البطولة خلف القضبان .

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
بسم الله الرحمن الرحيم
بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإنْ ضنّــــوا عليّ كرامُ
*****
كان يا مكان في قديم الزمان
أبطال وفوارس , قصص وحكايات
تحفر في ذاكرة الأيام حكاية , للقلب منها بداية
وللدمع معها كتاب
يكتب بالدم مرة
والشهادة والشهداء مرات
الأف الجرحى والاف الثكلوات
ويطلع ما بين السوالف
سلافة السجن والمسجون
وعن الحرية بالقيود مرهون
ويحكي ذكريات الطفولة
والقلب وغليانه
والشباب وعواطفهم
والبطولات التي تعانق سماء الوطن
وإطلالة من التاريخ
مع
الشاعر الفارس
المقاتل المجاهد الشجاع
العاشق من وراء القضبان
المعاتب أهله الأكرام
أبو فراس الحمداني
يا هلا بالحبيب الغالي
في ضيافتنا على شبكة النت
في منتدياتها الراقية
لتحكي لنا الحكاية
من البداية حتى النهاية
*****


سَـيَـذْكُــرُنــي قـــومـــي إذا جَــــــدَّ جِـــدُّهُـــمْ
وفـي الـلّـيـلــةِ الـظَّـلْــمــاءِ يُـفْـتَــقَــدُ الـــبَـــدْرُ



نحن قوم لا توســــــــــــــــــــــــــــــــط بيننا
لنا الصدر دون العــــــــــــــــــــالمين او القبر


*****
م.ن. بتصرف



أبو فراس الحمداني شاعر وأمير عربي من
الأسرة الحمدانية، ابن عم ناصر الدولة، وسيف
الدولة الحمداني. حارب الروم وأسروه، واشتهر
بقصائده المعروفة بالروميات.
اسمه الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون
الحمداني، وأبو فراس كنيته
وُلد في الموصل 320 هـ
نشأ في كنف ابن عمه
وزوج أخته
سيف الدولة الحمداني
بعد وفاة والده
نشأ عنده كريماً عزيزاً، وولاه منبج
من أعمال الشام , كما صحبه في حربه ضد الروم.
استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب.
درس الأدب والفروسية
ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم.
وقع مرتين في أسر الروم.
وطال به الأسر وهو أمير
فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه
لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله.
كانت مدة الأسر الأولى
سبع سنين وأشهراً على الأرجح.
وقد استطاع النجاة
بأن فرّ من سجنه في خرشنة
وهي حصن على الفرات.
كانت المواجهات والحروب كثيرة
بين الحمدانيين والروم في أيام أبي فراس
وفي إحدى المعارك انتصر الحمدانيين أكثر من
مرة في معارك كرٍ وفرٍ، وبعد توقف لفترة من
الزمن عاد القتال بينهم
(بين الحمدانين وبين الروم)
الذين أعدوا جيشاً كبيراً وحاصروا أبا فراس
في منبج وبعد مواجهات وجولات كر وفر
سقطت
قلعته سنة 350هجري
ووقع أسيراً وحُمل إلى القسطنطينية
حيث أقام نحواً من أربع سنوات
وقد وجه الشاعر جملة رسائل إلى ابن عمه
في حلب ، يتذمر من طول الأسر وقسوته
ويلومه على المماطلة في افتدائه.
واعاد سيف الدولة قوته
وتجهز سيف الدولة , وهاجم الروم
في سنة 354هجري
وهزمهم وانتصر عليهم
واستعاد إمارته وملكه في حلب
واسر اعدادا من الروم
وأسرع إلى افتداء أسراه
ومنهم ابن عمه
أبو فراس الحمداني
بعد الإنتصار على الروم
****
أبو فراس الحمداني

يرسل القصائد المليئة بمشاعر
الألم والحنين إلى الوطن
فتتلقاها أمه باللوعة
حتى توفيت قبل عودة
وحيدها
******
جمع شعر أبو فراس وقصائده
إبن خالويه وقد عاصره
نقل وترجم بعض شعر أبو فراس
إلى اللغة الألمانية على يد المستشرق
إبن الورد
وأول طبعةٍ للديوان كاملاً بدمشق
سنة 1944م
****
وهو القائل


الشعر ديوان العرب
أبداً وعنـــوان الأدب
*****​


وفي قصيدة "أراك عصيّ الدمع"
الشهيرة يقول:
****
سَـيَـذْكُــرُنــي قـــومـــي إذا جَــــــدَّ جِـــدُّهُـــمْ ،
وفـــــي الـلّـيـلــةِ الـظَّـلْــمــاءِ يُـفْـتَــقَــدُ الـــبَـــدْرُ



فــــإنْ عِــشْــتُ فـالـطِّـعْـنُ الــــذي يَـعْـرِفـونَــهُ
وتِـلْــكَ الـقَـنـا والـبـيــــــضُ والـضُّـمَّـرُ الـشُّـقْـرُ



وإنْ مـتُّ فـــالإنْـــســـانُ لابُــــــــــدَّ مَـــــيِّـــــتٌ
وإنْ طــالَــتِ الأيــــامُ ، وانْـفَـسَــــــــحَ الـعُــمْــرُ
*****
ومن روائع شعره
ما كتبه لأمه وهو في الأسر:
لولا العجوز بـمنبجٍ ما خفت أسباب المنيّـهْ
ولكان لي عمّا سألت من فـــــدا نفـس أبــيّهْ
*****
وفي قصيدة أخرى إلى والدته
وهو يئن من الجراح والأسر
يقول:
مصابي جليل والعزاء جميلُ
وظنــــــي بأنّ الله سوف يديلُ


جراح وأسر واشتياقٌ وغربةٌ
أهمّكَ؟ أنّـي بعـــــــدها لحمولُ
*******
ابو فراس المجاهد الاسير يواسي امه
والذي رفض النصرانية عرضا من ملك الروم
ويجعله قائدا لقاء حريته!!
وانشد لملك الروم


نحن قوم لا توســـــــــــــط بيننا
لنا الصدر دون العالمين او القبر
*


******
وأثناء أسره في القسطنطينية
بعث إلى سيف الدولة
يقول:
بمن يثق الإنسان فـيمـا نواه؟
ومن أين للحرّ الكريم صحاب؟
*****
بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإنْ ضنّــــوا عليّ كرامُ
*****
ولبنته
وهو على فراش الموت
عاش ابو فراس الحمداني
مجاهدا
وبعد فك اسره
عاد يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا
في سريره مثخنا بالجراح
وعمره 36 سنة قمرية
قال لابنته..
وقبل وفاته رثى نفسه
بأبيات مشهورة
أبنيّتـي لا تـحزنـي كـــل الأنــــــــام إلى ذهـــابْ
أبنيّتــــــــي صبراً جـميلاً للجليل مـن الـمـصابْ


نوحي علـيّ بحسـرةٍ من خلفِ ستـركِ والحجابْ
قولـي إذا ناديتنـي وعيــــــــيتُ عـن ردِّ الجوابْ


زين الشباب أبو فراسٍ لـــــــــــم يمتَّعْ بالشبــــابْ
*****
ومع القصيدة الشهيرة منها


أراكَ عــصـــيَّ الــدَّمْـــعِ شـيـمَـتُــكَ الـصَّــبْــرُ
أمــــا لِـلْـهَــوى نَــهْــــيٌ عـلـيــكَ و لا أمْــــرُ ؟



بَـلــى ، أنــا مُــشْــتـــاقٌ وعـــنــــديَ لَـــوْعَــــةٌ
ولــــكنَّ مِــثْـــلـــي لا يُـــــذاعُ لـــــــــهُ سِــــرُّ !



إذا اللّـيـلُ أَضْـوانــــــــــي بَسَـطْـتُ يَــدَ الـهــوى
وأذْلَـــلْـــتُ دمْـــعـــاً مــــــن خَــلائــقِــهِ الــكِــبْــرُ



تَـكادُ تُـــضِـــيْءُ الـــنـارُ بـــيــــن جَــوانِــحـــي
إذا هـي أذْكَــتْـــهـــا الــصَّــبــابَـــةُ والـــفِـــكْـــرُ



مُـعَـلِّـلَــتـي بــالــوَصْـــلِ ، والـــمَــــوتُ دونَـــهُ
إذا مِـــــتُّ ظَـمْــآنــاً فــــــلا نَـــــزَلَ الــقَــطْــرُ !



حَـفِـظْـــتُ وَضَـــيَّـعْـــتِ الـــــمَــوَدَّةَ بــيْــنـــنـــا
وأحْـسَـنُ مــن بـعـضِ الـوَفـــــــاءِ لـــكِ الـعُــذْرُ



ومــا هــــــــذه الأيـــــــــــامُ إلاّ صَــــحــــائــــفٌ
لأحْــرُفِــهــا مــــــن كَـــــفِّ كـاتِـبِــهــا بِــــــشْـــرُ


فـأيْـقَـنْــتُ أن لا عِـــــزَّ بَــعْـــــــــدي لِـعــاشِــقٍ
وأنّ يَـدي مـــمّـــا عَــلِــقْـــتُ بـــــــهِ صِـــفْــــرُ



وقــلَّـــبْـــتُ أَمــري لا أرى لـــــــيَ راحَـــــــــةً
إذا الـبَــيْــنُ أنْـســانــي ألَــحَّ بـــــيَ الــهَــجْــرُ


لا تُـنْـكِـريــنــي ، يــابْــنَـــةَ الـــعَــــمِّ ، إنّـــــــهُ
لَـيَـعْــرِفُ مــــن أنْـكَـرْتــهِ الــبَـــدْوُ والـحَــضْــرُ



ولا تُـنْــكِــريــنــي ، إنّــــنـي غـيـــــرُ مُـــنْــكَــــرٍ
إذا زَلَّــــتِ الأقْــــــــــــدامُ ، واسْـتُـنْــزِلَ الـنّـصْــرُ



وإنّــــــي لَــــــــجَـــرّارٌ لِـــكُــلِّ كَــــتــيــــبَـــــةٍ
مُــعَـوَّدَةٍ أن لا يُـــــخِـــــلَّ ـهــــــا الـــنَّــــصــــر


وإنّـــــــي لَـــــــنَـــــزَّالٌ بِــــكـــــلِّ مَــخــوفَــــةٍ
كَــثـــيـــرٍ إلــــى نُــزَّالِـــهـا الــنّـظَـــرُ الــــشّـزْرُ


فَـأَظْــمَــأُ حتى تَـــرْتَـــوي الــبــيـضُ والــقَــنــا
وأَسْـغَــبُ حـتــى يَـشـبَـعَ الـذِّئْـــــــــبُ والـنَّـسْــرُ


ولا أًصْـــبَحُ الــــحَـيَّ الــخُـــلُـــوفَ بــــغــــارَةٍ
و لا الجَـيْـشَ مــا لــم تـأْتِــــــــــهِ قَـبْـلِـيَ الـنُّــذْرُ


ويــــــا رُبَّ دارٍ ، لــــــم تَـخَـفْــنــي ، مَـنــيــعَــةً
طَـلَـعْــتُ عـلـيـهـا بــالـــرَّدى ،أنـــــا والـفَــجْــر


وحَـــــــيٍّ رَدَدْتُ الــخَــيْـــلَ حـــتّــــى مَــلَــكْــتُــهُ
هَـــزيماً ورَدَّتْــنـي الـــبَـــراقِــــعُ والـــخُـــمْــــرُ



وســاحِــبَـــةِ الأذْيـــالِ نَـــحْــــوي ، لَـقـيــتُــهــا
فــلَـــم يَـلْـقَــهــا جـــافـي الــلِّــقــاءِ ولا وَعْــــــرُ


وَهَــبْــتُ لــهـــا مـــــا حـــازَهُ الـجَــيْــشُ كُــلَّـــهُ
ورُحْـــــتُ ولـــــم يُـكْــشَــفْ لأبْـيـاتِـهــا سِــتْـــر


ولا راحَ يُــطْـــغـــيـــني بــــأثـــــوابِـــــهِ الــغِـنى
ولا بـــــاتَ يَـثْـنـيـنـي عــــن الـــكَـــرَمِ الــفَــقْــرُ



وما حــاجَــتـــي بــالــمالِ أَبْـــغــــي وُفـــــــورَهُ
إذا لـــم أَفِــــرْ عِــرْضــي فــــلا وَفَــــرَ الــوَفْــرُ



أُسِرْتُ وما صَحْبـــــــــــــــي بعُزْلٍ لَـــدى الوَغى
ولا فَــــرَســي مُهْــرٌ ، ولا رَبُّـــــــــهُ غُـــمْـــــرُ



ولــكــنْ إذا حُــــمَّ الـقَــضــاءُ عــلـــى امـــــرئٍ
فـــلـــيْـــسَ لَــهُ بَــرٌّ يَـــقـــيـــهِ ، ولا بَـــحْـــــرُ



وقــال أُصَيْحـابـي : الـفِــرارُ أو الـــــــــرَّدى ؟
فـقـلــتُ : هــمــا أمــــرانِ ، أحْـلاهُـمــا مُــــرُّ



ولــكــنّــي أَمْــــضــي لِــــمـــــا لا يَـعــيــبُــنــي
وحَـسْـبُــكَ مــــن أَمْــرَيــنِ خَـيـرُهـمـا الأَسْــــر



يَـقـولـونَ لـــي : بِـعْــتَ الـسَّـلامَــةَ بــالــرَّدى
فـقُـلْـتُ : أمـــا و اللهِ ، مــــــــا نـالـنـي خُـسْــرُ



وهـــــلْ يَـتَـجـافــى عَــنّـــيَ الــمَـوْتُ ســـاعَـــةً
إذا مـــا تَـجـافـى عَـنّــيَ الأسْـــــــــرُ والــضُّــرُّ ؟



هو المَوتُ ، فاخْتَـرْ مــــــــــــا عَـلا لـكَ ذِكْـرُهُ
فـلــم يَـمُــتِ الإنــســانُ مــــــــا حَــيِــيَ الــذِّكْــرُ





يَـــمُـــنُّــــونَ أن خَــلُّـوا ثِـــيابـي ، وإنّـــــمــــــا
عـــلــــيَّ ثِـــيــابٌ ، مــن دِمــائِــهِـــمُ حُــــمْــــرُ



وقــائِـــمُ سَــيْـــفٍ فــيــهِــمُ انْـــــدَقَّ نَــصْــلُــهُ
وأعْــقــابُ رُمْـــــحٍ فـيــهُــمُ حُــــطِّـــمَ الــصَّـــدْرُ



سَـيَـذْكُــرُنــي قـــومـــي إذا جَـدَّ جِــــــــــــدُّهُـــمْ
وفـــــي الـلّـيـلــةِ الـظَّـلْــمــاءِ يُـفْـتَــقَــدُ الـــبَـــدْرُ



فــــإنْ عِــشْــتُ فـالـطِّـعْـنُ الــــذي يَـعْـرِفـونَــهُ
وتِـلْــكَ الـقَـنـا والـبـيـضُ والـضُّــــــــمَّـرُ الـشُّـقْـرُ



وإنْ مـتُّ فـــالإنْـــســـانُ لابُــــــــــدَّ مَـــــيِّـــــتٌ
وإنْ طــالَــتِ الأيــــامُ ، وانْـفَـــــــــسَــحَ الـعُــمْــرُ



ولــو سَــــــــــدَّ غـيـري مــا سَــدَدْتُ اكْتَـفـوا بــهِ
ومــا كــان يَغْـلـو التِّـبْـرُ لـــــــــو نَـفَــقَ الـصُّـفْـرُ



ونَـــحْــــنُ أُنـــــاسٌ ، لا تــوَسُّــــطَ بــيــنــنـــا لنا
الــصَّـــدْرُ دونَ الـعـالـمــــــــــــــــيـنَ أو الــقَــبْــرُ



تَــهـونُ عـلـيــنــا فـــي الـمــعــالــي نُـفــوسُــنــا
ومـن خَطَـبَ الحَسْنــــــــــــــــاءَ لـم يُغْلِهـا المَـهْـرُ



أعَـــزُّ بَـنــي الـدُّنـيـا وأعْـلـى ذَوي الــعُــــــــــلا
وأكْــرَمُ مَـــــنْ فَــــــوقَ الـــتُّـــرابِ ولا فَـــخْـــرُ


**
وهذه أيضا
من روائع شعر
أبي فراس الحمداني رحمه الله
قالها وهو في السجن
عندما سمع
هديل حمامة على شجرة عالية
قرب سجنه :



أقُولُ وَقَدْ نَــــــــاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ
أيا جارتا هلْ بــــــــــاتَ حالكَ حالي


معاذَ الهوى ‍! ماذقــــتُ طارقة َ النوى
وَلا خَطَرَتْ مِنــــــــــــكِ الهُـــمُومُ ببالِ


أتحملُ محزونَ الفــــــــــــــــؤادِ قوادمٌ
على غصنٍ نائــــــــي المسافة ِ عالِ ؟


أيا جارتا ، ما أنصــــــفَ الدهرُ بيننا ‍!
تَعَالَيْ أُقَــــــــــــاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!


تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحــــــــــــــاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً
تَرَدّدُ فــــــي جِسْمٍ يُعَـــــــــــــــذّبُ بَالي


أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكــــــــــــــــي طَلِيقَة ٌ
ويســـــــــــــــكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟


لقد كنتُ أولى منــــــــــــــــــكِ بالدمعِ مقلة ً
وَلَكِنّ دَمْعي في الحَـــــــــــــــــوَادِثِ غَالِ!


***
بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإنْ ضنّــــوا عليّ كرامُ
لكنني تعلمته وحفظت
هذا البيت
بل وعشت في ظلاله
أبو فراس الحمداني


</b></i>
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .

الله عبد الحي
انت رائع في كل طروحاتك
واصفق لك بحرارة هناا
على ما طرحت عن الشاعر ابو فراس الحمداني
شاعر بني حمدان
ويسعدني ان اضيف بعضآ من قصائده هنا
ان سمحت لي
وأن اضيف تقييما لك هنااااااا
فمن يقرأ له لا يمل من القراءة والتحليل
لقد وقفت أتأمل كثيرا وأنا اقرأ من قصائده
انه نموذج للشعر العربي الأصيل، الذي يعبر عن وجدان عاشق فارس ، يعتز بنسبه العريق ، وتسري في عروقه دماء عربية أصيلة جعلته دائم الفخر والاعتزاز بنفسه ومكانته ، ولم لا ؟ وهو الشاعر الفارس الأمير سيف الدولة أمير حلب ، أشهر أمير عربي خلده شاعر العربية الكبير (( المتنبي )) في سيفياته التي قالها وهو في جواره، يصف وقائعه ، ويسجل أحداث زمانه .


هل عرفتموه انه الشاعر العربي الكبير أبو فراس الحمداني ، ولد بالموصل ، قتل أبوه وهو لا يزال طفلا صغيرا ، فتربى على يدي عمه وزوج أخته سيف الدولة، نشأ أبو فراس على الفروسية والأدب ، ثم قلده سيف الدولة الإمارة على (( منبج وحران )) وأعمالها وهو لا يزال حديث السن حيث كان عمره آنذاك لا يتجاوز السادسة عشر ، وكان يصطحبه عمه في المعارك، وما كان أكثرها ، ضد الرومانيين الطامعين في الوطن العربي الذي تفتت بانحلال الدولة العباسية ، وقدر لدولة الحمدانيين ولسيف الدولة أن يكونا القلعة الوحيدة الصامدة في وجه الدولة البيزنطية ، وان يكونوا الدرع الواقي للثغور العربية في مواجهة أعظم دول ذلك الزمان .

ولكنه يؤسر في إحدى معارك سيف الدولة مع الروم ، وينقله الروم الى القسطنطينية، ويظل في الأسر اربع سنوات ، ويقال انها كانت سبع ، توالت رسائل ابي فراس الحمداني الى سيف الدولة يطلب بها مفاداته . ويختلف المؤرخون في سبب بطء سيف الدولة وتراخيه في مفاداته ، على أي اطلق سراح ابي فراس الحمداني بعد ان افتداه ابن عمه ، فولاه سيف الدولة امارة حمص ، ثم مات سيف الدولة بعد عام واحد . فقامت الحرب بين ابي فراس وأمير حلب الجديد ابي المعالي سيف الدولة وابن اخت ابي فراس نفسه .. وتنتهي الحرب بمقتل ابي فراس الحمداني قرب حمص ، وينتهي معه طموحه وفخره وفروسيته..

ولأبي فراس ديوان من الشعر القوي الجزل ، العذب الأنغام ، الصادق العطفة والتصوير ، يسجل فيه تاريخ حياته ويصور فروسيته ويفخر بمآثر أسرته ، ومن بين هذا الديوان اشتهرت رومياته ( القصائد التي قالها وهو لا يزال في الأسر ) وهذه القصائد هي التي تكشف عن مدى شكواه وعمق حزنه .

لكن قصيدة واحدة من قصائد ابي فراس الحمداني يتاح لها من الذيوع مالا يتاح لبقية قصائده ، تلك هي مطولته (( أراك عصي الدمع )) التي تصور ادق التصوير لوجدان هذا الشاعر الفارس ، الذي يذوب رقة وعاطفة ولكن في شموخ وكبرياء واعتزاز ، ومن خلال نفس ابية ترفض كل ذلة ومسكنة ، ولا تعرف الا الإباء والجرأة والإقدام .
فالشاعر الذي يذوب وجدا وهياما في مواقف الحب والصبابة ، لا يحني رأسه ، ولا يدوس على كرامته ، لكنه دائما شامخ أبي ، شأنه في حروبه ومعاركه مع الخصوم والاعداء

هذه القصيدة التي اشتهرت عندما دخلت ساحة الغناء العربي ، ورددتها الألوف ، معجبة بعاطفة الشاعر الفارس ، وكبريائه وشممه ، وفنه الشعري المقتدر ، وصياغته العذبة القوية .. هذه القصيدة هي التي سوف نتوقف عندها الآن قراءة وتذوقا وتأملا .......



يقول شاعرنا الكبير ابي فراس الحمداني في قصيدته المشهورة

(( اراك عصي الدمع ))

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى ،أنا مشتاق وعندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابة والفكر
معللتي بالوصل والموت دونه
إذا بت ظمآنا فلا نزل القطر
حفظت وضيعت المودة بيننا
وأحسن من بعض الوفاء الغدر
وما هذه الأيام إلا صحائف
لأحرفها ، من كف كاتبها ، بشر


بنفسي من الغادين في الحي غادة
هواي لها ذنب ، وبهجتها عذر
تروغ إلى الواشين في ، وإن لي
لأذنابها عن كل واشية وقر
بدوت وأهلي حاضرون ، لأنني
أرى أن دارا لست من أهلها قفر
وحاربت قومي في هواك ، وإنهم
وإياي ، لولا حبك ، الماء والخمر
فإن يك ما قال الوشاة ولم يكن
فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفر


وفيت وفي بعض الوفاء مذلة
لإنسانة في الحي شيمتها الغدر
وقور ، وريعان الصبا يستفزها
فتأرن أحيانا كما أرن المهر
تسائلني : من انت ؟ وهي عليمة
وهل بفتى مثلي على حاله نكر
فقلت لها : لو شئت لم تتعنتي
ولم تسألي عني ، وعندك بي الخبر
فقالت : لقد أزرى بك الدهر بعدنا
فقلت : معاذ الله ، بل انت لا الدهر
وما كان للأحزان لولاك مسلك
الى القلب ، لكن الهوى للبلى جسر
وتهلك بين الهزل والجد مهجة
إذا ما عداها البين عذبها الهجر
فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق
وأن يدي مما علقت به صفر
وقلبت أمري لا أرى لي راحة
اذا البين أنساني الح بي الهجر
فعدت إلى الزمان وحكمها
لها الذنب لا تجزي به ولي العذر


فلا تنكريني يا ابنة العم ، انه
ليعرف من انكرته البدو والحضر
ولا تنكريني ، إنني غير منكر
إذا زلت الأقدام ، واستنزل الذعر
وإني لجرار لكل كتيبة
معودة أن لا يخل بها النصر
وإني لنزال بكل مخوفة
كثير الى نزالها النظر الشزر
فاظمأ حتى ترتوي البيض والقنا
وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر
ولا أصبح الحي الخلوف بغارة
ولا الجيش ، ما لم تأته قبلي النذر
ويا رب دار لم تخفني منيعة
طلعت عليها بالردى أنا والفجر
وحي رددت الخيل حتى ملكته
هزيما ، وردتني البراقع والخمر
وساحبة الأذيال نحوي لقيتها
فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعر
وهبت لها ما حازه الجيش كله
ورحت ولم يكشف لأبياتها ستر
ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى
ولا بات يثنيني عن الكرم الفقر
وما حاجتي بالمال أبغي وفوره
إذا لم أصن عرضي فلا وفر الوفر


أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى
ولا فرسي مهر ولا ربه غمر
ولكن إذا حم القضاء على امرئ
فليس له بر يقيه ولا بحر
وقال أصيحابي : الفرار أو الردى؟
فقلت : هما أمران احلاهما مر
ولكنني أمضي لما لا يعيبني
وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
يقولون لي بعت السلامة بالردى
فقلت : أما والله ، ما نالني خسر
وهل يتجافى الموت عني ساعة
إذا ما تجافى عني الأسر والضر ؟
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره
فلم يمت الانسان ما حيي الذكر
ولا خير في دفع الردى بمذلة
كما ردها يوما بسوءته عمرو
يمنون أن خلو ثيابي ، وإنما
علي ثياب من دمائهمو حمر
وقائم سيف فيهمو اندق نصله
وأعقاب رمح فيه قد حطم الصدر


سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فإن عشت ، فالطعن الذي يعرفونه
وتلك القنا والبيض والضمر الشقر
وإن مت فالإنسان لا بد ميت
وإن طالت الأيام وانفسح العمر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به
وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر
ونحن اناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بني الدنيا وأعلي ذوي العلا
وأكرم من فوق التراب ولا فخر


يتبع...
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .

أمـا لِـجَـمـيـلٍ عِنْدكُنَّ ثَوابُ
ولا لِـمُـسـيءٍ عِـنْـدَكُنّ مَتَابُ
إذا الـخِـلُّ لَـمْ يَـهْجُركَ إلا مَلالةً
فَـلَـيْـسَ لهُ ، إلا الفِرَاقَ ، عِتابُ
إذا لـم أجـد مـن خُـلَّةٍ ما أُرِيدُه
ُ فـعـنـدي لأُخْـرى عَزْمَةٌ وَرِكابُ
ولـيـس فِراقٌ ما استطعتُ
فإن يَكُنْ فِـراقٌ عـلـى حَـالٍ فليس إيابُ
صَـبـورٌ ولـو لـم يـبقَ مني
بقيةٌ قَـؤُولٌ وَلـوْ أنَّ الـسيوفَ جَوابُ
وَقُـورٌ وأحـداثُ الـزمانِ
تَنوشني وَلِـلـمـوتِ حـولي جِيئةٌ وَذَهَابُ
بِـمـنْ يَـثِـقُ الإنسانُ فيما يَنُوبهُ
ومِـنْ أيـنَ لِـلحُرِّ الكَريم iiصِحابُ
وقـدْ صَـارَ هـذا الناسُ إلا
قَلَّهُمْ ذِئـابٌ عـلـى أجْـسَادِهنَّ ثِيابُ
تَـغَـابـيـتُ عن قومٍ فَظَنوا غَباوةً
بِـمَـفْـرِقِ أغـبانا حصًى iiوَتُرابُ!
ولـو عَـرفـونـي بَعْضَ مَعرِفَتي بِهمْ
إذاً عَـلِـمـوا أنـي شَهِدتُ وغابوا
إلـى الله أشـكـو أنـنـا بِمنازلٍ
تَـحـكَّـمَ فـي آسـادِهنّ كِلابُ
تَـمُـرُّ الـلـيالي لَيْسَ لِلنَّقْعِ مَوْضِعٌ
لَـديَّ ولا لِـلـمُـعْـتَفِين جَنَابُ
ولا شُـدَّ لـي سَرْجٌ على مَتنِ سابحٍ
ولا ضُـرِبـتْ لـي بِـالعراءِ قِبابُ
ولا بَـرقـتْ لـي فـي اللقاءِ قواطعٌ
ولا لـمـعـتْ لي في الحروبِ حِرابُ
سَـتَـذكـر أيـامـي نُميرٌ
وَعَامرٌ وكـعـبٌ ، عـلى عِلاتها ، وكِلابُ
أنـا الـجـارُ لا زادي بَطِيءٌ
عَليْهِمُ ولا دونَ مـالـي فـي الحَوادثِ بَابُ
ولا أطـلـبُ الـعَوراءَ مِنها أُصِيبها
ولا عـورتـي لِـلـطـالبينَ تُصابُ
بَني عَمِّنا ، ما يَفْعَلُ السيفُ في
الوغى إذا قـلَّ مِـنْـهُ مَـضـرِبٌ وَذُبابُ
بَـنـي عَـمِّنا ، نحنُ السَّواعِدُ وَالظُّبَا
وَيُـوشِـكُ يـوماً أن يكونَ ضِرابُ
ومـا أدَّعِـي مـا يَـعـلَمُ الله غَيرهُ
رِحَـابٌ عَـلِـيٍّ لِـلـعُفاةِ رِحابُ
وأفـعـالـهُ لِـلـراغـبـين كَرِيمةٌ
وأمـوالـهُ لـلـطـالـبين نِهَابُ
ولـكـنْ نَـبَـا مِـنهُ بِكَفِّيَ صَارمٌ
وأظـلـمَ فـي عَـيْـنَيَّ مِنهُ شِهابُ
وأبـطـأَ عَـنِّـي والـمـنايا سريعةٌ
وَلِـلـمـوتِ ظِـفْرٌ قد أطلَّ ونابُ
فـإن لـم يَـكـنْ وِدٌ قَـرِيبٌ تَعُدُّه
ُ ولا نَـسَـبٌ بـيـن الرجَالِ قِرابُ
فـأحـوطُ لـلإسلام أنْ لا
يُضِيعني ولـي عَـنْـهُ فِـيـهِ حَوْطةٌ وَمَنابُ
ولـكـنـنـي راضٍ على كلِّ
حالةٍ لِـنَـعْـلَـمَ أيَّ الـخُـلَّتينِ سَرابُ
ومـا زِلـتُ أرضـى بـالقليل
محبةً لَـدَيْـهِ ، ومـادون الكثير حِجابُ
وأطـلُـبُ إبـقـاءً على الوُد أرضَهُ
وذِكـرى مِـنـي في غيرها وطلابُ
كـذاكَ الـوِداد الـمحضُ لا يرتجى لهُ
ثـوابٌ ، ولا يُـخـشى عَليهِ عقابُ
وقدْ كُنتُ أخشى الهجرَ والشمْلُ جَامِعٌ
وفـي كُـلِّ يَـوْمٍ لُـقْـيَةٌ وخِطَابُ
فـكـيـف وفيما بيننا مُلْكُ قَيْصَرٍ
ولِـلْـبَـحْرِ حولي زَخْرَةٌ وَعُبَابُ ?
أَمِـنْ بَـعْـدِ بَذْلِ النفس فيما تُرِيدُهُ
أثـابُ بِـمُـرِّ الـعَتبِ حِينَ أُثابُ
فـلـيـتـك تـحلو والحياةُ مريرةٌ
ولـيـتـك تـرضى والأنامُ غِضابُ
ولـيـتَ الـذي بـيني وبينك عَامرٌ
وبـيـنـي وبـيـن العالمين خَرابُ
إذا صـحَّ مِـنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّنٌ
وكُـلُّ الـذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ

 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .

قصيدة الفداء

خرج ابن أخت ملك الروم إلى نواحي منبج في ألف فارس من الروم، فصادف أبا فراس يتصيد سبعين فارسا، فقاتلهم حين لم يجد من لقائهم بدا بغير الفرار، فأصيب بسهم فأخذوه أسيرا، وطلب الروم فداء لأبي فراس إطلاق سراح أخي "بودرس" ابن أخت ملك الروم الذي كان أسيرا لدى سيف الدولة، فكتب إليه أبو فراس يحثه على الفداء:


دَعوتـُكَ للجَفــن القريـْــحِ المسهـَّــدِ
لــديّ، وللنـــوم القليــل المُشـــرَّدِ
ومـــا ذاك بُخــلا بالحيــــاةِ وإنهــا
لأولُ مبــــذولٍ لأولِ مُــجـتـــــــدِ
وما الأسر مما ضقت ذرعا بحمله
وما الخطب مما أن أقول له قـَـــدِ
وما زل عني أن شخصا معرضــا
لنبل العد ىإن لم يصب فكأنْ قـَـدِ
ولســـت أبالي إنْ ظفــرت بمطلبٍ
يكونُ رخيصًا أو بوسْــمٍ مُــــزوَّدِ
ولكنني أختــــار مـــوت بنــي أبي
على صهوات الخيل غيـــر موسدِ
وتأبى وآبـــى أن أمــــوتَ مـُـوسدًا
بأيدي النصارى موتَ أكمـــدَ أكبدِ
نضوت على الأيام ثـوب جــلادتي
ولكنني لـــم أنـض ثـــوب التجلــدِ
دعوتك والأبــواب ترتـــجُ دوننـــا
فكن خيــــرَ مدعــــوٍّ وأكرمَ منجدِ
فمثلك مــن يـُـدعى لكــلِّ عظيمــة
ومثلي منْ يفدى بكــــلِّ مُسـَـــــوَّدِ
أناديكَ لا أني أخافُ من الـــرَّدى
ولا أرتجيْ تأخيرَ يومٍ إلى غَــــــدِ
متى تـُخلفُ الأيامُ مثلي لكـُــمْ فتى
طويلَ نجادِ السيف رحبَ المقلـَّـــدِ
متى تلدُ الأيـــام مثـلي لكــــم فتى
شديدًا على البأســـاءِ غيـــرَ مُلَهَّـــدِ
يطاعنُ عن أعـراضكم بلســـانـِـهِ
ويضربُ عنكمْ بالحســـامِ المُهنــَّـدِ
فما كلُّ منْ شاء المعالي ينــالهـــا
ولا كل سيَّارٍ إلى المجد يَهتــَـــدِي
وإنك للمولى الــذي بــكَ أقتـــدي
وإنك للنجمُ الــــذي بـــه أهتــَــدي
وأنت الذي عرَّفتني طـُــرقَ العلا
وأنت الــــــذي أهويتني كلَّ مقصدِ
وأنت الـــذي بلغتني كـــل رتبــة
مشيت إليهـــــا فوق أعناق حُسَّدي
فيا مُلبسي النعمى التي جلَّ قدرها
لقد أخـْـلـَقـَتَ تلـك الثيــــابُ فجَـدِّدِ!

 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .






( وقوفك في الديار )

وُقُوفُكَ فِي الدّيَـارِ عَلَيـكَ عَـارُ

وَقَـدْ رُدّ الشّـبَابُ الـمُسْتَعَـارُ

أبَعْـدَ الأربَعِيـنَ مُـجَـرَّمَـاتٌ

تَمَـادٍ فِي الصّبَابَـةِ ، واغتِـرَارُ ؟

نَزَعْـتُ عَـنِ الصِّـبَا ، إلاّ بَقَايَـا

يُحَفّدُها ، عَلى الشّيـبِ ، العُقـارُ

وَقَالَ الغَانِيَـاتُ : سَـلا ، غُلامـاً

فكَيفَ بِـهِ وَقَدْ شَـابَ العِـذَارُ ؟

وَمَا أنْسَى الزّيَـارَةَ مِنْـكِ وَهْنـاً

وَمَوْعِـدُنَـا مَعَـانٌ وَالـحِيَـارُ

وَطَالَ اللّيلُ بـي ، وَلَـرُبّ دَهْـرٍ

نِعِمْـتُ بِـهِ ، لَيَـالِيـهِ قِصَـارُ

عَشِقْـتُ بِهَـا عَـوَارِيّ اللّيَالـي

أحَـقّ الخَيـلِ بالرّكـضِ المِعـارُ

وَندْمَانـي : السّريعُ إلـى لِقَائـي

عَلى عَجَـلٍ ، وَأقْدَاحـي الكِبَـارُ

وَكَـمْ مِنْ لَيْلَـةٍ لَـمْ أُرْوَ مِنْـهَا

حَنَنْـتُ لَهَـا ، وَأرّقَنـي ادّكَـارُ

قَضَانـي الدَّينَ مَاطِلُـهُ ، وَوَافَـى

إلـيّ بِهَـا ، الفُـؤادُ المُسْتَطَـارُ

فَبِتّ أعُـلّ خَمْـراً مِنْ رُضَـابٍ

لَهَا سُكْـرٌ وَلَيْـسَ لَهَا خُـمَـارُ

إلـى أنْ رَقّ ثَـوْبُ اللّيـلِ عَنّـا

وَقَالَتْ : قُـمْ ! فقد برد السُّـوَارُ

وَوَلّتْ تَسْرُقُ اللّحَظَـاتِ نَحْـوِي

عَلى فَـرَقٍ كَمَا التَفَـتَ الصُّـوَارُ

دَنَا ذَاكَ الصّبَـاحُ ، فلَسـتُ أدرِي

أشَـوْقٌ كَانَ مِنْـهُ ؟ أمْ ضِـرَارُ ؟

وَقَد عَادَيتُ ضَوْءَ الصّبـحِ حتَّـى

لِطَرْفـي، عَـنْ مَطَالِعِـهِ ، ازْوِرَارُ

وَمُضْطَـغِـنٍ يُـرَاوِدُ فِـيَّ عَيْبـاً

سَيَلْقَـاهُ ، إذا سُكِـنَـتْ وَبَـارُ

وَأحْسِـبُ أنّـهُ سَيَجُـرّ حَرْبـاً

عَلـى قَـوْمٍ ذُنُـوبُهُـمُ صِغَـارُ

كمَـا خَزِيَـتْ بِرَاعِيـها نُمَيْـرٌ

وَجَـرّ عَلى بَنـي أسَـدٍ يَسَـارُ

وَكَمْ يَوْمٍ وَصَلْـتُ بفَجْـرِ لَيْـلٍ

كَأنّ الرّكْـبَ تَحْتَهُـمَا صِـدارُ

إذا انْحَسَـرَ الظّـلامُ امْـتَـدّ آلٌ

كَـأنّـا دُرّهُ ، وَهُـوَ البِـحَـارُ

يَمُوجُ عَلى النّوَاظِـرِ ، فَهْـوَ مَـاءٌ

وَيَلْفَـحُ بِالهَوَاجِـرِ ، فَهْـوَ نَـارُ

إذَا مَـا العِـزّ أصْبَـحَ فِي مَكَـانٍ

سَمَـوْتُ لَـهُ ، وَإنْ بَعُـدَ المَـزَارُ

مُقامي ، حَيثُ لا أهْـوَى ، قَلِيـلٌ

وَنَوْمي ، عِنْـدَ مَن أقْلـي ، غِـرَارُ

أبَتْ لي هِمّتـي ، وَغِـرَارُ سَيْفـي

وَعَـزْمـي ، وَالمَطِيّـةُ ، وَالقِفَـارُ

وَنَفْـسٌ، لا تُجَـاوِرُهَـا الدّنَايَـا

وَعِـرْضٌ، لا يَـرِفّ عَلَيْـهِ عَـارُ

وَقَوْمٌ ، مِثلُ مَن صَحِبـوا ، كِـرَامٌ

وَخَيلٌ ، مِثلُ من حَملـتْ ، خيـارُ

وَكَمْ بَلَـدٍ شَتَـتْـنَـاهُـنّ فِيـهِ

ضُحـىً ، وَعَـلا مَنَابِـرَهُ الغُبَـارُ

وَخَيـلٍ ، خَفّ جَانِبُـهَا ، فَلَـمّا

ذُكِـرْنَـا بَيْنَـهَا نُسِـيَ الفِـرَارُ

وَكَمْ مَلِكٍ، نَزَعنـا الـمُلكَ عَنْـهُ

وَجَـبّـارٍ، بِهَـا دَمُـهُ جُـبَـارُ

وَكُـنّ إذَا أغَـرْنَـا عَلَـى دِيَـارٍ

رَجَعـنَ ، وَمِنْ طَرَائِدهَـا الدّيَـارُ

فَقَـدْ أصْبَحْـنَ وَالدّنْيَـا جَمِيـعاً

لَنَـا دَارٌ ، وَمَـنْ تَحْوِيـهِ جَـارُ

إذَا أمْـسَـتْ نِـزَارُ لَنَـا عَبِيـداً

فَـإنّ الـنّـاسَ كُلّهُـمُ نِــزَارُ


( وقوفك في الديار )

وُقُوفُكَ فِي الدّيَـارِ عَلَيـكَ عَـارُ

وَقَـدْ رُدّ الشّـبَابُ الـمُسْتَعَـارُ

أبَعْـدَ الأربَعِيـنَ مُـجَـرَّمَـاتٌ

تَمَـادٍ فِي الصّبَابَـةِ ، واغتِـرَارُ ؟

نَزَعْـتُ عَـنِ الصِّـبَا ، إلاّ بَقَايَـا

يُحَفّدُها ، عَلى الشّيـبِ ، العُقـارُ

وَقَالَ الغَانِيَـاتُ : سَـلا ، غُلامـاً

فكَيفَ بِـهِ وَقَدْ شَـابَ العِـذَارُ ؟

وَمَا أنْسَى الزّيَـارَةَ مِنْـكِ وَهْنـاً

وَمَوْعِـدُنَـا مَعَـانٌ وَالـحِيَـارُ

وَطَالَ اللّيلُ بـي ، وَلَـرُبّ دَهْـرٍ

نِعِمْـتُ بِـهِ ، لَيَـالِيـهِ قِصَـارُ

عَشِقْـتُ بِهَـا عَـوَارِيّ اللّيَالـي

أحَـقّ الخَيـلِ بالرّكـضِ المِعـارُ

وَندْمَانـي : السّريعُ إلـى لِقَائـي

عَلى عَجَـلٍ ، وَأقْدَاحـي الكِبَـارُ

وَكَـمْ مِنْ لَيْلَـةٍ لَـمْ أُرْوَ مِنْـهَا

حَنَنْـتُ لَهَـا ، وَأرّقَنـي ادّكَـارُ

قَضَانـي الدَّينَ مَاطِلُـهُ ، وَوَافَـى

إلـيّ بِهَـا ، الفُـؤادُ المُسْتَطَـارُ

فَبِتّ أعُـلّ خَمْـراً مِنْ رُضَـابٍ

لَهَا سُكْـرٌ وَلَيْـسَ لَهَا خُـمَـارُ

إلـى أنْ رَقّ ثَـوْبُ اللّيـلِ عَنّـا

وَقَالَتْ : قُـمْ ! فقد برد السُّـوَارُ

وَوَلّتْ تَسْرُقُ اللّحَظَـاتِ نَحْـوِي

عَلى فَـرَقٍ كَمَا التَفَـتَ الصُّـوَارُ

دَنَا ذَاكَ الصّبَـاحُ ، فلَسـتُ أدرِي

أشَـوْقٌ كَانَ مِنْـهُ ؟ أمْ ضِـرَارُ ؟

وَقَد عَادَيتُ ضَوْءَ الصّبـحِ حتَّـى

لِطَرْفـي، عَـنْ مَطَالِعِـهِ ، ازْوِرَارُ

وَمُضْطَـغِـنٍ يُـرَاوِدُ فِـيَّ عَيْبـاً

سَيَلْقَـاهُ ، إذا سُكِـنَـتْ وَبَـارُ

وَأحْسِـبُ أنّـهُ سَيَجُـرّ حَرْبـاً

عَلـى قَـوْمٍ ذُنُـوبُهُـمُ صِغَـارُ

كمَـا خَزِيَـتْ بِرَاعِيـها نُمَيْـرٌ

وَجَـرّ عَلى بَنـي أسَـدٍ يَسَـارُ

وَكَمْ يَوْمٍ وَصَلْـتُ بفَجْـرِ لَيْـلٍ

كَأنّ الرّكْـبَ تَحْتَهُـمَا صِـدارُ

إذا انْحَسَـرَ الظّـلامُ امْـتَـدّ آلٌ

كَـأنّـا دُرّهُ ، وَهُـوَ البِـحَـارُ

يَمُوجُ عَلى النّوَاظِـرِ ، فَهْـوَ مَـاءٌ

وَيَلْفَـحُ بِالهَوَاجِـرِ ، فَهْـوَ نَـارُ

إذَا مَـا العِـزّ أصْبَـحَ فِي مَكَـانٍ

سَمَـوْتُ لَـهُ ، وَإنْ بَعُـدَ المَـزَارُ

مُقامي ، حَيثُ لا أهْـوَى ، قَلِيـلٌ

وَنَوْمي ، عِنْـدَ مَن أقْلـي ، غِـرَارُ

أبَتْ لي هِمّتـي ، وَغِـرَارُ سَيْفـي

وَعَـزْمـي ، وَالمَطِيّـةُ ، وَالقِفَـارُ

وَنَفْـسٌ، لا تُجَـاوِرُهَـا الدّنَايَـا

وَعِـرْضٌ، لا يَـرِفّ عَلَيْـهِ عَـارُ

وَقَوْمٌ ، مِثلُ مَن صَحِبـوا ، كِـرَامٌ

وَخَيلٌ ، مِثلُ من حَملـتْ ، خيـارُ

وَكَمْ بَلَـدٍ شَتَـتْـنَـاهُـنّ فِيـهِ

ضُحـىً ، وَعَـلا مَنَابِـرَهُ الغُبَـارُ

وَخَيـلٍ ، خَفّ جَانِبُـهَا ، فَلَـمّا

ذُكِـرْنَـا بَيْنَـهَا نُسِـيَ الفِـرَارُ

وَكَمْ مَلِكٍ، نَزَعنـا الـمُلكَ عَنْـهُ

وَجَـبّـارٍ، بِهَـا دَمُـهُ جُـبَـارُ

وَكُـنّ إذَا أغَـرْنَـا عَلَـى دِيَـارٍ

رَجَعـنَ ، وَمِنْ طَرَائِدهَـا الدّيَـارُ

فَقَـدْ أصْبَحْـنَ وَالدّنْيَـا جَمِيـعاً

لَنَـا دَارٌ ، وَمَـنْ تَحْوِيـهِ جَـارُ

إذَا أمْـسَـتْ نِـزَارُ لَنَـا عَبِيـداً

فَـإنّ الـنّـاسَ كُلّهُـمُ نِــزَارُ

 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .

قصيدة (ربع الصبا)



أبو فراس الحمداني





أمـا إنه ربـع الصبـا ومعالمـه

فلا عذر إن لم ينفذ الدمع ساجمـه



لئـن بت تبكيه خـلاء فطالـما

نعمـت به دهرا وفيـه نواعمـه



رياح عفته وهي أنفـاس عاشـق

ووبل سقـاه والـجفون غمائمـه



وظـلامة قلدتـها حكم مهجتـي

ومن ينصف المظلوم والخصم حاكمه



مهـاة لها من كل وجـد مصونـه

وخود لـها من كل دمع كرائمـه



وليـل كفرعيها قطعت وصاحبـي

رقيـق غرار مـخذم الحد صارمـه



تغـذ بي القفـر الفضـاء شـملة

سـواء عليهـا نـجده وتهائمـه



تصـاحبنـي آرامـه وظـبـاؤه

وتؤنسنـي أصـلالـه وأراقمـه



وأيُّ بـلاد الله لم أنتقـل بهــا

ولا وطئتهـا من ب**** مناسـمه



ونـحن أنـاس يعلـم الله أننـا

إذا جـمح الدهر الغشوم شكائمه



إذا ولـد الـمولود منـا فإنـما

الأسنـة والبيض الرقاق تـمائمه



ألا مبلغ عنـي ابن عمي ألوكـة

بثثـت بها بعض الذي أنا كاتـمه



أيا جافيا ماكنت أخشى جفـاءه

وإن كثـرت عـذالـه ولوائمـه



كذلك حظي من زمانـي وأهلـه

يصارمنـي الخل الذي لا أصارمه



وإن كنـت مشتـاقا إليك فإنـه

ليشتـاق صب إلفه وهو ظالـمه



أودك ودا لا الـزمـان يبيــده

ولا النـأي يفنيه ولا الهجر ثالمـه



وأنـت وفـي لايـذم وفـاـؤه

وأنت كريم ليس تحصى مكارمـه



أقيـم به أصـل الفخار وفرعـه

وشـد به ركن العـلا ودعائمـه



أخـو السيف تعديه نداوة كفـه

فيحمـر حـداه ويخضر قائمـه



أعنـدك لي عتبى فأحمل مامضـى

وأبني رواق الود إذ إنت هادمـه

 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .

أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ:




أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ..أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟

معاذَ الهوى ‍! ماذقتُ طارقة َ النوى..وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ

أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ..على غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟

أيا جارتا ، ما أنصفَ الدهرُ بيننا..تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!

تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً..تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي

أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ..ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟

لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً..وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .

تَبَسّمَ، إذْ تَبَسّمَ، عَنْ أقَاحِ




تَبَسّمَ، إذْ تَبَسّمَ، عَنْ أقَاحِ.....وَأسْفَرَ، حِينَ أسفَرَ، عَن صَبَاحِ
وَأتْحَفَني بِكَأسٍ مِنْ رُضَابِ.....و كأسٍ من جنى خدٍ وراحِ
فمنْ لألاءِ غرتهِ صباحي.....وَمِنْ صَهْبَاءِ رِيقَتِهِ اصْطِبَاحي
فَلا تَعْجَلْ إلى تَسْرِيحِ رُوحي.....فَمَوْتي فِيكَ أيسَرُ مِنْ سَرَاحي
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .

قَلْبي يَحِنّ إلَيْهِ



قَلْبي يَحِنّ إلَيْهِ....نعمْ ، ويحنو عليه

ِو مــا جنى أوْ تجنى....إلاَّ اعتذرتُ إليه

ِفَكَيْفَ أمْلِكُ قَلْبي....وَالقَلْبُ رَهْنٌ لَدَيْهِ؟

وَكَيفَ أدْعُوهُ عَبدي....و عهدتي في يديهِ ؟
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .

الحُزْنُ مُجتَمِعٌ، وَالصّبْرُ مُفْتَرِقُ،



الحُزْنُ مُجتَمِعٌ، وَالصّبْرُ مُفْتَرِقُ***و الحبُ مختلفٌ ، عندي ومتفقُ


وَلي، إذا كُلّ عَينٍ نَامَ صَاحِبُهَا***عينٌ تحالفَ فيها الدمعُ والأرقُ


لَوْلاكِ يا ظَبْيَة َ الإنسِ، التي نظرَتْ***لما وَصَلْنَ إلى مَكْرُوهيَ الحَدَقُ


لكنْ نظرتِ ، وقدْ سارَ الخليطُ ضحى ***بِناظِرٍ كُلُّ حُسنٍ مِنْهُ مُستَرَقُ
 

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: البطولة خلف القضبان .

بارك الله فيكم أُخية
سارة
ويسعدني أن أكون تلميذاً في مدرستكم
عفواً جامعتكم التاريخية المميزة على شبكة النت
وبما تذخر من أساتذة مفخرة لمنارة سوريا
بل فخراً لأمة ننتمي إليها
تحياتي لأستاذتنا ولمديرنا في منارتنا
وفققم الله لما حباكم من فضله
بحكمة وعلم وإدارة رائعة
وإلى الأمام لصناعة
الغد المشرق
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .

من مبلغ الندماء



أقناعة من بعد طول جفاء

بدنوّ طيف من حبيب ناءِ
بأبي وأمي شادنقلنا له

نفديك بالأمّات والآباءِ
رشَأ إذا لَحَظ العفيفَ بنظرة

كانت له سببا إلى الفحشاءِ
وجناته تجني على عشاقه

ببديع ما فيها من الألاءِ
بيضٌ عَلتها حُمرة فتورّدت

مثلَ المُدام خلَطْتَها بالماءِ
فكأنما برزت لنا بغِلالة

بيضاءَ تحت غِلالة حمراءِ
كيف اتقاءُ لِحاظِه وعيوننا

طُرُق لأسهمها إلى الأحشاءِ
صَبغ الحيَا خدّيه لونَ مَدامِعي

فكأنه يبكي بمثل بكائي
كيف اتقاءُ جآذر يَرميننا

بظُبى الصّوارم من عيون ظِباءِ
يا ربَّ تلك المُقلة النّجلاء

حاشاك ممّا ضُمّنت أحشائي
جازيتني بُعدا بقُربي في الهوى

ومَنحتني غَدرا بحُسن وفائي
جادَت عِراصَكِ يا شآم سحابةٌ

عرّاضَةٌ من أصدق الأنواءِ
بلدُ المَجانةِ والخَلاعةِ والصِّبا

ومحلّ كلّ فُتوة وفَتاءِ
أنواعُ زهر والتِفافُ حَدائق

وصَفاءُ ماء واعتدالُ هَواءِ
وخَرائدٌ مثلُ الدّمى يَسقينَنا

كأسين من لحظٍ ومن صهباءِ
وإذا أدرنَ على النّدامى كأسَها

غَنّيْننا شِعرَ ابنَ أوسِ الطائي
فارَقتُ حينَ شَخَصتُ عنها لذّتي

وتركتُ أحوالَ السّرور وَرائي
ونزَلتُ من بلدِ الجزيرة مَنزلا

خِلوا من الـخُلطاء والنّدماءِ
فيَمُرّ عِندي كُلّ طَعم طيّب

من رِبْقِها ويضيقُ كلّ فضاءِ
الشّأم لا بلدُ الجزيرةِ لذتي

ويزيدُ لا ماءُ الفراتِ مُنائي
وأَبيتُ مُرتَهَنَ الفؤاد بمَنْـ

ـبجَ السّوداءِ لا بالرّقّةِ البَيضاءِ
مَن مُبْلغُ النّدماء أني بَعدهم

أُمسي نَديمَ كواكِب الجوزاءِ
ولَقد رَعيتُ فليتَ شِعري من رعى

مِنكم على بُعدَ الدّيار إخائي
فَحَم الغبيّ وقلتُ غيرَ مُلجلِج

إني لَمُشتاق إلى العَلياءِ
وصناعتي ضربُ السّيوف وإنّني

مُتعرِّض في الشعر بالشعراءِ
واللهُ يجمعُنا بعزّ دائم

وسلامةٍ موصولةٍ ببقاءِ
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: البطولة خلف القضبان .

أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلد

جلّ المصاب عن التعنيف و الفند

إني أُجلك أن تُكفى بتعزية

عن خير مفتقد يا خير مفتقد

هي الرزية إن ضنّت بما ملكت

منها الجفون فما تسخو على أحد

بي مثل ما بك من حزن ومن جزع

وقد لجأتُ إلى صبر فلم أجد

لم ينتقصني بُعدي عنكَ من حزن

هي المواساة في قرب وفي بعد

لأشركنّك في الأواء إن طرقَت

كما شركْتك في النعماء والرغد
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: البطولة خلف القضبان .

الله .. الله .. الله

جميله هي أسطر حيآة العظمآء لآسيمآ إن كآن لديهم أيضاً كتآبآت عظيمه ..

موضوع بقمة الروعة والجمآل ..

أخي عبد الحي .. أختي سآرة ..

بوركت جهودكم وأنآر الله دروبكم وأسعدكم وجعلكم ممن يعيد مجد أمته ويرتقي بهآ ..

لي الفخر بمروري من هنآ ..

تحيتي إليكم أحبتي ..~

*_*
 

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: البطولة خلف القضبان .

أخيه سويت
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
مروركم أسعدنا وتشجيعكم يفرحنا
سلم قلمكم المشارك في صناعة الغد القادم
***
تحياتي للغالية سويت أخيتي
 
أعلى