رمزية الجهاد والتحرير .. إمرأة القرن الواحد والعشرين !!!

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
بسم الله الرحمن الرحيم
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
هَلْ أَدُلُّكُمْ
عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
(10)
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
(11)
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
(12)
وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا
نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ
وَفَتْحٌ قَرِيبٌ
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
(13)
)

&&&
إياك أن تصدق دموعي
وتصف أم نضال الساعات الأخيرة قبل استشهاد ولدها
فتقول:
"أخبرني قبل أسبوع بأن الموعد تحدد لتنفيذ العملية
وأخذ يصف لي بعض تفاصيلها العريضة حتى لا أجزع
عند استشهاده، ولم أستطع عندها أن أتمالك دموعي
وغلبتني عاطفة الأمومة
وبكيت أمامه
ولكني قلت له:
إياك أن تصدق دموعي
******
نقف اليوم بإجلال وإكبار ..
نقف والكلمات تتلعثم في الأفواه عاجزة عن الكلام والوصف
كنا نفتخر حين نقرأ قصص الأجداد عن بطولاتهم وتضحياتهم
وكم يعتصرنا الألم ونشعر بالأسى
عندما تبتعد المسافات بيننا وبين الأجداد
في وقت يخيم فيه علينا الصمت
حيال ما يجري في فلسطين
فيمر شريط الذكريات
ويحمل بين طياته صورا
لخولة بنت الأزور والخنساء
وغيرهما.

فيتوقف شريط الذكريات ليتحول إلى حقيقية
أمام التضحيات الجسام التي تقدمها الأم الفلسطينية
المؤمنة التي تتقبل استشهاد فلذة كبدها بالزغاريد
وتحمد الله وتشكره
على المنحة الإلهية
الأم الفلسطينية المجاهدة (أم نضال فرحات)
من الأمهات الفلسطينيات التي دفعت الغالي والنفيس
من أجل وطنها الغالي فلسطين والتي يطلق عليها اليوم
" خنساء فلسطين "
وما أكثرهن اليوم في فلسطيننا الحبيبة
أم نضال فرحات التي دفعت ولدها
في عتمات الليل لتجعل من جسد ولدها
شعلة مضيئة على طريق الجهاد والتحرير
****
في انتفاضة الأقصى 2000م حين خرجت علينا
أم نضال فرحات خنساء فلسطين , تودع ابنها القسامي
المقتحم (محمد) وترسل به لاقتحام (مغتصبة عتصمونا) في ذلك الوقت
وهي التي ودعت من قبله ابنها البكر القائد الجهادي( نضال)
شهيداً في عملية اغتيال جبانة استهدفته وعدد من قادة الجهاد
بمدينة غزة الصمود والتحدي
واليوم يسطع اسمها من جديد وهي تزف ابنها الثالث
(رواد فرحات) شهيداً في عملية اغتيال جبانة
استهدفته طائرات الأباتشي الصهيونية شرق مدينة غزة
وهو في مهمة جهادية ؛ لتسطر من خلال اسمها
أسطورة جديدةً
للجهاد والاستشهاد ، ونموذجاً يحتدا
في الجود بالمال والنفس في سبيل الله
ام نضال فرحات ؟؟
مريم محمد محيسن.
ولدت في حي الشجاعية بمدينة غزة,. بتاريخ 24/12/1949م
لأسرة بسيطة , ولديها من الإخوة10 ومن الأخواتت 5
تفوقت مريم في دراستها, وتزوجت بفتحي فرحات( أبو نضال)
وكان ذلك في بداية الثانوية العامة, وقدمت الامتحانات الثانوية
وهي حامل بمولودها الأول, وحصلت على 80%
أنجبت 6ابناء و4 بنات
وأم محمد تقول ::
حقيقة المبادئ التي زرعتها في نفوس أبنائي منذ طفولتهم
هي التي مثلت التربة الخصبة لتشكيلهم على النحو الأفضل
فمنذ أن تزوجت وأنا أحمل حب الإسلام والجهاد في سبيله الله
فحرصت على زراعتها وتعميقها في نفوس أبنائي
لأنهم هم الأولى بالخير والمعروف
هذا فضلا عن إتباعي للأساليب المثلى
في تربيتهم حيث كنت اختار الأسلوب
الأكثر تأثيرا فيهم للرقى بهم الى نيل سعادة الدنيا الاخرة
*****
أعتقد أن التزامي بأحكام وتشريعات ديننا الإسلامي
منذ وقت مبكر وتطبيقها مثل أول خطوة نحو السير
في درب الجهاد ومقاومة أعداء الله
ومع بداية انطلاق الانتفاضة الأولى المباركة
–انتفاضة الحجارة-
كنت أدفع أبنائي إلى طرقات وأزقة المخيمات لقذف المحتل الصهيوني
بالحجارة، وكانت دائما وصيتي لهم إذا لم يقدر لي البقاء بينهم طويلا
بان يتخذوا الجهاد سبيلا إذا ما طبق على هذه الأرض
وان يسيروا في دروبه
المجاهدون هم أشراف هذه الأمة
وما كان اتجاههم نحو هذا السبيل في الانتفاضة المباركة الأولى
إلا من منطلق كونهم يعانون من احتلال بغيض،وكواجب جهادي
اتجه تفكيري نحو هؤلاء المجاهدين الذين أصبحت قوات الاحتلال الصهيوني تطاردهم في كل بيت وشارع
وأطلق عليهم فيما بعد لفظ "المطاردون"
ولأنني شعرت بمعاناتهم قررت مساعدتهم
واتخذت من منزلي مأوى لهم
فكنت
أماً
لهم
وكانوا-بفضل الله-
أبناءً
لي كأمثال الشهيد القائد:
عماد عقل
وغيره الكثير من أبنائي المجاهدين
ولا أخفي أن هذه الفترة
كانت من أشد الأوقات خوفا , ولكن لذة الطاعة
كانت دائما تنتصر على الخوف !!!
*******
!!! تضحيات أم نضال !!!!
بداية لم تكن أولى تضحياتي (وسام) ، فمن قبل اعتقال وسام
ودعت أبنائي الشهداء القادة
( محمد دخان)( وإبراهيم عاشور)( ومحمد صيام )(وعماد عقل)
( وعبد الرحمن حمدان) ....
اتخذت منزلها ملجأ آمنا للمقاومين والمطاردين فى الانتفاضة الاولى
وتعرف عليهم (عماد عقل)
وتروى (ام نضال) ان عماد دائما انطلاقه للعملية من منزلنا
ورجوعه من العملية يرجع لمنزلنا ايضا
كان رجلا صاحب شجاعة متميزة وجرأه وايمان وعزم وقوة واصرار
على محاربة المحتل الباغى المغتصب للارض والمقدسات
كان يجلس فى الغرفه ومعه من افراد خلايا الجهاد الاول
للمشورة والإعداد
الغرفة يملأها صمت غريب عندما يتحدث (عماد)
الكل منتبه ومشدود النظر للقائد الفذ المقدام.
وتذكر انه جمع مال للمجاهدين , وينتعل حذائا باليا
اكل عليه الزمان وشرب , ويبخل عماد على نفسه شراء الحذاء
مع انه يخرج للجهاد باستمرار , عليه ان يرتدى الملابس الملائمة
جمع له اصدقائة المال لشراء حذاء جديد .
وتضيف ام نضال
عندما عاد الينا عماد من عملية الزيتون وقتل فيها ثلاثة جنود
اصبحت انظر اليه بدهشة وانادى بالتكبير فى ارجاء المنزل
وكنت فى غاية الفرحة والسعاده.
ومضت الأيام
الى ان استشهد (عماد) فى ذلك المنزل
وارتقى شهيدا باذن الله ...
و(وسام)عندما ودعته امه للانطلاق لتنفيذ عملية فى اسرائيل
واخذ معه 200كجم من المتفجرات وزعت على ست حقائب
ومن المفترض ان يتسلمها الاستشهاديين
ولكن قدر الله ان يتم اعتقاله واسر لمده 11 عاما
وخرج من السجن ومتزوج ولديه طفلة.
أروع كلمة هي كلمة تستشعر من خلالها
بأن روحك خاشعة
ودمعتك هادرة على وجنتيك
وتقولها بيد مرفوعة
(يارب)
ياقدس أنتِ في عيوني
ويا (جهاد) أنتِ في قلبي

أما (نضال) الابن البكر كان مثابرا لاكتشاف كل ما هو جديد
لخدمه المقاومة والجهاد
واعتقل ثمان مرات وقد ابتكر صواريخ القسام , وارسل الاستشهاديين
واسس مجموعات الرباط على الثغور , واستشهد فى عمليه اغتيال
وهو يجهز لتركيب ( طائرة ) تم اعدادها لحمل متفجرات وارسالها
****
الشهيد (رواد فرحات) والذى كان اصغر عناصر الجهاد
والذى كان يقوم بمهام الرجال استشهد بعملية اغتيال
كانت مستهدفة لاخيه المطارد (مؤمن).
مؤمن فرحات
رجل فذ ومقدام وهو من المطلوبين للعدو الصهيونى
فى قطاع غزة ,وتعرض للاعتقال
__________________
أروع كلمة هي كلمة تستشعر من خلالها
بأن روحك خاشعة
ودمعتك هادرة على وجنتيك
وتقولها بيد مرفوعة
(يارب)
ياقدس أنتِ في عيوني
ويا (جهاد) أنتِ في قلبي
وقد تم ترشيح خنساء فلسطين كعضوا
فى المجلس التشريعى الفلسطينى
وبعد فوزها ها هى تخوض مسيرة المقاومة والسياسة لتكمل
دربها ونضالها من اجل نيل الشعب الفلسطينى لحقوقه كاملة
********
وقد تنقلت ام نضال
فى عدد من الدول العربية لجلب التاييد للمقاومة
والجهاد ودعم صمود الشعب الفلسطينى
وهذه مؤتمرات وجلسات
تعقد فى الخارج
__________________

أروع كلمة هي كلمة تستشعر من خلالها
بأن روحك خاشعة
ودمعتك هادرة على وجنتيك
وتقولها بيد مرفوعة
(يارب)
ياقدس أنتِ في عيوني
ويا (جهاد) أنتِ في قلبي
****
م.ن بتصرف
fara7at.jpg
 

حارس الغابه

كاتب جيد
رد: رمزية الجهاد والتحرير .. إمرأة القرن الواحد والعشرين !!!

ام الشهداء بوركتي
وبورك من نقل لنا ملحمتك الغاليه اسمح
لي ان انحني اجلال لهذه السيدة العظيمه التي
اعطت كل ما لديها
 

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: رمزية الجهاد والتحرير .. إمرأة القرن الواحد والعشرين !!!

منقول
عودة
من قصص البطولة والفداء
ذكر إستشهاد المجاهد
محمد فرحات
fara7at1.jpg
fara7at2.jpg

أم نضال " خنساء فلسطين"
الأم الفلسطينية المؤمنة الشامخة
قدمت ابنها في زمن عجزت عنه أعتى الرجال
غزة/ خاص
نقف اليوم بإجلال وإكبار .. وننحن أمام جلل عظيم..
نقف والكلمات تتلعثم في الأفواه عاجزة عن الكلام والوصف..
كنا نفتخر حين نقرأ قصص الأجداد عن بطولاتهم وتضحياتهم
وكم يعتصرنا الألم ونشعر بالأسى عندما تبتعد المسافات
بيننا وبين الأجداد في وقت يخيم فيه علينا
الصمت العربي والإسلامي
حيال ما يجري في فلسطين
فيمر شريط الذكريات في خيالنا
يحمل بين طياته صورا
لخولة بنت الأزور
والخنساء وغيرهما.
فيتوقف شريط الذكريات ليتحول إلى حقيقية
حين نقف أمام التضحيات الجسام التي تقدمها
الأم الفلسطينية
المؤمنة التي تتقبل استشهاد فلذة كبدها
بالزغاريد وتحمد الله وتشكره على هذه النعمة
الذي انعم عليها الله بها .
الأم الفلسطينية
والمجاهدة أم نضال فرحات هي من الأمهات الفلسطينيات
التي دفعت الغالي والنفيس من أجل وطنها الغالي فلسطين
والتي يطلق عليها اليوم " خنساء فلسطين " وما أكثرهن
اليوم في فلسطيننا الحبيبة ، أم نضال فرحات التي دفعت
ولدها في عتمات الليل لتجعل من جسد ولدها
شعلة مضيئة على طريق تحرير فلسطين.
هكذا هي الأم الفلسطينية وهكذا عودتنا
دائما أن تكون مصنعا للرجال
أم نضال هي أم الأسير وهي أم المطارد وهي
أم الشهيد محمد فرحات ابن السبعة عشر ربيعا من سكان
حي الشجاعية بمدينة غزة ,أحد أبطال ملحمة الجهاد الفلسطيني
وتصادف هذه الأيام الذكرى لاستشهاده ، رغم سنه الصغير حمل
محمد سلاحه ماضيا إلى الجهاد حاملاً روحه على كفه غير آبه
بالمصير الذي ينتظره .. واضعا نصب عينيه هدفا واحد
لا حياد عنه , وهو تنفيذ حكم الله
بأعداء الله والشعب الفلسطيني.

كان الشهيد محمد يشاهد ما يتعرض له أبناء شعبه من قتل وذبح
يومي , وهدم منازل وتجريف مزارع وممتلكات على أيدي
النازيين الصهاينة , فقرر الانتقام لأبناء شعبه
وتمريغ انف العدو في الوحل.

وفي يوم السابع من شهر آذار عام 2002
خرج ألاستشهادي (محمد) حاملا سلاحه
ومضى في رحلته الأخيرة بعد أن ودع والدته الذي تلقى منها
درسا في الثبات والإقدام ..وتمكن من اجتياز كافة الإجراءات الأمنية
والحواجز والبوابات الإلكترونية الصهيونية , إلى أن دخل المغتصبة
المذكورة ومكث فيها زهاء عشر ساعات متواصلة دون خوف
انتظر حتى تجمع اكبر عدد من العسكريين الصهاينة.
فخرج من مربضه كالأسد , ليفاجأ قطعان المحتلين والقردة
ليقتل سبعة من هم , ويجرح العشرات من طلبة الأكاديمية
العسكرية في مغتصبة "عتصمونا " الملعونة.
وشكلت العملية الاستشهادية النوعية مفخرة لكل إنسان فلسطيني
وأثبتت القدرات التي تمتع بها هذا الشبل الفلسطيني , الذي تمكن من
تحقيق ما لم تحققه فرق عسكرية مدربة في الجيوش , مؤكدا أن ما
يتبجح به هذا العدو من قوة ما هي إلا أوهام واهية , يستطيع
الفلسطيني بإرادته وتصميمه أن يجعلها سرابا.
كانت أمنية الشهيد القسامي البطل , أن ينضم إلى كتائب المجاهدين
كتائب المجاهدين رفضت ذلك , لصغر سنه , فما كان من أم نضال
إلا توسلت له لدى قيادة الكتائب ليقبلوه بين صفوفهم .وتحت ضغط
هذه الأم المتلهفة لأمنية ولدها , قبلت الكتائب طلب الأم.
الشهيد القسامي (محمد فرحات) لم يدخل كلية عسكرية
يتعلم فيها فنون القتال واقتحام المواقع , بل تعلم على يد والدته
مريم (أم نضال) خنساء فلسطين
دروسا في التضحية والأقدام والثبات.
ودع محمد والدته
وعلمت أن ابنها في طريقه للشهادة
وبدون دموع قالت أم نضال
"لو كنت أعرف كيف أزغرد فرحاً
بخبر استشهاد ابني لفعلت"
نالت أم نضال الشرف
حين وقفت أمام شبلها
وهو يقرأ وصيته في شريط مصورا
تناقلته وسائل الأعلام , فقبلته وأوصته بذكر الله
والتوكل على الله , والتركيز في تنفيذ العملية
وأن النصر حليفه وحليف المجاهدين.
خرج محمد القسامي الصغير من بيته في
حي الشجاعية في غزة
باتجاه مغتصبة "عتصمونا" ربما شاهده أحد جنود الاحتلال
ولكنه لم يأبه بهذا الفتى الذي ما زالت على وجهه علامات الطفولة
كان عقل محمد وقلبه يأخذانه نحو معركته التي بدأ الإعداد لها مبكراً
من قبل كتائب المجاهدين , ولم يكن يعلم بما هو مقبل عليه إلا قبل
أيام قليلة فقط من موعد تنفيذ الخطة , كان يراجع الخطة
للمرة الألف ويتخيل نفسه وسط حشود الجنود
يقارعهم ويقاتلهم.
وبقيت أم نضال مستيقظة طوال الليل تدعوا الله عز وجل
بنجاح العملية ,وتابعت أم نضال نشرات الأخبار إلى أن وصل
خبر العملية ,وأنها نجحت
فحمدت الله فأسرعت إلى أولادها
لتبشرهم بنجاح العملية
لم تقبل أم نضال التعزية بشبلها
بل زغردت له ووزعت الحلوى
وفتحت بيتها لاستقبال
المهنئين باستشهاده وبنجاح العملية.
وتقول أم نضال فرحات وهي تستذكر الأيام
التي سبقت استشهاد ابنها قبل عامين
"
كانت الجنة أمام عينه
كان فرحاً لأنه حدد موعد استشهاده..
رفض أن يذهب لأي مكان قبل استشهاده بأيام.
كان يقول لي ::
أنا لا أستطيع فعل شيء سوى انتظار الشهادة..
"
كنت أوصيه بمزيد من الصلاة
وقراءة القرآن حتى يوفقه الله.

وأضافت
"في هذا المنزل
كان الشهيد (عماد عقل) يخطط لعملياته
وعلى باب منزلنا استشهد عماد..
كان محمد حينها في العاشرة من عمره..
ولقد اعتقل ابني نضال لحظة استشهاد عماد.
وتضيف أم نضال فرحات "
في ذلك اليوم الذي صادف يوم الخميس
كان الشهيد محمد فرحات صائما
وعندما وصل إلى رفح اتصل بي
على الهاتف الخلوي
وأوصيته حينها بألا يتردد.

تقدم محمد في ذلك اليوم نحو المغتصبة "عتصمونا"
وقطع حدودها دون أن يشعر به الحراس الصهاينة
ويملئون المكان، وتمكن محمد بعون الله
من الوصول إلى غرف التدريب
حيث ألقى قنابله عليهم وأتبعها برصاص غزير
من رشاشه محولا حياتهم إلى جحيم وظل يطلق النار
لمدة عشرين دقيقة , تمكن خلالها من إلقاء تسع قنابل يدوية
وإفراغ تسعة أمشاط من الذخيرة.. في عشرين دقيقة فقط
سيطر محمد على "عتصمونا" غوش قطيف , وكان وحيداً في
مواجهة المغتصبين والجنود الصهاينة وعندما أنهى محمد ما
بحوزته من ذخيرة , هم بالخروج من المغتصبة
إلا أن احد الجنود الحاقدين
عاجله برصاصة
أدت لاستشهاده.

وتستذكر أم نضال اللحظات الأخيرة التي عاشتها مع ابنها
"أوصيته أن يستعين بالله، ويجعله في قلبه، وأن يذكر اسم الله
على كل شيء، ويلتزم بتعليمات إخوانه المجاهدين
وينفذها بحذافيرها".
وتابعت أم نضال قائلة
"
من أجمل أيام حياتي
عندما امتلك محمد السلاح
فأحضره ليسعد قلبي به
ويؤكد لي أنه أصبح
من المجاهدين
".

وأضافت أم نضال
"علمته من البداية أن يكون صادقا معي
ولا يخفي عني سر جهاده حتى أشجعه وأقويه
ومع حلول شهر رمضان قبل ثلاثة أعوام
بشرني بالتحاقه بكتائب المجاهدين
وأنه يستعد لخوض عملية استشهادية".
وقالت لا أنكر أني جزعت في البداية
لأني أيقنت أني أعُد الأيام الأخيرة لولدي الخامس
ولكن ما كان يزيد من فزعي أن يفشل في المعركة
أو أن يتم القبض عليه قبل أن ينفذها كما حدث مع أخيه
فدعوت الله أن يقبله عنده شهيدا بعد أن ينتصر عليهم.

إياك أن تصدق دموعي
وتصف أم نضال الساعات الأخيرة قبل استشهاد ولدها
فتقول:
"أخبرني قبل أسبوع بأن الموعد تحدد لتنفيذ العملية
وأخذ يصف لي بعض تفاصيلها العريضة حتى لا أجزع
عند استشهاده، ولم أستطع عندها أن أتمالك دموعي
وغلبتني عاطفة الأمومة
وبكيت أمامه
ولكني قلت له:
إياك أن تصدق دموعي
".

نشعر أولا بالفخر00 ونشعر ثانية بالخجل
حين نقف أمام أم حنون قامت بعمل عجز عنه أعتى الرجال
حين أبعدت أبنائهم عن ساحة الجهاد والفوز بالجنة ليستمتع
بصحبتهم، نحن بحاجة إلى مدرستك لنتعلم منها دروس التضحية
والثبات وقوة الإيمان ونستخلص منها العبر بان الآجال مقدرة

<B><FONT face="Arabic Transparent"><FONT size=5><U>م​
 

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: رمزية الجهاد والتحرير .. إمرأة القرن الواحد والعشرين !!!

أم نضال فرحات تروي تلك الايام التي عايشتها وعاشتها مع الشهيد عماد عقل
في حديث ذو شجون ، لم تحدثنا فيه عن ولدها الشهيد او ابنها السجين او فلذة كبدها المطارد من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ولكن اخذت تحدثنا عن تلك الايام التي امضاها في بيتها الشهيد البطل عماد عقل وعن اللحظات الاخيرة من حياته وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها خنساء فلسطين ام نضال فرحات .
فكرة الملجأ

لم يكن الامر هين على نفس ام نضال ان تجتر الماضي وتعود بالذكريات لتلك الايام الخوالي وبداية التفكير بتوفير مكان للمطاردين بعد ان اقفلت الابواب في وجههم في الانتفاضة الاولى وتقول ام نضال \" قبل التعرف على عماد كنت اجتمع انا واولادي في المساء يتحدثون عن المطاردين ومعاناتهم
لم يحتملوا هذا الامر , فاثار مشاعرنا رغم ان هؤلاء المطاردين معدودين على اصابع اليد وتساءلنا كيف هؤلاء الناس يضحون بارواحهم ويحملونها على اكفهم والناس لا بد ان تقوم بعمل ما لايواءهم من اجل تحقيق شيء من الواجب وهو حماية هؤلاء الناس وليلة بعد ليلة نتعمق في الحديث اكثر حتى تبلورت فكرة في اذهاننا وقررنا ان نحمي هؤلاء المطاردين ونأويهم في بيتنا فلم نكن نصبر على مثل هذا الامر .
وتضيف ام نضال بعد ان اختمرت الفكرة وقتلناها بحثا قررنا انا والاولاد ووالدهم عمل مأوى لهؤلاء الناس وكان ذلك مع عام 1993 وفي هذه الفترة كان عماد عقل مطاردا قادما من الخليل بعد ان مكث فيها عام وعندما عاد الى غزة لم يجد مأوى ويذهب هنا وهناك ... عندها حدثني ولدي وسام عن ذلك وطلبت منه احضار عماد الى المنزل وكان هذا اول مرة اتعرف فيها على عماد وعرضت عليه الفكرة وقلت له نريد ان نعمل ملجأ وتعيش عندنا، عندها انفرجت سريره عماد ورحب بالفكرة ، وبالفعل قمنا بحفر الارض وبناء غرفة تحت الارض كملجأ وجاء هذا العمل في احلك الظروف ،ونصبوا خيمه فوق الحفرة وتم بناؤه من الباطون
وهي لا زالت قائمة حتى يومنا هذا
وكان عماد يشرف بنفسه على البناء وحضر الى المنزل عدة مرات وبعد ان تم البناء واستتبت الامور جاء عماد عندنا ومكث عدة ايام وبدأ بالاستقرار وعندها اصبحت هذه الغرفة منطلق لعمليات عماد حيث كان يخرج منها وينفذ عملياته ثم يعود بعد ذلك اليها وكنا من اجل التمويه قد وضعنا فوقها
!!! ....!!!!
واوضحت ام نضال فرحات ان الشهيد عماد عقل
لم يكن دائم المكوث في الملجا ولكن عندما تكون لليهود حركة مكثفة في القطاع كان يجلأ اليه حتى تهدأ الامور ويعود للانطلاق وكان عماد يلجأ الى المخبأ هو ومجموعة من المطاردين حيث لم يكن في هذا الوقت الا عماد ومجموعته التي تعمل معه في القطاع وهي مجموعة لا تتعدى اصابع اليد الى جانب وجود بعض الافراد ممن كانوا يعملوا بشكل فردي ، أما بشكل تنظيمي فقد كان عماد ومجموعة المطاردين التي كان يقودها .
الا نضحي نحن بشيء

ولكن رغم صعوبة الظروف وانت صاحبة اسرة كبيرة ألم تكوني تخشين على اولادك من بطش يهود وانت تأوين المطلوب رقم واحد لقوات الاحتلال والتي اعلن عن مكافئة مالية كبيرة جدا لمن يدل عنه ؟
تبتسم ام نضال بسخرية وتقول من يريد التضحية يضحي ولا ينتظر اي ثمن للتضحية وهؤلاء ناس تحمل ارواحها على اكفها من اجل دينها ووطنها وشعبها
الا نضحي نحن بشيء من اجل ذلك.
وتضيف عندما جاء عماد اول مرة عندنا كان معه (محمد دخان) وعندما طلبت من ابني (حسام) ان اجلس معهم واتعرف عليهم حتى يشعروا بالامان والراحة ، وبالفعل جلست معهم وشعرت بالراحة عندما شاهدت (عماد) وقلت له اعتبر
هذا البيت بيتك وانا امك وابو نضال والدك وهؤلاء اخوة لك واستحلفته بالله اذا احتاج شيء ان لا يتردد وتقول
" اليس مطلوب منا نحن الجهاد وهؤلاء المطاردون
هم من اجل من يجاهدوا ، اليس من اجل الوطن ؟
فهؤلاء هم خيرة الناس
ويجب ان نضحي من اجلهم بكل شيء وباغلى ما نملك
والتضحية من اجلهم هي تضحية في سبيل الله
ومن يريد التضحية لا يسأل عن حاجة من متاع الدنيا
اولادي صحيح اغلى من نفسي
ولكن يمكن التضحية بهم لقد كانوا كلهم فداء ل(عماد عقل)
ومطلوب منا جميعا التضحية .
لم يعط حقه

ولكن هل لك ان تحدثينا عن عماد كما عرفتيه ؟
\"عماد اكثر مما يوصف وعلى قدر أكبر ما سمعتم
وعنه كتبت الجرائد ، وحتى الان لم يعط عماد حقه
عماد اول ما جلست معه شعرت
انه قائد
وانه واحد من عصر الصحابة
انسان مؤمن ملتزم يتسم بالرجولة باسمى معانيها وحتى الان
فهو رجل لا يعوض وهو رجل بكل معنى الكلمة
شجاع مخلص يحمل كل المعاني .
نعم تقول ام نضال
كنا نشعر برهبة عندما نتحدث مع عماد
فقد كان يتواجد في البيت في لحظة من اللحظات مع عماد
عشرة من المطاردين وعندما يغضب عماد
لا يستطيع احد منهم الكلام
وربما كان يوجد اناس اكبر منه من الحضور
وكنا نحن اهل البيت عندما يغضب عماد نشعر بذلك ونتأثر .
رجل من ايام الصحابة

المواقف مع عماد كثيرة فعندما كنت اجلس معه لوحدنا عندما لم يكن احد من الشباب اولادي موجود كان عماد يحكي لي
ماذا فعل خلال عام في الخليل ؟؟؟
وكيف تم تشكيل المجموعات العسكرية للجهاد
وكيف كان يأمر الشبان ويرغبهم على الخروج
ليتدربوا على اطلاق النار ولو في الهواء
حتى يكسروا حاجز الخوف والرهبة من استخدام السلاح
نعم لقد مكث عندنا عماد حوالي احد عشر شهرا ,وهذه الغرفة
والتي اعتز بها كثيرا وتقول ام نضال \" والله لو قالوا لي لنملأ لك
هذه الغرفة بالاموال ثمنا لها , لن اقبل ولا بكل مال الدنيا لانها عزيزة "
وتشير ان صفات عماد يجب ان تتمثل في كل المجاهدين
فقد كان رجل مؤمن بمعنى الكلمة , كان اكثر ما يعجبني
يجلس معي , لم يكن ينظر الي اثناء الحديث ويكون اولادي
في غالب الاحيان جالسين معنا وكان يحدثني وهو ينظر الى اولادي
او في الارض , كان عطوفا لدرجة كبيرة , وهو رجل بكل معنى الرجولة , وشجاع ويقول
" اعدي اعدائي هو الرياء وهو عدوي اكثر من اليهود" .
وتضيف ام نضال ان عماد عندما كان يجلس هو ومن معه
من المطاردين بعد اي عملية ,ويتحدثون عنها كان يقول لهم
لا داع للحديث ، لربما هذا الحديث يضيع الاجر من الله
ليكن عملنا خالصا لله سبحانه وتعالى
خسارة ان يضيع الاجر والثواب
فالاخلاص الذي كان يتمتع به
ربما يكون قد سبب له الشهره اكثر من عمله .

****
عملية المسجد
وتحدثنا ام نضال عن عماد وعملية مسجد مصعب بن عمير
في حي الزيتون والتي قتل فيها ثلاثة من الجنود الصهيانة وتقول
عندما نفذ عماد عقل عملية مصعب بن عمير وحينها خرج للعملية من
منزلنا - فدم اليهود الذين قتلهم لا زال موجود عندنا - و لم يعد عماد
الى المنزل الا بعد ثلاثة ايام من تنفيذ العملية خشية ان تكون
المنطقة لا زالت مراقبة حيث لا يبعد منزلنا عن مكان العملية
الا عشرات الامتار .
وتضيف عندما عاد عماد بعد الايام الثلاثة التي مضت على العملية
وكنا فرحين بها وجلسنا معه وقلت له تقبل الله منك هذا العمل ورغم
انني أعلم أنه هو الذي نفذ العملية
الا انه كان ينكر ذلك
ولا نفسه العمل وعندما جاء زوجي ابو نضال سأله قائلا
" اريد ان اسمع منك عن العملية
كان رحمه الله يتهرب من الاجابة
ويرجو ابو نضال ان لا يلح عليه
ولكن امام اصرار ابو نضال اخذ عماد يتحدث ويقول
" إخوتي الأشبال عملوا
والشباب ذهبوا
والشباب اطلقوا النار
يقول ذلك رغم اننا نعلم انه هو من قام بالعملية بشكل كامل
وعندما سألته كيف تمت العملية يا عماد قال\"
عندما اطلقت النار عليهم واصبتهم بشكل مباشر اسرعت
للاجهاز عليهم وانا في طريقي للاجهاز عليهم كنت اشفقت
عليهم للحظة من اللحظات فهم بشر ايضا
...........
وتسترسل ام نضال في الحديث وان كانت تقول الامر يحتاج الى
ساعات وساعات للحديث عن عماد حتى يعطى حقه فكل ما نشر
عنه كان فيه كثير من اللغط، وتقول كان في كل عملية يعملها ويعود
سالما الى البيت واشاهده اشعر بنفسي انني فوق السحاب من كثرة
المعنويات العالية وعندما كان يمتشق سلاحه كان اكثر من رائع .
لحظة الانتصار

ويضيف حسام قصة رواها له الشهيد عماد عندما نفذ عملية مسجد مصعب بن عمير ويقول بعد ان قام عماد بالاجهاز على الجنود الموجودين في الجيب العسكري فقد كان اطلاق النار الاول يقول عماد قد اجهزت بالكامل على السائق واصيب الاخرين بجراح خطيرة جدا تقدمت واجهزت عليهما واخذت اصرخ في الهواء تهليلا وتكبيرا بشكل اخاف كل من حولي من الشباب حتى من خرج من الجيران على الشرفات ظن انني اصبت في عقلي ولكنها لحظة الانتصار ثم تقدمت نحو الجنود لسلب اسلحتهم كانت البنادق امامي واخي بجواري يقول ها هي ال ام 16 والبندقية الثانية كنت اقول له لا يوجد شيء هذه قطع حديدة بالفعل كما يقول عماد ما كنت ارى اسلحة وكان قد اصيب بالعمى وبعد ان سحبتها وخرجت من المكان عدت الى شعوري و بالفعل شاهدتها في تلك اللحظة انها البنادق مع السرعة لم اتمكن من اخذ القطعة الثالثة رغم ضرورة الحصول عليها لقلة السلاح في ذلك الوقت .
كان يجيد التنكر

وتتنهد ام نضال وتسرح بعيونها شاردة عندما سألتها كل هذه الشهور الاحد عشر وعماد يتردد عليكم الم يشعر بهذا القادم الغريب أحد ؟
تقول ام عماد نضال ابدا الحمد لله الامر كان في منتهى السرية لم يعرف احد من الجيران وكان يدخل من منطقة غير المدخل الرئيسي للبيت ولم يكن يراه احد فكان يحلق ذقنه احيانا واحيانا يطلقها وفي اخرى يلبس نظارات وكان دائم التخفي باشكال واساليب مختلفة حتى ان الجيران في المنطقة فوجئوا باستشهاده في منزلنا وتساءلوا اين كان هذا الشاب يبيت وعندما كان يراه الناس مع اولادي في الحي احيانا لم يعرفوه وكأنه شاب عادي .
يوم الاستشهاد

وفي يوم الفاجعة تقول ام نضال وقد اطلقت تنهيدة عميقة وقد ،اغرورقت عيناها ثم سكتت طويلا وقالت كان اليوم اربعاء 24-11-1993 والوقت قبل المغرب بساعة وجاء عماد وادخله ابني نضال من المدخل الثاني نظرت اليه انا وزوجة ابني وكان في غاية السعادة وعندها قالت زوجة ابني ،ولا ادري كيف قالتها\" والله يا مرت عمي عماد زي العريس فلم اشاهده من قبل بهذا الجمال\" ودخلنا انا وهي المطبخ ثم ذهبت اليه وسلمت عليه وسألته عن حاله ولماذا اطال مدة الغياب كان عندها جالس وقد استند ظهره الى الحائط وحتى يومنا هذا لم ولن انسى صورة وجهه لقد كان بالفعل في اجمل ما شاهدته لم ار عماد في حياتي بهذا الجمال وتقول\" صورته لا زالت امام عيني كان حلو .. حلو .. حلو جدا رغم انه كان صائما له اربعة عشر يوما وكنت اعتقد انني سأجده وقد اصفر وجهه ولكن شاهدت في تلك اللحظات في وجهه نور لم اشاهده من قبل وسألته يا عماد صائم ام مفطر، قال والله صائم\" خرجت واخذت اجهز الافطار قبل ان يستدركنا الوقت وقلت لزوجة ابني\" والله صحيح لم ار عماد اجمل مما هو عليه اليوم\" وجهزنا الطعام واكتفيت بما هو موجود في البيت واخذ وسام الطعام ودخل به عند عماد ومع آذان المغرب افطر عماد ولم يكمل طعامه بعد كنت قد دخلت عليه وقلت اريد ان أعمل شاي، عندها قال لي وسام ربما لا يستطيع عماد شرب الشاب، فالسائق سيحضر سريعا ولكني اصررت ان اصنع الشاي وليشرب ما يستطيع فقد كان يحب الشاي بعد الاكل صنعت الشاي على وجه السرعة وشرب عماد نصف الكأس ، وتتنهد ام نضال بشكل هز مشاعري وقالت \" حسبي الله ونعم الوكيل \" تقولها ام نضال وهي تتنهد، في هذا الوقت كان العميل ينتظر عماد فوق سطح المنزل، استوقفتها سائلن ، اتقصدين وليد حمدية ؟ نعم، يومها لم نكن نعرف انه عميل مع الاسف وكان يبدي اخلاصا كبيرا لحماس ونحن لا ندري انه عميل وكان يريد عماد وقال\" اريد عماد بكلمة سريعة\" وبعد ان تناول عماد الطعام انزلنا العميل في مكانه عماد السري وما ان نظرت الى الشارع وحول المنزل حتى انقلبت الدنيا ولم تقعد وصوت حركة كبيرة جدا وعندها خرج ولدي حسام لينظر في الامر، كانت سيارة فولوكس واجن دبل كبينة على الباب وقف حسام ليسلم على السائق وما ان مد يده واذ بهم قوات اسرائيلية خاصة والسيارة بها عشرات الجنود المدججين بالسلاح وقاموا بتكبيل حسام ووضعه بالسيارة وما هي الا لحظات حتى حوصرت المنطقة باكملها بمئات من الجنود والصحفيين الاسرائيليين وسيارات الاسعاف ، واخذنا نجري في البيت من غرفة الى اخرى لا ندري ماذا نعمل وعلقت كل الكلمات في الحلوق وأخذت انظر من الشبابيك حول المنزل، الجنود في كل مكان وهم على اهبة الاستعداد لاطلاق النار عندها كان نضال يجلس على درجات المنزل الداخلي، ينظر ان ينتهي وليد من السر الذي يريد ان يبلغه لعماد ، وتقول \" لقد خدعنا جميعا \" صرخت عندها وقلت \" الجيش على الباب يا عماد\" عندها خرج عماد وابني مؤمن من الباب الخلفي شاهدهم الجنود فدخلوا الى المنزل ، نظرنا هنا ونظرنا هناك واذا بالبيت كله محاصر لم يكن الجيش لوحده بل كان هناك عدد من العملاء ايضا لم استطع الصلاة او الدعاء فالامر كان جلل والخوف على عماد سيطر على كل اركاني وكنت اتمنى ان تتشقق الارض وتبلعنا ولم نستطع عمل شيء ، عندها قال له نضال \" والله يا عماد مالك الا الشهادة \" .
واه تقول ام نضال وكأن احد طعنها بسكين \" من دون الايام لم يكن عماد يحمل معه سوى مسدسه الشخصي\" عندها احتضنه نضال وقال له\" وصيتي لك ان تدعو الشباب لتكملة المشوار وها انا ذاهب للشهادة \" وبالفعل صلى عماد ركعتين في صالة المنزل وصعد الى سطح المنزل صعدنا معه جميعا ولم نكن عندها نفكر في شيء وكبرنا ودعونا الله سبحانه وتعالى لقد كان سطح المنزل كالنهار من كثرة الاضواء الكاشفة التي سلطت عليه وعندها تقدمت نحو سور المنزل شاهدت عدد من العملاء ،والتفت نحو عماد واذ به يودع ابنائي ثم تقدم عدة خطوات واطلق النار على العملاء وقال\" الله اكبر \" ودعا دعاء وافرغ سلاحه من طلقاته باتجاه الجنود والقى بنفسه عن السوار عندها فتحوا نيران اسلحتهم بكثافة عليه وكنا نظن انه استشهد لكن كان لا زال حيا ولف حول البيت وتحت الزيتونة سقط بعد ان اطلق الجنود من الجهة المقابلة النار عليه حتى مزقوا جسده، حتى ان رأسه هشم من كثرة الطلقات ووجدنا مخه قد تساقط من الرأس كان هذا المشهد كله والعميل بيننا ومع اولاد و كان يهدأ من روعهم ، لن يفعلوا لكم شيء ولم يعتقلوكم، وكنت عندها اوصي اولادي ان يكونوا رجال وان يصمدوا في التحقيق، وبعد عدة ساعات نادى الجنود علينا وعندها خرجت من باب المنزل وعندما شاهدني الجنود صرخوا\" مره مره ارجع البيت ارجع البيت \" عندها نزل خلفي نضال قال لهم ماذا تريدون؟ طالبوه بخلع ملابسه كلها حتى ابقوه بالشباح والبنطال وقالوا له تعال وفعلوا ذلك مع كل الاولاد اما نحن النساء والاطفال فقد اخدونا الى منزل الجيران .
وتحقق حلم نضال

وتكمل المشهد ام نضال وتقول عندها طلبوا من نضال ان يحمل جثة عماد ويخرجها من مكانها وتقول\" تصوروا انهم كانوا يخافون من عماد حتى وهو ميت\" وقالوا لنضال احضر الجثة واي حركة تصدر منك لن ترى انت واهلك الخير .
وتعود ام نضال بالذاكرة لقد كان نضال دائما يقول لعماد\" وقتيش احملك وانت مخروق بالرصاص \" وكأنه قرأ الغيب وبالفعل حمل نضال عماد وهو مخردق بالرصاص مئات من الطلقات دخلت جسده الطاهر، عندها قال نضال\" كانت تلك اللحظة اسعد لحظات حياتي وانا احمل عماد وهو شهيد\" ولا زال دم عماد على بنطال نضال وعلى شباحه حتى يومنا هذا.
وتضيف ام نضال اخذ الجنود يسألون نضال هل تعرف من هذا انكر نضال معرفته ولكنهم كانوا يعرفون كل شيء وذلك من خلال العميل وبعد ذلك دخلوا البيت وقاموا بتكسير كل ما تقع عليه ايديهم حتى حطموا اثاثه وما فيه وحمدت الله ان البيت لا زال واقفا .
للاسف لم تكتشف امر وليد حمديه الا بعد شهور والذي اكتشفه حركة حماس لم نكن نشك فيه ابدا لدرجة اننا أمنا له وخرج هو ونضال واشتروا كلاشنكوف ، وكانت الصدمة كبيرة جدا واكثرنا صدمة به كان نضال ، وعندما جاء اليهود الىالبيت لاخذ سلاح نضال، اخذوه من المكان الذي وضعه بيده مع وليد الملعون وكأنهم وضعوه بأيدهم فيه .
تذكار مكان الاستشهاد

شاهدت شيء مصنوع من الحجر وسألت هل هذا تذكار لعماد ؟
قالت ام نضال \" نعم\" فهذا هو المكان الذي استشهد فيه استشهد عماد ولفظ انفاسه الاخيرة تحت الزيتونة، وحتى يبقى يرمز لعماد وحتى لا تطأ اقدام احد هذا المكان صنعنا هذا للذكرى .
وسألت ام نضال لو خيرتى بين ابنائها وبين عماد ، ماذا سيكون الاختيار ؟
فقالت \" والله لو خيروني بين عماد وكل اولادي لاخترت ان افديه بكل اولادي، من يوم ما جاء ونحن نعد انفسنا لمثل هذا اليوم ،فالتضحية لازم تكون غالية في سبيل الله \" .
وتشير ام نضال ان الملجأ لا زال موجودا وهذا الملجأ بحمد الله لم يصب حتى الان باذى حتى ان كل الملاجىء التي تم اكتشافها من قبل اليهود كانوا يقومون بنسفها وتدميرها ورغم علم اليهود بالملجأ لم ينسفوه ولا زال على حاله وتقول اعتقد ان السبب في ذلك بعود الى انني يوم ان انتهي اولادي من بناء الملجأ نزلت فيه وصليت ركعتين قرأة آية الكرسي والمعوذيتين وبعض قصار السور.
وهكذا تنتهي المذكرات لا الذكريات كم روتها ام نضال فرحات عن تلك الايام التي عاشتها وعاشها الشهيد البطل عماد عقل .
 

مواضيع مماثلة

أعلى