آنفآس آلمطر
كبار الشخصيات
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:silver;border:10px inset darkred;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبائي في منارتي الغالية ..
من شدة اعجابي وحبي لـ مارسيل خليفة ..
وانا اتصفح صفحات الانترنيت باحثة عن محمود درويش في اعماق مارسيل ...
وجدت هذا المقال الذي يصف حفلة
رائعة وحضور مميز وتاريخي لمارسيل والعظيم درويش
الذي اصر رحمه الله ان يحضر تغريد العصفور ...
وشدى مارسيل وصفق درويش ...
... بشعر غطّى سواده بياض الشيب.. وبعينين كساهما الخجل.. أطلّ على هضاب قرطاج منتصب القامة مرفوع الهامة في كفه الياسمين وعلى كتفه درس لكل المتطفلين..
للثورة غنّى وبالأسير تغنّى فكان هرما في ضيافة هرم هو الفنان الكبير مارسال خليفة تربع أمس الأول على عرش قرطاج ليواصل مهرجان قرطاج الدولي سهراته الراقية وأمسياته الرائقة على متن ما غنّى جبابلة الفن..
بالياسمين استقبل ضيوف قرطاج وعلى إيقاع الموسيقى الحالمة والكلمات الصادقة ارتحلوا الى عالم الحقيقة والأوجاع فغصّت بهم مدارج المسرح الأثري بقرطاج ومنذ ساعات مبكّرة من مساء أول أمس، حملتهم أقدامهم ودفعتهم أرواحهم لقطع تذكرة سفر الى ذاك الزمن الجميل يؤمّنها صوت أمين أراد أن يغني للانسان والحياة في كل زمان ومكان.. أراد أن يقول: لا للظلم والذل، لا للإهانة والاستعمار.. نعم للحق والحرية، نعم للأمل والحياة..
وحضر درويش
أمين في مشاعره صادق في إحساسه، حريص على مواعيده فكان في الموعد مصطحبا لعوده ولصديقه محمود درويش الذي كان حاضرا في تلك الليلة من خلال تلك الصورة التي ظهرت على تلك الشاشة من وراء مارسال وفرقته.. وكأن بدرويش يعود الى مسرح قرطاج بعد سنة 2005.
وعلى إيقاع القلوب العاشقة للحياة والحرية شق ظلمة المكان بخطى ثابتة وقامة منتصبة وهامة مرفوعة فاستقبله جمهوره بالتصفيق ووقف بهيبته ووقاره ليعاود الجلوس مرفوقا بلحن الوفاء وإيقاع الخلود..
صمت
كان الصمت رهيبا والأنفاس محبوسة والأصابع متشابكة تداعب خصلات الشعر كل ما تحرّرت من قيودها.. وزادها ذاك الفضاء الشاسع المنفتح على سماء الحرية رحابة فأطلقت النفوس عنانها الى الآهات على زمن اغتصبت فيه الحريات، وزاد صوت ذاك الهرم الجالس أمامهم في تأجيجها فغنّى أجمل ما كتب محمود درويش وتلك الأغنية التي لم يسمعها حتى موته «طار الحمام» وقد بدا صديقه متأثرا لرحيله ولعدم مرافقته الى قرطاج لكن مارسال خليفة يرى أن محمود درويش معه في كل زمان ومكان فغنّى له ولجمهوره «ولكل سجين عربي في السجون الاسرائيلية، ولكل سجين عربي في ا لسجون العربية» والكلام يعود إليه ونادى بأعلى صوته «منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي..» وقال «بين ريتا وعيوني بندقية والذي يعرف ريتا ينحني ويعلّي لإله في العيون العسلية».. وطلب مارسال من الصبايا ترديدها معه وطلب من الجمهور الغناء ليسمعهم ويصفّق لهم.. واستسمحهم أن يسمعوه وكان له ما أراد وتفاعل معه كل من أسعفه الحظ ووطأت قدماه ذاك المكان في تلك الليلة.
وغنّت أميمة الخليل «عصفور طلّ من الشباك» وكان ثنائيا رائعا جمع الإحساس والصدق والطرب في ليلة واحدة، ذكّرنا بالثنائي أحمد فؤاد نجم وعزة بلبع وأحلى ما ردّدا «يا هوى الأحلام يا عزّة..».
موسيقى راقية
وما زاد تلك الليلة رونقا وجمالا تلك الفرقة الموسيقية المصاحبة التي أبانت هي الأخرى على حرفية لا مثيل لها وأمتعت الحضور بباقة من الإيقاعات المختلفة غاصت بمستمعيها الى الأعماق فارتحلت بهم الى عالم الحبّ والحياة في لحظات رائقة جمعت بين زمنين، زمن رحل وولّى وزمن صنعه هؤلاء في تلك الليلة على تلك الأضواء الخافتة والأشجار المتدلية وأوراقها المسافرة على إيقاع نسمات قرطاج ورائحة ياسمينه وصومعته الشامخة من فوق هضابه.
جبل شامخ
ليلة جديدة ودرس جديد من جبابلة الفن العريق
يدوّنها التاريخ وتنحتها حجارة قرطاج
ويشهدها جمهوره الذي كان من نوع خاص
وأثبت أنه يتذوق الفن الأصيل بجلّ أعماره فأهداه
جبل لبنان أحلى السهرات وأرق اللحظات على متن
سفينة الحب والسلام وعذوبة الصوت ورقة الألحان
فكانت ليلة راقية على جميع المستويات ذكّرتنا بتلك التي
عاشها جمهور قرطاج مع الفنان العالمي شارل أزنافور
وها هو اليوم يسترجع الذكريات مع مارسال خليفة الذي أطلّ عليه
في ليلة مقمرة زادها إضاءة وألبسها حلّة الحياة والحركية
فانتعشت القلوب وتحرّرت الأجساد وتكسّرت القيود
وتناست لساعات زمنا انقلبت فيه كل الموازين
وأهدرت فيه كل القيم.. واغتصبت فيه الحياة..
هكذا كان مارسال خليفة عملاقا اعتلى ركح مسرح قرطاج في
ليلة استثنائية سوف يدوّنها التاريخ وتذكرها الأجيال.
الملاحظ أن الجمهور الوافد على حفل مارسال خليفة تميز
بالهدوء ليس أثناء متابعة الفقرات المقدمة لكن أثناء الدخول
للمسرح بالاضافة الى التنظيم التلقائي دون ردع أو طلب.
* إقبــــال
شاهدنا إقبالا مكثفا على شراء الطوابع البريدية للعصا البيضاء
(مساعدة المكفوفين) وهو ما يوحي بالحس الوطني للجمهور الزائر ليلة الحفل.
* الكوفية الفلسطينية حاضرة
البعض من الجمهور الحاضر ورغم حرارة
الطقس لبسوا الكوفية الفلسطينية مما يوحي بتضامنهم مع أبناء الشعب الفلسطيني.
* بساطــة
بعيدا عن البهرج والزينة كانت ملابس
الفرقة المصاحبة لمرسال بسيطة لكنها قدمت لونا فنيا رائعا.
* العودة الى الزمن الجميل
بين الفينة والاخرى وأثناء الانصات التام
للفقرات المقدمة نسمع صوتا متأتيا من
أحد أرجاء المسرح يشيد بالفن الراقي
المقدم حتى أن مخيلتنا عادت الى فترات أم كلثوم وعبد الحليم.
* مارسيل الموسيقار الذي لا يؤمن بالحدود: أحب» الاكورديون» وأختصّ في العود
«أحب «الاكورديون» منذ الصغر.. لكن أهلي، اشتروا لي آلة العود.. ربما لأنهاأرخص ثمن»، بهذه الكلمات عبّر الفنان مارسيل خليفة عن حبّه لآلة الاكورديون، لكنه دون قصد عبّر عن ولهه بالموسيقى وعن موهبته الفنية في هذا المجال.
فعشقه لـ»الأكورديون»، دفعه الى تلحين معزوفة في موسيقى «التانقو»، من ركح قرطاج أهداها الى المناضل الأرجنتيني الراحل «شي غيفارا».
مارسيل خليفة ظلّ يمشي «منتصب القامة» في مسيرته الفنية، وقد أثبت ليلة أمس الأول بمسرح قرطاج الأثري أنه من طينة فنية خاصة جدا ويندر وجودها، فنان لا يعترف بالحدود الجغرافية الفنية والجغراسياسية، يغني للسلام ويغنّي للانسان، والقضية الفلسطينية، وقضية الأم ومعها ظل يحنّ الى «خبز أمه» كحنينه الى توأم روحه «محمود درويش».
إلى هذا الشاعر الراحل أهدى حفله، وبقصائده الملحنة في اللون الملتزم كرّم روحه.
مارسيل غنّى لدرويش كما غنّى لأدونيس وأهدى معزوفة الاكورديون الى «شي غيفارا»، كما أهدى مجموعة من أغانيه الى المساجين العرب بالسجون الاسرائيلية.
بفنّه قال ما يريد وبلّغ رسائل لا رسالة، وأثبت ليلة أمس الأول أنه فنان من الطراز الرفيع والفنان إنسان أو لا يكون.
صاحب «البحرية» كان قبطانا رائدا لسفينة الأغنية الملتزمة، وخوفا عليها من أعاصير الزمن ورياحه العاصفة، ضمّنها تجربته الفنية والموسيقية، فجاء في حفله الأخير بتوزيع موسيقي جديد لجلّ أغانيه، توزيع لم يزد هذه الأغاني إلاّ جمالية وإبداعا. وما استمعنا إليه من موسيقى واستمتعنا به، يدل على بحث في مجال الموسيقى العربية والموسيقى الكلاسيكية والسمفونية.. نعم هكذا أراد مارسيل، ولعل الآلات الموسيقية العربية والغربية، خير دليل على بداية تأسيس موسيقى كونية للأغنية الملتزمة.
صاحب «ريتا» كان أروع مايسترو على الركح، وجّه العازفين بعينيه وبانتصاب قامته «روّض» جمهوره.
مارسيل عبقري في فنّه، وكما قال له درويش ذات مرة إنه أنجب عباقرة في ميدانه، فكان «بشار» ضابط إيقاع رائعا، وكان «رامي» عازف بيانو مقنعا.
نجم الأغنية الملتزمة توسّط ابنيه وفرقته الموسيقية وبعينين حالمتين بالنصر للقضايا الانسانية، كان يوجّههم أحيانا ويعبّر عن اقتناعه بمهاراتهم أحيانا أخرى، حاثا إياهم على استلام مشعل الأغنية الملتزمة في سياق عالمي وكوني.
هكذا كان فنان السلام الذي عشق «الأكورديون» منذ الصغر الى أن غطّى الشيب خصلات شعره الكثيفة لكنه لم يتنكر لريشته وعوده الذي ظلّ يعانقه في كل حفل يشتكي إليه أوجاع الفنان ومأساة الانسان.
اخيرا ..
يا مليكي .. غني ..
أنني علقت روحي نجمة في ليل شعري ...
ومضيت .... ومضيت ....
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبائي في منارتي الغالية ..
من شدة اعجابي وحبي لـ مارسيل خليفة ..
وانا اتصفح صفحات الانترنيت باحثة عن محمود درويش في اعماق مارسيل ...
وجدت هذا المقال الذي يصف حفلة
رائعة وحضور مميز وتاريخي لمارسيل والعظيم درويش
الذي اصر رحمه الله ان يحضر تغريد العصفور ...
وشدى مارسيل وصفق درويش ...
... بشعر غطّى سواده بياض الشيب.. وبعينين كساهما الخجل.. أطلّ على هضاب قرطاج منتصب القامة مرفوع الهامة في كفه الياسمين وعلى كتفه درس لكل المتطفلين..
للثورة غنّى وبالأسير تغنّى فكان هرما في ضيافة هرم هو الفنان الكبير مارسال خليفة تربع أمس الأول على عرش قرطاج ليواصل مهرجان قرطاج الدولي سهراته الراقية وأمسياته الرائقة على متن ما غنّى جبابلة الفن..
بالياسمين استقبل ضيوف قرطاج وعلى إيقاع الموسيقى الحالمة والكلمات الصادقة ارتحلوا الى عالم الحقيقة والأوجاع فغصّت بهم مدارج المسرح الأثري بقرطاج ومنذ ساعات مبكّرة من مساء أول أمس، حملتهم أقدامهم ودفعتهم أرواحهم لقطع تذكرة سفر الى ذاك الزمن الجميل يؤمّنها صوت أمين أراد أن يغني للانسان والحياة في كل زمان ومكان.. أراد أن يقول: لا للظلم والذل، لا للإهانة والاستعمار.. نعم للحق والحرية، نعم للأمل والحياة..
وحضر درويش
أمين في مشاعره صادق في إحساسه، حريص على مواعيده فكان في الموعد مصطحبا لعوده ولصديقه محمود درويش الذي كان حاضرا في تلك الليلة من خلال تلك الصورة التي ظهرت على تلك الشاشة من وراء مارسال وفرقته.. وكأن بدرويش يعود الى مسرح قرطاج بعد سنة 2005.
وعلى إيقاع القلوب العاشقة للحياة والحرية شق ظلمة المكان بخطى ثابتة وقامة منتصبة وهامة مرفوعة فاستقبله جمهوره بالتصفيق ووقف بهيبته ووقاره ليعاود الجلوس مرفوقا بلحن الوفاء وإيقاع الخلود..
صمت
كان الصمت رهيبا والأنفاس محبوسة والأصابع متشابكة تداعب خصلات الشعر كل ما تحرّرت من قيودها.. وزادها ذاك الفضاء الشاسع المنفتح على سماء الحرية رحابة فأطلقت النفوس عنانها الى الآهات على زمن اغتصبت فيه الحريات، وزاد صوت ذاك الهرم الجالس أمامهم في تأجيجها فغنّى أجمل ما كتب محمود درويش وتلك الأغنية التي لم يسمعها حتى موته «طار الحمام» وقد بدا صديقه متأثرا لرحيله ولعدم مرافقته الى قرطاج لكن مارسال خليفة يرى أن محمود درويش معه في كل زمان ومكان فغنّى له ولجمهوره «ولكل سجين عربي في السجون الاسرائيلية، ولكل سجين عربي في ا لسجون العربية» والكلام يعود إليه ونادى بأعلى صوته «منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي..» وقال «بين ريتا وعيوني بندقية والذي يعرف ريتا ينحني ويعلّي لإله في العيون العسلية».. وطلب مارسال من الصبايا ترديدها معه وطلب من الجمهور الغناء ليسمعهم ويصفّق لهم.. واستسمحهم أن يسمعوه وكان له ما أراد وتفاعل معه كل من أسعفه الحظ ووطأت قدماه ذاك المكان في تلك الليلة.
وغنّت أميمة الخليل «عصفور طلّ من الشباك» وكان ثنائيا رائعا جمع الإحساس والصدق والطرب في ليلة واحدة، ذكّرنا بالثنائي أحمد فؤاد نجم وعزة بلبع وأحلى ما ردّدا «يا هوى الأحلام يا عزّة..».
موسيقى راقية
وما زاد تلك الليلة رونقا وجمالا تلك الفرقة الموسيقية المصاحبة التي أبانت هي الأخرى على حرفية لا مثيل لها وأمتعت الحضور بباقة من الإيقاعات المختلفة غاصت بمستمعيها الى الأعماق فارتحلت بهم الى عالم الحبّ والحياة في لحظات رائقة جمعت بين زمنين، زمن رحل وولّى وزمن صنعه هؤلاء في تلك الليلة على تلك الأضواء الخافتة والأشجار المتدلية وأوراقها المسافرة على إيقاع نسمات قرطاج ورائحة ياسمينه وصومعته الشامخة من فوق هضابه.
جبل شامخ
ليلة جديدة ودرس جديد من جبابلة الفن العريق
يدوّنها التاريخ وتنحتها حجارة قرطاج
ويشهدها جمهوره الذي كان من نوع خاص
وأثبت أنه يتذوق الفن الأصيل بجلّ أعماره فأهداه
جبل لبنان أحلى السهرات وأرق اللحظات على متن
سفينة الحب والسلام وعذوبة الصوت ورقة الألحان
فكانت ليلة راقية على جميع المستويات ذكّرتنا بتلك التي
عاشها جمهور قرطاج مع الفنان العالمي شارل أزنافور
وها هو اليوم يسترجع الذكريات مع مارسال خليفة الذي أطلّ عليه
في ليلة مقمرة زادها إضاءة وألبسها حلّة الحياة والحركية
فانتعشت القلوب وتحرّرت الأجساد وتكسّرت القيود
وتناست لساعات زمنا انقلبت فيه كل الموازين
وأهدرت فيه كل القيم.. واغتصبت فيه الحياة..
هكذا كان مارسال خليفة عملاقا اعتلى ركح مسرح قرطاج في
ليلة استثنائية سوف يدوّنها التاريخ وتذكرها الأجيال.
الملاحظ أن الجمهور الوافد على حفل مارسال خليفة تميز
بالهدوء ليس أثناء متابعة الفقرات المقدمة لكن أثناء الدخول
للمسرح بالاضافة الى التنظيم التلقائي دون ردع أو طلب.
* إقبــــال
شاهدنا إقبالا مكثفا على شراء الطوابع البريدية للعصا البيضاء
(مساعدة المكفوفين) وهو ما يوحي بالحس الوطني للجمهور الزائر ليلة الحفل.
* الكوفية الفلسطينية حاضرة
البعض من الجمهور الحاضر ورغم حرارة
الطقس لبسوا الكوفية الفلسطينية مما يوحي بتضامنهم مع أبناء الشعب الفلسطيني.
* بساطــة
بعيدا عن البهرج والزينة كانت ملابس
الفرقة المصاحبة لمرسال بسيطة لكنها قدمت لونا فنيا رائعا.
* العودة الى الزمن الجميل
بين الفينة والاخرى وأثناء الانصات التام
للفقرات المقدمة نسمع صوتا متأتيا من
أحد أرجاء المسرح يشيد بالفن الراقي
المقدم حتى أن مخيلتنا عادت الى فترات أم كلثوم وعبد الحليم.
* مارسيل الموسيقار الذي لا يؤمن بالحدود: أحب» الاكورديون» وأختصّ في العود
«أحب «الاكورديون» منذ الصغر.. لكن أهلي، اشتروا لي آلة العود.. ربما لأنهاأرخص ثمن»، بهذه الكلمات عبّر الفنان مارسيل خليفة عن حبّه لآلة الاكورديون، لكنه دون قصد عبّر عن ولهه بالموسيقى وعن موهبته الفنية في هذا المجال.
فعشقه لـ»الأكورديون»، دفعه الى تلحين معزوفة في موسيقى «التانقو»، من ركح قرطاج أهداها الى المناضل الأرجنتيني الراحل «شي غيفارا».
مارسيل خليفة ظلّ يمشي «منتصب القامة» في مسيرته الفنية، وقد أثبت ليلة أمس الأول بمسرح قرطاج الأثري أنه من طينة فنية خاصة جدا ويندر وجودها، فنان لا يعترف بالحدود الجغرافية الفنية والجغراسياسية، يغني للسلام ويغنّي للانسان، والقضية الفلسطينية، وقضية الأم ومعها ظل يحنّ الى «خبز أمه» كحنينه الى توأم روحه «محمود درويش».
إلى هذا الشاعر الراحل أهدى حفله، وبقصائده الملحنة في اللون الملتزم كرّم روحه.
مارسيل غنّى لدرويش كما غنّى لأدونيس وأهدى معزوفة الاكورديون الى «شي غيفارا»، كما أهدى مجموعة من أغانيه الى المساجين العرب بالسجون الاسرائيلية.
بفنّه قال ما يريد وبلّغ رسائل لا رسالة، وأثبت ليلة أمس الأول أنه فنان من الطراز الرفيع والفنان إنسان أو لا يكون.
صاحب «البحرية» كان قبطانا رائدا لسفينة الأغنية الملتزمة، وخوفا عليها من أعاصير الزمن ورياحه العاصفة، ضمّنها تجربته الفنية والموسيقية، فجاء في حفله الأخير بتوزيع موسيقي جديد لجلّ أغانيه، توزيع لم يزد هذه الأغاني إلاّ جمالية وإبداعا. وما استمعنا إليه من موسيقى واستمتعنا به، يدل على بحث في مجال الموسيقى العربية والموسيقى الكلاسيكية والسمفونية.. نعم هكذا أراد مارسيل، ولعل الآلات الموسيقية العربية والغربية، خير دليل على بداية تأسيس موسيقى كونية للأغنية الملتزمة.
صاحب «ريتا» كان أروع مايسترو على الركح، وجّه العازفين بعينيه وبانتصاب قامته «روّض» جمهوره.
مارسيل عبقري في فنّه، وكما قال له درويش ذات مرة إنه أنجب عباقرة في ميدانه، فكان «بشار» ضابط إيقاع رائعا، وكان «رامي» عازف بيانو مقنعا.
نجم الأغنية الملتزمة توسّط ابنيه وفرقته الموسيقية وبعينين حالمتين بالنصر للقضايا الانسانية، كان يوجّههم أحيانا ويعبّر عن اقتناعه بمهاراتهم أحيانا أخرى، حاثا إياهم على استلام مشعل الأغنية الملتزمة في سياق عالمي وكوني.
هكذا كان فنان السلام الذي عشق «الأكورديون» منذ الصغر الى أن غطّى الشيب خصلات شعره الكثيفة لكنه لم يتنكر لريشته وعوده الذي ظلّ يعانقه في كل حفل يشتكي إليه أوجاع الفنان ومأساة الانسان.
اخيرا ..
يا مليكي .. غني ..
أنني علقت روحي نجمة في ليل شعري ...
ومضيت .... ومضيت ....
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]