الباشق السوري
كاتب جيد
[align=center]
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/70.gif');border:4px double blue;"][cell="filter:;"][align=center]
من منا لم يسمع برواية من اجمل الروايات العالمية
زوربا
الشخصية التي جعلت بعض اهل النقد في حيرة اهي التي صنعت نيكوس الكاتب ام هو الذي صنعها
رواية زوربا شدتني رغما عن انفي الى قراءة ما بين الحروف
والى التامل في طيقة نسج الجمل والتراكيب
انا شخصيا احببت زوربا صاحب الاصبع التي بترها بنفسه لانها شكلت عائقا اماهه
وقد اخترت لكم جزءا من الفصل الثاني للرواية علي انقل لكم بعضا من ملامح روح الكاتب
نيكوس كازنتزاكي:
و على ظهر المركب ، كاليونانيين ، الشياطين الأذكياء ، ذوو العيون المشعة و العقول التي تتقن فن المساومة الطويل على البضائع التافهة ، و في بعض الأحيان تأخذ بك الرغبة في أن تمسك بهذا المركب من طرفيه و تغرقه في البحر ، ثم تهزه جيدا لتغسل عنه كل هذه الحيوانات التي أوسخته ، رجال ، فئران ، و قمل . ثم تعومه من جديد بعد أن يصبح نظيفاً فارغاً .
و لكن في بعض الأحيان كانت العاطفة تمنعني ، عاطفة بوذية ، باردة كالاستنتاجات الميتافيزيقية ، عاطفة ليست نحو الرجال فقط ، بل نحو الحياة كلها بجهادها ، و صراخها ، و نواحها ، و آمالها التي لا ترى أن كل شيء ليس إلا محاولة لإظهار الأشباح من العدم ، عاطفة نحو اليونانيين ، و نحو المنجم الفحمي ، و نحو مخطوطتي الناقصة عن بوذا ، و عن ذلك الخليط من النور و الظلال الذي يزعج صفاء الجو .
و كنت أختلس النظر إلى زوربا المنهك ، الشاحب الوجه ، و قد قبع في مجلسه على ظهر المركب على كومة من الحبال عند مقدمة المركب ، كان يشم ليمونة و يصغي إلى صراخ الركاب و شجارهم بأذنيه الكبيرتين ثم يهز برأسه الضخم و يبصق و يتمتم قائلا :
- هؤلاء الحطام ، ألا يخجلون من أنفسهم ؟
- ماذا تعني بكلمة ( حطام ) يا زوربا ؟
- كل هؤلاء الملوك ، الديموقراطيات ، النواب ، المرائين !
إن الحوادث لم تكون لزوربا سوى أمور قديمة ، فهو بنفسه قد ابتعد عنها ، و بالتأكيد كان التلغراف ، و البواخر ، و المراكب ، الأخلاق السائدة ، و الدين ، لا بد أن تكون كالبنادق القديمة الصدئة ، فتفكيره قد تقدم بسرعة تجاوزت تقدم العالم .
كانت الحبال تتشقق على الصواري ، و الشواطئ كانت تتراقص ، و النساء المسافرات أصبحت وجوههن أكثر اصفرارا من الليمونة ، لقد ألقين بأسلحتهن ، المساحيق و المشدات و دبابيس الشعر و الأمشاط ، و شحبت شفاههن و أظافرهن بدأت تتحول ألوانها إلى الأزرق ، و بدأت تتساقط الريش المستعار و الشرائط الحريرية و الجفون الاصطناعية ، فقد كان الناظر إليهن بالإجمال يشعر بالقرف و الرغبة بالتقيؤ .
و شحب وجه زوربا بدوره و اصفر لونه ثم اخضر ، و خفتت عيناه المتقدتان و لم يعد إلى تألقه الأول إلا في المساء ، حين أشار إليّ ليريني درفيلين كانا يتقافزان و يسابقان المركب ، و صاح :
- درافيل !
و لاحظت لأول مرة أن نصف إبهام يده اليسرى مقطوع ، فارتعدتُ و سألته :
- ماذا جرى لإصبعك يا زوربا ؟
و أجابني و قد بدا عليه الاستياء لأنني لم أنظر إلى الدرافيل :
- لا شيء !
- هل قطعته بآلة حادة ؟
- و ما شأن الآلة بالموضوع ؟ كلا فقد قطعته بنفسي .
- بنفسك ، و لماذا ؟
- أنت لا يمكنك الفهم ، أيها الرئيس ، لقد سبق و أخبرتك أنني قمت بأعمال عديدة ، و في إحدى المرات عملت في صناعة الفخار ، و قد أحببت هذا العمل لدرجة الجنون ، هل يمكنك أن تتصور ماذا يعني أن تأخذ حفنة من الطين و تعمل منها ما تريد ؟ قرر! ثم تدوّر الدولاب و يدور الطين معه بينما تقول بنفسك " سأصنع جرة ، أصنع صحنا ، سأصنع قنديلا ، و الشيطان يعلم ماذا أيضاً " هذا ما تقوله عن كونك رجلاً : الحرية !
لقد نسي البحر ، و لم يعد يقضم الليمونة ، و عاد الصفاء إلى عيونه ..
- حسنا ، و لكن إصبعك ؟
- لقد كانت تزعجني ، و تقف في طريق عملي ، و تفسد علي مشاريعي ، و في ذات مرة أمسكت بفأس صغيرة ..
- ألم تشعر بالألم ؟
- كيف لم أشعر بألم ؟ هل تعتقد أني جذع شجرة ؟ إنني إنسان ، لقد تألمت و لكن كما قلت لك كانت تقف في طريقي فقطعتها !
و هدأ البحر قليلا عند غياب الشمس و انقشاع الغيوم ، فدبت نجمة المساء لامعة براقة ، و ألقيت نظرة على البحر و رحت أفكر .. كيف نحب إلى هذا الحد ؟ ثم نأخذ فأسا و نقطع ثم نتألم ، لكني أخفيت اضطرابي و أردفت قائلا محاولا الابتسام :
- إنها لطريقة سيئة يا زوربا ! إنها تذكرني بالأسطورة الذهبية التي تقول عن ناسك رأى امرأة قد أزعجته جسديا ، فتناول فأساً ..
و صاح زوربا مقاطعاً :
- كم هو أحمق ، يقطع هذا ! و لكن هذا المسكين لا يعتبر عقبة !
- كيف ؟ بل هو عقبة كبيرة .
- أمام ماذا ؟
- أمام ولوجك أبواب السماء !
و حدجني زوربا بنظرة ساخرة و هو يقول :
- إنه هو الذي يمكنك اعتباره مفتاح السماء !
ثم رفع رأسه و حدق بي كأنه يريد معرفة رأيي بالحياة التالية ، و بملكوت السماء ، و النساء و النساك ، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى شيء فهز رأسه الضخم و استطرد :
- إن الخصيان لا يدخلون السماء
وهنا اقول لكم انا اخوكم الباشق السوري ان ما كل ما يعلم يا صاحبي يقال..انتظر تفاعلكم
ودمتم
[/align][/cell][/table1][/align]
[/align]
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('https://www.manartsouria.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/70.gif');border:4px double blue;"][cell="filter:;"][align=center]
من منا لم يسمع برواية من اجمل الروايات العالمية
زوربا
الشخصية التي جعلت بعض اهل النقد في حيرة اهي التي صنعت نيكوس الكاتب ام هو الذي صنعها
رواية زوربا شدتني رغما عن انفي الى قراءة ما بين الحروف
والى التامل في طيقة نسج الجمل والتراكيب
انا شخصيا احببت زوربا صاحب الاصبع التي بترها بنفسه لانها شكلت عائقا اماهه
وقد اخترت لكم جزءا من الفصل الثاني للرواية علي انقل لكم بعضا من ملامح روح الكاتب
نيكوس كازنتزاكي:
و على ظهر المركب ، كاليونانيين ، الشياطين الأذكياء ، ذوو العيون المشعة و العقول التي تتقن فن المساومة الطويل على البضائع التافهة ، و في بعض الأحيان تأخذ بك الرغبة في أن تمسك بهذا المركب من طرفيه و تغرقه في البحر ، ثم تهزه جيدا لتغسل عنه كل هذه الحيوانات التي أوسخته ، رجال ، فئران ، و قمل . ثم تعومه من جديد بعد أن يصبح نظيفاً فارغاً .
و لكن في بعض الأحيان كانت العاطفة تمنعني ، عاطفة بوذية ، باردة كالاستنتاجات الميتافيزيقية ، عاطفة ليست نحو الرجال فقط ، بل نحو الحياة كلها بجهادها ، و صراخها ، و نواحها ، و آمالها التي لا ترى أن كل شيء ليس إلا محاولة لإظهار الأشباح من العدم ، عاطفة نحو اليونانيين ، و نحو المنجم الفحمي ، و نحو مخطوطتي الناقصة عن بوذا ، و عن ذلك الخليط من النور و الظلال الذي يزعج صفاء الجو .
و كنت أختلس النظر إلى زوربا المنهك ، الشاحب الوجه ، و قد قبع في مجلسه على ظهر المركب على كومة من الحبال عند مقدمة المركب ، كان يشم ليمونة و يصغي إلى صراخ الركاب و شجارهم بأذنيه الكبيرتين ثم يهز برأسه الضخم و يبصق و يتمتم قائلا :
- هؤلاء الحطام ، ألا يخجلون من أنفسهم ؟
- ماذا تعني بكلمة ( حطام ) يا زوربا ؟
- كل هؤلاء الملوك ، الديموقراطيات ، النواب ، المرائين !
إن الحوادث لم تكون لزوربا سوى أمور قديمة ، فهو بنفسه قد ابتعد عنها ، و بالتأكيد كان التلغراف ، و البواخر ، و المراكب ، الأخلاق السائدة ، و الدين ، لا بد أن تكون كالبنادق القديمة الصدئة ، فتفكيره قد تقدم بسرعة تجاوزت تقدم العالم .
كانت الحبال تتشقق على الصواري ، و الشواطئ كانت تتراقص ، و النساء المسافرات أصبحت وجوههن أكثر اصفرارا من الليمونة ، لقد ألقين بأسلحتهن ، المساحيق و المشدات و دبابيس الشعر و الأمشاط ، و شحبت شفاههن و أظافرهن بدأت تتحول ألوانها إلى الأزرق ، و بدأت تتساقط الريش المستعار و الشرائط الحريرية و الجفون الاصطناعية ، فقد كان الناظر إليهن بالإجمال يشعر بالقرف و الرغبة بالتقيؤ .
و شحب وجه زوربا بدوره و اصفر لونه ثم اخضر ، و خفتت عيناه المتقدتان و لم يعد إلى تألقه الأول إلا في المساء ، حين أشار إليّ ليريني درفيلين كانا يتقافزان و يسابقان المركب ، و صاح :
- درافيل !
و لاحظت لأول مرة أن نصف إبهام يده اليسرى مقطوع ، فارتعدتُ و سألته :
- ماذا جرى لإصبعك يا زوربا ؟
و أجابني و قد بدا عليه الاستياء لأنني لم أنظر إلى الدرافيل :
- لا شيء !
- هل قطعته بآلة حادة ؟
- و ما شأن الآلة بالموضوع ؟ كلا فقد قطعته بنفسي .
- بنفسك ، و لماذا ؟
- أنت لا يمكنك الفهم ، أيها الرئيس ، لقد سبق و أخبرتك أنني قمت بأعمال عديدة ، و في إحدى المرات عملت في صناعة الفخار ، و قد أحببت هذا العمل لدرجة الجنون ، هل يمكنك أن تتصور ماذا يعني أن تأخذ حفنة من الطين و تعمل منها ما تريد ؟ قرر! ثم تدوّر الدولاب و يدور الطين معه بينما تقول بنفسك " سأصنع جرة ، أصنع صحنا ، سأصنع قنديلا ، و الشيطان يعلم ماذا أيضاً " هذا ما تقوله عن كونك رجلاً : الحرية !
لقد نسي البحر ، و لم يعد يقضم الليمونة ، و عاد الصفاء إلى عيونه ..
- حسنا ، و لكن إصبعك ؟
- لقد كانت تزعجني ، و تقف في طريق عملي ، و تفسد علي مشاريعي ، و في ذات مرة أمسكت بفأس صغيرة ..
- ألم تشعر بالألم ؟
- كيف لم أشعر بألم ؟ هل تعتقد أني جذع شجرة ؟ إنني إنسان ، لقد تألمت و لكن كما قلت لك كانت تقف في طريقي فقطعتها !
و هدأ البحر قليلا عند غياب الشمس و انقشاع الغيوم ، فدبت نجمة المساء لامعة براقة ، و ألقيت نظرة على البحر و رحت أفكر .. كيف نحب إلى هذا الحد ؟ ثم نأخذ فأسا و نقطع ثم نتألم ، لكني أخفيت اضطرابي و أردفت قائلا محاولا الابتسام :
- إنها لطريقة سيئة يا زوربا ! إنها تذكرني بالأسطورة الذهبية التي تقول عن ناسك رأى امرأة قد أزعجته جسديا ، فتناول فأساً ..
و صاح زوربا مقاطعاً :
- كم هو أحمق ، يقطع هذا ! و لكن هذا المسكين لا يعتبر عقبة !
- كيف ؟ بل هو عقبة كبيرة .
- أمام ماذا ؟
- أمام ولوجك أبواب السماء !
و حدجني زوربا بنظرة ساخرة و هو يقول :
- إنه هو الذي يمكنك اعتباره مفتاح السماء !
ثم رفع رأسه و حدق بي كأنه يريد معرفة رأيي بالحياة التالية ، و بملكوت السماء ، و النساء و النساك ، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى شيء فهز رأسه الضخم و استطرد :
- إن الخصيان لا يدخلون السماء
وهنا اقول لكم انا اخوكم الباشق السوري ان ما كل ما يعلم يا صاحبي يقال..انتظر تفاعلكم
ودمتم
[/align][/cell][/table1][/align]
[/align]