أرجو التقبل..... من الجميع

فارس النور

كاتب جيد جدا

الرجل و المرأة .. و هاجسٌ أزلي !

لما هوسُنا بـ ( تطبيق ) و الحصول على كلِّ فتاةٍ نقابلها ، في ( الحارة ) و ( الميكرو باص ) و ( المدرسة / الجامعة ) و ( الوظيفة ) و ( الشارع ) و ( الحديقة ) و ( المشفى ) و الآن في ( النت ) و ما فيه من منتديات و ( تشات ) !!؟
لماذا هذا الهوس الجنوني .. بأن نتباهى أمامَ أصدقائنا بعدد اللائي ( صاحبنَهنَّ ) و بأسماءِ البنات في ( جوالاتنا ) و بعدد البنات على ( مسنجراتنا ) !!؟

لماذا لا تتوقّفُ رغباتُنا عند حدودِ علاقةٍ طبيعيةٍ ، إنسانيةٍ يطبعها الطابعُ الأخلاقيُّ أولاً ؟ و نفكِّرُ أوّل ما نفكِّرُ به حينما ننجحُ باصطيادِ مراهقةٍ بالعمِر أو بالعقلِ !! أنّه متى سنستطيعُ أخذَ اللّمسةِ الأولى .. و القبلةِ الأولى .. و فنجان القهوة الأول !؟؟


لماذا نحوِّرُ العلاقة بكلِِِّ إصرارٍ لتصير علاقةً ماديةً جسديةً جنسية .. و نستعجلُ بعد إرضاءِ رغباتنا بالتفكير في هروبٍ ( نظيف ) بعد مليونِ قباحةٍ ارتكبناها بحقّ أنفسنا أولاً و بحق الطرف الآخر الذي يدفع الكثير من الأثمان .. ثمَّ بحق المجتمع و الوطن الذي يفترض أن يحيا بأخلاقياتنا !؟


لماذا ... ندوسُ على ضمائرنا فضلاً عن قلوبنا و نقبلُ أن نستغلَّ ضعفَ الآخر بدهائنا و مكرِنا تحتَ أكاذيبِ الحبِّ و الحريَّةِ و القرن الواحد و العشرين !؟


كيف نقبلُ على أنفسِنا أن نتحمَل عِبءَ امرأةٍ أعطتنا قلبها لضعفٍ أو لجنونٍ و ربما لحبٍ حقيقي ، و بعد أن نغتصبها رمز أنوثتها ( الاغتصاب أخذ الشيء تحت تأثيرٍ عاطفيٍّ و ليس بالضرورة أخذه بالقوة ) نرميها عند أوّل رصيفٍ لتفكّرَ في طريقةٍ ترقِّعُ فيها كرامتها و أنوثتها و نحنُ نكون قد بدأنا بالبحثِ عن فريسةٍ أخرى لندوس فيها على كرامتنا و نحنُ نرى في أنفسنا أنّ القوّة و الرجولةَ تُطرق فقط من هذا الباب الموغلِ بقباحتهِ ولا إنسانيتهِ !!؟
متى .. سنستعيد أخلاقنا و إنسانيتنا و رجولتنا !!!

برأيي أنّ هناك أسبابٌ أخرى مهمّة و أدّعي أنّها ( جذرية ) لا تقلُّ أهميةً عن التربية في البيت و الأجواءِ القبيحة المرافقة لهذهِ الظّاهرة من إعلامٍ موجّهٍ و انفتاحٍ غيرِ مضبوطٍ على التّقنياتِ الحاضرة في حياتنا ..
هذه الأسباب هي نظرة الرجلِ لرجُولتِه ، و نظرةُ الأنثى لأنوثتها !!

فكان أن أنتهينا إلى تضييق المعنى السامي للرجولة .. فالكثيرُ يدخّن ليستشعرَ رجولتَهُ بـ ( سيجارتهِ ) ! و البعضُ يراها في شاربهِ .. ، و قسمٌ آخر يلعبُ ألعابَ القوّة و ( كمالِ الأجسام ) ليستشعرَ رجولتهُ بعضلاته !!
و آخرين يرون بصياحهم و عصبيتهم و تحكّمهم في مراكزِ وظائفهم أو بينَ أقرانهم أو حتى في بيوتهم وسيلةً مهمة و جيدة لإظهار رجولتهم و التعبير عنها !!!!
و البعض يرى الرجولة بـ ( شبريةٍ / سكين / موس كبّاس ) في جيبهِ ، أو مسدّس على خصره !!!


و الآخرون و هم الذين أقصدهم هاهنا ..

يرون في هوسهم باصطيادِ أيِّ امرأةٍ ضعيفةٍ و مصاحبتها و توابع هذه العلاقة طريقة ليحس هؤلاء ( توهّماً ) برجولتهم النّاقصة و بفحولتهم المطعونة !!! و كأنَّ الرجولةَ لا يُدخل إليها إلا من هذه الأبواب / الثقوب !!!


إذن .. هي عقدة نقص بشكل او بآخر .

الرّجولة .. أصبحتْ مختصرةً بصغائرِ النّفسِ البشريةِ و نظرةُ كلُّ رجلٍ تختلفُ عن نظرةِ الآخرِ في أمورٍ عديدةٍ لكنَّ أغلبَ هذهِ النظراتِ يصبُّ في معانٍ تلتقي مع القبحِ المستشري في حياتنا ..

و الجّنسُ كحاجةٍ ضروريةٍ و فطريةٍ لكلِّ إنسان لها أكثرُ من بابٍ .. و قد قلتُ أنَّ الشخصَ السويَّ هو الذي يكبرُ في ممارسة الأشياء الطبيعية بطرقٍ يغلبُ عليها الوازعُ الأخلاقيٌّ و الدينيُّ و يسمو بها فوق مجرد إرضاء نزوةٍ بأيِّ طريقةٍ و على حسابِ أيِّ أنثى ...

نعم .. إما أن نكبرَ في كلِّ حركة و في كلِّ فعل و قول و إما أن نتابع السقوط نحو الهاوية !



إنّ القناعاتِ التي يؤمنُ فيها الإنسانُ ثمّ يقدّسُها لتصيرَ مسلّماتٍ و مبادئ هي روحُ القضية ، و هكذا فإنّ هذهِ القناعاتِ تؤثّرُ على نظرته للكونِ كلّه و تصبغُ ممارساتهِ بصباغٍ مأخوذٍ من هذه القناعات التي قد تكونُ شريرةً و قبيحة .. و قد تكون نبيلة و نظيفة ..

للعقيدةِ الدينية دورها .. فالدياناتُ كلّها تأخذ الجانب الأخلاقي و الإنساني بعين الاعتبارِ كمحكٍّ أساسي للتعايش بين المخلوقات البشرية فيما بينها و حتى مع الحيوانية .. فقد يسمو الشخص بأخلاقه و إنسانيته حينما يتعامل مع هرّة أو نملة !!

لكنّ الركيزةَ الأساسية هي ركيزةُ القناعات و هكذا فنحن نجد أنّه غالباً من يدخلُ في دائرة الأخلاقياتِ الصحيحةِ و النّظرة الإنسانيةِ للكونِ و لمن في هذا الكون ، فإنّ دخوله في بوابةِ الدّين تصبحُ أيسرَ و أقوى فيصيرُ الإيمانُ في القلبِ مرتكزٌ على القناعاتِ أولاً ثمّ على النصوصِ الدينية و الاجتهاداتِ الأخرى .. و كلاهما يلتقيان بالنهاية .

كلما طُرحت قضية ( الجنس ) نعلّّقُ الأسباب التي أدت بنا إلى ( حيوانيةِ ) العلاقة ، نعلّقُها على شمّاعةِ أن الجنس قديمٌ قِدمَ الإنسان و أنّ الجنسَ غريزةٌ فطريةٌ طبيعية ..
يجبُ علينا أن نقرَّ أن هناك خللٌ نحن نصنعه .. و نكف عن الإختباء وراء الحقائق ..


نعم .. الجّنسُ حالةٌ فطريةٌ و قائمةٌ بحدّ ذاتها لكنَها كما كلٌّ شيءٍ في حياتنا ، إمّا أن نسمو بالتعايشِ معها أو نزدادُ سقوطاً إلى الهاوية !!


و اللهِ إنَّ من لا يجيدُ أن يسمو بإنسانيتهِ في خلوتهِ فإنّه لن يستطيعَ أن يسمو بها لا مع البشر ولا مع الحجر ... !!

و من يلبسُ قناعاً ليمارسَ قباحاتَهُ ، فهو إنسانٌ مريضٌ لا يستحقُّ الحياةَ لأنَه ضعيفٌ أولاً ، ثمّ إنه لا يحترمُ إنسانيته .. ثمّ إنّ من يغشُّ نفسهُ و لو في لُعبةِ ( ورق / كوتشينة / شدة ) ليُحسَّ بنشوةٍ كاذبةٍ بانتصارهِ ، فإنني لنْ أتعب نفسي معه فأناقِشه إن غشّ بقضيةٍ أكبر تتعلّقُ بكينونتِهِ و إنسانيتِه .. لأنّه يأبى أن يشعرَ بحلاوةِ الصّدقِ و حلاوةِ الحياة في ظلِّ مبادئٍ وضعها لحياتهِ و مشى عليها و أبى أن يهادنَ فيها حتى في سبيلِ الدخولِ إلى الجنة !!

الأنثى ليست مجرّد جسدٍ .. و حتى في العلاقةِ الطبيعيةِ الشرعية .. يجب أن نسمو بنظرتنا إلى حواءَ و أنْ يكونَ الطُهرُ هو السّمةُ الأبرز في علاقتنا معها ..

إن نظرتنا إلى الجّنسِ الآخر ، و بالذات نظرةَ الرّجلِ إلى المرأةِ هي قضيةُ ترسّباتٍ فكريةٍ و إجتماعيةٍ توارثناها و جعلتنا ننظرُ إلى المرأةِ من منظورٍ جنسي بحت ، ألا نستطيعُ أن نغلّب النظرةَ الإنسانية على النظرة الجنسية !؟


عاشرتُ الكثيرين من هذه النماذج ، القسمُ الأكبر منهم واقعٌ تحت تأثير عُقد التعايش مع جنس حواء من صِغره ، و البعضُ الآخر ظلّ يعتبرُ أنَّ المرأةَ هاجسٌ مستحيلٌ و لذلك فإنّه و فورَ بلوغهِ ( الجسدي فقط ! ) مهيّأٌ لكي يدفعَ كلّ مالهِ بحضرةِ امرأة !

و البعضُ الآخر عُقدُهُ اجتماعيةٌ بحتةٌ تختصرُها عُقدُ التعايشِ مع أقرانِه و حتّى أنّه يجدُ نفسهُ غيرَ مقبولٍ حتّى في بيتهِ فتُراه يبحثُ عن الدورِ الضائعِ أو المسلوبِ منهُ أو الذي لم يُجِدْ صُنعهُ لنفسِهِ ، يبحثُ عنهُ بأموالهِ أو بمكرهِ في أحدِ الفنادقِ أو في أحدِ الشوارع !! ، هو مهيأٌ ليدوسَ على كلِّ أخلاقهِ و يعدَ ألفَ امرأةٍِ باليوم بالزّواج ِلأجلِ أنْ يمسكَ يديها أو حتى ليرى ( كعب رجلها ) !!!!!
يكفي أنْ تجلسَ في ( كازينو ) لترى أيَّ شريحةٍ هي التي تسكن هذه البيوت !!

نعم ... الجّنسُ حاجةٌ فطريةٌ طبيعيةٌ لكنّ اشباعها لا يكونُ بهذهِ الطرق القبيحةِ ..
كيف أقبلُ أن أهبطَ تحتَ هواجسِ الشّهواتِ إلى مستوى أن أصرفَ مالي و وقتي لمجرّدِ امرأةٍ و بنفسِ الوقتِ أخدشُ إنسانيتي و أخلاقي .. و رجولتي !!

لكلِّ حاجةٍ فِطريةٍ طُرُقها ..
و الإنسانُ العاقلُ المتّزنُ هو الذي يخافُ ربّهُ ..
و هو الذي يقدّسُ أخلاقه .. و رجُولته ..
هو الذي يجيدُ التماس الطرقِ الصحيحةِ ..
و يستطيعُ أن يمشي في النور .. و بدون أقنعة !!!


فارس


 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: أرجو التقبل..... من الجميع

لكلِّ حاجةٍ فِطريةٍ طُرُقها ..
و الإنسانُ العاقلُ المتّزنُ هو الذي يخافُ ربّهُ ..
و هو الذي يقدّسُ أخلاقه .. و رجُولته ..
هو الذي يجيدُ التماس الطرقِ الصحيحةِ ..
و يستطيعُ أن يمشي في النور .. و بدون أقنعة !!!


لخصت كل مقالك في هذه الجمل
اتمنى ان تلقى كلماتك صدى
وان يعمل بها الشباب جميعا من منطلق العلم بالشيء
والالتزام بالدين الحنيف
والحفاظ على تقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه
اللهم اصلح حال شبابنا
واهدهم صراطك المستقيم
اللهم اامين
بوركت فارس
فقد اسمعت كلماتك من به صمم...
جزاك الله خيرا
وسدد خطاك
كن بخير
 

ابتسامة طفلة

كاتب محترف
رد: أرجو التقبل..... من الجميع

اخي فارس

طرح قيم جدااا

اختيار جميييل

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

لك مني أجمل تحية .

تقبل مروري,,

:wub:
 

Dream_Rose

كاتب جيد جدا
رد: أرجو التقبل..... من الجميع

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 

مواضيع مماثلة

أعلى