تتغزل الوردة الحسناء بمن حولها , فلطالما شدني إليها لونها الأحمر الفاتن الذي أجبرني على الوقوف لتبث عبيرها الساحر بعد أن تلاعبت بها نسمات الهواء .. أبهرني دلالها وميولها ...عشقتها.. تعلقت بها كنحلة أخذت تتراقص على أنغام لا أكاد أسمعها
أحببتها وأهديتها شعرًا لم يقل مثله العشاق فقابلتني بثياب ملأتها بالحب و الشوق تأملتها مرارًا و أخذت استرق النظر إليها بين الحين و الآخر .. لم تكن هي الوحيدة التي أراها لكنها الوحيدة المميزة .. الوحيدة المزهرة .. بل أنها الحمراء , لم تزل الحمراء التي عرفتها منذ طفولتي وأنا أحلم بها حاولت تقليدها وبحثت عن ثياب لا يعادلها سوى حسنها
حزنت لأنني لم أجد ثياب بمواصفاتها حتى العطور خلطت ولم تكن لتعطيني رائحة الحياة وأنا على هذا الحال دعتني وردة شفافة وأطلقت عبيرًا "أشعرني بوجود قلب ينبض نظرت إليها وإذا هي الوردة البيضاء المعطاة توقفت أمامها و أرسلت لها قطرات من الدموع تحكي لها سبب حزني فردت علي بابتسامة شفافة ظهرت على أثرها أسناني التي بادلتها الحديث .. مرهفة هي .. لها قلب نقي مثلج وعندما أردت وداعها لم تتحمل فتساقطت أوراقها في يدي وتناثرت دمعاتها فوق العشب الأخضر \
عدت ابكي ما حدث لها وامتزج بكاءها مع نشيد الوردة الصفراء التي لم أتمكن من رؤيتها إلا بعد عناء ..ذهبية هي كالشمس أشرقت بنور الضياء .. شاركتها النشيد وأعجبني نعومة ثيابها وجمال صوتها وعاهدتها على زيارتها و العهد محفوظ في قلبي منذ أن عرفت ملكات الجمال وحين نظرت في الأفق تذكرت أن الورد يهمس في الليل
انظروا إلى السماء عند لحظة الغروب حين يطل الشفق بورد أحمر مترامي الأطراف بعد أن ودعت وردة الشمس بأحضان ليزيد المنظر جمالاً ذلك القمر الأبيض كوردة بيضاء
تذكروا : أن الورد يهمس في كل مكان وبالذات داخل قلب الإنسان
