قالها ورحل ..

scorpion007

كاتب جديد
29.gif



تأفف الوالي ليلة..!!
تـأفف الوالي ليلة.. فعجب منه الوزير.. فالوالي لا يتأفف إلا بالنهار..
أوقفوا الموسيقى و الرقص.. و دنا الوزير يسأل الوالي .. مابك سيدي؟؟
قال الوالي : سمعت أن هناك محاولة للإطاحة بي.. فقد انصرف عني الجميع وافتتنوا بدعاة السوء.
و أنا الذي أكدح من أجلهم.. وأنت تعلم ذلك بالتأكيد . فلم أخفيت عني الخبر؟
قال الوزير : يا سيدي والله ما سمعت عن هذا.. وإلا لتعاملت مع الأمر بحزم..
ـ حتى أنت أيها ال**** ؟؟ و ماذا أخفيت عني أيضا.. أتعلم كم احتقرك..؟؟
ـ ولكن يا سيدي..و و ..
ـ اخرس.. و هات الريشة واكتب.. قرارا بعزلك و تنصيب عضد الدولة مكانك..و نكاية بك... ستعمل خادما عنده..!!
صدر المرسوم.. بين بكاء الوزير .. و اندهاشه.. من يكون عضد الدولة هذا..؟؟
نادى الوالي على الحرس..
اذهبوا و أتوا لي بأحد الرعاع من الدّهماء.. هيا..
انصرف الحرس بسرعة .. وهم لا يعلمون.. من هو المطلوب...
خرجوا يجوبون الطريق.. و يسألون من يقابلهم من الناس: أنت هيه !! .. هل أنت من الرعاع والدهماء؟
فيجيبهم أن لا.. و كل من سألوه أجابهم نفس الإجابة..
حتى ملّّوا السؤال.. و داعب أجفانهم النعاس.. و اقترب الفجر.. فقرروا أن يستندوا إلى سلطتهم المخولة إليهم..
و جدوا ذلك الرجل
.. كان فحاما.. هيه أنت
ـ نعم...!!
سألوه .. أ أنت من الرعاع و الدهماء
قال الفحام لا..
ـ أتقول لنا لا..؟؟
حسنا اعترف .. ( وإلا ) ..
ضربة تحت الحزام .. من أحدهم.. و أخرى على الحزامو الثالثة فوقه ..
فأعترف.. و سجلوا اعترافه..
قادوه أمامهم إلى مصيره المظلم إلى حيث قصر الوالي .. رموه بالسجن حتى الصباح ..
كان يرسف بالأغلال.. كانوا خمسة من الحراس الأشداء.. يتقدمهم رئيس الحرس..
دخلوا به على الوالي..
ـ سيدي هذا الرجل الوحيد الذين وجدناه من الرعاع و الدهماء..!!
نظر إليه الوالي وقال: حسنا إنه يبدو كذلك..!!
ـ اسمع يا قائد الحرس.. هذا هو الوزير عضد الدولة .. فك قيده.. و ألبسه لباسا يليق بالوزراء..
قاده الحرس إلى أحد أجنحة القصر.. كانت جميلة جدا تلك الردهات .. و الغرف .. الله !!
كان الوزير الجديد ..الفحام السابق في قمة الاندهاش..
كانت نظرات الحرس و هم أمام الوالي .. مزيجا من البكاء و طلب الرحمة..
نظر إليهم الوالي بشيء من التعجرف ، وقال حسنا انصرفوا.. فقد عفوت عنكم..
( إنها لحظة ميلاد وزير.. و موت فحام.. ) !!
لبس الوزير الجديد ثيابه.. واعتمر قلنسوة رائعة.. و بردة أجمل..
أدناه الوالي منه.. ليتعرّف اليه أكثر..
سأله .. هل سمعت بأن هناك من يرغب الإطاحة بي..
- نعم سيدي سمعت..
- أتعلم من هو؟؟
- لا يا سيدي .. ولكن .. اعلم بأن الشعب كله تقريبا يقف خلفه..
- حسنا .. سأبث العيون .. لأعرف من يكون..
أتدري .. أيها الوزير.. كم تعبت من أجل هؤلاء الشرذمة.. و شقيت..
- أعلم يا مولاي.. أعانكم الله..
- تا الله إن سقط في يدي لا قتلنه شر قتلة..!!
- و هل هذا ما يزعج مولاي الآن؟
ـ ....
لا عليك سيدي.. فأنا عندي الحل.. أولا أعلن إسقاط الوزير السابق..
ثم لنجعل من عدو الشعب .. عدوا لنا..!!
- ومن هو عدو الشعب..؟؟
- سيدي الأعداء كثر.. أولهم الفساد.. و أخرهم التهديد الذي يمثله لنا وجود (اسراقند )!
و حتى لو لم يكن ثمة عدو فلنخترع عدوا ..
- و لكنني لست عدوا لهم..
- لا بأس سيدي..
- أعلن على رؤوس الأشهاد .. أن ممارسات اسراقند الإرهابية ستردعها جيوشنا المغوارة .. و افتح باب التطوع.. للجهاد..
- و ماذا بعد؟؟
- أعلن سيدي .. أن الوزير السابق .. صدر الدولة هو أس و جذر الفساد.. واقبض على ثلاثة معه.. (أيّ ثلاثة.. لايهم ) !! فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة !!
و لنطلق عليهم عصابة الأربعة..
أصدر الوالي .. مرسومين..
وفي نهاية اليوم .. كان عدد المتطوعين للجهاد يبلغ قرابة المليون رأس..
و ازدحم قصر الوالي بالمبايعين له على الجهاد.. و المباركين له خطواته التصحيحية
كان التلفزيون يذيع موسيقى و أغان وطنية.. يتخللها الوالي بطلّته البهية.. و هو يعلن الحرب على الجميع.. الفساد .. واسراقند.. و أشياء أخرى..
لم يتمالك الوالي فرحته.. و في خضم هذه النشوة .. كان هناك سؤال حائر..
كان يرنو للوزير الجديد .. و هو يبتسم في وجوه المهنئين..
همس الوالي في أذن وزيره..
- يبدو إنك إنسان غير عادي..!!
من أين لك هذه الأفكار الجهنمية.. وأنت الفحام ؟؟
- سيدي انا في عجلة من امري ..
( شااااااااااااااالوم ) !!!

قالها ورحل ..



منقول





 

المهاجـر

كاتب جيد
رد: قالها ورحل ..

يعطيك العـافيه اخي قصه تحمل في طياتها الكثير من الروائع والعـبر

اتمنى لك حسن الابداع ولاتحرمنا من تميزك القادم

لك ودي
 

مواضيع مماثلة

أعلى