نهر بردى

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
  • البلد : سوريا ,دمشق



نهر بردى

الوصف التاريخي :

• ارتبط اسم نهر بردى بمدينة «دمشق» ، وكان للنهر كبير الأثر في حضارة المدينة عبر العصور، تغنّى به العديد من الشعراء قديمًا وذُكر في الكثير من المراجع التاريخية لأهميته ويقول المؤرخ ابن عساكر أن نهر بردى كان يعرف قديمًا باسم «نهر باراديوس» اي بمعنى نهر الفردوس ، واطلق عليه الاغريق اسم «نهر الذهب» .

• ذكر نهر بردى في الكتاب المقدس التوراه وفي مراجع تاريخية كثيرة ويوجد لوحات فسيفساء تاريخية تبين نهر بردى مارًا بين منازل دمشق.

• للنهر أهمية تاريخية كبيرة وقامت على ضفافه أحداث هامه منذ فجر التاريخ .

الوصف العام :

• ينبع من بحيرة «نبع بردى» في جنوب «الزبداني» على سلسلة الجبال السورية شمال غرب دمشق ويصب في بحيرة «العتيبة» جنوب شرق مدينة دمشق مارا بمدينة «دمشق ودمشق القديمة والغوطة».

• يسير بعدها متعرجًا بضعة كيلو مترات حتى مزرعة التكية ، حيث يدخل في وادي عميق شديد الانحدار شهير باسم «وادي بردى» .

• يتابع سيره حتى يدخل مدينة دمشق عند الربوة بعد أن تكون تفرعت منه ستة فروع، حيث تعبر هذه الأنهار الصغيرة أو الأقنية خانق الربوة على مناسيب مختلفة .

• يمر نهر بردى في 13 بلدة ومصيف وتنتشر على جانبي النهر المنتزهات والفنادق والمطاعم والمقاهي وأماكن النزهة الشعبية والبساتين ويسير بجانب سكة القطار وطريق المصايف ويدخل إلى دمشق مخترقًا المدينة العريقة وصولًا للغوطه المحيطة بالمدينة ليروى بساتينها ويجعلها جنة خضراء .

• تعتبر غوطة دمشق من اخصب البقاع ، ويصب النهر في بحيرة العتيبة جنوب شرق مدينة دمشق وبسبب انخفاض مستوى المياه الجوفية في المنطقة انخفض منسوب المياه في النهر كثيرا منذ التسعينات وبعد ازدياد العناية بمجرى النهر في السنوات الأخيرة عادت غزارة المياه للنهر في بعض المناطق ولوحظ صفائة ووجه الجميل وخاصة في دمر والربوه وتبذل جهود كبيره حاليا لرفد النهر والعمل على اعادته إلى ما كان عليه في السابق.

الوصف المعماري :

• عمد الإنسان إلى تفريع نهر بردى إلى تلك الفروع قبل خانق الربوة. ليطوّق الأراضي الممتدة على طرفي النهر بأقنية دائمة الجريان، وليتمكن من الانحدار من أعلى نقاط ممكنة ويروي بالراحة، أكبر مساحات من الأرض.

• هذه الأقنية بنيت قبل ما يزيد على عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، بنيت بأدوات حفر بسيطة، وهي ما تزال تحتفظ في باطنها بتراثٍ حضاريٍ هام، وتدل على مقدرة الإنسان الذي سكن تلك المنطقة وأقام منظومة مائية مازلنا نستخدمها ونستفيد من مياهها.

• هكذا فإننا نجد قناتين (فرعين) على الضفة اليمنى (لمجرى النهر) ومثلهما على الضفة اليسرى للنهر، وهي أقنية معلّقة على سفحي الجبلين اللذين يشرفان على نهر بردى، فهي موازية للمجرى الأصلي لنهر بردى.

• القناتان الممتدتان على السفح الأيمن للجبل هما قناة «المزاوي» وقناة «الداراني»، وتنقلان مياه بردى إلى «روابي المزة»، وتمكنان من زراعة الأشجار المثمرة وذلك قبل أن تصبح المزة ضاحية سكنية لدمشق.

• أما القناتان الممتدتان على السفح الأيسر للجبل فهما قناة «يزيد» وقناة «ثورا»، وهما تسوقان المياه على طول سفح «جبل قاسيون» فعند خانق الربوة تنفصل قناة «بانياس وقنوات»، وقد حفرتا بالسفح العمودي الشمالي لجبل «المزة» على ارتفاع يقارب (10) أمتار عن المجرى الرئيسي لنهر بردى.

• اعتبُر اشتقاق (احتفار) هذه الأقنية بالصخور في منطقة جبلية وعرة من الأعمال المدهشة، التي تشهد على ما وصل إليه الإنسان من حضارة ورقيّ، كما اعتبر الترتيب الذي جرى في سير هذه الأقنية مثنى مثنى على السفوح الجبلية الشديدة الانحدار، جديرًا بالتقدير والإعجاب.

• كان حفر هذه الأقنية على عمق متر ونصف المتر، ولم يتجاوز عرضها ثلاثة أرباع المتر، وقد اخترقت العقبات الصخرية التي اعترضتها بأنفاق لبضع مئات من الأمتار في بعض الأحيان، ويقع معظمها بأماكن تهوي سفوحها على الوادي بشكل رأسي، ولهذا فإن هذه الأقنية تظهر للعيان تارة وتختفي تارة أخرى.

• ما إن تخرج فروع (قنوات) بردى من خانق الربوة نحو دمشق وبساتينها حتى تشكل شبكة واسعة، وتنفرج على شكل مروحة واسعة تلتقي مع المياه الهابطة من وادي منين حتى برزة، مشكلة جزيرة خضراء وسط السهوب القفراء والجبال العالية الجرداء.

• من هذه الفروع التي تتفرع من نهر بردى، ودور كل من هذه الفروع أو الأقنية بتزويد مدينة دمشق بالمياه:

-قناة يزيد :

¶ تعود هذه القناة إلى العهد الروماني، ثم وُسّعت زمن الخليفة الأموي «يزيد بن معاوية»، وهي تتفرع عن الضفة اليسرى لنهر بردى، على مقربة من بلدة الهامة، وهي قناة معلقة على سفح الجبل، من مكان التفرع إلى خانق الربوة، وهي تختفي في بعض المناطق كما هي في «بلدة دمر ومنطقة المنشار والربوة» لكونها محفورة ضمن أنفاق داخل الصخور.

¶ بعد أن تخرج قناة يزيد من خانق الربوة، تأخذ مجرى يساير سفح «جبل قاسيون»، لتتمكن من تزويد مساحة أكبر بالمياه، ومن ذلك «المهاجرين والمالكي وشارع الرشيد والعفيف والصالحية والشركسية وركن الدين ثم إلى القابون»، ويكون ذلك بوساطة تفرعات (مواصي) منها «ماصية الزعبي وماصية أبي العلاء وماصية الرشيد»، أما الدور التي أعلى من مستوى مياه قناة يزيد فقد استخدمت النواعير والآبار والأنفاق لتزويدها بمياه قناة (نهر) يزيد.

- قناة ثورا :

¶ هي أقدم عهدًا من قناة يزيد، ذلك أنها تعود إلى العهد الآرامي، وهي تتفرع أيضًا عن الضفة اليسرى لنهر بردى إلى الجنوب من «بلدة دمر»، بالقرب من موقع الشادروان، ومن الجدير بالذكر أن مياه قناة «تورا» تتضاعف بما يفيض إليها من مياه قناة يزيد وبخاصة عند خانق الربوة.

¶ يكون مجرى قناة «تورا» جنوبي مجرى قناة «يزيد، مارة بأراضي المهاجرين والحواكير وكيوان»، وحديقة «أبي العلاء فأبي رمان»، و«الجسر الأبيض وشارع الشهبندر»، ثم إلى «ركن الدين»، كما تمر بشارع «بغداد والديوانية فشارع حلب ثم إلى طريق دوما»، وذلك عبر أربعة فروع تتفرع لها قناة تورا، وهي «فرع أبي العلاء وفرع بوابة الصالحية وفرع شارع بغداد فضلاً عن فرع الكزبري فشارع حلب».

- قناة القنوات :

¶ يمكن أن تعتبر هذه القناة مع قناة «بانياس وقناة تورا» قنوات خاصة بمدينة دمشق، لاعتماد هذه المدينة على مياهها قبل اعتماد مدينة دمشق على مياه «نبع الفيجة».

¶ يعود تفرع قناة القنوات إلى العهد الروماني، فقد رفع الرومان هذه القناة فوق قناطر، وفي عهد المماليك جرت على قناة القنوات تبدلات عديدة، أعقبها تبدلات أخرى زمن العثمانيين، ما سمح بإيصال مياه القنوات إلى أكثر مناطق دمشق القديمة ارتفاعًا.

¶ تتفرع قناة قنوات عن يمين مجرى نهر بردى عند موقع «الشادروان»، وتبقى مياهها مكشوفة أثناء سيرها بمدينة دمشق، لكنها تختفي وسط «حي القنوات».

¶ عند وصول مياه «قناة قنوات» إلى قرب جامعة دمشق، فإنها تنقسم إلى قسمين قسم يُدعى «الخلخال»، وهو يتجه جنوبًا نحو «المزة وكفرسوسة والقدم» كما تتوجه مياه الخلخال إلى «باب سريجة وقبر عاتكة والميدان».

¶ أما القسم الآخر من مياه قناة قنوات فإنها تتجمع بطوالع توزع مياهها على الدور والجوامع والحدائق بدمشق.

- قناة بانياس :

¶ هي من الأقنية الرئيسة التي كانت تغذي مدينة دمشق بالاشتراك مع «قناة قنوات وقناة ثورا»، وهي تتفرع عن الضفة اليمنى لنهر بردى عند مخرجه من خانق الربوة، فتكون مياهها مسايرة للحافات الجبلية لجبل المزة، ثم تنحدر هذه المياه إلى أسفل جامعة دمشق.

¶ يمكن التميز بين «مياه قنوات» و «قناة بانياس» من وضع طوالع توزيع المياه بكل من القناتين، ذلك أن الطوالع التي ترتفع موزعات المياه بها إلى أكثر من مترين بشكل بارز عن الطريق العام، إنما هي طوالع خاصة «بقناة قنوات»، أما موزعات الطوالع التي تكون على علو نحو المتر فإن مياهها من «قناة بانياس»، وفي جميع الأحوال فإن بالإمكان اعتبار «الجامع الأموي» من أكثر الأماكن التي تختلط بها مياه «قناة قنوات مع مياه قناة بانياس»، فيتغذى منهما في آن واحد، وما يفيض من هذه المياه يتوجّه إلى حي القيمرية وإلى الأحياء المجاورة.

¶ باتجاه مياه قناة بانياس شرقًا، فإنها تمرّ بـ [ تكية السلطان سليم، فإلى محطة الحجاز بقناة جوفية تتفرع إلى جامع المولوية وتنكز وأسفل زقاق رامي ثم إلى سوق العتيق حيث تختلط مياه قناة بانياس مع مياه قناة ثورا، ثم تتابع قناة بانياس إلى السنجقدار وحمام الناصري وسوق الخيل، كما تنقسم قناة بانياس عند السنجقدار إلى فرعين، الفرع الأول هو فرع الطوير وهو الذي تحدّ مياهه سوق الحميدية والعصرونية وباب البريد، والسبع طوالع حيث تتفرع عنه مقاسم لطوالع تنحدر مياه موزعاتها نحو عدد من الجوامع وإلى حي العمارة وبين السورين لتنتهي مع مياه قناة باناس عند باب توما].

¶ أما الفرع الآخر فإن مياهه تمد ما بقي من [ السنجقدار والسروجية ومن ثم تتابع قناة بانياس طريقها إلى الحريقة والشاغور مرورًا بقلعة دمشق، وتجدر الإشارة إلى أن مياه هذا الفرع منها ما يتخذ طريقه إلى الباب الصغير والميدان، ومنها ما يتجه إلى بساتين الشاغور وباب شرقي.

- قناة الداراني :

¶ هي نسبة إلى بلدة «داريا»، وتتفرع هذه القناة عن الضفة اليمن لنهر بردى، قبل تقاطع الطريق العام مع السكة الحديدية، وتجري مياه هذه القناة بأراضي عميقة محفورة بالصخور وهي تختفي بعدة مواضع داخل الأنفاق حتى خانق الربوة.

¶ يقترب مجرى قناة «الداراني» من مجرى قناة «المزاوي» ثم تنعطف القناة لتصبح موازية لها وعدما تبلغ مياه الداراني مقسم التفلة بأرض «المزة» فأنها تشكل أربعة فروع:

[ فرعان يتجهان إلى أراضي مقسم طاحونة التوتة، حيث تغطي مياهه بساتين الخليح التابعة لداريا، في حين يتجه قسم آخر من مياه هذه القناة نحو كفرسوسة وأراضي الفحامة، كما يتجه قسم آخر من مياه الداراني إلى حي الميدان].

- قناة المزاوي :

¶ هي نسبة لأراضي «المزة»، وتتفرع مياه هذه القناة عن يمين مجرى مياه نهر بردى، قبيل بلدة دمر.

¶ مياه قناة المزاوي مكشوفة، ثم تختفي ولا يظهر من مياهها إلا عبر فتحات تعرف بالضوايات، وهذه الفتحات تساعد على كري (تعزيل) هذه القناة، ومن ثم تختفي مياه المزاوي بمجموعة من الأنفاق، تخترق بعدها منطقة المزة راسمة الحد الفاصل بين الأراضي المروية على يسارها، والأراضي الجافة إلى اليمن منها. فضلاً عن ذلك فإن لمياه قناة المزاوي مقاسم كان من أهمها:

*مقسم المرجانة وهو يسقي، أراضي الهيل والزيتون بحيث تصل مياهه إلى الجميرية.

*مقسم الشيخ قاسم الواقع خلف البلدية، وتنشق عنه قناة تروي أراضي القاطوع وأراضي جنينة البوابة.

* من تلك المقاسم: مقسم الجندي ومقسم الرّحيبي.

• يكمل «نهر بردي» جريانه بعد أن تتفرع منه الأقنية السابقة ويخترق "دمشق" القديمة شمال القلعة وتتفرع عنه قناتان، قناة "العقرباني" التي تتفرع عن الضفة اليمنى للنهر في ساحة "المرجة" وتتجه إلى "جرمانا" لتمر إلى "بيت سحم"، والقناة الثانية هي قناة "الدعياني" التي تتفرع عن الضفة اليسرى لنهر "بردى" عند منطقة "باب توما" وتتجه إلى "سقبا" و"حمورية" و"جسرين".

 

مواضيع مماثلة

أعلى