دبلوماسيون: شركاتنا لن تستثمر بإيران بعد عودة الاتفاق النووي

حتى لو عاد الاتفاق النووي لا توجد شركات تود الإستثمار في إيران بسبب الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وحالة عدم اليقين الذي ضربت الشركات الأوروبية التي رضخت للتهديدات الأميركية بفرض عقوبات عليها، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" Financial Times الأميركية.

وحذر دبلوماسيون غربيون من أنه من غير المرجح عودة الشركات الغربية الكبيرة التي غادرت السوق الإيرانية 2018 بشكل سريع، حتى لو تم رفع العقوبات.

وعندما بدأت المفاوضات النووية الإيرانية مع القوى العالمية لأول مرة في عام 2013، كانت الفنادق والمطاعم في العاصمة طهران مليئة برجال الأعمال الأجانب المتحمسين للاستفادة من سوق لم يستثمر فيها أحد.

وقال أحد المديرين في شركة غريفون كابيتال Griffon Capital: "في هذا المكتب في عامي 2014 و2015، تلقينا صفًا طويلاً ممن أطلقنا عليهم سياح الأعمال الذين كانوا يقدمون لنا أنواعًا مختلفة من الأعمال، مثل إدارة الأصول والأسهم الخاصة وغيرها لكنا توقفنا عن عقد الاجتماعات لأن الأمر كان يتحول إلى جنون"، وفقا لما أوردته الصحيفة.

لكن الاتفاق النووي الذي تم الاتفاق عليه في عام 2015 انهار تقريبًا بعد 3 سنوات عندما تخلت عنه الولايات المتحدة وفرضت عقوبات حدت من التجارة مع إيران. ونتيجة لذلك، قامت شركات "توتال" Total الفرنسية، وإيرباص Airbus، وبيجو Pigeot، وبوينغ Boeing الأميركية بسحب اتفاقيات مع طهران بقيمة مليارات الدولارات.

وبينما وعد الرئيس المنتخب جو بايدن بإحياء الصفقة، بشرط عودة إيران إلى الامتثال الكامل، فإن الشركات هذه المرة أصبحت أكثر حذراً، وهناك الكثير من عدم اليقين، خصوصا مع إحجام إيران عن توسيع المحادثات النووية لتشمل سياساتها العسكرية والإقليمية.

ويتذكر رئيس الأعمال في غريفون كابيتال Griffon Capitalأن الشركة أعادت شراء بعض أسهم شركائها الأجانب عندما غادروا، ويضيف: "بدأ المستثمرون في الاقتراب منا ولكن بحذر ونحن أيضا حذرون.. كلا الجانبين يأخذان وقتهما ولم يعودا يحلمان بما يمكن أن يفعله الاتفاق النووي". وأضاف: "لم يعد الناس يعتقدون أن أبواب إيران ستفتح وستأتي الشركات الأجنبية الكبيرة".

ووفقًا لكبار الدبلوماسيين الغربيين، من غير المرجح أن تعود الشركات الكبيرة التي غادرت عام 2018 بسرعة. وأوضحوا أن القلة التي بقيت ولكن تم تقليص حجمها ستزداد إذا حصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة.

ويضيف التقرير: لقد بقيت بعض الكيانات الأجنبية ودخلت في شراكات مع مستثمرين إيرانيين وأتراك، لكنها وجدت منذ ذلك الحين أنها لم تكن قادرة على إعادة أرباحها إلى الوطن بسبب العقوبات، وبدلاً من ذلك أعادت الاستثمار والتوسع في إيران.

وقال أحد رجال الأعمال الذين يتعاملون مع إيران والشركات الأوروبية: "يسافر العديد من رجال الأعمال حاملين حقائب مليئة بالنقود يمكنك التعامل مع هذا الموقف لبعض الوقت لكنه غير مستدام".

وفي الوقت نفسه، بينما نما الاقتصاد العالمي، ظل الاقتصاد الإيراني ثابتًا إلى حد كبير، كما قال مدير في شركة غريفون كابيتال. من الناحية النسبية، كانت القيمة الاستراتيجية لسوق إيران في عام 2005، على سبيل المثال، أكبر بكثير مما هي عليه اليوم. كانت الأعمال التجارية التي تبلغ قيمتها مليار دولار في إيران فرصة مربحة لبنك أوروبي كبير منذ سنوات، لكنها الآن ربما لا تستحق المخاطرة.

وفي الشهر الماضي، حضرت حوالي 100 شركة إيطالية في قطاعات التكنولوجيا والآلات والبنوك ندوة عبر الإنترنت نظمتها غرفة التجارة الإيطالية الإيرانية في روما وفقًا لأحد المشاركين. وقال أحد الحاضرين: "أظهرت الشركات رغبة كبيرة في زيادة أو بدء أعمال تجارية جديدة [في إيران].. لكن الرسالة من المصرفيين الإيطاليين كانت واضحة: أيها الرجال لا يمكننا دعم تجارتكم ما لم يكن هناك ضوء أخضر من قبل الإدارة الأميركية".

ومع بلوغ التضخم نحو 50% وبطالة الشباب بنسبة 16.9% وانهيار الريال، تضرر الاقتصاد الإيراني بشدة من جراء العقوبات، كما حدث مع المصدرين الغربيين الذين حل محلهم الصينيون في كثير من الحالات.

وحذر رئيس الأعمال في غريفون كابيتال من شبح العقوبات بالقول: "لا ينبغي أن نستيقظ في الصباح مع الكثير من التوتر بشأن عقوبات جديدة أو حتى احتمال نشوب حرب".وأضاف رئيس الأعمال: "فيما يتعلق بالعقوبات، يبدو الأمر وكأن ورمًا كبيرا في جسمك قد توقف فجأة عن النمو وهذه أخبار جيدة ولكن لا يزال لديك هذا السرطان في جسمك ولا تعرف كيف سيتصرف".
 
أعلى