ماهو تفسيرك أنه هناك خريجي في اللغة الانجليزية لكنهم لايتقنون ابدا تكلمها

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
الحل
لعلّك بهكذا سؤال لست ممن درسوا اللغة الإنجليزية أو أي لغات اخرى، لذا إليك إجابتي كإحدى خريجين تخصص اللغة الإنجليزية وآدابها.
أنا وقد درست هذه اللغة في جامعتين إلى جانب القليل من اللغة الفرنسية؛ وجدت أن الوظيفة الحقيقية للجامعات وما يساويها من مؤسسات تعليمية أخرى هي وضع الطالب على الطريق الصحيح ليجد وسيلة تعلم اللغة التي تناسبه. وهنا سيتردد السؤال التالي في ذهنك: بِماذا يستهلك طالب اللغات وقته في الجامعة إن كان تعلم اللغة جهدًا شخصيا؟ ما لا يعرفه الكثيرون أن علوم اللغة - الإنجليزية وغيرها- كثيرة. فمثلا؛ هناك ما يسمى بعلم الصوتيات، وعلم الصرف، وعلم الدلالة، وعلم اللغة الإجتماعي وغيرها الكثير. هنا يكمن دور المؤسسات التعليمية بتدريس وتبسيط هذه العلوم، بالإضافة إلى مساقات أخرى تثري معرفة الطالب باللغة التي يتعلمها،...

أسيل

كاتب جيد جدا
لعلّك بهكذا سؤال لست ممن درسوا اللغة الإنجليزية أو أي لغات اخرى، لذا إليك إجابتي كإحدى خريجين تخصص اللغة الإنجليزية وآدابها.
أنا وقد درست هذه اللغة في جامعتين إلى جانب القليل من اللغة الفرنسية؛ وجدت أن الوظيفة الحقيقية للجامعات وما يساويها من مؤسسات تعليمية أخرى هي وضع الطالب على الطريق الصحيح ليجد وسيلة تعلم اللغة التي تناسبه. وهنا سيتردد السؤال التالي في ذهنك: بِماذا يستهلك طالب اللغات وقته في الجامعة إن كان تعلم اللغة جهدًا شخصيا؟ ما لا يعرفه الكثيرون أن علوم اللغة - الإنجليزية وغيرها- كثيرة. فمثلا؛ هناك ما يسمى بعلم الصوتيات، وعلم الصرف، وعلم الدلالة، وعلم اللغة الإجتماعي وغيرها الكثير. هنا يكمن دور المؤسسات التعليمية بتدريس وتبسيط هذه العلوم، بالإضافة إلى مساقات أخرى تثري معرفة الطالب باللغة التي يتعلمها، فبالتأكيد لا يكفي أن يكون متحدثًا بها فقط.
ثم يأتي دور الطالب بمساعدة نفسه على اكتساب المفردات الجديدة من هذه العلوم وتوظيفها. إلى جانب المساقات التي تُعنى بتنمية وتحسين قدرات الطالب على الإستخدام القواعدي الصحيح لما تعلمه من كلمات وعبارات. إن من المستحيل أن يستطيع المعلم أن يغطي اللغة كاملةً من مفردات مستخدمة وعبارات وتلقينها للطالب، ومن ثم تعليمه كيفية استخدامها وما إلى ذلك. لذا أكرر أن المعلم يكتفي بإرشاد تلامذته إلى طريقهم المناسبة لإغناء قاموسهم.
من المهم أيضًا توضيح فكرة أن اللغة التي يتكلم بها أصحاب اللغة الإنجليزية مثل سكان أمريكيا وبريطانيا؛ تختلف إلى حدٍ ما عن ما يتعلمه الطالب في الجامعة. فما تحمله المناهج التعليمية هي اللغة الإنجليزية الرسمية وليست لغة العامّة (العاميّة). لذا، هنا مصدر آخر لتعلم المحادثة المحكية؛ عن طريق الإنخراط في جماعات يملك أفرادها جنسيات مختلفة مثلًا ويتبادلون الحديث ببساطة، أو المشاركة في برامج التبادل الثقافي التي لها أكبر الأثر والنتائج. وهذا دليل آخر أيضًا على أنه من الخطأ اعتماد الطالب كليا على معلميه وعلى الجامعة فقط، ومن ثم إهمال مجهوده في المحاولة.
ودعونا لا نهمل ذكر تقصير بعض المعلمين في ما يهبون من علم لطلابهم. فالكثير منهم يتبع أسلوب التلقين فقط. فترى الطالب لا يكاد ينتهي من الحفظ الطويل دون استيعاب ما تحمله هذه النصوص من قواعد إملائية ومفردات مستخدمة في حياتنا اليومية. لذا تجده يغفل ويخسر الكثير. إضافةً إلى تقصير ذات الطالب في المحاولة الجّاهدة لتعلم تكلّم هذه اللغة لا فقط تحصيل شهادة ما هي إلا أكوام من المعلومات لا تغني ولا تسمن إن وَجد نفسه يومًا في محادثة عادية يتبادل أطرافها كلامًا يوميًا لا أكثر.
لذا إن تفسير الضعف الشديد لطلاب اللغة الإنجليزية في مهارة المحادثة هي الصورة النمطية المأخوذة عن دور كل من الطالب والأستاذ الجامعي. فما زلنا نرى ذات الأساليب التعليمية التقليدية، وما زلنا لا نجد شغف التعلم وتنمية العقلية اللغوية لدى الطلاب. وفي ظل ما نراه من حاجة للّغة الإنجليزية في يومنا هذا، ألا ترى عزيزي القارئ أننا بحاجة للعمل على تصحيح هذا الوعي أخيرًا؟
 

مواضيع مماثلة

أعلى