[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:85%;background-color:seagreen;border:5px outset red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
قد تكون الغيرة ترمومتر الحب أو تعبيرآً عن مشاعر طيبة وتواصل بين الرجل والمرأة، وقد تتحول تلك المشاعر لشك مرضي وعدم ثقة وعقدة نقص عند أحد الطرفين تدمر العلاقات الاجتماعية، بل والزوجية لذلك نحاول خلال هذا التحقيق التقرب لبعض النماذج بمشاكلها مع الغيرة والتطرق لتفريق الغيرة وتغيير هذا السلوك وكيفية علاجه مع الخبراء النفسيين. بداية نقترب من تجربة زوج وزوجة يعاني كل منهما تجربة مريرة مر بها مع الطرف الآخر حيث تحكي سعاد علي تجربتها مع الغيرة وتقول: أنا امرأة مطلقة حاولت في بداية زواجي أن أشعر زوجي بأنني بشر، حتي يكف عن مغازلة النساء بوجودي، أو يحادث إحداهن في الهاتف بكلام لطيف دون اكتراث لوجودي أو لمشاعري، وكنت ألفت نظره لمضايقتي من هذا الأمر ولكن تحول الأمر لعناد وحرج عميق لمشاعري، وعندما اعترضت هددني بالطلاق لأنه يعتبرها غيرة حمقاء ولا أعتبر ما قمت به خارجا علي حقوقي الزوجية فأفضل أن أكون مطلقة علي أن أكون زوجة لا يراعي زوجها مشاعرها. وفي تجربة أخري زوج آخر مثقف اختار زميلة له في العمل وتزوجها وبعد الزواج اكتشف عدم ثقتها فيه وفي نفسها كما أنها تفسر كل كلمة يقولها لأي امرأة غيرها أنها في غير موقعها فتحولت غيرتها إلي شك في كل من حوله سواء من أسرته أو عمله لذلك سعي سمير محمود إلي طلاقها. عدم ثقة ويقول د.طارق الخولي، استشاري علم النفسي جامعة القاهرة: الغيرة نوع من أنواع المشاعر المتصلة بمشاعر الملكية والأمان وهذه المشاعر إذا انخفضت أو كانت غير مستقرة تسبب الغيرة لدي صاحبها أو صاحبتها أما إذا انخفضت بدرجة كبيرة فإنها تسبب غيرة مدمرة موضحا أنها ليست لها علاقة بالسن وهي في الوقت نفسه لها دور إيجابي في تنمية العلاقة الصحيحة بين الرجل والمرأة فالمرأة حتي لو كانت قوية الشخصية ومخيفة بالنسبة لزوجها فإنها تحتاج إلي الإحساس بالغيرة لكي تشعر بأنوثتها. وبالنسبة لتركيبة شخصية الرجل فإنها لها علاقة بأنه شخص مرغوب فيه خاصة إذا كان رجلاً تعود أن ينظر إلي النساء وهو مع زوجته وهو ما يعرف بعاشق النظرة، وعندما يغار يكون لتلبية نقص في مشاعره، أما المرأة فهي عادة تغير علي زوجها خوفا من فقدانه وتلبية لنقص في مشاعر الأمان والاحتواء والملكية. وعن علاج تلك المشاعر يقول د. الخولي: توجد تدريبات خاصة لكل شخصية فهناك نساء يغرن علي أزواجهن ليس بسبب نقص في سلوكيات الزوج بل لنقص في ثقة المرأة بنفسها وهذا نموذج أسهل من علاج النوع الذي تغار المرأة فيه بسبب عدم استقرار شخصية زوجها والعلاج في هذه الحالة يحتاج الزوج بشكل أكبر وكذلك الزوجة، لأن المشكلة هنا أن تربية الرجل منذ البداية تمنعه من التعبير عن مشاعره بشكل صادق عكس البنت التي تعبر عن مشاعرها بشكل أفضل سواء لنفسها أو للمقربين لها. وفي السياق ذاته يقسم د. الخولي الغيرة إلي ثلاثة أنواع: غيرة إيجابية وهذه تحتاجها المرأة كثيرا من وقت لآخر في حياتها الزوجية أكثر من حاجة الرجل إليها.. أما الغيرة السلبية-وعادة ما تتصف غيرة الرجل بالنوع السلبي- فهي غيرة مدمرة وغالبا ما يتصف بها الرجل فمن الحب ما قتل، و قد تكون غيرة الآخرين دليلاً علي نجاح الإنسان لأن إثارة الغيرة عند الآخرين دليل يؤكد أنك أفضل ممن يغارون منك.