? [الزمر/59]، ?فقد جاؤوا ظلما وزورا? [الفرقان/4]، أي: قصدوا الكلام وتعدوه، فاستعمل فيه المجيء كما استعمل فيه القصد، قال تعالى: ?إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم? [الأحزاب/10]، ?وجاء ربك والملك صفا صفا? [الفجر/22]، فهذا بالأمر لا بالذات، وهو قول ابن عباس رضي الله عنه (وهو مروي عن الحسن البصري. راجع تفسير القرطبي؛ والبصائر 1/412)، وكذا قوله تعالى: ?فلما جاءهم الحق? [يونس/76]، يقال: جاءه بكذا وأجاءه، قال الله تعالى: ?فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة? [مريم/23]، قيل: ألجأها، وإنما هو معدى عن جاء، وعلى هذا قولهم: (شر ماأجاءك إلى مخه عرقوب) (قال الميداني: يضرب للمضطر جدا، والمعنى: ما ألجأك إليها إلا شر، أي: فاقة وفقر، وذلك أن العرقوب لا مخ له، وإنما يحوج إليه من لا يقدر على شيء. انظر: مجمع الأمثال 1/358؛ وفي اللسان: عراقيب الأمور: عظامها، وصعابها وما دخل من اللبس فيها، وأمثال أبي عبيد ص 312)، وقول الشاعر:
- 102 - أجاءته المخافة والرجاء
(هذا عجز بيت لزهير بن أبي سلمى، وشطره:
وسار جاء معتمدا إلينا
وهو في ديوانه ص 13)
وجاء بكذا: استحضره، نحو: ?لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء? [النور/13]، ?وجئتك من سبأ بنبأ يقين? [النمل/22]، وجاء بكذا يختلف معناه بحسب اختلاف المجي به.
جال
- جالوت (الصحيح في جالوت أنه أعجمي غير مشتق. انظر المسائل الحلبيات ص 353) اسم ملك طاغ رماه داود عليه السلام فقتله، وهو المذكور في قوله تعالى: ?وقتل داود جالوت? [البقرة/251].
جو
- الجو: الهواء قال الله تعالى: ?في جو السماء ما يمسكهن إلا الله? [النحل/79]، واسم اليمامة جو (انظر: المجمل 1/175). والله أعلم.

وهاكذا انتهى حرف الجيم
في الأيام المقبلة حرف الحاء
[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

معلومات مهمة جدا يعطيك الف العافية
منورة الموضوع نسمة حنين
سعيد بوجودك
بتمنا تكوني نلتي الإفادة
نورتي الموضوع
:SnipeR (69)::SnipeR (69)::SnipeR (69):
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]

كتاب الحاء
الحب والحبة
يقال في الحنطة والشعير ونحوهما من المطعومات، والحب والحبة في بزور الرياحين، قال الله تعالى: ?كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة? [البقرة/261]، وقال: ?ولا حبة في ظلمات الأرض? [الأنعام/59]، وقال تعالى: ?إن الله فالق الحب والنوى? [الأنعام/95]، وقوله تعالى: ?فأنبتنا به جنات وحب الحصيد? [ق/9]، أي: الحنطة وما يجري مجراها مما يحصد، وفي الحديث: (كما تنبت الحبة في حميل السيل) (الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، أم تر أنها تخرج صفراء ملتوية؟) أخرجه البخاري في باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال 1/72؛ ومسلم في باب الإيمان رقم (299) ).
والحب: من فرط حبه، والحبب: تنضد الأسنان تشبيها بالحب، والحباب من الماء: النفاخات تشبيها به، وحبة القلب تشبيها بالحبة في الهيئة، وحببت فلانا، يقال في الأصل بمعنى: أصبت حبة قلبه، نحو: شغفته وكبدته وفأدته، وأحببت فلانا: جعلت قلبي معرضا لحبه، لكن في التعارف وضع محبوب موضع محب، واستعمل (حببت) أيضا موضع (أحببت). والمحبة: إرادة ما تراه أو تظنه خيرا، وهي على ثلاثة أوجه:
- محبة للذة، كمحبة الرجل المرأة، ومنه: ?ويطعمون الطعام على حبه مسكينا? [الإنسان/8].
- ومحبة للنفع، كمحبة شيء ينتفع به، ومنه: ?وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب? [الصف/13].
- ومحبة للفضل، كمحبة أهل العلم بعضهم لبعض لأجل العلم.
وربما فسرت المحبة بالإرادة في نحو قوله تعالى: ?فيه رجال يحبون أن يتطهروا? [التوبة/108]، ليس كذلك؛ فإن المحبة أبلغ من الإرادة كما تقدم آنفا، فكل محبة إرادة، وليس كل إرادة محبة، وقوله عز وجل: ?إن استحبوا الكفر على الإيمان? [التوبة/23]، أي: إن آثروه عليه، وحقيقة الاستحباب: أن يتحرى الإنسان في الشيء أن يحبه، واقتضى تعديته ب (على) معنى الإيثار، وعلى هذا قوله تعالى: ?وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى? [فصلت/17]، وقوله تعالى: ?فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه? [المائدة/54]، فمحبة الله تعالى للعبد إنعامه عليهن ومحبة العبد له طلب الزلفى لديه.
وقوله تعالى: ?إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي? [ص/32]، فمعناه: أحببت الخيل حبي للخير، وقوله تعالى: ?إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين? [البقرة/222]، أي: يثيبهم وينعم عليهم، وقال: ?لا يحب كل كفار أثيم? [البقرة/276]، وقوله تعالى: ?والله لا يحب كل مختل فخور? [الحديد/23]، تنبيها أنه بارتكاب الآثام يصير بحيث لا يتوب لتماديه في ذلك، وإذا لم يتب لم يحبه الله المحبة التي وعد بها التوابين والمتطهرين.
وحبب الله إلي كذا، قال الله تعالى: ?ولكن الله حبب إليكم الإيمان? [الحجرات/7]، وأحب البعير: إذا حرن ولزم مكانه، كأنه أحب المكان الذي وقف فيه، وحبابك أن تفعل كذا (انظر: مجمل اللغة 1/220)، أي: غاية محبتك ذلك.
حبر
- الحبر: الأثر المستحسن، ومنه ما روي: (يخرج من النار رجل قد ذهب حبره وسبره) (الحديث أخرجه أبو عبيد في غريبه 1/85؛ والفائق 1/229؛ والنهاية 1/327) أي: جماله وبهاؤه، ومنه سمي الحبر، وشاعر محبر، وشعر محبر، وثوب حبير: محسن، ومنه أرض محبار (أي: سريعة النبات)، والحبير من السحاب، وحبر (انظر: المجمل 1/261؛ والأفعال 1/395) فلان: بقي بجلده أثر من قرح، والحبر: العالم وجمعه: أحبار، لما يبقى من أثر علومهم في قلوب الناس، ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدى بها، قال تعالى: ?اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله? [التوبة/31]، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله: (العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة) (راجع: جامع بيان العلم وفضله 1/57؛ ونهج البلاغة ص 692). وقوله عز وجل: ?في روضة يحبرون? [الروم/15]، أي: يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعيمهم.
حبس
- الحبس: المنع من الانبعاث، قال عز وجل: ?تحبسونهما من بعد الصلاة? [المائدة/106]، والحبس: مصنع الماء الذي يحبسه، والأحباس جمع، والتحبيس: جعل الشيء موقوفا على التأبيد، يقال: هذا حبيس في سبيل الله.
حبط
- قال الله تعالى: ?حبطت أعمالهم? [المائدة/53]، ?ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون? [الأنعام/88]، ?وسيحبط أعمالهم? [محمد/32]، ?وليحبطن عملك? [الزمر/65]، وقال تعالى: ?فأحبط الله أعمالهم? [الأحزاب/19]، وحبط العمل على أضرب:
أحدها: أن تكون الأعمال دنيوية فلا تغني في القيامة غناءا، كما أشار إليه بقوله: ?وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا? [الفرقان/23].
والثاني: أن تكون أعمالا أخروية، لكن لم يقصد بها صاحبها وجه الله تعالى، كما روي: (أنه يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له: بم كان اشتغالك؟ قال: بقراءة القرآن، فيقال له: قد كنت تقرأ ليقال: هو قارئ، وقد قيل ذلك، فيؤمر به إلى النار) (الحديث ذكره المؤلف بمعناه، وهو عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: فلان جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار... ) الحديث أخرجه مسلم والنسائي، والترمذي وحسنه، وابن حبان في صحيحه. انظر: الترغيب والترهيب 1/29؛ وعارضة الأحوذي 9/226؛ ومسند أحمد 2/321؛ وسنن النسائي 6/23؛ ومسلم في الإمارة، باب من قاتل للرياء برقم (1905) ؛ وانظر: شرح النسة 14/334).
والثالث: أن تكون أعمالا صالحة، ولكن بإزائها سيئات توفي عليها، وذلك هو المشار إليه بخفة الميزان.
وأصل الحبط من الحبط، وهو أن تكثر الدابة أكلا حتى ينتفخ بطنهان وقال عليه السلام: (إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم) (الحديث في الصحيحين، راجع فتح الباري 11/244 باب ما يحذر من زهرة الدنيا؛ ومسلم رقم (1052). ورواية البخاري: (إن هذا المال خضرة حلوة، وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضرة). وسمي الحارث الحبط (قال في اللسان: والحبط: الحارث بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، سمي بذلك لأنه كان في سفر فأصابه مثل الحبط الذي يصيب الماشية فنسبوا إليه. انتهى.
أقول: وفي شعر الفرزدق:
بنو مسمع أكفاؤها آل دارم *** وتنكح في أكفائها الحبطات
ولا يدرك الغايات إلا جيادها *** ولا تستطيع الجلة البكرات
فرد عليه من الحبطات فقال:
أما كان عباد كفيا لدارم *** بلى وأبيات بها الحجرات
راجع: ديوان الفرزدق ص 99؛ وعيار الشعر ص 152؛ ووضح البرهان 2/121) ؛ لأنه أصابه ذلك، ثم سمي أولاده حبطات.
حبك
- قال تعالى: ?والسماء ذات الحبك? [الذاريات/7]، هي ذات الطرائق فمن الناس من تصور منها الطرائق المحسوسة بالنجوم والمجرة، ومنهم من اعتبر ذلك بما فيه من الطرائق المعقولة المدركة بالبصيرة، وإلى ذلك أشار بقوله تعالى: ?الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار? [آل عمران/191]. وأصله من قولهم: بعير حبوك القرا (القرا: الظهر)، أي: محكمه، والاحتباك: شد الإزار.
حبل
- الحبل معروف، قال عز وجل: ?في جيدها حبل من مسد? [المسد/5]، وشبه به من حيث الهيئة حبل الوريد وحبل العاتق، والحبل: المستطيل من الرمل، واستعير للوصل، ولكل ما يتوصل به إلى شيء. قال عز وجل: ?واعتصموا بحبل الله جميعا? [آل عمران/103]، فحلبه هو الذي معه التوصل به إليه من القرآن والعقل، وغير ذلك مما إذا اعتصمت به أداك إلى جواره، ويقال للعهد حبل، وقوله تعالى: ?ضربت عليهم الذلة أينما ثفقوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس? [آل عمران/112]، ففيه تنبيه أن الكافر يحتاج إلى عهدين:
- عهد من الله، وهو أن يكون من أهل كتاب أنزله الله تعالى، وإلا لم يقر على دينه، ولم يجعل له ذمة.
- وإلى عهد من الناس يبذلونه له والحبالة خصت بحبل الصائد، جمعها: حبائل، وروي (النساء حبائل الشيطان) (الحديث أخرجه أبو نعيم عن ابن مسعود، والديلمي عن عبد الله بن عامر وعقبة بن عامر، وقال ابن الفرس: الحديث حسن. راجع: كشف الخفاء 2/4؛ والفتح الكبير 2/181).
والمحتبل والحابل: صاحب الحبالة، وقيل وقع حابلهم على نابلهم (قال في اللسان: وفي المثل: ثار حابلهم على نابلهم أي: أوقدوا بينهم النشر. راجع: اللسان: وفي المثل: ثار حابلهم على نابلهم، أي أوقدوا بينهم الشر. راجع اللسان. (نبل)، والحبلة: اسم لما يجعل في القلادة.
حتم
- الحتم: القضاء المقدر، والحاتم: الغراب الذي يحتم بالفراق فيما زعموا.


[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]

حتى
- حتى حرف يجر به تارة كإلى، لكن يدخل الحد المذكور بعده في حكم ما قبله، ويعطف به تارة، ويستأنف به تارة، نحو: أكلت السمكة حتى رأسها، ورأسها، ورأسها قال تعالى: ?ليسجننه حتى حين? [يوسف/35]، و ?حتى مطلع الفجر? [القدر/5].
ويدخل على الفعل المضارع فينصب ويرفع، وفي كل واحد وجهان:
فأحد وجهي النصب: إلى أن.
والثاني: كي.
وأحد وجهي الرفع أن يكون الفعل قبله ماضيا، نحو: مشيت حتى أدخل البصرة، أي: مشيت فدخلت البصرة.
والثاني: يكون ما بعده حالا، نحو: مرض حتى لا يرجونه، وقد قرئ: ?حتى يقول الرسول? [البقرة/214]، بالنصب والرفع (قرأ بالرفع نافع وحده، والباقون بالنصب)، وحمل في كل واحدة من القراءتين على الوجهين. وقيل: إن ما بعد (حتى) يقتضي أن يكون بخلاف ما قبله، نحو قوله تعالى: ?ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا? [النساء/43]، وقد يجيء ولا يكون كذلك نحو ما روي: (إن الله تعالى لا يمل حتى تملوا) (الحديث بهذا اللفظ أخرجه البزار عن أبي هريرة، وفي الصحيحين عن عائشة أن النبي دخل عليها وعندها امرأة، قال: (من هذه) ؟ قالت: هذه فلانة، تذكر من صلاتها، قال: (مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا) وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه. راجع: رياض الصالحين ص 104؛ وفتح الباري 3/31؛ ومسلم 785) لم يقصد أن يثبت ملالا لله تعالى بعد ملالهم (قال النووي: أي: لا يقطع ثوابه عنكم وجزاء أعمالكم ويعاملكم معاملة المال حتى تملوا فتتركوا).
حث
الحث: السرعة، قال الله تعالى: ?يطلبه حثيثا? [الأعراف/54].
حج
- أصل الحج القصد للزيارة، قال الشاعر:
- 103 - يحجون بيت الزبرقان المعصفرا *** (هذا عجز بيت، وصدره:
وأشهد من عون حلولا كثيرة
وهو للمخبل السعدي، والبيت في المجمل 1/221؛ وأساس البلاغة ص 74؛ والمشوف المعلم 1/231)
خص في تعارف الشرع بقصد بيت الله تعالى إقامة للنسك، فقيل: الحج والحج، فالحج مصدر، والحج اسم، ويوم الحج الأكبر يوم النحر، ويوم عرفة، وروي: (العمرة الحج الأصغر) (هذا مروي عن ابن عباس، وأخرجه عنه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم قال: العمرة الحجة الصغرى.
وأخرج الشافعي في الأم عن عبد الله بن أبي بكر أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله لعمرو بن حزم: (إن العمرة هي الحج الأصغر) راجع: الدر المنثور 1/504 - 505؛ وأخرجه ابن أبي شيبة 3/158).
والحجة: الدلالة المبينة للمحجة، أي: المقصد المستقيم الذي يقتضي صحة أحد النقيضين. قال تعالى: ?قل فلله الحجة البالغة? [الأنعام/149]، وقال: ?لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا? [البقرة/150]، فجعل ما يحتج بها الذين ظلموا مستثنى من الحجة وإن لم يكن حجة، وذلك كقول الشاعر:
- 104 - ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهن فلول من قراع الكتائب (البيت للنابغة الذبياني من قصيدة له يمدح عمرو بن الحارث الأصغر وهو في ديوانه ص 11؛ والبصائر 2/432)
ويجوز أنه سمى ما يحتجون به حجة، كقوله تعالى: ?والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم? [الشورى/16]، فسمى الداحضة حجة، وقوله تعالى: ?لا حجة بيننا وبينكم? [الشورى/15]، أي: لا احتجاج لظهور البيان، والمحاجة: أن يطلب كل واحد أن يرد الآخر عن حجته ومحجته، قال تعالى: ?وحاجة قومه قال: أتحاجوني في الله? [الأنعام/80]، ?فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك? [آل عمران/61] / وقال تعالى: ?لم تحاجون في إبراهيم? [آل عمران/65]، وقال تعالى: ?ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم? [آل عمران/66]، وقال تعالى: ?وإذ يتحاجون في النار? [غافر/47]، وسمي سبر الجراحة حجا، قال الشاعر:
- 105 - يحج مأمومة في قعرها لجف
(الشطر لعذار بن درة الطائي، وعجزه:
فاست الطبيب قذاها كالمغاريد
وهو في المجمل 1/221؛ والمعاني الكبير 2/977؛ واللسان: (حج) )
حجب
- الحجب والحجاب: المنع من الوصول، يقال: حجبه حجبا وحجابا، وحجاب الجوف: ما يحجب عن الفؤاد، وقوله تعالى: ?وبينهما حجاب? [الأعراف/46]، ليس يعني به ما يحجب البصر، وإنما يعني ما يمنع من وصول لذة أهل الجنة إلى أهل النار، وأذية أهل النار إلى أهل الجنة، كقوله عز وجل: ?فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة، وظاهرة من قبله العذاب? [الحديد/13]، وقال عز وجل: ?وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب? [الشورى/51]، أي: من حيث ما لا يراه مكلمه ومبلغه وقوله تعالى: ?حتى توارت بالحجاب? [ص/32]، يعني الشمس إذا استترت بالمغيب. والحاجب: المانع عن السلطان، والحاجبان في الرأس لكونهما كالحاجبين للعين في الذب عنهما. وحاجب الشمس سمي لتقدمه عليها تقدم الحاجب للسلطان، وقوله عز وجل: ?كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون? [المطففين/15]، إشارة إلى منع النور عنهم المشار إليه بقوله: ?فضرب بينهم بسور? [الحديد/13].
حجر
- الحجر: الجوهر الصلب المعروف، وجمعه: أحجار وحجارة، وقوله تعالى: ?وقودها الناس والحجارة? [البقرة/24]، قيل: هي حجارة الكبريت (وهذا مروي عن ابن مسعود وابن عباس. راجع: الدر المنثور 1/90)، وقيل: بل الحجارة بعينها، ونبه بذلك على عظم حال تلك النار، وأنها مما توقد بالناس والحجارة خلاف نار الدنيا إذ هي لا يمكن أن توقد بالحجارة وإن كانت بعد الإيقاد قد تؤثر فيها، وقيل: أراد بالحجارة الذين هم في صلابتهم عن قبول الحق كالحجارة، كمن وصفهم بقوله: ?فهي كالحجارة أو أشد قسوة? [البقرة/74].
الحجر والتحجير: أن يجعل حول المكان حجارة، يقال: حجرته حجرا، فهو محجور، وحجرته تحجيرا فهو محجر، وسمى ما أحيط به الحجارة حجرا، وبه سمي حجر الكعبة وديار ثمود، قال تعالى: ?كذب أصحاب الحجر المرسلين? [الحجر/80]، وتصور من الحجر معنى المنع لما يحصل فيه، فقيل للعقل حجر، لكون الإنسان في منع منه مما تدعو إليه نفسه، وقال تعالى: ?هل في ذلك لذي حجر? [الفجر/5].
قال المبرد: يقال للأنثى من الفرس حجر، لكونها مشتملة على ما في بطنها من الولد.
والحجر: الممنوع منه بتحريمه، قال تعالى: ?وقالوا: هذه أنعام وحرث حجر? [الأنعام/138]، ?ويقولون حجرا محجورا? [الفرقان/22]، كان الرجل إذا لقي من يخاف يقول ذلك (وهذا مروي عن الحسن وقتادة، كما أخرجه عنهما عبد الرزاق وابن جرير، راجع: الدر المنثور 6/245؛ والمجمل 1/265)، فذكر تعالى أن الكفار إذا رأوا الملائكة قالوا ذلك، ظنا أن ذلك ينفعهم، قال تعالى: ?وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا? [الفرقان/53]، أي: منعا لا سبيل إلى رفعه ودفعه، وفلان في حجر فلان، أي: في منع منه عن التصرف في ماله وكثير من أحواله، وجمعه: حجور، قال تعالى: ?وربائبكم اللاتي في حجوركم? [النساء/23]، وحجر القميص أيضا: اسم لما يجعل فيه الشيء فيمنع، وتصور من الحجر دورانه فقيل: حجرت عين الفرس: إذا وسمت حولها بميسم، وحجر القمر: صار حوله دائرة، والحجورة: لعبة للصبيان يخطون خطا مستديرا، ومحجر العين منه، وتحجر كذا: تصلب وصار كالأحجار، والأحجار: بطون من بني تميم، سموا بذلك لقوم منهم اسماؤهم جندل وحجر وصخر.
حجز
- الحجز: المنع بين الشيئين بفاصل بينهما، يقال: حجز بينهما. قال عز وجل: ?وجعل بين البحرين حاجزا? [النمل/61]، والحجاز سمي بذلك لكونه حاجزا بين الشام والبادية، قال تعالى: ?فما منكم من أحد عنه حاجزين? [الحاقة/47]، فقوله: ?حاجزين? صفة لأحد في موضع الجمع، والحجاز حبل يشد من حقو البعير إلى رسغه، وتصور منه معنى الجمعن فقيل: احتجز فلان عن كذا واحتجز بإزاره، ومنه: حجزة السراويل، وقيل: إن أردتم المحاجزة فقبل المناجزة (انظر: أساس البلاغة (حجز) ص 74؛ والبصائر 2/436)، أي: الممانعة قبل المحاربة، وقيل: حجازيك، أي: احجز بينهم.
حد
- الحد: الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر، يقال: حددت كذا: جعلت له حدا يميز، وحد الدار: ما تتميز به عن غيرها، وحد الشيء: الوصف المحيط بمعناه المميز له عن غيره، وحد الزنا والخمر سمي به لكونه مانعا لمتعاطيه من معاوده مثله، ومانعا لغيره أن يسلك مسلكه، قال الله تعالى: ?وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله? [الطلاق/1]، وقال تعالى: ?تلك حدود الله فلا تعتدوها? [البقرة/229]، وقال: ?الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله? [التوبة/97]، أي: أحكامه، وقيل: حقائق معانيه، وجميع حدود الله على أربعة أوجه:
- إما شيء لا يجوز أن يتعدى بالزيادة عليه ولا القصور عنه، كأعداد ركعات صلاة الفرض.
- وإما شيء تجوز الزيادة عليه ولا يجوز النقصان عنه (وذلك كالزكاة).
- وإما شيء يجوز النقصان عنه ولا تجوز الزيادة عليه (مثل مرات الوضوء، والتزوج بأربع فما دونها).
- وإما شيء يجوز كلاهما (كصلاة النفل المقيدة، مثل الضحى، فإنها ثمان، فتجوز الزيادة عليها والنقصان منها. وهذه الزيادة ليست في المخطوطة.
ذكر الراغب أن الحدود أربعة أوجه، وحين عدها ذكر ثلاثة فقط، وفي هامش إحدى مخطوطات الراغب: (وإما شيء يجوز كلاهما)، قال السمين: والراغب قال هي أربعة، ولم يذكر إلا ثلاثة، ولم يمثل إلا للأول. قال: والرابع: قسم بعكسه كالزكاة. أه. أي: بعكس).
وقوله تعالى: ?إن الذين يحادون الله ورسوله? [المجادلة/5]، أي: يمانعون، فذلك إما اعتبارا بالممانعة وإما باستعمال الحديد. والحديد معروف، قال عز وجل: ?وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد? [الحديد/25]، وحددت السكين: رققت حده، وأحددته: جعلت له حدا، ثم يقال لكل ما دق في نفسه من حيث الخلقة أو من حيث المعنى كالبصر والبصيرة حديد، فيقال: هو حديد النظر، وحديد الفهم، قال عز وجل: ?فبصرك اليوم حديد? [ق/22]، ويقال: لسان حديد، نحو: لسان صارم، وماض، وذلك إذا كان يؤثر تأثير الحديد، قال تعالى: : ?سلقوكم بألسنة حداد? [الأحزاب/19]، ولتصور المنع سمي البواب حدادا، وقيل: رجل محدود: ممنوع الرزق والحظ.
حدب
- يجوز أن يكون الأصل في الحدب حدب الظهر، يقال: حدب (راجع: الأفعال 1/407) الرجل حدبا، فهو أحدب، واحدودب. وناقة حدباء تشبيها به، ثم شبه به ما ارتفع من ظهر الأرض، فسمي حدبا، قال تعالى: ?وهم من كل حدب ينسلون? [الأنبياء/96].


[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]



حدث
- الحدوث: كون الشيء بعد أن لم يكن، عرضا كان ذلك أو جوهرا، وإحداثه: إيجاده.
وإحداث الجواهر ليس إلا لله تعالى، والمحدث: ما أوجد بعد أن لم يكن، وذلك إما في ذاته، أو إحداثه عند من حصل عنده، نحو: أحدثت ملكا، قال تعالى: ?ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث? [الأنبياء/2]، ويقال لكل ما قرب عهده محدث، فعلا كان أو مقالا. قال تعالى: ?حتى أحدث لك منه ذكرا? [الكهف/70]، وقال: ?لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا? [الطلاق/1]، وكل كلام يبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي في يقظته أو منامه يقال له: حديث، قال عز وجل: ?وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا? [التحريم/3]، وقال تعالى: ?هل أتاك حديث الغاشية? [الغاشية/1]، وقال عز وجل: ?وعلمتني من تأويل الأحاديث? [يوسف/101]، أي: ما يحدث به الإنسان في نومه، وسمى تعالى كتابه حديثا فقال: ?فليأتوا بحديث مثله? [الطور/34]، وقال تعالى: ?أفمن هذا الحديث تعجبون? [النجم/59]، وقال: ?فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا? [النساء/78]، وقال تعالى: ?حتى يخوضوا في حديث غيره? [الأنعام/68]، ?فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون? [الجاثية/6]، وقال تعالى: ?ومن أصدق من الله حديثا? [النساء/87]، وقال عليه السلام: (إن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر) (الحديث صحيح متفق عليه.
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر).
انظر: البخاري 7/40؛ ومسلم 2398؛ وانظر: رياض الصالحين ص 564؛ وأخرجه أحمد 2/139).
وإنما يعني من يلقى في روعه من جهة الملأ الأعلى شيء (انظر الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية ص 59)، وقوله عز وجل: ?فجعلناهم أحاديث? [سبأ/19]، أي: أخبار يتمثل بهم، والحديث: الطري من الثمار، ورجل حدث: حسن الحديث، وهو حدث النساء، أي: محادثهن، وحادثته وحدثته وتحادثوا، وصار أحدوثة، ورجل حدث وحديث السن بمعنى، والحادثة: النازلة العارضة، وجمعها حوادث.
حدق
- ?حدائق ذات بهجة? [النمل/60]، جمع حديقة، وهي قطعة من الأرض ذات ماء، سميت تشبيها بحدقة العين في الهيئة وحصول الماء فيها، وجمع الحدقة حداق وأحداق، وحدق تحديقا: شدد النظر، وحدقوا به وأحدقوا: أحاطوا به، تشبيها بإدارة الحدقة.
حذر
- الحذر: احتراز من مخيف، يقال: حذر حذرا، وحذرته، قال عز وجل: ?يحذر الآخرة? [الزمر/9]، وقرئ: ?وإنا لجميع حذرون?، و ?حاذرون? (سورة الشعراء: آية 56. وقرأ ?حاذرون? ابن ذكوان وهشام من طريق الدجواني، وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون ?حذرون?. راجع: الإتحاف ص 232)، وقال تعالى: ?ويحذركم الله نفسه? [آل عمران/28]، وقال عز وجل: ?خذوا حذركم? [النساء/71]، أي: ما فيه الحذر من السلاح وغيره، وقوله تعالى: ?هم العدو فاحذرهم? [المنافقون/4]، وقال تعالى: ?إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم? [التغابن/14]، وحذار، أي: احذر، نحو: مناع، أي: امنع.
حر
- الحرارة ضد البرودة، وذلك ضربان:
- حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحمية، كحرارة الشمس والنار.
- وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة، كحرارة المحموم. يقال: حر يومنا والريح يحر حرا وحرارة (قال السرقسطي: حر النهار يحر ويحر حرارة وحرا، وأحر: اشتد حره. راجع: الأفعال 1/328)، وحر يومنا فهو محرور، وكذا: حر الرجل، قال تعالى: ?لا تنفروا في الحر قل: نار جهنم أشد حرا? [التوبة/81]، والحرور: الريح الحارة، قال تعالى: ?ولا الظل ولا الحرور? [فاطر/21]، واستحر القيظ: اشتد حره، والحرر: يبس عارض في الكبد من العطش. والحرة: الواحدة من الحر، يقال: حرة تحت قرة (اللسان قر. وانظر ص 663. )، والحرة أيضا: حجارة تسود من حرارة تعرض فيها، وعن ذلك استعير: استحر القتل: اشتد، وحر العمل: شدته، وقيل: إنما يتولى حارها من تولى قارها (هذا مثل، أي يتولى العقوبة والضرب من يتولى العمل والنفع.
- وجاء في الحديث: أتي بالوليد بن عقبة عند عثمان بن عفان، فشهد عليه حمران ورجل آخر، فشهد أحدهما أنه رآه يشربها - يعني الخمر - وشهد الآخر أن رآه يتقاياها، قال عثمان: إنه لم يتقاياها حتى شربها، وقال لعلي كرم الله وجهه: أقم عليه الحد، فقال علي للحسين: أقم عليه الحد، فقال الحسن: ول حارها من تولى قارها، فقال علي لعبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد، فأخذ السوط فجلده. راجع: معالم السنن 3/338)، والحر: خلاف العبد، يقال: حر بين الحرورية والحرورة.
والحرية ضربان:
- الأول: من لم يجر عليه حكم الشيء، نحو: ?الحر بالحر? [البقرة/178].
- والثاني: من لم تتملكه الصفات الذميمة من الحرص والشره على المقتنيات الدنيوية، وإلى العبودية التي تضاد ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار) (الحديث صحيح أخرجه البخاري في الجهاد، باب الحراسة في الغزو 6/60، وفي الرقاق باب ما يتقى من فتنة المال 11/253؛ وأخرجه ابن ماجه في الزهد 2/1386؛ وانظر: شرح السنة 14/262؛ والفتح الكبير 2/31)، وقول الشاعر:
- 106 - ورق ذوي الأطماع رق مخلد *** (الشطر في الذريعة ص 206؛ وعمدة الحفاظ: حر)
وقيل: عبد الشهوة أذل من عبد الرق، والتحرير: جعل الإنسان حرا، فمن الأول: ?فتحرير رقبة مؤمنة? [النساء/92]، ومن الثاني: ?نذرت لك ما في بطني محررا? [آل عمران/35]، قيل: هو أنه جعل ولده بحيث لا ينتفع به الانتفاع الدنيوي المذكور في قوله عز وجل: ?بنين وحفدة? [النحل/72]، بل جعله مخلصا للعبادة، ولهذا قال الشعبي: معناه مخلصا، وقال مجاهد: خادما للبيعة (أخرجه عن مجاهد ابن جرير وابن أبي حاتم وعبد بن حميد. راجع: الدر المنثور 2/182)، وقال جعفر: معتقا من أمر الدنيا، وكل ذلك إشارة إلى معنى واحد، وحررت القوم: أطلقتهم وأعتقتهم عن أسر الحبس، وحر الوجه: ما لم تسترقه الحاجة، وحر الدار: وسطها، وأحرار البقل (قال ابن فارس: وحر البقل: ما يؤكل غير مطبوخ. انظر: المجمل 1/211) معروف، وقول الشاعر:
- 107 - جادت عليه كل بكر حرة
(الشطر لعنترة من معلقته، وتمامه: فتركن كل قرارة كالدرهم
ويروي: كل عين ثرة
وهو في ديوانه ص 18؛ وشرح المعلقات 2/16؛ واللسان (حر) ؛ والمجمل 1/155)
وباتت المرأة بليلة حرة (يقال هذا إذا لم يصل إليها بعلها في أول ليلة، فإن تمكن منها فهي بليلة شيباء. انظر: المجمل 1/211)، وكل ذلك استعارة، والحرير من الثياب: ما رق، قال الله تعالى: ?ولباسهم فيها حرير? [فاطر/33].
حرب
- الحرب معروف، والحرب: السلب في الحرب ثم قد سمي كل سلب حربا، قال: والحرب فيه الحرائب، وقال:
والحرب مشتقة المعنى من الحرب *** (الشطر في عمدة الحفاظ: حرب، دون نسبة. عجز بيت لأبي تمام في ديوانه ص 20، وصدره:
[لما رأى الحرب رأي العين توفلس]
وهو في الموازنة للآمدي ص 63، وتوفلس قائد الروم)
وقد حرب فهو حريب، أي: سليب، والتحريب: إثارة الحرب، ورجل محرب، كأنه آلة في الحرب، والحربة: آلة للحرب معروفة، وأصله الفعلة من الحرب أو من الحراب، ومحراب المسجد قيل: سمي بذلك لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى، وقيل: سمي بذلك لكون حق الإنسان فيه أن يكون حربيا من أشغال الدنيا ومن توزع الخواطر، وقيل: الأصل فيه أن محراب البيت صدر المجلس، ثم اتخذت المساجد فسمي صدره بهن وقيل: بل المحراب أصله في المسجد، وهو اسم خص به صدر المجلس، فسمي صدر البيت محرابا تشبيها بمحراب المسجد، وكأن هذا أصح، قال عز وجل: ?يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل? [سبأ/13].
والحرباء: دويبة تتلقى الشمس كأنها تحاربها، والحرباء: مسمار، تشبيها بالحرباء التي هي دويبة في الهيئة، كقولهم في مثلها: ضبة وكلب، تشبيها بالضب والكلب.
حرث
- الحرث: إلقاء البذر في الأرض وتهيؤها للزرع، ويسمى المحروث حرثا، قال الله تعالى: ?أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين? [القلم/22]، وتصور منه معنى العمارة التي تحصل عنه في قوله تعالى: ?من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب? [الشورى/20]، وقد ذكرت في (مكارم الشريعة) كون الدنيا محرثا للناس، وكونهم حراثا فيها وكيفية حرثهم (انظر باب تفاوت أحوال المتناولين لأعراض الدنيا وما بعده في كتابه (الذريعة إلى مكارم الشريعة) ص 210 - 211).
وروي: (أصدق الأسماء الحارث) (الحديث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الأسماء إلى الله ما تعبد له، وأصدق الأسماء همام وحارث) أخرجه الشيرازي في الألقاب والطبراني. قال في فتح الباري: في إسناده ضعف. راجع الفتح الكبير 1/46 وكشف الخفاء 1/51. وعن أبي وهب الجشمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام) أخرجه أبو داود، وانظر: معالم السنن 4/126؛ بالترغيب والترهيب 3/85. )
وذلك لتصور معنى الكسب منه، وروي: (احرث في دنياك لآخرتك) (ورد بمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس عنه قال: (أصلحوا دنياكم واعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون غدا) أخرجه في الفردوس، وأخرجه ابن قتيبة من كلام عمرو بن العاص ولم يرفعه. انظر عيون الأخبار 3/244.
راجع: الفتح الكبير للسيوطي 1/190؛ وكشف الخفاء 1/412)، وتصور معنى التهيج من حرث الأرض، فقيل: حرثت النار، ولما تهيج به النار محرث، ويقال: احرث القرآن، أي: أكثر تلاوته، وحرث ناقته: إذا استعملها وقال معاوية (انظر غريب الحديث لأبي عبيد 4/295) للأنصار: ما فعلت نواضحكم؟ قالوا: حرثناها يوم بدر. وقال عز وجل: ?نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم? [البقرة/223]، وذلك على سبيل التشبيه، فبالنساء زرع ما فيه بقاء نوع الإنسان، كما أن بالأرض زرع ما به بقاء أشخاصهم وقوله عز وجل: ?ويهلك الحرث والنسل? [البقرة/205]، يتناول الحرثين.
حرج
- أصل الحرج والحراج مجتمع الشيئين، وتصور منه ضيق ما بينهما، فقيل للضيق: حرج، وللإثم حرج، قال تعالى: ?ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا? [النساء/65]، وقال عز وجل: ?وما جعل عليكم في الدين من حرج? [الحج/78]، وقد حرج صدره، قال تعالى: ?يجعل صدره ضيقا حرجا? [الأنعام/125]، وقرئ ?حرجا? (وهي قراءة نافع وأبي بكر وأبي جعفر. راجع الإتحاف ص 216)، أي: ضيقا بكفره، لأن الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس لكونه اعتقادا عن ظن، وقيل: ضيق بالإسلام كما قال تعالى: ?ختم الله على قلوبهم? [البقرة/7]، وقوله تعالى: ?فلا يكن في صدرك حرج منه? [الأعراف/2]، قيل: هو نهي، وقيل: هو دعاء، وقيل: هو حكم منه، نحو: ?ألم نشرح لك صدرك? [الشرح/1]، والمتحرج والمتحوب: المتجنب من الحرج والحوب.
حرد
- الحرد: المنع من حدة وغضب، قال عز وجل: ?وغدوا على حرد قادرين? [القلم/25]، أي: على امتناع من أن يتناولوه قادرين على ذلك، ونزل فلان حريدا، أي ممتنعا من مخالطة القوم، وهو حريد المحل. وحاردت السنة: منعت قطرها، والناقة: منعت درها، وحرد: غضب، وحرده كذا، وبعير أحرد: في إحدى يديه حرد (في اللسان: وبعير أحرد: يخبط بيديه إذا مشى خلفه، وقيل: الحرد: أن ييبس عصب إحدى اليدين من العقال وهو فصيل)، والحردية: حظيرة من قصب.
حرس
- قال الله تعالى: ?فوجدناها ملئت حرسا شديدا? [الجن/8]، والحرس والحراس جمع حارس، وهو حافظ المكان، والحرز والحرس يتقاربان معنى تقاربهما لفظا، لكن الحرز يستعمل في الناض والأمتعة أكثر، والحرس يستعمل في الأمكنة أكثر، وقول الشاعر:
- 108 - فبقيت حرسا قبل مجرى داحس *** لو كان للنفس اللجوج خلود (البيت للبيد، وهو في ديوانه ص 46؛ واللسان (عمر) )
قيل: معناه: دهرا (قال ابن فارس: الحرس: الدهر، يقال منه: أحرس بالمكان: إذا أقام به حرسا. راجع: المجمل 1/225)، فإن كان الحرس دلالته على الدهر من هذا البيت فقط فلا يدل؛ فإن هذا يحتمل أن يكون مصدرا موضوعا موضع الحال، أي: بقيت حارسا، ويدل على معنى الدهر والمدة لا من لفظ الحرس، بل من مقتضى الكلام.
وأحرس معناه: صار ذا حرس، كسائر هذا البناء المقتضي لهذا المعنى (وذلك أن صيغة (أفعل) من معانيها الصيرورة كما تقدم. ص 82 حاشية 1)، وحريسة الجبل: ما يحرس في الجبل بالليل. قال أبو عبيد: الحريسة هي المحروسة (انظر: غريب الحديث 3/99)، وقال: الحريسة: المسروقة، يقال: حرس يحرس حرسا، وقدر أن ذلك لفظ قد تصور من لفظ الحريسة؛ لأنه جاء عن العرب في معنى السرقة.
حرص
- الحرص: فرط الشره، وفرط الإرادة. قال عز وجل: ?إن تحرص على هداهم? [النحل/37]، أي: تفرط إرادتك في هدايتهم، وقال تعالى: ?ولتجدنهم أحرص على حياة? [البقرة/96]، وقال تعالى: ?ولتجدنهم أحرص الناس على حياةؤ? [البقرة/96]، وقال تعالى: ?وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين? [يوسف/103]، وأصل ذلك من: حرص القصار الثوب، أي: قشره بدقة، والحارصة: شجة تقشر الجلد، والحارصة والحريصة: سحابة تقشر الأرض بمطرها (انظر: المجمل 1/226).
حرض
- الحرض: ما لا يعتد به ولا خير فيه، ولذلك يقال لما أشرف على الهلاك: حرض، قال عز وجل: ?حتى تكون حرضا? [يوسف/85]، وقد أحرضه كذا، قال الشاعر:
- 109 - إني امرؤ نابني هم فأحرضني *** (الشطر للعرجي، وعجزه:
حتى بليت وحتى شفني السقم
وهو في اللسان (حرض) ؛ والأفعال 1/405)
والحرضة: من لا يأكل إلا لحم الميسر لنذالته، والتحريض: الحث على الشيء بكثرة التزيين وتسهيل الخطب فيه، كأنه في الأصل إزالة الحرض، نحو: مرضته وقذيته، أي: أزلت عنه المرض والقذى وأحرضته، أفسدته، نحو: أقذيته: إذا جعلت فيه القذى.
حرف
- حرف الشيء: طرفه، وجمعه: أحرف وحروف، يقال: حرف السيف، وحرف السفينة، وحرف الجبل، وحروف الهجاء: أطراف الكلمة، والحروف العوامل في النحو: أطراف الكلمات الرابطة بعضها ببعض، حرف (هي الناقة الضامرة)، تشبيها بحرف الجبل، أو تشبيها في الدقة بحرف من حروف الكلمة، قال عز وجل: ?ومن الناس من يعبد الله على حرف? [الحج/11]، قد فسر ذلك بقوله بعده: ?فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه? [الحج/11]، وفي معناه: ?مذبذبين بين ذلك? [النساء/143].
وانحرف عن كذا، وتحرف، واحترف، والاحتراف: طلب حرفة للمكسب، والحرفة: حالته التي يلزمها في ذلك، نحو: القعدة والجلسة، والمحارف: المحروم الذي خلا به الخير، وتحريف الشيء: إمالته، كتحريف القلم، وتحريف الكلام: أن تجعله علىحرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين، قال عز وجل: ?يحرفون الكلم عن مواضعه? [النساء/46]، ?يحرفون الكلم من بعد مواضعه? [المائدة/41]، ?وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه? [البقرة/75]، والحرف: ما فيه حرارة ولذع، كأنه محرف عن الحلاوة والحرارة، وطعام حريف، وروي عنه صلى الله عليه وسلم: (نزل القرآن على سبعة أحرف) (الحديث صحيح متفق عليه، ورواية البخاري: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه).
راجع: فتح الباري 9/23 كتاب فضائل القرآن؛ ومسلم 2/202؛ والتمهيد لابن عبد البر 8/272.
وقد ذكر أبو شامة في (المرشد الوجيز) هذا الحديث ورواياته كلها فمن أراد التوسع فليرجع إليه، ثم قال: (قال: أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة). المرشد الوجيز ص 87).
وذلك مذكور على التحقيق في (الرسالة المنبهة على فوائد القرآن) (وانظر: فتح الباري 9/25 - 30). *** حرق
- يقال: أحرق كذا فاحترق، والحريق: النار، وقال تعالى: ?وذوقوا عذاب الحريق? [الحج/22]، وقال تعالى: ?فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت? [البقرة/266]، ?وقالوا: حرقوه وانصروا آلهتكم? [الأنبياء/68]، ?لنحرقنه? [طه/97]، و (لنحرقنه) (وبها قرأ ابن وردان عن أبي جعفر. راجع الإتحاف ص 307)، قرئا معا، فحرق الشيء: إيقاع حرارة في الشيء من غير لهيب، كحرق الثوب بالدق (في المجمل 1/227 والحرق في الثوب من الدق)، وحرق الشيء: إذا برده بالمبرد، وعنه استعير: حرق الناب، وقولهم: يحرق علي الأرم (أي: يحك أسنانه بعضها ببعض غيظا)، وحرق الشعر: إذا انتشر، وماء حراق: يحرق بملوحته: إيقاع نار ذات لهيب في الشيء، ومنه استعير: أحرقني بلومه: إذا بالغ في أذيته بلوم.
حرك
- قال تعالى: ?لاتحرك به لسانك? [القيامة/16]، الحركة: ضد السكون ولا تكون إلا للجسم، وهو انتقال الجسم من مكان إلى مكان، وربما قيل: تحرك كذا: إذا استحال، وإذا زاد في أجزائه وإذا نقص من أجزائه.
حرم
- الحرام: الممنوع منه إما بتسخير إلهي وإما بشري؛ وإما بمنع قهري؛ وإما بمنع من جهة العقل أو من جهة الشرع، أو من جهة من يرتسم أمره، فقوله تعالى: ?وحرمنا عليه المراضع? [القصص/12]، فذلك تحريم بتسخير، وقد حمل على ذلك: ?وحرام على قرية أهلكناها? [الأنبياء/95]، وقوله تعالى: ?فإنها محرمة عليهم أربعين سنة? [المائدة/26]، وقيل: بل كان حراما عليهم من جهة القهر لا بالتسخير الإلهي، وقوله تعالى: ?إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة? [المائدة/72]، فهذا من جهة القهر بالمنع، وكذلك قوله تعالى: ?إن الله حرمهما على الكافرين? [الأعراف/50]، والمحرم بالشرع: كتحريم بيع الطعام بالطعام متفاضلا، وقوله عز وجل: ?وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم? [البقرة/85]، فهذا كان محرما عليهم بحكم شرعهم، ونحو قوله تعالى: ?قل: لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه... ? الآية [الأنعام/145]، ?وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر? [الأنعام/146]، وسوط محرم: لم يدبغ جلده، كأنه لم يحل بالدباغ الذي اقتضاه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيما إهاب دبغ فقد طهر) (الحديث أخرجه الدارقطني في سننه عن ابن عمر 1/48 وقال: إسناده حسن. وأخرجه أحمد 1/219 والنسائي 7/173 وابن ماجه برقم 3609).
وقيل: بل المحرم الذي لم يلين، والحرم: سمي بذلك لتحريم الله تعالى فيه كثيرا مما ليس بمحرم في غيره من المواضع (راجع أحكام الحرم في الأشباه والنظائر لابن نجيم ص 438؛ وتحفة الراكع الساجد ص 76).
وكذلك الشهر الحرام، وقيل: رجل حرام وحلال، ومحل ومحرم، قال الله تعالى: ?يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك? [التحريم/1]، أي: لم تحكم بتحريم ذلك؟ وكل تحريم ليس من قبل الله تعالى فليس بشيء، نحو: ?وأنعام حرمت ظهورها? [الأنعام/138]، وقوله تعالى: ?بل نحن محرومون? [الواقعة/67]، أي: ممنوعون من جهة الجد، وقوله: ?للسائل والمحروم? [الذاريات/19]، أي: الذي لم يوسع عليه الرزق كما وسع على غيره. ومن قال: أراد به الكلب (روي أن عمر بن عبد العزيز كان في طريق مكة، فجاء كلب فانتزع عمر رحمه الله كتف شاة فرمى بها إليه، وقال: يقولون إنه المحروم. راجع: تفسير القرطبي 17/39؛ وانظر غرائب التفسير 2/1140)، فلم يعن أن ذلك اسم الكلب كما ظنه بعض من رد عليه، وإنما ذلك منه ضرب مثال بشيء، لأن الكلب كثيرا ما يحرمه الناس، أي: يمنعونه. والمحرمة والمحرمة والحرمة، واستحرمت الماعز كناية عن إرادتها الفحل.
حرى
- حرى الشيء يحري، أي: قصد حراه، أي: جانبه، وتحراه كذلك، قال تعالى: ?فأولئك تحروا رشدا? [الجن/14]، وحرى الشيء يحري: نقص (انظر: الأفعال 1/421)، كأنه لزم الحرى ولم يمتد، قال الشاعر:
- 110 - والمرء بعد تمامه يحري
(هذا عجز بيت، وشطره:
حتى كأني خاتل قنصا
[استدراك] وهو لسلمى بن عوية الضبي في مجالس ثعلب 1/246؛ وهو في الفائق 1/275 بدون نسبة، وغريب الخطابي 2/50 دون نسبة من المحقق)
ورماه الله بأفعى حارية (يقال للأفعى إذا كبرت ونقص جسمها حارية، وهي أخبث ما تكون).
حزب
- الحزب: جماعة فيها غلظ، قال عز وجل: ?أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا? [الكهف/12]، ?أولئك حزب الشيطان? [المجادلة/19]، وقوله تعالى: ?ولما رأى المؤمنون الأحزاب? [الأحزاب/22]، عبارة عن المجتمعين لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم، ?فإن حزب الله هم الغالبون? [المائدة/56]، يعني: أنصار الله، وقال تعالى: ?يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب? [الأحزاب/20]، وبعيده: ?ولما رأى المؤمنون الأحزاب? [الأحزاب/22]. *** حزن
- الحزن والحزن: خشونة في الأرض وخشونة في النفس لما يحصل فيه من الغم، ويضاده الفرح، ولاعتبار الخشونة بالغم قيل: خشنت بصدره: إذا حزنته، يقال حزن يحزن، وحزنته وأحزنته قال عز وجل: ?لكيلا تحزنوا على ما فاتكم? [آل عمران/153]، ?الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن? [فاطر/34]، ?تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا? [التوبة/92]، ?إنما أشكو بثي وحزني إلى الله? [يوسف/86]، وقوله تعالى: ?ولا تحزنوا? [آل عمران/139]، و ?لا تحزن? [الحجر/88]، فليس ذلك بنهي عن تحصيل الحزن، فالحزن ليس يحصل بالاختيار، ولكن النهي في الحقيقة إنما هو عن تعاطي ما يورث الحزن واكتسابه، وإلى معنى ذلك أشار الشاعر بقوله:
- 111 - من سره أن لا يرى ما يسوءه *** فلا يتخذ شيئا يبالي له فقدا (البيت لابن الرومي في ديوانه 2/806 بيت مفرد؛ وهو في محاضرات الأدباء للمؤلف 2/325؛ وبصائر ذوي التمييز 2/458؛ والذريعة ص 172.
ونسبه الثعالبي لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر في خاص الخاص ص 133 وذكر قبله بيتا، وهو الأرجح).
وأيضا فحث للإنسان أن يتصور ما عليه جلبت الدنيا، حتى إذا ما بغته نائبة لم يكترث بها لمعرفته إياها، ويجب عليه أن يروض نفسه على تحمل صغار النوب حتى يتوصل بها إلى تحمل كبارها.
حس
- الحاسة: القوة التي بها تدرك الأعراض الحسية، والحواس: المشاعر الخمس، يقال: حسست وحسيت وأحسست، فحسست يقال على وجهين:
أحدهما: يقال: أصبته بحسي، نحو عنته ورعته، والثاني: أصبت حاسته، نحو: كبدته وفأدته، ولما كان ذلك قد يتولد منه القتل عبر به عن القتل، فقيل حسسته (انظر: البصائر 2/459)، أي: قتلته. قال تعالى: ?إذ تحسونهم بإذنه? [آل عمران/152]، والحسيس: القتيل، ومنه: جراد محسوس: إذا طبخ (في اللسان: وجراد محسوس: إذا مسته النار أو قتلته)، وقولهم: البرد محسة للنبت (أي: يحسه ويحرقه. انظر: اللسان (حس) ؛ والمجمل 1/212)، وانحست أسنانه: انفعال منه، فأما حسست فنحو علمت وفهمت، لكن لا يقال ذلك إلا فيما كان من جهة الحاسة، فأما حسيت فبقلب إحدى السينين ياء.
وأما أحسسته فحقيقته: أدركته بحاستي، وأحست مثله، لكن حذفت إحدى السينين تخفيفا نحو: ظلت، وقوله تعالى: ?فلما أحس عيسى منهم الكفر? [آل عمران/52]، فتنبيه أنه قد ظهر منهم الكفر ظهورا بان للحس فضلا عن الفهم، وكذا قوله تعالى: ?فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون? [الأنبياء/12]، وقوله تعالى: ?هل تحس منهم من أحد? [مريم/98]، أي: هل تجد بحاستك أحد منهم؟ وعبر عن الحركة بالحسيس والحس، قال تعالى: ?لا يسمعون حسيسها? [الأنبياء/102]، والحساس: عبارة عن سوء الخلق (انظر: المجمل 1/212)، وجعل على بناء زكام وسعال.


[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]


حسب
- الحساب: استعمال العدد، يقال: حسبت (في الأفعال 1/364: حسب بفتح السين وكسرها وضمها) أحسب حسابا وحسبانا، قال تعالى: ?لتعلموا عدد السنين والحساب? [يونس/5]، وقال تعالى: ?وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا? [الأنعام/96]، وقيل: لا يعلم حسبانه إلا الله، وقال عز وجل: ?ويرسل عليها حسبانا من السماء? [الكهف/40]، قيل: معناه: نارا، وعذابا (وهذا مروي عن ابن عباس. انظر: الدر المنثور 5/394)، وإنما هو في الحقيقة ما يحاسب عليه فيجازى بحسبه، وفي الحديث أنه قال صلى الله عليه وسلم في الريح: (اللهم لا تجعلها عذابا ولا حسبانا) (الحديث في النهاية من حديث يحيى بن يعمر كان إذا هبت الريح يقول: (لا تجعلها حسبانا أي: عذابا). وأخرجه الطبراني في الكبير مرفوعا: (اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا). انظر: نزل الأبرار ص 298؛ والنهاية 1/383)، قال تعالى: ?فحاسبناها حسابا شديدا? [الطلاق/8]، إشارة إلى نحو ما روي: (من نوقش الحساب عذب) (الحديث صحيح، أخرجه أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك)، فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: ?فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا? ؟ فقال رسول الله: (إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب إلا عذب). انظر: المسند 6/91؛ وفتح الباري، كتاب الرقاق 11/40، ومسلم برقم 2876)، وقال تعالى: ?اقترب للناس حسابهم? [الأنبياء/1]، نحو: ?اقترب الساعة? [القمر/1]، ?وكفى بنا حاسبين? [الأنبياء/47]، وقوله عز وجل: ?ولم أدر ما حسابيه? [الحاقة/26]، ?إني ظننت أني ملاق حسابيه? [الحاقة/20]، فالهاء فيها للوقف، نحو: ?مالية? (الآية: ?ما أغنى عني ماليه? سورة الحاقة: آية 28) و ?سلطانيه? ( ?هلك عني سلطانيه? سورة الحاقة: آية 29)، وقال تعالى: ?إن الله سريع الحساب? [آل عمران/199]، وقوله عز وجل: ?جزاء من ربك عطاء حسابا? [عم/36]، فقد قيل: كافيا، وقيل: ذلك إشارة إلى ما قال: ?وأن ليس للإنسان إلا ما سعى? [النجم/39]، وقوله: ?يرزق من يشاء بغير حساب? [البقرة/212]. ففيه أوجه:
الأول: يعطيه أكثر مما يستحقه.
والثاني: يعطيه ولا يأخذه منه.
والثالث: يعطيه عطاء لا يمكن للبشر إحصاؤه، كقول الشاعر:
- 112 - عطاياه يحصى قبل إحصائها القطر *** (الشطر نسبه المؤلف في (المحاضرات) لدعبل الخزاعي، وفيه (معاليه يحصى قبل إحصائها القطر). انظر: محاضرات الأدباء 1/298)
والرابع: يعطيه بلا مضايقة، من قولهم: حاسبته: إذا ضايقته.
والخامس: يعطيه أكثر مما يحسبه.
والسادس: أن يعطيه بحسب ما يعرفه من مصلحته لا على حسب حسابهم، وذلك نحو ما نبه عليه بقوله تعالى: ?ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن... ? الآية [الزخرف/33].
والسابع: يعطي المؤمن ولا يحاسبه عليه، ووجه ذلك أن المؤمن لا يأخذ من الدنيا إلا قدر ما يجب وكما يجب، وفي وقت ما يجب، ولا ينفق إلا كذلك، ويحاسب نفسه فلا يحاسبه الله حسابا يضر، كما روي: (من حاسب نفسه في الدنيا لم يحاسبه الله يوم القيامة) (عن عمر بن الخطاب قال: إنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا. أخرجه الترمذي. انظر عارضة الأحوذي 9/282، وأحمد في الزهد ص 149).
والثامن: يقابل الله المؤمنين في القيامة لا بقدر استحقاقهم، بل بأكثر منه كما قال عز وجل: ?من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة? [البقرة/245].
وعلى هذه الأوجه قوله تعالى: ?فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب? [غافر/40]، وقوله تعالى: ?هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب? [ص/39]، وقد قيل: تصرف فيه تصرف من لا يحاسب، أي: تناول كما يجب وفي وقت ما يجب وعلى ما يجب، وأنفقه كذلك، والحسيب والمحاسب: من يحاسبك، ثم يعبر به عن المكافئ بالحساب.
و (حسب) يستعمل في معنى الكفاية، ?حسبنا الله? [آل عمران/173]، أي: كافينا هو، و ?حسبهم جهنم? [المجادلة/8]، ?وكفى بالله حسيبا? [النساء/6]، أي: رقيبا يحاسبهم عليه، وقوله: ?ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء? [الأنعام/52]، فنحو قوله: ?عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم? [المائدة/105]، ونحوه: ?وما علمي بما كانوا يعملون *** إن حسابهم إلا على ربي? [الشعراء/112 - 113]، وقيل معناه: ما من كفايتهم عليك، بل الله يكفيهم وإياك، من قوله: ?عطاء حسابا? [النبأ/36]، أي: كافيا، من قولهم: حسبي كذا، وقيل: أراد منه عملهم، فسماه بالحساب الذي هو منتهى الأعمال. وقيل: احتسب ابنا له، أي: اعتد به عند الله، والحسبة: فعل ما يحتسب به عند الله تعالى. ?ألم *** أحسب الناس? [العنكبوت/1 - 2]، ?أم حسب الذين يعملون السيئات? [العنكبوت/4]، ?ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون? [إبراهيم/42]، ?فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله? [إبراهيم/47]، ?أم حسبتم أن تدخلوا الجنة? [البقرة/214]، فكل ذلك مصدره الحسبان، والحسبان: أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله، فيحسبه ويعقد عليه الإصبع، ويكون بعرض أن يعتريه فيه شك، ويقارب ذلك الظن، لكن الظن أن يخطر النقيضين بباله فيغلب أحدهما على الآخر.
حسد
- الحسد: تمني زوال نعمة من مستحق لها، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها، وروي: (المؤمن يغبط والمنافق يحسد) (الحديث ذكره الغزالي في الإحياء 3/186، وقال العراقي: لم أجد له أصلا مرفوعا، وإنما هو من قول الفضيل، كذلك رواه ابن أبي الدنيا في (ذم الحسد) ).
وقال تعالى: ?حسدا من عند أنفسهم? [البقرة/109]، ?ومن شر حاسد إذا حسد? [الفلق/5].
حسر
- الحسر: كشف الملبس عما عليه، يقال: حسرت عن الذراع، والحاسر: من لا درع عليه ولا مغفر، والمحسرة: المكنسة، وفلان كريم المحسر، كناية عن المختبر، وناقة حسير: انحسر عنها اللحم والقوة، ونوق حسرى، والحاسر: المعيا لانكشاف قواه، ويقال للمعيا حاسر ومحسور، أما الحاسر فتصورا أنه قد حسر بنفسه قواه، وأما المحسور فتصورا أن التعب قد حسره، وقوله عز وجل: ?ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير? [الملك/4]، يصح أن يكون يمعنى حاسر، وأن يكون بمعنى محسور، قال تعالى: ?فتقعد ملوما محسورا? [الإسراء/29]. والحسرة: الغم على ما فاته والندم عليه، كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه، أو انحسر قواه من فرط غم، أو أدركه إعياء من تدارك ما فرط منه، قال تعالى: ?ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم? [آل عمران/156]، ?وإنه لحسرة على الكافرين? [الحاقة/50]، وقال تعالى: ?يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله? [الزمر/56]، وقال تعالى: ?كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم? [البقرة/167]، وقوله تعالى: ?يا حسرة على العباد? [يس/30]، وقوله تعالى في وصف الملائكة: ?لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون? [الأنبياء/19]، وذلك أبلغ من قولك: (لا يحسرون).
حسم
- الحسم: إزالة أثر الشيء، يقال: قطعه فحسمه، أي: أزال مادته، وبه سمي السيف حساما. وحسم الداء: إزالة أثره بالكي، وقيل للشؤم المزيل لأثر من ناله: حسوم، قال تعالى: ?ثمانية أيام حسوما? [الحاقة/7]، قيل: حاسما أثرهم، وقيلك حاسما خبرهم، وقيل: قاطعا لعمرهم. وكل ذلك داخل في عمومه.
حسن
- الحسن: عبارة عن كل مبهج مرغوب فيه، وذلك ثلاثة أضرب:
مستحسن من جهة العقل.
ومستحسن من جهة الهوى.
ومستحسن من جهة الحس.
والحسنة يعبر عنها عن كل ما يسر من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة تضادها. وهما من الألفاظ المشتركة، كالحيوان، الواقع على أنواع مختلفة كالفرس والإنسان وغيرهما، فقوله تعالى: ?وإن تصبهم حسنة يقولوا: هذه من عند الله? [النساء/78]، أي: خصب وسعة وظفر، ?وإن تصبهم سيئة? أي: جدب وضيق وخيبة (عن مطرف بن عبد الله قال: ما تريدون من القدر؟ ما يكفيكم الآية التي في سورة النساء: ?وإن تصبهم حسنة يقولوا: هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا: هذه من عندك، قل: كل من عند الله? الدر المنثور 2/597)، ?يقولوا: هذه من عندك قل: كل من عند الله? [النساء/78]، وقال تعالى: ?فإذا جاءتهم الحسنة قالوا: لنا هذه? [الأعراف/131]، وقوله تعالى: ?ما أصابك من حسنة فمن الله? [النساء/79]، أي: من ثواب، ?وما أصابك من سيئة? [النساء/79]، أي: من عقاب. والفرق بين الحسن والحسنة والحسنى أن الحسن يقال في الأعيان والأحداث، وكذلك الحسنة إذا كانت وصفا، وإذا كانت اسما فمتعارف في الأحداث، والحسنى لا يقال إلا في الأحداث دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر، يقال: رجل حسن وحسان، وامرأة حسناء وحسانة، وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة، وقوله تعالى: ?الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه? [الزمر/18]، أي: الأبعد عن الشبهة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا شككت في شيء فدع) (ورد بمعناه عن أبي أمامة أن رجلا سأل رسول الله عن الإثم. قال: إذا حاك في نفسك شيء فدعه. أخرجه أحمد 5/252).
?وقولوا للناس حسنا? [البقرة/83]، أي: كلمة حسنة، وقال تعالى: ?ووصينا الإنسان بوالديه حسنا? [العنكبوت/8]، وقوله عز وجل: ?هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين? [التوبة/52]، وقوله تعالى: ?ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون? [المائدة/50]، إن قيل: حكمه حسن لمن يوقن ولمن لا يوقن فلم خص؟
قيل: القصد إلى ظهور حسنه والاطلاع عليه، وذلك يظهر لمن تزكى واطلع على حكمة الله تعالى دون الجهلة.
والإحسان يقال على وجهين:
أحدهما: الإنعام على الغير، يقال: أحسن إلى فلان.
والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا علم علما حسنا، أو عمل عملا حسنا، وعلى هذا قول أمير المؤمنين: (الناس أبناء ما يحسنون) (انظر: البصائر 2/465؛ والذريعة ص 24 ونهج البلاغة ص 674، وفيه: قيمة كل امرئ ما يحسنه) أي: منسوبون إلى ما يعلمون وما يعملونه من الأفعال الحسنة.
قوله تعالى: ?الذي أحسن كل شيء خلقه? [السجدة/7]، والإحسان أعم من الإنعام. قال تعالى: ?إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم? [الإسراء/7]، وقوله تعالى: ?إن الله يأمر بالعدل والإحسان? [النحل/90]، فالإحسان فوق العدل، وذاك أن العدل هو أن يعطي ما عليه، ويأخذ أقل مما له، والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقل مما له (انظر نهج البلاغة ص 708).
فالإحسان زائد على العدل، فتحري العدل واجب، وتحري الإحسان ندب وتطوع، وعلى هذا قوله تعالى: ?ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن? [النساء/125]، وقوله عز وجل: ?وأداء إليه بإحسان? [البقرة/178]، ولذلك عظم الله تعالى ثواب المحسنين، فقال تعالى: ?وإن الله لمع المحسنين? [العنكبوت/69]، وقال تعالى: ?إن الله يحب المحسنين? [البقرة/195]، وقال تعالى: ?ما على المحسنين من سبيل? [التوبة/91]، ?للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة? [النحل/30].
حشر
- الحشر: إخراج الجماعة عن مقرهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها، وروي: (النساء لا يحشرن) (في النهاية: وحديث النساء (لا يعشرن ولا يحشرن) يعني للغزاة، فإن الغزو لا يجب عليهن. انظر: مادة (حشر)، وأخرج نحوه ابن الجارود في المنتقى ص 101 بسند حسن) أي: لا يخرجن إلى الغزو، ويقال ذلك في الإنسان وفي غيره، ويقال: حشرت السنة مال بني فلان، أي: أزالته عنهم، ولا يقال الحشر إلا في الجماعة، قال الله تعالى: ?وابعث في المدائن حاشرين? [الشعراء/36]، وقال تعالى: ?والطير محشورة? [ص/19]، وقال عز وجل: ?وإذا الوحوش حشرت? [التكوير/5]، وقال: ?لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا? [الحشر/2]، ?وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون? [النمل/17]، وقال في صفة القيامة: ?وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء? [الأحقاف/6]، ?فسيحشرهم إليه جميعا? [النساء/172]، ?وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا? [الكهف/47]، وسمي يوم القيامة يوم الحشر كما سمي يوم البعث والنشر، ورجل حشر الأذنين، أي: في أذنيه انتشار وحدة.
حص
- ?حصحص الحق? [يوسف/51]، أي: وضح، وذلك بانكشاف ما يغمره، وحص وحصحص نحو: كف وكفكف، وكب وكبكب، وحصه: قطع منه، إما بالمباشرة؛ وإما بالحكم، فمن الأول قول الشاعر:
- 113 - قد حصت البيضة رأسي *** (الشطر لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري وتتمته:
فما أطعم نوما غير تهجاع
وهو في المفضليات ص 284؛ والمجمل 1/214؛ واللسان (حص) )
ومنه قيل: رجل أحص: انقطع بعض شعره، وامرأة حصاء (أي: مشؤومة. انظر: المجمل 1/214)، وقالوا: رجل أحص: يقطع بشؤمه الخيرات عن الخلق، والحصة: القطعة من الجملة، وتستعمل استعمال النصيب.
حصد
- أصل الحصد قطع الزرع، وزمن الحصاد والحصاد، كقولك: زمن الجداد والجداد، وقال تعالى: ?وآتوا حقه يوم حصاده? [الأنعام/141]، فهو الحصاد المحمود في إبانه، وقوله عز وجل: ?حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس? [يونس/24]، فهو الحصاد في غير إبانه على سبيل الإفساد، ومنه استعير: حصدهم السيف، وقوله عز وجل: ?منها قائم وحصيد? [هود/100]، فحصيد إشارة إلى نحو ما قال: ?فقطع دابر القوم الذين ظلموا? [الأنعام/45]، ?وحب الحصيد? [ق/9]، أي: ما يحصد مما منه القوت، وقال صلى الله عليه وسلم: (وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم) (هذا شطر من حديث ذكره النووي في أربعينه، وعزاه للترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وهو في عارضة الأحوذي 10/88؛ وأخرجه أحمد 5/231؛ وراجع شرح السنة 1/26؛ وأخرجه ابن ماجه 2/1315) فاستعارة.
وحبل محصد (أي: ممر مفتول)، ودرع حصداء (أي: محكمة)، وشجرة حصداء (أي: كثيرة الورق)، كل ذلك منه، وتحصد القوم: تقوى بعضهم ببعض.
حصر
- الحصر: التضييق، قال عز وجل: ?واحصروهم? [التوبة/5]، أي: ضيقوا عليهم، وقال عز وجل: ?وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا? [الإسراء/8]، أي: حابسا.
قال الحسن: معناه: مهادا (انظر: الدر المنثور 5/245)، كأنه جعله الحصير المرمول كقوله: ?لهم من جهنم مهاد? [الأعراف/41] فحصير في الأول بمعنى الحاصر، وفي الثاني بمعنى المحصور، فإن الحصير سمي بذلك لحصر بعض طاقاته على بعض، وقول لبيد:
- 114 - ومعالم غلب الرقاب كأنهم *** جن لدى باب الحصير قيام
(البيت في ديوانه ص 161)
أي: لدى سلطان (وفي نسخة: لدى باب الملك)، وتسميته بذلك إما لكونه محصورا نحو: محجب؛ وإما لكونه حاصرا، أي: مانعا لمن أراد أن يمنعه من الوصول إليه، وقوله عز وجل: ?وسيدا وحصورا? [آل عمران/39]، فالحصور: الذي لا يأتي النساء؛ إما من العنة؛ وإما من العفة والاجتهاد في إزالة الشهوة. والثاني أظهر في الآية؛ لأن بذلك تستحق المحمدة، والحصر والإحصار: المنع من طريق البيت، فالإحصار يقال في المنع الظاهر كالعدو، والمنع الباطن كالمرض، والحصر لا يقال إلا في المنع الباطن، فقوله تعالى: ?فإن أحصرتم? [البقرة/196]، فمحمول على الأمرين، وكذلك قوله: ?للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله? [البقرة/273]، وقوله عز وجل: ?أوجاؤوكم حصرت صدورهم? [النساء/90]، أي: ضاقت (انظر: الدر المنثور 2/613؛ وتفسير غريب القرآن ص 134) بالبخل والجبن، وعبر عنه بذلك كما عبر عنه بضيق الصدر، وعن ضده بالبر والسعة.
حصن
- الحصن جمعه حصون، قال الله تعالى: ?مانعتهم حصونهم من الله? [الحشر/2]، وقوله عز وجل: ?لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة? [الحشر/14]، أي: مجعولة بالإحكام كالحصون، وتحصن: إذا اتخذ الحصن مسكنا، ثم يتجوز به في كل تحرز، ومنه: درع حصينة؛ لكونها حصنا للبدن وفرس حصان: لكونه حصنا لراكبه، وبهذا النظر قال الشاعر:
- 115 - أن الحصون الخيل لا مدر القرى *** (هذا عجز بيت للأسعر الجعفي، شاعر جاهلي، وصدره:
ولقد علمت على تجشمي الردى
وهو في الأصمعيات ص 141؛ والبصائر 2/472؛ والحيوان 1/346)
وقوله تعالى: ?إلا قليلا مما تحصنون? [يوسف/48]، أي: تحرزون في المواضع الحصينة الجارية مجرى الحصنن وامرأة حصان وحاصن، وجمع الحصان: حصن، وجمع الحاصن حواصن، ويقال: حصان للعفيفة، ولذات حرمة، وقال تعالى: ?ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها? [التحريم/12].
وأحصنت وحصنت، قال الله تعالى: ?فإذا أحصن فإن أتين? [النساء/25]، أي: تزوجن، أحصن: زوجن، والحصان في الجملة: المحصنة؛ إما بعفتها، أو تزوجها؛ أو بمانع من شرفها وحريتها.
ويقال: امرأة محصن ومحصن، فالمحصن يقال: إذا تصور حصنها من نفسها، والمحصن يقال إذا تصور حصنها من غيرها، وقوله عز وجل: ?وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات? [النساء/25]، وبعده: ?فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب? [النساء/25]، ولهذا قيل: المحصنات: المزوجات، تصورا أن زوجها هو الذي أحصنها، و ?لمحصنات من النساء? [النساء/24] بعد قوله: ?حرمت? [النساء/23]، بالفتح لا غير، وفي سائر المواضع بالفتح والكسر؛ لأن اللواتي حرم التزوج بهن المزوجات دون العفيفات، وفي سائر المواضع يحتمل الوجهين.
حصل
- التحصيل: إخراج اللب من القشور، كإخراج الذهب من حجر المعدن، والبر من التبن. قال الله تعالى: ?وحصل ما في الصدور? [العاديات/10]، أي: أظهر ما فيها وجمع، كإظهار اللب من القشر وجمعه، أو كإظهار الحاصل من الحساب، وقيل للحثالة: الحصيل، وحصل الفرس: إذا اشتكى بطنه عن أكله (في المجمل 1/237، وحصل الفراس: إذا اشتكى بطنه من أكل التراب)، وحوصلة الطير: ما يحصل فيه الغذاء.
حصا
- الإحصاء: التحصيل بالعدد، يقال: قد أحصيت كذا، وذلك من لفظ الحصا، واستعمال ذلك فيه من حيث إنهم كانوا يعتمدونه بالعد كاعتمادنا فيه على الأصابع، قال الله تعالى: ?وأحصى كل شيء عددا? [الجن/28]، أي: حصله وأحاط به. وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحصاها دخل الجنة) (الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحب الوتر).
أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات.
انظر: الدر المنثور 3/613؛ والأسماء والصفات ص 13؛ وسنن ابن ماجه 2/1269؛ وفتح الباري 5/262 في الشروط؛ ومسلم (2677) ؛ والمسند 2/258) وقال: (نفس تنجيها خير لك من إمارة لا تحصيها) (الحديث عن عبد الله بن عمر قال: جاء حمزة بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، اجعلني على شيء أعيش به، فقال رسول الله: (يا حمزة نفسك تحييها أحب إليك أم نفس تميتها) ؟ قال: بل نفس أحييها، قال: (عليك بنفسك) أخرجه أحمد في مسنده 2/175 وفي إسناده ابن لهيعة؛ وانظر الترغيب والترهيب) أي: تريحها من العذاب، أي: أن تشتغل بنفسك خير لك من أن تشتغل بالإمارة.
وقال تعالى: ?علم أن لن تحصوه? [المزمل/20]، وروي: (استقيموا ولن تحصوا) (الحديث عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن). الحديث صحيح، أخرجه مالك في الموطأ 1/34 في الطهارة؛ وأحمد في مسنده 5/280؛ وابن ماجه 1/101؛ والحاكم في المستدرك 1/130؛ وانظر: شرح السنة 1/327) أي: لن تحصلوا ذلك، ووجه تعذر إحصائه وتحصيله هو أن الحق واحد، والباطل كثير بل الحق بالإضافة إلى الباطل كالنقطة بالإضافة إلى سائر أجزاء الدائرة، وكالمرمى من الهدف، فإصابة ذلك شديدة، وإلى هذا أشار ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (شيبتني هود وأخواتها)، فسئل: ما الذي شيبك منها؟ فقال: قوله تعالى: ?فاستقم كما أمرت? (الحديث أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) عن أبي علي السري رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول روي عنك أنك قلت: شيبتني هود؟ قال: (نعم)، فقلت: ما الذي شيبك منه، قصص الأنبياء وهلاك الأمم؟ قال: (لا ولكن قوله: ?فاستقم كما أمرت? ). [آية 112].
وعن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله قد شبت، قال صلى الله عليه وسلم: (شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت). أخرجه الترمذي وحسنه؛ والحاكم 2/343 وصححه ووافقه الذهبي؛ انظر: الدر المنثور 4/396 - 398؛ وشرح السنة 14 - 372)، وقال أهل اللغة: (لن تحصوا) أي: لا تحصوا ثوابه.
حض
- الحض: التحريض كالحث، إلا أن الحث يكون بسوق وسير، والحض لا يكون بذلك (انظ: المجمل 1/214).
وأصله من الحث على الحضيض، وهو قرار الأرض، قال الله تعالى: ?ولا يحض على طعام المسكين? [الحاقة/34].
حضب
- الحضب: الوقود، ويقال لما تسعر به النار: محضب، وقرئ: (حضب جهنم) (سورة الأنبياء آية 98. وهي قراءة شاذة، قرأ بها ابن عباس واليماني. راجعك المحتسب 2/66؛ والبحر 6/340).
حضر
- الحضر: خلاف البدو، والحضارة والحضارة: السكون بالحضر، كالبداوة والبداوة، ثم جعل ذلك اسما لشهادة مكان أو إنسان أو غيره، فقال تعالى: ?كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت? [البقرة/180]، نحو: ?حتى إذا جاء أحدكم الموت? [الأنعام/61]، ?وإذا حضر القسمة? [النساء/8]، وقال تعالى: ?وأحضرت الأنفس الشح? [النساء/128]، ?علمت نفس ما أحضرت? [التكوير/14]، وقال: ?وأعوذ بك ربي أن يحضرون? [المؤمنون/98]، وذلك من باب الكناية، أي: أن يحضرني الجن، وكني عن المجنون بالمحتضر وعمن حضره الموت بذلك، وذلك لما نبه عليه قوله عز وجل: ?ونحن أقرب إليه من حبل الوريد? [ق/16]، وقوله تعالى: ?يوم يأتي بعض آيات ربك? [الأنعام/158]، وقال تعالى: ?ما عملت من خير محضرا? [آل عمران/30]، أي: مشاهدا معاينا في حكم الحاضر عنده، وقوله عز وجل: ?وأسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر? [الأعراف/163]، أي قربه، وقوله: ?تجارة حاضرة? [البقرة/282]، أي: نقدا، وقوله تعالى: ?وإن كل لما جميع لدينا محضرون? [يس/32]، و ?في العذاب محضرون? [سبأ/38]، ?شرب محتضر? [القمر/28]، أي: يحضره أصحابه، والحضر: خص بما يحضر به الفرس إذا طلب جريه، يقال: أحضر الفرس، واستحضرته: طلبت ما عنده من الحضر، وحاضرته محاضرة وحضارا: إذا حاججته، من الحضور كأنه يحضر كل واحد حجته، أو من الحضر كقولك: جاريته، والحضيرة: جماعة من الناس يحضر بهم الغزو، وعبر به عن حضور الماء، والمحضر يكون مصدر حضرت، وموضع الحضور.
حط
- الحط: إنزال الشيء من علو، وقد حططت الرجل، وجارية محطوطة المتنين، أي: ملساء غير مختلفة ولا داخلة، أي: مستوية الظهر، وقوله تعالى: ?وقولوا حطة? [البقرة/58]، كلمة أمر بها بنو إسرائيل، ومعناه: حط عنا ذنوبنا (تفسير غريب القرآن ص 50)، وقيل: معناه: قولوا صوابا.
حطب
- قال تعالى: ?فكانوا لجهنم حطبا? [الجن/15]، أي: ما يعد للإيقاد، وقد حطبت حطبا (انظر: الأفعال 1/389) واحتطبت، وقيل للمخلط في كلامه: حاطب ليل؛ لأنه لا يبصر ما يجعله في حلبه، وحطبت لفلان حطبا: عملته له، ومكان حطيب: كثير الحطب، وناقة محاطبة: تأكل الحطب، وقوله تعالى: ?حمال الحطب? [المسد/4]، كناية عنها بالنميمة، وحطب فلان بفلان: سعى به، وفلان يوقد بالحطب الجزل: كناية عن ذلك (قال الجرجاني: والعرب تقول: فلان يحمل الحطب: إذا كان نماما، وقالوا: هو يوقد بين الناس الحطب الرطب، وفي معناه: يمشي بالحطب الرطب. انظر المنتخب من كنايات الأدباء ص 12).
حطم
- الحطم: كسر الشيء مثل الهشم ونحوه، ثم استعمل لكل كسر متناه، قال الله تعالى: ?لا يحطمنكم سليمان وجنوده? [النمل/18]، وحطمته فانحطم حطاما، وسائق حطم: يحطم الإبل لفرط سوقه، وسميت الجحيم حطمة، قال الله تعالى في الحطمة: ?وما أدراك ما الحطمة? [الهمزة/5]، وقيل للأكول: حطمة، تشبيها بالجحيم، تصورا لقول الشاعر:
- 116 - كأنما في جوفه تنور
(الشطر في عمدة الحفاظ (حطم) ؛ ومجمع البلاغة 2/577)
ودرع حطمية: منسوبة إلى ناسجها أو مستعملها، وحطيم وزمزم: مكانان، والحطام: ما يتكسر من اليبس، قال عز وجل: ?ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما? [الزمر/21].
حظ
- الحظ: النصيب المقدر، وقد حظظت وحظظت فأنا محظوظ، وقيل في جمعه: أحاظ وأحظ، قال الله تعالى: ?فنسوا حظا مما ذكروا به? [المائدة/14]، وقال تعالى: ?للذكر مثل حظ الأنثيين? [النساء/11].
حظر
- الحظر: جمع الشيء في حظيرة، والمحظور: الممنوع، والمحتظر: الذي يعمل الحظيرة. قال تعالى: ?فكانوا كهشيم المحتظر? [القمر/31]، وقد جاء فلان بالحظر الرطب، أي: الكذب المستبشع (انظر: المحمل 1/242؛ ومتخير الألفاظ ص 59).
حف
- قال عز وجل: ?وترى الملائكة حافين من حول العرش? [الزمر/75]، أي: مطيفين بحافتيه، أي: جانبيه، ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام: (تحفه الملائكة بأجنحتها) (الحديث: (إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها). أخرجه أحمد 4/240 وإسناده جيد، والطبراني واللفظ له. وانظر الترغيب والترههيب 1/54).
وقال الشاعر:
- 117 - له لحظات في حفافي سريره *** (هذا شطر بيت، وعجزه:
إذا كرها فيها عقاب ونائل
وهو لابن هرمة. والبيت في الأغاني 10/5؛ و 5/172؛ وغرر الخصائص الواضحة ص 241)
وجمعه: أحفة، وقال عز وجل: ?وحففناهما بنخل? [الكهف/32]، وفلان في حفف من العيش، أي: في ضيق، كأنه حصل في حفف منه، أي: جانب، بخلاف من قيل فيه: هو في واسطة من العيش.
ومنه قيل: من حفنا أو رفنا فليقتصد (قال الزمخشري: ومن المجاز: فلان يحفنا ويرفنا، أي: يضمنا ويؤوينا. انظر: أساس البلاغة ص 89. وقال في اللسان: من حفنا أو رفنا فليقتصد، مثل أي: من مدحنا فلا يغلون في ذلك ولكن ليتكلم بالحق منه.
وانظر الأمثال لأبي عبيد ص 45)، أي: من تفقد حفف عيشنا.
وحفيف الشجر والجناح: صوتهما، فذلك حكاية صوتهما، والحف: آلة النساج، سمي بذلك لما يسمع من حفه، وهو صوت حركته.
حفد
- قال الله تعالى: ?وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة? [النحل/72]، جمع حافد، وهو المتحرك المتبرع بالخدمة، أقارب كانوا أو أجانب، قال المفسرون: هم الأسباط ونحوهم، وذلك أن خدمتهم أصدق، قال الشاعر:
- 118 - حفد الولائد بينهن
(البيت:
حفد الولائد حولهن *** وأسلمت بأكفهن أزمة الأجمال
ونسب للأخطل في غريب الحديث 3/374؛ وليس في ديوانه، وهو في اللسان (حفد) )
وفلان محفود، أي: مخدوم، وهم الأختان والأصهار، وفي الدعاء: (إليك نسعى ونحفد) (الدعاء جاء عن عمر بن الخطاب أنه قنت به في الصبح بعد الركوع فذكره بطوله، انظر: (الأذكار)، باب القنوت في الصبح، ونزل الأبرار ص 90؛ وغريب الحديث لأبي عبيد 3/374؛ وأخرجه ابن أبي شيبة 3/106.
أقول: قال أبو الحسن بن المنادي في كتابه (الناسخ والمنسوخ) : ومما رفع رسمه من القرآن، ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر، وتسمى سورتي الخلع والحفد. انظر: الإتقان 2/34)، وسيف محتفد: سريع القطع، قال الأصمعي: أصل الحفد: مداركة الخطو.


[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]


حفر
- قال تعالى: ?وكنتم على شفا حفرة من النار? [آل عمران/103]، أي: مكان محفور، ويقال لها حفيرة: والحفر: التراب الذي يخرج من الحفرة، نحو: نقض لما ينقض، والمحفار والمحفر والمحفرة: ما يحفر به، وسمي حافر الفرس تشبيها لحفره في عدوه، وقوله عز وجل: ?أإنا لمردودون في الحافرة? [النازعات/10]، مثل لمن يرد من حيث جاء، أي: أنحيا بعد أن نموت (انظر: المجمل 1/243) ؟.
وقيل: الحافرة: الأرض التي جعلت قبورهم، ومعناه: أإنا لمردودون ونحن في الحافرة؟ أي: في القبور، وقوله: ?في الحافرة? على هذا في موضع الحال.
وقيل: رجع على حافرته (راجع: أساس البلاغة ص 88؛ والمجمل 1/244؛ ومجمع الأمثال 1/308)، ورجع الشيخ إلى حافرته، أي: هرم، نحو قوله تعالى: ?ومنكم من يرد إلى أرذل العمر? [النحل/70]، وقولهم: (النقد عند الحافرة) (انظر: الكشاف للزمخشري 4/181؛ ومجمع الأمثال 2/337؛ والمجموع المغيث 1/467)، لما يباع نقدا، وأصله في الفرس إذا بيع، فيقال: لا يزول حافره أو ينقد ثمنه، والحفر: تأكل الأسنان، وقد حفر فوه حفرا، وأحفر المهر للإثناء والإرباع (في الأفعال 1/348 وأحفر المهر للإثناء والإرباع: سقطت ثناياه ورباعياته).
حفظ
- الحفظ يقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه الفهم، وتارة لضبط الشيء في النفس، ويضاده النسيان، وتارة لاستعمال تلك القوة، فيقال: حفظت كذا حفظا، ثم يستعمل في كل تفقد وتعهد ورعاية، قال الله تعالى: ?وإنا له لحافظون? [يوسف/12]، ?حافظوا على الصلوات? [البقرة/238]، ?والذين هم لفروجهم حافظون? [المؤمنون/5]، ?والحافظين فروجهم والحافظات? [الأحزاب/35]، كناية عن العفة ?حافظات للغيب بما حفظ الله? [النساء/34]، أي: يحفظن عهد الأزواج عند غيبتهن بسبب أن الله تعالى يحفظهن، أي: يطلع عليهن، وقرئ: ?بما حفظ الله? (وبها قرأ أبو جعفر المدني. انظر: الإتحاف ص 189) بالنصب، أي: بسبب رعايتهن حق الله تعالى لا لرياء وتصنع منهن، و ?فما أرسلناك عليهم حفيظا? [الشورى/48]، أي: حافظا، كقوله: ?وما أنت عليهم بجبار? [ق/45]، ?وما أنت عليهم بوكيل? [الأنعام/107]، ?فالله خير حافظا? [يوسف/64]، وقرئ: ?حفظا? (وهي قراءة نافع وأبي جعفر وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب وشعبة عن عاصم. انظر: الإتحاف ص 266) أي: حفظه خير من حفظ غيره، ?وعندنا كتاب حفيظ? [ق/4]، أي: حافظ لأعمالهم فيكون ?حفيظ? بمعنى حافظ، نحو قوله تعالى: ?الله حفيظ عليهم? [الشورى/6]، أو معناه: محفوظ لا يضيع، كقوله تعالى: ?علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى? [طه/52]، والحفاظ: المحافظة، وهي أن يحفظ كل واحد الآخر، وقوله عز وجل: ?والذين هم على صلاتهم يحافظون? [المؤمنون/9]، فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها ومراعاة أركانها، والقيام بها في غاية ما يكون من الطوق، وأن الصلاة تحفظهم الحفظ الذي نبه عليه في قوله: ?إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر? [العنكبوت/45]، والتحفظ: قيل: هو قلة الغفلة (انظر: المجمل 1/244؛ والبصائر 2/481)، وحقيقته إنما هو تكلف الحفظ لضعف القوة الحافظة، ولما كانت تلك القوة من أسباب العقل توسعوا في تفسيرها كما ترى. والحفيظة: الغضب الذي تحمل عليه المحافظة أي: ما يجب عليه أن يحفظه ويحميه. ثم استعمل في الغضب المجرد، فقيل: أحفظني فلان، أي: أغضبني.
حفى
- الإحفاء في السؤال: التترع (التترع: التسرع) في الإلحاح في المطالبة، أو في البحث عن تعرف الحال، وعلى الوجه الأول يقال: أحفيت السؤال، وأحفيت فلانا في السؤال، قال الله تعالى: ?إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا? [محمد/37]، وأصل ذلك من: أحفيت الدابة: جعلتها حافيا، أي: منسحج (أي مقشر الحافر، يقال: سحجت جلده فانسحج، أي: قشرته فانقشر) الحافر، والبعير: جعلته منسحج الخف من المشي حتى يرق، وقد حفي (انظر: الأفعال 1/374) حفا وحفوة، ومنه: أحفيت الشارب: أخذته أخذا متناهيا، والحفي: البر اللطيف في قوله عز وجل: ?إنه كان بي حفيا? [مريم/47]، ويقال: حفيت بفلان وتحفيت به: إذا عنيت بإكرامه، والحفي: العالم بالشيء.
حق
- أصل الحق: المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقه (هي عقب الباب) لدورانه على استقامة.
والحق يقال على أوجه:
الأول: يقال لموجد الشيء بسبب ما تقتضيه الحكمة، ولهذا قيل في الله تعالى: هو الحق (راجع: الأسماء والصفات ص 26)، قال الله تعالى: ?وردوا إلى الله مولاهم الحق? (سورة يونس آية 30)، وقيل بعيد ذلك: ?فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون? [يونس/32].
والثاني: يقال للموجد بحسب مقتضى الحكمة، ولهذا يقال: فعل الله تعالى كله الحق، نحو قولنا: الموت حق، والبعث حق، وقال تعالى: ?هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا? [يونس/5]، إلى قوله: ?ما خلق الله ذلك إلا بالحق? [يونس/5]، وقال في القيامة: ?ويستنبؤنك أحق هو قل إي وربي إنه لحق? [يونس/53]، و ?ليكتمون الحق? [البقرة/146]، وقوله عز وجل: ?الحق من ربك? [البقرة/147]، ?وإنه للحق من ربك? [البقرة/149].
والثالث: في الاعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، كقولنا: اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنة والنار حق، قال الله تعالى: ?فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق? [البقرة/213].
والرابع: للفعل والقول بحسب ما يجب وبقدر ما يجب، وفي الوقت الذي يجب، كقولنا: فعلك حق وقولك حق، قال تعالى: ?كذلك حقت كلمة ربك? [يونس/33]، و ?حق القول مني لأملأن جهنم? [السجدة/13]، وقوله عز وجل: ?ولو اتبع الحق أهواءهم? [المؤمنون/71]، ويصح أن يكون المراد به الله تعالى، ويصح أن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال: أحققت كذا، أي: أثبته حقا، أو حكمت بكونه حقا، وقوله تعالى: ?ليحق الحق? [الأنفال/8] فإحقاق الحق على ضربين:
أحدهما: بإظهار الأدلة والآيات، كما قال تعالى: ?وأولئك جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا? [النساء/91]، أي: حجة قوية.
والثاني: بإكمال الشريعة وبثها في الكافة، كقوله تعالى: ?والله متم نوره ولو كره الكافرون? [الصف/8]، ?هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله? [التوبة/33]، وقوله: ?الحاقة ما الحاقة? [الحاقة/1]، إشارة إلى القيامة، كما فسره بقوله: ?يوم يقوم الناس? [المطففين/6]، لأنه يحق فيه الجزاء، ويقال: حاققته فحققته، أي خاصمته في الحق فغلبته، وقال عمر رضي الله عنه: (إذا النساء بلغن نص الحقاق فالعصبة أولى في ذلك) (المعنى أن الجارية ما دامت صغيرة فأمها أولى بها، فإذا بلغت فالعصبة أولى بأمرها. انظر النهاية 1/414؛ ونهج البلاغة 2/314؛ ونسبه لعلي بن أبي طالب).
وفلان نزق الحقاق: إذا خاصم في صغار الأمور (انظر: المجمل 1/215)، ويستعمل استعمال الواجب واللازم والجائز نحو: ?وكان حقا علينا نصر المؤمنين? [الروم/47]، ?كذلك حقا علينا ننج المؤمنين? [يونس/103]، وقوله تعالى: ?حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق? [الأعراف/105]، قيل معناه: جدير، وقرئ: ?حقيق علي? (وبها قرأ نافع وحده. انظر: الإتحاف ص 217) قيل: واجب، وقوله تعالى: ?وبعولتهن أحق بردهن? [البقرة/228]، والحقيقة تستعمل تارة في الشيء الذي له ثبات ووجود، كقوله تعالى صلى الله عليه وسلم لحارث: (لكل حق حقيقته، فما حقيقة إيمانك؟) (عن صالح بن مسمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحارث بن مالك: كيف أنت؟ أو: ما أنت يا حارث؟ قال: مؤمن يا رسول الله، قال: مؤمن حقا؟ قال: مؤمن حقا. قال: لكل حق حقيقة، فما حقيقة ذلك؟ قال:عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي عز وجل، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أسمع عواء أهل النار، فقال رسول الله: (مؤمن نور الله قلبه). أخرجه ابن المبارك في الزهد ص 106 مرسلا والبزار والطبراني، وهو حديث معضل. انظر: الإصابة 1/289؛ ومجمع الزوائد 1/57)، أي: ما الذي ينبئ عن كون ما تدعيه حقا؟
وفلان يحمي حقيقته، أي: ما يحق عليه أن يحمى. وتارة تستعمل في الاعتقاد كما تقدم، وتارة في العمل وفي القول، فيقال: فلان لفعله حقيقة: إذا لم يكن مرائيا فيه، ولقوله حقيقة: إذا لم يكن مترخصا ومتزيدا، ويستعمل في ضده المتجوز والمتوسع والمتفسح، وقيل: الدنيا باطل، والآخرة حقيقة، تنبيها على زوال هذه وبقاء تلك، وأما في تعارف الفقهاء والمتكلمين فهي اللفظ المستعمل فيما وضع له في أصل اللغة (انظر: شرح تنقيح الفصول للقرافي ص 42). والحق من الإبل: ما استحق أن يحمل عليه، والأنثى: حقه، والجمع: حقاق، وأتت الناقة على حقها (انظر: اللسان (حقق) 10/55)، أي: على الوقت الذي ضربت فيه من العالم الماضي.
حقب
- قوله تعالى: ?لابثين فيها أحقابا? [النبأ/23]، قيل: جمع الحقب، أي: الدهر (انظر: المجمل 1/245).
قيل: والحقبة ثمانون عاما، وجمعها حقب، والصحيح أن الحقبة مدة من الزمان مبهمة، والاحتقاب: شد الحقيبة من خلف الراكب، وقيل: احتقبه واستحقبه، وحقب البعير (انظر: الأفعال 1/367) : تعسر عليه البول لوقوع حقبه في ثيله (الحقب: حبل يلي الثيل، والثيل: وعاء قضيب البعير)، والأحقب: من حمر الوحوش، وقيل: هو الدقيق الحقوين، وقيل: هو الأبيض الحقوين، والأنثى حقباء.
حقف
- قوله تعالى: ?إذ أنذر قومه بالأحقاف? [الأحقاف/21]، جمع الحقف، أي: الرمل المائل، وظبي حاقف: ساكن للحقف، واحقوقف: مال حتى صار كحقف، قال:
- 119 - سماوة الهلال حتى احقوقفا *** (الرجز للعجاج. وهو في ديوانه ص 496؛ والمجمل 1/246)
حكم
- حكم أصله: منع منعا لإصلاح، ومنه سميت اللجام: حكمة الدابة، فقيل: حكمته وحكمت الدابة: منعتها بالحكمة، وأحكمتها: جعلت لها حكمة، وكذلك: حكمت السفيه وأحكمته، قال الشاعر:
- 120 - أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم *** (الشطر لجرير، وهو في ديوانه ص 47؛ والمجمل 1/246؛ وأساس البلاغة ص 91. وعجزه:
إني أخاف عليكم أن أغضبا)
وقوله: ?أحسن كل شيء خلقه? [السجدة/7]، ?فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم? [الحج/52]، والحكم بالشيء: أن تقضي بأنه كذا، أو ليس بكذا، سواء ألزمت ذلك غيره أو لم تلزمه، قال تعالى: ?وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل? [النساء/58]، ?ويحكم به ذوا عدل منكم? [المائدة/95]، وقال:
- 121 - فاحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت *** إلى حمام سراع وارد الثمد
(البيت للنابغة الذبياني من معلقته، وهو في ديوانه ص 34؛ وشرح المعلقات للنحاس 2/168؛ والبصائر 2/491؛ واللسان (حكم) )
والثمد: الماء القليل، وقيل معناه: كن حكيما.
وقال عز وجل: ?أفحكم الجاهلية يبغون? [المائدة/50]، وقال تعالى: ?ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون? [المائدة/50]، ويقال: حاكم وحكام لمن يحكم بين الناس، قال الله تعالى: ?وتدلوا بها إلى الحكام? [البقرة/188]، والحكم: المتخصص بذلك، فهو أبلغ. قال الله تعالى: ?أفغير الله أبتغي حكما? [الأنعام/114]، وقال عز وجل: ?فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها? [النساء/35]، وإنما قال: ?حكما? ولم يقل: حاكما؛ تنبيها أن من شرط الحكمين أن يتوليا الحكم عليهم ولهم حسب ما يستصوبانه من غير مراجعة إليهم في تفصيل ذلك، ويقال الحكم للواحد والجمع، وتحاكمنا إلى الحاكم.
قال تعالى: ?يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت? [النساء/60]، وحكمت فلانا، قال تعالى: ?حتى يحكموك فيما شجر بينهم? [النساء/65]، فإذا قيل: حكم بالباطل، فمعناه: أجرى الباطل مجرى الحكم. والحكمة: إصابة الحق بالعلم والعقل، فالحكمة من الله تعالى: معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان: معرفة الموجودات وفعل الخيرات.
وهذا هو الذي وصف به لقمان في قوله عز وجل: ?ولقد آتينا لقمان الحكمة? [لقمان/12]، ونبه على جملتها بما وصفه بها، فإذا قيل في الله تعالى: هو حكيم (راجع: الأسماء والصفات ص 38)، فمعناه بخلاف معناه إذا وصف به غيره، ومن هذا الوجه قال الله تعالى: ?أليس الله بأحكم الحاكمين? [التين/8]، وإذا وصف به القرآن فلتضمنه الحكمة، نحو: ?آلر تلك آيات الكتاب الحكيم? [يونس/1]، وعلى ذلك قال: ?ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر *** حكمة بالغة? [القمر/4 - 5]، وقيل: معنى الحكيم المحكم (انظر المدخل لعلم التفسير ص 273، نحو: ?أحكمت آياته? [هود/1]، وكلاهما صحيح، فإنه محكم ومفيد للحكم، ففيه المعنيان جميعا، والحكم أعم من الحكمة، فكل حكمة حكم، وليس كل حكم حكمة، فإن الحكم أن يقضي بشيء على شيء، فيقول: هو كذا أو ليس بكذا، قال صلى الله عليه وسلم: (إن من الشعر لحكمة) (الحديث أخرجه البخاري في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والأدب 10/445؛ وأبو داود، وروايته: (إن من الشعر لحكما). انظر: معالم السنن 4/136؛ ومجمع الفوائد 2/260؛ وشرح السنة 12/369) أي: قضية صادقة (هذا اصطلاح أهل المنطق، والقضية مرادقة للخبر، وتعريفها: مركب احتمل الصدق والكذب لذاته.
قال الأخضري في السلم:
ما احتمل الصدق لذاته جرى *** بينهم قضية وخبرا
راجع: شرح السلم ص 9)، وذلك نحو قول لبيد:
- 122 - إن تقوى ربنا خير نفل *** (وعجزه: وبإذن الله ريثي وعجل
انظر: ديوانه ص 139)
قال الله تعالى: ?وآتيناه الحكم صبيا? [مريم/12]، وقال صلى الله عليه وسلم: (الصمت حكم وقليل فاعله) (أخجره البيهقي في (الشعب) عن أنس مرفوعا بسند ضعيف؛ والقضاعي عن أنس؛ والديلمي في الفردوس عن ابن عمر؛ وصحح أنه موقوف من قول لقمان، وكذا أخرجه ابن حبان في (روضة العقلاء) بسند صحيح ص 41. وقال السيوطي: أخرج العسكري في (الأمثال) والحاكم والبيهقي في (الشعب) عن أنس أن لقمان كان عبدا لداود عليه السلام، وهو يسرد الدرع، فجعل يفتله هكذا بيده، فجعل لقمان عليه السلام يتعجب ويريد أن يسأله، وتمنعه حكمته أن يسأله، فلما فرغ منها صبها على نفسه وقال: نعم درع الحرب هذه، فقال لقمان: الصمت من الحكمة وقليل فاعله، كنت أردت أن أسألك فسكت حتى كفيتني. راجع: الدر المنثور 6/513؛ وكشف الخفاء 2/32؛ والفتح الكبير 2/202) أي: حكمة، ?ويعلمهم الكتاب والحكمة? [آل عمران/164]، وقال تعالى: ?واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة? [الأحزاب/34]، قيل: تفسير القرآن، ويعني ما نبه عليه القرآن من ذلك: ?إن الله يحكم ما يريد? [المائدة/1]، أي: ما يريده يجعله حكمة، وذلك حث للعباد على الرضى بما يقضيه. قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله: ?من آيات الله والحكمة? [الأحزاب/34]، هي علم القرآن، ناسخه، محكمه ومتشابهه.
وقال ابن زيد (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، مات سنة 182 ه. انظر: طبقات المفسرين للداوودي 1/271) : هي علم آياته وحكمه. وقال السدي (إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، أبو محمد الأعور. انظر: طبقات المفسرين 1/110) : هي النبوة، وقيل: فهم حقائق القرآن، وذلك إشارة إلى أبعاضها التي تختص بأولي العزم من الرسل، ويكون سائر الأنبياء تبعا لهم في ذلك. وقوله عز وجل: ?ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا? [المائدة/44]، فمن الحكمة المختصة بالأنبياء أو من الحكم قوله عز وجل: ?آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات? [آل عمران/7]، فالمحكم: ما لا يعرض فيه شبهة من حيث اللفظ، ولا من حيث المعنى. والمتشابه على أضرب تذكر في بابه إن شاء الله (انظر: باب (شبه) ). وفي الحديث: (إن الجنة للمحكمين) (الحديث في النهاية 1/419؛ والفائق 1/303) قيل: هم قوم خيروا بين أن يقتلوا مسلمين وبين أن يرتدوا فاختاروا القتل (أخرجه عبد الرزاق في المصنف 5/265 عن مجاهد). وقيل: عنى المتخصصين بالحكمة.
حل
- أصل الحل: حل العقدة، ومنه قوله عز وجل: ?واحلل عقدة من لساني? [طه/27]، وحللت: نزلت، أصله من حل الأحمال عند النزول، ثم جرد استعماله للنزول، فقيل: حل حلولا، وأحله غيره، قال عز وجل: ?أو تحل قريبا من دارهم? [الرعد/31]، ?وأحلوا قومهم دار البوار? [إبراهيم/28]، ويقال: حل الدين: وجب (انظر: المجمل 1/217؛ والبصائر 2/493) أداؤه، والحلة: القوم النازلون، وحي حلال مثله، والمحلة: مكان النزول، وعن حل العقدة استعير قولهم: حل الشيء حلالا، قال الله تعالى: ?وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا? [المائدة/88]، وقال تعالى: ?هذا حلال وهذا حرام? [النحل/116]، ومن الحلول أحلت الشاة: نزل اللبن في ضرعها (انظر: المجمل 1/218؛ والبصائر 2/493)، وقال تعالى: ?حتى يبلغ الهدي محله? [البقرة/196]، وأحل الله كذا، قال تعالى: ?أحلت لكم الأنعام? [الحج/30]، وقال تعالى: ?يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك... ? الآية [الأحزاب/50]، فإحلال الأزواج هو في الوقت، لكونهن تحته، وإحلال بنات العم وما بعدهن إحلال التزوج بهن (وهذا منقول في البصائر 1/493) وبلغ الأجل محله، ورجل حلال ومحل: إذا خرج من الإحرام، أو خرج من الحرم، قال عز وجل: ?وإذا حللتم فاصطادوا? [المائدة/2]، وقال تعالى: ?وأنت حل بهذا البلد? [البلد/2]، أي: حلال، وقوله عز وجل: ?قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم? [التحريم/2]، أي: بين ما تنحل به عقدة أيمانكم من الكفارة، وروي: (لا يموت للرجل ثلاثة من الأولاد فتمسه النار إلا تحلة القسم) (الحديث أخرجه البخاري في الأيمان والنذور 11/472؛ ومسلم في البر والصلة (2632) ؛ وانظر: شرح السنة 5/451؛ وهو في الموطأ كتاب الجنائز، بشرح الزرقاني 2/75) أي: قدر ما يقول إن شاء الله تعالى، وعلى هذا قول الشاعر:
- 123 - وقعهن الأرض تحليل *** (البيت:
يخفي التراب بأظلاف ثمانية *** في أربع مسهن الأرض تحليل
وهو لعبدة بن الطبيب في المفضليات ص 140.
وقيل البيت:
تخدي على يسرات وهي لاحقة *** كأنما وقعهن الأرض تحليل
وهو لكعب بن زهير في ديوانه ص 13؛ والمجمل 1/217)
أي: عدوهن سريع، لا تصيب حوافرهن الأرض من سرعتهن إلا شيء يسير مقدار أن يقول القائل: إن شاء الله. والحليل: الزوج، إما لحل كل واحد منهما إزاره للآخر؛ وإما لنزوله معه، وإما لكونه حلالا له، ولهذا يقال لمن يحالك أي: لمن ينزل معك: حليل، والحليلة: الزوجة، وجمعها حلائل، قال الله تعالى: ?وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم? [النساء/23]، والحلة: إزار ورداء، والإحليل: مخرج البول لكونه محلول العقدة.
حلف
- الحلف: العهد بين القوم، والمحالفة: المعاهدة، وجعلت للملازمة التي تكون بمعاهدة، وفلان حلف كرم، وحليف كرم، والأحلاف جمع حليف، قال الشاعر وهو زهير:
- 124 - تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها *** (الشطر لزهير، وعجزه:
وذبيان قد زلت بأقدامها النعل
وهو في ديوانه ص 61؛ والعباب الزاخر (حلف) )
أي: كاد يزول استقامة أمورها، وعرش الرجل: قوام أمره.
والحلف أصله اليمين الذي يأخذ بعضهم من بعض بها العبد، ثم عبر به عن كل يمين، قال الله تعالى: ?ولا تطع كل حلاف مهين? [القلم/10]، أي: مكثار للحلف، وقال تعالى: ?يحلفون بالله ما قالوا? [التوبة/74]، ?يحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم? [التوبة/56]، ?يحلفون بالله لكم ليرضوكم? [التوبة/62]، وشيء محلف: يحمل الإنسان على الحلف، وكميت محلف: إذا كان يشك في كميته وشقرته، فيحلف واحد أنه كميت، وآخر أنه أشقر.
والمحالفة: أن يحلف كل للآخر ثم جعلت عبارة عن الملازمة مجردا، فقيل: حلف فلان وحليفه، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا حلف في الإسلام) (الحديث عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة). أخرجه مسلم في الفضائل (2530) ؛ وأبو داود في الفرائض (انظر: معالم السنن 4/105) ؛ وأخرجه أحمد 1/190 و 2/180؛ وانظر: شرح السنة 10/202؛ والفتح الكبير 3/343).
وفلان حليف اللسان، أي: حديده، كأنه يحالف الكلام فلا يتباطأ عنه، وحليف الفصاحة.
حلق
- الحلق: العضو المعروف، وحلقه: قطع حلقه، ثم جعل الحلق لقطع الشعر وجزه، فقيل: حلق شعره، قال تعالى: ?ولا تحلقوا رؤوسكم? [البقرة/196]، وقال تعالى: ?محلقين رؤوسكم ومقصرين? [الفتح/27]، ورأس حليق، ولحية حليق، و (عقرى حلقى) (الحديث عن عائشة قالت: حاضت صفية ليلة النفر، فقالت: ما أراني إلا حابستكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عقرى حلقى، أطافت يوم النحر) ؟ قيل: نعم. قال: فانفري. أخرجه البخاري في الحج، باب إذا حاضت المرأة بعدما أفاضت 3/586؛ ومسلم في الحج (2/964) برقم (1211) ؛ وانظر: شرح السنة 7/234) في الدعاء على الإنسان، أي: أصابته مصيبة تحلق النساء شعورهن، وقيل معناه: قطع الله حلقها. وقيل للأكسة الخشنة التي تحلق الشعر بخشونتها: محالق (انظر: المجمل 1/249)، والحلقة سميت تشبيها بالحلق في الهيئة، وقيل: حلقه، وقال بعضهم (والمراد به ابن السكيت فقد أنكر فتح اللام، وأثبته سيبويه وثعلب واللحياني وغيرهم) : لا أعرف الحلقة إلا في الذين يحلقون الشعر، وهو جمع حالق، ككافر وكفرة، والحلقة بفتح اللام لغة غير جيدة. وإبل محلقة: سمتها حلق. واعتبر في الحلقة معنى الدوران، فقيل: حلقة (بفتح اللام وتسكينها) القوم، وقيل: حلق الطائر: إذا ارتفع ودار في طيرانه.
حلب
- الحلم: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب، وجمعه أحلام، قال الله تعالى: ?أم تأمرهم أحلامهم بهذا? [الطور/32]، قيل معناه: عقولهم (وهو قول ابن زيد كما في الدر المنثور 7/636)، وليس الحلم في الحقيقة هو العقل، لكن فسروه بذلك لكونه من مسببات العقل (قال السمين: وفيه نظر، إذ قد سمع إطلاقه مرادا به الحقيقة. عمدة الحفاظ: حلم)، وقد حلم (انظر: الأفعال 3/365) وحلمه العقل وتحلم، وأحلمت المرأة: ولدت أولادا حلماء (انظر: الأفعال 3/365)، قال الله تعالى: ?إن إبراهيم لحليم أواه منيب? [هود/75]، وقوله تعالى: ?فبشرناه بغلام حليم? [الصافات/101]، أي: وجدت فيه قوة الحلم، وقوله عز وجل: ?وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم? [النور/59]، أي: زمان البلوغ، وسمي الحلم لكون صاحبه جديرا بالحلم، ويقال: حلم (انظر: الأفعال 3/365؛ والمجمل 1/247؛ وعمدة الحفاظ: حلم. وقال بعضهم:
حلم في النوم أتى كنصرا *** وضمه في العقل حكم قد جرى
وفي الأديم جاء مثل فرح *** لفاسد الدبغ فكن مصححا)
في نومه يحلم حلما وحلما، وقيل: حلما نحو: ربع، وتحلم واحتلم، وحلمت به في نومي، أي: رأيته في المنام، قال الله تعالى: ?قالوا أضغاث أحلام? [يوسف/54]، والحلمة: القراد الكبير، قيل: سميت بذلك لتصورها بصورة ذي حلم، لكثرة هدوئها، فأما حلمة الثدي فتشبيها بالحلمة من القراد في الهيئة، بدلالة تسميتها بالقراد في قول الشاعر:
- 125 - كأن قرادي زوره طبعتهما *** بطين من الجولان كتاب أعجمي
(البيت للرماح بن ميادة في ديوانه ص 255؛ والمخصص 2/23؛ واللسان (قرد) ؛ والفرق لثابت اللغوي ص 27؛ وجمهرة اللغة 2/188)
وحلم الجلد: وقعت فيه الحلمة، وحلمت البعير: نزعت عنه الحلمة، ثم قال: حلمت فلانا: إذا داريته ليسكن وتتمكن منه تمكنك من البعير إذا سكنته بنزع القراد عنه (انظر: الأفعال 1/365؛ والمجمل 1/247).
حلى
- الحلي جمع الحلي، نحو: ثدي وثدي، وقال تعالى: ?من حليهم عجلا جسدا له خوار? [الأعراف/148]، يقال: حلي يحلى (قال صاحب كتاب الأفعال 1/376؛ وحلي الشيء في عيني وصدري حلي وحلاوة: حسن، وحليت المرأة حليا: لبست الحلي)، قال الله تعالى: ?يحلون فيها من أساور من ذهب? [الكهف/31]، وقال تعالى: ?وحلوا أساور من فضة? [الإنسان/21]، وقيل: الحلية والجمع حلي (بكسر الحاء وضمها)، قال تعالى: ?أو من ينشأ في الحلية? [الزخرف/18].
حم
- الحميم: الماء الشديد الحرارة، قال تعالى: ?وسقوا ماء حميما? [محمد/15]، ?إلا حميما وغساقا? [عم/25]، وقال تعالى: ?والذين كفروا لهم شراب من حميم? [الأنعام/70]، وقال عز وجل: ?يصب من فوق رؤوسهم الحميم? [الحج/19]، ?ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم? [الصافات/67]، ?هذا فليذوقوه حميم وغساق? [ص/57]، وقيل للماء الحار في خروجه من منبعه: حمة، وروي: (العالم كالحمة يأتيها البعداء ويزهد فيها القرباء) (انظر: الفائق 1/322؛ والنهاية 1/445؛ وغريب الحديث لأبي عبيد 4/490)، وسمي العرق حميما (انظر: اللسان (حمم) 12/155) على التشبيه، واستحم الفرس: عرق، وسمي الحمام حماما؛ إما لأنه يعرق؛ وإما لما فيه من الماء الحار، واستحم فلان: دخل الحمام، وقوله عز وجل: ?فما لنا من شافعين *** ولا صديق حميم? [الشعراء/100 - 101]، وقوله تعالى: ?ولا يسأل حميم حميما? [المعارج/10]، فهو القريب المشفق، فكأنه الذي يحتد حماية لذويه، وقيل لخاصة الرجل: حامته، فقيل: الحامة والعامة، وذلك لما قلنا، ويدل على ذلك أنه قيل للمشفقين من أقارب الإنسان حزانته (في اللسان: والحزانة بالضم والتخفيف: عيال الرجل الذين يتحزن بأمرهم ولهم)، أي: الذين يحزنون له، واحتم فلان لفلان: احتد (انظر: البصائر 2/498)، وذلك أبلغ من اهتم لما فيه من معنى الاحتمام، وأحم الشحم: أذابه، وصار كالحميم، وقوله عز وجل: ?وظل من يحموم? [الواقعة/43]، للحميم، فهو يفعول من ذلك، وقيل: أصله الدخان الشديد السواد (وهو قول ابن سيده، راجع: اللسان (حمم) 12/157)، وتسميته إما لما فيه من فرط الحرارة، كما فسره في قوله: ?لا بارد ولا كريم? [الواقعة/44]، أو لما تصور فيه من لفظ الحممة، فقد قيل للأسود يحموم، وهو من لفظ الحممة، وإليه أشير بقوله: ?لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل? [الزمر/16]،
وعبر عن الموت بالحمام، كقولهم: حم كذا، أي: قدر، والحمى سميت بذلك إما لما فيها من الحرارة المفرطة، وعلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (الحمى من فيح جهنم) (الحديث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء). أخرجه البخاري في الطب، باب الحمى من فيح جهنم 10/174؛ ومسلم في السلام: باب لكل داء دواء برقم (2210) ؛ وأحمد في مسنده 1/291؛ ومالك في الموطأ؛ انظر: شرح الزرقاني 4/331؛ وابن ماجه 2/1150)، وإما لما يعرض فيها من الحميم، أي: العرق؛ وإما لكونها من أمارات الحمام، لقولهم: (الحمى بريد الموت) (هذا حديث: أخرجه أبو نعيم وابن السني في الطب وهناد في الزهد، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات ولفظه: (الحمى رائد الموت وهي سجن الله للمؤمن يحبس بها عبده إذا شاء ثم يرسله إذا شاء، ففتروها بالماء) وذكره ابن حجر المكي في فتاويه (الحمى بريد الموت). قال في المقاصد: وبالجملة فهو حديث حسن. انظر: الفتح الكبير 2/81؛ وكشف الخفاء 1/366؛ والمقاصد الحسنة ص 194)، وقيل: (باب الموت)، وسمي حمى البعير حماما (في اللسان: والحمام بالضم: حمى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه الأدواء) بضمة الحاء، فجعل لفظه من لفظ الحمام لما قيل: إنه قلما يبرأ البعير من الحمى. وقيل: حمم الفرخ (انظر: المجمل 1/218) : إذا اسود جلده من الريش، وحمم وجهه: اسود بالشعر، فهما من لفظ الحممة، وأما حمحمة الفرس فحكاية لصوته (انظر: المجمل 1/218؛ واللسان (حمم) )، وليس من الأول في شيء.
حمد
- الحمد لله تعالى: الثناء عليه بالفضيلة، وهو أخص من المدح وأعم من الشكر، فإن المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره، ومما يقال منه وفيه بالتسخير، فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه، كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه، والحمد يكون في الثاني دون الأول، والشكر لا يقال إلا في مقابلة نعمة، فكل شكر حمد، وليس كل حمد شكرا، وكل حمد مدح وليس كل مدح حمدا، ويقال: فلان محمود: إذا حمد، ومحمد: إذا كثرت خصاله المحمودة، ومحمد: إذا وجد محمودا (انظر: البصائر 2/499)، وقوله عز وجل: ?إنه حميد مجيد? [هود/73]، يصح أن يكون في معنى المحمود، وأن يكون في معنى الحامد، وحماداك أن تفعل كذا (انظر: المجمل 1/250)، أي: غايتك المحمودة، وقوله عز وجل: ?ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد? [الصف/6]، فأحمد إشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم باسمه وفعله، تنبيها أنه كما وجد اسمه أحمد يوجد وهو محمود في أخلاقه وأحواله، وخص لفظة أحمد فيما بشر به عيسى صلى الله عليه وسلم تنبيها أنه أحمد منه ومن الذين قبله، وقوله تعالى: ?محمد رسول الله? [الفتح/29]، فمحمد ههنا - وإن كان من وجه اسما له علما - ففيه إشارة إلى وصفه بذلك وتخصيصه بمعناه كما مضى ذلك في قوله تعالى: ?إنا نبشرك بغلام اسمه يحي? [مريم/7]، أنه على معنى الحياة كما بين في بابه (هذا لم يأت بعد، وسيأتي في باب (حيي) ) إن شاء الله.
حمر
- الحمار: الحيوان المعروف، وجمعه حمير وأحمرة وحمر، قال تعالى: ?والخيل والبغال والحمير? [النحل/8]، ويعبر عن الجاهل بذلك، كقوله تعالى: ?كمثل الحمار يحمل أسفارا? [الجمعة/5]، وقال تعالى: ?كأنهم حمر مستنفرة? [المدثر/50]، وحمار قبان: دويبة، والحمارن: حجران يجفف عليهما الأقط (انظر: المجمل 1/251)، شبه بالحمار في الهيئة، والمحمر: الفرس الهجين المشبه بلادته ببلادة الحمار.
والحمرة في اللوان، وقيل: (الأحمر والأسود) (الحديث: (بعثت إلى الأحمر والأسود). أخرجه مسلم في المساجد 2/63؛ والدارمي في مسنده في السير 27) للعجم والعرب اعتبارا بغالب ألوانهم، وربما قيل: حمراء العجان (ومنه قول علي لرجل من الموالي: اسكت يا ابن حمراء العجان، أي: يا ابن الأمة، والعجان: ما بين القبل والدبر، وهي كلمة تقولها العرب في السب والذم. انظر: اللسان (حمر) )، والأحمران: اللحم والخمر (يقال: أهلك الرجال الأحمران، أي: اللحم والخمر، وأهلك النساء الأحمران، أي: الذهب والفضة)، اعتبارا بلونيهما، والموت الأحمر أصله فيما يراق فيه الدم، وسنة حمراء: جدبة، للحمرة العارضة في الجو منها، وكذلك حمارة (يقال: حمارة القيظ، وحمارته، بالتشديد والتخفيف، وحمرة الصيف. راجع اللسان: حمر) القيظ: لشدة حرها، وقيل: وطاءة حمراء: إذا كانت جديدة، ووطاءة دهماء: دارسة.
حمل
- الحمل معنى واحد اعتبر في أشياء كثيرة، فسوي بين لفظه في فعل، وفرق بين كثير منها في مصادرها، فقيل في الأثقال المحمولة في الظاهر كالشيء المحمول على الظهر: حمل.
وفي الأثقال المحمولة في الباطن: حمل، كالولد في البطن، والماء في السحاب، والثمرة في الشجرة تشبيها بحمل المرأة، قال تعالى: ?وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء? [فاطر/18]، يقال: حملت الثقل والرسالة والوزر حملا، قال الله تعالى: ?وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم? [العنكبوت/13]، وقال تعالى: ?وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء? [العنكبوت/12]، وقال تعالى: ?ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت: لا أجد ما أحملكم عليه? [التوبة/92]، وقال عز وجل: ?ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة? [النحل/25]، وقوله عز وجل: ?مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار? [الجمعة/5]، أي: كلفوا أن يتحملوها، أي: يقوموا بحقها، فلم يحملوها، ويقال: حملته كذا فتحمله، وحملت عليه كذا فتحمله، واحتمله وحمله، وقال تعالى: ?فاحتمل السيل زبدا رابيا? [الرعد/17]، ?وحملناكم في الجارية? [الحاقة/11]، وقوله: ?فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم? [النور/54]، وقال تعالى: ?ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به? [البقرة/286] وقال عز وجل: ?وحملناه على ذات ألواح ودسر? [القمر/13]، ?ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا? [الإسراء/3]، ?وحملت الأرض والجبال? [الحاقة/14].
وحملت المرأة: حبلت، وكذا حملت الشجرة، يقال: حمل وأحمال، قال عز وجل: ?وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن? [الطلاق/4]، ?وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه? [فصلت/47]، ?حملت حملا خفيفا فمرت به? [الأعراف/189]، ?حملته أمه كرها ووضعته كرها? [الأحقاف/15]، ?وحمله وفضاله ثلاثون شهرا? [الأحقاف/15]، والأصل في ذلك الحمل على الظهر، فاستعير للحبل بدلالة قولهم: وسقت الناقة (راجع: الأفعال 4/232؛ وأساس البلاغة (وسق) ) : إذا حملت. وأصل الوسق: الحمل المحمول على ظهر البعير. وقيل: الحمولة لما يحمل عليه، كالقتوبة (القتوبة: الإبل تقتب، والقتب واحد الأقتاب، وهي الأكف التي توضع على نقالة الأحمال. انظر: أساس البلاغة ص 354) والركوبة، والحمولة: لما يحمل، والحمل: للمحمول، وخص الضأن الصغير بذلك بكونه محمولا، لعجزه، أو لقربه من حمل أمه إياه، وجمعه: أحمال وحملان (انظر: اللسان (حمل) )، وبها شبه السحاب، فقال عز وجل: ?فالحاملات وقرا? [الذاريات/2]، والحميل: السحاب الكثير الماء، لكونه حاملا للماء (انظر: البصائر 2/502)، والحميل: ما يحمله السيل، والغريب تشبيها بالسيل، والولد في البطن. والحميل: الكفيل، لكونه حاملا للحق مع من عليه الحق، وميراث الحميل لمن لا يتحقق نسبه (في اللسان: والحميل: الذي يحمل من بلده صغيرا، ولم يولد في الإسلام، ومنه قول عمر رضي الله عنه في كتابه إلى شريح: (الحميل لا يورث إلا ببينة). وانظر: النهاية 1/442)، و ?حمالة الحطب? [المسد/4]، كناية عن النمام، وقيل: فلان يحمل الحطب الرطب (انظر: البصائر 2/502)، أي: ينم.
حمى
- الحمي: الحرارة المتولدة من الجواهر المحمية، كالنار والشمس، ومن القوة الحارة في البدن، قال تعالى: ?في عين حامية? (سورة الكهف: آية 86، وهي قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبي جعفر)، أي: حارة، وقرئ: ?حمئة? (وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وحفص ويعقوب. انظر: الإتحاف 294)، وقال عز وجل: ?يوم يحمى عليها في نار جهنم? [التوبة/35]، وحمي النهار (انظر: الأفعال 1/373)، وأحميت الحديدة إحماء, وحميا الكأس (انظر: المجمل 1/250) : سورتها وحرارتها، وعبر عن القوة الغضبية إذا ثارت وكثرت بالحمية، فقيل: حميت على فلان، أي: غضبت عليه، قال تعالى: ?حمية الجاهلية? [الفتح/26]، وعن ذلك استعير قولهم: حميت المكان حمى، وروي: (لا حمى إلا لله ورسوله) (الحديث أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري 6/146؛ وأحمد في مسنده 4/73؛ وأبو داود في باب الأرض يحميها الرجل. انظر: معالم السنن 3/49).
وحميت أنفي محمية (انظر: أساس البلاغة ص 97)، وحميت المريض حميا، وقوله عز وجل: ?ولا حام? [المائدة/103]، قيل: هو الفحل إذا ضرب عشرة أبطن كأن يقال: حمى ظهره فلا يركب (راجع: الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3/212)، وأحماء المرأة: كل من كان من قبل زوجها (قال ابن فارس: الحمو: أبو الزوج، وأبو امرأة الرجل. انظر: المجمل 1/249.
وقال ابن الأثير: الأحماء: أقارب الزوج، وفيه (لا يخلون رجل بمغيبة وإن قيل حموها، ألا حموها الموت).
انظر: النهاية 1/448)، وذلك لكونهم حماة لها، وقيل: حماها وحموها وحميها، وقد همز في بعض اللغات فقيل: حمء، نحو: كمء (وهذا منقول عن الأصمعي، انظر: المجمل 1/249)، والحمأة والحمأ: طين أسود منتن، قال تعالى: ?من حمأ مسنون? [الحجر/26]، ويقال: حمأت البئر: أخرجت حمأتها، وأحمأتها: جعلت فيها حمأ، وقرئ: ?في عين حمئة? (سورة الكهف: آية 86، وقد مرت في الصفحة السابقة) : ذات حمأ.
حن
- الحنين: النزاع المتضمن للإشفاق يقال: حنت المرأة، والناقة لولدها، وقد يكون مع ذلك صوت، ولذلك يعبر بالحنين عن الصوت الدال على النزاع والشفقة، أو متصور بصورته. وعلى ذلك حنين الجذع، وريح حنون، وقوس حنانة: إذا رنت عند الإنباض (انظر: المجمل 1/218). وقيل: ما له حانة ولا آنة، أي: لا ناقة ولا شاة سمينة، ووصفتا بذلك اعتبارا بصوتيهما، ولما كان الحنين متضمنا للإشفاق، والإشفاق لا ينفك من الرحمة عبر عن الرحمة به في نحو قوله تعالى: ?وحنانا من لدنا? [مريم/13]، ومنه قيل: الحنان المنان (انظر: الأسماء والصفات ص 86 - 105)، وحنانيك: إشفاقا بعد إشفاق، وتثنيته كتثنية لبيك وسعديك، ?ويوم حنين? [التوبة/25]، منسوب إلى مكان معروف.
حنث
- قال الله تعالى: ?وكانوا يصرون على الحنث العظيم? [الواقعة/46]، أي: الذنب المؤثم، وسمي اليمين الغموس حنثا لذلك، وقيل: حنث (انظر: الأفعال 1/411) في يمينه إذا لم يف بها، وعبر بالحنث عن البلوغ؛ لما كان الإنسان عنده يؤخذ بما يرتكبه خلافا لما كان قبله، فقيل: بلغ فلان الحنث. والمتحنث: النافض عن نفسه الحنث، نحو: المتحرج والمتأثم.
حنجر
- قال تعالى: ?لدى الحناجر كاظمين? [غافر/18]، وقال عز وجل: ?وبلغت القلوب الحناجر? [الأحزاب/10]، جمع حنجرة، وهي رأس الغلصمة من خارج.
حنذ
- قال تعالى: ?فجاء بعجل حنيذ? [هود/69]، أي: مشوي بين حجرين، وإنما يفعل ذلك لتتصبب عنه اللزوجة التي فيه، وهو من قولهم: حنذت الفرس: استحضرته شوطا أو شوطين، ثم ظاهرت عليه الجلال ليعرق (انظر: المجمل 1/254)، وهو محنوذ وحنيذ، قد حنذتنا الشمس (أي: أحرقتنا)، ولما كان ذلك خروج ماء قليل قيل: إذا سقيت الخمر فأحنذ (انظر: أساس البلاغة ص 97؛ والمجمل ص 255)، أي: قلل الماء فيها، كالماء الذي يخرج من العرق والحنيذ.
حنف
- الحنف: هو ميل عن الضلال إلى الاستقامة، والجنف: ميل عن الاستقامة إلى الضلال، والحنيف هو المائل إلى ذلك، قال عز وجل: ?قانتا لله حنيفا? [النحل/120]، وقال: ?حنيفا مسلما? [آل عمران/67]، وجمعه حنفاء، قال عزوجل: ?واجتنبوا قول الزور *** حنفاء لله? [الحج/30 - 31]، وتحنف فلان، أي: تحرى طريق الاستقامة، وسمت العرب كل من حج أو اختتن حنيفا، تنبيها أنه على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم، والأحنف: من في رجله ميل، قيل: سمي بذلك على التفاؤل، وقيل: بل استعير للميل المجرد.
حنك
- الحنك: حنك الإنسان والدابة، وقيل لمنقار الغراب: حنك؛ لكونه كالحنك من الإنسان، وقيل: أسود مثل حنك الغراب، وحلك الغراب، فحنكه: منقاره، وحلكه: سواد ريشه، وقوله تعالى: ?لأحتنكن ذريته إلا قليلا? [الإسراء/62]، يجوز أن يكون من قولهم: حنكت الدابة: أصبت حنكها باللجام والرسن، فيكون نحو قولك: لألجمن فلانا ولأرسننه (انظر: البصائر 2/505)، ويجوز أن يكون من قولهم احتنك الجراد الأرض، أي: استولى بحنكه عليها، فأكلها وستأصلها، فيكون معناه: لأستولين عليهم استيلاءه على ذلك، وفلان حنكه الدهر واحتنكه، كقولهم: نجذه، وقرع سنه، وافتره (يقال للشيخ: قد علته كبرة وعرته فترة. انظر: اللسان: (فتر) ؛ وأساس البلاغة ص 333)، ونحو ذلك من الاستعارات في التجربة (قال ابن الأعرابي: جرذه الدهر، ودلكه ورعسه وحنكه، وعركه ونجذه بمعنى واحد. وقال قدامة بن جعفر: ويقال: قد عجمته الخطوب، وجذعته الحروب، ونجذته الأمور، وهذبته الدهور، ودربته العصور، وحنكته التجارب.
راجع: جواهر الألفاظ ص 334؛ واللسان (حنك) ).
حوب
- الحوب: الإثم، قال عز وجل: ?إنه كان حوبا كبيرا? [النساء/2]، والحوب المصدر منه، وروي: (طلاق أم أيوب حوب) (الحديث عن ابن عباس أن أبا أيوب طلق امرأته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إن طلاق أم أيوب كان حوبا). أخرجه الطبراني، وفيه يحي بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف، انظر: مجمع الزوائد: باب فضائل أم أيوب 9/265.
قال ابن سيرين: الحوب: الإثم)، وتسميته بذلك لكونه مزجورا عنه، من قولهم: حاب حوبا وحوبا وحيابة، والأصل فيه حوب لزجر الإبل، وفلان يتحوب من كذا، أي: يتأثم، وقولهم ألحق الله به الحوبة (انظر: المجمل 1/255)، أي: المسكنة والحاجة.
وحقيقتها: هي الحاجة التي تحمل صاحبها على ارتكاب الإثم، وقيل: بات فلان بحيبة سوء (انظر: اللسان (حوب) 1/339؛ والمجمل 1/255).
والحوباء قيل هي النفس (انظر الغريب المصنف ورقة 8 نسخة الظاهرية)، وحقيقتها هي النفس المرتكبة للحوب، وهي الموصوفة بقوله تعالى: ?إن النفس لأمارة بالسوء? [يوسف/53].
حوت
- قال الله تعالى: ?نسيا حوتهما? [الكهف/61]، وقال تعالى: ?فالتقمه الحوت? [الصافات/142]، وهو السمك العظيم، ?إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا? [الأعراف/163]، وقيل: حاوتني فلان، أي: راوغني مراوغة الحوت.


[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]

حيد
- قال عز وجل: ?ذلك ما كنت منه تحيد? [ق/19] أي: تعدل عنه وتنفر منه.
حيث
- عبارة عن مكان مبهم يشرح بالجملة التي بعده، نحو قوله تعالى: ?وحيث ما كنتم? [البقرة/144]، ?ومن حيث خرجت? [البقرة/149].
حوذ
- الحوذ:
أن يتبع السائق حاذيي البعير، أي: أدبار فخذيه فيعنف في سوقه، يقال: حاذ الإبل يحوذها، أي: ساقها سوقا عنيفا، وقوله: ?استحوذ عليهم الشيطان? [المجادلة/19]، استاقهم مستوليا عليهم، أو من قولهم: استحوذ العير على الأتان، أي: استولى على حاذيها، أي: جانبي ظهرها، ويقال استحاذ، وهو القياس، واستعارة ذلك كقولهم: اقتعده الشيطان وارتكبه، والأحوذي: الخفيف الحاذق بالشيء، من الحوذ أي: السوق.
حور
- الحور: التردد إما بالذات؛ وإما بالفكر، وقوله عز وجل: ?إنه ظن أن لن يحور? [الانشقاق/14]، أي: لن يبعث، وذلك نحو قوله: ?زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا، قل بلى وربي لتبعثن? [التغابن/17]، وحار الماء في الغدير: تردد فيه، وحار في أمره: تحير، ومنه: المحور للعود الذي تجري عليه البكرة لتردده، وبهذا النظر قيل: سير السواني أبدا لا ينقطع (المثل: سير السواني سفر لا ينقطع. اللسان: سنا)، والسواني جمع سانية، وهي ما يستقى عليه من بعير أو ثور، ومحاره الأذن لظاهره المنقعر، تشبيها بمحارة الماء لتردد الهواء بالصوت فيه كتردد الماء في المحارة، والقوم في حور أي: في تردد إلى نقصان، وقوله: (نعوذ بالله من الحور بعد الكور) (الحديث عن عبد الله بن سرجس قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا يقول: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، وسوء المنظر في الأهل والمال) أخرجه مسلم في الحج برقم (1343) ؛ وابن ماجه 2/1279؛ والترمذي (العارضة 13/4) ؛ والنسائي 8/272) أي: من التردد في الأمر بعد المضي فيه، أو من نقصان وتردد في الحال بعد الزيادة فيها، وقيل: حار بعد ما كار.
والمحاورة والحوار: المرادة في الكلام، ومنه التحاور، قال الله تعالى: ?والله يسمع تحاوركما? [المجادلة/1]، وكلمته فما رجع إلي حوارا، أو حويرا أو محورة (انظر أساس البلاغة ص 98؛ ومجمل اللغة 1/256)، أي: جوابا، وما يعيش بأحور، أي بعقل يحور إليه، وقوله تعالى: ?حور مقصورات في الخيام? [الرحمن/72]، ?وحور عين? [الواقعة/22]، جمع أحور وحوراء، والحور قيل: ظهور قليل من البياض في العين من بين السواد، وأحورت عينه، وذلك نهاية الحسن من العين، وقيل: حورت الشيء: بيضته ودورته، ومنه: الخبز الحوارى، والحواريون أنصار عيسى صلى الله عليه وسلم، قيل: كانوا قصارين (انظر غريب القرآن لليزيدي ص 106)، وقيل: كانوا صيادين، وقال بعض العلماء: إنما سموا حواريين لأنهم كانوا يطهرون نفوس الناس بإفادتهم الدين والعلم المشار إليه بقوله تعالى: ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا? [الأحزاب/33]، قال: وإنما قيل: كانوا قصارين على التمثيل والتشبيه، وتصور منه من لم يتخصص بمعرفته الحقائق المهنة المتداولة بين العامة، قال: وإنما كانوا صيادين لاصطيادهم نفوس الناس من الحيرة، وقودهم إلى الحق، قال صلى الله عليه وسلم: (الزبير ابن عمتي وحواري) (الحديث عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي) أخرجه أحمد في المسند 3/314؛ وانظر الفتح الكبير 2/145؛ والرياض النضرة 4/275) وقوله صلى الله عليه وسلم: (لكل نبي حواري وحواري الزبير) (الحديث أخرجه البخاري في الجهاد 6/53، وفضل أصحاب النبي 7/80؛ ومسلم في فضائل الصحابة برقم 2415؛ وأحمد في المسند 3/307؛ وابن ماجه برقم 4122) فتشبيه بهم في النصرة حيث قال: ?من أنصاري إلى الله قال الحواريون: نحن أنصار الله? [الصف/14].
حاج
- الحاجة إلى الشيء: الفقر إليه مع محبته، وجمعها: حاج وحاجات وحوائج، وحاج يحوج: احتاج، قال تعالى: ?إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها? [يوسف/68]، وقال: ?حاجة مما أوتوا? [الحشر/9]، والحوجاء: الحاجة (قال الزمخشري: يقال: ليس له عندي حوجاء ولا لوجاء)، وقيل: الحاج ضرب من الشوك.
حير
- يقال: حار يحار حيرة، فهو حائر وحيران، وتحير واستحار: إذا تبلد في الأمر وتردد فيه، قال تعالى: ?كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران? [الأنعام/71]، والحائر: الموضع الذي يتحير به الماء، قال الشاعر:
- 126 - واستحار شبابها
(البيت تمامه:
ثلاثة أحوال فلما تجرمت *** علينا بهون واستحار شبابها
وهو لأبي ذؤيب الهذلي، في شرح أشعار الهذليين 1/43؛ وأساس البلاغة ص 101؛ وشطره في المجمل 1/259)
وهو أن يمتلئ حتى يرى في ذاته حيرة، والحيرة: موضع، قيل سمي بذلك لاجتماع ماء كان فيه.
حيز
- قال الله تعالى: ?أو متحيزا إلى فئة? [الأنفال/16]، أي: صائرا إلى حيز وأصله من الواو، وذلك كل جمع منضم بعضه إلى بعض، وحزت الشيء أحوزه حوزا، وحمى حوزته، أي: جمعه، وتحوزت الحية وتحيزت، أي: تلوث (انظر: المجمل 1/257)، والأحوزي: الذي جمع حوزه متشمرا، وعبر به عن الخفيف السريع.
حاشى
- قال الله تعالى: ?وقلن حاش لله? [يوسف/31] أي: بعدا منه. قال أبو عبيدة: هي تنزيه واستثناء (انظر: مجاز القرآن 1/310)، وقال أبو علي الفسوي رحمه الله (قال أبو علي: وأما قوله تعالى: ?وقلن حاش لله? فإن (حاشا) لا يخلوا من أن يكون فعلا أو حرفا، فلا يجوز أن يكون حرفا؛ لأنه جار، وحرف الجر لا يدخل على مثله في كلام مأخوذ به، فثبت أنه فعل. راجع: المسائل الحلبيات ص 243 - 244.
- وذكر الفارسي في كتابه (الإيضاح العضدي) أن حاشا حرف، وقال: هو حرف فيه معنى الاستثناء. راجع: الإيضاح 1/210) : حاش ليس باسم، لأن حرف الجر لا يدخل على مثله، وليس بحرف لأن الحرف لا يحذف منه ما لم يكن مضعفا، تقول: حاش وحاشى، فمنهم من جعل حاش أصلا في بابه، وجعله من لفظة الحوش أي: الوحش، ومنه: حوشي الكلام.
وقيل: الحوش فحول جن نسبت إليها وحشة الصيد. وأحشته: إذا جئته من حواليه، لتصرفه إلى الحبالة، واحتوشوه وتحوشوه: أتوه من جوانبه. والحوش: أن يأكل الإنسان من جانب الطعام (انظر: المجمل 1/257)، ومنهم من حمل ذلك مقلوبا من حشى، ومنه الحاشية وقال:
- 127 - وما أحاشي من الأقوام من أحد *** (هذا عجز بيت، وصدره:
ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه
وهو للنابغة في ديوانه ص 33؛ وشرح المعلقات 2/166؛ والمجمل 1/258)
كأنه قال: لا أجعل أحد في حشا واحد فأستثنيه من تفضيلك عليه، قال الشاعر:
- 128 - ولا يتحشى الفحل إن أعرضت به *** ولا يمنع المرباع منه فصيلها
(البيت لرجل من عكل؛ وهو في المعاني الكبير 1/392؛ واللسان (حشا).
قوله: لا يتحشى: لا يبالي)
يصف إنسانا بالجود، وأنه يطعم وينحر كل ما يعرض له من الفحل وغيره.
حاص
- قال تعالى: ?هل من محيص? [ق/36]، وقولهه تعالى: ?ما لنا من محيص? [إبراهيم/21]، أصله من حيص بيص أي: شدة، وحاص عن الحق يحيص، أي: حاد عنه إلى شدة ومكروه. وأما الحوص فخياطة الجلد ومنه حصت عين الصقر (قال السرقسطي: حاص الثوب حوصا وحياصة: خاطه. انظر: الأفعال 1/418؛ والمجمل 1/258؛ واللسان: حوص).
حيض
- الحيض: الدم الخارج من الرحم على وصف مخصوص في وقت مخصوص، والمحيض: الحيض ووقت الحيض وموضعه، على أن المصدر في هذا النحو من الفعل يجيء على مفعل، نحو: معاش ومعاد، وقول الشاعر:
- 129 - لا يستطيع بها القراد مقيلا
(هذا عجز بيت، وشطره:
بنيت مرافقهن فوق مزلة
وهو للراعي في ديوانه ص 241؛ وكتاب سيبويه 2/247؛ والمخصص 1/55؛ والبحر 2/167)
أي مكانا للقيلولة، وإن كان قد قيل: هو مصدر، ويقال: ما في برك مكيل ومكال (قولهم: مكيل شاذ؛ لأن المصدر من فعل يفعل: مفعل - بكسر العين -
يقال: ما في برك مكال، وقد قيل: مكيل عن الأخفش، قال الجوهري: وصوابه مفعل. راجع: اللسان (كيل) ).
حيط
- الحائط: الجدار الذي يحوط بالمكان، والإحاطة تقال على وجهين:
أحدهما: في الأجسام نحو: أحطت بمكان كذا، أو تستعمل في الحفظ نحو: ?إنه بكل شيء محيط? [فصلت/54]، أي: حافظ له من جميع جهاته، وتستعمل في المنع نحو: ?إلا أن يحاط بكم? [يوسف/66]، أي: إلا أن تمنعوا، وقوله: ?أحاطت به خطيئته? [البقرة/81]، فذلك أبلغ استعارة، وذاك أن الإنسان إذا ارتكب ذنبا واستمر عليه استجره إلى معاوده ما هو أعظم منه، فلا يزال يرتقي حتى يطبع على قلبه، فلا يمكنه أن يخرج عن تعاطيه.
والاحتياط: استعمال ما فيه الحياطة، أي: الحفظ.
والثاني: في العلم نحو قوله: ?أحاط بكل شيء علما? [الطلاق/12]، وقوله عز وجل: ?إن الله بما يعملون محيط? [آل عمران/120]، وقوله: ?إن ربي بما تعملون محيط? [هود/92]. والإحاطة بالشيء علما هي أن تعلم وجوده وجنسه وقدره وكيفيته، وغرضه المقصود به وبإيجاده، وما يكون به ومنه، وذلك ليس إلا لله تعالى، وقال عز وجل: ?بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه? [يونس/39]، فنفى ذلك عنهم. وقال صاحب موسى: ?وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا? [الكهف/68]، تنبيها أن الصبر التام إنما يقع بعد إحاطة العلم بالشيء، وذلك صعب إلا بفيض إلهي وقوله عز وجل: ?وظنوا أنهم أحيط بهم? [يونس/22]، فذلك إحاطة بالقدرة، وكذلك قوله عز وجل: ?وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها? [الفتح/21]، وعلى ذلك قوله: ?إني أخاف عليكم عذاب يوم محيط? [هود/84].
حيف
- الحيف: الميل في الحكم والجنوح إلى أحد الجانبين، قال الله تعالى: ?أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون? [النور/50]، أي: يخافون أن يجور في حكمه. ويقال تحيفت الشيء أخذته من جوانبه (انظر: المجمل 1/259).
حاق
- قوله تعالى: ?وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن? [هود/8]. قال عز وجل: ?ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله? [فاطر/43]، أي: لا ينزل ولا يصيب، قيل: وأصله حق فقلب، نحو: زل وزال، وقد قرئ: ?فأزلهما الشيطان? [البقرة/36]، و ?أزالهما? (وبها قرأ حمزة. انظر: الإتحاف 134) وعلى هذا: ذمه وذامه.
حول
- أصل الحول تغير الشيء وانفصاله عن غيره، وباعتبار التغير قيل: حال الشيء يحول حؤولا، واستحال: تهيأ لأن يحول، وباعتبار الانفصال قيل: حال بيني وبينك كذا، وقوله تعالى: ?واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه? [الأنفال/24]، فإشارة إلى ما قيل في وصفه: (يا مقلب القلوب والأبصار) (الحديث عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. أخرجه أحمد 3/112)، وهو أن يلقي في قلب الإنسان ما يصرفه عن مراده لحكمة تقتضي ذلك، وقيل: على ذلك: ?وحيل بينهم وبين ما يشتهون? [سبأ/54]، وقال بعضهم في قوله: ?يحول بين المرء وقلبه? [الأنفال/24]، هو أن يهلكه، أو يرده إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا (انظر غرائب التفسير وعجائب التأويل 1/438)، وحولت الشيء فتحول: غيرته؛ إما بالذات؛ وإما بالحكم والقول، ومنه: أحلت على فلان بالدين. وقولك: حولت الكتاب هو أن تنقل صورة ما فيه إلى غيره من غير إزالة الصورة الأولى، وفي المثل (الأمثال لأبي عبيد ص 337، ومجمع الأمثال 2/175) : لو كان ذا حيلة لتحول، وقوله عز وجل: ?لا يبغون عنها حولا? [الكهف/108]، أي: تحولا.
والحول: السنة، اعتبارا بانقلابها ودوران الشمس في مطالعها ومغاربها، قال الله تعالى: ?والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين? [البقرة/233]، وقوله عز وجل: ?متاعا إلى الحول غير إخراج? [البقرة/240]. ومنه: حالت السنة تحول، وحالت الدار: تغيرت، وأحالت وأحولت: أتى عليها الحول (انظر: المجمل 1/258)، نحو أعامت وأشهرت، وأحال فلان بمكان كذا: أقام به حولا، وحالت الناقة تحول حيالا: إذا لم تحمل (انظر:المجمل 1/258) وذلك لتغير ما جرت به عادتها، والحال: لما يختص به الإنسان وغيره من أموره المتغيرة في نفسه وجسمه وقنيته، والحول: ما له من القوة في أحد هذه الأصول الثلاثة، ومنه قيل: لا حول ولا قوة إلا بالله، وحول الشيء: جانبه الذي يمكنه أن يحول إليه، قال عز وجل: ?الذين يحملون العرش ومن حوله? [غافر/7]، والحيلة والحويلة: ما يتوصل به إلى حالة ما في خفية، وأكثر استعمالها فيما في تعاطيه خبث، وقد تستعمل فيما فيه حكمة، ولهذا قيل في وصف الله عز وجل: ?وهو شديد المحال? [الرعد/13]، أي: الوصول في خفية من الناس إلى ما فيه حكمة، وعلى هذا النحو وصف بالمكر والكيد لا على الوجه المذموم، تعالى الله عن القبيح. والحيلة من الحول، ولكن قبلت واوها ياء لانكسار ما قبلها، ومنه قيل: رجل حول (في اللسان: ورجل حول وحوله، مثل همزة: محتال شديد الاحتيال)، وأما المحال: فهو ما جمع فيه بين المتناقضين، وذلك يوجد في المقال، نحو أن يقال: جسم واحد في مكانين في حالة واحدة، واستحال الشيء: صار محالا فهو مستحيل. أي: آخذ في أن يصير محالا، والحولاء: لما يخرج مع الولد (قال ابن منظور: والحولاء والحولاء من الناقة كالمشيمة للمرأة. اللسان (حول) والغريب المصنف ورقة 27، نسخة تركيا). ولا أفعل كذا ما أرزمت أم حائل (انظر: اللسان (حول) 11/189؛ والجمل 1/258)، وهي الأنثى من أولاد الناقة إذا تحولت عن حال الاشتباه فبان أنها أنثى، ويقال للذكر بإزائها: سقب. والحال تستعمل في اللغة للصفة التي عليها الموصوف، وفي تعارف أهل المنطق لكيفية سريعة الزوال، نحو: حرارة وبرودة، ويبوسة ورطوبة عارضة.
حين
- الحين: وقت بلوغ الشيء وحصوله، وهو مبهم المعنى ويتخصص بالمضاف إليه، نحو قوله تعالى: ?ولات حين مناص? [ص/3]، ومن قال حين يأتي على أوجه: للأجل، نحو: ?فمتعناهم إلى حين? [الصافات/148]، وللسنة، نحو قوله تعالى: ?تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها? [إبراهيم/25]، وللساعة، نحو: ?حين تمسون وحين تصبحون? [الروم/17]، وللزمان المطلق، نحو: ?هل أتى على الإنسان حين من الدهر? [الدهر/1]، ?ولتعلمن نبأه بعد حين? [ص/88]. فإنما فسر ذلك بحسب ما وجده قد علق به، ويقال: عاملته محاينة: حينا وحينا، وأحينت بالمكان: أقمت به حينا، وحان حين كذا، أي: قرب أوانه، وحينت الشيء: جعلت له حينا، والحين عبر به عن حين الموت.
حيى
- الحياة تستعمل على أوجه:
الأول: للقوة النامية الموجودة في النبات والحيوان، ومنه قيل: نبات حي، قال عز وجل: ?أعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها? [الحديد/17]، وقال تعالى: ?وأحيينا به بلدة ميتا? [ق/11]، ?وجعلنا من الماء كل شيء حي? [الأنبياء/30].
الثانية: للقوة الحساسة، وبه سمي الحيوان حيوانا، قال عز وجل: ?وما يستوي الأحياء ولا الأموات? [فاطر/22]، وقوله تعالى: ?ألم نجعل الأرض كفاتا *** أحياء وأمواتا? [المرسلات/25 - 26]، وقوله تعالى: ?إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير? [فصلت/39]، فقوله: ?إن الذي أحياها? إشارة إلى القوة النامية، وقوله: ?لمحيي الموتى? إشارة إلى القوة الحساسة.
الثالثة: للقوة العاملة العاقلة، كقوله تعالى: ?أو من كان ميتا فأحييناه? [الأنعام/122]، وقول الشاعر:
- 130 - وقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
(البيت لكثير عزة من قصيدة له يرثي بها خندفا الأسدي، ومطلعها:
شجا أظعان غاضرة الغوادي *** بغير مشورة عرضا فؤادي
وهو في ديوانه ص 223؛ ومعجم البلدان 4/194؛ والأغاني 12/173)
والرابعة: عبارة عن ارتفاع الغم، وبهذا النظر قال الشاعر:
- 131 - ليس من مات فاستراح بميت *** إنما الميت ميت الأحياء
(البيت لعدي ابن الرعلاء، والرعلاء أمه، وبعده:
إنما الميت من يعيش كئيبا *** كاسفا باله قليل الرجاء
وهو في معجم الشعراء ص 252؛ وقطر الندى ص 234؛ واللسان (موت) ؛ والبصائر 2/512)
وعلى هذا قوله عز وجل: ?ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم? [آل عمران/169]، أي: هم متلذذون، لما روي في الأخبار الكثيرة في أرواح الشهداء (انظر في ذلك الدر المنثور 2/371).
والخامسة: الحياة الأخروية الأبدية، وذلك يتوصل إليه بالحياة التي هي العقل والعلم، قال الله تعالى: ?استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم? [الأنفال/24] (وعن مجاهد في الآية قال: هو هذا القرآن، فيه الحياة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة)، وقوله: ?يا ليتني قدمت لحياتي? [الفجر/24]، يعني بها: الحياة الأخروية الدائمة.
والسادسة: الحياة التي يوصف بها الباري، فإنه إذا قيل فيه تعالى: هو حي، فمعناه: لا يصح عليه الموت، ليس ذلك إلا لله عز وجل.
والحياة باعتبار الدنيا والآخرة ضربان: الحياة الدنيا، والحياة الآخرة: قال عز وجل: ?فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا? [النازعات/38]، وقال عز وجل: ?اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة? [البقرة/86]، وقال تعالى: ?وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع? [الرعد/26]، أي: الأعراض الدنيوية، وقال: ?ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها? [يونس/7]، وقوله تعالى: ?ولتجدنهم أحرص الناس على حياة? [البقرة/96]، أي: حياة الدنيا، وقوله عز وجل: ?وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى? [البقرة/260]، كان يطلب أن يريه الحياة الأخروية المعراة عن شوائب الآفات الدنيوية. وقوله عز وجل: ?ولكم في القصاص حياة? [البقرة/179]، أي: يرتدع بالقصاص من يريد الإقدام على القتل، فيكون في ذلك حياة الناس. وقال عز وجل: ?ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا? [المائدة/32]، أي: من نجاها من الهلاك، وعلى هذا قوله مخبرا عن إبراهيم: ?ربي الذي يحيي ويميت قال: أنا أحيي وأميت? [البقرة/258]، أي: أعفو فيكون إحياء.
الحيوان: مقر الحياة، ويقال على ضربين: أحدهما: ما له الحاسة، والثاني: ما له البقاء الأبدي، وهو المذكور في قوله عز وجل: ?وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون? [العنكبوت/64]، وقد نبه بقوله: ?لهي الحيوان? أن الحيوان الحقيقي السرمدي الذي لا يفنى، لا ما يبقى مدة ثم يفنى، وقال بعض أهل اللغة: الحيوان والحياة واحد (وهو مروي عن قتادة، راجع اللسان (حيا) )، وقيل: الحيوان: ما فيه الحياة، والموتان ما ليس فيه الحياة. والحيا: المطر؛ لأنه يحيي الأرض بعد موتها، وإلى هذا أشار بقوله تعالى: ?وجعلنا من الماء كل شيء حي? [الأنبياء/30]، وقوله تعالى: ?إنا نبشرك بغلام اسمه يحي? [مريم/7]، فقد نبه أنه سماه بذلك من حيث إنه لم تمته الذنوب، كما أماتت كثيرا من ولد آدم صلى الله عليه وسلم، لا أنه كان يعرف بذلك فقط فإن هذا قليل الفائدة. وقوله عز وجل: ?يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي? [يونس/31]، أي: يخرج الإنسان من النطفة، والدجاجة من البيضة، ويخرج النبات من الأرض، ويخرج النطفة من الإنسان. وقوله عز وجل: ?وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها? [النساء/86]، وقوله تعالى: ?فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله? [النور/61]، فالتحية أن يقال: حياك الله، أي: جعل لك حياة، وذلك إخبار، ثم يجعل دعاء. ويقال: حيا فلان فلانا تحية إذا قال له ذلك، وأصل التحية من الحياة، ثم جعل ذلك دعاء تحية، لكون جميعه غير خارج عن حصول الحياة، أو سبب حياة إما في الدنيا؛ وإما في الآخرة ومنه (التحيات لله) (حديث التشهد، أخرجه البخاري 2/311، باب التشهد في الآخرة؛ ومسلم برقم (402) ؛ والترمذي انظر: عارضة الأحوذي 2/83، ومعالم السنن 1/226) ؛ وابن ماجه برقم (899) ؛ والنسائي 2/240 في التشهد).
وقوله عز وجل: ?ويستحيون نساءكم? [البقرة/49]، أي: يستبقونهن، والحياء: انقباض النفس عن القبائح وتركه، لذلك يقال: حيي فهو حي (انظر: الأفعال 1/372)، واستحيا فهو مستحي، وقيل: استحى فهو مستح، قال الله تعالى: ?إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها? [البقرة/26]، وقال عز وجل: ?والله لا يستحيي من الحق? [الأحزاب/53]، وروي: (إن الله تعالى يستحي من ذي الشيبة المسلم أن يعذبه) (الحديث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يستحي أن يعذب شيبة شابت في الإسلام).
قال العجلوني: هكذا ذكره الغزالي في الدرة الفاخرة، ورواه السيوطي في الجامع الكبير عن ابن النجار بسند ضعيف. راجع: كشف الخفاء 1/244) فليس يراد به انقباض النفس، إذ هو تعالى منزه عن الوصف بذلك وإنما المراد به ترك تعذيبه، وعلى هذا ما روي: (إن الله حيي) (الحديث عن سلمان عن النبي قال: (إن الله حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين) أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم. قال البغوي: هذا حديث حسن غريب.
وقال ابن حجر: سنده جيد. راجع: فتح الباري 11/143؛ وشرح السنة 5/185؛ وسنن ابن ماجه 2/1271؛ وسنن أبي داود برقم (1488) كتاب الصلاة، باب الدعاء؛ وعارضة الأحوذي 13/68؛ والحاكم 1/497؛ وانظر: الفتح الكبير 1/333.
وفي حديث آخر: (إن الله تعالى حيي ستير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) أخرجه أحمد في المسند 4/224؛ وأبو داود برقم 4012 والنسائي 1/200، وانظر: الفتح الكبير 1/333) أي: تارك للقبائح فاعل للمحاسن.
حوايا
- الحوايا: جمع حوية، وهي الأمعاء ويقال للكساء الذي يلف به السنام: حوية، وأصله من: حويت كذا حيا وحواية (قال السرقسطي: وحوى الشيء حواية: ملكه. انظر: الأفعال 1/422)، قال الله تعالى: ?أو الحوايا أو ما اختلط بعظم? [الأنعام/146].
حوا
- قوله عز وجل: ?فجعله غثاء أحوى? [الأعلى/5]، أي: شديد السواد وذلك إشارة إلى الدرين (الدرين: النبت الذي أتى عليه سنة ثم جف، واليبيس الحولي هو الدرين)، نحو:
- 132 - وطال حبس بالدرين الأسود *** (البيت:
إذا الصبا أجلت يبيس الغرقد *** وطال حبس في الدرين الأسود
وهو في الحجة للفارسي 2/371 دون نسبة)
وقيل تقديره: والذي أخرج المرعى أحوى، فجعله غثاء (وهذا قول الفراء في معاني القرآن 3/256)، والحوة: شدة الخضرة، وقد احووى يحووي احوواء، نحو ارعوى، وقيل ليس لهما نظير، وحوى حوة، ومنه: أحوى وحواء (انظر عمدة الحفاظ: حوى).



وهاكذا إنتهى حرف الحاء
إنشاء الله في الأيام المقبلة حرف الخاء


[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]

كتاب الخاء
خبت
- الخبت: المطمئن من الأرض، وأخبت الرجل: قصد الخبت، أو نزله، نحو: أسهل وأنجد، ثم استعمل الإخبات استعمال اللين والتواضع، قال الله تعالى: ?وأخبتوا إلى ربهم? [هود/23]، وقال تعالى: ?وبشر المخبتين? [الحج/34]، أي: المتواضعين، نحو: ?لا يستكبرون عن عبادته? [الأعراف/206]، وقوله تعالى: ?فتخبت له قلوبهم? [الحج/54]، أي: تلين وتخشع، والإخبات هاهنا قريب من الهبوط في قوله تعالى: ?وإن منها لما يهبط من خشية الله? [البقرة/74] (وهذا الباب منقول بتمامه في البصائر 2/521).
خبث
- الخبث والخبيث: ما يكره رداءة وخساسة، محسوسا كان أو معقولا، وأصله الرديء الدخلة (الدخلة: البطانة الداخلة) الجاري مجرى خبث الحديد، كما قال الشاعر:
- 133 - سبكناه ونحسبه لجينا *** فأبدى الكير عن خبث الحديد
(البيت في البصائر 2/522؛ والمستطرف 1/38 دون نسبة؛ والتمثيل والمحاضرة ص 288)
وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال، قال عز وجل: ?ويحرم عليهم الخبائث? [الأعراف/157]، أي: ما لا يوافق النفس من المحظورات، وقوله تعالى: ?ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث? [الأنبياء/74]، فكناية عن إتيان الرجال. وقال تعالى: ?ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب? [آل عمران/179]، أي: الأعمال الخبيثة من الأعمال الصالحة، والنفوس الخبيثة من النفوس الزكية، وقال تعالى: ?ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب? [النساء/2]، أي: الحرام بالحلال، وقال تعالى: ?الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات? [النور/26]، أي: الأفعال الردية والاختيارات المبهرجة لأمثالها، وكذا: ?الخبيثون للخبيثات?، وقال تعالى: ?قل لا يستوي الخبيث والطيب? [المائدة/100]، أي: الكافر والمؤمن، والأعمال الفاسدة والأعمال الصالحة، وقوله تعالى: ?ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة? [إبراهيم/26]، فإشارة إلى كل كلمة قبيحة من كفر وكذب ونميمة وغير ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن أطيب من عمله، والكافر أخبث من عمله) (لم أجده في الحديث، لكن جاء نحوه عن علي بن أبي طالب قال: فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه. نهج البلاغة ص 665) ويقال: خبيث مخبث، أي: فاعل الخبث.
خبر
- الخبر: العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخبر، وخبرته خبرا وخبرة، وأخبرت: أعلمت بما حصل لي من الخبر، وقيل الخبرة المعرفة ببواطن الأمر، والخبار والخبراء: الأرض اللينة (انظر: المجمل 2/310)، وقد يقال ذلك لما فيها من الشجر، والمخابرة، مزارعة الخبار بشيء معلوم، والخبير: الأكار فيه، والخبر (الخبر بكسر الخاء وفتحها، انظر: اللسان (خبر) ؛ والمجمل 2/310) : المزادة العظيمة، وشبهت بها الناقة فسميت خبرا، وقوله تعالى: ?والله خبير بما تعملون? [آل عمران/153]، أي: عالم بأخبار أعمالكم، وقيل أي: عالم ببواطن أموركم، وقيل: خبير بمعنى مخبر، كقوله: ?فينبئكم بما كنتم تعملون? [المائدة/105]، وقال تعالى: ?ونبلو أخباركم? [محمد/31]، ?قد نبأنا الله من أخباركم? [التوبة/94]، أي: من أحوالكم التي نخبر عنها.
خبز
- الخبز معروف قال الله تعالى: ?أحمل فوق رأسي خبزا? [يوسف/36]، والخبزة: ما يجعل في الملة، والخبز: اتخاذه، واختبرت: إذا أمرت بخبزه، والخبازة صنعته، واستعير الخبز للسوق الشديد، لتشبيه هيئة السائق بالخابز.
خبط
- الخبط: الضرب على غير استواء، كخبط البعير الأرض بيده، والرجل الشجر بعصاه، ويقال للمخبوط: خبط (في اللسان: الخبط بالتحريك، فعل بمعنى مفعول، وهو من علف الإبل. انظر: خبط 7/282)، كما يقال للمضروب: ضرب، واستعير لعسف السلطان فقيل: سلطان خبوط، واختباط المعروف: طلبه بعسف تشبيها بخبط الورق، وقوله تعالى: ?يتخبطه الشيطان من المس? [البقرة/275]، فيصح أن يكون من خبط الشجر، وأن يكون من الاختباط الذي هو طلب المعروف، يروى عنه صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان من المس) (الحديث أخرجه أبو داود في الصلاة باب الاستعاذة برقم (1552) ؛ والنسائي 8/282؛ وانظر: جامع الأصول 4/361. وفيهما (عند الموت) بدل (من المس). وأخرجه أحمد في المسند 2/356).
خبل
- الخبال الفساد الذي يلحق الحيوان فيورثه اضطرابا، كالجنون والمرض المؤثر في العقل والفكر، ويقال: خبل وخبل وخبال، ويقال: خبله وخبله فهو خابل والجمع الخبل، ورجل مخبل، قال الله تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا? [آل عمران/118]، وقال عز وجل: ?ما زادوكم إلا خبالا? [التوبة/47]، وفي الحديث: (من شرب الخمر ثلاثا كان حقا على الله تعالى أن يسقيه من طينة الخبال) (الحديث عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مسكر حرام، وإن على الله عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال)، قالوا: وما طينة الخبال؟ قال: (عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار) أخرجه مسلم في باب الأشربة رقم 2002؛ وقريب منه في مسند الطيالسي 1/339؛ والترمذي 1863؛ وابن ماجه (3377) وسنده صحيح؛ وانظر: شرح السنة 11/356) قال زهير:
- 134 - هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا
(هذا شطر بيت، وعجزه:
وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا
وهو في ديوانه ص 122؛ والمجمل 2/312)
أي: إن طلب منهم إفساد شيء من إبلهم أفسدوه.
خبو
- خبت النار تخبو: سكن لهبها، وصار عليها خباء من رماد، أي غشاء، وأصل الخباء الغطاء الذي يتغطى به، وقيل لغشاء السنبلة خباء، قال عز وجل: ?كلما خبت زدناهم سعيرا? [الإسراء/97].
خبء
- ?يخرج الخبء? [النمل/25]، يقال ذلك لكل مدخر مستور، ومنه قيل: جارية مخبأة، والخبأة: الجارية التي تظهر مرة، وتخبأ أخرى، والخباء سمة في موضع خفي.
ختر
- الختر: غدر يختر فيه الإنسان، أي: يضعف ويكسر لاجتهاده فيه، قال الله تعالى: ?كل ختار كفور? [لقمان/32].
ختم
- الختم والطبع يقال على وجهين: مصدر ختمت وطبعت، وهو تأثير كنقش الخاتم والطابع. والثاني: الأثر الحاصل عن النقش، ويتجوز بذلك تارة في الاستيثاق من الشيء، والمنع منه اعتبارا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب، نحو: ?ختم الله على قلوبهم? [البقرة/7]، ?ختم على سمعه وقلبه? [الجاثية/23]، وتارة في تحصيل أثر عن شيء اعتبارا بالنقش الحاصل، وتارة يعتبر منه بلوغ الآخر، ومنه قيل: ختمت القرآن، أي: انتهيت إلى آخره، فقوله: ?ختم الله على قلوبهم? [البقرة/7]، وقوله تعالى: ?قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم? [الأنعام/46]، إشارة إلى ما أجرى الله به العادة أن الإنسان إذا تناهى في اعتقاد باطل، أو ارتكاب محظور - ولا يكون منه تلفت بوجه إلى الحق - يورثه ذلك هيئة تمرنه على استحسان المعاصي، وكأنما يختم بذلك على قلبه، وعلى ذلك: ?أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم? [النحل/108]، وعلى هذا النحو استعارة الإغفال في قوله عز وجل: ?ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا? [الكهف/28]، واستعارة الكن في قوله تعالى: ?وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه? [الأنعام/25]، واستعارة القساوة في قوله تعالى: ?وجعلنا قلوبهم قاسية? [المائدة/13]، قال الجبائي (أبو علي الجبائي، شيخ المعتزلة في زمانه توفي سنة 303 ه. انظر: ترجمته في طبقات المفسرين 2/191) : يجعل الله ختما على قلوب الكفار؛ ليكون دلالة للملائكة على كفرهم فلا يدعون لهم (وهذا أيضا قول القاضي عبد الجبار من المعتزلة، وقول الحسن البصري. انظر الرازي 2/51)، وليس ذلك بشيء فإن هذه الكتابة إن كانت محسوسة فمن حقها أن يدركها أصحاب التشريح، وإن كانت معقولة غير محسوسة فالملائكة باطلاعهم على اعتقاداتهم مستغنية عن الاستدلال. وقال بعضهم: ختمه شهادته تعالى عليه أنه لا يؤمن، وقوله تعالى: ?اليوم نختم على أفواههم? [يس/65]، أي: نمنعهم من الكلام، ?وخاتم النبيين? [الأحزاب/40]، لأنه ختم النبوة، أي: تممها بمجيئه. وقوله عزوجل: ?ختامه مسك? [المطففين/26]، قيل: ما يختم به، أي: يطبع، وإنما معناه: منقطعه وخاتمة شربه، أي: سؤره في الطيب مسك، وقول من قال يختم بالمسك (وهذا قول قتادة أخرجه عنه عبد الرزاق قال: عاقبته مسك، قوم يمزج لهم بالكافور، ويختم لهم بالمسك. راجع: الدر المنثور 8/451) أي: يطبع، فليس بشيء؛ لأن الشراب يجب أن يطيب في نفسه، فأما ختمه بالطيب فليس مما يفيده، ولا ينفعه طيب خاتمه ما لم يطب في نفسه.
خد
قال الله تعالى: ?قتل أصحاب الأخدود? [البروج/4]. الخد والأخدود: شق في الأرض مستطيل غائص، وجمع الأخدود أخاديد، وأصل ذلك من خدي الإنسان، وهما: ما اكتنفا الأنف عن اليمين والشمال. والخد يستعار للأرض، ولغيرها كاستعارة الوجه، وتخدد اللحم: زواله عن وجه الجسم، يقال: خددته فتخدد.
خدع
- الخداع: إنزال الغير عما هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه، قال تعالى: ?يخادعون الله? [البقرة/9]، أي: يخادعون رسوله وأولياءه، ونسب ذلك إلى الله تعالى من حيث إن معاملة الرسول كمعاملته، ولذلك قال تعالى: ?إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله? [الفتح/10]، وجعل ذلك خداعا تفظيعا لفعلهم، وتنبيها على عظم الرسول وعظم أوليائه. وقول أهل اللغة: إن هذا على حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، فيجب أن يعلم أن المقصود بمثله في الحذف لا يحصل لو أتي بالمضاف المحذوف لما ذكرنا من التنبيه على أمرين: أحدهما: فظاعة فعلهم فيما تحروه من الخديعة، وأنهم بمخادعتهم إياه يخادعون الله، والثاني: التنبيه على عظم المقصود بالخداع، وأن معاملته كمعاملة الله، كما نبه عليه بقوله تعالى: ?إن الذين يبايعونك... ? الآية [الفتح/10]، وقوله تعالى: ?وهو خادعهم? [النساء/142]، قيل معناه: مجازيهم بالخداع، وقيل: على وجه آخر مذكور في قوله تعالى: ?ومكروا ومكر الله? [آل عمران/54] (أي: هذا من باب المشاكلة في اللفظ)، وقيل: خدع الضب أي استتر في حجره واستعمال ذلك في الضب أنه يعد عقربا تلدغ من يدخل يديه في جحره، حتى قيل: العقرب بواب الضب وحاجبه (انظر: البصائر 2/530؛ وعمدة الحفاظ: خدع)، ولاعتقاد الخديعة فيه قيل: أخدع من ضب (انظر الأمثال ص 364)، وطريق خادع وخيدع: مضل، كأنه سالكه. والمخدع: بيت في بيت كأن بانيه جعله خادعا لمن رام تناول ما فيه، وخدع الريق: إذا قل (انظر: المجمل 2/279)، متصورا منه هذا المعنى، والأخدعان (هما عرقان خفيان في موضع الحجامة من العنق) تصور منهما الخداع لاستتارهما تارة، وظهورهما تارة، يقال: خدعته: قطعت أخدعه، وفي الحديث: (بين يدي الساعة سنون خداعة) (الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قبل الساعة سنون خداعة يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن الخائن، وينطق بها الرويبضة) ويروي عن أنس عن النبي: (إن أمام الدجال سنين خداعة)... إلخ. قال ابن كثير: هذا إسناد قوي جيد. انظر: مسند أحمد 2/338؛ والفتن والملاحم لابن كثير 1/57؛ والدر المنثور 7/475) أي: محتالة لتلونها بالجدب مرة، وبالخصب مرة.
خدن
- قال الله تعالى: ?ولا متخذات أخدان? [النساء/25]، جمع خدن، أي المصاحب، وأكثر ذلك يستعمل فيمن يصاحب بشهوة، يقال: خدن المرأة وخدينها، وقول الشاعر:
- 135 - خدين العلى
(هو في عمدة الحفاظ (خدن) )
فاستعارة، كقولهم: يعشق العلى، ويشبب بالندى وينسب بالمكارم.
خذل
- قال تعالى: ?وكان الشيطان للإنسان خذولا? [الفرقان/29]، أي: كثير الخذلان، والخذلان: ترك من يظن به أن ينصر نصرته، ولذلك قيل: خذلت الوحشية ولدها، وتخاذلت رجلا فلان، ومنه قول الأعشى:
- 136 - بين مغلوب تليل خده *** وخذول الرجل من غير كسح (البيت في ديوانه ص 41؛ وعجزه في المجمل 2/281. التليل الصريع)
ورجل خذلة: كثيرا ما يخذل.
خذ
- قال الله تعالى: ?فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين? [الأعراف/144]، و ?خذوه? (الآية ?خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم? الدخان:47)
أصله من: أخذ، وقد تقدم.
خر
- ?كأنما خر من السماء? [الحج/31]، وقال تعالى: ?فلما خر تبينت الجن? [سبأ/14]، وقال تعالى: ?فخر عليهم السقف من فوقهم? [النحل/26]، فمعنى خر سقط سقوطا يسمع منه خرير، والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك مما يسقط من علو. وقوله تعالى: ?خروا سجدا? [السجدة/15]، فاستعمال الخر تنبيه على اجتماع أمرين: السقوط، وحصول الصوت منهم بالتسبيح، وقوله من بعده: ?وسبحوا بحمد ربهم? [السجدة/15]، فتنبيه أن ذلك الخرير كان تسبيحا بحمد الله لا بشيء آخر.
خرب
- يقال: خرب المكان خرابا، وهو ضد العمارة، قال الله تعالى: ?وسعى في خرابها? [البقرة/114]، وقد أخربه، وخربه، قال الله تعالى: ?يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين? [الحشر/2]، فتخريبهم بأيديهم إنما كان لئلا تبقى للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقيل: كان بإجلائهم عنها. والخربة: شق واسع في الأذن، تصورا أنه قد خرب أذنه، ويقال: رجل أخرب، وامرأة خرباء، نحو: أقطع وقطعاء، ثم شبه به الخرق في أذن المزادة، فقيل: خربة المزادة، واستعارة ذلك كاستعارة الأذن له، وجعل الخارب مختصا بسارق الإبل، والخرب (انظر: المجمل 2/285؛ وحياة الحيوان 1/412) : ذكر الحبارى، وجمعه خربان، قال الشاعر:
- 137 - أبصر خربان فضاء فانكذر
(الشطر للعجاج، وهو في ديوانه ص 17؛ ومجاز القرآن 2 /287)
خرج
- خرج خروجا: برز من مقره أو حاله، سواء كان مقره دارا، أو بلدا، أو ثوابا، وسواء كان حاله حالة في نفسه، أو في أسبابه الخارجة، قال تعالى: ?فخرج منها خائفا يترقب? [القصص/21]، وقال تعالى: ?فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج? [الأعراف/13]، وقال: ?وما تخرج من ثمرة من أكمامها? [فصلت/47] (وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وشعبة عن عاصم بالإفراد ?ثمرة?، وقرأ الباقون ?ثمرات? بالجمع. انظر: الإتحاف ص 382)، ?فهل إلى خروج من سبيل? [غافر/11]، ?يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها? [المائدة/37]، والإخراج أكثر ما يقال في الأعيان، نحو: ?أنكم مخرجون? [المؤمنون/35]، وقال عز وجل: ?كما أخرجك ربك من بيتك بالحق? [الأنفال/5]، ?ونخرج له يوم القيامة كتابا? [الإسراء/13]، وقال تعالى: ?أخرجوا أنفسكم? [الأنعام/93]، وقال: ?أخرجوا آل لوط من قريتكم? [النمل/56]، ويقال في التكوين الذي هو من فعل الله تعالى: ?والله أخرجكم من بطون أمهاتكم? [النحل/78]، ?فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى? [طه/53]، وقال تعالى: ?يخرج به زرعا مختلفا ألوانه? [الزمر/21]، والتخريج أكثر ما يقال في العلوم والصناعات، وقيل لما يخرج من الأرض ومن وكر الحيوان ونحو ذلك: خرج وخراج، قال الله تعالى: ?أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير? [المؤمنون/72]، فإضافته إلى الله تعالى تنبيه أنه هو الذي ألزمه وأوجبه، والخرج أعم من الخراج، وجعل الخرج بإزاء الدخل، وقال تعالى: ?فهل نجعل لك خرجا? [الكهف/94]، والخراج مختص في الغالب بالضريبة على الأرض، وقيل: العبد يؤدي خرجه، أي: غلته، والرعية تؤدي إلى الأمير الخراج، والخرج أيضا من السحاب، وجمعه خروج، وقيل: (الخراج بالضمان) (الحديث رواه أحمد 6/48 وأبو داود في البيوع برقم (3058) والترمذي برقم (1258) وحسنه عن عائشة مرفوعا، والنسائي 7/254؛ وابن ماجه (2242) ؛ والحاكم 2/15. وانظر: كشف: الخفاء 1/376؛ والتلخيص الحبير 3/22)، أي: ما يخرج من مال البائع فهوا بإزاء ما سقط عنه من ضمان المبيع، والخارجي: الذي يخرج بذاته عن أحوال أقرانه، ويقال ذلك تارة على سبيل المدح إذا خرج إلى منزلة من هو أعلى منه، وتارة يقال على سبيل الذم إذا خرج إلى منزلة من هو أدنى منه، وعلى هذا يقال: فلان ليس بإنسان تارة على المدح كما قال الشاعر:
- 138 - فلست بإنسي ولكن لملأك *** تنزل من جو السماء يصوب
(البيت لعلقمة بن عبدة من مفضليته التي مطلعها:
طحا بك قلب في الحسان طروب *** بعيد الشباب عصر حان مشيب
وهو في المفضليات ص 394)
وتارة على الذم نحو: ?إن هم إلا كالأنعام? [الفرقان/44]، والخرج: لونان من بياض وسواد، ويقال: ظليم أخرج، ونعامة خرجاء، وأرض مخرجة (انظر: اللسان (خرج) ) : ذات لونين؛ لكون النبات منها في مكان دون مكان، والخوارج لكونهم خارجين عن طاعة الإمام.
خرص
- الخرص: حرز الثمرة، والخرص: المحروز، كالنقض للمنقوض، وقيل: الخرص الكذب في قوله تعالى: ?إن هم إلا يخرصون? [الزخرف/20]، قيل: معناه يكذبون. وقوله تعالى: ?قتل الخراصون? [الذاريات/10]، قيل: لعن الكذابون، وحقيقة ذلك: أن كل قول مقول عن ظن وتخمين يقال: خرص، سواء كان مطابقا للشيء أو مخالفا له، من حيث إن صاحبه لم يقله عن علم ولا غلبة ظن ولا سماع، بل اعتمد فيه على الظن والتخمين، كفعل الخارص في خرصه، وكل من قال قولا على هذا النحو قد يسمى كاذبا - وإن كان قوله مطابقا للمقول المخبر عنه - كما حكي عن المنافقين في قوله عز وجل: ?إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله، والله يعلم إنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون? [المنافقون/1].
خرط
- قال تعالى: ?سنسمه على الخرطوم? [القلم/16]، أي: نلزمه عارا لا ينمحي عنه، كقولهم: جدعت أنفه، والخرطوم: أنف الفيل، فسمي أنفه خرطوما استقباحا له.



[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]


خرق
- الخرق: قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تدبر ولا تفكر، قال تعالى: ?أخرقتها لتغرق أهلها? [الكهف/71]، وهو ضد الخلق، فإن الخلق هو فعل الشيء بتقدير ورفق، والخرق بغير تقدير، قال تعالى: ?وخرقوا له بنين وبنات بغير علم? [الأنعام/100]، أي: حكموا بذلك على سبيل الخرق، وباعتبار القطع قيل: خرق الثوب، وتخرقه، وخرق المفاوز، واخترق الريح. وخص الخرق والخريق بالمفاوز الواسعة؛ إما لاختراق الريح فيها؛ وإما لتخرقها في الفلاة، وخص الخرق بمن ينخرق في السخاء (في اللسان: والخرق بالكسر: الكريم المتخرق في الكرم؛ وفي المجمل: الخرق: السخي يتخرق في السخاء). وقيل لثقب الأذن إذا توسع: خرق، وصبي أخرق، وامرأة خرقاء: مثقوبة الأذن ثقبا واسعا، وقوله تعالى: ?إنك لن تخرق الأرض? [الإسراء/37]، فيه قولان: أحدهما لن تقطع، والآخر: لن تثقب الأرض إلى الجانب الآخر، اعتبارا بالخرق في الأذن، وباعتبار ترك التقدير قيل: رجل أخرق، وخرق، وامرأة خرقاء، وشبه بها الريح في تعسف مرورها فقيل: ريح خرقاء. وروي: (ما دخل الخرق في شيء إلا شانه) (الحديث رواه العسكري من حديث عبد الرزاق عن أنس مرفوعا: (ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه)، وأخرجه مسلم بلفظ: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه).
راجع: المقاصد الحسنة ص 114؛ وصحيح مسلم في البر والصلة رقم 2594). ومن الخرق استعيرت المخرقة، وهو إظهار الخرق توصلا إلى حيلة، والمخراق: شيء يلعب به، كأنه يخرق لإظهار الشيء بخلافه، وخرق الغزال (انظر: المجمل 2/285؛ والأفعال 1/490) : إذا لم يحسن أن يعدو لخرقه.
خزن
- الخزن: حفظ الشيء في الخزانة، ثم يعبر به عن كل حفظ كحفظ السر ونحوه، وقوله تعالى: ?وإن من شيء إلا عندنا خزائنه? [الحجر/21]، ?ولله خزائن السموات والأرض? [المنافقون/7]، فإشارة منه إلى قدرته تعالى على ما يريد إيجاده، أو إلى الحالة التي أشار إليها بقوله عليه السلام: (فرغ ربكم من الخلق والخلق والرزق والأجل) (الحديث عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فرغ إلى ابن آدم من أربع: الخلق والخلق والأجل والرزق) أخرجه الطبراني في الأوسط 2/336؛ وهو في مجمع الزوائد 7/195 كتاب القدر؛ والفتح الكبير 2/266. وفيه عيسى بن المسيب البجلي، وهو ضعيف عند الجمهور، ووثقه الحاكم والدارقطني في سننه، وضعفه في غيرها. وللحديث طرق أخرى وروايات أخرى عند الطبراني وأحمد وابن عساكر، وانظر: مسند أحمد 2/167)، وقوله تعالى: ?فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين? [الحجر/22]، قيل معناه: حافظين له بالشكر، وقيل: هو إشارة إلى ما أنبأ عنه قوله: ?أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه... ? الآية [الواقعة/69]، والخزنة: جمع الخازن، ?وقال لهم خزنتها? [الزمر/71 و 73]، في صفة النار وصفة الجنة، وقوله: ?لا أقول لكم عندي خزائن الله? [الأنعام/50]، أي: مقدوراته التي منعها الناس؛ لأن الخزن ضرب من المنع، وقيل: جوده الواسع وقدرته، وقيل هو قوله كن، والخزن في اللحم أصله الادخار، فكني به عن نتنه، يقال: خزن اللحم (انظر: الأفعال 1/489؛ والمجمل 2/287؛ والمنتخب لكراع النمل 2/594) : إذا أنتن، وخنز بتقدم النون.
خزى
- خزي الرجل: لحقه انكسار؛ إما من نفسه؛ وإما من غيره. فالذي يلحقه من نفسه هو الحياء المفرط، ومصدره الخزاية (قال السرقسطي: خزيته خزاية: استحييت منه) ورجل خزيان، وامرأة خزيى وجمعه خزايا. وفي الحديث: (اللهم احشرنا غير خزايا ولا نادمين) (انظر: النهاية 2/30. وفي حديث مسلم 1/47: مرحبا بالوفد غير خزايا ولا الندامى). والذي يلحقه من غيره يقال: هو ضرب من الاستخفاف، ومصدره الخزي، ورجل خز. قال تعالى: ?ذلك لهم خزي في الدنيا? [المائدة/33]، وقال تعالى: ?إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين? [النحل/27]، ?فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا? [الزمر/26]، ?لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا? [فصلت/16]، وقال: ?من قبل أن نذل ونخزى? [طه/134]، وأخزى يقال من الخزاية والخزي جميعا، وقوله: ?يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا? [التحريم/8]، فهو من الخزي أقرب، وإن جاز أن يكون منهما جميعا وقوله تعالى: ?ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته? [آل عمران/192]، فمن الخزاية، ويجوز أن يكون من الخزي، وكذا قوله: ?من يأتيه عذاب يخزيه? [هود/39]، وقوله: ?ولا تخزنا يوم القيامة? [آل عمران/194]، ?وليخزي الفاسقين? [الحشر/5]، وقال: ?ولا تخزون في ضيفي? [هود/78]، وعلى نحو ما قلنا في خزي قولهم: ذل وهان، فإن ذلك متى كان من الإنسان نفسه يقال له: الهون والذل، ويكون محمودا، ومتى كان من غيره يقال له: الهون، والهوان، والذل، ويكون مذموما.
خسر
- الخسر والخسران: انتقاص رأس المال، وينسب ذلك إلى الإنسان، فيقال: خسر فلان، وإلى الفعل فيقال: خسرت تجارته، قال تعالى: ?تلك إذا كرة خاسرة? [النازعات/12]، ويستعمل ذلك في المقتنيات الخارجة كالمال والجاه في الدنيا وهو الأكثر، وفي المقتنيات النفسية كالصحة والسلامة، والعقل والإيمان، والثواب، وهو الذي جعله الله تعالى الخسران المبين، وقال: ?الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين? [الزمر/15]، وقوله: ?ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون? [البقرة/121]، وقوله: ?الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه? - إلى - ?أولئك هم الخاسرون? [البقرة/27]، وقوله: ?فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين? [المائدة/30]، وقوله: ?وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان? [الرحمن/9]، يجوز أن يكون إشارة إلى تحري العدالة في الوزن، وترك الحيف فيما يتعاطاه في الوزن، ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى تعاطي مالا يكون به ميزانه في القيامة خاسرا، فيكون ممن قال فيه: ?ومن خفت موازينه? [الأعرف/9]، وكلا المعنيين يتلازمان، وكل خسران ذكره الله تعالى في القرآن فهو على هذا المعنى الأخير، دون الخسران المتعلق بالمقتنيات الدنيوية والتجارات البشرية.
خسف
- الخسوف للقمر، والكسوف للشمس (وهذا قول ثعلب: اللسان: خسف)، وقال بعضهم: الكسوف فيهما إذا زال بعض ضوئهما، والخسوف: إذا ذهب كله. ويقال خسفه الله وخسف هو، قال تعالى: ?فخسفنا به وبداره الأرض? [القصص/81]، وقال: ?لولا ان من الله علينا لخسف بنا? [القصص/82]، وفي الحديث: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته) (الحديث أخرجه البخاري في باب الصلاة في كسوف القمر 2/547، وأبواب أخرى للخسوف؛ والنسائي 3/127)، وعين خاسفة: إذا غابت حدقتها، فمنقول من خسف القمر، وبئر مخسوفة: إذا غاب ماؤها ونزف، منقول من خسف الله القمر. وتصور من خسف القمر مهانة تلحقه، فاستعير الخسف للذل، فقيل: تحمل فلان خسفا.
خسأ
- خسأت الكلب فخسأ، أي: زجرته مستهينا به فانزجر، وذلك إذا قلت له: اخسأ، قال تعالى في صفة الكفار: ?اخسؤا فيها ولا تكلمون? [المؤمنون/108]، وقال تعالى: ?قلنا لهم كونوا قردة خاسئين? [البقرة/65]، ومنه: خسأ البصر، أي انقبض عن مهانة، قال: ?خاسئا وهو حسير? [الملك/4].
خشب
- قال تعالى: ?كأنهم خشب مسندة? [المنافقون/4]، شبهوا بذلك لقلة غنائهم، وهو جمع الخشب ومن لفظ الخشب قيل خشبت السيف: إذا صقلته بالخشب الذي هو المصقل، وسيف خشيب قريب العهد بالصقل، وجمل خشيب أي: جديد لم يرض، تشبيها بالسيف الخشيب، وتخشيب الإبل: أكلت الخشب، وجبهة خشباء: يابسة كالخشب، ويعبر بها عمن لا يستحي، وذلك كما يشبه بالصخر في نحو قول الشاعر:
- 139 - والصخر هش عند وجهك في الصلابة
(البيت لمنصور بن ماذان، وهو في محاضرات الراغب 1/285 فيها (الوقاحة) بدل (الصلابة) )
والمخشوب: المخلوط به الخشب، وذلك عبارة عن الشيء الرديء.
خشع
- الخشوع: الضراعة، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح. والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب ولذلك قيل فيما روي: روي: (إذا ضرع القلب خشعت الجوارح) (الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاته، فقال: (لو خضع قلبه لخشعت جوارحه) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول 1/317، قال العراقي: بسند ضعيف. والمعروف أنه من قول سعيد بن المسيب، رواه ابن أبي شيبة في المصنف وفيه رجل لم يسم. وروى محمد بن نصر في كتاب الصلاة من رواية عثمان بن أبي دهرس مرسلا: لا يقبل الله من عبده عملا حتى يشهد قلبه مع بدنه. ورواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أبي بن كعب، وإسناده ضعيف. راجع: تخريج أحاديث الإحياء 1/339). قال تعالى: ?ويزيدهم خشوعا? [الإسراء/109]، وقال: ?الذين هم في صلاتهم خاشعون? [المؤمنون/2]، ?وكانوا لنا خاشعين? [الأنبياء/90]، ?وخشعت الأصوات? [طه/108]، ?خاشعة أبصارهم? [القلم/43]، ?أبصارها خاشعة? [النازعات/9]، كناية عنها وتنبيها على تزعزعها كقوله: ?إذا رجت الأرض رجا? [الواقعة/4]، و ?إذا زلزلت الأرض زلزالها? [الزلزلة/1]، ?يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا? [الطور/9 - 10].
خشى
- الخشية: خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه، ولذلك خص العلماء بها في قوله: ?إنما يخشى الله من عباده العلماء? [فاطر/28]، وقال: ?وأما من جاءك يسعى *** وهو يخشى? [عبس/8 - 9]، ?من خشي الرحمن بالغيب? [ق/33]، ?فخشينا أن يرهقهما? [الكهف/80]، ?فلا تخشوهم واخشوني? [البقرة/150]، ?يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية? [النساء/77]، وقال: ?الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله? [الأحزاب/39]، ?وليخش الذين... ? الآية [النساء/9]، أي: ليستشعروا خوفا من معرته، وقال تعالى: ?ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق? [الإسراء/31]، أي: لا تقتلوهم معتقدين مخافة أن يلحقهم إملاق، ?لمن خشي العنت? [النساء/25]، أي: لمن خاف خوفا اقتضاه معرفته بذلك من نفسه.
خص
- التخصيص والاختصاص والخصوصية والتخصص: تفرد بعض الشيء بما لا يشاركه فيه الجملة، وذلك خلاف العموم، والتعمم، والتعميم، وخصان (والخصان والخصان كالخاصة، ومنه قولهم: إنما يفعل هذا خصان الناس، أي: خواص منهم. انظر: اللسان (خصص) ) الرجل: من يختصه بضرب من الكرامة، والخاصة: ضد العامة، قال تعالى: ?واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة? [الأنفال/25]، أي: بل تعمكم، وقد خصه بكذا يخصه، واختصه يختصه، قال: ?يختص برحمته من يشاء? [آل عمران/74] وخصاص البيت: فرجة، وعبر عن الفقر الذي لم يسد بالخصاصة، كما عبر عنه بالخلة، قال: ?ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة? [الحشر/9]، وإن شئت قلت من الخصاص، والخص: بيت من قصب أو شجر، وذلك لما يرى فيه من الخصاصة.
خصف
- قال تعالى: ?وطفقا يخصفان عليهما? [الأعراف/22]، أي: يجعلان عليهما خصفة، وهي أوراق، ومنه قيل لجلة التمر: خصفة (انظر: المجمل 2/290)، وللثياب الغليظة، جمعه خصف (جمعه: خصف وخصاف، انظر: اللسان (خصف) )، ولما يطرق به الخف: خصفه، وخصفت النعل بالمخصف. وروي: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصف نعله) (الحديث عن عائشة أنها سئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. أخرجه أحمد في المسند 6/121؛ وفي الزهد ص 9)، وخصفت الخصفة: نسجتها، والأخصف والخصيف قيل: الأبرق من الطعام، وهو لونان من الطعام، وحقيقته: ما جعل من اللبن ونحوه في خصفة فيتلون بلونها.
خصم
- الخصم مصدر خصمته، أي: نازعته خصما، يقال: خاصمته وخصمته مخاصمة وخصاما، قال تعالى: ?وهو ألد الخصام? [البقرة/204]، ?وهو في الخصام غير مبين? [الزخرف/18]، ثم سمي المخاصم خصما، واستعمل للواحد والجمع، وربما ثني، وأصل المخاصمة: أن يتعلق كل واحد بخصم الآخر، أي جانبه وأن يجذب كل واحد خصم الجوالق من جانب، وروي: (نسيته في خصم فراشي) (الحديث: قالت له أم سلمة: أراك ساهم الوجه، أمن علة؟ قال: (لا، ولكن السبعة الدنانير التي أتينا بها أمس نسيتها في خصم الفراش، فبت ولم أقسمها). أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث 1/329، وفيه عبد الملك بن عمير وهو ثقة إلا أنه تغير حفظه، وربما دلس.
راجع: اللسان (خصم) ؛ والنهاية 2/38) والجمع خصوم وأخصام، وقوله: ?خصمان اختصموا? [الحج/19]، أي: فريقان، ولذلك قال: ?اختصموا? وقال: ?لا تختصموا لدي? [ق/28]، وقال: ?وهم فيه يختصمون? [الشعراء/96]، والخصيم الكثير المخاصمة، قال: ?هو خصيم مبين? [النحل/4]، والخصم: المختص بالخصومة، قال: ?بل هم قوم خصمون? [الزخرف/58].
خضد
- قال الله: ?في سدر مخضود? [الواقعة/28]، أي: مكسور الشوك، يقال: خضدته فانخضد، فهو مخضود وخضيد، والخضد: المخضود، كالنقض في المنقوض، ومنه استعير: خضد عنق البعير، أي: كسر.
خضر
- قال تعالى: ?فتصبح الأرض مخضرة? [الحج/63]، ?ويلبسون ثيابا خضرا من سندس? [الكهف/31]، فخضر جمع أخضر، والخضرة: أحد الألوان بين البياض والسواد، وهو إلى السواد أقرب، ولهذا سمي الأسود أخضر، والأخضر أسود قال الشاعر:
- 140 - قد أعسف النازح المجهول معسفه *** في ظل أخضريدعو هامه البوم
البيت لذي الرمة، من قصيدة له مطلعها البيت الشهير:
أعن ترسمت من خرقاء منزلة *** ماء الصبابة من عينيك مسجوم
وهو في ديوانه ص 656؛ واللسان (عسف). أعسف: أسير على غير هداية)
وقيل: سواد العراق للموضع الذي يكثر فيه الخضرة، وسميت الخضرة بالدهمة في قوله سبحانه: ?مدهامتان? [الرحمن/64]، أي: خضراوان، وقوله عليه السلام: (إياكم وخضراء الدمن) (الحديث عن أبي سعيد يرفعه: (إياكم وخضراء الدمن)، قيل: وماذا يا رسول الله؟ قال: (المرأة الحسناء في المنبت السوء). أخرجه الدارقطني في الأفراد، والرامهرمزي والعسكري في الأمثال، وابن عدي في الكامل والقضاعي في مسند الشهاب، والخطيب في إيضاح الملتبس، والديلمي. وقال الدارقطني: لا يصح من وجه. انظر: المقاصد الحسنة ص 135؛ وكشف الخفاء 1/272) فقد فسره عليه السلام حيث قال: (المرأة الحسناء في منبت السوء)، والمخاضرة: المبايعة على الخضر والثمار قبل بلوغها، والخضيرة: نخلة ينتثر بسرها أخضر.
خضع
- قال الله: ?فلا تخضعن بالقول? [الأحزاب/32]، الخضوع: الخشوع، وقد تقدم، ورجل خضعة: كثير الخضوع، ويقال: خضعت اللحم، أي: قطعته، وظليم أخضع: في عنقه تطامن (انظر: المجمل 2/292).
خط
- الخط كالمد، ويقال لما له طول، والخطوط أضرب فيما يذكره أهل الهندسة من مسطوح، ومستدير، ومقوس، وممال، ويعبر عن كل أرض فيها طول بالخط كخط اليمن، وإليه ينسب الرمح الخطي، وكل مكان يخطه الإنسان لنفسه ويحفره يقال له خط وخطة. والخطيطة: أرض لم يصبها مطر بين أرضين ممطورتين كالخط المنحرف عنه، ويعبر عن الكتابة بالخط، قال تعالى: ?وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك? [العنكبوت/48].
خطب
- الخطب (الخطب مصدر خطب) والمخاطبة والتخاطب: المراجعة في الكلام، ومنه: الخطبة والخطبة لكن الخطبة تختص بالموعظة، والخطبة بطلب المرأة قال تعالى: ?ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء? [البقرة/235]، وأصل الخطبة: الحالة التي عليها الإنسان إذا خطب نحو الجلسة والقعدة، ويقال من الخطبة: خاطب وخطيب، ومن الخطبة خاطب لا غير، والفعل منهما خطب. والخطب: الأمر العظيم الذي يكثر فيه التخاطب، قال تعالى: ?فما خطبك يا سامري? [طه/95]، ?فما خطبكم أيها المرسلون? [الذاريات/31]، وفصل الخطاب: ما ينفصل به الأمر من الخطاب.
خطف
- الخطف والاختطاف: الاختلاس بالسرعة، يقال: خطف: خطف يخطف، وخطف يخطف (راجع: الأفعال 1/438 و 468) وقرئ بهما جميعا قال: ?إلا من خطف الخطفة? (سورة الصافات: آية 10، وقراءة (خطف) شاذة)، وذلك وصف للشياطين المسترقة للسمع، قال تعالى: ?فتخطفه الطير أو تهوي به الريح? [الحج/31]، ?يكاد البرق يخطف أبصارهم? [البقرة/20]، وقال: ?ويتخطف الناس من حولهم? [العنكبوت/67]، أي: يقتلون ويسلبون، والخطاف: للطائر الذي كأنه يخطف شيئا في طيرانه، ولما يخرج به الدلو، كأنه يختطفه. وجمعه خطاطيف، وللحديدة التي تدور عليها البكرة، وباز مخطف: يختطف ما يصيده، والخيطف (انظر: اللسان (خطف) ؛ والبصائر 2/551؛ والمجمل 2/294) : سرعة انجذاب السير، وأخطف الحشا (في المجمل: ومخطف الحشا: إذا كان منطوي الحشا)، ومخطفه كأنه اختطف حشاه لضموره.
خطأ
- الخطأ: العدول عن الجهة، وذلك أضرب: أحدها: أن تريد غير ما تحسن إرادته فتفعله، وهذا هو الخطأ التام المأخوذ به الإنسان، يقال خطئ يخطأ، خطأ، وخطأ، قال تعالى: ?إن قتلهم كان خطئا كبيرا? [الإسراء/31]، قال: ?وإن كنا لخاطئين? [يوسف/91].
والثاني: أن يريد ما يحسن فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال: أخطأ إخطاء فهو مخطئ، وهذا قد أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل، وهذا المعني بقوله عليه السلام: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان) (الحديث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رفع الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) أخرجه أبو القاسم التميمي المعروف بأخي عاصم في فوائده، ورجاله ثقات غير أن فيه انقطاعا. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/133؛ والدارقطني 4/171؛ وابن ماجه 1/659؛ والحاكم 2/198؛ وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي؛ وضعفه الإمام أحمد، فقال عبد الله بن أحمد في العلل: سألت أبي عنه فأنكره جدا. وانظر: كشف الخفاء 2/135؛ والمقاصد الحسنة ص 228؛ وتخريج أحاديث اللمع للغماري ص 149) وبقوله: (من اجتهد فأخطأ فله أجر (الحديث عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر). أخرجه البخاري 9/193 في كتاب الاعتصام بالسنة؛ ومسلم 15/1716 كتاب الأقضية؛ وأبو داود؛ معالم السنن 4/160؛ وانظر الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج للغماري ص 269)، وقوله عز وجل: ?ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة? [النساء/92].
والثالث: أن يريد ما لا يحسن فعله ويتفق منه خلافة، فهذا مخطئ في الإرادة ومصيب في الفعل، فهو مذموم بقصده وغير محمود على فعله، وهذا المعنى هو الذي أراده في قوله:
- 141 - أردت مساءتي فاجتررت مسرتي
وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري
(البيت في البصائر 2/552 دون نسبة وفي تفصيل النشأتين ص 109)
وجملة الأمر أن من أراد شيئا فاتفق منه غيره يقال: أخطأ، وإن وقع منه كما أراده يقال: أصاب، وقد يقال لمن فعل فعلا لا يحسن، أو أراد إرادة لا تجمل: إنه أخطأ، ولهذا يقال (انظر تفسير الراغب ورقة 56) : أصاب الخطأ، وأخطأ الصواب، وأصاب الصواب، وأخطأ الخطأ، وهذه اللفظة مشتركة كما ترى، مترددة بين معان يجب لمن يتحرى الحقائق أن يتأملها. وقوله تعالى: ?وأحاطت به خطيئته? [البقرة/81]. والخطيئة والسيئة يتقاربان، لكن الخطيئة أكثر ما تقال فيما لا يكون مقصودا إليه في نفسه، بل يكون القصد سببا لتولد ذلك الفعل منه، كمن يرمي صيدا فأصاب إنسانا، أو شرب مسكرا فجنى جناية في سكره، والسبب سببان: سبب محظور فعله، كشرب المسكر وما يتولد عنه من الخطإ غير متجاف عنه، وسبب غير محظور، كرمي الصيد، قال تعالى: ?وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم? [الأحزاب/5]، وقال تعالى: ?ومن يكسب خطيئة أو إثما? [النساء/112]، فالخطيئة ههنا هي التي لا تكون عن قصد إلى فعله، قال تعالى: ?ولا تزد الظالمين إلا ضلالا? [نوح/24]، ?مما خطيئاتهم? [نوح/25]، ?إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا? [الشعراء/51]، ?ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء? [العنكبوت/12]، وقال تعالى: ?والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين? [الشعراء/82]، والجمع الخطيئات والخطايا، وقوله تعالى: ?نغفر لكم خطاياكم? [البقرة/58]، فهي المقصود إليها، والخاطيء (قال الأموي: المخطئ من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطئ من تعمد لما لا ينبغي. انظر: العباب (خطأ) ) هو القاصد للذنب، وعلى ذلك قوله: ?ولا طعام إلا من غسلين *** لا يأكله إلا الخاطئون? [الحاقة/36 - 37]، وقد يسمى الذنب خاطئة في قوله تعالى: ?والمؤتفكات بالخاطئة? [الحاقة/9]، أي: الذنب العظيم، وذلك نحو قولهم: شعر شاعر. فأما ما لم يكن مقصودا فقد ذكر عليه السلام أنه متجافى عنه، وقوله تعالى: ?نغفر لكم خطاياكم? [البقرة/58]، فالمعنى ما تقدم.
خطو
- خطوت أخطو خطوة، أي: مرة، والخطوة ما بين القدمين (قال ابن المرحل:
وخطوة بالفتح نقل القدمين *** وخطوة مضمومة ما بين تين
وجمع الأول خطاء، والخطى *** جمع الأخير، وبضم ضبطا)،
قال تعالى: ?ولا تتبعوا خطوات الشيطان? [البقرة/168]، أي: لا تتبعوه، وذلك نحو قوله: ?ولا تتبع الهوى? [ص/26].
خف
- الخفيف: بإزاء الثقيل، ويقال ذلك تارة باعتبار المضايفة بالوزن، وقياس شيئين أحدهما بالآخر، نحو: درهم خفيف، وردهم ثقيل. والثاني: يقال باعتبار مضايفة الزمان، نحو: فرس خفيف، وفرس ثقيل: إذا عدا أحدهما أكثر من الآخر في زمان واحد. الثالث: يقال خفيف فيما يستحليه الناس، وثقيل فيما يستوخمه، فيكون الخفيف مدحا، والثقيل ذما، ومنه قوله تعالى: ?الآن خفف الله عنكم? [الأنفال/66]، ?فلا يخفف عنهم? [البقرة/86]، وأرى أن من هذا قوله: ?حملت حملا خفيفا? [الأعراف/189]. الرابع: يقال خفيف فيمن يطيش، وثقيل فيما فيه وقار، فيكون الخفيف ذما، والثقيل مدحا. الخامس: يقال خفيف في الأجسام التي من شأنها أن ترجحن إلى أسف كالأرض والماء، يقالك خف يخف خفا وخفة، وخففه تخفيفا وتخفف تخففا، واستخففته، وخف المتاع: الخفيف منه، وكلام خفيف على اللسان، قال تعالى: ?فاستخف قومه فأطاعوه? [الزخرف/54]، أي: حملهم أن يخفوا معه، أو وجدهم خفافا في أبدانهم وعزائمهم، وقيل: معناه وجدهم طائشين، وقوله تعالى: ?فمن ثقلت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم? [المؤمنون/102 - 103]، فإشارة إلى كثرة الأعمال الصالحة وقلتها، ?ولا يستخفنك? [الروم/60]، أي: لا يزعجنك ويزيلنك عن اعتقادك بما يوقعون من الشبه، وخفوا عن منازلهم: ارتحلوا منها في خفة، والخف: الملبوس، وخف النعامة والبعير تشبيها بخف الإنسان.
خفت
- قال تعالى: ?يتخافتون بينهم? [طه/103]، ?ولا تجهر بصلاتك لا تخافت بها? [الإسراء/110]، المخافته والخفت: إسرار المنطق، قال:
- 142 - وشتان بين الجهر والمنطق الخفت
(البيت:
أخاطب جهرا إذ لهن تخافت *** وشتان بين الجهر والمنطق الخفت
وهو في اللسان (خفت) ؛ والمجمل 2/297 دون نسبة؛ وخزانة الأدب 6/278)
خفض
- الخفض: ضد الرفع، والخفض الدعة والسير اللين وقوله عز وجل: ?واخفض لهما جناح الذل? [الإسراء/24]، فهو حث على تليين الجانب والأنقياد، كأنه ضد قوله: ?ألا تعلو علي? [النمل/31]، وفي صفة القيامة: ?خافضة رافعة? [الواقعة/3]، أي: تضع قوما وترفع آخرين، فخافضة إشارة إلى قوله: ?ثم رددناه أسفل سافلين? [التين/5].
خفى
- خفي الشيء خفية: استتر، قال تعالى: ?ادعوا ربكم تضرعا وخفية? [الأعراف/55]، والخفاء: ما يستر به كالغطاء، وخفيته: أزلت خفاه، وذلك إذا أظهرته (انظر: المجمل 2/297)، وأخفيته: أوليته خفاء، وذلك إذا سترته، ويقابل به الإبداء والإعلان، قال تعالى: ?إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم? [البقرة/271]، وقال تعالى: ?وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم? [الممتحنة/1]، ?بل بدا لهم ما كانوا يخفون? [الأنعام/28]، والاستخفاء: طلب الإخفاء، ومنه قوله تعالى: ?ألا إنهم يثنون صدروهم ليستخفوا منه? [هود/5]، والخوافي: جمع خافية، وهي: ما دون القوادم من الريش.


[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]



خل
- الخلل: فرجة بين الشيئين، وجمعه خلال، كخلل الدار، والسحاب، والرماد وغيرها، قال تعالى في صفة السحاب: ?فترى الودق يخرج من خلاله? [النور/43]، ?فجاسوا خلال الديار? [الإسراء/5]، قال الشاعر:
- 143 - أرى خلل الرماد وميض جمر
(هذا شطر بيت، وعجزه: فيوشك أن يكون له ضرام
وهو لنصر بن سيار، في فصل المقال ص 233؛ وتاريخ الطبري 6/36؛ والأغاني 6/124؛ والجليس الصالح 2/283؛ وعيون الأخبار 2/128، والحماسة البصرية 1/107)
?ولأوضعوا خلالكم? [التوبة/47]، أي: سعوا وسطكم بالنميمة والفساد. والخلال: لما تخلل به الأسنان وغيرها، يقال: خل سنه، وخل ثوبه بالخلال يخله، ولسان الفصيل بالخلال ليمنعه من الرضاع، والرمية بالسهم، وفي الحديث. (خللوا أصابعكم) (الحديث عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويخلل بين أصابعه، ويدلك عقبيه، ويقول: (خللوا بين أصابعكم، لا يخلل الله تعالى بينها بالنار، ويل للأعقاب من النار) أخرجه الدارقطني 1/95 وفي سنده عمر بن قيس متروك. وانظر: الفتح الكبير 2/90.
وأخرج النسائي 1/79 عن لقيط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا توضأت فأسبغ الوضوء. وخلل بين الأصابع) ). والخلل في الأمر كالوهن فيه، تشبيها بالفرجة الواقعة بين الشيئين، وخل لحمه يخل خلا وخلالا (انظر: اللسان (خلل) 11/219) : صار فيه خلل، وذلك بالهزال، قال:
- 144 - إن جسمي بعد خالي لخل
(هذا عجز بيت، وشطره:
فاسقينها يا سواد بن عمرو
والبيت للشنفرى؛ وهو في الصحاح (خل) ؛ واللسان (خلل) ؛ والمجمل 2/276؛ وأمالي القالي 2/277؛ وقيل: لتأبط شرا وهو في العشرات ص 95)
والخل (انظر: اللسان 11/214؛ والمجمل 2/276) : الطريق في الرمل، لتخلل الوعورة، أي: الصعوبة إياه، أو لكون الطريق متخللا وسطه، والخلة: أيضا الخمر الحامضة، لتخلل الحموضة إياها. والخلة: ما يغطى به جفن السيف لكونه في خلالها، والخلة: الاختلال العارض للنفس؛ إما لشهوتها لشيء؛ أو لحاجتها إليه، ولهذا فسر الخلة بالحاجة والخصلة، والخلة: المودة؛ إما لأنها تتخلل النفس، أي: تتوسطها؛ وإما لأنها تخل النفس، فتؤثر فيها تأثير السهم في الرمية؛ وإما لفرط الحاجة إليها، يقال منه: خاللته مخالة وخلالا فهو خليل، وقوله تعالى: ?واتخذ الله إبراهيم خليلا? [النساء/125]، قيل: سماه بذلك لافتقاره إليه سبحانه في كل حال الافتقار المعني بقوله: ?إني لما أنزلت إلي من خير فقير? [القصص/24]، وعلى هذا الوجه قيل: (اللهم أغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك) (وهذا من قول عمرو بن عبيد، انظر: جواهر الألفاظ ص 5). وقيل: بل من الخلة، واستعمالها فيه كاستعمال المحبة فيه، قال أبو القاسم البلخي (اسمه عبد الله بن أحمد، أبو القاسم البلخي الكعبي، من روس المعتزلة، توفي 317 ه، انظر: وفيات الأعيان 3/45) : هو من الخلة لا من الخلة، قال: ومن قاسه بالحبيب فقد أخطأ؛ لأن الله يجوز أن يحب عبده، فإن المحبة منه الثناء ولا يجوز أن يخاله، وهذا من اشتباه، فإن الخلة من تخلل الود نفسه ومخالطته، كقوله:
- 145 - قد تخللت مسلك الروح مني *** وبه سمي الخليل خليلا
(البيت في البصائر 2/557 ولم ينسبه؛ وهو لبشار بن برد في أدب الدنيا والدين ص 146؛ وتفسير الراغب ورقة 170)
ولهذا يقال: تمازج روحانا. والمحبة: البلوغ بالود إلى حبة القلب، من قولهم: حببته: إذا أصبت حبة قلبه، لكن إذا استعملت المحبة في الله فالمراد بها مجرد الإحسان، وكذا الخلة، فإن جاز في أحد اللفظين جاز في الآخر؛ فأما أن يراد بالحب حبة القلب، والخلة التخلل، فحاشا له سبحانه أن يراد فيه ذلك. وقوله تعالى: ?لا بيع فيه ولا خلة? [البقرة/254]، أي: لا يمكن في القيامة ابتياع حسنة ولا استجلابها بمودة، وذلك إشارة إلى قوله سبحانه: ?وأن ليس للإنسان إلا ما سعى? [النجم/39]، وقوله: ?لا بيع فيه ولا خلال? [إبراهيم/31]، فقد قيل: هو مصدر من خاللت، وقيل: هو جمع، يقال: خليل وأخلة وخلال والمعنى كالأول.
خلد
- الخلود: هو تبري الشيء من اعتراض الفساد، وبقاؤه على الحالة التي هو عليها، وكل ما يتباطأ عنه التغيير والفساد تصفه العرب بالخلود، كقولهم للأثافي: خوالد، وذلك لطول مكثها لا لدوام بقائها. يقال: خلد يخلد خلودا (انظر: الأفعال 1/443)، قال تعالى: ?لعلكم تخلدون? [الشعراء/129]، والخلد: اسم للجزء الذي يبقى من الإنسان على حالته، فلا يستحيل ما دام الإنسان حيا استحالة سائر أجزائه (انظر: البصائر 2/558)، وأصل المخلد: الذي يبقى مدة طويلة ومنه قيل: رجل مخلد لمن أبطأ عنه الشيب، ودابة مخلدة: هي التي تبقى ثناياها حتى تخرج رباعيتها، ثم استعير للمبقي دائما. والخلود في الجنة: بقاء الأشياء على الحالة التي عليها من غير اعتراض الفساد عليها، قال تعالى: ?أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون? [البقرة/82]، ?أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون? [البقرة/39]، ?ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها? [النساء/93]، وقوله تعالى: ?يطوف عليهم ولدان مخلدون? [الواقعة/17]، قيل: مبقون بحالتهم لا يعتريهم استحالة، وقيل: مقرطون بخلدة، والخلدة: ضرب من القرطة (القرطة والأقراط والقراط جمع: قرط، وهو نوع من حلي الأذن؛ وهذا قول ابن قتيبة في غريب القرآن ص 447)، وإخلاد الشيء: جعله مبقى، والحكم عليه بكونه مبقى، وعلى هذا قوله سبحانه: ?ولكنه أخلد إلى الأرض? [الأعراف/176]، أي: ركن إليها ظانا أنه يخلد فيها.
خلص
- الخالص كالصافي إلا أن الخالص هو ما زال عنه شوبه بعد أن كان فيه، والصافي قد يقال لما لا شوب فيهن ويقال: خلصته فخلص، ولذلك قال الشاعر:
- 146 - خلاص الخمر من نسج الفدام
(هذا عجز بيت، وشطره الأول:
وضاقت خطة فخلصت منها
والعجز في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين مادة (خلص) ؛ وعقد الخلاص ص 305 دون نسبة؛ وهو للمتنبي في الوساطة بين المتنبي وخصومه ص 120؛ والتبيان شرح الديوان 4/148.
والفدام: ما يوضع في فم الإبريق ليصفى به ما فيه)
قال تعالى: ?وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا? [الأنعام/139]، ويقال: هذا خالص وخالصة، نحو: داهية وراوية، وقوله تعالى: ?فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا? [يوسف/80]، أي: انفردوا خالصين عن غيرهم. وقوله: ?ونحن له مخلصون? [البقرة/139]، ?إنه من عبادنا المخلصين? [يوسف/24]، فإخلاص المسلمين أنهم قد تبرؤوا مما يدعيه اليهود من التشبيه، والنصارى من التثليث، قال تعالى: ?مخلصين له الدين? [الأعراف/29]، وقال: ?لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة? [المائدة/73]، وقال: ?وأخلصوا دينهم لله? [النساء/146]، وهو كالأول، وقال: ?إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا? [مريم/51]، فحقيقة الإخلاص: التبري عن كل ما دون الله تعالى.
خلط
- الخلط: هو الجمع بين أجزاء الشيئين فصاعدا، سواء كانا مائعين، أو جامدين، أو أحدهما مائعا والآخر جامدا، وهو أعم من المزج، ويقال اختلط الشيء، قال تعالى: ?فاختلط به نبات الأرض? [يونس/24]، ويقال للصديق والمجاور والشريك: خليط، والخليطان في الفقه من ذلك، قال تعالى: ?وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض? [ص/24]، ويقال الخليط للواحد والجمع، قال الشاعر:
- 147 - بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا *** (هذا شطر بيت لزهير، وعجزه: وزودوك اشتياقا أية
سلكوا
وهو مطلع قصيدته الكافية في ديوانه ص 47)
وقال: ?خلطوا عملا صالحا وآخر شيئا? [التوبة/102]، أي: يتعاطون هذا مرة وذاك مرة، ويقال: أخلط فلان في كلامه: إذا صار ذا تخليط، وأخلط الفرس في جريه كذلك، وهو كناية عن تقصيره فيه.
خلع
- الخلع: خلع الإنسان ثوبه، والفرس جله وعذاره، قال تعالى: ?فاخلع نعليك? [طه/12]، قيل: هو على الظاهر، وأمره بخلع ذلك عن رجله؛ لكونه من جلد حمار ميت (أخرجه ابن جرير 16/144 عن كعب وعكرمة وقتادة، وأخرجه ابن بطة، وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة 1/228: وهذا لا يصح)، وقال بعض الصوفية: هذا مثل وهو أمر بالإقامة والتمكن، كقولك لمن رمت أن يتمكن: انزع ثوبك وخفك ونحو ذلك، وإذا قيل: خلع فلان على فلان، فمعناه: أعطاه ثوبا، واستفيد معنى العطاء من هذه اللفظة بأن وصل به على فلان، لا بمجرد الخلع.
خلف
- خلف: ضد القدام، قال تعالى: ?يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم? [البقرة/255]، وقال تعالى: ?له معقبات من بين يديه ومن خلفه? [الرعد/11]، وقال تعالى: ?فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية? [يونس/92]، وخلف ضد تقدم وسلف، والمتأخر لقصور منزلته يقال له: خلف، ولهذا قيل: الخلف الرديء، والمتأخر لا لقصور منزلته يقال له: خلف، قال تعالى: ?فخلف من بعدهم خلف? [الأعراف/169]، وقيل: سكت ألفا ونطق خلفا (هذا مثل يضرب للرجل يطيل الصمت، ثم يتكلم بالخطأ. راجع: مجمل اللغة 2/300؛ والبصائر 2/561؛ ومجمع الأمثال 1/33؛ وأمثال أبي عبيد ص 55). أي: رديئا من الكلام، وقيل للاست إذا ظهر منه حبقة (الحبق والحبق والحباق: الضراط) : خلفة، ولمن فسد كلامه أو كان فاسدا في نفسه، يقال: تخلف فلان فلانا: إذا تأخر عنه وإذا جاء خلف آخر، وإذا قام مقامه، ومصدره الخلافة بالكسر، وخلف خلافة بفتح الخاء: فسد (انظر: الأفعال 1/446)، فهو خالف، أي: رديء أحمق، ويعبر عن الرديء بخلف نحو: ?فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة? [مريم/59]، ويقال لمن خلف آخر فسد مسده: خلف، والخلفة يقال في أن يخلف كل واحد الآخر، قال تعالى: ?وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة? [الفرقان/62]، وقيل: أمرهم خلفة، أي: يأتي بعضه خلف بعض، قال الشاعر:
- 148 - بها العين والآرام يمشين خلفة *** (الشطر لزهير، وعجزه:
وأطلاؤها ينهضن في كل مجثم
وهو في ديوانه ص 75؛ وشرح المعلقات 1/100؛ واللسان (خلف) )
وأصابته خلفة: كناية عن البطنة، وكثرة المشي، وخلف فلان فلانا، قام بالأمر عنه؛ إما معه وإما بعده، قال تعالى: ?ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون? [الزخرف/60]، والخلافة النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه، وإما لموته؛ وإما لعجزه؛ وإما لتشريف المستخلف. وعلى هذا الوجه الأخير استخلف الله أولياءه في الأرض، قال تعالى: ?هو الذي جعلكم خلائف في الأرض? [فاطر/39]، ?وهو الذي جعلكم خلائف الأرض? [الأنعام/165]، وقال: ?ويستخلف ربي قوما غيركم? [هود/57]، والخلائف: جمع خليفة، وخلفاء جمع خليف، قال تعالى: ?يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض? [ص/26]، ?وجعلناهم خلائف? [يونس/73]، ?جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح? [الأعراف/69]،
والاختلاف والمخالفة: أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الآخر في حاله أو قوله، والخلاف أعم من الضد؛ لأن كل ضدين مختلفان، وليس كل مختلفين ضدين، ولما كان الاختلاف بين الناس في القول قد يقتضي التنازع استعير ذلك للمنازعة والمجادلة، قال: ?فاختلف الأحزاب? [مريم/37]، ?ولا يزالون مختلفين? [هود/118]، ?واختلاف ألسنتكم وألوانكم? [الروم/22]، ?عم يتساءلون *** عن النبأ العظيم *** الذي هم فيه مختلفون? [النبأ/1 - 2 - 3]، ?إنكم لفي قول مختلف? [الذاريات/8]، وقال: ?مختلفا ألوانه? [النحل/13]، وقال: ?ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات? [آل عمران/105]، وقال: ?فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه? [البقرة/213]، ?وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا? [يونس/19]، ?ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون? [يونس/93]، وقال في القيامة: ?وليتينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون فيه? [النحل/92]، وقال: ?ليبين لهم الذي يختلفون فيه? [النحل/39]، وقوله تعالى: ?وإن الذين اختلفوا في الكتاب? [البقرة/176]، قيل معناه: خلفوا، نحو كسب واكتسب، وقيل: أتوا فيه بشيء خلاف ما أنزل الله،
وقوله تعالى: ?لاختلفتم في الميعاد? [الأنفال/42]، فمن الخلاف، أو من الخلف، وقوله تعالى: ?وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله? [الشورى/10]، وقوله تعالى: ?فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون? [آل عمران/55]، وقوله تعالى: ?إن في اختلاف الليل والنهار? [يونس/6]، أي: في مجيء كل واحد منهما خلف الآخر وتعاقبهما، والخلف: المخالفة في الوعد. يقال: وعدني فأخلفني، أي: خالف في الميعاد ?لما أخلفوا الله ما وعدوه? [التوبة/77]، وقال: ?إن الله لا يخلف الميعاد? [الرعد/31]، وقال: ?فأخلفتم موعدي? [طه/86]، ?قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا? [طه/87]، وأخلفت فلانا: وجدته مخلفا، والإخلاف: أن يسقي واحد بعد آخر، وأخلف الشجر: إذا اخضر بعد سقوطه ورقه، وأخلف الله عليك، يقال لمن ذهب ماله، أي: أعطاك خلفا، وخلف الله عليك، أي: كان لك منه خليفة، وقوله: ?لا يلبثون خلفك? (سورة الإسراء آية 76، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي بكر وأبي جعفر) : بعدك، وقرئ: ?خلافك? (وهي قراءة الباقي أي: مخالفة لك،
وقوله: ?أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف? [المائدة/33]، أي: إحداهما من جانب والآخرى من جانب آخر. وخلفته: تركته خلفي، قال: ?فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله? [التوبة/81]، أي: مخالفين، ?وعلى الثلاثة الذين خلفوا? [التوبة/118]، ?قل للمخلفين? [الفتح/16]، والخالف: المتأخر لنقصان أو قصور كالمتخلف، قال: ?فاقعدوا مع الخالفين? [التوبة/83]، والخالفة: عمود الخيمة المتأخر، ويكنى بها عن المرأة لتخلفها عن المرتحلين، وجمعها خوالف، قال: ?رضوا بأن يكونوا مع الخوالف? [التوبة/87]، ووجدت الحي خلوفا، أي: تخلفت نساؤهم عن رجالهم، والخلف: حد الفأس الذي يكون إلى جهة الخلف، وما تخلف من الأضلاع إلى ما يلي البطن، والخلاف: شجر كأنه سمي بذلك لأنه فيما يظن به، أو لأنه يخلف مخبره منظره، ويقال للجمل بعد بزوله: مخلف عام، ومخلف عامين. وقال عمر رضي الله عنه: (لولا الخليفى لأذنت) (قال ابن الأثير في النهاية: وفي حديث عمر: (لو أطقت الأذان مع الخليفى لأذنت). الخليفى بالكسر والتشديد: الخلافة، وهو وأمثاله مصدر يدل على معنى الكثرة، يريد به كثرة اجتهاده في ضبط أمور الخلافة، وتصريف أعنتها. النهاية 2/69؛ ورواه أبو الشيخ في الأذان والبيهقي، راجع: المقاصد الحسنة ص 348) أي: الخلافة، وهو مصدر خلف.
خلق
- الخلق أصله: التقدير المستقيم، ويستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء، قال: ?خلق السموات والأرض? [الأنعام/1]، أي: أبدعهما، بدلالة قوله: ?بديع السموات والأرض? [البقرة/117]، ويستعمل في إيجاد الشيء من الشيء نحو: ?خلقكم من نفس واحدة? [النساء/1]، ?خلق الإنسان من نطفة? [النحل/4]، ?خلقنا الإنسان من سلالة? [المؤمنون/12]، ?ولقد خلقناكم? [الأعراف/11]، ?خلق الجان من مارج? [الرحمن/15]، وليس الخلق الذي هو الإبداع إلا لله تعالى، ولهذا قال في الفصل بينه تعالى وبين غيره: ?أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون? [النحل/17]، وأما الذي يكون بالاستحالة، فقد جعله الله تعالى لغيره في بعض الأحوال، كعيسى حيث قال: ?وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني? [المائدة/110]، والخلق لا يستعمل في كافة الناس إلا على وجهين: أحدهما في معنى التقدير كقول الشاعر:
- 149 - فلأت تفري ما خلقت وبع *** ض القوم يخلق ثم لا يفري (البيت لزهير من قصيدة مطلعها:
لمن الديار بقنة الحجر *** أقوين من حجج ومن شهر
وهو في ديوانه ص 29؛ وديوان الأدب 2/123)
والثاني: في الكذب نحو قوله: ?وتخلقون إفكا? [العنكبوت/17]، إن قيل: قوله تعالى: ?فتبارك الله أحسن الخالقين? [المؤمنون/14]، يدل على أنه يصح أن يوصف غيره بالخلق؟ قيل: إن ذلك معناه: أحسن المقدرين، أو يكون على تقدير ما كانوا يعتقدون ويزعمون أن غير الله يبدع، فكأنه قيل: فاحسب أن ههنا مبدعين وموجدين، فالله أحسنهم إيجادا على ما يعتقدون، كما قال: ?خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم? [الرعد/16]، ?ولآمرنهم فليغيرن خلق الله? [النساء/119]، فقد قيل: إشارة إلى ما يشوهونه من الخلقة بالخصاء، ونتف اللحية، وما يجري مجراه، وقيل معناه: يغيرون حكمه، وقوله: ?لا تبديل لخلق الله? [الروم/30]، فإشارة إلى ما قدره وقضاه، وقيل معنى: ?لا تبديل لخلق الله? نهى، أي: لا تغيروا خلقه الله، وقوله: ?وتذرون ما خلق لكم ربكم? [الشعراء/166]، فكناية عن فروج النساء (قال مجاهد في الآية: تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال وأدبار النساء. راجع: الدر المنثور 6/317). وكل موضع استعمل الخلق في وصف الكلام فالمراد به الكذب، ومن هذا الوجه امتنع كثير من الناس من إطلاق لفظ الخلق على القرآن (قال السمين: قوله هذا يشعر بأن لا مانع من إطلاق الخلق على القرآن إلا ذلك، وليس الأمر كذلك، بل القرآن كلامه غير مخلوق. انظر عمدة الحفاظ: خلق)، وعلى هذا قوله تعالى: ?إن هذا إلا خلق الأولين? [الشعراء/137]، وقوله: ?ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق? [ص/7]، [والخلق يقال في معنى المخلوق، والخلق والخلق في الأصل واحد، كالشرب والشرب، والصرم والصرم، لكن خص الخلق بالهيئات والأشكال والصور المدركة بالبصر، وخص بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة] (ما بينا القوسين ذكره المؤلف في الذريعة ص 39). قال تعالى: ?وإنك لعلى خلق عظيم? [القلم/4]، وقرئ: ?إن هذا إلا خلق الأولين? (سورة الشعراء: آية 137، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر والكسائي. انظر: الإتحاف ص 333). والخلاق: ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه، قال تعالى: ?ما له في الآخرة من خلاق? [البقرة/102]، وفلان خليق بكذا، أي: كأنه مخلوق فيه، ذلك كقولك: مجبول على كذا، أو مدعو إليه من جهة الخلق. وخلق الثوب وأخلق، وثوب خلق ومخلق وأخلاق، نحو حبل أرمام وأرمات، وتصور من خلوقة الثوب الملامسة، فقيل: جبل أخلق، وصخرة خلقاء، وخلقت الثوب: ملسته، واخلولق السحاب منه، ، أو من قولهم: هو خليق بكذا، والخلوق: ضرب من الطيب.
خلا
- الخلاء: المكان الذي لا ساتر فيه من بناء ومساكن وغيرهما، والخلو يستعمل في الزمان والمكان، لكن لما تصور في الزمان المضي فسر أهل اللغة: خلا الزمان، بقولهم: مضى الزمان وذهب، قال تعالى: ?وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل? [آل عمران/144]، ?وقد خلت من قبلهم المثلات? [الرعد/6]، ?تلك أمة قد خلت? [البقرة/141]، ?قد خلت من قبلكم سنن? [آل عمران/137]، ?إلا خلا فيها نذير? [فاطر/24]، ?مثل الذين خلو من قبلكم? [البقرة/214]، ?وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ? [آل عمران/119]، وقوله: ?يخل لكم وجه أبيكم? [يوسف/9]، أي: تحصل لكم مودة أبيكم وإقباله عليكم. وخلا الإنسان: صار خاليا، وخلا فلان بفلان: صار معه في خلاء، وخلا إليه: انتهى إليه في خلوة، قال تعالى: ?وإذا خلوا إلى شياطينهم? [البقرة/14]، وخليت فلانا: تركته في خلاء، ثم يقال لكل ترك تخلية، نحو: ?فخلوا سبيلهم? [التوبة/5]، وناقة خلية: مخلاة عن الحلب، وامرأة خلية: مخلاة عن الزوج، وقيل للسفينة المتروكة بلا ربان خلية، والخلي: من خلاه الهم، نحو المطلقة في قول الشاعر:
- 150 - مطلقة طورا وطورا تراجع
(هذا عجز بيت للنابغة الذبياني، وشطره:
تناذرها الراقون من سوء سمها
وهو من قصيدته العينية التي مطلعها:
عفا ذو حسا من فرقنى فالفوارع *** فجبنا أريك فالقلاع الدوافع
وهو في ديوانه ص 80)
والخلاء: الحشيش المتروك حتى ييبس، ويقال: خليت الخلاء: جززته، وخليت الدابة: جززت لها، ومنه استعير: سيف يختلي، أي: يقطع ما يضرب به قطعه للخلا.
خمد
- قوله تعالى: ?جعلناهم حصيدا خامدين? [الأنبياء/15]، كناية عن موتهم، من قولهم: خمدت النار خمودا: طفئ لهبها، وعنه استعير: خمدت الحمى: سكنت، وقوله تعالى: ?فإذا هم خامدون? [يس/29].
خمر
- أصل الخمر: ستر الشيء، ويقال لما يستر به: خمار؛ لكن الخمار صار في التعارف اسما لما تغطي به المرأة رأسها، وجمعه خمر، قال تعالى: ?وليضربن بخمرهن على جيوبهن? [النور/31] واختمرت المرأة وتخمرت، وخمرت الإناء: غطيته، وروي (خمروا آنيتكم) (الحديث عن جابر بن عبد الله رفعه قال: (خمروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند المساء؛ فإن للجن انتشارا وخطفه، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت) أخرجه البخاري 6/253 في بدء الخلق: باب: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه؛ وانظر: شرح السنة 11/391)، وأخمرت العجين: جعلت فيه الخمير، والخميرة سميت لكونها مخمورة من قبل. ودخل في خمار الناس، أي: في جماعتهم الساترة لهم، والخمر سميت لكونها خامرة لمقر العقل، وهو عند بعض الناس اسم لكل مسكر. وعند بعضهم اسم للمتخذ من العنب والتمر، لما روي عنه صلى الله عليه وسلم: (الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة) (الحديث أخرجه مسلم عن أبي هريرة، في باب الأشربة، برقم (1985) ؛ وانظر: شرح السنة 11/353. قال البغوي: معناه: إن معظم الخمر يكون منهما، وهو الأغلب على عادات الناس فيما يتخذونه من الخمور، وفي الحديث: (والخمر ما خامر العقل) البخاري 10/39. قال: فيه دليل واضح على بطلان قول من زعم أن الخمر إنما هي من عصير العنب، أو الرطب، بل كل مسكر خمر. انتهى. مختصرا. راجع: شرح السنة 11/351 - 353)، ومنهم من جعلها اسما لغير المطبوخ، ثم كمية الطبخ التي تسقط عنه اسم الخمر مختلف فيها، والخمار: الداء العارض من الخمر، وجعل بناؤه بناء الأدواء كالزكام والسعال، وخمرة الطيب: ريحه، وخامره وخمرة: خالطه ولزمه، وعنه استعير:
- 151 - خامري أم عامر
(البيت:
لا تقبروني إن قبري محرم *** عليكم ولكن خامري أم عامر
وهو للشنفرى، في اللسان (عمر) ؛ وأمالي القالي 3/36؛ وعيون الأخبار 3/200؛ والبرصان والعرجان ص 166)

[/align][/cell][/table1][/align]
 

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: من حرف الألف الى الياء

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif');background-color:blue;border:10px ridge black;"][cell="filter:;"][align=center]

خمس
- أصل الخمس في العدد، قال تعالى: ?ويقولون خمسة سادسهم كلبهم? [الكهف/22]، وقال: ?فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما? [العنكبوت/14]، والخميس: ثوب طوله خمس أذرع، ورمح مخموس كذلك. والخمس من أظماء الإبل، وخمست القوم أخمسهم: أخذت خمس أموالهم، وخمستهم أخمسهم: كنت لهم خامسا، والخميس في الأيام معلوم.
خمص
- قوله تعالى: ?في مخمصة? [المائدة/3]، أي: مجاعة تورث خمص البطن، أي ضموره، يقال: رجل خامص، أي: ضامر، وأخمص القدم: باطنها وذلك لضمورها.
خمط
- الخمط: شجر لا شوك له، قيل: هو شجر الأراك، والخمطة: الخمر إذا حمضت، وتخمط: إذا غضب، يقال: تحمط الفحل هدر (انظر: المجمل 2/303).
خنزير
- قوله تعالى: ?وجعل منها القردة والخنازير? [المائدة/60]، قيل: عنى الحيوان المخصوص، وقيل: عنى من أخلاقه وأفعاله مشابهة لأخلاقها، لا من خلقته خلقتها، والأمران مرادان بالآية، فقد روي (أن قوما مسخوا خلقه) (وذلك ما أخرجه الطيالسي ص 39 وأحمد 1/395 عن ابن مسعود قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير، أهي من نسل اليهود؟ فقال: (لا، إن الله لم يلعن قوما قط فمسخهم فكان لهم نسل، ولكن هذا خلق، فلما غضب الله على اليهود فمسخهم جعلهم مثلهم) انظر: الدر المنثور 3/109؛ وفيه مجهول)، وكذا أيضا في الناس قوم إذا اعتبرت أخلاقهم وجدوا كالقردة والخنازير؛ وإن كانت صورهم صور الناس.
خنس
- قوله تعالى: ?من شر الوسواس الخناس? [الناس/4]، أي: الشيطان الذي يخنس، أي: ينقبض إذا ذكر الله تعالى، وقوله تعالى: ?فلا أقسم بالخنس? [التكوير/15]، أي: بالكواكب التي تخنس بالنهار، وقيل: الخنس هي زحل والمشتري والمريخ لأنها تخنس في مجراها (راجع هذه الأقوال في الدر المنثور 8/431)، أي: ترجع، وأخنست عنه حقه: أخرته.
خنق
- قوله تعالى: ?والمنخنقة? [المائدة/3]، أي: التي خنقت حتى ماتت، والمخنقة: القلادة.
خاب
- الخيبة: فوت الطلب، قال: ?وخاب كل جبار عنيد? [إبراهيم/15]، ?وقد خاب من افترى? [طه/61]، ?وقد خاب من دساها? [الشمس/10].
خير
- الخير: ما يرغب فيه الكل، كالعقل مثلا، والعدل، والفضل، والشيء النافع، وضده: الشر. قيل: والخير ضربان: خير مطلق، وهو أن يكون مرغوبا فيه بكل حال، وعند كل أحد كما وصف عليه السلام به الجنة فقال: (لا خير بخير بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة) (لم أجده، وبمعناه قال الشاعر:
تفنى اللذادة ممن نال شهوتها *** من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء من مغبتها *** لا خير في لذة من بعدها النار). وخير وشر مقيدان، وهو أن يكون خيرا لواحد شرا لآخر، كالمال الذي ربما يكون خيرا لزيد وشرا لعمروا، ولذلك وصفه الله تعالى بالأمرين فقال في موضع: ?إن ترك خيرا? [البقرة/180]، وقال في موضع آخر: ?أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين *** نسارع لهم في الخيرات? [المؤمنون/55 - 56]، وقوله تعالى: ?إن ترك خيرا? [البقرة/180]، أي: مالا. وقال بعض العلماء: لا يقال للمال خير حتى يكون كثيرا، ومن مكان طيب، كما روي أن عليا رضي الله عنه دخل على مولى له فقال: ألا أوصي يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، لأن الله تعالى قال: ?إن ترك خيرا? [البقرة/180]، وليس لك مال كثير (الخبر ذكره البيهقي في سننه 6/270 وعبد الرزاق 9/62 والحاكم 2/273، وفيه انقطاع)، وعلى هذا قوله: ?وإنه لحب الخير لشديد? [العاديات/8]، أي: المال الكثير وقال بعض العلماء: إنما سمي المال ها هنا خيرا تنبيها على معنى لطيف، وهو أن الذي يحسن الوصية به ما كان مجموعا من المال من وجه محمود، وعلى هذا قوله: ?قل ما أنفقتم من خير فللوالدين? [البقرة/215]، وقال: ?وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم? [البقرة/273]، وقوله: ?فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا? [النور/33]، قيل: عنى به مالا من جهتهم (وهذا قول ابن عباس وعطاء. راجع: الدر المنثور 5/190)، وقيل: إن علمتم أن عتقهم يعود عليكم وعليهم بنفع، أي: ثواب (أخرج عبد الرزاق وغيره عن أنس بن مالك قال: سألني سيرين المكاتبة، فأبيت عليه، فأتى عمر بن الخطاب فأقبل علي بالدرة، وقال: كاتبه، وتلا: ?فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا? فكاتبته. راجع: الدر المنثور 5/190). والخير والشر يقالان على وجهين:
أحدهما: أن يكونا اسمين كما تقدم، وهو قوله: ?ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير? [آل عمران/104].
والثاني: أن يكونا وصفين، وتقديرهما تقدير (أفعل منه)، نحو: هذا خير من ذاك وأفضل، وقوله: ?نأت بخير منها? [البقرة/106]، وقوله: ?وأن تصوموا خير لكم? [البقرة/184]، فخيرها هنا يصح أن يكون اسما، وأن يكون بمعنى أفعل، ومنه قوله: ?وتزودوا فإن خير الزاد التقوى? [البقرة/197]، تقديره تقدير أفعل منه. فالخير يقابل به الشر مرة، والضر مرة، نحو قوله تعالى: ?وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير? [الأنعام/17]، وقوله: ?فيهن خيرات حسان? [الرحمن/70]، قيل: أصله خيرات، فخفف، فالخيرات من النساء الخيرات، يقال: رجل خير (يقال: رجل خير وخير، كميت وميت. راجع: البصائر 2/74) وامرأة خيرة، وهذا خير الرجال، وهذه خيرة النساء، والمراد بذلك المختارات، أي: فيهن مختارات لا رذل فيهن. والخير: الفاضل المختص بالخير، يقال: ناقة خيار، وجمل خيار، واستخار الله العبد فخار له، أي: طلب منه الخير فأولاه، وخايرت فلانا كذا فخرته، والخيرة: الحالة التي تحصل للمستخير والمختار، نحو الفعدة والجلسة لحال القاعد والجالس. والاختيار: طلب ما هو خير وفعله، وقد يقال لما يراه الإنسان خيرا؛ وإن لم يكن خيرا، وقوله: ?ولقد اخترناهم على علم على العالمين? [الدخان/32]، يصح أن يكون إشارة إلى إيجاده تعالى إياهم خيرا، وأن يكون إشارة إلى تقديمهم على غيرهم. والمختار في عرف المتكلمين يقال لكل فعل يفعله الإنسان لا على سبيل الإكراه، فقولهم: هو مختار في كذا، فليس يريدون به ما يراد بقولهم فلان له اختيار؛ فإن الاختيار أخذ ما يراه خيرا، والمختار قد يقال للفاعل والمفعول.
خوار
- قوله تعالى: ?عجلا جسدا له خوار? [الأعراف/148]. الخوار مختص بالبقر، وقد يستعار للبعير، ويقالك أرض خوارة، ورمح خوار، أي: فيه خور. والخوران: يقال لمجرى الروث (انظر: مجمل اللغة 2/306)، وصوت البهائم.
خوض
- الخوض: هو الشروع في الماء والمرور فيه، ويستعار في الأمور، وأكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يذم الشروع فيه، نحو قوله تعالى: ?ولئن سألتهم ليقولن: إنما كنا نخوض ونلعب? [التوبة/65]، وقوله: ?وخضتم كالذي خاضوا? [التوبة/69]، ?ذرهم في خوضهم يلعبون? [الأنعام/91]، ?وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث? [الأنعام/68]، وتقول: أخضت دابتي في الماء، وتخاوضوا في الحديث: تفاوضوا.
خيط
- الخيط معروف، وجمعه خيوط، وقد خطت الثوب أخيطه خياطة، وخيطته تخييطا. والخياط: الإبرة التي يخاط بها، قال تعالى: ?حتى يلج الجمل في سم الخياط? [الأعراف/40]، ?حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر? [البقرة/187]، أي: بياض النهار من سواد الليل، والخيطة في قول الشاعر:
- 152 - تدلى عليها بين سب وخيطة
(هذا شطر بيت، وعجزه:
بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها
وهو لأبي ذؤيب الهذلي؛ انظر: ديوان الهذليين 1/79؛ واللسان (خيط) ؛ والمجمل 2/308، والصحاح (خيط). السب: الخيط.
قال ابن منظور: والخيطة: خيط يكون مع حبل مشتار العسل، فإذا أراد الخلية ثم أراد الحبل جذبه بذلك الخيط وهو مربوط إليه.
وأورد الجوهري هذا البيت مستشهدا به على الوتد)
فهي مستعارة للحبل، أو الوتد. وروي (أن عدي بن حاتم عمد إلى عقالين أبيض وأسود فجعل ينظر إليهما ويأكل إلى أن يتبين أحدهما من الآخر، فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك فقال: إنك لعريض القفا، إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل) (الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد 4/377، والنسائي 4/148.
انظر: فتح الباري، كتاب التفسير 8/182؛ ومسلم 1091، وأبا داود 2349). وخيط الشيب في رأسه (راجع: المجمل 2/308، واللسان (خيط) ) : بدا كالخيط، والخيط: النعام، وجمعه خيطان، ونعامة خيطاء: طويلة العنق، كأنما عنقها خيط.
خوف
- الخوف: توقع مكروه عن أمارة مظنونة، أو معلومة، كما أن الرجاء والطمع توقع محبوب عن أمارة مظنونة، أو معلومة، ويضاد الخوف الأمن، ويستعمل ذلك في الأمور الدنيوية والأخروية. قال تعالى: ?ويرجون رحمته ويخافون عذابه? [الإسراء/57]، وقال: ?وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله? [الأنعام/81]، وقال تعالى: ?تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا? [السجدة/16]، وقال: ?وإن خفتم ألا تقسطوا? [النساء/3]، وقوله: ?وإن خفتم شقاق بينهما? [النساء/35]، فقد فسر ذلك بعرفتم (قال أبو عبيدة في مجاز القرآن 1/126: قوله: ?وإن خفتم? : أيقنتم)، وحقيقته: وإن وقع لكم خوف من ذلك لمعرفتكم. والخوف من الله لا يراد به ما يخطر بالبال من الرعب، كاستشعار الخوف من الأسد، بل إنما يراد به الكف عن المعاصي واختيار الطاعات، ولذلك قيل: لا يعد خائفا من لم يكن للذنوب تاركا. والتخويف من الله تعالى: هو الحث على التحرز، وعلى ذلك قوله تعالى: ?ذلك يخوف الله به عباده? [الزمر/16]، ونهى الله تعالى عن مخافة الشيطان، والمبالاة بتخويفه فقال: ?إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين? [آل عمران/175]، أي: فلا تأتمروا لشيطان وائتمروا لله، ويقال: تخوفناهم أي: تنقصناهم تنقصا اقتضاه الخوف منه. وقوله تعالى: ?وإني خفت الموالي من ورائي? [مريم/5]، فخوفة منهم: أن لا يراعوا الشريعة، ولا يحفظوا نظام الدين، لا أن يرثوا ماله كما ظنه بعض الجهلة، فالقنيات الدنيوية أخس عند الأنبياء عليهم السلام من أن يشفقوا عليها. والخيفة: الحالة التي عليها الإنسان من الخوف، قال تعالى: ?فأوجس في نفسه خيفة موسى فلنا: لا تخف? [طه/67]، واستعمل استعمال الخوف في قوله: ?والملائكة من خيفته? [الرعد/13]، وقوله: ?تخافونهم كخيفتكم أنفسكم? [الروم/28]، أي: كخوفكم، وتخصيص لفظ الخيفة تنبيها أن الخوف منهم حالة لازمة لا تفارقهم، والتخوف: ظهور الخوف من الإنسان، قال: ?أو يأخذهم على تخوف? [النحل/47].
خيل
- الخيال: أصله الصورة المجردة كالصورة المتصورة في المنام، وفي المرآة وفي القلب بعيد غيبوبة المرئي، ثم تستعمل في صورة كل أمر متصور، وفي كل شخص دقيق يجري مجرى الخيال، والتخييل: تصوير خيال الشيء في النفس، والتخيل: تصور ذلك، وخلت بمعنى ظننت، يقال اعتبارا بتصور خيال المظنون. ويقال خيلت السماء: أبدت خيالا للمطر، وفلان مخيل بكذا، أي: خليق. وحقيقته: أنه مظهر خيال ذلك. والخيلاء: التكبر عن تخيل فضيلة تراءت للإنسان من نفسه، ومنها يتأول لفظ الخيل لما قيل: إنه لا يركب أحد فرسا إلا وجد في نفسه نخوة، والخيل في الأصل اسم للأفراس والفرسان جميعا، وعلى ذلك قوله تعالى: ?ومن رباط الخيل? [الأنفال/60]، ويستعمل في كل واحد منهما منفردا نحو ما روي: (يا خيل الله اركبي) (الحديث، رواه أبو الشيخ في الناسخ والمنسوخ، وله قصة، والعسكري عن أنس، وابن عائذ في المغازي عن قتادة، وعند ابن إسحق ومن طريقه البيهقي في الدلائل في غزوة بني لحيان، وقال أبو داود في السنن: باب النداء عند النفير: يا خيل الله اركبي.
انظر: المقاصد الحسنة ص 473؛ وكشف الخفاء 2/379)، فهذا للفرسان، وقوله عليه السلام: (عفوت لكم عن صدقة الخيل) (الحديث عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق، فهاتوا صدقة الرقة). أخرجه الدارقطني وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
قال في مجمع الزوائد: رواته كلهم ثقات، وقال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: عندي صحيح. راجع: سنن الدارقطني 2/126؛ ومسند أحمد 1/121؛ وابن ماجه رقم 1790؛ وشرح السنة 6/47؛ وعارضة الأحوذي 3/101) يعني الأفراس. والأخيل: الشقراق (قال الدميري: الأخيل: طائر أخضر على أجنحته لمع تخالف لونه، وسمي بذلك لخيلان فيه، وقيل: الأخيل: الشقراق، وهو طائر صغير أخضر وفي أجنحته سواد، والعرب تتشاءم به. انظر: حياة الحيوان 1/29 و 605) ؛ لكونه متلونا فيختال في كل وقت أن له لونا غير اللون الأول، ولذلك قيل:
- 153 - كأبي براقش كل لو *** ن لونه يتخيل
(البيت للأسدي. وقبله:
إن يبخلوا أو يجبنوا *** أو يغدروا لا يحفلوا
يغدوا عليك مرجلي *** ن كأنهم لم يفعلوا
كأبي براقش، كل لو *** ن لونه يتخيل
وهو في اللسان (برقش) ؛ وحياة الحيوان للدميري 1/229؛ وشرح مقامات الحريري 1/260، وأبو براقش طائر كالعصفور يتلون ألوانا)
خول
- قوله تعالى: ?وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم? [الأنعام/94]، أي: ما أعطيناكم، التخويل في الأصل:إعطاء الخول، وقيل: إعطاء ما يصير له خولا، وقيل: إعطاء ما يحتاج أن يتعهده، من قولهم: فلان خال مال، وخايل مال، أي: حسن القيام به. والخال: ثوب يعلق فيخيل للوحوش، والخال في الجسد: شامة فيه.
خون
- الخيانة والنفاق واحد، إلا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة، والنفاق يقال اعتبارا بالدين، ثم يتداخلان، فالخيانة: مخالفة الحق بنقض العهد في السر. ونقيض الخيانة: الأمانة، يقال: خنت فلانا، وخنت أمانة فلان، وعلى ذلك قوله: ?لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم? [الأنفال/27]، وقوله تعالى: ?ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما? [التحريم/10]، وقوله: ?ولا تزال تطلع على خائنة منهم? [المائدة/13]، أي: على جماعة خائنة منهم. وقيل: على رجل خائن، يقال: رجل خائن، وخائنة، نحو: رواية، وداهية. وقيل: (خائنة) موضوعة موضع المصدر، نحو: قم قائما (قال السمين: قوله: ?على خائنة? في خائنة أوجه:
أحدها: أنها اسم فاعل، والهاء للمبالغة، كراوية ونسابة، أي: على شخص خائن.
الثاني: أن التاء للتأنيث، وأنث على معنى: طائفة، أو نفس، أو فعلة خائنة.
الثالث: أنها مصدر كالعاقبة والعافية، ويؤيد هذا الوجه قراءة الأعمش: (على خيانة). انظر: الدر المصون 3/224؛ وعمدة الحفاظ: خون)، وقوله: ?يعلم خائنة الأعين? [غافر/19]، على ما تقدم (راجع: مادة (بقي) )، وقال تعالى: ?وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم? [الأنفال/71]، وقوله: ?علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم? [البقرة/187]، والاختيان: مراودة الخيانة، ولم يقل: تخونون أنفسكم؛ لأنه لم تكن منهم الخيانة، بل كان منهم الاختيان، فإن الاختيان تحرك شهوة الإنسان لتحري الخيانة، وذلك هو المشار إليه بقوله تعالى: ?إن النفس لأمارة بالسوء? [يوسف/53].
خوى
- أصل الخواء: الخلا، يقال خوي بطنه من الطعام يخوى خوى (انظر: الأفعال 1/505)، وخوى الجوز خوى تشبيها به، وخوت الدار تخوي خواء، وخوى النجم وأخوى: إذا لم يكن منه عند سقوطه مطر، تشبيها بذلك، وأخوى أبلغ من خوى، كما أن أسقى أبلغ من سقى. والتخوية: ترك ما بين الشيئين خاليا.


وهاكذا إنتهى حرف الخاء وفي الأيام المقبلة حرف الدال إن شاء الله


[/align][/cell][/table1][/align]
 

مواضيع مماثلة

أعلى