(أسطورة الجاثوم )للمبدع د. ( أحمد خالد توفيق ) ..

الببر

كاتب جيد
[imgr] [/imgr]

أسطورة الجاثوم عبارة عن عددين من (سلسلة ماوراء الطبيعة) : 28- أسطورة آخر الليل و 29- أسطورة الجاثوم . في هذه الرواية لا يقوم د . ( رفعت اسماعيل ) بأي نشاط . فهذه الرواية عبارة عن خطاب يقرأه د . ( رفعت ) لشخص يرمز لنفسه بالحرف ( ه ) . يحكي فيه تجربة مريعة له مع كيان كابوسي يدعى الجاثوم الذي يحاول الخروج من عالم الكوابيس الى العالم الحقيقي . وعن نوع من أنواع السحر الأسود . ولكن لماذا يحصل كل ذلك مع ( ه ) بالذات ؟؟؟
- ملاحظة : إن د . ( رفعت اسماعيل ) عجوز تجاوز السبعين من العمر . ولكن القصص التي يرويها حدثت له في مرحلتي الشباب والكهولة . و هو لا يرويها حسب ترتيب معين ..

غلاف ( أسطورة آخر الليل ) الجزء الأول :
اليوم نقدم لكم موضوعا مسليا الى حدّ ما : الكوابيس التي تترك في فراشك أثرا ماديا مؤكدا .. مشعلا – على سبيل المثال – أو مفتاحا أو يدا مبتورة ..، وهذه الظاهرة لا تحدث إلا آخر الليل حين يظل النهار بمنأى عنك ..
لكنك تتعلق بالأمل في أن يجيأ سريعا !
غلاف ( أسطورة الجاثوم ) الجزء الثاني :
إنه نداء عبر الأجيال .. عبر الأزمان .. عبر الآباد .. يدعوك الى أن تكون هنا .. والكابوس الذي كانت أوصالك ترتجف منه صار حقا .. انها قصة شنيعة عن الكوابيس ، وهواة تعذيب الموتى ، والبقاء وحيدا في قصر فسيح مظلم يجول فيه كيان مريع .. إنها قصة عن الخوف حين يصير ملكا ….

-الفصل الثاني – مجرد كابوس آخر .. ( أسطورة آخر الليل ) صفحة 11
الجاثوم : (incubus( روح شريرة يُفترض أنها تنام فوق الأشخاص في أثناء نومهم ، كابوس ، شخص يثير الرعب ككابوس ..
} قاموس وبستر الشامل{
*******************************************************************
عزيزي د . ( رفعت ) ..
هذا ماتقوله المعاجم اللغوية عن الجاثوم .. وعلى قدر علمي فان الجاثوم جزء من معتقدات العقل الغربي ، فلا مجال له في تراث المتحدثين بالعربية .. وان كان يمكن فهم جذور هذا المعتقد بسهولة .. فالكابوس يجيئنا ونحن نيام – على ظهورنا غالبا – بمعدة ممتلئة تضغط على الحجاب الحاجز ، وتشعرنا بالاختناق .. فنئن في نومنا ، وتحتشد حبات العرق على جبيننا ..
ثم نصحو صارخين فنقول اللفظة الشهيرة :
- ( شعرت كأن ثقلا يجثم على صدري .. )
و أمامي - وأنا أكتب هذه السطور- لوحة من القرن السابع عشر ، تمثل امرأة نائمة على ظهرها ، و الألم على ملامحها .. بينما يجلس كائن شيطاني في حجم القرد الصغير على صدرها .. وعيناه تشعان شرا ..
اللوحة مرسومة بالحبر الأسود ولا ألوان فيها .. مما يعطيها كلها طابعا مقبضا كئيبا .. ولا شك عندي انها محاولة بارعة لتخليص لفظة ( الجاثوم ) ..

[imgr] [/imgr]

إن الكوابيس مريعة ..
و أشنع مافيها أننا نكون عاجزين فيها عن اتخاذ ردّ فعل صائب .. فلا سيطرة لنا إطلاقا على شخوصنا في الأحلام ، لكننا نحتفظ بخوفنا عليهم وقلقنا من أجلهم ..
*********************************************************************
الآن دعنا نقم بالتعارف الذي تأخر بعض الوقت ..
الاسم : ( ه ) ..
السن : ثلاثون عاما أو نيف وثلاثون ..
المهنة : مدرس رياضيات ..
الحالة الاجتماعية : متزوج لكني لم أنجب بعد ..
سمات خاصة : لاشيء يميزني . فليس في وجهي جمال مميز ولا قبح مميز .. إن وجهي من تلك الوجوه التي هي غطاء للجمجمة لا أكثر .. كما انك لا تستطيع تذكره أبدا مالم أكن أمامك ..
ولكني – ولا فخر – أعتبر نفسي أذكى شخص عرفته .. ويضايقني كل هذا الحشد من الأغبياء الذين عليّ التعامل معهم ، منذ أن أدير وجهي لمرآة الحلاقة في الصباح .. وحتى أراها من جديد في المساء حين اغسل أسناني انني أعرف كل ما سيُقال أمامي منذ أن يُذكر أول حرفين من الجملة .. و أتنبأ بنهاية النكتة قبل أن تنتهي .. و أعرف مصير كل علاقة ما إن تبدأ .. لهذا وجدت في الرياضيات الحل الأمثل للسعادة .. ووجدت في المعادلات سلام روحي السرمدي كما قالها ( برتراند راسل ) من قبل ..
العنوان : (……….) – القاهرة .
و الآن تعرف عني ماتعرفه أمي وزوجتي .. وما يعرفه خير صديق لي ( إن كان هناك حقا شيئا كهذا ) .. يمكنني إذن أتحدث في شأن قصتي ..
*********************************************************************
آخر الليل .. آخر الليل .. !
و النعاس شراك عنكبوت تتخبط فيها كذبابة غير راغبة في الإفلات .. ودفء الفراش الجميل .. ربما صحوت بتلك الحاجة الحارقة تمزق مثانتك فتهرع – ثملا مترنحا – إلى الحمام . . ثم تعود الى الفراش لتندسّ تحت الأغطية شاعرا بأن الحلم لم ينته بعد ، و يمكن استكماله دون جهد ..
نظرة عابرة إلى أرقام المنبه الفوسفورية وسط السواد المتجانس المريح ، تخبرك أنها الرابعة صباحا .. و صوت ( التك تك ) الرتيب المطمئن يخبرك أن دورة الزمن مستمرة بثقة .. وأن حركة الأفلاك منتظمة .. و أن الغد قد جاء .. فلاتقلق ..لا تقلق ! وفي الحلم تقال أشياء وتحدث أشياء .. هأنذا .. اني أقف في العراء وسط الرياح .. و القصر المهجور أمامي .. هذا المشهد يتكرر كثيرا .. أم لعلها المرة الأولى ؟ في الأحلام يغدو مستحيلا أن تجزم بالحقيقة ..
شيء ما في مشهد القصر يقول لي : ألا أدخل .. يقول أن أفرّ كأنما الجحيم ورائي .. لكنك تعرف مايحدث في الكوابيس .. لابد أن يحدث المحظور .. ولا قدرة لك بتاتا على التحكم في سلوك أبطال الكابوس ..
أفتح عينيّ لحظة لأرى ظلام الحجرة ، والحدود الخارجية لزوجتي النائمة تغط على بعد سنتيميترات .. أعرف أن هذا حلم .. لكن الصباح مازال بعيدا وأنا لن أصحو قبل الثامنة .. فلأستمتع إذن بهذه المغامرة مادمت سأصحو لأجد أنني في الفراش الدافء تحت الأغطية كما أنا .. و أغمض عينيّ من جديد ..
أرقى درجات القصر و أزيح الباب الخشبي العملاق .. من المنطقي أن يحدث صريرا لكنه لايفعل .. في الداخل يكسو الغبار والعنكبوت كل شيء .. لكنني أتقدم في إصرار ، وقد بدا علي كأنني أعرف ما أريد بالضبط ..
هناك حجرة .. حجرة في نهاية الرواق الذي أمشي فيه .. كل شيء يقول لي ألا داعي لفتح بابها .. لكن شخصي في الحلم يتقدم .. يتقدم .. ثمة مفتاح في الباب .. مفتاح غريب الشكل عملاق يمتلىء بتلك الزخارف التي تمثل الماضي .. الماضي الذي كان الناس يملكون الوقت والبال الرائق لعمل هذه المنمنمات ..
أولج المتاح في القفل ، و أشعر بعناده وثقله .. لكنه يستجيب في النهاية .. وينفتح الباب بصرير طويل هذه المرة .. كان ينتظرني بالداخل .. من قرون طوال كان هاهنا .. ولم يضايقه أحد لكني كنت الأول .. وبالتأكيد سأكون أول آدميّ يراه منذ قرون .. ولكنه سيكون آخر مخلوق أراه في حياتي .. كيف كان يبدو ؟ لا أذكر بالتأكيد .. فقد كان المناخ ضبابيا غريبا .. و الأحلام تكتفي بالانطباع العام غالبا دون ذكر التفاصيل ..
فقط كان غاضبا وكنت أنا في حالة يرثى لها من الهلع .. ركضت نحو الباب .. آه ! هذا هو مايتكرر في الكوابيس دوما .. إن قدميّ تزنان أطنانا ، و حركاتي بطيئة غبية تثير استفزاز من يرى المشهد .. حتى الصراخ عسير يخرج واهنا من حلقي لايكاد يُسمع .. بصعوبة عبرت الباب ، وأدرت المفتاح في القفل ودسسته في جيبي ، ثم رحت أركض – بالسرعة البطيئة – محاولا الفرار من هذا المكان المشؤوم ..
باب القصر .. لم تبقى سوى بضعة امتار و .. الشمعدان الفضي .. الستار الممزق .. لوحة جدارية مغبرة تظهر فارسا يغرس رمحه في صدر أسد .. العناكب و .. قلبي يكاد أن يتوقف .. ال ..
لكن الشيء كان ينتظرني .. ويقطع عليّ الطريق .. كيف خرج من محبسه ؟ لا أفهم .. ربما كان هناك باب خلفي أو .. هل يوجد منطق للكوابيس ؟ إنه هنا وكفى .. من المستحيل أن أفرّ منه بهذه الانعكاسات البطيئة .. إذن أصرخ .. وفي هذه المرة نجحت الصرخة في مغادرة حلقي ..
الغوووو …….
**********
…. ووووث !!
ثم هذا المشهد التقليدي : أنا أصحو من النوم صارخا .. و زوجتي تنهض مذعورة تتساءل عما هنالك ..
و بعد ثوان أدرك أنني في الفراش و ألا وحوش هناك تنوي التهامي .. و أسمعها تبسمل .. و تهرع – في الظلام – إلى المطبخ .. ثم تعود لي حاملة كوبا من الماء .. ألهث و أمسح العرق عن جبيني ، و أفتح زرا من أزرار منامتي كي أتيح للسعة البرد أن توقظني .. و اغمغم بالعبارة الشهيرة :
- ” كان كابوسا مريعا .. كأن أحدا كان يجثم على صدري .. “
- ” اللهم اجعله خيرا .. “
- ” رأيت أن … “
رفعت يدها في حزم - كأية زوجة مصرية بنت مصرية – تمنعني من الاسترسال ، قائلة في لهجة لا تناقش :
- ” صه ! لا تحكه و إلا تحقق … “
فابتلعت ريقي وتدثرت تحت الغطاء ، وجسدي كله مازال يرتجف من فعل الكابوس .. رائحة الغبار في القصر مازالت في أنفي ، وملمس المفتاح البارد ونسيج العنكبوت على ذراعي ..
- ” تصبح على خير … “
- ” هم م م م ! “
قلتها وعدت اذوب في عالم الظلام ، حيث الفارق بين الموتى و الأحياء هو ذبذبة في رسم المخ الكهربائي .. إن النوم هو بروفة ممتعة للموت . موت يمكن العودة منه دون جهد .. وهذا ما يعطيه جاذبية كجاذبية مشاهدة أفلام الرعب ، أو ركوب القطار الأفعواني في مدينة الملاهي .. لكني لم أر القصر ثانية في هذه الليلة ..
***************
في الثامنة صباحا نهضت من النوم ، وقمت بالأعمال التقليدية التي تصاحب الاستيقاظ .. ثم شرعت أحلق ذقني أمام المرآة .. إن المدرس يجب أن يكون حليق الوجه مهما كانت حالته النفسية .. قليل هم المحظوظون الذين يُسمح لهم بترك ذقونهم غير حليقة حين يشعرون بإرهاق أو إكتئاب .. كنت أتفقد سمات وجهي .. و أستعيد الشعور بأنني لم أرى قط كابوسا أشد وضوحا من هذا ، حتى ليوشك أن يكون رؤيا ..
في غرفتي انتزعت الجزء العلوي من منامتي ، توطئة لارتداء ثياب الشارع .. حين سمعت صوتا معدنيّا
غريبا .. لقد سقط شيء من جيب السترة .. انحنيت باحثا عنه فوجدته ..
كان مفتاحا معدنيا مليئا بالزخارف .. يعود إلى الماضي الذي كان الناس يملكون فيه الوقت والبال اللذين يسمحان بعمل هذه المنمنمات !
*****************
( نهاية الفصل الثاني )
[imgr] [/imgr]

[imgr] [/imgr]
 

ملائكة الحب

مُديّرْ المُنتَدىَ
رد: (أسطورة الجاثوم )للمبدع د. ( أحمد خالد توفيق ) ..

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 

الببر

كاتب جيد
رد: (أسطورة الجاثوم )للمبدع د. ( أحمد خالد توفيق ) ..

ملائكة الحب
أسعدني مرورك
دمت بخير ..
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: (أسطورة الجاثوم )للمبدع د. ( أحمد خالد توفيق ) ..

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
تلك الرواية اضيفت للمفضلة

اشكرك البير

كن بخير دائما
تحيتي
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

الببر

كاتب جيد
رد: (أسطورة الجاثوم )للمبدع د. ( أحمد خالد توفيق ) ..

شكرا أختي الكريمة الاهتمام ...

و اسعدني أن الرواية حظت بإعجابك ..
 

أبو شهد

كاتب جديد
رد: (أسطورة الجاثوم )للمبدع د. ( أحمد خالد توفيق ) ..

[align=center[size=4]]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته / أخي البير يعطيك العافية على [/size]

هذه القصة التي أجادت بها قريحة الدكتور رفعت و الذي من كثر ما قراءت

أساطيره بات لي شخص عزيز أفرح عند ذكر أسمه أو التحدث و مناقشة

قصصه ، ومن منارتنا المحبوبة أوجه الشكر للدكتور أحمد خالد توفيق و ما

هو الجديد في أصداراته في سلسلة الدكتور رفعت أرجو إفادتي بالجديد من

عنده علم بليز وشكرا [/align].
 

الببر

كاتب جيد
رد: (أسطورة الجاثوم )للمبدع د. ( أحمد خالد توفيق ) ..

[align=center[size=4]]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته / أخي البير يعطيك العافية على [/size]

هذه القصة التي أجادت بها قريحة الدكتور رفعت و الذي من كثر ما قراءت

أساطيره بات لي شخص عزيز أفرح عند ذكر أسمه أو التحدث و مناقشة

قصصه ، ومن منارتنا المحبوبة أوجه الشكر للدكتور أحمد خالد توفيق و ما

هو الجديد في أصداراته في سلسلة الدكتور رفعت أرجو إفادتي بالجديد من

عنده علم بليز وشكرا [/align].

أولا أخي أسعدني كثيرا أن يرد أحد ( أخيرا ) قراء رفعت اسماعيل على الموضوع ..و أنا نشرت هذا الموضوع سابقا باسم الوشق و ناقشنا أعمال الدكتور فيه ..سأذكر لك آخر خمس أعمال للدكتور في سلسلة ماوراء الطبيعة :70 - الحلقات المنسية 71 -أسطورة الظلال 72- أسطورة الطوطم 73 - أسطورة شبه مخيفة 74 - أسطورة أغنية الموت . هناك الكثير من السلاسل الجديدة للدكتور ز و كتب غرائبية . و أول موسوعة عملاق بأدب الرعب في اللغة العربية ..تحياتي ..
 

مواضيع مماثلة

أعلى