نهيئ انفسنا لاحلامنا وحينما تاتى الاحلام لا تجدنا
فقد اتسم ظهوره فى اي مكان فى القريه وبرغم مظهره المتواضع الى حد القذاره بجلب الحظ الحسن , وكانوا يعولون على ذلك كثيرا ,
بقدميه الحافيتين وملابسه الرثه كان العم بسيوني يجول الحواري مساءا باحثا عن فضلات الطعام الزائد , وربما يحالفه الحظ ويجد شيئا يلتف به اتقاءا من برد الليل .
حتى النسوه من الزوجات والارامل كانوا يستوقفونه ويبحن له بهمومهن دون ان يعي او يدرك شيئا مخرجات بعض الهم والكبت الذي يعشنه ,
فما الضير من ذلك طالما عم بسيوني لا يدرك شيئا مما يدور حوله .. لقد كان عباره عن نافذه مفتوحه تلقي النسوه من خلالها بعض الهموم ثم تغلق برحيله الى حلول مساء اليوم التالي .
فى احدى الامسيات ظلت نظرات الرجال متعلقه بالازقه والحواري التي تطل على الساحه اكثر من تعلقها بالاوراق فى ايديهم .. وزاد تعلقها بمرور الوقت ,
وكانت ابواب البيوت مشرعه والنسوه خلفها يبثون الصغار بين الفينه والاخرى الى الخارج ليعلمنهن بقدومه .. وطال الانتظار .. فى ذاك المساء لم يمر العم بسيوني .
اين ذهب ؟ ... اين اختفى ؟ ... اسئله ظلت حائره فى عقول الجميع . في صباح اليوم التالي افاق اهل القريه وكل منهم فى داخله ينوي البحث عن العم بسيوني ,
الصمت يلتصق بافواه الرجال الجالسين امام حوانيتهم بالسوق والوجوم يخيم على القريه بأكملها .. ولكن لا احد يجرؤ على السؤال بشكل مباشر الى اين ذهب العم بسيوني .
فى المساء اشرعت ابواب البيوت وخرج منها الصبيه بين الحين والاخر يجوبون الحارات والازقه ويعودون , وفى الساحه التف الرجال فى حلقات كالعاده ولكنهم لم يلعبوا الورق ,
كما لم يطيقوا صبرا اكثر .. فقال احدهم بصوت وكأنه يقذفه فى الجمع قذقا : اين اختفى عم بسيوني ؟ .. وساد لغط كان مكبوتا فى صدورهم .
فى اليوم التالي .. بدأت النسوه بالتودد الى ازواجهن على غير العاده , علهم يخبروهن بشيء لا يعرفنه عن العم بسيوني .. ولكن ذلك لم يلفت انتباه الازواج فقد كانت اذهانهم شارده الى اكبر من ذلك .
مساءا ظلت الابواب مشرعه , واجتمع الرجال فى الساحه يتشاورن فى الامر , قال احدهم : ربما ذهب الى احدى القرى المجاوره عله يجد معاملة افضل .
وتسائل اخر : هل علينا ان نشكل لجنه للبحث عنه فى القرى المجاوره واحضاره ؟
وقاطعهم هذا : لو كنتم تعاملونه بلطف وتودد لما تركنا .
واقترح اخر : لماذا لا نبني له بيتا عندما يعود ؟ .. هذا سيدعوه الى البقاء بيننا طويلا .
واضاف الى الاقتراح اخر : نعم ونقدم له وجبات ساخنه بدلا من الفضلات التي يأكلها .
وزاد اخر : لنبني له زاويه بدلا من بيت فتحل بركته علينا .. واذا مات نتبرك بالزاويه .
ومضى الوقت وهم يقترحون ويبدلون ولكن الاهم من ذلك ان يعود العم بسيوني . كان اجتماع النسوه اكثر حزما فقد قررن ان يقدمن له وجبات طعام بشكل يومي وان يحكن له ملابس جديده ,
بل وذهبن الى ابعد من ذلك فقد قسمن انفسهن فى جدول اسبوعي لطهو الطعام له , وامضين الليل وهم يتناقشن فى اي الملابس ستليق به اكثر , ولكن الاهم من ذلك ان يعود العم بسيوني .
فى الصباح .. شوهد العم بسيوني قادما بذات الهيئه من شرق القريه ومتكئا على عصا لكثره القروح فى قدميه الحافيتين , هلل اهل القريه لرؤيته واخذوا يهنؤن انفسهم بعودته ,
بل وتعالت زغاريد النسوه فى البيوت ببلوغ الخبر , وكان الجميع يتمسح فى ملابسه الرثه طلبا للبركه .
مساءا خرج العم بسيوني كعادته متكئا على العصا التى زادت عليه باحثا عن فضلات الطعام الزائد ومارا باهل القريه وهم ملتفين فى دوائر يلعبون الورق , وربما يحالفه الحظ ويجد مايلتف به اتقاءا من برد الليل ,
وظلت النسوه يستوقفنه ويشكين ويبحن امامه .. فقد كان عباره عن نافذه مفتوحه تلقي من خلالها النسوه بهمومهن وتغلق برحيله الى مساء اليوم التالي .
تمت .
كان اهل القريه يرونه كل مساء وهم ملتفين فى حلقات يلعبون الورق فى الساحه .. وكان اكثرهم حظا من يراه اولا ,فقد اتسم ظهوره فى اي مكان فى القريه وبرغم مظهره المتواضع الى حد القذاره بجلب الحظ الحسن , وكانوا يعولون على ذلك كثيرا ,
بقدميه الحافيتين وملابسه الرثه كان العم بسيوني يجول الحواري مساءا باحثا عن فضلات الطعام الزائد , وربما يحالفه الحظ ويجد شيئا يلتف به اتقاءا من برد الليل .
حتى النسوه من الزوجات والارامل كانوا يستوقفونه ويبحن له بهمومهن دون ان يعي او يدرك شيئا مخرجات بعض الهم والكبت الذي يعشنه ,
فما الضير من ذلك طالما عم بسيوني لا يدرك شيئا مما يدور حوله .. لقد كان عباره عن نافذه مفتوحه تلقي النسوه من خلالها بعض الهموم ثم تغلق برحيله الى حلول مساء اليوم التالي .
فى احدى الامسيات ظلت نظرات الرجال متعلقه بالازقه والحواري التي تطل على الساحه اكثر من تعلقها بالاوراق فى ايديهم .. وزاد تعلقها بمرور الوقت ,
وكانت ابواب البيوت مشرعه والنسوه خلفها يبثون الصغار بين الفينه والاخرى الى الخارج ليعلمنهن بقدومه .. وطال الانتظار .. فى ذاك المساء لم يمر العم بسيوني .
اين ذهب ؟ ... اين اختفى ؟ ... اسئله ظلت حائره فى عقول الجميع . في صباح اليوم التالي افاق اهل القريه وكل منهم فى داخله ينوي البحث عن العم بسيوني ,
الصمت يلتصق بافواه الرجال الجالسين امام حوانيتهم بالسوق والوجوم يخيم على القريه بأكملها .. ولكن لا احد يجرؤ على السؤال بشكل مباشر الى اين ذهب العم بسيوني .
فى المساء اشرعت ابواب البيوت وخرج منها الصبيه بين الحين والاخر يجوبون الحارات والازقه ويعودون , وفى الساحه التف الرجال فى حلقات كالعاده ولكنهم لم يلعبوا الورق ,
كما لم يطيقوا صبرا اكثر .. فقال احدهم بصوت وكأنه يقذفه فى الجمع قذقا : اين اختفى عم بسيوني ؟ .. وساد لغط كان مكبوتا فى صدورهم .
فى اليوم التالي .. بدأت النسوه بالتودد الى ازواجهن على غير العاده , علهم يخبروهن بشيء لا يعرفنه عن العم بسيوني .. ولكن ذلك لم يلفت انتباه الازواج فقد كانت اذهانهم شارده الى اكبر من ذلك .
مساءا ظلت الابواب مشرعه , واجتمع الرجال فى الساحه يتشاورن فى الامر , قال احدهم : ربما ذهب الى احدى القرى المجاوره عله يجد معاملة افضل .
وتسائل اخر : هل علينا ان نشكل لجنه للبحث عنه فى القرى المجاوره واحضاره ؟
وقاطعهم هذا : لو كنتم تعاملونه بلطف وتودد لما تركنا .
واقترح اخر : لماذا لا نبني له بيتا عندما يعود ؟ .. هذا سيدعوه الى البقاء بيننا طويلا .
واضاف الى الاقتراح اخر : نعم ونقدم له وجبات ساخنه بدلا من الفضلات التي يأكلها .
وزاد اخر : لنبني له زاويه بدلا من بيت فتحل بركته علينا .. واذا مات نتبرك بالزاويه .
ومضى الوقت وهم يقترحون ويبدلون ولكن الاهم من ذلك ان يعود العم بسيوني . كان اجتماع النسوه اكثر حزما فقد قررن ان يقدمن له وجبات طعام بشكل يومي وان يحكن له ملابس جديده ,
بل وذهبن الى ابعد من ذلك فقد قسمن انفسهن فى جدول اسبوعي لطهو الطعام له , وامضين الليل وهم يتناقشن فى اي الملابس ستليق به اكثر , ولكن الاهم من ذلك ان يعود العم بسيوني .
فى الصباح .. شوهد العم بسيوني قادما بذات الهيئه من شرق القريه ومتكئا على عصا لكثره القروح فى قدميه الحافيتين , هلل اهل القريه لرؤيته واخذوا يهنؤن انفسهم بعودته ,
بل وتعالت زغاريد النسوه فى البيوت ببلوغ الخبر , وكان الجميع يتمسح فى ملابسه الرثه طلبا للبركه .
مساءا خرج العم بسيوني كعادته متكئا على العصا التى زادت عليه باحثا عن فضلات الطعام الزائد ومارا باهل القريه وهم ملتفين فى دوائر يلعبون الورق , وربما يحالفه الحظ ويجد مايلتف به اتقاءا من برد الليل ,
وظلت النسوه يستوقفنه ويشكين ويبحن امامه .. فقد كان عباره عن نافذه مفتوحه تلقي من خلالها النسوه بهمومهن وتغلق برحيله الى مساء اليوم التالي .
تمت .