عازف المشاعر
( شاعر
[frame="15 75"]
/
\
/
\
/
(( سمفونية ))
عازفة الكمان
__________________
الكمانُ
وترفلُ الألحانُ بالثوب المطرّزِ بابتسامتها
ووردٌ فوقَ طاولةٍ
تَعانَقَ بينَ شوكٍ
شمعةٌ تبكي أواخرَ عُمْرِها
شَجَنٌ يَلُفُّ ستائرَ الصَّمْتِ :
اعزفيني
ذَوّبي شَمْعَ المشاعرِ
أحْرقيني في البَخورِ
تَنَفَّسيني
شاردٌ فِكري
خَيالي واسعٌ / تغزوهُ أقمارٌ
وتسقطُ في خَريفِ الهَجْرِ
( أوراقاً بلا روحٍ )
أفيضي باللحونِ
وجَمِّعي فَرَحي وأحزاني وأوْزاني
مَزيجاً مِنْ رحيقِ الوقتِ
آآآآآآآآآهٍ
أسكريني بِ (( الصَّبا ))
ثُمَّ (( النَّوَى ))
هيمي بعزفكِ
أحْزنيني
خانَني بَحْري / وأشقاني سفيني
أفْرِحيني
كَيْ أرَى ( ما لا رأتْ عَيْنٌ )
ولا ( خَطَرَتْ بِبالِ ) العاشقينَ مفاتِنا
غُوصي إلى عُمْقِ المشاعرِ
أيْقِظيها مِنْ سُباتٍ يعتريها
وازرعي فيها بُذورَ النُّورِ
آآآآآآآآهٍ
أيْقظيني مِنْ هَوَى صَحْوي يُعَذّبُني
لأنّي صادقٌ في العشقِ
ما خالَفْتُ ديني
باتَ عزفُكِ يعتريني
مُدْمِنٌ عِشْقَ الجَمالِ
فأدْرِكيني
جُرْعَةً أخْرَى لأحْيا مِنْ مَواتٍ يشتهيني
***
لاحَقْتُ ( زقزقةَ ) (( الصَّبا ))
حَتَّى كَبا قَلَمي
يلُمُّ شَتاتَ حروفِ نزفِكِ
والشظايا مِنْ مشاعرِكِ الرقيقةِ
فانثُريني
بَ
عْ
ثِ
ر
ي
ن
ي
كَيْ ألُمَّ فُتاتَ ذاتي
يا فَتاتي
( وَصْلَةً ) أخْرَى
لكيْ تصلَ المراكِبُ
فالنوارسُ شاقَها تَحليقُ أشرعةِ الحياةِ
فَحَلّقي
وتَألَّقي
لا عَيْشَ لي مِنْ دونِ عَزْفِكِ
( ضاحِكاً أوْ باكيا )
***
أطْلِقْ يَدَ الميناءِ
يا بَحْرَ المَواجِعِ
طابَ في الإمساءِ جُرْحي
إذْ يَموجُ النّورُ في حَقْلِ المياهِ
تَكَسَّري يا رَوْعَةَ الألوانِ
في الأفراحِ / في الأحزانِ
في كأسِ الصَّبابةِ
صُبَّني راحاً لأفواهِ المِلاحِ
ورُشَّني عِطْراً سَعَى بينَ النُّهودِ
لَقَدْ صَبَوْتُ إلى الطفولةِ شاكيا .
***
يا لَيْتَني ما عِشْتُ بَعْدَكِ يا حَبيبَةُ
مُذْ رَحَلْتِ
وأقْفَلَ الإخلاصُ قلبي دونَ كُلّ الفاتناتِ
تَمايَلي في ذي اللحونِ
تَبَخْتَري بملابسِ الإبداعِ
جودي بالتَّعَمُّقِ في الشُّجونِ
لأنتَشي
***
خَمْرِيَّةَ الخَدّيْنِ :
لَوْ أصْغَى لَكِ النيلُ الجَميلُ
لَكانَ تاهَ عَنِ الزوارقِ
والنَّمارِقِ
والخيولِ / تجيشُ ... شَرَّدَها الصَّهيلُ
هذا ...
ودجلةُ والفُراتُ يُحَدّثانِ
عَنِ انبعاثِ هَواكِ
أغْمِدَتِ السيوفُ
وقامَ يَحْرُسُها الصَّليلُ
تَرَنَّمي
حتَّى أنامَ على صَدَى خَريرِ الماءِ
في ( بَرَدَى )
هاتي منَ ( اليرموكِ ) غُبارَ معركةِ ( الملوكِ )
تَساقَطَتْ راياتُهُمْ قُدّامَ جَيشِ الحَقِّ
وانْتَحَرَ الدَّخيلُ
***
رِقّي قليلا
كَيْ أرَى أرَقي تُراقُ دماؤهُ
ويقومُ / ينتصَبُ النَّخيلُ
وَواحَةٌ تُؤْتي ثِمارَ حَنانِها
في هَجْمَةِ الصحراءِ تودي بالظباءِ
تَرَفَّقي !!
كَيْ لا يَسومَ سَرابُها جَسَدي بسوءِ خِداعِهِ
عَطْشَى عُروقي للأصالَةِ
حينَما تَجْتاحُ ( شَرْقَ الأرضِ )
تَجوبُ
تَعْصِفُ
أوْ ... تَقيلُ
***
هَلْ جاوَزَ العزفُ احتراقي وانطفائي !؟
هَلْ تَعِبْتِ مِنَ التَّأمُّلِ في مَدَى عَبَثي
فَكانَ المُستحيلُ !؟
كَفَى !!
هَيّا نُجَفّفَ دَمْعَنا بالهَمْسِ !!
( مَجْرانا طَويلُ )
كَفَى ..... استَريحي
إنَّ هذا العُمْرَ بالسَّلْوَى بَخيلُ !!!
تَرَنَّمي
حَتَّى ينامَ الهَمْسُ
ضُمّيني إلى الصَّدْرِ المُعَذَّبِ واهْدأي !!!
مَنْ يُدْرِكُ الأشواقَ مِثْلُكِ !؟
أدْرِكيني !!!
***
الآنَ تحترقُ الورودُ
تَشَوُّقاً لعبيرِ شَعْرِكِ
أدْرِكيها بالعَبيرِ !
***
عَرِيَتْ شَواطِؤنا
لأنَّ حُسْنَكَ لَمْ يَدَعْ ثَوْباً لها
يَكْسو شَفافِيَةَ المياهِ
تَخَلَّتِ الأصدافُ عَنْ أسرارها
تَحْكي عَنِ الياقوتِ والمَرْجانِ
يَخْتَصِمانِ فيكِ
تَرَبَّعي / حوريَّةً فَوْقَ المَشاعرِ والخَواطِرِ
أدْرِكيني عاشقاً أعْماقَ شَدْوِكِ
وارتقاءَكِ في الضَّميرِ
هَيْمانُ / عَزْفُكِ يَعْتَريني
***
سَتَمُرُّ قافِلَةُ البَلاغَةِ
تَرْتَجي منكِ التَّوَقُّدَ والتَّوَهُّجَ
واشتعالَ الحَرْفِ في ( السَّهْلِ / العَسيرِ )
فاوْقِديها !!
عَلِّميها كَيْفَ تَخْتَرِقُ المَجالَ
بثوْبِ روْعَتِكِ ( الهُلامِيِّ ) / الجَميلِ
***
زَبَدُ الهُمومِ
ورَغْوَةُ الذّكْرَى
وآلافُ القصائدِ
واحتراقُ الماءِ
هَلْ تَكْفي لفتْحِ قلبِ حَبيبَةٍ
تَشْتاقُني نَبَضاتُها !!؟
***
أنا عازفُ الأشجانِ
ألْحاني تُسافِرُ في بِحارِ عَواطفي
الآنَ أهْوَى عَزْفَكِ الشاكي
ونَجواكِ
اعزفيني
كَيْ يَطولَ هُيامِيا
***
(( يا ليلْ ))
(( يا عين ))
تَختالُ أشرعَةُ المَراكبِ
ها هوَ الشَّفَقُ المُجَرَّحُ
يَحْتَفي بالشمسِ تبكي جُرْحَهُ
( كَرَزاً ... ووجْهَ البُرتقالِ )
أعيدي عَزْفَكِ الحَيْرانَ
بينَ مَراكبِ الأفراحِ والأحزانِ
زيديني شَرابَ الروحِ
في الشَّجَنِ الأصيلِ
وأبْدِعي
***
نستقبلُ الليلَ
وفي حِضْنِ المَساءِ حَمائمٌ
رَقَدَتْ على لُغَةِ الهَديلِ
فأقْبِلي !!!
كيْ نبدأ السَّهَرَ الطويلَ بلَهْجَةٍ أخْرَى
تُمازِجُ بَيْنَ ضَحْكَتِنا ودَمْعَتِنا
وهمْسِ الشِّعْرِ في النَّغَمِ العَليلِ
أنا عاشقٌ مُنذُ اقترانِ الحَرْفِ بالوَتَرِ (( المُدَوْزَنِ ))
فاعْذُريني ... واعزفي
حتَّى يقولَ الليلُ :
(( إنّي أكْتَفي ))
*****
/
\
/
[/frame]/
\
/