مالك محمد
كاتب محترف
لغة العرب
ذُكر الأشخاص الذين يحملون اسم عربي لأول مرة في نقش مسماري يعود تاريخه للقرن الثامن قبل الميلاد، وفي القرون اللاحقة ذكرت القبائل المسماة أرب الذين يتحدثون اللغة العربية في عدة مصادر على سبيل المثال في التوراة (إرميا 25:24)، واللغة العرية تنتمي لسلسلة اللغات السامية التي كانت تُستخدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفي الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة ازدهرت الممالك العربية الجنوبية مثل قبائل مناطق المينا والسابيين منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وكانت لغتهم هي العربية الجنوبية وهي لغة مرتبطة باللغات الإثيوبية، وحافظ عرب الجنوب على علاقات تجارية قوية مع الشرق الأوسط عن طريق التجارة البرية والبحرية، ومن خلال هذه الاتصالات انتشرت الهجن؛ أي الجمال في الشمال بعد أن كانت موجودة فقط في الجنوب، وكذلك تطورت اللُغة العربية أيضًا في المنطقة الشمالية في شبه الجزيرة العربية، ويوجد علامات عن وجود لغة اشتُقت منها اللغة العربية كانت موجودة في المنطقة.
وفي حوالي القرن الخامس الميلادي عاشت القبائل الناطقة بالعربية في أجزاء شاسعة من شبه الجزيرة العربية، وكذلك في المناطق الواقعة إلى الشمال من شبه الجزيرة كالصحراء السورية وصحراء سيناء، واستقر بعضهم في مناطق غير بدوية مثل مدينة حلب، وهذه القبائل التي استقرت في الشرق والشمال كانت مسيحية، أما القبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية فقد كانت من المشركين، ولقد ازداد نفوذهم كثيرًا عندما سيطروا على تجارة القوافل واستقروا في مناطق متعددة من الجزيرة أشهرها مكة، أما عن انتشار العربية الكبير فالسبب الرئيسي كان الإسلام الذي انتشر في كافة المناطق العربية بدايةً من مكة والمدينة.
ومن الأسباب الرئيسية أيضًا الكتاب الرباني القرآن الكريم الذي نزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العربية، وبعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم نشرت الفتوحات الإسلامية الدين واللغة العربية على مساحة شاسعة من الأرض وصولًا لأراضي إسبانيا والصين، واستُبدلت اللغات التي كان يتحدث بها السُكان الأصليون كالقبطية والفارسية والبربرية والسريانية باللغة العربية.[١]
وفي بداية الإسلام أصبحت اللغة العربية لغة الحياة السياسية ولغة العامة في الخلافة العربية الإسلامية، وخلال فترة انتقالية أصبحت اللغات الأصلية المستخدمة غير رسمية، ولكن تدوين اللغة العربية الفصحى بدأ من قبل النحويين خلال القرن الثاني للإسلام، وأقدم الوثائق العربية الإسلامية هو البردي المصري من القرن الأول للهجرة، ولكن كانت هذه الوثيقة تحتوي على أخطاء لغوية عربية، ومع نمو وازدياد معرفة القراءة والكتابة أصبحت اللغة أكثر شهرة وانتشارًا، وظلت اللغة العربية هي اللغة المُميزة في الممالك الإسلامية لأكثر من خمسة قرون حتى الغزو المغولي لبغداد في عام 1258ميلاديًا، وفي نفس هذا الوقت كان الممالك في مصر يستخدمون اللغة التركية فيما بينهم، بينما كانت العربية هي اللغة الرسمية، وعند ظهور العثمانيين كقوة عظمى استخدموا اللغة العربية كلغة ثانية، وأصبحت اللغة التركية القديمة هي اللغة المُهيمنة على المراسلات واللغة السياسية لأكبر دولة إسلامية لمدة تقارب سبعة قرون.[١]
أسهل اللغات تعلمًا للعرب
اللغة العربية هي اللغة الأساسية في العديد من البلدان بما في ذلك مصر، والعراق، وليبيا، والمملكة العربية السعودية، والمغرب وجميع الدول العربية، واللغة العربية هي أيضًا لغة القرآن، والمسلمون من جميع الجنسيات مثل الإندونيسيين يعترفون باللغة العربية، ويوجد بعض اللغات العالمية التي يصعب تعلمها للعربي، ولكن توجد بعض اللغات الأخرى التي يسهل تعلمها على العرب، وأسهل هذه اللغات هي اللغة الإسبانية، وتعد اللغتان الإسبانية والعربية من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، وهما من أكثر اللغات تشابهًا وسهولة في تعلمها من متحدثي اللغتين، ويعترف معظم المؤرخين أن هاتين اللغتين تشتركان في تاريخ مهم؛ إذ سيطر العرب على شبه الجزيرة الأيبيرية لفترة مُمتدة منذ عام 711 حتى عام 1492 ميلاديًا، وخلال تلك القرون أثرت اللغة العربية تأثيرًا عميقًا في اللغة الإسبانية، ولكن الكثير منا لا يدركون درجة هذا التأثير، والتأثير العربي على اللغة الإسبانية يمتد إلى ما بعد أسماء المدن والمناطق المعاصرة التي كانت في الأندلس، وربما تكون أبسط طريقة لرؤية هذا التأثير باللغة الإسبانية هي الكلمات الكثيرة المتشابهة والتي يتحدث بها كل يوم، لذى فإن اللغة الإسبانية هي اللغة الأسهل تعلمًا بالنسبة للعرب والعكس صحيح.[٢]
أسهل اللغات تعلمًا
توجد عدة لغات سهلة للتعلم بالنسبة للناطق بالعربية، واللغات سهلة التعلم بالنسبة للعرب من بعد اللغة الإسبانية هي:[٣]
- لغة الماندرين الصينية: وهي تُعد من اللغات الشرقية الصعبة لأنها مختلفة تمامًا عن اللغات الغربية، ومع ذلك نتفاجأ لمعرفة مدى بساطة قواعد اللغة الصينية بالنسبة للعربية، ومعظم كلمات الماندرين لها معنى واحد واضح ولا يوجد مرادفات، وحتى إذا غيرنا ترتيب الكلام فسوف نفهم هذه الكلمات، والنظام الصوت الصيني يسهل تعلمه بالنسبة للعرب.
- لغة الملايو: يتحدث بها حوالي 300 مليون شخص حول العالم، وهي لغة سهلة للتعلم بالنسبة للعرب بسب سهولة صيغ الجمل والجمع وحالات النحو الموجودة في اللغة.
- اللغة الأفريقانية: واحدة من اللغات غير المنتشرة عالميًا، ويتحدث بها حوالي 8 ملايين شخص في جنوب إفريقيا وناميبيا، وهي لغة جرمانية غربية سهلة ومعظم مفرداتها تأتي من الهولندية، وفيها كلمات مُستعارة من البرتغالية والماليزية.
- اللغة الفرنسية: اللغة الفرنسية لغة سهلة التعلم، وحوالي ثلث المفردات الإنجليزية هي بالأصل مأخوذة من اللغة الفرنسية، ومن السهل أيضًا على متحدثي اللغة الإنجليزية فهم الكثير من الكلمات المكتوبة باللغة الفرنسية، وبسبب تشابهها مع اللغة الإنجليزية فهي لغة سهلة التعلم بالنسبة للعرب.
- اللغة الإيطالية: من أسهل اللغات للتعلم هي اللغة الإيطالية، ويسهل تعلم اللغة الإيطالية إن كان المُتعلم يعرف اللغة الفرنسية أو البرتغالية أو الإسبانية، ومن السهل تعلم نطق الإيطالية لأنها تحتوي أيضًا على إملاء سهل وقواعد سهلة التعلم.
- اللغة اليابانية: قد تكون هذه المعلومة مفاجئة أيضًا، وهي أن اللغة اليابانية سهلة التعلم بالنسبة للعرب، وما يجعل اللغة اليابانية سهلة هي حقيقة أن اليابانيين ليس لديهم العديد من الاختلافات الصوتية عن اللغة العربية مما يُسهل تعلم هذه اللغة.
مؤشرات سهولة اللغة
يجب أن تتوافر صفات محددة في اللغة حتى تكون سهلة التعلم، ويجب أن يكون في المتعلم عدة صفات رئيسية كذلك، وهذه الصفات هي:[٤]
- الدافع الخاص بتعلم اللغة الأخرى.
- اللغة الأم يجب أن تكون مرتبطة باللغة المُتعلمة.
- تؤثر اللغات التي نتحدثها أو التي ترعرعنا بسماعها من أسرتنا على مدى سهولة تعلم اللغات الأخرى.
- سهولة القواعد والنغمات ونُظم الكتابة في اللغة المُتعلمة.
- يوجد علامة على سهولة اللغة وهي تعلم الأطفال لها بسرعة.
